السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يأتيك الخبر فتفجع وكأنك لاتدري أنه آتي !! .. تأخذ من تحب وتحمله الى منزله الجديد .. تحفر الأرض وتهيل عليه التراب بيديك !! ثم ............ تغادر .... تبكي ثم تبكي ثم تبكي
ثم ماذا بعد ..؟!!..
سيرق قلبك كثيراً خلال هذه الأيام .. تحس أن هناك من يحتاج مساعدة فتسرع اليه .. مالك الذي كنت تخاف عليه تهبه لأعمال الخير .. أقاربك الذين نسيتهم تبحث عنهم لتصلهم .. صلواتك التي اهملتها تلتزم بها .. ومسجد الحي الذي يشكو جفاءك تملأه بحضورك .. حتى لسانك الذي كنت تمارس به افعال السيوف تبدأ بإعادة تأهيله .. تبحث عن الكلمة الطيبة في كل مجال ..
هكذا نفعل وكلما مرت بنا الأيام وتباعدت الخطى بيننا وبين حزننا نبدأ بالبحث عن الثياب القديمة لنلبسها وكأن شيئاً لم يكن ..!!
أما ذلك الحبيب الذي أودعته الأرض فلم يعد له من الأمر الا ماقدم وماجاء في الحديث عن الولد الصالح والصدقة الجارية .. رحل بماقدم حسن كان أم غير ذلك .. رحل الي الحساب بعدما كان يملك الوقت الكثير لجمع الخيرات ..
اذاً ياأخوتي .. مابالنا لانتعض من هذه الحياة القصيرة .. (الدنيا) .......
لماذا نطلق لأنفسنا العنان لنجرح فلان ونلقب فلان بأبشع الصور .. لماذا ننسى أننا عبيدلله وأننا سنحاسب يوماً ما عن كل شيء ....
****سررت كثيراً للوقفة الرائعة والتفاعل الكبير مع وفاة النجم الكبير سعد الدوسري رحمة الله عليه هو ومن مات معه وهذا والله ليس بغريب على مثلكم فنحن ولله الحمد في هذا الوطن اسرة واحدة نفرح لفرح بعضنا ونحزن لحزننا واسأل الله أن يجعل ذلك في موازين حسناتكم وارجوا ان تتعضوا فلا شيء في هذه الحياة يستحق الخطأ ..
...............................................................
سعد الوسري
مثلكم تماما فجعت برحيل سعد رغم انني أعلم ان الموت قريب من كل نفس .... انهالت علي الرسائل على جوالي حتى عجزت عن الحديث .... رحمك الله ياسعد واسكنك فسيح جناته
** لسعد رحمه الله موقف معي اعلنه للمرة الأولى .. فأنا أعمل من اجل الهلال بعيداً عن الأمجاد الشخصية .. أجتهد حتى لو لم أوفق ..
ذات مساء هاتفني سعد رحمه الله وهو لاعب بالنادي الأهلي يطلب مساعدتي في نقله للهلال .. فرحت كثيراً برغبته لأنني اعرف قدرات سعد الهائلة وكان رحمه الله يشتكي من وجوده في جده ..
وعدته خيرا وبدأت احيك الخطط .. اتصل بهذا وبذاك .. حتى استطعت ربط سعد رحمه الله بالأمير بندر بن محمد وبالشيخ عبدالرحمن بن سعيد .. كان هناك خلاف على المبلغ بين الهلال والأهلي وبإتصالات مستمرة حسمنا 450 الف ريال ومع هذا لم تفلح المحاولات .. المهم أن فترة الإنتقالات أنتهت وكان ذلك في عهد ادارة سعود بن تركي وكنت ايامها اتلقى عشرات الاتصالات من سعد ومن سوء الحظ حينها أن الهلال كان مشغول بخطف سيرجيو فالمبالغ وجهت لسيرجيو وبعد فشل الصفقة كانت فترة الانتقالات قد انتهت ..
في العام التالي تواصلت المفاوضات بعيداً عني ويوم من الأيام كنت في منزل الأمير الخلوق عبدالله بن مساعد وذكر أن سعد خرج للتو وأنه اتفق معه على الإعارة كخطوة أولى وبحمد الله تمت الصفقة وحقق سعد امنيته .. الشاهد في الأمر انني حينما لمست حب سعد للهلال كنت اخبره اخبار طيبة عن الإنتقال لأعيق أي تحركات أخرى وأكسب مزيد من الوقت وبالفعل نجحت ولله الحمد حتى جاءت الفرصة من رجالات الهلال وانظم سعد للهلال ..
ماذكرته ليس بحثاً عن مجد شخصي ولكن لأخبركم أنني أعيش جرحاً أكبر مما تتصورون فقد عشت مع سعد لحظات حلم وتحقيق طموحات وللعلم لم أقابله الا من بعيد فقد كانت كل اتصالاتنا هاتفية ..
رحمك الله ياسعد رحمة واسعة واسأل الله أن يجعل قبرك روضة من رياض الجنة وأن يسكنك فسيح جناتك ويلهم أهلك ومحبيك الصبر والسلوان ..