
22/11/2004, 07:12 PM
|
زعيــم نشيــط | | تاريخ التسجيل: 08/09/2000 المكان: الرياض
مشاركات: 565
| |

كيف عكس "التمياط" صورة رائعة للشباب السعودي في الخارج؟ أحمد داعيا إلى ثقافة واعية للسفر
كيف عكس "التمياط" صورة رائعة للشباب السعودي في الخارج؟ عزيزي رئيس التحرير
ما يثير فؤاد الكثيرين العجب من مغبة ما يقوم به بعض ابناء البلد خارج القطر الغالي, وقد تمثلوا بمنهاج لا يمت بصلة لعادات اهل البلد, ولذا نرى من بعد ذلك من الغير من يدبج فينا المقالات ويحكي السوء بكل فداحة ويرشق بعباراته الجميع, وان كنا لا نبرر له ذلك, إلا ان لهذا الموضوع أكثر من وقفة ذات جدية, تسبر فيها اغواره وتتناول نقاطه بشكل حواري يهدف الى الوصول الى حلول ذات مقدرة على تبديد ظلمة هذه المشكلة, فلان يقوم فرد منا بتشويه صورة البلاد بأكملها لأمر فيه حيف وقصور, وطمس قيمها واخلاقها فور مغادرة بقعة بلاده, لينقل هناك للآخرين صورة غاية في السوء والاشمئزاز عن عادات بلادنا وقيمهم الراسخة ويعيث هناك فسادا ويلفت الانظار لوقاحة فعاله وسوء تصرفاته, وقد استحكم ظروفا صيرته موطن احترام وتقدير في حين لم يحترم هو تلك الظروف, وبدا متسلطا متبخترا غايته مناه وما يريده هواه, غير مبال بأنه محل كثب ومراقبة من الاخرين وما ان يشاهدوا تلك الافعال, حتى تنطبع الصورة في مخيلتهم.. ان هذا هو دأب كل جنسه من شنيع القول ووقاحة الفعل, وقد كشفوا عن عدم مبالاة وفقدان المسؤولية تجاه انفسهم واهليهم ووطنهم, وهم لا يدركون بذلك ان افعالهم الشنعاء ستعود على ابناء بلادهم بالضرر والتعب, فمن كانت تلك سلوكياته فلا يحمد عقبى من يأتي من بلاده.
وفي الضفة الاخرى رحاب آخر انعكس صفوه عبر السماء, فشع ضياؤه نسيما ونقاء, وانه ليشجي النفس الحديث عنهم, فهم خير سفراء لبلادهم فقد سحروا بدماثة خلقهم وجمال صنيعهم من يلاقونهم ويقطنون حولهم من ابناء البلدان الاخرى, فما عاد لسانهم يفتر من ذكر بلادنا بخير واطراء وجميل الثناء, ما كان ذلك ليحدث الا لتصرفات حميدة عكست المنبع الصافي لاخلاق اهلينا ونفوسهم الطيبة, فباتوا يجنون ثمار حسن تلك التصرفات, بل ويجني ثمارها من يقدم اليهم وافدا من بلادنا لأي غرض كان من الاغراض, وهو صنيع المسلم اولا وقبل كل شيء, ان يكشف جمال دينه وبهاءه للآخرين ويجب بعد ذلك ان يتمثل بسلوكيات بلادنا التي سار عليها الاجداد ونسير عليها نحن من بعدهم, وهذا يجرني لموقف ذكره اللاعب الانيق نواف التمياط اثناء سفره خارج البلاد, وكيف نقل لهم وبكل جبلية جمال اخلاقنا وحسن تصرفنا, عندما دخل احد المحال التجارية فوجد رجلا مسنا احدودب ظهره يتوكأ عصاه, فعاونه على صعود سلم المحل, وقبل ان يغادره بادره المسن بقوله: انت مسلم؟! قال له: نعم, فرد عليه المسن: نعم علمت انك مسلم لمعاونتك لي, واظنك من السعودية؟! فبادره بسرعة: اجل!! من السعودية, فما غادره ذلك الرجل الا وقد اغرق الاجواء اطراء عليها, وقد حمل في طيات الذاكرة موقفا جميلا لشاب سعودي, سيحمل صفاءه لكل سعودي يقابله او يسمع عنه في المستقبل.
ارأيتم كيف كانت هذه المبادرة اللطيفة سببا في زرع المحبة لبلادنا وبث الثناء عليها, فضلا عن ان يحكي هذا الموقف لمن يعرف, وبعد ذلك يدور في الاروقة وبين الناس ما نتحلى به من سلوكيات نمتثلها ونسير على ركابها بكل عز وافتخار, في مقابل هذه الجهود المباركة والسامية تأتي تصرفات شاذة تهدم صروح تلك الجماليات الخلابة, وتذروها الرياح وكأنها لم تكن, وتبثها الخانات السوداء وقائمة المكروهات, كيف لا وقد عجت مكانها سلوكيات قاتمة ومخجلة, تبذل لها الجهود المضنية لازالة غبارها المتراكم على صروح الجمال الاخلاقي الذي نمتثل به اصلا, هي معضلة تستحق جانبا من الاهتمام خاصة بعد ان الحقت الاضرار بكثير من ابناء البلد في الخارج. احمد خالد العبدالقادر ******************
المصدر: جريدة اليوم
***************
أخوكم/ أبــو زيــاد |