قبل ان ابدأ مشاركتي يجب ان اشير انني منذ عدة سنوات وانا من اشد المتابعين لجريدة الهدف الكويتية الاسبوعية ...
وذلك لتنوعها ... وجرئتها .... وخروجها عن الروتين ....
كما انني من اشد المعجبين باحدى زويا الجريدة والتي تحمل الزاوية عنوان ( انتباه ) للكاتبه ( نجود ) ...
وفي العدد الاخير للجريدة ( 1891 ) بتاريخ 1 / 1 / 2005 م نشرت هذه الكاتبة مقال يكتب بماء الذهب ...
مقال رائع ... روعته تجلت في صدق الكاتبة وقوتها وصراحتها في انتقاد وزير الصحة الكويتي ...
لم تجامل ... لم تخاف .... لم تسير في الطريق الذي يسير فيه اغلب الصحفيين من اخفاء الحقائق ومجاملة المسئولين ...
تكلمت كما يجب على الصحفي الامين ان يتكلم ...
تكلمت بحرقة ... بألم ... غبيرة على شعبها ومواطنيها ...
.
.
.
كان عنوان المقال :
انتظروا عقاب الله !
ذكرت الكاتبة في بداية المقال قصة مؤلمة لمواطنه كويتيه ذهبت بابنها الى عدة مستشفيات ... وكل دكتور يعطيها وصفة جديدة .. وكل مستشفى يحوّلها على الاخر ... وكل صيدلي يتفلسف عليها ... كانت تبكي بين ايادي الاطباء خوفاً على فلذة كبدها ... ومع ذلك لم تجد من يرحمها ... او يعطف عليها ....
هذه القصة باختصار شديد مني ( بامكانكم العودة الى المقال ومتابعة احداث مثيرة في القصة )
القصة تحدث دائماً في بلادنا العربية ... ولا جديد فيها ... وهي تحدث بصفة يومية عندنا هنا في السعودية ...!!!!
ولكن الجديد في القصة هو ما ذكرته الكاتبة بعد ذكرها القصة ...
أنظروا الى الجرأة ... القوة ... الصراحة في كل حرف :
تصوّر يا ابومحمد ( وزير الصحة ) لو انك او احد افراد اسرتك لا قدر الله عشتم وقائع هذه المأساة كما حدث للمواطنة (م) وطفلها (ف) فماذا سيكون ردة فعلكم ..؟؟ بالطبع هذا الامر لن يحدث لكم لانكم فوق فوق بينما نحن على ما يبدوا تحت تحت ...
للعلم فقط يا ابومحمد أن هذه المواطنة كانت تدعوا ربها بأن يقتص لها من كل متخاذل ومتقاعس وعديم ضمير في وزارة الصحة ... نعم كانت تدعوا على المسئول الكبير قبل الصغير ... خاصة اولئك الاطباء والصيدلي وجميع من تسبب في معاناتها وطفلها المريض .. فلينتظر كل واحد منهم حسابه يوم الحساب بالعدل والقسطاط ... فسبحانه يمهل ولا يهمل ...
هذه المواطنة لم تأخذ حقها منكم في الدنيا ( يا وزير الصحة ) ولن تأخذه لآنها رفضت رفضاً قاطعاً اي اجراء بهذا الخصوص ... لانها تتمناه وتريده منكم ومن موازين حسناتكم في الاخرة ... فتأخذ وتأخذ حتى لا يتبقى لأحد حسنة واحده تنجيه من عذاب اليم ثم تزيدكم من سيئاتها ... فلا تكتفي بذلك الاّ وقد اقتصت منكم القصاص الذي يستحقه كل من تسوّل له نفسه العبث بأرواح خلق الله ....!
ما بيني وبينكم يا وزير الصحة هو الله الحكم العدل لذا فاني سانشر كل ما يصلني من شكاوي ومظالم وآهات تسببت فيها وزارتكم سواءً كانت من كويتي او هندي ... ولن اتردد - كعادتي - بتوضيح ملامح الصور المعتمة في كواليس وطني ... فأهل الكويت ادرى بآهاتها ...!
.
.
.
سلمت يداك يا نجود ... ولله درك من كاتبة ...
وللمعلومية فلم انشر سوى ربع مقالها الصارخ ...
اين انتم يا اخوتي الصحفيين والكتّاب من هذا الطرح ... من هذا النقد ... من هذه الصراحة ...
صحافتنا اصبحت مشهورة بالتطبيل ... معروفة بالتزييف ... متميّزة بقلب الحقائق ...
اين الصحفي او الكاتب الذي لا يخاف في الله لومة لائم ... او صرخة مسئول ...
اين الكاتب الذي يقول الحق ... ويكتب بصدق ... رضي من رضي ... وزعل من زعل ...
انا لااقول جميع كتابنا هكذا ... ولكنهم للاسف الشديد قلة وقلة جداّ ولا يتجاوزون اصابع اليد الوحده ...!!!
ويجب ان اشيد في هذا المقام بالكاتب الرائع الصريح القوي صالح الشيحي من جريدة الوطن ... الذي اعتبره الاميز دون مقارنة في الآونة الآخيرة ...
.
.
.
أرجوا ان يكون الموضوع اعجبكم ...
.
.
.
على فكرة الخط الاحمر للكاتبة نجود ... وما سواه هلالي وان جار الزمن
تحياتي لهذه الكويتيه ... يا ليت في بلادنا مثلها ....!!! 
الوضع الشجري
