إغلاق الاراضي الفلسطينية ولقاء مرتقب بين قريع والفصائل السلطة تتشاور مع القاهرة وعمان
مناصرون امضوا الليل ساهرين امام المستشفى وفي الضفة
تضارب المعلومات الواردة من باريس
عامر الحنتولي من عمان وكالات : أحكم الجيش الاسرائيلي اغلاق الاراضي الفلسطينية صباح اليوم الجمعة في ضوء الانباء عن صحة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات. واعلن متحدث عسكري انه "يمنع دخول اي فلسطيني الى اسرائيل دون الخمسين من العمر حتى وان كان يحمل ترخيصا بذلك". وقال المصدر ان دخول فلسطينيات تزيد اعمارهن عن 35 عاما مسموح. ويطبق هذا الاجراء على سكان الضفة الغربية الذين يريدون الدخول الى القدس الشرقية التي احتلتها اسرائيل واعلنت ضمها في 1967.
وانتشرت قوات الشرطة الاسرائيلية باعداد كبيرة في محيط الحرم القدسي في القدس الشرقية تحسبا لتظاهرات محتملة لدى انتهاء صلاة الجمعة حسب ما افاد مراسل وكالة فرانس برس.
وافادت مصادر امنية ان تعليمات بتوخي الحيطة والحذر اعطيت للقوات المسلحة في الضفة الغربية وقطاع غزة وعلى الحدود اللبنانية وتم الغاء مأذونيات.
ومساء الخميس اجرى رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون مشاورات امنية مع وزير الدفاع شاوول موفاز الذي اجتمع قبلا مع مسؤولين عسكريين اثر معلومات عن تدهور صحة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات.
ويفرض اغلاق على الاراضي الفلسطينية منذ اندلاع الانتفاضة في ايلول/سبتمبر 2000
ويسمح لبضعة الاف من الفلسطينيين الدخول يوميا الى اسرائيل.
عرفات ليس في حالة موت سريري
اكدت مندوبة فلسطين في فرنسا ليلى شهيد لاذاعة "ار تيه ال" اليوم أن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ليس "قطعًا" في حالة موت دماغي لكنه في غيبوبة (كوما) غير دائمة "بين الحياة والموت". وعلى المعلومات التي اعلنها مصدر طبي فرنسي الخميس ومفادها أن الزعيم عرفات (75 عامًا) "في حالة موت دماغي" وهو غارق "في غيبوبة عميقة من المستوى 4"، ردت شهيد بالقول "انفي بشكل قاطع". لكنها اقرت بان عرفات الذي دخل مستشفى بيرسي العسكري في كلامار غرب باريس في 29 تشرين الاول(اكتوبر) "بين الحياة والموت". واوضحت أنه في غيبوبة (كوما) "ويمكن أن يستيقظ منها او لا يستيقظ". وكانت مصادر سياسية ودبلوماسية وعربية تراقب تطورات الحالة الصحية لرئيس السلطة الفسلطينية ياسر عرفات الذي يرقد منذ ظهر أمس في حالة موت سريري في مستشفى بيرسي العسكري الفرنسي اكدت لإيلاف أن الأطباء بانتظار قرار ذوي عرفات والمقربين منه لنزع الأجهزة الطبية التي تبقي الرئيس الفلسطيني على قيد الحياة حتى اللحظة، حيث توقف الدماغ كليًّا وسائر أعضاء عرفات، إلا أن القلب لايزال يعمل بسبب أجهزة التنفس الإصطناعي، بينما قال مسؤول فلسطيني كبير إن بعض سلطات الرئيس انتقلت الى رئيس وزرائه. وقال مسؤول فلسطيني كبير رفض نشر اسمه "الرئيس عرفات في حالة خطيرة للغاية ... لايزال في غيبوبة والاحساس الذي تسرب الى الناس أنهم متشائمون على نحو متزايد". وأنصار عرفات تجمعوا بالعشرات أمام المستشفى في ضاحية كلامار الواقعة في جنوب غرب العاصمة الفرنسية باريس يلوحون بالاعلام ويرفعون صور الرئيس عرفات ويضيئون الشموع ولم يغادروا المكان الا حوالي الساعة 5:30 بالتوقيت المحلي (4:30 ت غ) من صباح اليوم.
وأثارت الحالة الصحية لعرفات مخاوف من أن تتسبب وفاته في حدوث فراغ وفوضى بين الفلسطينيين الذين يخوضون انتفاضة منذ أربعة أعوام على الاحتلال الاسرائيلي.
وأعلنت مصادر عربية ودبلوماسية لـ"إيلاف" عن اجتماع مرتقب خلال الساعات القليلة المقبلة بين سهى عرفات عقيلة الزعيم الفلسطيني التي ترافقه منذ وصوله الجمعة الماضية الى باريس وإلى جانبها العقيد محمد دحلان والمستشار الإعلامي لعرفات نبيل أبوردينة ومستشار عرفات المالي محمد رشيد والدكتور أحمد الطيبي العضو العربي في الكنيست الإسرائيلي، مع الأطباء الفرنسيين المعالجين لعرفات لوضعهم في صورة آخر تقرير طبي حول حالة عرفات، إذ ينتظر في ختام ذلك الإجتماع أن يطلب الفلسطينيون المتواجدين حول عرفات في مستشفى بيرسي من الأطباء نزع الأجهزة الطبية المنعشة عن جسمه، وإعلان وفاته رسميًّا على اعتبار أن حالة الغيبوبة ذات المستوى الرابع التي لا رجاء منها يمكن أن تستمر أسابيع طويلة.
وقالت المصادر إنه في الوقت الذي ينتظر فيه بأي لحظة اليوم صدور إعلان رسمي بوفاة عرفات عن عمر يناهز الثامنة والسبعين، فإن كبار المسؤولين الفلسطينيين في السلطة الفلسطينية قد أبقوا الخطوط الهاتفية مفتوحة طوال الليلة الماضية مع المسؤولين المصريين والأردنيين، للتشاور معهم في شأن الخطوات السياسية والأمنية التالية لإعلان وفاة الزعيم الفلسطيني السبعيني الذي نقل قبل نحو إسبوع على عجل الى العاصمة الفرنسية باريس لتلقي العلاج من أعراض مرض لايزال مجهولا ، رغم الجهود الطبية الفرنسية المضمية التي بذلت في سبيل تشخيص مرض الرئيس الفلسطيني.
وأكدت المصادر أن السلطة الفلسطينية في مدينة رام الله أخطرت من قبل مسؤولين فلسطينيين قرب عرفات في باريس الإستعداد لإعلان وفاة عرفات، وتهيئة الشارع الفلسطيني لتقبل رحيله. وتقول المصادر أن السلطة الفلسطينية قد أحاطت حكومات عربية من بينها الحكومتان المصرية والأردنية علما بمساع تبذلها حكومة إسرائيل لتعطيل وإحباط تشييع جثمان عرفات ودفنه في قطاع غزة أو مدن الضفة الغربية، بعد أن أكد مسؤولين إسرائيلين صراحة قبل يومين رفض الدولة العبرية دفن عرفات في مدينة القدس الخاضعة للسيادة الإسرائيلية.
وتدور في الوقت الراهن سيناريوهات عدة حول منع محتمل لدفن عرفات في الأراضي الإسرائيلية منها ماقد يكون مرتبطًا بافتعال الحكومة الإسرائيلية مشاكل أمنية للقيام بإجتياح قطاع غزة ومدن الضفة الغربية في عملية إعادة احتلال واسعة بدافع السيطرة على فوضى محتملة، ومعها تبدو حجة إسرائيل قوية بعدم السماح بدفن عرفات لأسباب أمنية وعسكرية، وهو ماقد يضطر المسؤولين الفلسطينيين الى إبلاغ القاهرة أو عمان ضرورة دفن عرفات في مصر أو الأردن، رغم أن مصادر أبلغت "إيلاف" في وقت مبكر اليوم، بأن إسرائيل ستسمح بدفن عرفات في فلسطين، لكنها ستعيد إنتشار قواتها العسكرية في محيط قطاع غزة ومدن الضفة تحسبا لأي تطورات خلال مراسم دفن الرئيس الفلسطيني التي قد يعجل بها خلال اليومين المقبلين طبقًا لتقاليد الشريعة الإسلامية، ومن غير المأمول حضور شخصيات عربية مهما كان تمثيلها للمشاركة في جنازة عرفات بسبب الأوضاع السياسية والأمنية والعسكرية في الأراضي الفلسطينية.
مناصرون امضوا الليل ساهرين امام المستشفى وفي الضفة
وأنصار عرفات تجمعوا بالعشرات أمام المستشفى في ضاحية كلامار الواقعة في جنوب غرب العاصمة الفرنسية باريس يلوحون بالاعلام ويرفعون صور الرئيس عرفات ولم يغادروا المكان الا حوالي الساعة 5:30 بالتوقيت المحلي (4:30 ت غ) من صباح اليوم. كما زاره أمس الرئيس الفرنسي جاك شيراك. وأثارت الحالة الصحية لعرفات مخاوف من أن تتسبب وفاته في حدوث فراغ وفوضى بين الفلسطينيين الذين يخوضون انتفاضة منذ أربعة أعوام على الاحتلال الاسرائيلي.
وقالت ربة عائلة كانت بين المناصرين الذين سهروا طوال الليل امام المستشفى "ان اهم شيء هو السلام" فيما لم تعلن اي معلومات جديدة عن الوضع الصحي للزعيم الفلسطيني الذي كانت مصادر طبية فرنسية اعلنت انه دخل الخميس في حالة موت دماغي لكن السلطات الفرنسية رفضت التحدث عن وفاة.
وكانت الاعلام الفلسطينية وصور الرئيس عرفات وبعض الشموع لا تزال موضوعة على احد جدران المستشفى وراء حواجز امنية. وعلى بعد بضعة امتار من المكان كانت صحافية مكسيكية تقوم بتجارب امام كاميرا فيما كانت فرق الاذاعات والتلفزيونات تستعد للبث "المباشر" صباح اليوم عند مدخل المستشفى.
وفي الضفة الغربية وقطاع غزة راح الفلسطينيون يتابع الاخبار عبر محطات الاذاعة والتلفزيون. وهتف مسلحون من حركة فتح وهم يطلقون النار في الهواء حينما انضموا الى حشود الناس في شوارع غزة "يا عزيز احفظ قائدنا يا عزيز احفظ أبانا". وقال التلفزيون الاسرائيلي إنه تم تشديد الاجراءات الأمنية في المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية خوفا من ان تتعرض لأعمال عنف كبيرة.
وقد يغير موت الزعيم الفلسطنيني الذي تعتبره واشنطن واسرائيل عقبة في طريق السلام أواراق الصراع في الشرق الاوسط. ويحب غالبية الفلسطينيين عرفات بينما يلعنه كثير من الاسرائيليين. وقال مسؤول فلسطنيني كبير إن رئيس الوزراء الفلسطينيني أحمد قريع وهو شخصية معتدلة بارزة تولى بعضا من سلطات الرئيس في الامن والتمويل. ولم يعين عرفات خلفًا له ورفض من قبل ان يتخلى عن أي من سلطاته. وقالت مصادر أمنية إن أجهزة الامن الفلسطينية عقدت اجتماعًا طارئًا في وقت متأخر يوم امس في المقر الذي دمرته القنابل للرئيس عرفات في مدينة رام الله في الضفة الغربية.
وقال الرئيس الأميركي ردًّا على أخبار موت عرفات "فليبارك الرب روحه". وقال "إننا سنواصل العمل من أجل دولة فلسطينية حرة وفي سلام مع اسرائيل".
وتتهم واشنطن واسرائيل عرفات بالتحريض على العنف ضد اسرائيل وهو الاتهام الذي ينفيه عرفات. ويريد الفلسطينيون غزة والضفة الغربية وهي الاراضي التي استولت عليها اسرائيل في حرب 1967 لاقامة دولتهم الفلسطينية عليها.
تضارب المعلومات الواردة من باريس
ويوم الخميس أصدر مسؤولون فلسطينيون تقارير متضاربة وفي احدى اللحظات قال جان كلود جنكر رئيس وزراء لوكسمبورج إن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات توفي. واستبعد الاطباء الذين أجروا فحوصات على عرفات منذ أن انتقل جوًا الى فرنسا يوم الجمعة الماضي اصابته بمرض سرطان الدم الا أنهم لا يعرفون بعد المرض الذي يعاني منه.
ويجتمع اليوم أعضاء في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واللجنة المركزية لحركة فتح من أجل مناقشة تدهور الوضع الصحي لعرفات. ويتوقع أن تسمع خلال الاجتماع الأصوات المطالبة بنقل صلاحيات من عرفات إلى مسؤولين فلسطينيين سيتولون إدارة شؤون السلطة شكل مؤقت. وقد نشر صباح يوم أمس أن مسؤولين فلسطينيين كبار سافروا، على وجه السرعة إلى باريس، رغم عدم وجود صلة بين سفرهم وحالة عرفات.
وكانت مصادر فلسطينية قد أقرت ليلة أول أمس أن تدهورًا خطيرًا ومفاجئـًا قد طرأ على صحة رئيس السلطة الفلسطينية، ياسر عرفات. وقالت هذه المصادر إن عرفات خضع في الساعات الماضية لسلسلة فحوصات مكثفة، بعد أن كان يبدو أن صحته آخذة بالتحسن. وأقرت هذه المصادر أن عرفات نقل إلى قسم العناية المركزة.
مع ذلك، فإن هناك خلافـًا في وجهات النظر بين المصادر الفلسطينية حول مسألة نقل الرئيس عرفات لقسم العلاج المكثف في مستشفى "بيرسي" في باريس. ونفى الوزير السابق في السلطة الفلسطينية، العقيد محمد دحلان، الذي يمكث مع الرئيس عرفات، في المستشفى، بشدة التقارير التي تحدثت عن تدهور خطير في صحة عرفات. وأعرب دحلان عن تخوفه من أن عودة عرفات إلى رام الله ستؤدي إلى تدهور صحته من جديد.
المصدر :- إيلاف