سلاما معطرا ينتشر في الأرجاء
وحضورا يكتسب الإخاء
وتواصلا مع حروف الوفاء



زلزال مدمر ، عواصف هوجاء تقتلع الأخضر و اليابس ، مد جزري ، هو الأعنف خلال عمرنا القصير ،
مشاهد مؤلمة ،، جثث متناثرة ، مساكن مهدمة ، سيول جارفة ، أوبئة ستتفشى ،، الكل ينظر ،، ويفاجأ بما حصل ، مشاهد ربما كانت أقرب لشاشات السينما ، حقا ،
فذلك يركض على أمل النجاة ، وآخر يتشبث ببصيص أمل للحياة ، وآخر وقف مذهولا مما يرى ، كل شيء مختلف في جنوب شرق آسيا في أرض بخيراتها وفيرة ، وبطبيعتها ساحرة ، لكن ما الذي حصل ؟ وما الذي حل ؟
في لحظة من اللحظات تحول الجمال إلى دمار ، والمناظر الطبيعية إلى كارثة بشرية وطبيعية ،، أزهقت الأنفس بطوفان آسيا وأزهق قرابة 120 ألف شخص ،، والمصابين كذلك
تنقلنا المشاهد ، لنرى العجب العجاب ، لتسبقنا الدموع وتتحدث ، عن ما حصل ؟
هل يمكن أن نقول بأنها " فاجعة القرن " أم " كارثة القرن " أو الطوفان المدمر "
مهما اختلفت المسميات تبقى القدرة الإلهية حاضرة ، لنكتشف عجز الإنسان الضعيف البسيط أمام قدرة الله عز وجل ،،
قال عز وجل : (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ) سورة فصلت آية 53

فهل المشاهد المؤلمة تترك أثرها على الأنفس البشرية ، فما حدث إلا تخويفا مصداقا لقول الله تعالى ( وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا ) سورة الإسراء 59 وقال تعالى : (قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ ) سورة الأنعام آية 65
وروى البخاري في صحيحه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : لما نزل قول الله تعالى قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعوذ بوجهك ، قال : أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ قال : أعوذ بوجهك وروى أبو الشيخ الأصبهاني عن مجاهد في تفسير هذه الآية : (قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ )قال : الصيحة والحجارة والريح . ( أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ )قال : الرجفة والخسف .
نعم ما يصيبنا ويصيب العالم اليوم بما كسبنا وعملنا ميثاقا لقول الله تعالى : (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ) سورة الشورى آية 30 وقال تعالى : (مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا) سورة النساء آية 79



نعم عمل الإنسان يقود إلى حدوث الكوارث ربما تقول كيف ؟
قف للحظة وقلب شريط حياتك جيدا ؟
لترى كم من مصلى لبى نداء صلاة الفجر ؟
لترى كم من سفور أصاب فتيات ونساء المسلمين اليوم ؟
لترى بأن الكثير غفل عن أمر النهي عن المنكر والأمر بالمعروف ؟
فالمحرمات حللها البعض بغرض اللهو والتسلية وقضاء الوقت
الكثير ارتدى رداء الرشوة ، والكثير والكثير والكثير
علمت أيها الإنسان الضعيف بأن ما أصابنا اليوم بسوء علمنا ؟
تذكر حال الأمم السابقة فكيف كانت النهاية ؟
ستجد بأن الصيحة والخسف والغرق كانت نهايتهم مصداقا لقول الله تعالى : (فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ) سورة العنكبوت آية 40

وقال العلامة ابن القيم - رحمه الله - ما نصه : (وقد يأذن الله سبحانه للأرض في بعض الأحيان بالتنفس فتحدث فيها الزلازل العظام ، فيحدث من ذلك لعباده الخوف والخشية ، والإنابة والإقلاع عن المعاصي والتضرع إلى الله سبحانه ، والندم كما قال بعض السلف ، وقد زلزلت الأرض : (إن ربكم يستعتبكم) .

وروي أحمد من حديث أم سلمة رضي الله عنها قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إذا ظهرت المعاصي في أمتي عمهم الله بعذاب من عنده ، فقلت يا رسول الله ، أما فيهم يومئذ أناس صالحون ؟ قال : بلى ، قلت : كيف يصنع بأولئك ؟ قال : يصيبهم ما أصاب الناس ، ثم يصيرون إلى مغفرة من الله ورضوان )

و عن أنس بن مالك : ( أنه دخل على عائشة هو ورجل آخر ، فقال لها الرجل : يا أم المؤمنين حدثينا عن الزلزلة ؟ فقالت : إذا استباحوا الزنا ، وشربوا الخمور ، وضربوا بالمعازف ، غار الله عز وجل في سمائه ، فقال للأرض : تزلزلي بهم ، فإن تابوا ونزعوا ، وإلا أهدمها عليهم ، قال : يا أم المؤمنين ، أعذابا لهم ؟ قالت : بل موعظة ورحمة للمؤمنين ، ونكالاً وعذاباً وسخطاً على الكافرين ..)

ولقد وضح صلى الله عليه وسلم أسباب هذه الزلازل فقال فيما رواه الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا اتخذ الفيء دولا ، والأمانة مغنما ، والزكاة مغرما ، وتعلم لغير الدين ، وأطاع الرجل امرأته ، وعق أمه ، وأدنى صديقه ، وأقصى أباه ، وظهرت الأصوات في المساجد ، وساد القبيلة فاسقهم ، وكان زعيم القوم أرذلهم ، وأكرم الرجل مخافة شره ، وظهرت القينات والمعازف ، وشربت الخمور ، ولعن آخر هذه الأمة أولها فليرتقبوا عند ذلك ريحا حمراء وزلزلة وخسفا ومسخا وقذفا وآيات تتابع كنظام بال قطع سلكه فتتابع ) رواه الترمذي

فالزلازل من أشراط الساعة التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن كثرتها في آخر الزمان فقال فيما رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم ويتقارب الزمان وتكثر الزلازل ، وتظهر الفتن ، ويكثر الهرج " قيل وما الهرج يا رسول الله ؟ قال : ( القتل القتل ))



يا غافل تذكر قول الشاعر

فلا تغرنــكَ الـدنيا وزينَتُهــا *** وانظر إلى فعلها في الأهلِ والوطـنِ
وانظر إلى من حوى الدنيا بأجمَعِهَا *** هل راحَ منها بغيرِ الـزادِ والكـفنِ
يا نفسُ كفي عن العصيان واكتسبي *** فـعـلا جـميلا لعلَّ اللهَ يرحمني

تأمل أخي الكريم أختي الكريمة

لو كنت أنت ذاك الشخص المشرد ؟ كيف هو حالك ؟ وأنت تصارع الموت وحدك ؟
تخيل أنك تبحث عن الأنقاض والجثث عن أقاربك ؟
تدور شرق الأرض المنكوبة وغربها بحثا عن طفلك الرضيع ؟ أو زوجتك المسكينة ؟ أو أمك المريضة
تخيل ذلك الحال ؟ وأنت تبحث عن أفراد أسرتك ؟ من بين الأنقاض والشتات
تخيل بك في هذا الحال ؟
فبما ستجيب ؟



أخواني أخواتي
نحن في نعمة عظيمة ، وألاء جسيمة ، لا يعرف قدر النعمة إلا من فقدها ، فالواجب أن نصون النعم ، ونشكر المعطى جل وعلا على ما أعطى ، بالشكر تدوم النعم مصداقا لقوله تعالى : لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ " سورة إبراهيم آية 7
الأيام تجري ، والسنوات تطوى ، والأحداث تتواصل ، فهل أقبلنا بقلب صادق مخلص لله ، طمعت الأنفس في رحمته ، وخافت من عقابه ، هل اقبلنا على الله وأنطرحنا بين يديه ، والاعتراف سابقنا لذلك الأنطراح ،
أم أن الحوادث السابقة تمر علينا كمر السحاب ، نتأثر لدقائق معدودة ولساعة حدوث الخبر ، وتغرنا الدنيا بما فيها من طول أمل ، نقبل على الدنيا ومباهجها

فيا نفس توبي ، وإلى الله عودي ،
فهل نستغل " خير الأيام " أيام العشر بما ينبغي ، نستغل دقائقها ، ونعمر ساعاتها ، بالأعمال الصالحة
شهد أنها أعظم أيام الدنيا، وجاء ذلك في أحاديث كثيرة منها: قوله (ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر، فقالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء)
وقوله : (ما من أيام أعظم عند الله، ولا أحب إليه من العمل فيهن، من هذه العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد)



~ فاصلة وطنية ~ :

يدق أصحاب الفئة الضالة المسمار الأخير في نعشهم بعد الحادث الفاشل على رياض العز والمجد ، ويواصل صبية هذا الوطن بأعتداء غادر ، بعنوان فاشل ، ليثبت هؤلاء بأنهم وجودهم بلا هدف ،، حفظ الله بلادنا من كل مكروه

قصص للعبرة :

وقال سوتيبونج (26 عاما) ان ابنه كان يلعب قرب منزلهم الخشبي الصغير حين دمرت امواج المد منتجع خاو لاك.وأضاف سوتيبونج الذي يعمل صيادا لرويترز "كنت مقتنعا أنني فقدته. كنت على مبعدة نحو ثمانية كيلومترات قبالة الساحل في زورق مع صديق حين ضربت الامواج الشاطئ. طفونا في البحر لاربع أو خمس ساعات قبل انقاذنا."

نجت صبية هندية عمرها 13 عاما بعد ان ظلت في البحر يومين تشبثت خلالها اولا بباب ثم شجرة ثم حقيبة في جزر اندامان ونيكوبار النائية قرب ميانمار واندونيسيا.وقال رام كابس نائب حاكم المنطقة للصحفيين "حين جرفتها المياه طوال يومين واجهت سلاحف وأفاعي اثناء الليل."استطاعت في النهاية أن تبذل ما يكفي من جهد لتصل الى قرية على ساحل كار نيكوبار حيث قدم لها الناس بعض مياه جوز الهند وبعض الطعام ونقلوها الى مخيم الانقاذ."
قصص ناجين وضحايا وسط أمواج تسونامي نقلا عن موقع CNN

~ أمواج بحرية ~

• 26 ديسمبر 2003 زلزل يضرب مدينة بم الإيرانية أدت بحياة 31884 شخصا إضافة إلى 18 ألفا جرحوا ، ليشهد عام 2003 نهاية حزينة ، وها هو المشهد يتكرر للعام الثاني على التوالي أستيقظ العالم على كارثة أخرى ب 26 ديسمبر 2004 لينتهي مشهد 2004 بأسوأ كارثة ..

• 50 ألف طفل على الأقل لقوا حتفهم في طوفان آسيا فأي مصير ينتظر البقية ..

• القدرة الإلهية أبقت المساجد في اندونيسيا باقية

• زلزل سومطرة خامس أشد زلزال منذ عام 1900م

• إنجاز طبي سعودي لم يعد مستغربا بعد عملية فصل " أولغا وداريا " فشكرا لله على الفضل ثم الشكر للكفاءات السعودية الطبية ،، فشكرا لكل عطاء مخلص ،، شكرا للدكتور الربيعة ورفاقة ،، شكرا لولي العهد صاحب القلب الكبير ،، شكرا لكل من ساهم في أنجاح العملية الشكر يتواصل بعد شكر الله تعالى

• دعوا النجوم تلمع فوق رأس الأمير إنها بادرة طيبة الأمير علمنا معنى أن يكون لك قلب " رسالة من بولندي نشرت في جريدة الوطن السعودية ، لا تحتاج إلى تعليق



~ صورة تغني عن الكثير ~



تواصلا بعطر الأخاء للجميع ، ودام الجميع والوطن في رعاية الله