|
أين أنت ياصغيري !!
أخي الصغير : رحمك الله رحمة واسعة ,, حملتك كثيرا ,, وأحببتك كثيرا ,,
وخالفتك كثيرا ,, وخاصمتك كثيرا ,,
كنت أراك أمامي وكنت تهرب مني ,,
كنت أقربك إلي وتبتعد عني ,,
لم أكن أعرفك جيدا ,,
لم أرو عطشي منك بعد ,,
لم أحقق أمانيك ورغباتك ,,
لم أدر ماهي طلباتك ؟
لأنك كنت تعطي وقتك لأصحابك وأقرانك ,,
وأما أنا فلي فقط تقديرك واحترامك ,,
كنت معهم وتلازمهم وتهرب مني إليهم ,, فهل فقدوك كما أفتقدك ؟
أراك في كل زواية ,, وفي كل غرفة ,, وفي كل حارة ,, وفي كل مكان ,,
أراك أمامي ,, أتذكر تفاصيلك ,, أتأمل أوصافك ,,
أتذكر ضحكاتك ,, أتذكر نظراتك ,, أتذكر كلماتك ,, أتذكر طموحاتك ,,
أتذكر ذلك الجسم النحيل ,, والوجه الجميل ,,
يالك من برئ ,, يالك من بسيط ,,
أسأل الله أن يتجاوز عنك ويغفر لك ,, ويرحمك برحمته ,,
وأن يلهم والدينا الصبر والسلوان ,,
فكل تهون مصيبته مع مصيبة الوالدين ,,
,,,,
ليست المصيبة في الموت ,, فكلنا سنموت ولكن المصيبة في أن أرى دموع أبي وأمي ,,
إن أتيت إليهم لأواسيهم أنهرت أمامهم وإن ذهبت عنهم لم يطاوعني قلبي على تركهم
,,
,,,
كم نحن محظوظون بهذا الدين العظيم ,, فاللهم زدنا إيمانا ويقينا ,, فالتعزية وحضور
الناس فيه أنس لأهل الميت والبقاء لأطول وقت ممكن فيه مواساة لا يعرفها إلا من عاشها
فلا تحرموا من أصيب بمصيبة من وقفتكم ففيها والله تخفيف عنهم ,, فلا تحرموا أنفسكم
الأجر ,,
,,,
نعم الإتصال قد يغني عن الحضور ولكن الوقوف في وقت الشدائد لا يعدله وقوف ,,
ومن وقف معي ساعة في مصيبتي يعدل من وقف معي ألف ساعة في فرحي !! .
,,
في الشدائد يتبين معدن الرجال ,, كم نخدع بكثيرين ؟ وكم نظلم كثيرين ؟
,,,
أعرف من سيفتقدك أكثر فلازمه أكثر ,, فالوالدين هم أولى الناس بصحبتنا ,,
وهم من سيفقدنا كثيرا ,,
,,,,
ربما لا نعرف قيمة الشئ إلا عند فقده !!
,,,,
أخيرا :
قضاء الله لا راد له ولم أكن أرغب أن أحملكم هما على همومكم فكل فيه ما يكفيه
من هموم الدنيا ومشاكلها ,,
ونسأل الله أن يجعل مانلاقيه تخفيفا لذنوبنا ورفعة في درجاتنا ,,
ولكن الأخ سعد 2004 بادر بإبلاغكم فجزاه الله على مبادرته التي لم أكن أعلمها ,,
وجزى الله خيرا كل من قام بالتعزية ,, لا أراكم الله مكروها ,,
|
الوضع الشجري
