ما بين الرغبة فى الانتقام وتأكيد الذات ، وإزاحة رفاق الأمس وإثبات الأفضلية على مستوى القارة العجوز ، تتوزع تلك الرغبات المشاعر المختلفة على المباريات الثمانية لدور الـ16 من دوري أبطال أوروبا ، إلا أنها تتجمع في مباراة واحدة هي مبارة تشيلسي الانجليزي وبرشلونة الاسباني ، والتي يرى البعض أنها مواجهة بين أكثر فرق أوروبا تألقا هذا العام.

ولعل البرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني لتشيلسي هو أكثر من تعنيهم هذه المواجهة على المستوى الشخصي ، خاصة وأنه يملك أربع سنوات من العمل كمترجم ومساعد مدرب بنادى برشلونة فى الفترة بين 1996 و 2000، كما كان أحد أفراد طاقم برشلونة الذى أقصى تشيلسى نفسه فى ربع نهائى بطولة عام 2000.

نجله ولد فى كاتالونيا ، و لاعبه المفضل ديكو هو دينامو برشلونة هذا الموسم ، وقد أجرت صحيفة "أس" الاسبانية حواراً مع المدرب البرتغالي حول توقعاته ورأيه الخاص فى تلك المواجهة النارية بين متصدري الدوريين الانجليزي و الاسباني.
سيد مورينيو ، لقد أفصحت من قبل عن رغبتك الشخصية فى مواجهة برشلونة فى مرحلة مبكرة من دورى الأبطال هذا الموسم ، فهل أنت سعيد الآن؟

لقد أسعدتنى القرعة كثيراً ، و هذا لأسباب عاطفية بحتة ، فقد كنت أتمنى دوماً العودة إلى برشلونة بعد غياب أكثر من أربعة سنوات كاملة ، كما أن الجميع أيضاً يتحدث عن برشلونة حالياً بصفته الفريق الأفضل فى اوروبا ، ونحن فى تشيلسي نريد اللعب مع الفرق الكبرى ، وأنا سعيد بالعودة إلى كامب نو كمدرب حاصل على دوري أبطال اوروبا من قبل ومدير فني لفريق بحجم تشيلسي.

ما هى الذكريات التى تحملها منذ فترة عملك ضمن الجهاز الفنى لبرشلونة؟

أنا أعشق المدينة ، الجمهور ، والنادي هناك ، ففى كل ركن من أركان المدينة لدى صديق ما. لقد كانت حقبة رائعة على المستويين الشخصي و المهني بالنسبة لي ، فهى أخر سنواتي كمساعد مدرب قبل أن أصبح مديراً فنياً ، وقد تعلمت كثيراً من روبسون وفان جال ، كما أن التواجد برفقة أسماء مثل جوارديولا ، رونالدو ، ستويشكوف ، فيجو وريفالدو كان شيئاً رائعاً.

من وجهة نظرك ، ما هو سر التحول الكبير الذى عرفه برشلونة فى الفترة الأخيرة؟

تغيير إدارة النادي كان عاملاً حاسماً فى تشكيل صورة برشلونة الحالية ، إنها مجموعة عمل شابة لديها الرغبة فى تحقيق انجاز ما ومدعومة من لاعبين سابقين بالفريق على علم تام بأجواء النادى. و لعل هذه الإدارة أثبتت طريقتها فى العمل عندما ألهب الجمهور والإعلام ظهر ريكارد الموسم الماضى بسبب النتائج السلبية ، إلا أن القائمين على الإدارة تمسكوا بالرجل ، و ها هو الفريق يحصد ثمار هذا على أكمل وجه.

كيف ترى أسلوب لعب برشلونة؟

إنهم يريدون الفوز ويسعون لتحقيقه عن طريق لعب كرة قدم جذابة ، وهذا يعد شيئاً نادراً هذه الأيام ، فمعظم فرق دوري الأبطال تريد الفوز ، لكنها لا تلعب من أجل تحقيق هذا. فريق برشلونة يظهر هذه الرغبة و هذا الإصرار على أرض الملعب ، وأنا اعتقد أن مواجهتنا القادمة معهم ستكون بمثابة تحفة كروية ، وبالمناسبة لا تفوتنى تحية صديقي ديكو نجم برشلونة الحالي ولاعبي السابق فى بورتو ، فصداقتنا ستتوقف لمدة 180 دقيقة أثناء مبارتي الذهاب و العودة.



لقد كنت أحد أفراد الجهاز الفنى لفريق برشلونة الذى أقصى تشيلسى من ربع نهائى دورى الأبطال عام 2000 ، فلقد خسر الأسبان 1-3 فى لندن ، لكنهم فازوا 5-1 فى الكامب نو ، كيف كانت اجواء تلك المواجهة؟

تشيلسي كان فريقاً متميزاً آنذاك ، وفى حقيقة الأمر لم نستحق إحراز هدفاً فى ستانفورد بريدج فى المباراة الأولى ، وهو الهدف الذى أحدث فارقاً معنوياً لبرشلونة فى مباراة العودة ، لكن فريق تشيلسى الحالي أقوى ذهنياً ولديه الكثير من الثقة ، وبإمكاننا الفوز على أي فريق لو حافظنا على مستوانا الحالى حتى شهر فبراير موعد مباريات الدور الثانى من البطولة.


إنها مواجهة بين متصدر الدوري الإنجليزي مع متصدر الدوري الأسباني ، فهل هناك من تكهنات مسبقة؟

ما يمكن قوله هو أن شبح الهزيمة يحيط بالفريقين ، ولايمكن ضمان تجنبه.


ابنك ولد فى ولد برشلونة ، فأى من الفريقين سيقوم بتشجيعه؟

إنه يحمل جواز سفر أسبانى، و هو فتى كاتالونى صميم ، إلا أنه سيكون مع تشيلسي بنسبة 120 %.