العـــــــربية بثت الخبر من قبل ما تبثه الجزيرة . ============================= ترتيبات مع مصر لإلقاء نظرة الوداع عليه بالقاهرة مصادر موثوقة "للعربية": إعلان وفاة عرفات غدا صباحا |
| |
الفلسطينيون يترقبون الأنباء في مقر المقاطعة | |
دبي - العربية.نت
لم تفلح المؤتمرات الصحفية المتتابعة التي عقدها المسئولون الفلسطينيون في رام الله وباريس في دحض الشكوك التي تحيط بحالة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الذي أكدت مصادر موثوقة للعربية مساء اليوم الثلاثاء 9-11-2004م أنه فارق الحياة فعليا في فترة ما بعد الظهر.
وقال تلك المصادر إن سبب عدم اعلان الوفاة رسميا هو ان الوفد القيادي الفلسطيني الذي كان في باريس ينوى ان يعلن الوفاة امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس او رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني روحي فتوح من رام الله صباح الغد .
واشارت المصادرالى انه من الاسباب ايضا القيام بالترتيبات اللازمة لنقل جثمان الرئيس الفلسطيني الى مقر المقاطعة في رام الله حيث من المنتظر ان يدفن الرئيس عرفات هناك.
وقد أكدت مراسلة "العربية" في رام الله هديل وهدان تلك المعلومات وقالت إن المسئولين الفلسطينيين يدلون بمعلومات خلف الكاميرات تخالف ما يعلنونه أمامها، وقالت إن هناك معلومات متواترة حاليا حول وفاة الرئيس، وأن هناك تنسيقا بدأ بالفعل مع الجانب الإسرائيلي بهذا الخصوص، وقالت إن معلومات تشير إلى أن إسرائيل ستفتح جسر اللنبي الذي يفصل بين الأردن والضفة الغربية فجر الثلاثاء ليعبره الوفد الفلسطيني القادم من باريس حيث ينتظر أن يعلن أبو مازن غدا بيانا رسميا يعلن فيه نبأ وفاة عرفات.
وقالت وهدان إن هناك حديثا جديا حاليا حول ترتيبات تتعلق بمراسم جنازة الرئيس عرفات وإلقاء الرؤساء والقادة نظرة الوداع عليه في القاهرة ثم ينقل بعدها إلى المقاطعة حيث يتم دفنه، وأضافت أن الوفود من القادة والمسئولين الفلسطينيين كانوا يتوافدون حتى وقت متأخر من الليل على مقر المقاطعة، كما أن هناك استنفارا في كبيرا في القوى الأمنية.
شعث: عرفات حي.. حي.. حي
لكن وزير الخارجية الفلسطيني نبيل شعث وفي مؤتمر صحافي في باريس قال ان عرفات ما زال على قيد الحياة وان دماغه وقلبه ورئتيه ما زالت تعمل مشيرا الى انه من المبكر البحث في تفاصيل اعادة عرفات الى الاراضي الفلسطينية، غير أنه قال إن حالته تدهورت بشدة منذ الليلة الماضية حيث دخل في غيبوبة أعمق، وليس هناك مجال للتكهنات حول التعجيل بوفاته أو الاستمرار في علاجه.
وكشف شعث عن أن الأطباء الفرنسيين دحضوا احتمالية أن يكون عرفات قد تعرض لعملية تسميم كما نفوا في وقت سابق أن يكون مصابا بالسرطان، وأشار إلى أن الأطباء يناصرون فكرة أن عمر عرفات المتقدم والمعاناة التي تعرض لها في السنوات الأخيرة على وجه الخصوص ساهمت في تدهور جهازه المعوي والهضمي، مما أدى إلى تدهور كيمياء الدم والصفائح الدموية حتى دخل في غيبوبة منذ يوم الأربعاء الماضي، ثم دخل في غيبوبة أعمق يوم أمس الأحد.
وقال الوزير الفلسطيني إن رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع –المتواجد ضمن وفد رباعي من القيادة الفلسطينية في باريس- سمح له برؤية الرئيس عرفات في غرفته، وقال إن وضعه الصحي متدهور جدا، ولكن لا مجال في التشكيك في أنه "حي حي حي، وما زال جسمه يقاوم"، واعتبر أن "رفع أجهزة الإعاشة عنه غير مقبول في الشريعة الإسلامية"، ولذلك فلا أفكار تتجه إلى هذا المنحى.
وشدد الوزير على أن اللقاء الذي تم بين وفد القيادة الفلسطينية وزوجة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في المستشفى كان وديا وأسهم في إزالة سوء التفاهم الذي وقع في الأيام الأخيرة، وقال إن "سهى عرفات" قامت بحجب كل المعلومات عن صحة الرئيس في الفترة السابقة لما رأت كثرة الشائعات حولها، ولكنها الآن مقتنعة بأن ذلك لم يكن مفيدا وتعتبر ذلك "حقبة انتهت"، كما نفى أن يكون اللقاء تضمن حوارا حول الميراث المالي للرئيس الفلسطيني.
وقال شعث إن الحكومة الفلسطينية تعمل بمؤسساتها وفقا للدستور الفلسطيني، كما تمارس الوزارة عملها، وقال إنه إذا حانت ساعة وفاة الرئيس الفلسطيني فإن رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني روحي فتوح سيكون رئيسا انتقاليا لحين إجراء انتخابات رئاسية في خلال شهرين.
وكان شعث واحدا من الوفد الفلسطيني الذي اتجه إلى باريس من رام الله وهو يضم أيضا أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس (ابو مازن)، ورئيس الوزراء احمد قريع، ورئيس المجلس التشريعي الفلسطيني روحي فتوح, وكان برفقة الوفد ناصر القدوة المندوب الدائم للسلطة الفلسطينية في الامم المتحدة وابن شقيقة عرفات, والمفوضة العامة لفلسطين في فرنسا ليلى شهيد.
وقد التقى الوفد في باريس بالرئيس جاك شيراك ووزير الخارجية ميشيل بارنييه كما زار مستشفى بيرسي الذي يقيم فيه عرفات.
أمين الرئاسة: الدفن في المقاطعة
وجاءت تصريحات شعث في باريس بعد مؤتمر صحفي في رام الله عقده الأمين العام للرئاسة الفلسطينية الطيب عبد الرحيم ووزير شئون المفاوضات صائب عريقات أعلنا فيه أن عرفات أصيب بنزيف في الدماغ ليلة أمس أدى إلى تدهور خطير في صحته.
وكان باديا على الرجلين الحزن الشديد لدرجة أنهما لم يتمالكا نفسيهما من البكاء في بعض اللحظات بصورة أوحت للصحفيين والمراقبين أن خبرا محزنا يحاولون إخفاءه.. وفي هذا المؤتمر تحدث الطيب عبد الرحيم لأول مرة عن ترتيبات ما بعد عرفات مطالبا الشعب الفلسطيني بأن يكون مستعدا لتقبل أي مصاعب برباطة جأش، وأن يتعامل مع كل الترتيبات التي ستقررها القيادة الفلسطينية، وأكد على أن كل الترتيبات اتخذت في حالة وفاة الرئيس ليدفن في مقره المقاطعة برام الله حيث كان محتجزا طوال العامين الماضيين.
ويذكر أن إسرائيل تعارض علنا حتى الآن دفن عرفات في الضفة الغربية وتطالب بدفنه في قطاع غزة.
وأصبحت المقاطعة رمزا للمقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الاسرائيلي بعد ان حوصر فيها عرفات خلال عامين ونصف العام.