#31  
قديم 07/11/2004, 10:45 PM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 27/11/2003
المكان: KSA
مشاركات: 2,477
الجزء السابع والعشرون....




كانت الحقيقه البشعه واضحه قدام عينه يحاول يخفيها عن كل اللي حوله...احساسه انه كان ضحيه من اقرب واحب الناس له يقتله....كان جالس معهم بجمسه وعقله وروحه
في مكان بعيد....كان يبتسم اذا سمعهم ضجوا بالضحك وهو من الداخل ينزف كره وحقد...كان كل ماحوله يوحي له بالكآبه....قطع عليه حبل افكاره ناصر وهو يكلمه....

-"فهد...اقول ورى ماتاخذ حرمتك وتفارق!!"
رد بصوت حاول ان يكون مرحا:"ياخوي قاعد فوق راسك ..."
ناصر وهو يضحك:"لا والله بس واضح عليك الملل...وكانك مستحي من الشيااب قلت اتوسط لك عندهم اذا بغيت تروح..."
فهد:"مايحتاج تتوسط انت ووجهك....وبالعكس اذا بتباتون في المزرعه ببات معكم..."
ناظره خالد بنظرات متفحصه ومستغرب من تبدل حال فهد....
خالد:"الظاهر ماكنت معنا ...تو نتكلم عن انا بنروح بعد العشاء من المزرعه واذا بتبات انت حرمتك هذا شي راجع لك..."
ارتبك فهد لما لاحظ نظرات ابوه وعمانه :"لا اكيد بنروح معكم واحنا يطيب لنا القعده بدونكم..."
ورجع يفكر في المصيبه اللي يواجهها...ناظر ابوه وعمه ...ماكان يفكر الا فيهم معقوله يكون اناني ومايفكر فيهم ...بس هي كانت انانيه وما حافظت على سمعتها...وش ذنبي اعذب عمري في شي مالي ذنب فيه...طيب لو فضحتها قدام اهلي معقوله بيقدرون يتحملون الصدمه...ومعقوله علاقتهم ترجع مثل اول ...كل هلافكار تدور في مخيلة فهد
حس انه مخنوق ومهو قادر يقعد معهم اكثر...وقف واتجه لسيارته وماحس بنفسه الا وهو مشغلها ومشى وترك كل شي كأنه يهرب من واقع لازم يعيشه بكل مرارته....
.
.
.
في مكان قريب منه كانت ريم مع امل بعيده شوي عن امها وخواتها...تجاوب على التحقيق اللي فتحته معها امل...
ريم بالضجر:"اف...ترى زهقت من استجوابك..."
امل وهي تدزها :"زهقتي ها...ولا اشتقتي لحبيب القلب..."
ريم:"ايه اشتقت له عندك مانع..."
قامت امل :"وش مانعه انتي وجههك ...من زينك انتي وفهد"
مسكت ريم بيدها:"لا مااسمح لك...انا عادي بس كلش ولا فهد"
راحت امل عنها وقعدت عند بسمه:"انا ماادري هالبنات من يتزوجون ليش يتكبرون والواحد ماياخذ منهم معلومات الا بالقطاره"
ام عبد الرحمن:"وش معلوماته انتي ووجهك..."
ارتبكت امل ...توقعت مااحد سمعها الا بسمه...كانت بسمه تحاول تكتم ضحكتها...
وريم تناظرها بنظرات متشفيه...
امل:"نسيتي ياجده انا ريم سنه ثاني واقولها تذاكر لي بس هي الله يهديها من تزوجت
انشغلت بالعرس عني..."
ام عبد الرحمن:"ايه اكيد ملتهيه اللحين في رجل وبيت..."
امل وهي تناظر ريم:"امحق من بيت كل شي على الشغلات...وينهم حريم من اول..."
ام عبد الرحمن وهي تعدل جلستها:"صدقتي وانا امك...وينهم حريم من اول ...اللحين البنت من تزوج الا وجيش الشغلات وراها على بيت رجلها واذا حملت قالوا يحرام حملت لازم شغاله تساعد الشغلات اللي في البيت...كأن الشغاله هي اللي حملت...
من اول ماعرفت هالشغلات واطبخ غير شغل بيتي ...وعيالي صغار...وضيوف ماينقطعون عن البيت وساكنه مع اهل رجلي وكل الشغل على راسي...
وبنات هالايام ياربي لك الحمد لا شغله ولا مشغله ...ولا هم فالحات في شي...حتى في دراستهم...يازين زمانا عن زمانكم.."
رهف :"تصدقين ياجدتي اتمنى اعيش في خيمه...واعد النجوم وفي الصبح اعجن
واحط الخبز في التنور...مثل المسلسلات البدويه"
امل:"خبز في التنور...حسبي الله على المسلسلات البدويه اللي سممت افكارك..."
رهف:"احسن من المسلسلات المكسيكيه...اللي بعض الناس يتابعونها..."
سكتت امل بعد ماشافت نظرات امها...ولانها عارفه رهف بس تطلع الفضايح اللحين مسلسلات مكسيكيه ...واخرتها الله العالم....
انتبهت ريم على وصول مسج...فتحته وهي مبتسمه ...تغيرت ابتسامتها لما قرت المسج...وقامت عنهم وهي تتصل على فهد لكن مارد عليها وقبل ماتتصل مره ثانيه دق عليها خالد...
خالد:"سلام..."
ريم :"وعليكم السلام ...هلا خالد..."
خالد:"اقول فهد توه طلع ...واتصل علي اوصلك معي..."
ريم بتردد:"ايه قاللي..."
خالد بضيق:"ريم انتي متى بتعقلين وليش مارحتي معه..."
ريم:"ماادري هو قال براحتك وانا حبيت اقعد مع اهلي شوي..."
خالد وهو يتنهد:"عشان كذا كان شكله متضايق...اكيد لانك رفضتي تروحين معه"
ريم:"خالد انا مارفضت بس هو خيرني مثل ماقلت لك..."
خالد:"اوكيه...ياللا مع السلامه..."
سكرت ريم وهي متضايقه من كلام خالد لها...ورجعت تتصل في فهد وماكان يرد على اتصالاتها...ورجعت فتحت المسج اللي وصلها من فهد...
(انا مستعجل ومضطر امشي تعالي مع خالد للبيت ...انا قلت لخالد انك طلبتي مني
تقعدين مع امك...في البيت اقولك كل شي)
كانت رسالته ماتحمل فيها روح فهد المرحه ...وما قدرت تفسرها او تقرى اللي بين حروفها ...والفضول ذابحها وش هالشي اللي مخبيه فهد...وابتسمت لما تخيلت فهد مجهز مفاجأه لها...

^^^

كانت متضايقه من كل اللي تسمعه...وتحس بالضيق من نصايح مشاعل...كانت مقاطعتها لكن مع اللحاح مشاعل رجعت تزورها على فترات متباعده...
عبير وهي تقاطعها:"جزاك الله خير....ومشكوره على نصايحك اللي باخذها بعين الاعتبار..بس انتي اشلونك..."
هزت مشاعل راسها وتنهدت بضيق:"هذي عاشر مره تسأليني عن حالي..."
عبير:"ومن عندي اغلى من مشاعل حتى اسأل عن حالها..."
مشاعل:"طيب طيعي مشاعل وماانتي خسرانه..."
عبير:"ان شاء الله بسمع كلامك بس مهو اللحين..."
مشاعل:"ليه ضامنه عمرك...."
عبير بضيق:"مااحد ضامن عمره ...بس توني صغيره..."
مشاعل:"ماتوا اللي اصغر منا ياعبير...واحنا وش قدمنا لبكره...لليوم اللي يتخلى الكل عنا...ومااحد يونسنا في وحشة القبر...في هاليوم مابينفع حنان الام ولا رحمة الاب ماينفع الا العمل الصالح...في حفره معتمه ...ينقطع تواصلك مع الكل...في هاليوم بتتمنين لو ترجعين ساعه بس ساعه حتى تسجدين لله سجده..."
كانت عبير ساكته ومس كلام مشاعل وتر حساس في داخلها...الموت اللي دايم تحاول تنساه وماتحب طاريه ولا طاري القبر...في داخلها شكرت الشغاله اللي دخلت بالعصير وقامت واخذت الصينيه منها ومدت لمشاعل بكاس العصير...وحاولت تغير الموضوع بسرعه...
عبير:"اشلون نوف اختك..."
مشاعل:"ماعليها ...وزواجها في الصيفيه..."
عبير وهي تشهق:"تتزوج قبلك؟؟"
حطت مشاعل الكاس على الطاوله:"ايه تتزوج قبلي وش فيها..."
عبير:"بصراااحه...انا لو عندي اخت اصغر مني و تتزوج قبلي كان انتحر...."
مشاعل بحزن:"وليش انتحر...كل انسان ياخذ نصيبه..."
عبير:"بصراحه انتي احلى من نوف...ماادري اشلون انخطبت قبلك...."
مشاعل:"قلت لك كل واحد ياخذ نصيبه..."
عبير وهي تغمز لها:"الظاهر للحين تفكرين في سعود..."
حست مشاعل برجفه في كل جسمها وردت بعصبيه:"عبير الله يخليك لاتجبين طاريه..."
عبير:"انا بصراحه ...مستغربه انتي قطعتي علاقتك به فجأه ...و..."
قاطعتها مشاعل بصوت حاد:"عبير..لا عاد تذكرين هالموضوع..."
تنهدت بحزن...وفخاطرها انا نسيت حتى احد يذكرني...يذكرني بسعود اللي بسببه خسرت كل شي...شرفي...وراحتي.. وحتى احترامي لنفسي .....
لما ركب السياره حس بتهوره...وبخطورة الخطوه اللي كان مقدم عليه...ناظر البيت اللي طلع منه...من بيت وليد...طلع بعد مااكد له اخوه ان وليد مسافر...فداخله مهو عارف اشلون كان بيتصرف مع وليد...كان همه يقابله وجه لوجه.. وهو في هالحاله مايدري وش بيكون تصرفه....يحس في داخله نار مايدري وش بيطفيها...لو ريم مهي بنت عمه كان خفت مصيبته....
اتجه لبيته ...كان تلفونه كل شوي يرن...مره خالد ومره ريم...وماكان له خاطر يكلم أي احد...وصل على البيت قبل الفجر كان الهدوء يلف المكان ... نزل من سيارته وهو حاس انه شايل هموم الدنيا قعد على كرسي في الحديقه .حتى يتمالك اعصابه..كان الجو يوحي بسعاده ورائحه الازهار منتشره في انحاء المكان....
...واخيرا قام بتثاقل وفتح الباب ودخل ...كان التلفزيون اللي في الصاله شغال ...وشد نظره ريم وهي نايمه على الكنبه...قعد على كنبه مقابلها ويناظر ملامحها الرقيقه هالملامح اللي كانت كلها براءه في نظره...واللحين يشوف الخيانه يغطي كل شي....
حست فيه ريم وناظرته باابتسامه عذبه....
ريم:"اشفيك تأخرت...."

مارد عليها وقام عنها وطلع...استغربت ريم من ردة فعله... شكله مايطمن...
رغم الخوف اللي داخلها الا انها تغلبت عليه و طلعت وراه ودخلت الغرفه كان جالس ومنزل راسه...قربت منه ولمسته بحنان:"فهد...اشفيك..."
ابعد يدها بقسوه...وناظرها نظرات قاتله...لما تلاقت نظراتهم شافت في عيونه حقد واشمئزاز وكره...تأكدت ان الموضوع فيه وليد...وهالشي ارعبها...

فهد بسخريه:"مافيني شي ...واللي يكون عنده هالجوهره ممكن يصير فيه شي..."
حست ريم بالندم لانها دخلت وراه كان واضح انه في قمة غضبه...نزلت راسها وماردت عليه...
فهد بعصبيه:"ليش ماتردين..."
ريم:"ارد وش اقول..."
دخل فهد يده في جيبه وطلع الظرف ورماه في وجه ريم بكل قسوه...وطاحت الصور على الارض حولها ....وصار كل اللي كانت خايفه منه...
ماحست الا بفهد يجرها بشعرها بقسوه ويقربها منه...
فهد:"وش جاب صورك عند وليد...."
حاولت ريم تمسك يده حتى تفك شعرها...وهي تكتم صرخاتها...
ريم :"ماادري..."
فهد وهو يشد شعرها بكل قسوه:"لا تكذبين..."
ريم:"أي...بقووول بس الله يخليك فك شعري...."
فهد :"قولي..."
ريم:"مااعرفه...والصور واحده من اللي كنت اعرفهم هي اللي وصلت الصور..."
فهد بااحتقار:"وتبغين اصدق هالكذب..."
ريم:"والله العظيم هذا هو الصدق...هو خطبني ولما رفض خالد حاول ينتقم منه...وقدر يااخذ صوري عن طريق صديقتي..."
رماه فهد على السرير...وكان متجه للباب وراحت ريم تركض وراه ومسكت بيده ومن بين دموعها:"اذا منت مصدق بدق عليها وكلمها..."
فك يده منها وناظرها بكل احتقار واول ماوصل الباب ناظرها:"اذا بنت عمي صدمت فيها هالصدمه تبيني اصدق واحده من صديقاتها الخايسات...لا ياريم...فهد المغفل راح...
اخ يالقهر ياليتك مو بنت عمي ..."

وطلع..ورمت نفسها على الارض وهي تصيح...صار اللي خافت منه...والغلطه اللي
ارتكبتها في حق نفسها وحق اهلها حصدت ثمارها...كانت مصممه في داخلها انكار انه كان لها مع وليد أي علاقه...لانه لو كان مسجل لها مكالمات كان حطها مع الصور...
انحنت وهي تشوف الصور كرهت وليد وحقدت على مشاعل وقرت اللي مكتوب كانت رساله من وليد موجهه لفهد يوضح لفهد انه كان بينهم علاقه وحب انتهت لما خطبها ورفضوا اهلها وحست بالنار في صدرها وهي تقرى كلامه البذئ عنها وافترائه عليها...
شقت الصور وهي تصيح...وسمعت باب الغرفت الجانيه يتسكر بقوه...دليل انه فهد بينام فيها ...رمت نفسها في السرير والندم والحسره تملئ قلبها....

^^^

بعد المغرب وفي بيت دلال....حاطه يدها على خدها وهي تسمع لامل اللي ما وقفت حكي من وقت ماامرت عليها وخلال الوقت اللي كانوا في السياره وحتى بعد ماوصلوا لدلال ...

قاطعتها بسمه:"امل...ترى راسي صدع...."
ناظرتها امل بطرف عينها :"فكيني من رجلك وبترتاحين من صدعتي..."
حاولت بسمه تكتم ضحكتها:"وانا وش ذنبي..."
رجعت سندت راسها على الكنبه....وردت بحماس:"ذنبك انه رجلك...."
دخلت دلال وهي شايله القهوه وحطتها على الطاوله وناظرت بسمه وغمزت لها وبصوت اقرب للهمس:"عسى بس ما تطول الحاله..."
امل:"ليه شايفتني مريضه انتي وجهك..."
دلال:"بسم الله عليك من المرض بس انتي مكبره المسأله ...وخير ياطير اذا علق عليك خالك قدام حبيب القلب...ياماما مافيها شي ...تحدث في احسن العائلات..."
امل بحماس:"انا اللي قهرني انه جر طلال معه في الكلام...ولاول مره يغلط في حقي..."
بسمه:"يابعد قلبي ياامل....وانا اقول اشفيها ذي مادريت انه الفارس الهمااام غلط في حقك...بصراحه ماله حق...طلال يستحق قطع رقبته"
امل:"تتمسخرين انتي وجهك..."
بسمه:"من قهري منك....زعلانه من موقف تافهه..."
ناظرتها امل بقهر:"الموقف مو تافهه ولي حق ازعل...ولو صار لك الموقف كان زعلتي بس خلي عنك كثر الهرج"
بسمه:"انا ازعل...لا ياحبيتي انا صار عندي مناعه ...وماازعل بسهوله ...من كثر ماشفت على يد خالك العتيد...."
امل:"بصراحه ماادري اشلون متحملته...انا لو مهو خالي مفروض علي كان ماتقبلته في حياتي..."
دلال:" اللحين اشلون اصب القهوه والا انتظر حتى تخلصين موالك...."
امل:"صبي قهوتك...يمكن تهدى اعصابي شوي..."
قامت دلال وصبت القهوه وهي تناول امل الفنجال سألتها....
"عاد انتي من دخلتي وانتي معصبه وماقلتي وش مزعلك...."
تنهدت امل:"موقف سخيف وانتهى...."
بسمه:"عيني فعينك....قولي الصدق ياللا..."
حطت فنجالها على الطاوله وعدلت جلستها:"بقول بس ياويلك انتي بالذات لوضحكتي(وهي تأشر على بسمه)...تذكرين في المزرعه مو طلال كان موجود....و خالي خالد...تصدقين خساره فيه خالد...خالد حاف ويخب عليه...."
بسمه:"طيب الزبده...."
امل:"المهم... خاااالد اتصل وقال طلال موجود في المجلس لوحده ...انا طلعت ومن سوء حظي خويلد الا هو خالي كان مو جود...."
سكتت لما شافت نظرات دلال وبسمه لبعض وهم يحاولون يكتمون ضحكاتهم...
ناظرتهم امل بقهر:"وجع ان شاء الله ...اعتقد مافيه شي يضحك...."
ولما شافت نظراتهم العابثه اختفت كملت كلامها بكل جديه....
"المهم بدى خالي اقصد خالد في التعليق على شكلي اللي يروع على قولته اول ماااصحى من النوم ....وكل ماحاولت ارد عليه باادب يرد علي برد يستفزني ....حتى سمعت طلال وهو يتكلم بكل اريحيه عن كشتي الطايره اللي كنت مشهوره بها وانا صغيره....واللي على قولته اختفت عقب ما كبرت ...وكلامه اللي عقب الكشه مااذكره لاني اصبت بصدمه افقدتني احساسي بكل ماحولي و..."
قطعت كلامه لما سمعت بسمه ودلال ينفجرون بالضحك....
دلال :"الله يغربل ابليسك...زعلتي لانه قال كشتك طايره....ياحلوه... ابو الشباب دايم يعلق على شكلي كل ماصحيت من النوم واخذ الامور بروح رياضيه واقوله ناظر خشتك في المرايه وعقب تكلم......"
امل:"انا ماعلي من احد ...طلال غير..."
بسمه:"مافيه احد غير....الكلام الحلو عند الرجال بالقطاره ..."
امل:"هذا عند رجلك....لانه طلال غير..."
دلال:"اشفيها ذي علقت على طلال غير...خبري انه جده غير....الزبده اشلون عالجتي هالموقف الرهيب..."
امل:"على اني اللمح لهجة السخريه في كلامك بس بجاوبك...عالجت الموقف بكل حكمه...وقمت حتى قبل ما يكمل طلال كلامه...وقطعت كل وسائل الاتصال بينا..."
بسمه:"وانا اقول اشفيها ما ترد على تلفونها اللي ماسكت من مشينا...."
امل :"خليه يحس بغلطته..."
دلال وهي تدعي الجديه:"صح...واستمري على ماانتي عليه ولا تغيرين سياستك الخارجيه وانا اضمن لك انه طلال بيدور غيرك ياحلوه..."
ناظرتها امل بطرف عينها:"ما عليك مني خليك انتي في مشاكلك...على طاري المشاكل...متى بترجع ام رجلك من السفر..."
دلال:"نهاية الشهر...تصدقين عاد اشتقت لها..."
امل:"ياحبك تناقضين نفسك ..."
دلال:"ماادري احيانا تضايقني واعصب منها ومن تصرفاتها...لكن لما افكر انها حرمه كبيره وتفكيرها غير عن تفكيري ....الاقي لها عذر..."
امل وهي تأشر على فنجالها الفاضي من وقت:"يابخت سعيد بسعيده...وكلامك اكيد بيتغير اذا رجعت من السفر ...صبي بس القهوه وان سمعتك شكيتي منها كسرت راسك..."
قامت دلال تصب قهوه:"وانتي لن سمعتك جبتي طاري طلال قصيت لسانك...."
وسكتت لما سمعت جوال امل...ناظرت امل الجوال وابتسمت لما شافت المتصل وتنهدت باارتياح...
بسمه:"اقول امل الواسطه تمشي عندك...."
حطت امل رجل على رجل وبكل كبرياء ردت:"على حسب اهمية الشخص اللي بيتوسط..."
بسمه:"ياللا عاد بلا دلع وقومي رد عليه حرام عليك...ترى عقب بيمل من كثر ماتتغلين عليه..."
امل:"لا ما راح يمل وبعدين انا ابطبق حكمة جدادتنا المحنكات واللي تقول ولدك على ماتربينه ورجلك على ماتعودينه..."
دلال:"احلى ياقويه...اقول خلي عنك الحكم اللي تودي في داهيه ...شباب هاليومين مو مثل قبل ...عندهم قدره لزواج من اكثر من وحده وفوق كذا البنات اكثر من الهم على القلب...وبعدين انا للحين مانسيت شكل بنات خالة طلال ...كل وحده احلى من اختها...اخاف بس من كثر تغليكم يحول عليهم...."
ولما بدت امل تكلم قاطعتها بسمه بضيق:"لا تقولين طلال غير....ياتردين ياتسكرين الجوال وتريحينا..."
امل وهي تتنهد:"لو سكرته اشلون اعرف انه اتصل....انتوا لو تعرفون الراحه اللي احس فيها كل ماسمعت رنة التلفون...."
سكتت لما رن التلفون مره ثانيه ....ولما شافت نظرات بسمه ودلال ...قامت حتى ترد على طلال ...
ضحكت بسمه لما طلعت امل:"رهيبه هالامل...."
دلال:"خبله قالت زوجك على ماتعودينه....المهم وش اخبارك انتي..."
بسمه:"مثل ماانتي شايفه حجمي في ازدياد....واتعب من اقل مجهود ابذله..."
دلال:"هانت مابقى الا شهرين وتقومين بالسلامه بعد مايشرف ولي العهد..."
بتهدت بسمه:"ان شاء الله...."
سكتوا حتى يسمعون صوت امل ....ضحكوا لما سمعوا امل وهي تعاتب طلال...
دلال:"رحمت هالطلال..."
بسمه:"لا يغرك مافيه رجال هين..."
ناظرت دلال في عين بسمه وابتسمت بخبث:"اشفيك من جد حاقده ...شكل خالد مزعلك..."
ردت بسمه بحماس:"بالعكس انا اعيش احلى ايامي مع خالد...حتى بالاماره...مسافره معه بكره الشرقيه..."
ضحكت دلال:"فرحانه انتي وجهك بسفرة الشرقيه...اللي يسمعك يقول رايحه رحله حول العالم..."
رمت بسمه المخده بقهر على دلال على دخلت امل اللي دخلت وهي متستانسه بعد ماكلمت طلال...
امل بعد ماجلست:"اشفيكم غبت دقايق...وقمتوا تطاقون...."
دلال:"قهرتني مرة خالك...متشققه انه بيسفرها الشرقيه...."
بسمه :"انا مو متشققه اني بسافر الشرقيه....لاء"
حطت دلال يدها على خدها ناظرتها ببرود:"اوكيه اجل ليش فرحانه..."
عدلت بسمه قعدتها:"ماادري اشلون اشرح لناس حوش مثلكم بس مايخالف بحاول انزل لمستواكم..."
كملت كلامها وهي تغالب ضحكها لما شافت نظرات امل ودلال:" صدقوني ماتهمني أي سفره واصلا انا اللحين ومع الحمل ماودي اروح الجامعه مهو اسافر...بس لما خالد يصر اني اروح معه وبقوه بعد...هالشي يعني كثير..."
امل :"اوكيه ممكن اذا مافيها عليك كلافه تشرحين للحوش اللي مثلنا الشي الكثير اللي يعني لك..."
بسمه ببرود:"توك صغيره وبعدين مهي كل الاشياء تنقال..."
دلال:"ايه عذر الكسلان مسح السبوره....ماعرفتي تردين قمتي تردين ردود مثل وجهك..."
بسمه بدلع:"وش حلاتها ردودي اذا طلعت مثل وجهي..."
امل:"اقول خلي عنك كثر الحكي...وقولي ميد رجلك تقولك امل عويذ الله من شرك...
ترى بعلن عليه انقلاب وبسحب منه كل حقوق الخال الوحيد..."
بسمه:"بقوله...بس بشري اشلون حليتي مشكلتك..."
حست امل انها فرصتها حتى ترد لها الصاع صاعين:"توك صغيره على هالحكي...."
ضحكت بسمه من رد امل....وقطعت ضحكتها لما سمعت تلفون امل...
بسمه:"تراه مسخها عاد...."
امل:"ياشين اللقافه وبعدين هذي امي..."
ردت امل على امها...وقعدت دلال بجنب بسمه ...
دلال:"تصدقين يابسمه ماتتصورين اشكثر سعيده لك....والله عوضك عن السنين اللي عشتيها في بيت عمك..."
تنهدت بسمه:"لو تدرين يادلال على اني في قمة سعادتي ومااعتقد بعيش اسعد من هالايام ...لكن كل ما زادت سعادتي زاد خوفي افقد هالسعاده..."
طقتها دلال بخفه على راسها:"شيلي هالتشأوم من راسك وعيشي حياتك بعد عن هالاوهام..."
امل واللي سكرت من امها:"اقول ياحلوه بنروح اللحين تدرين وراك سفره بكره على جنيف ..."
بسمه:"شوفي انتي وياها انا لو اروح مع خالد الربع الخالي ...مادام انا معه بتكون بعيني جنة الله على ارضه..."
امل:"صحيح الحب العمى....الربع الخالي جنه..."
دلال:" ايه مادريتي ان الربع الخالي كلها بساتين وانهار حتى اللحين كثير قاموا يهاجرون لها"
ناظرتهم بسمه بطرف عينها:"كيفي انا حره الربع الخالي مع خالد جنه...واذا ماعجبكم...
حولكم اربع جدران ارجعوا ورى خمسه متر... ووبااقصى سرعتكم اتجهوا له ولا توقفون الا اذا حسيتوا قوة التصادم اثرت في المخيخ ...وباذن الله عقب هالطريقه بتقتنعون بااي شي اقوله ..."
امل وهي تناظر دلال:"قلت لك الحرمه مهي بالاوليه لعب في عقلها خالد"
ومر الوقت بسرعه وهم في سوالفهم الشيقه اللي ماتنتهي من امل وطلال... ودلال وخالتها وحياتها المتناقضه معها... وبسمه وحبها الكبير لخالد....

^^^
في الشركه غرقان خالد في شغله ...ويدرس اوراق المشروع اللي في يده...
هالاوراق بيقدمها بعد استكمالها في مناقصة انشاء مجمع سكني ضخم ومتنافس على هالمشروع شركات كثيره ....
قطع عليه تركيزه ابو سعيد وهو يطق الباب....
ابو سعيد:"سلام عليكم..."
خالد:"وعليكم السلام....حياك ابو سعيد تفضل"
قعد ابو سعيد على الكرسي بعد ماحط الاوراق قدام خالد:"هذي طال عمرك الاوراق اللي طلبت..."
خالد:"مشكور وماقصرت...."
ابو سعيد:"اخذ من جهدك كثير هالمشروع..."
رفع خالد نظره عن الاوراق:"وان شاء الله مايضيع تعبنا...."
ابو سعيد:"مااعتقد فيه شركه تنافس شركتنا ..."
خالد:"هالمشروع اضخم مشروع وكل شركه بتبذل اقصى مافي وسعها حتى يكون من نصيبها...اهم شي في هالمرحله السريه التامه على هالاوراق...وترى مااحد يعرف محتوى هالاوراق الا انا وانت وبعض المهندسين الثقه... عاد مااوصيك..."
ابو سعيد:"افا عليك انا خير هالشركه مغرقني ..."
وسكت لما شاف فيصل وناصر داخلين المكتب واستئذن وطلع...
جلس ناصر على المكتب:"اشلون حبيب قلبي..."
خالد:"بخير...بس ارحم المكتب اللي قعدت عليه لو له لسان كان قال واللي يرحم والديك ارحمني..."
قام من على المكتب وقعد مقابل فيصل....
فيصل:"وانت صادق ولد عمك الظاهر للحين يعتقد انه رشيق..."
ناظره ناصر بطرف عينه:"خلينا الرشاقه لك...."
ضحك خالد:"اكيد ناصر رشيق لو بس مهي هالكرشه كان هو اوكيه..."
فيصل:"اقول يازينك ساكت..."
ناصر:"اشفيك ياخالد مرتز في مكتبك...العاده تمر تسولف واللحين مااشوفك الا وانت طالع..."
خالد:"ودي اخلص شويه اوراق لاني بسافر بكره لشرقيه و..."
قاطعه فيصل:"وش عندك في الشرقيه؟؟"
خالد:"عصفورين بحجر شغل وتمشيه..."
فيصل:"بتاخذ المدام معك..."
خالد:"اكيد..."
فيصل:"يارجال خلها عند اهلك ونطلع شباب نوسع الصدر واذا بغيت طلعنا البحرين..."
هز راسه خالد:"الحمد لله والشكر انا مليت من خششكم وتبيني اخذكم معي...لاء ياحبيبي
باخذ حرمتي وبنروح الشرقيه ..."
ناصر:"انت اللي بتخسر الصحبه الطيبه..."
اتجهت العيون للباب لما شافوا فهد داخل عليهم سلم وقعد على الكنبه وهو يحاول يخفي نبرة الالم في صوته....ناظروا بعض وعلى وجوههم علامة استفهام من جيت فهد الغريبه ومن ملامح وجهه الاغرب...
قام خالد من ورى مكتبه وقعد بجنبه...
خالد بمرح:"نورت الشركه بمقدم تؤم الروح...."
فهد:"منوره بوجود هالوجوه الطيبه..."
فيصل:"لحقوا على اخو صار مؤدب من عقب العرس...."
ابتسم بمرح مصطنع فهد"من يومي مؤدب"
ناصر:"ان اشهد انها مهي بسهله ريم...."
حاول فهد يخفي انفعاله:"وش جاب طاري ريم اللحين..."
ناصر وهو يناظره بطرف عينه:"من متى ترد علينا بهالطريقه؟؟العاده يكون ردك اكيد انا نور المكان...ماتستغنون عني...مهو منور بوجود هالوجوه الطيبه..."
فهد ببرود:"بصراحه ماعرفنا لكم ان احترمنا سنكم اللي انتوا اصلا مااحترمتوه وحطينا لكم اعتبار استغربتوا ...وان قلنا اللي يريحنا قلتوا ماتحترم اللي اكبر منك..."
خالد:"متخلفين ماعليك منهم عندهم عقد نفسيه من الصغر...بس ماقلت وش سبب الزياره خابر انك تطالب بااجازة سته شهور"
فهد :"مادريت انه قعدت البيت ممله..."
ناصر:"خالد دق على اختك وقولها وش قال فهد عن الملل...."
فهد بعصبيه:"خير ياطير واذا قالها وش بيصير..."
فيصل:"اخاف تطلع بس من قوم اسد علي وفي الحروب نعامة...."
فهد وهو يرص على اسنانه:"النعامه انت واشكالك..."
الكل استغرب من انفعال فهد...عمره ماكان عصبي...انتبه على نظرات الاستغراب
وحاول يبرر موقفه:"اعذروني ياشباب بس صدق جايكم وانا معصب...ياخوي الرياض ماتنطاق من الزحمه"
فيصل حس بتوتر الجو وحب يغير الموضوع:"لا ويطالبون انه البنات يسوقون....عز الله ان ساقوا البنات رحنا وطي وحتى الواحد يوصل دوامه يمشي من البيت الساعه ثلاث الفجر..."
ناصر:"مهو لهدرجه....وبعدين مافيها شي اذا البنت ساقت اقلها نفتك من هالسواقين اللي هزوا اقتصاد الوطن..."
خالد وهو يعدل جلسته:"حلوه هزوا اقتصاد الوطن ....ناصر من متى هالحنيه على البنات...."
ضحك ناصر وعدل جلسته:"يااخو الواحد خاطره وهو رايح الدوام يظهر شهامته المدفونه ويتبرع بمساعدة البنات المتعطله سياراتهم..."
فهد وهو يحاول يسايرهم:"مشاء الله عليك ورى ماتظهر شهامتك لما تشوف واحد في عز الظهر متعطل...وبعدين ما هز الاقتصاد الا السواقين... اذا طاعوا الحريم وطلعوا الشغالات بتقل مشاويرهم ومارح نحتاج سواقين ....مثل مابعض الحريم يطالبون بسواقه احنا نطالب بتسفير الشغالات...احنا بنعيش من غير سواقين وبنوصلهم وين مابغوا بس هم بيضيعون من غير الشغالات"
فيصل:"ممتاز بس ابدى بنفسك..."
فهد وهو قايم:"بديت واستغنينا عن الشغالات....ياللا ياشباب انا طالع تامرون شي..."
ناصر:"سلامتك بس من جد ريم استغنت عن الشغالات..."
التفت فهد على ناصرورد بعصبيه :"قلت لك لا تجيب طاريها على لسانك..."
خالد:"فهد اشفيك...ناصر ولد عمي ومهو غريب وما قال شي غلط...."

مارد فهد وطلع وتركهم في حيرتهم من تغيره المفاجأ....مر على ابوه وسلم عليه وطلع من الشركه وركب سيارته ومهو عارف وين يروح ماله خلق يروح البيت...مشى وهو يفكر في حياته اللي انقلبت راسا على عقب....حياته مع ريم اللي احبها من قبل ماتولد وهو يسمع عمه يقوله اذا كان في بطن ام خالد بنت بزوجها لك...كان عمره صغير اقل من سبع سنوات ...وانصدم لما شافها بصغر حجمها...وكبرت ريم وكبر حبها في قلبه...
كان يتطوع لمساعدتها ويدافع عنها...وافترقوا لما تغطت عنه ومع ذلك حبها كان ينمو داخل كل خليه في جسمه... كان يعيش حب كبير وحلم اكبر......ماحاول في يوم يعترف لها بحبه او يتصل فيها من ورى اهلها على انه كان يقدر بكل سهوله...ماحاول لان اخلاقه ماتسمح ولتأكده ان بنت عمه بتصده...لكن الظاهر انها ماصدت غيره...تذكر كلامهم البارح وانكارها لموضوع الصور وانه مالها ذنب...رغم ارتياحه الا انه ماصدق كلامها كان يتمنى يصدقها حتى يرتاح ويريحها بس الشك اللي تغلل داخل نفسه مستحيل يختفي بسهوله....
ناظر حوله كان يمشى بدون هدى وهو في السياره حتى وصل لحي بعيد تمام عن بيته.... وقف قدام مسجد بعد ماسمع المؤذن لصلاة العصر ودخل المسجد وبعد ماخلص صلاه اتجه لبيته...ماكانت ريم تهمه بس خاف اهله ينتبهون لغيبه عن البيت...دخل البيت وهو يوقف السياره شاف جدته اللي طالعه من بيت اهله ومتجه لبيته ...ابتسم غصب عنه لما شافها....
ام عبد الرحمن لما قربت منه:"اشفيك واقف وتناظرني...لا تحاول ماني براجعه..."
حبها فهد على راسها:"طيب الله يهديك عطينا تلفون...."
دزته ام عبد الرحمن وكملت طريقها...
لحقها فهد:"عموما الله يحيك كم جده عندنا...هي وحده والثانيه ماتت من زمان..."
وقفت ام عبد الرحمن:"الظاهر ودك اني انا اللي في القبر..."
فهد :" لا ياشيخه وش هالحكي...الله يطول لنا بعمرك....تفضلي طال عمرك...."
وفتح لها الباب ودخل معها وهو يتمنى تكون ريم فوق حتى ماتحس جدته بشي لو شافت شكلها لانه قبل مايطلع كانت تصيح......

وقعدت جدته في الصاله وطلع بسرعه حتى يقول ريم عن وصول جدته...لقاها في الغرفه نايمه ...وقف يتأملها كانت مثل الملاك وخلص شعرها متناثره على وجهها
تنهد لما شافها...كان مخدوع في هالبراءه ...انتبهت ريم على فهد وقامت مفزوعه
فهد ببرود:"جدتي تحت...اذا ماصليتي صلي والحقيني تحت..."
هزت راسها بدون ماترد...
وطلع ورجع مره ثانيه:"عقب ماتسلمين عليها روحي المطبخ سويي قهوه...
وعلى فكره الشغاله راحت بيت اهلي...قلت لهم ريم ماتبغى شغاله في بيتها "
وطلع بعد مارمى هالقنبله...وفخاطرها مقهوره منه...لانها ماتعرف تسوي قهوه وهو عارف هالشي...
لامت نفسها لان امها حاولت تدخل المطبخ مثل خواتها بس هي كانت ترفض وماتعرف في المطبخ أي شي...
قامت بسرعه وتوضت وصلت ...وبعد مابدلت وعدلت من شكلها نزلت وهي تسمع صوت فهد يضحك مع جدته ...
سلمت على جدتها اللي اخذتها فحظنها...
ام عبد الرحمن:"هلا والله بالزين كله..."
ريم:"اشلونك يمه...؟؟"
ام عبد الرحمن:"انا بخيرالله يسلمك...اشلونك انتي مع فهيد؟؟"
كان فهد يناظرها ببرود ...حست باالم وهي تشوف نظراته لها...
ريم:"الحمد لله وفهد مهو مقصر..."
ام عبد الرحمن:"اكيد مايقصر...احد يكون عنده ريم ويقصر..."
فهد وهو يدعي المرح:"لا تكبرين راسها علينا اللحين...."
قامت ريم لما تذكرت انها صاحبة البيت ولازم تدخل المطبخ بعد مافهد طلع الشغاله ...دخلت المطبخ وهي تفكر تتصل في من حتى يساعدها...كان جوالها معها وقررت تتصل في بدريه..ونظراتها على الباب تخاف فهد يدخل...ارتاحت لما سمعت امل ترد...
ريم:"السلااااااام"
امل:"وعليكم السلاااام ورحمة الله...مرااااحب بالعروس..."
ريم وهي متردده وماتدري اشلون تبدى..وش اللي بيفكها من تعليقات امل:"اشلونك امل؟؟"
امل بدلع:"لوني ابيض...انتي كمان لونك ابيض مثلي؟؟"
استثقلت ريم مزح امل:"ها ها ماتضحك...اقول وين امك..."
امل:"الماما طلعت هي والبابا...بدك شي..."
ريم:"افففف امل تراك رفعتي ضغطي..."
امل:"سلامت ألبك من الضغط..."
ريم بعصبيه:"امل بتردين زي الناس ولا والله لسكر..."
امل وهي تضحك:"خلاص ..."
ريم بتردد:"ابطلب منك طلب وبدون تعليقات لو سمحتي..."
امل:"افا عليك...اموله في الخدمه دائما..."
ريم فخاطرها الله يستر وش بيكون ردك لما تسمعين طلبي:"علميني اشلون اسوي قهوه..."
ومثل ماتوقعت انفجرت امل في الضحك...وهالشي قهر ريم بس تحملت عسى توقف نوبة الضحك...
امل:"ريم انتي تطلبين هالطلب بكامل قواك العقليه..."
ريم ببرود:"ايه..."
امل:"فهد واقف بالعصاه على راسك...."
ريم بعصبيه:"عصاه في عينك ...اعتقد مافيها شي اذا حبيت اسوي قهوه لزوجي وبعدين الشرهه على انا اللي اكلم وحده سخيفه مثلك..."
امل:"طيب لا تعصبين...شوفي اول شي تحظرين البصل وزيت الزيتون و...."
لما سمعت كلامها سكرت التلفون في وجهها بقهر...وهي تحاول تتمالك اعصابها
وقعدت على الكرسيي وهي تفكر في من تتصل...دقت على ساره ماردت ...وهي تدور في الارقام سمعت رنة مسج...كان من امل...وعصبت اكثر لما قرته...

(ولا تنسين حبيبتي فصين ثوم تحمسينهم في الزيت...وبالهناء والعافيه
ولا تخافين اتصلت على الاسعاف وسيارتهم بتكون قدام بيتكم بعد ربع ساعه)

مسحت المسج وهي في قمة عصبيتها...ولومها لنفسها يزيد....اللحين لو انها طاعت امها وتعلمت ابجديات المطبخ ماكان احتاجت امول ...وزال توترها اول ماشافت العنود داخله عليها المطبخ...اعتبرتها منقذتها وجات في الوقت المناسب....

^^^

سافروا خالد وبسمه في نفس اليوم ...واول ماوصلوا راحوا لشاليهات في الهاف مون كان خالد حاجز فيه...وبما انه يوم اربعاء و الشاليهات والفندق مزدحمه...كانت بسمه تحس بشوية تعب زال اول ماوصلوا بعد ماحطوا اغراضهم في الشاليه بدل خالد وطلعوا على الشاطئ...
الفندق مقيم حفل ترفيههي للاطفال...وموجود شخصيات كرتونيه منتشره بين الاطفال
قعدت بسمه وخالد يراقبون الاطفال اللي في قمة فرحههم ويضحكون على برائتهم وردودهم المرحه في اجاباتهم على اسئلة المسابقات ....
دخلوا الفندق لما صار وقت العشاء...وبعد ماخلصوا طلعوا لشاطئ...وجلسوا على كراسي مقابل البحر...كان الجو معتدل على غير العاده ...
خالد:"تبين ندخل ترتاحين...."
بسمه:"لاء مرتاحه...."
خالد:"كنتي في المطار شوي تعبانه..."
بسمه:"تصدق من دخلت الشاليهات راح كل التعب...."
سكتت بسمه وهي تناظر بنتين يمشون قدامهم ويرفعون عبياتهم وهم يلعبون بالمويه حتى انكشفت اجزاء من سيقانهم...
خالد وهو يحاول يدعي الجديه:"قلة ادب صدق..."
ناظرته بسمه بطرف عينها:"ايه بحلق فيهم وقل قلة ادب!!...."
خالد ببرائه:"وش اسوي غصب لازم اناظر....هم يمشون قدامي"
بسمه:"حسبي الله ...تدري الظاهر ندخل احسن...."
وقامت لكن خالد مسك بيدها الين قعدت:"تحبسين نفسك داخل عشان هالاشكال..."
بسمه :"لا طبعا مو عشانهم بس ودي ارتاح شوي..."
خالد:"اشوف تغير كلامك..."
ماردت بسمه وحست باارتياح وهي تشوف البنات يبتعدون عنهم...كانت مقهوره من
حركاتهم ونظراتهم المكشوفه لخالد....
خالد وهو يناظر بنت صغير:"شوفي اش حلات هالبنت..."
ابتسمت لما شافتها ...كان عمرها حدود السنتين لابسه فستان وردي وشعرها ناعم حول وجه دائري...
بسمه:"ياملحها تجنن..."
خالد:"عاد شوفي انا احب الاطفال وابي درزن ...سته اولاد وست بنات..."
بسمه وهي تشهق :"يالظالم درزن...حشى قطوه انا مو ادميه..."
خالد:"حبيبتي...عادي اذا تبين احد يساعدك في هالمهمه ماعندي مشكله...."
بسمه:"من قال....عندي استعداد ونص...ولو تبي درزنين موافقه..."
ضحك خالد:"اف همتك عاليه..."
تنهدت بسمه وهي تناظر البحر والموج في مد وجزر:"الله المستعان نخطط للمستقبل
وما ندري نعيش لبكره..."
خالد:"صحيح بس الحياه تستمر حتى مع الموت...."
عدلت بسمه جلستها وحطت عيونها في عيون خالد :"خالد لو اموت وش بتسوي..."
حب خالد يستفزها:"ابترحم عليك... وبحزن واقول الله يرحمك يابسمه كنتي طيبه
وانا راجع من المقبره وبما اني كنت متزوج مارح استحمل العزوبيه وقبل حتى ماادخل غرفتي بمر على امي حتى تدور لي عروس...تدرين عزوبي دهر ولا عزوبي شهر..."
انقهرت بسمه من رده:"الله يوفقك رفعت من معنوياتي...."
خالد:"لانه سؤالك يقهر...جاين نغير جو والاخت تسأل عن شعوري لو ماتت"
بسمه:"وانت ماقصرت مشاء الله عليك في الجواب..."
شالت بسمه صدفه طايحه عن رجلها وحطتها على الطاوله قدامها...
خالد:"الشاطئ كله صدف وقواقع...."
بسمه وهي تبتسم:"تصدق ياخالد اول مره اجي الشرقيه..."
خالد:"معقوله!!..."
بسمه:"أي والله...اتذكر زمان في المدرسه لما تسافر وحده من صديقاتي الشرقيه
تجيب لنا صدف...قالك هديه"
خالد وهو يضحك:"عيال فقر...."
بسمه :"ترى الهديه مو بقيتها الماديه....احيانا في هديه رمزيه تكون عند الشخص اغلى من كنوز الدنيا..."
خالد:"طيب انتي وش اغلى هديه عندك..."
ابتسمت بسمه:"يمكن ماتصدق...بس تذكر مره جيت اخر الليل وقطفت ورده وكنت انا نايمه حركتها على وجههي حتى صحيت..."
خالد:"لا تقولين هالورده...."
بسمه:"عليك نور هالورده اغلى هديه وللحين محتفظه فيها...."
هز خالد راسه:"وانا اقول العاده اذا صحيتك من النوم تقومين منرفزه...هي المره الوحيده اللي صحيتي وانتي رايقه"
كانت بسمه تناظر للبعيد وهي تذكر ايامها الحلوه مع خالد وراسمه على وجهها احلى ابتسامه...
خالد:"بصراحه...انا والرومانسيه نمشي في خط متوازي.... وبصراحه اكثر الرومنسيه شرف لا ادعيه..."
ضحكت بسمه:"فيك امل ...واللي يجيب ورده يجيب وردات..."
كان الناس يقلون من حولهم ومابقى احد تقريبا حولهم...
خالد وهو يناظر حوله:"الله وناسه مافيه احد حولنا...لو ماانتي حامل كان رميتك في البحر..."
بسمه:"الحمد لله ربي راحمني...."
خالد وهو يناظرها بنظره ماكره:"واذا صرتي حامل ...برميك في بحر...يعني في مويه مهوعلى صخور...ومااعتقد فيها شي..."
بسمه برجاء وهي تشهق:"لاااا خالد واللي يرحم والديك..."
خالد:"لا تخافين برميك بكل حنيه..."
بسمه:"ياويلي وش جابني معك....خالد اذا تكرهني هالشي مايحلل لك قتلي..."
خالد وهو يحاول يتمالك نفسه من الضحك:"بسمه...وش جاب طاري القتل..."
قام خالد ومسك يدها ...حاولت تنتزع يدها منه...
خالد:"قومي يالخبله...انا لو برميك في المويه...مهو في مكان عام وممكن احد يطلع علينا...وبعدين بسمه تراك غاليه علي ومستحيل اسوي شي يضرك..."
قامت بسمه معه كان ماسك يدها وشاد عليها...كانت معه تحس بالامان ...
تعودت على طبعه اللي ينرفزها ساعات لكن تحب فيه حرصه الشديد عليها...
وتفانيه في خدمتها حتى لو كانت خدمات بسيطه في نظرها كل شي منه كبير...

^^^

ناظرت في المرايه للمره الالف كانت راضيه عن النتيجه النهائيه لوقفتها ساعه قدام المرايه...اخذت شنطتها وحطتها على كتفها ونزلت...
كانت امها قاعده مع ام سعيد واللي كثرت زياراتها لهم هالايام....
عبير بعد ماسلمت:"ياللا يمه انا رايحه لفوزيه...."
ام محمد:"مايخالف بس لا تتأخرين...."
ومشت من عندهم وقبل ماتوصل الباب لحقتها امها....
ام محمد:"عبير...من بيتنا لبيت فوزيه...."
عبير وهي تعدل نقابها:"ان شاء الله يمه...."
ام محمد:"ترى بسأل السايق لو رحتي مني مناك...."
عبير فخاطرها ماتدرين ان السواق والشغاله مية ريال ويوصلوني وين مابغيت ويحرصون اكثر مني انك ماتعرفين حتى ماينقطع عنهم الراتب الاضافي.....
راحت لامها وحبت راسها:"اسألي...ومارح تلقيني اخالف شورك...."
طلعت عبير وامها تناظرها ورجعت الصاله وراقبت ام سعيد من بعيد كانت تناظر وهي منبهره الاغراض اللي عطتها...من ملابس اغراض لعبير ماتستخدمها...
واول مادخلت انحرجت ام سعيد لانها كانت تفتش في الاغراض وهي قبل شوي تتمنع قدام ام محمد ماتاخذها....
ام محمد:"لا تنحرجين ياام سعيد...قلت لك اشياء جدد بعضها مالبستها عبير حتى...عطى بناتك وخليهم يلبسون..."
ام سعيد:"مشكوره ماتقصرين ياام محمد...."
نادت ام محمد شغالتها:"ياتي...يااتي"
"نعم ماما...."
ام محمد:"شيلي الاغراض حتى يجي السايق يوصلهم..."
شالت الشغاله الاكياس الكثيره ...
ام سعيد:"جمايلك مغرقتنا ياام محمد..."
ام محمد:"ترى ازعل منك لو سمعت هالكلام مره ثانيه...."
وابتسمت لما شافت ام خالد داخله عليهم...وقامت تسلم على اختها...
وقعدت ام خالد بعد ماسلمت على ام سعيد...
ام خالد:"اشلونك...."
ام محمد:"بخير الله يسلمك...اشلونك؟؟ واشلون العيال؟؟"
ام خالد:"بخير الله يسلمك...شخبارك ياام سعيد"
ام سعيد:"الله يسلمك بخير...."
ام محمد:"اشلون خالد وريم"
ام خالد:"ريم بخير ماعليها وخالد ومرته مسافرين الشرقيه..."
ام محمد:"هذى حامل كان ارتاحت وريحته من السفر..."
ام خالد:"خالد كان رايح لشغل واصر انها تروح معه على انها ما رضت بس ماطاعها"
انقهرت ام محمد من ردها:"ماادري وش مسويه لولدك...."
حبت ام خالد تغير الموضوع:"وينها عبير مااشوفها..."
ام محمد:"طلعت عند صديقتها...."
كانت ام خالد تستغرب من الحريه اللي معطاه لبنت اختها...صحيح هي واثقه في اخلاق عبير بس المفروض يكونون الاهل احرص عليها...

^^^

ناظر جواله وهو يرن من رقم غريب وماله خلق يرد...صارت نفسيته زفت...ويحاول يتجنب كل اللي حوله ...قاعد هو وريم في بيت واحد وحياتهم مع بعض مثل الاغراب...
كانت تتجنبه وهو يحاول ينتقم منها في كل شي...
واول انتقامه انه اليوم ريم تطبخ الغدا ولوحدها ...دخل المطبخ وماحست فيه كانت مندمجه في شغلها...وباين انها مثل التايهه...وطلع بسرعه قبل ماتحس فيه وقبل التعاطف اللي في نفسه يزيد....
وبعد ساعه نادته للغدا...قام وهو مايدري بمن استعانت هالمره...المره الاولى انقذتها العنود ...
كانت تناظره وهو يحط اول لقمه في فمه...رغم انه الاكل كتجربه اولى لابأس ...الا انه غير ملامح وجهه وتكلم بعد ماشرب مويه:"انتي وش مسويه..."
ريم بااحراج:"فهد انا مااعرف اطبخ واول مره فحياتي ادخل المطبخ..."
فهد:"وش ضيعك الا الدلال الزايد...."
قامت ريم بعصبيه وهي تغالب دموعها:"انا قلت لك مالي ذنب في كل اللي صار ليه ماتصدقني..."
وراحت تركض لغرفتها....بعد ماقامت حط فهد راسه بين يدينه وفخاطره ياليت اقدر اصدقك ياريم...صعب يابنت عمي الاقي صورك مع واحد مثل وليد وانسى بسهوله...
قطع عليه افكاره صوت مسج...قام بتثاقل ومسك الجوال واول ماقرى المسج ...
دق الرقم اللي وصل منه المسج ....
اضافة رد مع اقتباس
  #32  
قديم 07/11/2004, 10:52 PM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 27/11/2003
المكان: KSA
مشاركات: 2,477
الجزء الثامن والعشرون...



صحت من نومها وهي حاسه بكسل وخمول في كل انحاء جسمها...ناظرت في الساعه كانت الساعه سبع...ماتدري متى نامت ....طلعت غرفتها وهي تصيح عقب اللي صار بينها وبين فهد ...والعصر سمعت صوت سيارته ...ولما ناظرت من الدريشه شافته طالع من البيت...ورمت نفسها على السرير وداخلها خليط من المشاعر...الندم والكره والخوف والحزن....ندمانه على غلطتها واللي الله رحمها وماتمادت فيها...وحاقده على فهد اللي ماعطاها فرصه تدافع عن نفسها...وعارفه ومتأكده انه عايش صراع مع نفسه بين كرامته وبين كونها بنت عم له...اما حبه لها مهي متأكده اذا باقي موجود...
شالت هالافكار من راسها وقامت تصلي المغرب اللي ماصلته للحين ...وعقب ماخلصت من صلاتها ...نزلت تحت شافت الاكل على الطاوله ومااكل فهد منه...تنهدت وقعدت على الكنبه...كان ودها تكلم احد...فكرت من تكلم....رفعت التلفون ودقت على مشاعل...
وسمعت صوت مشاعل:"الوو..."
ريم:"مساء الخير..."
مشاعل:"وعليكم السلام...."
تنهدت ريم وتجاهلت ردها:"شخبارك مشاعل..."
حست مشاعل ان صوت ريم موطبيعي:"بخير الله يسلمك...اخبارك انتي..."
ردت ريم بحسره:"ماني بخير يامشاعل...."
سكت مشاعل وتأكدت ان اللي كانت خايفه منه صار...كانت تدعي ربها ان اللي سوته مايدمر حياة ريم...
وبعد تردد:"صار شي..."
ريم بصوت يقطر ألم:"فهد درى عن الصور...."
كانت ريم ماتدري تعاتبها ولا تشكي لها...هي السبب في كل اللي صار لها ومع ذلك هي الوحيده اللي تقدر تشكي لها وتصارحها بمعاناتها...
مشاعل :"حسبي الله عليه الظالم....انا السبب في كل اللي قاعد يصير لك..."
ريم:"ما تتصورين اشكثر حياتي تغيرت....بسبب هالصور على انه مالي ذنب فيها..."
مشاعل:"عطيني رقمه وانا اقوله كل اللي صار..."
ريم بحزن:"لا تعبين نفسك لانه مارح يصدق..."
تنهدت مشاعل:"آه ياريم لو الزمن يرجع ورى واصلح كل اغلاطي..."
ريم بحسره:"ياليت يرجع كان ماطعتك لما شجعتيني اكلمه...لكن ما باليد حيله"
مشاعل:"طيب اشلون هو معك..."
ريم:"تغير...صار شخص مااعرفه...قاسي وشكاك وكل الحب والحنان اللي فقلبه اختفى"
مشاعل:"اتمنى ياريم لو في دي شي اساعدك لكن اللحين الحل بيدك ولازم تحسنين صورتك وتسترجعين ثقته فيك"
ريم :"انا عايشه في دوامه اخاف بعد يكتشف اني كنت اكلمه و..."
قاطعتها مشاعل:"يعني هو وليد بس عطاه الصور وماقاله انك كنتي تكلمينه..."
ريم:"هو ارسل له الصور مع رساله ...ماكتب فيها اني كنت اكلمه وبس لاء اتهمني الكلب اني كنت اطلع معه ..."
مشاعل:"طيب وبعدين..."
ريم:"انا لما شفت فهد في قمة غضبه خفت وانكرت كل اللي قاله وقلت له ان الصور وصلت له ومالي ذنب...بس هو ماصدق...واللي خايفه منه فهد يكتشف مكالماتي له وبكذا بيصدق كل كلامه"
مشاعل بعد لحظة صمت:"بس انتي غلطانه المفروض صارحتيه..."
ريم بانفعال:"منتي بصاحيه فهد كان هاين عليه يخنقني...."
ولما ماردت مشاعل كملت كلامها وهي في قمة انفعالها:"ياويلي لو يدري خالد والله مايرحمني...لانه بيصدق كل كلام وليد لانه اكتشف مكالماتي له...عاد خالد مايرحم.."
مشاعل:"والله ماادري وش اقول ياريم..."
قاطعتها ريم:"اوكيه يامشاعل بسكر اللحين اسمع جوالي يرن...."
وبعد ماسكرت من مشاعل ناظرت الجوال كانت ساره المتصله...ولانه مالها خلق تكلم أي احد ...طلعت غرفتها من غير ماترد...ساره اكيد رايقه وتبي تسولف وهي مالها خلق نفسها....
.
.
.
في المقهى...كان عمر قاعد ينتظر فهد...وصل قبله بفتره...حاس بتوتر ويتمنى ربه يوفقه في مهمته...شد نظره شباب قاعدين قريب منه...واضح من اشكالهم صغر سنهم
وصوت ضحكهم واصل اخر الدنيا وكل واحد ماسك الشيشه بيده...ابتسم بسخريه
متأكد ان كل واحد حاس انه وصل لقمة الرجوله ...قطع عليه افكاره صوت جهوري
"خير ...فيه شي!؟؟"
كان المتكلم واحد من الشله اللي مقابلينه....
عمر:"لاء مافيه شي...
"وليش تناظر"
عمر:"بس حبيت اسئلكم كم اعماركم..."
تحولت نظراتهم العابثه لنظرات استنكار وغضب في وقت واحد....
رد عليه واحد منهم بصوت كله غنج:"ليه بتخطب؟؟"
اللتفتوا على صاحبهم واللي شكله اصغر واحد فيهم...ولما شاف نظراتهم اختفت
ابتسامته...
رد عليه اول واحد:"وش دخلك حتى تسأل؟؟"
عمر بهدوء:"وليش معصب...سؤالي لاني احس انكم صغار على الشيشه...وسوالفها..."
"تكفي ياكبييير...."
عمر:"ايه كبير بس للاسف يوم كنت في سنكم تجاهلت نصايح الكباروماعرفت صحة كلامهم الا يوم ما ينفع فيه الندم..."
لما شاف الاول ان عمر بيبدى نصايح ولانه الظاهر هو زعيم الشله قام ...ولما شافوه شلته قاموا معه....
"لو ماورانا مباره اللحين وبنروح الملعب كان علمتك اشلون ماتدخل في اللي مالك فيه..."
وطلعوا بضجيج مثل مادخلوا...كان عمر متحسر عليهم لانه يشوف فيهم صوره منه...
ناظر ساعته ...لما حس ان فهد تأخر...ولما رفع نظره كان فهد واقف قدامه...
وقف وسلم عليه...وبعد السلام...قعدوا واثنينهم حاسين بتوتر....
قطع فهد الصمت:"حيا الله عمر...عاش من شافك..."
عمر:"الله يحيك...تدري بعد مشاغل...اشلونك واشلون خالد؟؟"
فهد:"كلنا بخير...اشلونك انت واشلون الاهل؟؟"
عمر:"ماعليهم طيبين الله يسلمك...."
كان فهد ينتظر متى يدخل عمر في الموضوع...لان المسج اللي ارسله له يقوله ابيك بموضوع بخصوص وليد...
عمر بتردد:"اكيد تبي تعرف السالفه اللي طلبت اقابلك عشانها...."
هز فهد راسه بالايجاب...
عمر:"ماادري من وين ابدى....لكن ببدى من الاخير...الصور..."
وسكت حتى يشوف اثر هالكلمه على فهد ... رغم محاولات فهد اخفاء تعابير وجهه الا انه بان االتوتر الشديد عليه....
كمل عمر كلامه بحذر شديد:"انا دريت عن انها وصلت الصور لك عن طريق سعود...و"
قاطعه فهد بغضب:"وسعود بعد...من يدري غيركم..."
عمر بهدوء:"لا تقاطع الله يهديك...انت فاهم الموضوع غلط..."
فهد:"أي غلط واللي يرحم والديك...تظن انه سهل علي اتكلم عن صور بنت عمي وزوجتي بمنتهى السهوله..."
عمر:"لاء مهو بسهل...لكن تراها مظلومه..."
فهد وهو حاس انه مثل الغريق اللي يتعلق بقشه:"وشلون مظلومه...."
عمر:"الصور وصلت ليد وليد عن طريق صديقتها والسبب حتى ينتقم منك..."
فهد:"مني انا...."
عمر:"ايه منك انت...عرف عن طريق سعود ان خويته صديقة بنت عمك...وهو مانسى لك الموقف القديم...وحس انها طريقته الوحيد حتى ينتقم منك.."
كان عمر وهو يتكلم عن هالموضوع حذر ويتمنى يساعد في اصلاح حياة فهد مو هدمها وعشان كذا ماجاب طاري المكالمات....
فهد بقهر:"النذل....اخ لو يطيح بيدي....بس انت اشلون دريت؟؟"
عمر:"انا كنت مثل ماانت عارف ساكن معهم واسمع تخطيطاتهم ...وكنت ناوي اتلف الصور اللي مع وليد بس حصلت ظروف اضطريت اسافر ولما رجعت قالي سعود عن كل اللي صار وحسيت انه من واجبي اوضح لك الحقيقه..."
فهد:"فيه غير هالصور؟؟"
عمر:"لاء..."
فهد:"وش اللي يخليك واثق...."
تنهد عمر:"لانه وليد ماكانت نيته الصور توصلك مثل ماهي...بس ربك خرب عليه افكاره اللي مخطط لها..."
فهد:"اشلون"
عمر:"قبل ملكته سوى فحوصات اللي قبل الزواج...وطلع عنده الايدز...ومع ذلك الحقد اللي فقلبه عليك زاد ولانه بيسافر ماكان عنده وقت الا انه يرسل الصور كلها...ومثل ماهي...."
سكت فهد وهو عايش صراع راهيب في داخله...بين عقله الملئ بالشكوك وقلبه الملئ بالحب...مايدري يصدقه ولا يكذبه ...بس ليه يكذبه ومعه حق في كل اللي يقوله....قطع عليه افكاره صوت عمر....
عمر:"وين رحت؟؟"
فهد:"مارحت بعيد....تدري لو هي مامشت مع صديقه منحطه وسافله ماصار هالشي..."
عمر:"يعني في نظرك غلطانه...."
فهد:"عمر تظن اني اشوف صورها مع رجال غريب شي سهل بالنسبه لي...."
عمر:"بس هي مالها ذنب...."
فهد:"صادق ....وهالبنت الله لا يوفقها..."
عمر:"لا تدعي عليها....ترها بنت انضحك عليها...وهي وصلت الصور لما تأكدت انه وليد بيخطب ريم..."
فهد:"حتى ولو....مهو بعذر....وش صار فيها لا زالت على علاقه مع سعود..."
هز عمر راسه:"ماادري....بس تتوقع سعود بيرتبط فيها...."
ضحك فهد بسخريه:"مااعتقد فيه غبي يتزوج وحده سمحت لنفسها تخون ثقة اهلها "
عمر وهو يفكر في حال مشاعل لما تركها سعود بعد مادمر حياتها:"يااخي عجيب حال المجتمع عندنا....اذا غلط الولد الكل ياخذ الامر بمنتهى السهوله ...وطيش شباب وبيعقل...والبنت اذا غلطت تقام عليها المحاكم من اسرتها وتلصق بها ابشع التهم وتصير منبوذه من الكل حتى لو غلطتها بسيطه..."
فهد:"اكيد البنت المفروض تكون حريصه على نفسها...."
عمر:"واللي يقهرك الشاب حتى لو كان يكلم وحده ملكت قلبه مستحيل يتزوجها...بس ماعنده مانع يتزوج وحده حتى لو كان لها ماضي مع غيره مايعرفه...اهم شي مايكون لها ماضي معه هو"
تسند فهد على الكرسي:"شف ياعمر....اساس الحياه الثقه...ولوالشك تغلل في قلب واحد منهم حياتهم رح تتعرض لمشاكل كثير...ولو دخل الشك من الباب طلع الحب من الشباك...هذا رايي...وانا مااحلل لنفسي اللي احرمه على غيري لكن....البنت بما غرس الله فيها من حيا وخجل طبيعي...المفروض ماتكون صيد سهل...."
عمر:"ماعلينا...اللحين يااخو احس اني ارتحت لاني من وقت ماعرفت من سعود كل اللي صار وانا متردد ...اشلون ابدى معك هالموضوع الحساس.."
فهد:"مشكور وماقصرت...."
________________________________________
الساعه تسع في الليل قاعده تقرا مجله...شدها موضوع فيها...كانت تقرى وهي مندمجه...ولما خلصت رمت المجله وطلعت الصاله حتى تتفرج على التلفزيون...كان المكتب مفتوح وخالد مثل ماتركته قبل شوي لازل مركز على الاوراق اللي قدامه...وقفت قدام الباب بهدوء...ولما ماحس فيها لفت ورى وقبل ماتمشي سمعت صوت خالد...
"وين رايحه؟؟"
ورجعت ناظرته كان ممدد رجلينه على المكتب بكسل...
بسمه:"بروح تحت شكلك مشغول وما ودي اعطلك...."
خالد:"تعالي اصلا باخذ وقت مستقطع...."
رجعت بسمه وقعدت على الكرسيي اللي مقابله...
بسمه:"تصدق من تزوجتك اول مره اشوفك مشغول صدق...."
خالد :"اللي يسمعك يقول لنا متزوجين عشر سنين ...كلها على بعضها ماوصلت عشر شهور..."
بسمه وهي تضحك:"لا وثلاث ارباعها راحت في مشاكل و...."
خالد وهو يقاطعها:"المشاكل ضاهره صحيه في حياة أي ثنين في بداية زواجهم...وبعدين ملح الحياه...."
بسمه:"ايه بس ملحنا كان زايد شوي...."
خالد وهو ينزل رجلينه من على المكتب ويعدل جلسته:"طيب تخيلي معي حياه كلها حب في حب ومافيه ريحة مشاكل او اختلاف ...تتوقعين بتكون حياة سعيده..."
بسمه:"اكيد في نظري قمة السعاده...."
خالد:"بالعكس قمة الملل..."
بسمه :"تدري لو قعدت قعدت من اليوم لبكره تقنعني مارح اقتنع...بس بغيت اسألك بتطول ..."
خالد:"يعني شوي ....بس لعيونك اترك اشغال الدنيا اذا تبيني في أي خدمه...."
بسمه:"لاء مشكوووور ماتقصر......"
خالد :"العفووووو...."
بسمه لما شافت خالد يناظر الاوراق اللي قدامه:"متى بتقدم هالاوراق...."
خالد:"خلال هالاسبوع ان شاء الله...."
بسمه وهي قايمه:"اوكيه بروح اتفرج على التلفزيون..."
خالد:"انا اتمنى اعرف اشلون بتنجحين هالسنه...والدراسه اخر ما تفكرين فيه..."
بسمه بكل فخر:"انا شطاطا لا تخاف علي..."
خالد بااستغراب:"شطاطا وش هالمصطلح الغريب..."
بسمه:"هذا الله يسلمك تقدر تقول تدليع شاطره اواختصار لها...مصطلح قديم يذكرني بايام حلوه..."
قالت كلمتها بكل حزن وطلعت...كانت وهي صغيره كثير تسمع من اخوها بندر كلامات غريبه من اختراعه ...ينساها على طول وتتمسك هي فيها من كثر اعجابها به وبكل اللي يقوله....جلست على الكنبه وهي تحاول تعدل مزاجها اللي تعكر بتذكر ايام ماضيه... ....ماحست بخالد الا وهو جالس بجنبها....
خالد بضيق:"افففف زهقت من قعدت البيت...ياللا طلعنا نتمشى شوي..."
بسمه بحماس:"موافقه...بس مهو اذا ركبنا السياره يجيك تلفون تغير رايك وتضحك علي بدوره حول البيت وترجعني كالعاده"
خالد وهو يضحك:"كالعاده...ليش الظلم وعشان اطمنك ...بسكر الجوال..."
بسمه:"ايه كذا تريحني...ماقلت لك وش قالت لي الدكتوره في موعدي اليوم العصر اللي راحت معي بدريه"
خالد بخبث:"الدكتوره الحلوه اللي شفتها لما رحت معك...."
سكتت بسمه وهي تحاول تبين له عدم اهتمامها...
بسمه:"ايه الدكتوره الحلوه...وتسلم عليك على فكره..."
خالد وهو يتنهد:"الله يسلمها....و....يسلمك..."
بسمه:"تحاول تستفزني ...طيب دريت اخيرا وش في بطني ومارح اقول..."
خالد:"صدق....بنت الذين موصي عليها لا تقول حتى تصير مفاجأه...."
عصب بسمه ورمت عليه المخده وقامت...ورجعت بالقوه لما حست بيد خالد تشدها بجنبه...
خالد:"امزح...اشفيك انتي..."
بسمه وهي تدعي البرود:"مافيني شي...بس تقهر...حتى ماسألتني عن موعدي واشلون صحتي وصحة البيبي...بس تسأل عن الدكتوره و..."
خالد وهو يضحك:"امزح معك...والموعد والله نسيته...."
ماردت عليه بسمه....
خالد:"طيب وش قالت لك...؟؟"
بسمه بلا مباله:"قالت لي ياولد يابنت...."
خالد بااستغراب مصطنع:"صدق والله....ولد ولا بنت.. مافيه خيار ثالث"
بسمه:"لاء بس خيارين......."
خالد وهو يقرب اذنه من بطنها:"طيب بتصل في صديق..."
رفع راسه:"اكلمه مايرد الحبيب شكله نايم...طيب ممكن حذف اجابه..."
بسمه:"لاء..."
خالد وهو يناظرها بحنان:"صدقيني عادي عندي ...اهم شي الله يقومك بالسلامه ...صحيح خاطري ببنت قمر على امها...لكن اللي يجي من الله حياه الله"
بسمه:"قمر شمس مارح اقول....."
مسك خالد بيدها بقوه:"بتقولين غصب...."
بسمه وهي تحاول تفك يدها:"يدي بتكسرها...خلاص بقول..."
ولما فك يدها ناظرته بطرف عينها:"ومن اللي يقول مايهمه اهم شي سلامتك..."
خالد:"ايه بس شي يقهر انتي تعرفين وانا لاء..."
بسمه وهي قايمه:"تدري خل نطلع لا تهون وعقب نكمل كلامنا..."
خالد:"يعني مابتقولين..."
هزت راسها بالنفي ومشت..وماانتبهت على الطاوله اللي قدامها ...ماقدرتت تتحكم في نفسها وغمضت عيونها لانها تأكدت انها بتطيح ..حتى حست يد خالد القويه ترفعها قبل ماتطيح..وعدل وقفتها اللين صارت مقابلته ويدينه من ورى ظهرها....
خالد برقه:"عسى ماتعورتي...."
بسمه وهي تناظر رجلها:"احس بألم خفيف في رجلي...."
نزل خالد يناظر رجلها:"صدمتي الطاوله بقوه...اشلون ماانتبهتي لها..."
بسمه:"ماادري حسيتها بعيده عني...عموما الحمد لله ماصار شي..."
ومشت على رجلها وهي تحاول ماتظهر تألمها حتى تثبت له انها طيبه...
ولما وصلت لباب الغرفه:"ببدل ثيابي وبنطلع..."
هز خالد راسه وهو يضحك:"انتظرك تحت...."
اخذ مفتاح سيارته ووجواله ومحفظته ونزل... كانت خالته وامه قاعدات في الصاله...ومنسجمات في سوالفهم...
خالد :"السلام عليكم...."
وقفت ام محمد حتى تسلم على خالد...
ام محمد:"وعليكم السلام هلا والله بخالد...وينك ياولدي محد يشوفك؟؟"
بعد ماسلم على خالته قعد بجنبها:"تدرين بعد ياخاله اشغلتنا هالدنيا الا انتي دوم على البال..."
ام محمد بعتب:"طيب اتصل اسأل ...قل لي خاله اشوف اخبارها..."
خالد:"ادري والله مقصر...وعشان ارضيك بكره من صلاة المغرب وانا عندك...واخذك نفر الرياض مثل قبل تذكرين..."
ام محمد بحنان:"انا مانسيت انت الظاهر اللي نسيت...تتذكر ياخالد اول ماطلع لك ابوك السياره...اول من ركبها انا وامك..."
خالد وهو يضحك:"اتذكر..وانتي وامي على راسي...ارفق وانا امك...انتبه للاشاره..لا تسرع...شف السياره اللي وراك ..."
ام خالد:"من حرصنا عليك ياولدي...."
مسكت ام محمد بيد خالد وبكل صدق:"وهي صادقه امك من خوفنا وحرصنا عليك...والله ياخالد انك في غلاة محمد وعبير عندي "
رفع خالد يدها وحبها:"وانتي في غلاة امي...بالعكس لك ايادي بيضاء علي ...وكنتي لي خير عون على ست الحبايب..."
ام خالد:"شكل بينك مؤامرات ماادري عنها...اعترفوا ياللا..."
ام محمد:"هذاك من اول...ياكثر ماكان يتصل علي ...واحيانا يجي فجأه...واللحين لا اتصال ولا شوفه..."
خالد وهو يضحك:"الظاهر حاقده علي....(ولما شاف بسمه داخله)تعالي يابسمه توسطي لي عند خالتي..."
كان عارف ان علاقة بسمه وخالته مهي قويه...وهالشي مايرضيه ...يتمنى زوجته وخالته تكون علاقتهم فيها ود اكثر....
قامت ام محمد تسلم على بسمه بدون نفس...وهي مقهوره من خالد لانه يدخل بسمه في شي مايخصها...
بسمه:"اشلونك ياخاله..."
ام محمد بدون نفس:"بخير الحمد لله..."
ام خالد :"على وين اشوفك لابسه عباتك..."
خالد:"بنطلع شوي..."
ام خالد :"وين بتطلعون خلوكم معنا شوي...."
خالد:"مارح نطول ...عن اذنك ياخاله...."
ام محمد:"اذنك معك ياخالد..."
كانت تناظرهم بحقد اللين طلعوا....تكره بسمه لانها اخذت مكان بنتها وتكرهها اكثر لاحساسها انها هي السبب في ابتعاد خالد عنها....خالد اللي من هو صغير وهو قريب منها ومعتبرته مثل محمد ولدها...رجعت للواقع لما سمعت صوت ام خالد...
ام خالد:"اكلمك وين رحتي؟؟"
ام محمد وهي تتنهد:"شفتي اشلون...كان قاعد معنا وش حلاته ...اللي شرفت حضرت جنابها..."
ام خالد:"هم اصلا كانوا طالعين..."
ام محمد:"انا ماادري اشلون متحملتها...."
ام خالد وهي تعدل جلستها:"ما شفت منها شي...وانا ادور راحة ولدي مثل ماانتي تدورين راحت ولدك...العنود مثلا تغارين منها..."
ام محمد باارتباك:"لاء مااغار منها بس العنود غير....غير عن هالبسمه"
قالت كذا ومهي مقتنعه بجوابها...ومتأكده فدخلها ان كرهها لبسمه لانها اخذت مكان
بنتها..كان زواج خالد وعبير هو اقصى امانيها...ودخلت بسمه في حياة خالد وتغير بسببها كل شي....

^^^

كان في سيارته وما يدري وين يروح....كلام عمر ريحه...لكن حز في نفسه ان ريم تكون في هالموقف ...هي قبل كل شي بنت عمه ومايتمنى اسمها ينذكر على لسان احد لا بخير ولا بشر...اثبت له عمر ان ريم مالها ذنب ومع ذلك فداخله كبرياء مجروحه ومايدري ليش مهو حاس بالذنب ومقهور من صداقات ريم لبنات مايستاهلون....
ما حس بنفسه الا هو موقف قدام بيت العنود اخته ...دق عليها تلفون حتى يتأكد اذا هي موجوده في البيت ونزل من سيارته ودخل...كانت العنود في استقباله عند الباب...
وبعد ماسلمت عليه كانت تناظر وراه ...انتبه فهد عليها....
فهد:"وش تناظرين...."
العنود:"ريم مهي معك...."
مشي فهد على الصاله وتكلم من غير مايلتف عليها:"لاء ...."
وقعد على الكنبه:"وانا اقول وش هالاستقبال الحافل...العاده الشغاله اللي تفتح الباب
وتقعدين ملاحق انتي وبزارينك ساعه..."
قعدت العنود قباله:"توقعتها معك...وعيالي نايمين يعني مافيه ازعاج..."
فهد بعد تردد:"محمد موجود..."
العنود بااهتمام:"لاء مهو فيه...فهد فيك شي؟؟"
ماحس فهد بنفسه الا وهو يحكي لها كل اللي صار...كان محتاج يسمع رايها...لانه دايم يثق فيها ويحترم رايها....ولما خلص كلامه ...سكت ينتظر يسمع ردها....
العنود:"طيب احمد ربك طلعت ريم مالها ذنب..."
فهد:"انا مقهور ان صورها طاحت في يد عيال(...) يعني كل مااتخيل كم واحد شاف صورها ..احس بنار في صدري..."
العنود وهي مصدومه:"بصراحه ماتوقعت هذا رايك....فهد اللحين عيال الحرام كثر ..
وممكن تشوف صور زوجتك واختك بدون ذنب أي وحده تقدر تصورها بالجوال فمكان عام...وتنشرها"
سكت فهد وما رد عليها....
وكملت العنود كلامها:"فهد لا تفكر في الموضوع من هالناحيه...وليد حب ينتقم منك من خلال بنت عمك...تخيل لو وافقوا عليه لما خطبها مثل ماقلت لي...تعرف اشلون بينتقم بيطلقها ثاني يوم حتى يفضحكم من الناس..."
فهد:"اعوذ بالله اشلون جت هالفكره في راسك..."
العنود:"مايبي لها ذكاء ...لما خطبها تتوقع ليش؟؟"
فهد وهو يتنهد:"ممكن كلامك صح....بعدين ريم قاهرتني دلوعه وتعامل الناس بفوقيه وتكبر...."
ضحكت العنود:"هذا انتوا يالرجال تقولون للحرمه مكفرة عشير...وبرايي الرجال في زمنا هو بعد مكفر العشيره...."
فهد وهو يناظرها بطرف عينه:"تتعصبين لبنات جنسك..."
العنود:"لاء والله ...انا مع الحق...من اول تموت في ريم وفي دلعها...واللحين من عقب مشكله مالها ذنب فيها قمت تطلع عيوب انت عارفها...."
رجع فهد راسه لورى بتعب:"لو تدرين يالعنود عن الصراع اللي داخلي كان رحمتيني...تصدقين للحين شاك في كلام ريم وكلام عمر...و..."
قاطعته العنود بنفاذ صبر:"فهد انت شفت عليها شي..."
فهد :"لو شفت شي ماقعدت معي للحين..."
العنود:"خل عنك الوساوس اللي دخلها وليد في راسك..."
فهد :"احاووول...بس قومي دوري شي اكله ...من الصبح مااكلت شي..."
العنود:"بقول لشغاله تحضر العشا ..."
وسكتت لما شافت فهد يبتسم...
العنود:"قلت شي يضحك..."
فهد:"تذكرت ريم...قلت لها انتي اللي تطبخين الغدا...ودخلت عليها وهي تحظر...وكنت مستغرب معقوله ريم مطيعه لهدرجه...وانا طالع العصر اصلي...لقيت الشغاله طالعه من باب المطبخ...كانت متفقه معه تحظر الغدا...على انه طباخها..."
العنودوهي ماشيه:"تتوقع وحده مادخلت المطبخ ...من اول مره بتطبخ غدا مره وحده..."
فهد:"بتصير ان شاء الله ست بيت سنعه...اللي قاهرني لما دخلت وهي تشتغل كسرت خاطري ...والحبيبه ضاعت بس وهي تجهز الاكل...بنات هالايام بصراحه يقهرون..."
وانتبه انه يكلم نفسه لان العنود راحت المطبخ...كلامها جدا ريحه وحسسه بغلطه وانه لازم ينسى كل شي...

^^^

دخلت البيت على الساعه 12في الليل...كان ابو محمد حاط على الجزيره...ولا حس فيها لما دخلت...رمت عباتها بعدم اهتمام وقعدت ...
ام محمد:"السلام عليكم...."
رد ابو محمد وهو يناظر التلفزيون:"وعليكم السلام...."
حطت يدها على خدها وهي تناظره وهو ولا معبرها ومركز على الاخبار...
ولما شافها تناظره سألها:"اشفيك ؟؟"
ام محمد ببرود:"مافيني شي...وينها عبير؟؟"
ابو محمد :طلعت عند صديقتها...."
ام محمد وهي معصبه:"واشلون تخليها تروح لصديقتها وتتأخر لهالوقت؟؟"
سكر ابو محمد التلفزيون بضيق:"وليش عصبتي ...دايم عبير تروح لصديقاتها مهي اول مره يعني..."
ام محمد:"هي طلعت من غير ماتقولي وبعدين وش هالصديقه اللي قاعده معها لهالوقت..."
ابو محمد:"يابنت الحلال هدي نفسك شوي وتشوفينها داخله..."
ام محمد:"انت ماتخاف على بنتك...ما تسمع عن قصص هالبنات اللي ضاعوا بسبب اهلهم اللي ما سألوا عنهم..."
ابو محمد:"فال الله ولا فالك....عبير بنت متربيه مهي مثل هالبنات..."
ام محمد:"اذا انت واثق في بنتك بتواثق في اللي قاعده معهم..."
ابو محمد:"انتي جايه معصبه من بيت اختك وجايه تحطين حرتك في عبير..."
ام محمد:"مافيه احد بيموتني ناقصة عمر الا انت...وبرودك.....كنت السبب في انه خالد ترك بنتك واللحين بتضيعها..."
ابو محمد بضيق:"ترى كرهت خالد من كثر ماترددين اسمه...بنتي لو بغت بزوجها اللي احسن من خالد...."
دخلت عبير وهي مستانسه من برى وتدعي ربها ان امها تدخل تنام من غير ما تدري عن طلعتها...ومن سمعت صوتهم عرفت انها بتحصل محاضره من امها...
ام محمد لما شافت عبير :"وشوله مبكره...كان قعدتي للصبح..."
اتجهت لابوها وحبت راسه...وقعدت بجنبه بعد ماحط يده على كتفها...
عبير:"كنت عند فوزيه وما حسينا بالوقت...."
ام محمد بعصبيه:"وليش ماقلت لي قبل مااطلع عن طلعتك..."
عبير ببراءه:"كنت نايمه ولما طلعت اقولك مالقيتك وقلت للبابا ووافق..."
ام محمد:"وليش مااتصلتي...."
ابو محمد:"قالت لك بعد قلبي استئذنت البابا...ولا ماني بمالي عينك..."
طلعت ام محمد غرفتها وهي معصبه من عبير اللي تعاندها ولاهي بقادره توقفها عند حدها بسبب دلال ابوها الزايد لها...وخايفه لا يكون عبير تكذب عليها ورجعت لسوالفها القديمه....

^^^
صحى الظهر من نومه...كانت ريم مهي موجوده...ابتسم لما تذكر كل اللي دار بينهم البارح من حوار ...حس انهم تخطوا مشكله كانت ممكن تدمر حياتهم...ريم مهما كان بنت عمه بكل اخطائها وعيوبها وفوق كذا زوجته اللي يحب ولازم يقتل كل الشكوك اللي فقلبه...انتبه على ريم اللي داخله بالصينيه ...
فهد وهو يعدل جلسته:"وليش تعبين نفسك ياحياتي..."
ريم وهي تحط صينية الفطور قدامه:"تعبك راحه...."
فهد وهو يناظر ساعته:"بس هذا فطور ولا غدا..."
ريم:"اشرايك يعني!!"
فهد:"انا اشوفه فطور في وقت الغدا...بس سؤال اذا امكن لمساتك ولا لمسات الشغاله..."
ريم وهي تضحك:"لمساتنا احنا الاثنين..."
فهد وهو يناظرها:"اهم شي ان اللي شالت صينية الفطور هو انتي..."
ريم :"تصدق يافهد ...افتقدتك الايام اللي راحت وعرفت قدرك واشلون انت غالي علي ومااقدر اعيش من غيرك...الله لا يحرمني منك..."
فهد وهو يبتسم لها:"ولا منك بس تعالي افطري معي لا نقلبها فلم هندي "
وقعدت ريم بجنبه...كانت مستانسه ان كل شي انتهى ووليد اللي كانت تعتبره تهديد انتهى من حياتها للابد...موقف فهد وتفهمه لكل شي اسعدها قالها عن عمر وكل اللي حكى له...احترمت عمر لموقفه النبيل اكيد يدري انها كانت تكلم وليد بس ماقال......وهي بدورها ماصارحته اعتبرت هالشي ماضي وانتهى ...ومصارحتها لفهد بهالماضي مارح يفيد بشي بالعكس ممكن يسبب لها مشاكل هي في غنى عنها....

^^^

يوم الخميس وبعد صلاة العشا ...كان الكل في بيت ابو خالد الا ريم اعتذرت...
حط خالد يده على راسه من الصوت...ازعاج من عيال خواته ...وصوت بدريه وبناتها وساره وبسمه وهو يسولفون....
خالد وهو يصارخ:"هدووووووء....."
عم الهدوء المكان لما سمعوا صوت خالد......
خالد:"الله مااحلى الهدوء...."
امل وهي تناظره بطرف عينها:"مااحد ضربك على يدك حتى تقعد معنا..."
خالد وهو يضحك:"بدريه بنتك للحين زعلانه..."
بدريه"ماعليك منها...."
انقهرت امل من رد امها....
رهف وهي تضحك:"بس بصراحه ياخالي انت كذا...لانك عرفت اشلون تخلي طلال يغلط على البرنسيسه امل"
خالد:"بس متأكد انها الغلطه الاولى والاخيره له..."
امل:"طبعا...تدري ليش؟؟
خالد:"ليش...."
امل :"لان طلال غير..."
بسمه وهي تضحك:"للحين طلال غير...ما غيرتي الشعار..."
رهف:"لا ياحبيبتي...جده لها عشر طعش سنه وهي جده غير...طلال كلمة غير معه للابد..."
بدريه:"بدت الظاهر حرب داحس والغبراء...."
بسمه:"بس من داحس ومن الغبراء فيهم..."
امل:"ها ها بايخه ماتضحكين..."
قامت رهف وعطت خالد دفتر صغير كانت شايلته...
رهف:"ممكن ياابو رهف تكتب لي كم كلمه حلوه في اوتجرافي المتواضع..."
خالد بااستغراب:"من ابو رهف..."
قعدت رهف بجنبه:"انت طبعا..."
خالد:"لا اسف مااقدر ادمر مستقبل بنتي وسميها عليك...."
رهف وهي تشهق:"وليش يتدمر مستقبلها..."
خالد:"اخاف تكبر وتاخذك قدوتها ..."
رهف:"اكيد بكون قدوتها..."
خالد وهو يمسك بخصل من شعرها:"بعد الشر عن حبيبة قلب ابوها تتخذك قدوه...ناظري شعرك...حشى ولد ماانتي بنت..."
رهف:"ياخالي انا مايناسب وجهي الطويل...قصتي هذي تظهر ملامح وجهي الناعمه..."
خالد:"لا تطولين شعرك بس لا تحلقينه كانك ولد..."
رهف:"المهم ماعلينا...اكتب لي..."
خالد وهو يتصفح الاتجراف:"وش اكتب ماعندي الا جمله حفظتها من زمن جدي
اتمنى لك التوفيق في حياتك العلميه والعمليه"
رهف:"اكتب أي شي...بس بخط حلو...لان صديقاتي اكيد بيقرون كلامك..."
امل بخبث:"لا تنسى ياخال تقرا وش كاتبات صديقاتها...."
ناظرتها رهف بحقد...
قلب خالد الا وراق بين يده وهو مستغرب من اللي يقرا...
خالد:"رهف عادي اصور الاوراق اذا بغينا نكتب رساله حب وغرام..مارح القى احسن من هالمصدر..."
رهف:"ايه عادي..."
خالد وهو يمسك بشعرها برفق:"رهوفه حبيبتي هالكلام بعضه مهو لايق..."
رهف:"عادي صديقاتي..."
خالد:"لا مهو عادي...تدرين يابسمه ان شاء الله يجينا ولد...البنات اذا مثل رهف متعبات..."
بدريه وهي تتنهد:"أي والله ياخوي...متعبات بشكل..."
امل :"يمه ليش تجمعيني معها..."
سكتت لما سمعت خالد يتكلم:"اسمعوا بالله...وش كاتبه صديقتها الملقبه باام دحيم في الختام(الله يرزقتس الرجل الصالح...اللي يعزتس...ويرزتس...وللجنه يدزتس..."
رهف باقي صغار على العرس..."
رهف وهي ميته ضحك:"نمزح ياخالي..."
بسمه:"صادقه ياخالد يمزحون وما فيها شي....."
ناظرها خالد بطرف عينه:"طيب انتي وش كان لقبك ايام زمان..."
سبقتها امل:"لا حرمتك كانت دافوره ...ولا لها بهالشغلات.."
خالد:"بعدي والله هذي الحرمه السنعه...."
امل:"من يمدح العروسه..."
خالد:"زوجها طبعا...."
بدريه:"امل...ترى صدع راسي منك...."
ام خالد :"بالعكس يابدريه والله مايوسع صدري الا بناتك..."
ناظرها خالد:"لا تصدقين امي تراها تجاملك..."
ناظر خالد ساعته وقام:"للاسف مضطر اروح ولا القعده معكم ماتنمل...لان امي وبسمه معكم..."
امل:"يااخي خذ بسمتك معك وفكنا..."
وسكتت لما شافته متجه لها وقعدت عند ام خالد...وقف خالد لما شافها عند امه وطلع ...
كانت بسمه تتأمله وهو طالع...تحبه بكل مالها الكلمه من معنى...تحبه بكل ذره في كيانها...وبكل عرق ينبض في جسمها...كان يمثل لها كل شي...ومن خلاله تعيش السعاده الكامله...وعندها تفقد الدنيا... ارحم من فقدانه.....

^^^
بعد مرور اسبوع ....
طلعت من بيت ام عبد العزيز وعلى وجهها مرسوم ابتسامه خبيثه...كانت متأكده ان كل اللي خططت له بمساعدة ام سعيد مارح يضيع....خططوا بكل مكر وخداع ....لابعاد بسمه وللابد عن طريق بنتها...مكان بسمه مهو بينهم مكانها في بيت عمها...
شكرت الظروف اللي عرفتها على ام سعيد...و متأكده من موافقت ابو عبد العزيز لان حبه للفلوس غير طبيعي...
.
.
.
بعد تفكير مااخذ منه الوقت الطويل وافق على كل ماطلب منه...والمبلغ اللي بيحصله ما كان يحلم به...اصلا بسمه ماتهمه...والشي المطلوب منه مايتعدى كذبه...وبتدر عليه الخير الكثير...اصلا هو اسهل شي عليه الكذب ومتعود في مكتبه على الكذب على الزباين في بيع الاراضي...
.
.
.
كان ينتظرها في السياره ....من بعد اللي سمعه في المكتب شعور بالمراره يسيطر عليه...وكان عايش على امل ان كل اللي سمعه كذب وافتراء...انتبه على بسمه لما ركبت السياره..
وبتوتر سألته:"خالد ...وش مناسبة الزياره لبيت عمي..."
خالد بهدوء:"اتصل علي يعاتبني ليش مانزوره...ليش انتي خايفه من هالزياره..."
بسمه"مو خايفه انا مستغربه بس..."
سكتت لما مارد عليها...حاسه ان خالد مهو طبيعي...طول الطريق ساكت...ما تدري ليش انقبض قلبها لما وصلوا بيت عمها....
دخلت ورى خالد بتردد ...وما سلمت على عمها بس شافت عمها يعطي خالد ملف..
لما فتحه خالدتبدلت نظراته لها...كان يناظرها نظرات كلها احتقار وكره...
كان عمها يتكلم بكلام مافهمته عن ملف واوراق ...
طلع خالد وهو مار بجنبها مسكت بيده...
بسمه بتوسل:"خالد وش السالفه..."
خالد بسخريه:"ماتدرين وش السالفه....وش هالبرائه اللي تطل من عيونك..."
بسمه:"خالد...فهمني...ولا تصدق عمي...والله يكذب عليك..."
جاها صوت ابو عبد العزيز:"سامحيني يابنت اخوي ماقدرت انفذ اللي طلبتي مني..."
بسمه وهي لازالت مماسكه يد خالد"حرااام عليك يالظالم اللي ماتخاف ربك...وش سويت لك حتى تدمر حياتي..."
وانصدمت لما شافت عمها ينزل راسه للارض وهو يمثل دور المغلوب على امره...
رجعت ناظرت خالد لما حاول يسحب يده:"خالد لا تتركني هنا..."
خالد باستحقار:"مكانك هنا..."
بسمه وهي تصيح:"خالد والله ماادري وش السالفه....حرام عليك ارحمني واذا مارحمتني ارحم ولدك..."
وسحب خالد يده بكل قسوه وطلع....رمت نفسها على الارض وهي منهاره...
حست ان الهوا تبخر من حولها وانها مخنوقه مهي قادره تتنفس...والافكار تتضارب في راسها....حتى حست بيد تشدها بكل قسوه من شعرها حتى وقفت على رجلينها...كانت يد عمها ونظرات قاسيه تطل من عيونه...وظربها على وجهها بيده القاسيه...
واختلطت دموعها ودمها اللي ينزف من انفها...
.
.
.
طلع وركب سيارته ومشي بسرعه وهو يحس كانه انتزع قلبه من صدره وداس عليه...نظراتها المتوسله ودموعها هزت من الاعماق...وداخله صراع فضيع ...صوت يقوله برئه ومظلومه...وصوت يقول كل شي ضدها وهي خانت ثقتك فيها وباعتك رخيص...وهو في دوامه افكاره مااانتبه على الاشاره الحمرا اللي قطعها.....وما حس الا وهو في مواجة سياره وبااقصى سرعته....
اضافة رد مع اقتباس
  #33  
قديم 07/11/2004, 11:02 PM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 27/11/2003
المكان: KSA
مشاركات: 2,477
الجزء التاسع والعشرون....




كان الليل الموحش يغطى كل شي...والهدوء يعم المكان يتخلله صوت انين خافت ...
دموعها مغرقه المخده وتحاول تكتم شهقاته حتى مااحد يسمعها واذا حست انها مخنوقه
بكت بصوت مكتوم يقطع نياط القلب...
سمعت صوت الشغاله وهي تتأفف من صوت بسمه اللي ازعجها من النوم...كانت متعاطفه معها اول ماشافت حالتها...وفرشت لها فراش في الارض حتى تنام وحاولت تواسيها لما شافت حالتها المنهاره...ولما حطت راسها ونامت ...تضايقت من صوت بسمه اللي ازعجها ونست تعاطفها معها...
قامت بسمه بصعوبه بعد ماتسندت على الجدارلان نومتها في الارض ماكانت مريحه...وصلت للباب وفتحته بهدوء وحاولت ماتصدر أي صوت....ودخلت الحمام ...وصدمت لما شافت وجهها في المرايه كان متورم من الصياح ومن ضربة عمها على وجهها...ولما تذكرت طق عمها ...حاولت تشوف اثار طقه على ظهرها...كانت اثار العقال مسويه خطوط على ظهرها....كان حذر وهو يطقها انه مايضر حملها وهي بغريزة الامومه اللي في داخلها ...تكومت على بطنها لما رفع العقال عليها...
ولو مهي ام عبد العزيزتدخلت..كان ممكن يموتها....وهو في اشد حالات غضبه
غسلت وجهها وحست بالالم لما لامست المويه الجرح اللي في طرف فمها...
جروحها اللي في جسمها تهون عند جروحها اللي تنزف في داخلها...
كانت تحس بلهب داخل صدرها...وآلام لاتطاق...
تتمنى انها في كابوس وبتفتح عينها ويختفي كل شي لكن للاسف لما تفتح عينها تشوف واقعها المر...
ماتدري وش سالفة الملف ...وليش خالد تركها...كل اللي متأكده منه انه عمها سبب كل العذاب اللي هي فيه....
طلعت من الحمام وهي حاسه بصداع فضيع من كثر الصياح وانصدمت لما شافت عمها بوجهها...ارعبها وجوده ....وخافت لايكمل معها اللي بداه...
ابو عبد العزيز بعصبيه:"وين كنتي؟؟"
بسمه بصوت اقرب للهمس وهي تناظر الارض وحاسه بغباء سؤاله:"في الحمام..."
ابو عبد العزيز:"وليش ماتناظرين لما اكلمك؟؟"
رفعت بسمه نظرها وناظرته...كانت ماتدري هي تناظر عمها ولا وحش متمثل بصورة انسان...
ابو عبد العزيزلما شاف نظراتها:"وش هالنظرات...الظاهر ماعقلتي عقب طق البارح"
كانت بسمه تحس بكره في داخلها على هالعم...وماتدري ليش هو يكرهها بهالطريقه...
ابو عبد العزيز:"ومرة ثانيه يابسمه لو قلتي كذاب...والله لا موتك...وعلى فكره امرك مايهم احد وما فيه احد بيسأل عنك...."
حقدت عليه من قلب اكثر ماهي حاقده...... هالطق اللي شافته منه بس لانها تجرأت وقالت له كذاب في وجود خالد...
وماقدرت تمنع نفسها من سؤال محيره...
بسمه:"عمي انت ليش تكرهني؟؟"
ابو عبد العزيز:"ومن انتي حتى اكرهك...انتي ولا شي ....فهمتي"
بسمه بتردد:"ما تدري ان فيه رب يحاسب...وانه دعوة المظلوم مابينها وبين الله حاجز..."
وسكتت ورجعت للحمام وقفلت الباب عليها ...لما شافت عمها متجه لها...
وسمعته وهو يطق الباب بكل قوته...وراحت في نوبة بكاء مريره...ومقهوره من خالد اللي تركهها لعمها الظالم...وقررت انه تتصل فيه بأي طريقه حتى تفهم وش سالفة الملف...وتبرر موقفها...هي عارفه خالد ..متهور وعصبي لكن قلبه طيب...وهو يحبها ومستحيل يتخلى عنها...

^^^

وفي نفس الوقت كان خالد راكب مع فهد ولد عمه في سيارته...تحسس الضربه اللي في راسه ..كانت اصابته خفيف...لكن هالشي مامنع المستشفي يصرون على وجوده حتى يتأكدون من سلامته...
تنهد وهو يتذكر كل اللي صار...اتصال ابو عبد العزيز عليه في المكتب وكلامه اللي قال...كان مهو مصدق حتى شاف صورة االملف اللي بيقدمه في المشروع مع ابو عبد العزيز...
قطع عليه فهد افكاره ورجعه للواقع المر...
فهد:"اشوفك اللحين هادي وممكن اكلمك..."
خالد وهو يناظر من الدريشه:"انا من اول وانا هادي واللي صار مااثر في..."
ناظره فهد بطرف عينه:"هادي في الطل والله..."
تنهد خالد وهو يرجع راسه لورى:"فهد...مانيب رايق لمزحك ..."
فهد:"اللحين انت تقول ان صورة الملف كان عند ابو عبد العزيز؟؟"
ابو عبد العزيز:"اففف سألتني هالسؤال مية مره....ايه كان عنده واللي وصله له بنت اخوه..."
فهد:"طيب وش مصلحتها؟؟
خالد:"لان الطمع والجشع اعمى عيونها...طلبت من عمها يوصل الملف لشركه المتحده لانها هي المنافسه القويه لنا وبكذا يقدرون يقدمون احسن ويااخذون المشروع....بتقولي وش دراها عن هالحكي كله...اقولك لاني الايام الاخيره اشتغل في مكتبي اللي في البيت وتسمع اتصالاتي و... "
فهد وهو يقاطعه:"على فرض انه كلامك صحيح...تعتقد انه فيه حرمه مهما كانت جشعه تغامر بحياتها مع زوجها عشان فلوس وهي قادره تاخذ اللي تبي من زوجها..."
خالد وهو يتنهد:"ماادري....انا قلت لك انه طلبت من عمها اكتب باسمها ارض وانا رفضت...الظاهر لما شافت كذا قررت تحصل اللي تبي بطرقها الخبيثه ...ولو عمها نفذ اللي طلبته منه ماكان انكشفت......"
فهد:"وعمها وش اللي خلى ضميره يصحى فجأه..."
خالد:"ماادري عنه...يمكن خاف ..."
فهد:"بصراحه انا عمها ماارتاح له واحس كل خبث العالم فيه...يعني لو فيه خير كان رفض من غير مايقولك..."
خالد:"وهي طلعت عليه...ناس مايهمهم اللي مصالحهم...وليش فتن عليها يمكن نسبته من الصفقه ماجازت له..."
فهد:"خالد ماتحس انها مظلومه..."
خالد:"آه يافهد ابيع الدنيا واشتري برائتها...بس كل ماتذكرت الملف في يد عمها ...
اتأكد انها هي اللي وصلته..."
فهد:"يمكن وصل له من مصدر ثاني..."
خالد:"وين هالمصدر الثاني وهو عمره ماعتب باب الشركه...."
كان فهد محتار ومايدري ليش حاس انها مظلومه...وكل ماشاف خالد... حزن على حاله...
اصعب شي في الدنيا انعدام الثقه بين الزوجين وهو توه طلع من مشكله كانت ممكن تدمر حياته مع ريم...
وصلوا للبيت ونزل خالد وقبل مايسكر الباب ...
خالد:"اللي صار مابي احد يدري عنه..."
فهد:"لا توصي حريص...بس انت رح ارتاح"
خالد وهو يسكر الباب:"ان شاء الله..."
دخل البيت وهو يتمنى يختلي بنفسه لكن اكيد امه وابوه ينتظرونه...
ومتل ماتوقع كانوا جالسين في الصاله في انتظاره ...وقفت امه لما شافته واتجهت له بالهفه وهي تمسح دموعها...
ام خالد وهي تحظن ولدها:"سلامة قلبك ياولدي...وش صار...وش هالجرح اللي فراسك...وليش تأخرت...؟؟"
ابو خالد:"خليه اللحين يرتاح وعقب اسألي..."
جلس خالد على اول كنبه شافها بتعب...وحاول يرسم على وجهه ابتسامه حتى يبدد الخوف اللي في قلوبهم عليه...
خالد:"قطعت الاشاره وماانتبهت لسياره...و..."
ام خالد وهي تشهق:"سويت حادث...."
استغرب خالد ردة فعلها...وعرف انه فهد ماقالهم عن الحادث اللي صار...
خالد:"حادث بسيط يمه..."
ام خالد:"فهد قالنا..انك في المستشفى بس ماقال حادث..."
ابو خالد:"اذكري الله ...ولدك طيب ومافيه شي...فهد ماحب يروعنا..."
ام خالد وهي تحط يدها على راس خالد:"بسم الله عليك...انت تتعب في الشركه...وبسمه ماريحتك من طلعت لشركه رحت توديها لبيت عمها حتى ماهان عليها تدخل ترتاح..."
وسكتت لما تذكرت ان بسمه مارجعت...
ام خالد:"ليش مامريت عليها قبل ماتجي..."
خالد وهو يتنهد:"بتنام الليله في بيت عمها ويمكن قعدتها تطول..."
شاف نظرات الاستغراب في عيون امه وابوه...
ابو خالد:"ليش تعبت بسمه..."
خالد:"لاء ماتعبت...بس..."
كان يحاول ينتقي كلاماته حتى مايوضح لهم...لانهم لو دروا اكيد بيكرهونها...وهو حريص مااحد يكرهها...مايدري ليش ماتهون عليه...
كمل خالد كلامه:"يعني بينا مشكله و..."
قاطعته امه:"حسبي الله عليها انا متأكده انها هي سبب الحادث اللي صار لك.. اكيد طلعت من بيت عمها وانت معصب...جعلها ماتربح ..."
قاطع خالد امه:"لا تدعين يمه...الحادث الله اللي كاتبه...وهي مالها ذنب..."
ام خالد:"هي مارح ترتاح حتي تقضي عليك...مادرت انك وحيدي واغلى ماعندي..."
ابو خالد:"استخفيتي انتي الظاهر...قم ياخالد رح غرفتك ارتاح وعقب لي كلام معك...امك خرفت وماتدري وش قاعده تقول..."
كانت ام خالد بترد بس غيرت رايها لما شافت نظرات ابو خالد الحازمه...
خالد وهو قايم:"تصبحون على خير..."
طلع غرفته وهو شايل هموم الدنيا...وكل شي في نظره كئيب...اول مادخل الغرفه رمى نفسه على السرير...كان كل شي حوله يذكره فيها ...لمساتها في الغرفه...ريحة عطرها...مكانها الخالي بجنبه...كان يتقلب في حضن الذكريات الجميله الا انه طرد هالذكريات لما حس بمرارة خيانتها....معقوله انه خلف قناع البراءه بركان من الجشع والطمع...معقوله انه طمعها بلغ انها تبيع اسمه واسم عايلته بمبلغ مهما كثر هو زهيد...لو خيانتها تخصه وحده كان ممكن يغفرها...لكن مستحيل يسامحها...كان وده ينتقم منها بااي طريقه وباي ثمن...
حبها متغلل في كل خليه من جسمه....ولازم هالحب يختفي من حياته..
...
رمت عباتها على الكنبه بكسل وقعدت وهي حاسه انه ناقصه شي...بسمه اليوم مادومت
دقت على جوالها مااحد رد ...ولما دقت على البيت قالت لها جدتها انها في بيت عمها...
استغربت كانت بسمه معها في الجامعه امس وما قالت لها عن روحتها لبيت عمها ..
واللي حيرها اكثر انه مارجعت من بيت عمها من امس العصر قطعت عليها امها افكارها......
بدريه:"امل...متى وصلتي..."
امل :"توني واصله..."
قعدت بدريه بجنب بنتهاوحطت يدها على كتفها:"شكلك متضايقه..."
امل وهي تتنهد:"بسمه ما دوامت اليوم...وفي بيت عمها من امس...ماادري احس فيها شي..."
نزلت بدريه راسها وهي تتنهد...
امل:"اشفيك يمه...بسمه فيها شي..."
بدريه:"ماادري وش اقولك...الظاهر بينها وبين خالد سوء تفاهم..."
امل:"غريبه..."
بدريه:"أي والله غريبه...بس تعرفين خالك عصبي...بس قلبه طيب وبسرعه يهدى..."
سمعوا ضجه ...كانت رهف وابوها داخلين...وابو مازن يضحك على سوالف رهف...
راحت رهف لامها وحبتها على راسها...
امل:"مشاء الله من متى هالاخلاق الحميده..."
رهف وهي تقعد بجنب ابوها:"من زمااان ....وبعدين المفروض البنت اذا دخلت تحب راس امها...اللي تشقى وتتعب عشان راحتها..."
عبد الله:"بعدي والله...اثمر فيك العلم..."
بدريه:"امحق من علم..."
رهف:"ليش يمه دايم ضدي..."
بدريه:"انا مو ضدك..(وهي تناظر زوجها)انا ضد الدلع الزايد..."
عبد الله وهو يضحك:"بسم الله عليها بنيتي مايخربها الدلع...بس سمعتي اخر قرارات رهف..."
بدريه وهي تحط يدها على خدها:"لا ماسمعت...سمعونا"
رهف وهي تعدل جلستها:"اقر واعترف انا رهف بنت عبد الله... الشهيره برهوفه اني بكرس حياتي لاشرف مهنه عرفها التاريخ ...لطب..."
ضحكت امل بصوت عالي...واللي قهر رهف ان امها وابوها شاركوها الضحك...
رهف بقهر:"ليش تضحكون...يعني ماتصدقون...؟؟"
امل:"بنصدق في حاله وحده...اذا صار فيه اطباء مايكشفون على المرضى الا بالتلفون...ويوصفون الادويه من غير مايكشفون على جروحهم .....ونسيتي الدم اللي تخافين من شوفته في الافلام المرعبه...
رهف:"بقوي قلبي..."
امل:"أي قلب يماما ...صديقتي دخلت الطب...يجيبون لهم جثة ميت وكل مجموعه مسؤله عن تشريح عضو من اعضاء هالميت...عشان الدراسه طبعا..."
رهف وهي تناظره بتقزز بعد ماتخيلت المنظر:"ياحرااام...ومن وين يجيبون الميتين..."
امل:"يشترونهم من برى...وطبعا لخدمة البشريه فيه متبرعين...اشرايك تتبرعين بجثتك بعد عمرا طويل "
رهف:"بسم الله علي..."
بدريه اللي انسجمت:"وهالميتين ليش يبيعون جثثهم...حرام اكرام الميت دفنهم..."
امل:"كفار يمه ومايدرون عن اكرام الميت...والفقر احيانا يكون سبب ...لانه العائد المادي يرجع لاسرهم...وكليات الطب اللي هنا تشتريهم من الخارج"
رهف:"يبه هونت عن قراري....اصير ربة بيت احسن..."
بدريه وهي قايمه:"حتى ربة بيت مابتفلحين فيها...ياللا قومي انتي وياها...بدلوا ملابسكم ...الغدا جاهز..."
قامت امل :"انا ماابي...بروح انام..."
رهف وهي ماشيه وراها:"خلي عنك مكالمات نص الليل...عشان يتعدل نومك..."
امل من غير ماتلتف عليها:"ياشين الملاقيف...."
كملت امل طريقها لغرفتها....ودخلت الحمام تتسبح وبعد ماطلعت راحت تجفف شعرها
لانها ماتعرف تنام وشعرها مبلول ...ولما خلصت سمعت رهف تناديها من الصاله اللي فوق...
طلعت امل :"خير ..."
رهف وهي ماسكه التلفون:"طلال غير... يبيك...."
اخذت مخده ورمتها عليها:"لا تقولين طلال غير سامعه..."
قامت رهف:"كيفي حره..."
مسكت امل التلفون بيدها حتى تتأكد ان امل نزلت...
ورفعت التلفون:"الوو.."
طلال:"يقولون الناس الووو...بس مثل الوووك مافيه..."
امل:"هلا طلال..."
طلال:"هلا بعيون طلال..."
امل:"اشلونك ؟؟"
طلال:"بخير بس من سمعت صوتك...بس تعالي قبل ماانسي اختك هالشيطانه وش تقصد بطلال غير"
امل وهي تضحك:"سمعتها..."
طلال:"ايه...انا طالع من الدوام ومشاء الله صوتها وصل لسيارات اللي بجنبي..."
امل:"هذا عشان اسكت كل من يقارنك ببقية الرجال...اقولهم طلال غير..."
طلال:"بعد قلبي والله ...يلوموني في حبك"
امل:"طلال...ميته نوم...تدري سهرانه لساعه ثلاثه الفجر و..."
طلال:"حتى انا كنت سهران...ومن اسمع صوتك انسى الدنيا..."
امل:"مشاء الله عليك مايخلص حكيك...بس قالوا لي انه حكيكم ينتهي بعد الزواج..."
طلال وهو يضحك:"سمعت هالكلام...يقولون قبل الزواج الزوج يتكلم والزوجه تستمع بكل انصات وحب...واول شهرين من الزواج الزوجه تتكلم والزوج يستمع بكل عشق ووله...وبعد الشهرين الزوجين يتكلمون بصراخ والجيران يسمعون بكل فضول..."
امل وهي تشهق:"يعني انت كذا..."
طلال:"لاااا....انــــــــا غير..."
امل وهي تضحك:"صح نسيت انت غير...."
طلال:"اقول يابنت عمي...اشرايك تعزميني على الغدا..."
امل:"الله يحيك....بس شوف عشان مااغشك ترى مادخلت المطبخ..."
طلال:"اكل طباخ شغالتكم ماعندي مشكله بس اشوفك..."
امل:"خلاص تعال ماانت غريب بيت عمك..."
طلال:"انزلي افتحي الباب..."
شهقت امل:"انت تحت؟؟
طلال:"ايه ....ياللا بسرعه افتحي الباب..."
امل:"خلاص بقول لمازن يفتح لك...وانا بنزل بعد شوي..."
طلال:"انتي الي بتفتحين الباب مهو مازن....ياللا باي..."
وسكر حتى قبل مايسمع ردها...رمت السماعه وراحت تركض غرفتها...وبسرعه بدلت بجامتها ...وبعد ماانهت لمساتها...نزلت مع الدرج وهي تركض...واصطدمت باامها ...
بدريه:"وين رايحه؟؟"
حست امل بااحراج:"طلال برى وبفتح له..."
ناظرتها بدريه بطرف عينها:"وين اللي بتنام..."
امل:"ها...غيرت رايي..."
بدريه:"نادي مازن يفتح الباب والا الشغاله...."
امل:"لاء انا بفتح له...."
وراحت تكمل طريقها وهي متفشله من امها...وصلت الباب وهي تلهث من ركضها في الدرج...حاولت تلتقط انفاسها قبل ما تفتح...ولما فتحت الباب طل عليها طلال وعلى عيونه نظاره شمسيه ...ولابس بدله العسكريه...
طلال وهوماد يده باادب مصطنع:"سلااام..."
رجعت امل مسافه عنه ومدت يدها:"وعليكم السلام...اللحين صدقت لما شفتك لابس البدله انه توك طالع من الدوااام"
طلال:"مااكذب انا ابد...وبعدين انتبهي انا لابس لبس رسمي...فيه سجن لو تغلطين على موظف حكومي وهو يؤدي مهام وظيفته ولابس اللبس الرسمي:"
امل بطرف عينها:"تكفى ...وشي مهام وظيفتك..."
طلال وهو يضحك:"اتفقد احوال الرعيه..."
ضحكت امل وهي تتقدمه حتى يدخل المجلس...وبعد ماقعد شافها واقفه على الباب..
طلال:"اشفيك وافقه على الباب ..."
امل:"بروح احط الغدا..."
طلال:"تعالي...اصلا انا متغدي بس حسيت اني مشتاق...قلت امر اشوفك قبل ماروح للبيت.."
قعدت امل وتركت باب المجلس مفتوح:"كنت تقدر ياباشا تجي عقب المغرب"
طلال:"اقولك مشتاق تقول بعد المغرب...وبعدين ليش تركتي الباب مفتوح..."
امل:"كذا احسن..."
طلال:"كيفك انتي الخسرانه...."
امل:"صدق طلال ترى حتى انا ماتغديت..."
طلال:"انتظري شوي ..وتغدي عقب مااطلع...لاني صدق متغدي بس عمي محلفني
اني اتعدى عندكم متى ماقدرت...وانا اخذته عذر حتى اشوفك..."
ضحكت امل:"لو يدري ابوي...كان يحرمك من الغدا في بيتنا..."
طلال:"زوجتي مافيها شي...."
استحت لما شافت نظراته لها...
طلال:"امل كل البنات حلويبن كذا....ولا بس انتي الحلوه...."
امل:"اكيد انا الحلوه الوحيده ..."
وهي فخاطره تحمد ربها على نعمة الغطا...اللي تخفي الزين والشين...وتخلي البنت في عيون زوجها ملكة جمال...
وقعد يسولف معها ولما سمع اذان العصر طلع....راحت امل لغرفتها وصلت العصر...
ورمت نفسها على السرير وهي تدور النوم اللي طار من كثر ماتفكر في طلال وتسترجع مواقفها معه......

^^^
صلت العصر...وقعدت على الكنبه تنتظر فهد يرجع من الصلاه...حتى تروح معه
لحرمه كان زوجها يشتغل في الشركه ...وتوفى من سنه...وكان فهد يوصل لهم راتب زوجها كل نهاية شهر...لما تأخر فهد قعدت تسترجع احداث اهم ليله في حياتها....كانت في غرفتها والندم ياكلها على غلطه بتكلفها حياتها...وما حست بفهد لما دخل...
فهد:"ريم...."
استغربت نبرة صوته....صوت حنون افتقدته من عقب اكتشافه لصور...
ماتدري ليش لما سمعت صوته...غصب عنها نزلت دموعها...
جلس بجنبها...وبكل حنان مسح دموعها...
فهد:"اسف ياريم سامحيني على سوء ظني ..."
انصدمت من اللي تسمعه....ونظراته بنظرات كلها تساؤل...
فهد:"دريت انك صادقه في كل اللي قلتي..."
كانت احاسيس وانفعالات كثيره داخلها...
ريم:"اشلون دريت اني صادقه..."
فهد:"قصه طويله...اذا يهمك قلتها لك"
ريم وهي تمسح دموعها:"اكيد يهمني....."
حكى لها كل اللي دار بينه وبين عمر بالتفصيل....وعرفت انه عمر ماقاله كل الحقيقه...
كانت تتمنى عندها الشجاعه انها تكون اكثر صراحه مع فهد...وحاولت بس ماقدرت
تخاف تخسر فهد لو صارحته بشي ممكن يزعزع ثقته فيها واللي كانت معدومه...
وحست بيد فهد الحنونه وهي تحتضن راحت يدها...
فهد:"للاسف ياريم كنتي ضحيه لانتقام شخص حاقد علي...والحمد لله اللي ارسل لنا عمر..."
ريم:"طيب افرض اني غلطت يافهد....كنت ممكن تسامحني..."
نزل فهد راسه ومارد...
ريم:"ماادري ليش الحرمه تغفر كل نزوات زوجها الماضيه...وممكن الحاضره بعد...
بعكس الرجال اللي مايغفر أي غلطه حتى لو كانت ماضيه وفي لحظة ضعف...على ان اللي حرام علينا حرام عليكم..."
تنهد فهد:"صحيح كلامك...بس هالشي غصب مغروس فينا...وانا مااحلل لنفسي اللي احرمه عليك...لاء بحرم علي وعليك اللي حرمه رب العالمين...وخلينا نطوي الماضي بكل مافيه...ونترك النبش في شي مارح يفيدنا...ومن اليوم ورايح نبدى صفحه جديده..."

كانت تذكر كل اللي صار وهي مبتسمه...وتحمد ربها على ان اللي صار قوى علاقتهم بدل مايهدها...وخلاها تعرف قدر فهد...
سمعت رنه الجوال شافت الرقم كان فهد...اكيد ينتظرها في السياره راحت لبست عباتها بسرعه ونزلت من الدرج...كان فهد ينتظرها في السياره...
ريم بعد ماركبت السياره:"عسى ماتأخرت عليك..."
فهد:"تأخرتي شوي..."
ريم وهي تظحك:"شف التأخير حاصل حاصل...واني اتأخر شوي بس...هذا يعتبر انجاز اشكر عليه..."
فهد:"مشكوره ماتقصرين..."
ريم:"بصراحه يافهد ماادري اشلون تبيني ادخل بيت ناس مااعرفهم..."
فهد:"مافيه الا حرمه وبنتين وولد صغير ...ومالهم احد يااخذ الراتب من الشركه...وكنت اوصل الراتب لهم كل نهاية الشهر...ومادام عندي حرمه اكيد بتقوم بهالمهمه على احسن وجهه.."
ريم:"مادام حالتهم ضعيفه...ليش ما يروحون لجمعيات خيريه حتى تساعدهم.."
فهد:"الحرمه عزيزة نفس وماتقبل الصدقه...ولو ماقلت لها انه راتب زوجها كان ماقبلت تاخذ مني ولا ريال..."
ريم:"يعني اللي تعطي مهو راتب زوجها؟..."
فهد:"أي راتب في شركه الله يحيك...اللي في الشركه يحال على التأمينات...وطبعا بعد مراجعات ممكنيحصلون اهله راتب بسيط..."
احترمت في داخلها قلب فهد الكبير...واللي فكر في كفالة ايتام مالهم احد في هالدنيا...ناظرت بااستغراب الحي اللي دخله فهد...ماكانت تتوقع انه فيه احياء في الرياض بالفقر....كانت تدري انه فيه فقراء بس مهو بهالطريقه...بيوت شعبيه قديمه جدا...وشوارع ضيقه ماتدخلها السيارات...وقف فهد السياره ونزلوا يكملون طريقم مشي...مشوا في حواري ضيقه...والاطفال يلعبون في الشوارع...حتى وصلوا لبيت
متهالك ومتصدع من الجوانب ...
وقبل مايطق فهد الباب قربت منه وبهمس:"فهد اخاف ادخل مااقدر..."
فهد:"قلت لك ناس طيبين ادخلي...وانا باانتظرك هنا..."
وقبل ما ترد انفتح الباب وطلع ولد عمره عشر سنين...ابتسم لما شاف فهد
"هلا...حياك فهد تفضل..."
فهد وهو يسلم عليه:"ياهلا بالبطل ماجد اشلونك.."
ماجد:"الحمد لله بخير..."
فهد:"اشلونك في الدراسه ان شاء الله تمام..."
ماجد:"اعجبك في الدراسه..."
فهد:"شد حيلك...اللي يبي يصير طيار لازم يذاكر دروسه زين..."
ماجد:"ان شاء الله طيار... وبسافر بك انحاء العالم..."
فهد:"خلاص اتفقنا..."
رجع ماجد داخل وهو ينادي امه...كانت ريم مستغربه من ذكاء هالطفل...كان يحاور فهد بكل ثقه وكانه يكلم شخص في سنه...
طلعت حرمه في كامل حشمتها...
"السلام عليكم..."
فهد:"وعليكم السلام...اشلونك ياام ماجد"
ام ماجد:"بخير الله يجزاك خير..."
فهد:"هذي مرتي ياام ماجد حبت تتعرف عليكم..."
ام ماجد:"ياهلا ومرحبا...تفضلي..."
دخلت ريم مع ام ماجد...مايدري ليش اصر انه ياخذ ريم معه...يمكن لانه يحاول انه يقربها من اكثر ...وتكون اهتماماتهم وحده...على كثر ماهو متواضع على كثر مافيها غرور...وتسمع بالفقر ولا عمرها شافته...وام ماجد هي خير مثال على المراه الفقير باامكاناتها الغنيه بعزة نفسها وشموخها عشان كذا قرر ياخذها معه...
.
.
.
كانت قاعده في غرفه بسيطه جدا...وان كانت النظافه تشع منها...ودخلت ام ماجد وهي شايله صينية القهوه والتمر...كانت حرمه في نهاية الاربعين...وفيها لمحه من الجمال
ام ماجد وهي تمد فنجال القهوه:"ياهلا والله ومرحبا بمرة فهد..."
ريم:"الله يحيك..."
ام ماجد وهي تناظر حولها:"شايفه هالبيت البسيط...الفضل لله ثم لزوجك في وجوده..."
كملت كلامها وهي تتنهد:"توفى ابو ماجد....ومالنا احد بعد الله الا هو...ضاقت بي الدنيا من وين اعيش انا وعيالي...خصوصا انه يشتغل في شركه مهو في الحكومه...لكن ربي سخر لنا فهد اللي مشي راتب ابو ماجد والظاهر انه يدفعه من جيبه الخاص...والله لولا الحاجه مااخذته.."
ريم:"من حق زوجك الله يرحمه ان الشركه اللي افنى فيها عمره...انها توقف مع اسرته..."
هزت ام ماجد راسها بحزن:"الحمد لله على كل حال..."
ريم:"ليش ماتحاولون تنتقلون من هالحي...ماادري احس الامان معدوم هنا..."
تنهدت ام ماجد:"لا الحمد لله الامان موجود...خوفي الوحيدعلى ولدي من الضياع...يمكن لاحظتي شلل المراهقين الموجودين في كل زاويه...والحي رغم فقره ارفعي راسك وناظري لسطح كل بيت تلاقين اكثر من دش ..عاد شوفي وش بينتج الفقر والجهل مع قنوات الفضايح ..."
راح الوقت بسرعه من غير ماتحس ريم....وهي منسجمه في السوالف مع ام ماجد...حتى دق فهد على تلفونها حتى تطلع....
طلعت ريم وهي حاسه بظآلة نفسها...ومحتقره تفكيرها المحدود...حست بدموعها اللي غرقتها وهي تناظر حولها...اطفال يلعبون في الشارع بملابس رثه...وشباب مراهقين
بالسجاير يتفاخرون....بيوت متهدمه.... وابواب بالكاد تتقفل...توقعت انه الفقر اللي تشوفه اللحين يفصلها عنه بحار ومحيطات...مادرت انه شوارع قليله تفصلها عنه...
.
.
. دخل عبد العزيز الصاله وهو يصيح ويناظر ابوه بنظرات كلها اتهام..اخذته امه في حظنها...
ام عبد العزيز:"عبد العزيز...ليش تصيح...."
دفن راسه في صدر امه وهو يصيح...
ابو عبد العزيز:"من زعلك وانا اموته..."
رافع عبد العزيز راسه وناظره:"انت اللي زعلتني...ليش تطق بسمه..."
هند وهي تلفت على ابوها بعد ماكانت تناظر التلفزيون:"شكلها يروع...الحمد لله اني كنت في بيت خالي وماشفت اللي صار..."
ابو عبد العزيز وهو يكلم:"عبد العزيز حبيبي بسمه غلطت عشان كذا طقيتها..."
عبد العزيز:"اشلون غلطت عليك..."
ابو عبد العزيز بعد تفكير:"ما تحترمني...تقولي كذاب و...:
عبد العزيز:"كان قلت لها كذابه ...مو تطقها..."
وطلع لغرفته وهو يصيح وحزين على حال بسمه...
تنهدت ام عبد العزيز:"ارتحت اللحين عقدت الولد..."
ابو عبد العزيز:"عصبت...وتدرين اذا عصبت مااتحكم في اعصابي...مااتصل خالد اليوم؟؟"
ام عبد العزيز:"مااتصل..."
هند:"على فكره تراها مارضت تاكل أي شي...وموته نفسها من الصياح..."
ابو عبد العزيز:"جعلها الموت ان شاء الله....مقهور منها بسببها صاح عبد العزيز"
ناظرت هند ابوها بتعجب...غريب انه يحمل في قلبه كره وحب...كثر ما يكره بسمه كثر مايحبهم خاصة عبد العزيز اللي هو اغلى شي عنده...

^^^


سكرت التلفون بعد ماسكرت من ام عبد العزيز...واللي قالت لها كل التفاصيل...
كل اللي خططت لها صار...او بمعنى اصح اللي خططت له ام سعيد...هالشيطانه...
قالت لها اول شي عن السحر....بس ماحبت هالشي...ومن كثر زياراتهم درت عن مشروع خالد المهم ...عن طريق ابو سعيد اللي مايخبي عن زوجته أي شي...
ولما درت ان اغلب شغله في البيت...يعني في مكتبه ...خطرت فكرت صورة الملف في بال ام سعيد...وابو عبد العزيز تعاون معهم...وبالطريقه ماضرت خالد...بس زعزت ثقته في بسمه..وتتمنى يتركها للابد في بيت عمها....
انتبهت على بنتها اللي لابسه عباتها ونازله مع ابوها...
ام محمد:"على وين..."
ابو محمد:"بروح اتمشى انا وبنيتي..."
عبير بدلع:"ياللا يمه روحي معنا..."
ام محمد:"انتظروني شوي....وبروح معكم..."
انقهرت عبير ان امها بتروح معهم هالشي بيخرب مخططها...في انه ابوها يحطها عند صديقتها فوزيه...وبعدين تطلع معها...
وطلعوا لما نزلت ام محمد وهي لابسه عباتها...
ام محمد بعد ماركبت السياره:"حطني عند ام خالد..."
ارتاحت عبير لما سمعت امها...
ابو محمد:"ان شاء الله...."
ام محمد:"وين بتروحون تمشون..."
ابو محمد:"بنتمشى شوي وعقب بحط عبير عند صديقتها...."
تنهدت ام محمد وهي تسمع رد زوجها...ماتدري ليش ماترتاح لصديقتها فوزيه...يمكن لان مشاعل زعزعت ثقتها في كل البنات....بس حست انه مو الوقت المناسب لافتعال مشكله...
اول ماوصلت لبيت اختها...تأكدت ان سيارة ابو خالد مهي موجوده...ولما دخلت كانت ام خالد قاعده في الصاله......
ام محمد:"السلاام عليكم..."
ام خالد :"هلا والله تفضلي حياك..."
وبعد ماسلمت على اختها....
ام محمد:"اشلونه خالد الحين..."
ام خالد وهي تتنهد:"في غرفته مارضى لا يفطر ولا يتغدى..."
ام محمد:"يابعد عمري ياخالد...كلها من العقربه مرته...عشان تصدقيني.."
ام خالد:"حسبي الله عليها ..."
تنهدت ام خالد وكملت كلامها:"الظاهر من درت انها حامل وخلاص مابقى شي...قامت تدلل عليه..."
ام محمد:"مادريتي وش سبب المشكله اللي بينهم..."
ام خالد:"مارضى يقول....بس انا متأكده انها هي السبب...اعرف ولدي مايخطي على احد..."
كانت ام محمد بترد...وانتبهت على خالد نازل من الدرج...ولما وصل قامت تسلم عليه..
ام محمد:"سلامت قلبك يابعد عمري..."
خالدوهو يبتسم بمرح مصطنع:"الله يسلمك ياخاله..."
ام خالد:" اقعد ياولدي اشفيك واقف؟؟"
خالد:"بطلع عندي مشوار مهم...."
ومشى متجه للباب ...وقف لما سمع خالته...
ام محمد:"خالد...مااحد يستاهل تزعل عمرك عشانه...واذا فيه واحد باعك...اللي يحبونك كثير...وتراهم ينتظرون اشاره من يدك بس....
خالد:"يصير خير...ياللا في امان الله...."

استغرب كلام خالته...اشلون درت انه بينه وبين بسمه مشكله...اكيد امه قالت لها...
مشى بسيارته وهو مايدري وين يروح....واخير بعد بعد تفكير طويل قرر يروح لبسمه...حتى يبرد حرته فيها...وحتى يسمع اعذارها الواهيه...
وقف قدام البيت....كان عبد العزيز راجع من البقاله...نزل خالد من سيارته...
خالد:"عبد العزيز..."
عبد العزيز:"نعم..."
خالد:"ابوك موجود..."
هز عبد العزيز راسه:"لاء مهو فيه..."
مشي خالد اللين وصل للباب:"شف لي طريق بدخل المجلس وناد بسمه...."
عبد العزيز بفرح:"ان شاء الله...."
دخل خالد المجلس ....كان حاس بتوتر....
انتبه على عبد العزيز:"بتجي اللحين...."
هز خالد راسه من غير مايتكلم....
عبد العزيز بتردد:"خذ بسمه معك...لا تخليها عندنا...."
خالد بسخريه:"حتى انت ماتحبها..."
عبد العزيز ببراءه:"لا انا احبها... بس ابوي مايحبها وطقها البارح بعد ماطلعت..."
خالد بصوت اقرب للهمس:"تستاهل الذبح مهو الطق بس..."
ورفع نظره لما شاف بسمه....كان التعب والارهاق باين على وجهها...سواد واضح تحت عيونها...واحمرار على خدها غير جرح على طرف فمها..كان يناظرها بنظرات متفحصه...وداخله شوق وحنين لها...كان وده ياخذها في حظنها بس طرد كل هالافكار لما تذكر خداعها...
بسمه:"السلام عليكم..."
خالد:"وعليكم...."
تنهدت بسمه وقعدت :"ممكن تفهمني ياخالد وش ذنبي؟؟"
خالد وهو يناظرها:"للحين ماتدرين...."
بسمه:"لاء ماادري....."
خالد وهو يحول يتحكم في غضبه:"والملف اللي عطيتيه عمك...حتى يوصله للشركه المنافسه حتى تقدم عرض احسن من عرضنا و..."
بسمه بذهول:"خالد وش درانا انا بهالسوالف...."
خالد:"لا تدرين لانك الظاهر كنتي مستمعه جيده...وفوق كذا تحبين تسأليني عن المشروع وعن الشركات المنافسه و..."
بسمه:"خالد حرام عليك متى تجسست عليك...واسألتي كانت عفويه..."
خالد:"لا الظاهر انتي مافيه شي عفوي عندك....اولا تطلبين اسجل ارض باسمك ولما رفضت..."
بسمه وهي تصيح:"والله ماقلت له..."
خالد بضيق:"امسحي دموع التماسيح لانها ماعاد تأثر فيني..."
ماقدرت بسمه تتحكم في دموعها اللي غصب عنها ...وحاولت تتحكم في مشاعرها ...
بسمه:"خالد:"والله ماادري عن اللي تقول عنه..."
خالد :"وصورة الملف...من وصله لعمك..."
بسمه:"ماادري...وبعدين فكر بعقلك اشلون اخذت الملف وصورته بدون ماتحس..."
خالد:"ماافكر في هالاشياء الغير المهمه....الشي الوحيد المهم...اشلون وصل الملف لعمك...يمكن مثلا طار من بيتنا ليد عمك..."
حطت بسمه يدينها وجهها وهي تصيح:"ماادري ياخالد والله ماادري..."
خالد:"من اللي يدري؟؟"
بسمه:"هو عمي الظالم...شف ياخالدوش سوى فيني"(وهي تأشر على اثار ضربه في وجهها)
ابتسم خالد بسخريه:"الحرميه اللحين لما يختلفون...يفقدون اعصابهم ويغلطون على بعض...بس مايطول اختلافهم..."
كان كلامه مثل الخناجر اللي تنغرس في صدرها...كانت تحاول تستعطفه بكل شي وبااي شي...بس ما يتركها...
بسمه:"خالد انت تحبني...مثل ماانا احبك...انا متأكده من هالشي..."
خالد بااحتقار:"احبك انت...لا غلطانه....انا كل اللي كان يربطنا فيك عطف وشفقه مش اكثر...ويكون في علمك بعد الملكه جيت لبيتكم وانا ناوي اطلقك...بس عرفت بالصدفه ان عمك كان بيغصبك على ابو صالح وحبيت اسوي فيها انسان شهم...لكن للاسف ماطلعتي تستاهلين حتى عطفي وشفقتي...ويمكن هذا اللي مهون علي خداعك انه مو حب اللي يربطني فيك...شفقه لا اكثر"
بكلامه الاخير....حست دموعها جمدت في عيونها...وانفصلت عن كل اللي حولها وراحت لعالم من الحرمان والاسى...قتل اخر امل متعلقه فيه...
وانتبهت على خالد اللي قام بيطلع...
وحست بنفسها تسأله ومن غيرما تصيح...وهي تتمكسك في بقيه من كرامتها اللي هدرتها وهي تستعطفه...
بسمه"وما سألت نفسك ليش عمي بيزوجني غصب رجال شايب اذا في قلبه أي رحمه او عطف..."
خالد بمراره:"خليني اول اعرف اشلون وصل الملف لعمك...وعقب ادور اجوبة الاسئله الثانيه..."
وطلع وهو حاس انه مخنوووق....ويدور داخله عن الارتياح اللي اوهم نفسه انه بيحس فيه بمجرد مايقولها كل هالكلام....مايدري هو كان يجرحها بهالكلام ولا يجرح نفسه...
ينتقم منها ولا ينتقم من روحه...حس ان المسافه صارت بعيده بينهم ومستحيل أي شي يقصرها.....
.
.
.
.
لما طلع بكت كما لم تبكي في حياتها...بكت حبها الضائع....ووحدتها القاسيه...ويتمها الموجع...وكرامتها المهدوره...وتخلي اقرب الناس لها ....بكت فقد الحبيب والزوج...
مشت بتثاقل وهي تجر هموم مثل الجبال على قلبها...ومشت وركبتاها تعجز عن حملها لغرفة الشغاله... واللي صارت تشاركها نفس الغرفه....تحس يأس غمر كل خليه في جسمها
وانسدحت على فراشها وحطت راسها على المخده وهي تبحث عن نوم هجرها...
عسى تنسى معه الامها واحزانها...
وبعد فتره فتحت عينها...وهي حاسه بدموعها...كانت الشغاله نايمه...والظلام يغطي المكان...تذكرت انها ماصلت...قامت بتثاقل...وتوضت وصلت وهي تحس بالام خفيفه...
ولما خلصت صلاتها...كانت الامها تزداد حده...وهي تصبر نفسها وترجع سبب الامها نومة الارض اللي اتعبتها في ظهرها...
لكن الالام كانت تزيد ...حتى نست معها كل شي...كانت الالم لا تطاق...وصرخت صرخه صحت كل اللي في البيت....
اضافة رد مع اقتباس
  #34  
قديم 07/11/2004, 11:14 PM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 27/11/2003
المكان: KSA
مشاركات: 2,477
الجزء الثلاثون....



الالام لاتطاق ومتغلغله في كل خليه في جسمها...وصراخها يصل الى اذنها وكانه صراخ شخص ثاني...
كانت الدكتوره وممرضات كثير حولها...وهي تحس بالام تمزقها...وحست برعب لما شافت توترهم لما كانوا يراقبون نبض الجنين ويتشاورن وكأنها مهي موجوده...
واسألتها لهم بدون اجوبه ..
بكت وهي تتمنى امها بجنبها ...تمسح جبينها وتمسك بيده...انتبهت على سؤال الدكتوره..
"بسمه!! سمعتي اش قلت لك؟؟
بسمه:"لا..."
مسكت الدكتوره يدها:"ببنضطر نسوي لك عمليه عشان...."
قاطعتها بسمه:"عمليه لا..."
ابتسمت الدكتوره لها بحنان:"العمليه عشان سلامة طفلك...لانه نبضات قلبه ضعيفه "
بسمه وهي تصيح:"يعني اشلون بعد هالتعب ويموت..."
الدكتوره:"لا ان شاء الله مارح يموت...بس لما تكون نبضات القلب ضعيفه القيصريه تكون احسن..."
كانوا الممرضات حولها منشغلات في اجرات نقلها للغرفة العمليات...وبسمه تناظرهم بخوف....
الدكتوره:"زوجك موجود...."
تذكرت بسمه حالتها قبل ماتوصل....واشلون صحى عمها ومرته على صراخها...
كان هاين عليه يكفخها...بس لما شافت مرة عمها حالتها ...عرفت انها بتولد...وبسرعه ودوها المستشفى...وعمها يتأفف لانها صحته من نومه...
قطعت عليها الدكتوره افكارها لما هزت كتفها...
"زوجك موجود؟؟...."
بسمه:"لاء...اللي وصلني عمي..."

وطلعت الدكتوره من عندها...ومشوا الممرضات بسريرها لغرفة العمليات...
كانت تحس بدموعها الحاره تجري...والخوف والرعب يملئ نفسها...ولما دخلت غرفة العمليات المليئه بالاطباء زاد خوفها...وادوات الجراحه مصطفه على طاوله قريب منها...وتدعي ربها يخدرونها بسرعه حتى يرتاح قلبها من الخوف...ويوقف عقلها عن التفكير....شافت دكتور التخدير يحط ابره في المغذي اللي في يدها...
وكانت اقل من ثواني وراحت في غيبوبه مريحه...
.
.
.
دخل المستشفى وهو يركض...طلع من بيتهم اول مادق عليه ابو عبد العزيز....
شاف ابو عبد العزيز...جالس على الكرسي ومدد رجلينه...ومرجع راسه على ورى ..ومغمض عيونه...قرب خالد منه ...
خالد:"ابو عبد العزيز...."
تأفف خالد لما ما رد عليه...واستغرب اشلون يقدر ينام...وازعاج الناس حوله...هزه من كتفه...وفتح ابو عبد العزيز عينه بتثاقل لما شاف خالد وقف..
ابو عبد العزيز:"هلا خالد متى جيت؟؟
خالد:"توني داخل....اشلون بسمه اللحين..."
ابو عبد العزيز:"ماادري دخلوها غرفة العمليات..."
خالد:"عمليه؟؟"
ابو عبد العزيز وهو يتثاوب:"ايه...والدكتوره طلبت تشوفك اول ماتوصل...""
قرب خالد منه وبصوت كله تهديد:"شف لو صار لولدي شي لا تلوم الا نفسك..."
ابو عبد العزيز:"وش ذنبي ..."
خالد:"وطقك لها وش تسميه..."
ما رد عليه...ومشى خالد من عنده...حتى يسأل عن مكتب الدكتوره...وبعد مادلوه على المكتب دخل...كانت الدكتوره جالسه ورى مكتبها......
وبعد ماعرف خالد بنفسه جلس وهو حاس بتوتر...
ناظرت الدكتوره الاوراق اللي قدامها:"اهلين استاز خالد..."
مارد خالد على ترحيبها وسأل السؤال اللي يهمه:"اشلون بسمه؟؟..."
الدكتوره:"لسه في غرفة العمليات...لكن ان شاء الله حاتؤوم بالسلامه..."
خالد:"ان شاء الله..."
الدكتوره:"يعني بتهمك لدرجه دي!!"
ناظرها خالد بااستغراب:"طبعا تهمني...مهي بزوجتي"
الدكتوره:"واثار الضرب اللي معلمه في جسمها سببها ايه..."
حس خالد بدم ...يعني عمها كان طقه اكثر من الكف اللي معلم على وجهها...
ولما ما ردعليها كملت الدكتوره كلامها:"انته عارف لو هي قالت انه حد طربني كان فيها شرطه وقضيه..."
قاطعها خالد:"اللحين سبب ولادتها المبكره لانها انطقت..."
الدكتوره:"مش بالضروره...ومراتك كانت نبضات القلب عند البيبي ضعيفه....."
خالد:"يعني الطفل عنده القلب"
الدكتوره:"انته ومراتك ماتبطلوش اسئله...بس اطمن قلب الطفل سليم جدا بس احيانا يقل نبضه في بطن امه ولما يتولد تنتهي المشكله...."
تنهد خالد وما رد عليها...وهو وده يطلع على ابو عبد العزيز يرتكب فيه جريمه...
الدكتوره:"ياابني انته متعلم وفاهم...والضرب مش طريقه لتفاهم..."
خالد بضيق:"مهوب انا اللي طقيتها..."
واصلت الدكتوره نصايحها لانها ماصدقت انكاره:"ودي بنت رقيقه وصغيره في السن...المفروض تتحكم في اعصابك حتى لو غلطت..."
وقف خالد:"دكتوره انا برى ...اذا طلعت من غرفة العمليات ياليت تعطوني خبر...
الدكتوره:"ان شاء الله"
طلع وهو معصب من اتهامها له...ولما وصل للكراسي اللي كان قاعد عليها ابو عبد العزيز ما كان موجود......جلس على الكرسي...واسند راسه للجدار بتعب..
وهو يفكر في كل اللي صار لهم...هاليوم اللي كان ينتظره…كان يتمنى انه هو اللي يودي بسمه المستشفى لما تولد...ويكون واقف معها حتى يخفف عليها الامها…
انتبه على ابو عبد العزيز وهو متجه له….
انتظر خالد حتى قعد ابو عبد العزيز بجنبه…
خالد بصوت حاول مايرتفع حتى ما ينتبهون الماره:"انت اشلون تطقها بهالطريقه …"
نزل ابو عبد العزيز راسه:"ياولدي بسمه الله يهديها بعد ماطلعت …ما بقى كلمة شتم وسب ما قالتها..قلللت من قيمتي قدام مرتي وبناتي…فعصبت وما تحكمت في اعصابي…تراها بنت اخوي ومثل بنتي...وماارضى عليها…"
مارد خالد وهو يشكك في كلامه…بس للاسف لو يعرف اشلون وصل له الملف …كان ارتاح….
وقف ابو عبد العزيز:"عن اذنك ياخالد بودي ام عبد العزيز البيت وبرجع…."
خالد ببرود:"اذنك معك…."

بعد مرو ساعتين جت ممرضه وقالت له انه بسمه طلعت من غرفة العمليات...مشى وراها وهو كله لهفه وشوق لها...حتى نسى يسأل الممرضه وش جابت ....
ولما دخل الغرفه كانت بسمه نايمه على السرير...واضح انه تحت تأثير البنج...
لمس وجهها البارد بيده...كانت المغذي في يدها...تذكر اشكثر كانت تكره الابر...
كان وجهها قمه في البراءه...تنهد لما تذكر وش خلف هالبراءه من خداع..
انتبه على اللمرضه تجر سرير طفل وتدخله الغرفه...
شالت الممرضه البيبي وقربتها من خالد:"بنت..."
ناظرها خالد وهي في يد الممرضه...ملامح وجهها مهي باينه...ومسكره عيونها...
ووجهها ابيض حوله شعر اسود كثيف...
اخذها من يد اللمرضه بحذر...باسها على خدها الناعم...وابتسم ابتسامه صادقه من القلب ...وداخله احاسيس متضاربه...
دخلت الدكتوره وابتسمت لما شافت خالد…
الدكتوره:"شفت عروسه زي الامر…"
خالد:"اشلون صحتها؟؟"
الدكتوره:"كويسه الحمد لله…بدليل انه عمرها تمانيه شهور بس وزنها وصحتها كويسه جدا وماتحتاج جهاز الحاظنه للاطفال اللي يتولدوا قبل اوانهم…."
وطلعت الدكتوره وهو شايل بنته ومركز انتباهه عليها…
.
.
.
اول مافتحت عينها....استغربت المكان...وحست بجفاف في حلقها...وبجسمها متخدر...
شدها نظر خالد وهو شايل طفل...تذكرت انها ولدت ...وتذكرت كل اللي صار بينهم..
رجعت غمضت عيونها ولف وجهها على الجهه الثانيه...ماعندها استعداد لمقابة خالد...

^^^

حطت بدريه السماعه بعد ماكلمت خالد....وامل قاعده بجنبها تناظر رهف وهي تعبر عن فرحتها بطريقتها الخاصه...
بدريه:"رهــــــــف...وجع ان شاء الله وش هالصراخ..."
رهف:"يمه فرحانه رهف الصغيره شرفت وماتبيني اعبر عن فرحتي..."
امل:"أي والله يمه...بعذرها....تصدقون مااتخيل بسمه ام..."
بدريه وهي تتنهد:"الله يساعدها...."
امل :"ليه بسمه مريضه..."
بدريه:"لا الحمد لله بخير بس ماادري صوت خالد ماعجبني..."
امل:"يمه لاتخوفيني...."
بدريه وهي قايمه:"لا ان شاء الله خير....اذا جا خالك ناديني..."
امل:"بجي ويتركها في المستشفى..."
بدريه:"لازم يطلع ترها في مستشفى حكومي ومايقدر يقعد عندها في أي وقت..."
جلست رهف بعد ماطلعت امها:"قولي امين ياامل ان شاء الله تطلع تشبهني..."
امل:"بسم الله عليها...حرام عليك انتي مستقبلك ضايع تبين تضيعين مستقبل البنت معك..."
رهف وهي تناظرها بطرف عينها:" لا ياشيخه ...اصلا انتي غيرانه..."
امل:"الحمد لله والشكر ليش اغار..."
رهف:"لاني احلى منك..."
امل:"ايه هين احلى مني...اقول تدرين مازن وينه فيه؟؟"
هزت رهف راسها بالنفي...
امل:"في غرفتك ياحلوه..."
شهقت رهف:"في غرفتي...حسبي الله عليه...اخر مره دخلها قلبها قلب..."
راحت رهف وهي تركض وتنهدت امل...وهي تشوف هبال اختها...
وراحت تدق على دلال ....
وبعد مادقت سمعت صوت دلال:"الوو..."
امل:"السلااام عليكم..."
دلال:"وعليكم السلام....هلا والله بامووول...ايا ريحا طيبه جاءت بك الينا..."
ضحكت امل:"ريح الشوق والمحبه..."
دلال:"حياك انتي وشوقك ومحبتك...اشلونك؟؟"
امل:"بخير الله يسلمك....بس سمعتي اخر الاخبار..."
دلال:"لاء..."
امل:"حتى انا هههه"
دلال:"سخيفه...."
امل:"لا صدق سمعتي اخر الاخبار؟؟"
دلال:"ايه..."
امل:"طيب وشي..."
دلال بنفاذ صبر:"ياقدمك بصراحه...قمت اكحكح من الغبار اللي طلع...اتذكر قبل خمسة طعشر سنه كنا نقول سمعتوا الاخبار وما سمعتوا..."
امل:"ايه ماعليه خلينا نتذكر ايام الطفوله..."
دلال:"اقول حبيبتي انا مشغوله...وش رايك تسكرين الخط وتذكرين براحتك.."
امل:"والله فكره....بس ماسألتي عن بسمه..."
دلال:"اشلونها؟؟ للحين في بيت عمها..."
امل:"لا ..."
دلال:"ان شاء الله انحلت المشكله اللي بينها هي وخالك..."
امل:"بصراحه ماادري عن مشكلتهم بس هي في المستشفى...."
دلال:"ليه سلامتها..."
امل:"الله يسلمك....بس ابشرك ولدت...."
دلال:"صدق والله..."
امل:"والله العضيم وجابت بنوته...وبنروح نزورها المغرب..."
دلال:"ياقلبي يابسمه...عطيني رقم غرفتها حتى ازورها..."
امل:"خلاص ان شاء الله ابسأل امي وادق عليك..."
دلال:"انتظرك..."
وبعد ماسكرت التلفون قامت بتطلع لامها...لما شافت خالها .....
كان واضح عليه التعب والارهاق:"السلام عليكم..."
وجلس على كنبه ومد رجلينه بتعب....
امل:"وعليكم السلام....مروك مبروك والله..."
خالد:"الله يبارك في عمرك..."
قعدت امل بجنبه:"اشلونها...حلوه..."
خالد وهو يبتسم بتعب:" اكيد حلوه..."
امل:"وبسمه اشلونها..."
خالد:"بخير...طلعت من عندها وهي للحين ماصحت..."
"حيا الله خالد..."
التفتوا اثنينهم على بدريه اللي دخلت....
قام خالد يسلم على اخته....
خالد:"الله يحيك...اشلونك..."
قعدت بدريه :"بخير الله يسلمك....امل قومي سوي قهوه لخالك..."
خالد:"لا ...جيبي عصير..."
امل وهي قايمه:"اوكيه دقايق يكون احسن عصير منجا موجود..."
كانت بدريه تناظرها اللين اختفت عن نظرها...والتفتت على خالد...
بدريه:"مبروك ياخالد...والله كبرت ياخالد وصرت ابو..."
خالد:"الله يبارك فيك....بعدين منيب اصغر عيالك حتى تقولين كبرت...مهو عشانك الكبيره تذلينا..."
بدريه وهي تغير الموضوع:"خالد قالت لي امي بينكم مشكله...ان شاء الله انتهت...."
خالد وهو يتنهد:"بدريه مانمت من البارح ...وتعبان وماودي اتكلم في هالموضوع...."
بدريه:"خالد....تعرفيني مااحب اتدخل في خصو صيات غيري...بس بسمه احس نفسي مسؤله تجاهها واعتبرها مثل امل..."
خالد:"لا يغرك...المظاهر تخدع احيانا..."
بدريه:"خالد بسمه مثل بنتي واعرفها زين..."
تنهد خالد وبدى يحكي لها كل اللي صار...كانت بدريه تسمه وهي مذهوله ومهي مصدقه..بس ماحبت تقاطعه...ولما انهى كلامه...
بدريه:"مستحيل ياخالد..."
خالد بضيق:"اقولك عمها عطاني الملف...من وين جابه اذا مو عن طريقها..."
بدريه:"خالد عمها يكرهها وعمره ماحبها...واللي صار شي مخطط له من احد..."
خالد بسخريه:"تشوفين مسلسلات كثير هالايام...وش مؤامرته اللي تقولين؟؟
ومن اللي بيدخل بيتي وياخذ الملف حتى يتهم بسمه؟؟"
بدريه:"يمكن من الشركه.."
خالد:"عمها مايعرف أي احد فيها ...فكري بعقلك يابدريه لو فيه خاين في الشركه كان ودى الملف واستفاد مادخل في متاهات ثانيه...."
بدريه:"ماادري بس اتصال عمها حتى يوقع بينكم..."
خالد:"انا عارف انه عمها نذل...بس اكيد اختلفت معه وحب ينتقم منها...."
بدريه وهي تحاول تمسك اعصابها:"اقولك يكرها وعمره ماحبها ودايم معها ظالم...
تقولي اختلف معها...اصلا متى كانوا متفقين حتى يختلفون؟؟"
خالد:"ماادري يابدريه...تعبت من كثر ماافكر...."
بدريه :"لاء انت ما فكرت برمجت مخك على ان بسمه هي اللي وصلت الملف لعمها وعلى طول رميتها في بيته...الله العالم وش سوى فيها"
تذكر خالد شكلها لما دخلت عليه في بيت عمها...وكلام الدكتوره عن اثار الضرب..
رغم كل اللي صار ماهانت عليه ...كان يتمنى يأدب عمها...لكن لما يتذكر مخططهم ضده يغير رايه.....
رجع للواقع وهو يسمع بدريه:"خالد اكلمك..."
خالد:"ها....ما اانتبهت..."
بدريه:"وش ناوي عليه..."
خالد:"ماادري بس مستحيل اسامحها..."
بدريه بعصبيه:"طول حياتك وانت ياخالد اناني....ولا عمرك فكرت في غيرك...انت الولد الوحيد وطلباتك اوامر ....ولك الاولويه في كل شي...ماعندك مشكله الناس يضحون عشانك وانت مستحيل تقدم أي تنازلات...ولا تغفر الزلات"
انصدمت بدريه من الكلام اللي قالته...وكانت صدمت خالد اشد...
خالد:"الله يابدريه...كل هذا فيني..."
بدريه:"سامحني ياخالد...بسمه من جت في بيت عمها وانا احبها ودايم مع امل يعني مثل امل...واللي يشكك فيها كانه يشكك في بنتي..."
خالد بسخريه:" اغلى من اخوك؟؟..."
بدريه بحنان:"مافيه احد في هالدنيا بغلاتك ياخالد...بس حرام اللي يصير فيها...اللحين بينكم بنت عشانها لازم تتجاوزن مشاكلكم..."
خالد بضيق:"تتوقعين اقدر اعيش مع بسمه وانا شاك فيها!!؟؟..."
"بسمه اكيد مظلومه ومستحيل تكون بهالشكل..."
كانت امل واقفه عند الباب ومعها العصير...
خالد:"من متى انتي واقفه؟؟..."
امل:"من زمان...اكيد عمها يكذب ...انا متأكده..."
خالد وهو يتنهد:"انتي صغيره ياامل و..."
قاطعته امل بعصبيه:"اذا انا صغيره....فبسمه بعمري وصغيره..."
خالد:"لاء مهي زيك..."
حطت امل العصير على الطاوله بعصبيه:" خالي بسمه محتاجتك اللحين ...حرام تتركها"
خالد:"ماتركتها ...هذا انا في المستشفى من الفجر.."
امل:"واجبك تكون معها ومالك منه..."
خالد:"امل...ترى راسيي مصدع ومالي خلقك...وكل اللي صار ماابي احد يدري...خصوصا امي وابوي...."
قعدت امل وهي مقهوره منه...ومن عم بسمه اكثر...هالظالم اللي ماهان عليه يشوفها
متهنيه وحب يدمر حياتها...ورجعت تزن على راس خالها....وتحاول تشرح له اشكثر عم بسمه ظالم وما يخاف ربه...^^^
ريم...ياللا بسرعه..."
كان فهد ينتظر ريم وهو حاس انها تأخرت...
نزلت ريم بسرعه وهي ماسكه عباتها بيدها تلبسها:"كنت اصلي المغرب ..."
فهد:"ترها وقت الزياره محدود....خلصينا..."
ريم:"امك بتروح معنا؟؟..."
فهد:"لاء امي عند العنود...بس جدتي بتروح معنا..."
ضحكت ريم:"صدق...وناسه والله..."
وطلعوا من البيت...وقبل مايوصلون السياره مسك فهد يد ريم...
ريم وهي مستغربه:"اشفيك..."
فهد:"جدتي في السياره...تكفين ياريم كأنك ماشفتيها وافتحي الباب اللي قدام..."
ريم:"والله مااسويها..."
مشى فهد وفتح السياره وحب راس جدته...
ريم بعد ماركبت ورى:"اشلونك
ريم بعد ماركبت ورى:"اشلونك جدتي؟؟"
ام عبد الرحمن:"بخير...ماتنشافون انتي ورجلك ماكأنا في نفس البيت..."
ريم:"تدرين بعد دراسه وماارجع البيت الا تعبانه و..."
فهد وهو ماشي بالسياره:"وبعدين...تونا متزوجين وحلو يكون لنا شوية خصوصيه..."
ناظرته ام عبد الرحمن بطرف عينها:"انتبه لطريقك ياابو خصوصيه..."
ضحك فهد بصوت واطي...
ام عبد الرحمن:"وش يضحك؟؟"
فهد:"ابد سلامتك...بس اشرايك ترجعين ورى وتجي ريم قدام ...احلى واوجه..."
حس بيد ريم تضربه من كتفه...
فهد:"من ركبنا وهي تطقني من ورى حتى اقولك..."
ريم :"انا يافهد؟؟
فهد:"احلفي انك ما مديتي يدك من جنب المرتبه..."
عبد الرحمن:"ريم...ماعليك منه... اعرف فهد واعرف طباعه..."
وكملوا الطريق وريم ميته ضحك على جدتها وفهد كانوا فعلا ثنائي مرح....وقبل مايوصلون
ريم:"فهد شف محل ورد ابشتري باقه ورد..."
التفتت ام عبد الرحمن على ريم:"تراها والد...كان جبتي شي تاكله مهو ورد..."
فهد وهو يهز راسه:"بنات هاليومين وش تقولين...ورد..بتاكل ورد هي..."
ريم:"تراها ولدت عمليه يعني ممنوعه من الاكل اقل شي يومين..."
ام عبد الرحمن:" يومين...حسبي الله عليهم...عز الله ماتت البنيه..."
ريم:"لاء ياجده...ما يشيلون المغذي عنها هاليومين حتى يعوض جسمها عن الاكل..."
ام عبد الرحمن:"حتى ولو..."
شافت ريم محل الورد:"ياللا فهد انزل واختار على ذوقك..."
فهد وهو يضحك:"حريم تضحكون على الرجال بكم كلمه...اللحين كلمة ذوقي تخليني اروح المريخ لو بغيتي حتى اوضح لك ان ذوقي ماااحسن منه..."
نزل فهد من السياره...وتفاجأت ام عبد الرحمن لما الباب انفتح كان خالد توه واصل وشاف سيارة فهد...
ام عبد الرحمن:"الله يهديك ياخالد روعتني لما فتحت الباب..."
خالد:"هلا والله ....ليش متعبه عمرك وجايه المستشفى..."
ام عبد الرحمن:"مافيها تعب الحمد لله..."
خالد:"ياللا تنزلين معي...بدريه واامل في السياره ..."
نزلت ام عبد الرحمن:"ياللا ريم..."
ريم:"اسبقيني وبدخل مع فهد..."
ام عبد الرحمن:"براحتك...اقول خالد ورى ماتدخل تجيب لمرتك ورد..."
سمعتها ريم:"ياسلااام...تو تقولين الورد ما منه فايده..."
ام عبد الرحمن:"ايه بس الورد من خالد غير...يابنيتي المره مهما اهدوا لها الناس هدية زوجها عندها غير..."
ضحك خالد:"الله وتعرفين في الرومنسيه ياجميييل....ياللا ياجدتي امل احرقت جوالي...والورد جايبه من الصبح..."
وهم ماشين للمستشفى:"وين امك ماجت معك؟؟
خالد:"بتجي مع ابوي...."
ونزلت امل وبدريه ورهف من السياره ومشوا مع خالد وجدته....لما دخلوا كانت بسمه مغمضه عيونها...رهف وامل راحوا بسرعه للبنت اللي نايمه في سريرها...
فتحت بسمه عيونها على صوت امل ورهف...
ابتسمت لما شافت ام عبد الرحمن وبدريه...واختفت ابتسامتها لما شافت خالد...
حاولت تعدل جلستها...وقرب خالد منها وساعدها وهي متضايقه من قربه بس ماحبت تبين...
سلمت عليها ام عبد الرحمن وبدريه وامل وباركوا لها...
بسمه:"ما بتسلمين يارهف..."
رمت رهف عليها بوسه في الهواء:"اسفه مشغوله...يمه وش هالجمال..."
امل:"رهف دوري اللحين..."
خالد:"ها...وش دوره...تراها كائن حي مهي بلعبه..."
اخذت امل الصغيره وقربت خدها منها:"ياحلوها...ودي اقطع اخدودها من البوس.."
عطتها جدتها لما اشرت لها...
ام عبد الرحمن:"مشاء الله...مشاء الله...الله يصلحها..."
امل :"ايه نسيت...بارك الله لك في الموهوبة لكم...وشكرتم الواهب...وبلغت اشدها...ورزقتم برها"
بسمه:"جزالك الله خير..."
رهف وهي تناظر اختها:"متى حفظتي هالدعاء..."
امل:"من زاد المسلم...طول الطريق وانا احفظه وبغيت انسى..."
بدريه وهي تناظر بسمه:"ها وش قررتوا تسمونها..."
بسمه وهي تتحاشى النظر في وجه خالد:"ماادري..."
رهف:"وش ماتدرين...احنا متفقين اسمها رهف..."
خالد:"خلاص تم...رهف رهف..."
رهف:"يحيا العدل....هذا هو الكلام..."
بدريه:"ماعليك منها...سموا الاسم اللي يعجبكم..."
بسمه وهي تناظر رهف:"مارح نلقى احلى من اسم رهف..."
قربت رهف منها وباستها على خدها:"تستاهلين اكبر بوسه..."
امل:"وش بيرقد رهف الليله..."
دخلت ريم وهي شايله ورد بيدها..سلمت على بسمه وهي تطل بيد بدريه اللي شايله البنت...
ريم وهي تناظرها:"وش هالجمال..."
شالتها ريم وسحبت الستاره ونادت فهد حتى يدخل الغرفه...ولما دخل فهد طلع له خالد...
فهدوهو يشيلها من ريم:"بسم الله ....كل هذا وهي ماكملت ثماني اشهر...كيف بتكون لو كملت التسعه..."
خالد:"قل مشاء الله..."
فهد :"مشاء الله...هو كم وزنها .."
قامت ام عبد الرحمن من مكانها ..واخذت البنت من يد فهد....
ام عبد الرحمن:"هات البنت الله يصلحك..."
فهد:"انتبهي تراها ثقيله عليك..."
ام عبد الرحمن:"فهـــــد..."
فهد:"امزح والله لا تاكليني بعيونك....بس مشاء الله اشوف مشروع بنت حلوه
قدامي..."
ام عبد الرحمن :"شبه امها مشاء الله...."
فهد:"مشاء الله شبه امها....(وسكت لما شاف نظرات خالد وريم له) بس احسها تشبه ريم..."
خالد:"توها صغيره مااحسها تشبه احد..."
فهد وهو طالع:"ياللا انا بطلع برى...اذا خلصتوا انا تحت دقي تلفون..."
خالد:"يالله بطلع معك..."
وبعد ماطلعوا من المستشفى ركبوا سيارة فهد...كان فهد يناظر خالد الي من مشوا ماتكلم ولا كلمه...
فهد:"بعذرك سرحان...صرت ابو..."
خالد:"مسؤليه مااحس اني قدها...."
فهد:"وانت صادق ماادري من وين بتأكلها ومن وين بتلبسها..و.."
قاطعه خالد بضيق:"المسؤليه يافهد مو اكل وشرب...وانا شايلها اليوم ماادري كنت اتمنى هاليوم....بس اللي صار بيني وبين امها.."
فهد:"خالد انت تناقض نفسك...لو شفت شكلك وانت في المستشفى كان عرفت اشكثر انت تحبها وخايف عليها و..."
قاطعه خالد بضيق:"انا لو مااحبها...ماكان انجرحت وماكان همني...فلوس تروح وتجي وحتى لو خسرت اول مشروع لي ...مو مهم...لكن ان احب انسان لقلبك يجرحك...وتحس انه يحبك لاهداف ثانيه ...هالشي يذبح يافهد..."
فهد :"يااخي حتى لو غلطت من حقها عليك تعطيها فرصه ثانيه..."
خالد:"ياليت اقدر بهالسهوله...."
وابتسم بسخريه وكمل كلامه:"تصدق اليوم بدريه قالت لي كلام كثر مازعلت منها كثر ماانا متأكد انها صادقه...عن انانيتي وحبي لنفسي... تتوقع انا اناني لهدرجه؟؟..."
فهد:"الحمد لله انا ماقلت شي..."
خالد:"ماقلت بس عيونك تقول...."
وسمع رنة جواله ...كانت ريم المتصله...حتى يرجع ويوصلهم....

^^^

دخلت امها الغرفه وهي معصبه ومسكت بيدها بقسوه والشرر يتطاير من عينها...
"ماانتي طالعه سامعه..."
فكت عبير يد امها بلا مبالاه...وجلست على طرف سريرها...
عبير ببرود:"انا قلت لابوي...واافق..."
ام محمد:"شوفي ياعبير ان ماتعدلتي ...والله لاعلم ابوك عن سوالفك انتي ومشاعل.."
عبير:"لا تعبين نفسك...انا قلت له كل شي..."
ام محمد :"قلتي له..."
عبير:"ايه قلت له...بس الفرق بينكم...انه صدق كل اللي قلته...مو اللي قالته صديقه حاقده علي..."
ام محمد:"وش قلتي له ان شاء الله..."
عبير بااستعطاف:"قلت له الصدق...انه مشاعل تبلت علي...لانه صار بينا مشكله..."
ام محمد:"اشلون صار بينكم مشكله وهي للحين تزورك..."
عبير:"تصالحنا...يمه صدقيني ...انا تربية يدك...ومالي في سوالف الغلط..."
قعدت ام محمد بجنب بنتها وبحنان:"ياعبير انا خايفه عليك...وسمعة البنت الزم ماعليها...وكثر الطلعات مهو بزين..."
فكرت عبير انه لو تضحي بطلعت اليوم...ممكن هالشي يسعد امها...وتخف عليها لو طلعت مره ثانيه...
عبير:"طيب عشان خاطرك ياجميل مارح اطلع..."
ام محمد وهي تحظنها:"ياحبي لبنيتي..."
عبير وهي تعدل قعدتها:"اقول يمه...زرتي مرة خالد امس مع خالتي..."
ام محمد:"ايه..على فكره خالتك بتجي اللحين...."
عبير تلعب بخصله من شعرها:"...ممممم حلوه بنت خالد..."
ام محمد:"نتيفه صغيره...مو مبين للحين..."
عبير:"اكيد خالد فرحان..."
ام محمد:"ما كان موجود....اصلا كانت في بيت عمها...الظاهر بينهم مشكله ..."
عبير بلهفه:"وش مشكلته..."
ام محمد:"ماادري ...بس شكله شي كايد...."
عبير:"اكيد عقب من ولدت بتنحل مشكلتهم..."
ام محمد:"ماادري...."

وقبل ماتطلع..ناظرت بنتها اللي حطت راسها على المخده وراحت في عالم من الاحلام...ما رح تقولها عن كل اللي سوته عشانها...عبير ثرثاره وممكن تقول لريم او لاي احد ثاني...
وجلست في الصاله وهي تنتظر ام خالد اللي بتزورها...
وقامت تسلم على اختها لما شافت ام خالد...وقعدوا بعد ماسلمت على اختها...
ام محمد:"اشلونها مرة خالد..."
ابتسمت ام خالد لما تذكرت بنت خالد:"بخير...ياقلبي ياام محمد وش حلاة بنيته..."
ام محمد:"كل الصغيرين حلوين..."
ام خالد:"لا بنت خالد ماشفت بحلاتها..."
ام محمد:"اقول...ما عرفت وش سبب خلافه مع مرته..."
ام خالد وهي تتنهد:"مارضى يقول ابد..."
ام محمد:"انا اقولك...."
ناظرتها ام خالد بااستغراب:"انتي!! اشلون عرفتي؟؟"
ام محمد:"مرة عمها قالت لي كل شي..."
ام خالد بفضول:"طيب قولي وش تنتظرين..."
كانت ام خالد تسمع كل اللي تقوله اختها وهي مصدومه....معقوله يطلع منها كل هذا ...وخالد يستر عليها وما يقول...
ام خالد بعد ماانتهت ام محمد:"حسبي الله عليها من مره...واللي قاهرني خالد مايقول"
ام محمد:"عشان تصدقين لما اقولك انها مهي بسهله...واخذت عقل ولدك...لو غيره طلقها..مو يستر عليها...حتى مااحد يكرهها يخاف على شعورها وما طلع منه الا يحطها في بيت عمه واكيد بيرجعها بعد كم يوم......"

ام خالد بحزم:"ما عليه يابسمه دواك عندي...طماعه على عمها الطماع"
وبعد تفكير:"اقول ياام محمد قبل فتره قلتي لي عن عبير وخالد...واللحين انا اطلب منك عبير لخالد...."
ام محمد والابتسامه تملئ وجهها:"وهالشي يسعدني....بس تظنين خالد يوافق"
ام خالد:"بيوافق غصبا عليه...متزوج حرمه مهي بصاحيه..وان سكت لها ان تجنن ولدي..."
تنهدت ام محمد باارتياح...وهي تشوف امنيتها بزواج خالد وعبير قربت تتحقق....

^^^

كانت تتامل ملامح بنتها الطفوليه وهي نايمه بحظنها....مر عليها اسبوع من ولدت..
ابتسمت لما شافتها تتثاوب ..باستها على خدها الناعم....وتنهدت لما تذكرت الظروف اللي مرت فيها قبل ماتولد ...كانت مثل اللي انتزعت منه السعاده وبالقوه...اختفى الامل وسكنها الالم...وترقب للمجهول...
على انها وهي في المستشفى لقت كل رعايه من خالد واهله...وامل كانت تنام عندها...
حتى عمها واهله..يوميا يزورونها...حتى يظهرون بمظهر الاهل المحبين...
لكن الكل لما يزورونها يسلمون عليها ويركزون انتباهم على بنتها...وعلى حركاتها وتصير هي هامش في الغرفه...ابتسمت وهي تناظر بنتها( معقوله اغار من بنتي)...
واختفت ابتسامتها وهي تتذكر خالد خالد كانت زيارته مع اهله ويتعمد انه مايقعد معها لوحده وهالشي ريحها...لانه بعد اخر مواجهه بينهم حتى هي تتجنب حتى النظر لوجهه...
"السلام عليكم....."
كان صوت خالد...اخر شخص في الدنيا تتمنى يزورها...مارفعت نظرها...وانشغلت ببنتها اللي في حظنها...حست فيه لما قعد على الكرسي اللي بجنب سريرها....
طال سكوتهم ...ماكان يقطعه الا صوت الممرضات والمريضات اللي في الغرف الثانيه...
قطع خالد الصمت:"مريت على الدكتوره قبل مااجي واليوم بتطلعين من المستشفى..."
ذكرها بطلعتها من المستشفى...تطلع...وين تروح لبيت عمها...ولا لبيت خالد اللي جرحها...
كمل خالد كلامه:"عاد اذا تبين اوصلك لبيت عمك..."
بسمه وهي تحافظ على بقيه من كرامتها:"طبعا بروح بيت عمي..."
ناظرها خالد بسخريه:"انا ما سألتك وين بتروحين...اقول اوصلك لبيت عمي..."
بسمه بقهر:"مشكور....مااحتاج أي شفقه وعطف ياخالد لا منك ولامن غيرك....ماقصرت طول الايام اللي فاتت غمرتنا بعطفك..."
خالد وهو يتنهد:"لهدرجه زعلتي من عطف وشفقه...وش اقول انا واللي سويتيه انتي وعمك..."
رفعت بسمه راسه بكبرياء:"خالد انا لو طحت بين رجلينكم وقلت...سامحني ياخالد وانا اسفه...وغلطت في لحظة ضعف....كنت ممكن ارضي غرورك وتسامحني على شي ماسويته...لكن لاني قلت لك الصدق ماارضاك هالشي..."
خالد:"ايه اصدقك واكذب عيوني...."
بسمه بقهر:"صح صادقه عيونك وانا اللي عطيت عمي الملف اللي قلت عنه...ارتحت اللحين.."
مارد خالد عليها لانه حس انه زودها وهم مهما كان في مستشفى وهي تعبانه وكان المفروض مايفتح هالموضوع معها ...لكن ماكان يقدر يمنع نفسه من فتح هالموضوع كل ماشافها...
قام خالد:" ...اتصلي على عمك يجي وصلك ...اللين اخلص
اوراق خروجك..."
بسمه وهي تحاول تحبس دموعها ماتنزل قدامه:"انت ليش تزورني ...قلت لم مابي عطفك ولا شفقتك..."
خالد:"لاء مهو عطف وشفقه كثر ماهو واجبي كأب"

وطلع من عندها...وتركها لاحزانها....لو كانت في ظروف احسن كان طلبت منه يوصلها لبيت خالتها ...بس مستحيل تطلب منه أي طلب...حست بخوف من ايامها القادمه...الطلاق بالنسبه لها عذاب ماله نهايه... واستمرارها مع خالد خاصة بعد ماعرفت انها ما يحبها بيكون فيه اذلال لها...
الجزء الواحد والثلاثون


"من قالك هالحكي؟؟..."
قالها خالد بصوت مرتفع...وهو عمره مارفع صوته على امه لكن اللي يسمعه خلها غصب يرفع صوته....
ام خالد:"ما عليك من قالي هالحكي؟؟اهم شي هو صحيح؟؟"
تنهد خالد بتعب:"يمه ماادري تعبت وانا افكر...."
جلست ام خالد جنب ولدها بحنان:"كلها منها حسبي الله عليها..."
خالد بااصرار:"بس انا ملزم اعرف من وصل لك هالحكي؟
ام خالد:"خالتك ام محمد...."
قاطعها خالد بااستغراب:"وخالتي اشلون عرفت؟؟
ام خالد:"مرة عمها قالت لها....."

لما انذكرت مرة عمها...راح خالد يفكر في عم بسمه ومرته... شكلهم يكرهون لها الخير...ويتمنون لها الشر...وكل شي يدل على كرههم...
اول شي كان بيزوجها ابو صالح.....الملف وطريقة اتصاله...لو عم يدور مصلحة بنت اخوه كان اتلف الملف من غير مايكلم خالد...
بس اشلون وصل الملف له اذا ماكانت هي اللي موصله الملف...

"سمعت وش قلت لك؟؟"
رجع خالد للواقع على صوت امه...
خالد:"كنت افكر شوي....وما سمعتك"
عدلت جلستها:"اجل اسمع وش قلت....خطبت لك عبير بنت خالتك..."
خالد بذهول:"خطبتي لي..."
ام خالد:"ايه خطبت لك عبير....وخالتك شاورت عبير وما عندهم مانع...."
حالد وهو يحاول يتمالك اعصابه:"يمه اشلون تخطبين لي عبيروانتي عارفه رايي في هالموضوع..."
ام خالد:"هذاك من اول ...يوم كنت اظن حرمتك حرمة سنعه...لكن اللحين وبعد ماعرفت نوياها خطبت لك بنت خالتك لانها هي اللي تناسبك وهي اللي من ثوبك...."
خالد:"اسف يمه مستحيل اتزوج عبير..."
ام خالد:"خذت عقلك بسمه وما تفكر في غيرها ها..."
خالد:"يمه...ترى بظلم عبير معي...لان كل اللي في قلبي تجاهها انتهى...يمه انا احب بسمه بكل مافيها ومستحيل احب غيرها..."
ام خالد:"لا ماعليك مارح تظلم عبير...اللي خلاك تحب وحده ماعرفته الا عقب العرس...بيخليك تحب عبير ...وانا اعرف زين وش كانت عبير في حياتك..."
خالد بتعب:"يمه انا تعبان وبروح ارتاح...وهالموضوع قفلي عليه...انا قادر في حرمه حتى اقدر في حرمتين..."
وهو قايم سمع كلمه من امه صعقته...
"طلقها...."
لف على امه وهو يناظرها بااستغراب:"يمه وش هالكلام...على كل اللي صار منها مافكرت اطلقها...صدق يمه توقعت هالكلمه تجي من ريم... من ساره.... بس مهو منك..."
ام خالد:"لا تلومني ياولدي...اشوف ولدي يضيع من يدي بسبب حرمه وتبيني اسكت..."
ولما مارد عليها على ان عيونه فيها الكثير من كلام العتب...
كملت كلامها:"شف بكيفك.....بس عبير بتزوجها ولا ا انت ولد ولا اعرفك...."
"وش هالحكي ياام خالد..."
التفتوا اثنينهم لما سمعوا صوت ابو خالد الجهوري...
ابو خالد:"اشلون تغصبين ولدك على زواج من بنت اختك؟؟"
ام خالد بتردد:"انا ما غصبته هو موافق..."
ابو خالد:"ترى سمعي للحين ما مثله...وانا داخل اسمعك تقولين عبير بتزوجها ولا ا انت ولد ولا اعرفك..."
ام خالد:"انت اصلا ما تدري وش سوت مرته الخايسه .."
ابو خالد:"وش سوت مرته..."

كان خالد يسمع امه وهي تقول لابوه كل اللي صار من بسمه...تنهد
وفخاطره يعني الوقت اللي بديت اصدق كلام بدريه وكنت ببدى من اليوم ادور على الحقيقه...خربت خالتي علي كل شي ...انتبه على ابوه

بعد ماجلس وهو يضحك:"من وصل لك هالحكي..."
ام خالد:"اختي .."
قاطعها خالد وهو يضحك:"والله اني حاس انه القصه من تأليف اختك..."
ام خالد بعصبيه:"اسأل ولدك اذا ماانت مصدق..."
لف ابو خالد على ولده:"ها....خالد صحيح هالكلام..."
هز خالد راسه بالايجاب ...
ام خالد:"وعشان هالشي خالد بيتزوج عبير و.."
ابو خالد :"مو على كيفك .."
ام خالد :"ولدي وادور مصلحته..."
ابو خالد بعصبيه:"ولدك رجال ويعرف مصلحته زين..."
ام خالد :"انا كلمت اختي ...وخالد مابيفشلني معها..."
ابو خالد:"الا بيفشلك اذا قمتي تقررين من راسك...مابقى الا حريم يخططون لنا..."
ام خالد بعصبيه:"انا قبل مااكون حرمه امه و..."
قاطعها ابو خالد:"وتفكيرك محدود...عشان تنتقيمن لولدك تزوجينه...وش هالمنطق..."
كان خالد في ذهول من اللي يدور حوله...كانوا في نقاش حامي...لاول مره صوت امه يعلى على ابوه...ولاول مره ابوه يكون قاسي معها في كلامه...وكل هالشي بسببه هو...
انتبه على امه وهي تقوم معصبه:"انا قلتها واعيدها...مهو بولدي ولا اناامه اذا ماتزوج عبير..."
خالد:"صبر يمه..."
لفت عليه ام خالد والعبره خانقتها من الكلام اللي سمعته من ابو خالد...
خالد:"يبه انا موافق على زواجي عبير...ولو امي ماكلمت خالتي كنت انا بكلمها بنفسي..."
ابو خالد :"وش هالكلام..؟؟"
قام خالد بتعب:"اتمنى يبه ماتوقف في طريق سعادتي..."

طلع الدرج وهو حاس بتعب...كان عارف انه عشان يرضي يمه...
وافق على هالزواج واللي بيكون له ضحايا ... هو...وبسمه ...وعبير الا مالها ذنب في كل اللي قاعد يصير...

^^^

كان وجود سحر هو احلى مفاجأه لها...وخبر اسعدها من الاعماق
وهي اللي نست السعاده من يوم رجعت لبيت عمها....
كانت تراقب سحر وهي تغني لبنتها بصوت عذب وعبد العزيز جنبها
وهو يناظر البنت بفضول..
عبد العزيز :"اللحين تعرف وش تغنين لها؟؟"
ضحكت سحر:"لاء...توها صغيره..."
عبد العزيز:"طيب بسمه تقولي انها تعرف وش اقولها..."
بسمه:"انا قلت لك ياعبد العزيز...ماتعرف الا كلامي انا وياك بس..."
سحر:"صدق ياحظكم...طيب عبد العزيز قل ميدها انه خاله سحر تحبك.."
عبد العزيز:"طيب..."
ونزل راسه وقرب من اذنها وكلمها بهمس...وبعدين رفع راسه وناظر في وجه رهف...
عبد العزيز:"تقول حتى انا احبها..."
سحر:"ياربي قهر...علموني اشلون تكلمونها...."
بسمه:"لاء مارح نعلمك..."
عبد العزيز:"حطيها في حظني..."
سحر:"بحطها بس ماتحرك من مكانك..."
عبد العزيز:"اف منك...بسمه تخليني اشيلها مو مثلك..."
سحروهي تكلم بسمه:"منتي بصاحيه...انتبهي لا يطيحها ويكسر ظلوعها.."
ابتسمت بسمه وهي تناظر عبد العزيز:"لااااا....عبد العزيز قوي حتى شوفي العضلات..."
رفع عبد العزيز يده في وجه اخته...واشر لها عن مكان العضلات اللي في يده...
سحر وهي تكتم ضحكتها:"مشاء الله ....صدق طلعت قوي....طيب اشرايك ياقوي تطلع وتخليني اسولف مع بسمه"
عبدج العزيز:"موافق بس عطيني النونو اسولف معها..."
سحر:"لا ياشيخ....عزيز يالله حبيبي اسمع الكلام...."
عبد العزيز:"منيب طالع...."
سحر:"ياحبك للعناد...."
بسمه:"بالعكس عزوز شطور والحين بيطلع ...."
تنهد عبد العزيز بضيق وطلع وهو يجر رجلينه جر...كانت بسمه تناظره وهي مبتسمه....وانتبهت على سحر وهي تسألها...
سحر:"لا اشوف النفسيه متحسنه...."
تنهدت بسمه من اعماقها:"وش اسوي ياسحر....صحت حتى جفت دموعي...وضاقت بي الدنيا حتى ما صارت تسوى في نظري...قمت
اخبي بقلبي واحاول انسى ..."
سحر:"ما دق عليك خالد..."
بسمه:"جوالي ما اخذته من البيت وانا في المستشفى جابته امل بس مقفلته بصراحه ماابي اسمع صوته"
سحر بمراره:"ظلم كل اللي صار لك يابسمه....بس لو نعرف من جاب الملف لابوي كان زين..."
بسمه:"لا زين ولا شين...كنت متلهفه اعرف....بس اللحين مايهمني...خالد باعني بورقه...ونسى كل شي...وعلى قولته ان كل اللي يربطه فيني شفقه وعطف...وانا عندي استعداد اقبل شفقة أي احد الا هو...كنت اتمنى للاسف حب صادق..."
سحر:"ماادري يابسمه بس عقب اللي سمعته خالد معذور...لانه متوقع ان ابوي صادق بكل اللي قاله...."
وتنهدت:"الله يسامحه...ابوي واكثر من كذا مااقدر اقول...حاولي تحطين نفسك مكانه"
بسمه:"ادري ياسحر وعاذرته بس خالد قتل كل شي بدخلي بكلامه الجارح..."
رفعت سحر راس بسمه بيدها وغمزت لها:"عيني في عينك...قتل كل شي بداخلك؟؟"
بسمه باالم:"تصدقين هو ماقتل بس انا احاول اقتل حبه في قلبي....تصدقين كرهته وكرهت نفسي اكثر...لان حبه زاد مانقص...حتى وانا في المستشفى...كنت انتظر زيارته بلهفه ودخلته علي تفرحني...على اني مااكلمه ولا احط عيني بعينه بس غصب عني افرح لما اشوفه..."
سحر:"بسمه انتي ليش صدقتي كلامه...وانتي عارفه انه رفض عبير عشانك...غير كذا انتي عشتي معه وتعرفين تفرقين بين حب وشفقه...ليش مايكون كلامه كلام انسان انجرح ويحاول يجرحك باي طريقه..."
تنهدت بسمه من اعماقها:"تظنين اني ماخطرت هالفكره على بالي...ياكثر مافكرت انه يحاول ينتقم مني لانه يظن اني خدعته....بس بسرعه اشيل هالفكره من راسي..تدرين ليش؟؟"
سحر:"ليش؟؟"
بسمه:"لاني تعبت من كثر مااانصدمت...اخاف اتعلق بامل مقتول وارجع اتطلع لحب خالد ولحياه هانيه معه وانصدم...وقلبي ما يتحمل صدمات"
وسكتت لما حست صوتها اختفى...والعبره خانقتها....
ولمت رجلينها بيدينهاوحطت راسها على ركبتها وكملت كلامها:"تعبت ياسحر من دور الضحيه...تعبت من حياتي...والناس انقسموا من حولي يامتعاطفين معي وما بيدهم شي يا ناس يكرهوني ومصيري بيديهم...مفتقده امي وابوي...مشتاقه لهم...وشوقي لهم يزيد كل ما وجهت في حياتي مشكله تذكرتهم...يتيمه انا ياسحر...تعرفين وش معنى يتيمه...يعني تكونين تحت المجهر...اخطائك تكبر...ومحاسنك تصغر وما تنذكر...ان غلطت قالوا مالقت اللي يربونها...مصيري معلق بيد غيري...ان حبوني عزوني وان كرهوني ذلوني....لما تركني خالد وبعد...ما....طقني ابوك...ناموا...وطلعت الحوش تمنيت اطلع ...اروح.... اهج في أي مكان ...مااحد يدري من انا...ارتاح منهم كلهم...بس ما قدرت لاني جبانه..."
سحر:"ماادري وش اقول ...هوابوي وانتي ااكثر من اخت...بس صدقيني لو بيدي مساعدتك ماقصرت..."
بسمه:"ما تقصرين...."
حطت سحر يدها على كتفه بسمه بحنان:"والحق بيظهر في يوم من الايام...وحتى يجي هاليوم اتكلي على الكريم..."
بسمه وهي تتنهد:"ونعم بالله...."
سحرحتى تغير الموضوع:"اشلونها خالتك؟؟"
بسمه:"ماعليها بخير...تقول بتزورني خلال هاليومين..."
سحر:"تدري وش صار بينك انتي وخالد..."
هزت راسها بالنفي....
سحر:"كان قلتي لها احسن من تعرف من الناس...."
بسمه:"اكيد بقولها بس لما اشوفها مااحب اشيلها همي وهي مابيدها شي...بس سحر تذكرين اخر مره جت اشلون امك طردتها...الله يخليك لا..."
قاطعتها سحر:"ما عليك خلي امي علي...بس يابسمه انا لو مكانك كان رحت لخالتي وريحت نفسي من هالعذاب...."
بسمه:"فكرت اروح لها...بس ابوك بيعارض هالشي مثل مارفض اني اعيش عند خالتي من اول...وفكرت اكلم بدريه تقول لخالد اروح لخالتي ولو هو وافق مارح عمي يعرض...بس كرامتي تمنعني اني اطلبه او احسسه ان له فضل علي...ذليت نفسي له كثير....والسبب الاهم الامتحانات قربت ...وخالتي ساكنه في الخرج مثل ماانتي عارفه"
سحر وهي تضحك:"...ناويه تكملين..."
بسمه:"ايه...الحين عطوني اجازه بقدمها للجامعه لما اداوم..."

كانت خايفه عمها يعرض دراستها...بس امل قالت لها بتكلم خالد بطريقتها وهالشي اسعدها...لانها احرص من اول على دراستها ...
اخذت بنتها من حظن سحر وانتبهت على ام عبد العزيز وهي داخله والابتسامه على وجهها...كان علاقتها معها هي وبناتها...جدا سطحيه ويتجاهلون وجودها...ولا كأنها موجوده بينهم...وماكانت تجي تقعد معهم الا اذا جا احد يزور بسمه...
وكان هالشي مضايق سحر...تتمنى علاقة بسمه مع امها واخوتها اقوى من كذا...

سحر لامها وهي تأشر على رهف:"يمه شفتي الزين...."
ام عبد العزيز:"ايه شفت....مشاء الله طالعه على اهل ابوها كل واحد ازين من الثاني..."
سحر:"بالعكس احسها نسخه من امها..."
ام عبد العزيز:"يمكن...اقول تسلم عليك ام محمد..."
سحر:"الله يسلمك ويسلمها..."
ام عبد العزيز وهي تناظر بسمه:"وتقول ملكة بنتها يوم الخميس...."
سحر:"مشاء الله ..الله يوفقها...(وهي تهمس لبسمه)هم وانزاح عن القلب..."
ام عبد العزيز:"بس ما سألتي من العريس...."
بسمه بدون شعور طلع السؤال منها:"خالد هو العريس صح؟؟"
ام عبد العزيز بابتسامه:"ايه..."
ووجهت كلامها لسحر:"عاد تقول خالته انه من اول يحب عبير والمفروض زواجهم تم من زمان لكن صارت ظروف منعت هالزواج...مااقول الا ياحسرة قليبي عليك يابسمه راحت عليك...لو جاك ولد بدل هالبنيه كان حالك احسن...اللحين مارح يهتم فيك ولا في بنته"

سمعت بسمه كلمتها ايه...وماانتبهت وش قالت من حكي عقبه...كانت الكلمه كافيه تحطمها...تقتل اخر امل في رجعتها لخالد...خالد اللي مهما انكرت قدام الكل حبها له... تعترف فداخلها بحب يعذبها....لانسان مايستحق هالحب...وداس على قلبها بكل قسوه...احست انها ضعيفه هشه...منعت دمعه من السقوط...وقامت وهي تحاول تخفي كل انفعالاتها داخلها...ودخلت للحمام...للمكان الوحيد اللي تقدر تختلي بنفسها فيه...وانسابت دموعها بغزاره حتى اغرقت وجهها وبللت ملابسها...

^^^
في مطعم من افخم مطاعم الرياض دخلت عبير بعد مااتفقت مع السايق
يمر عليها لما تتصل عليه وطبعا بعد مااكدت له لو تتصل امها يقولها انها في بيت فوزيه....
دخلت للمطعم وهي حاسه بالفخر والغرور لانها بمجرد دخولها الكل رفع راسه يناظرها....وكانت متعمده ما تدخل من مدخل العوايل..تحب شد الانظار ولاثاره اللي تحسها وهي تشوف نظرات الاعجاب ما تقدر تقاومها...بعد ماطلعت الدور الثاني دقت تلفون على فوزيه ...وابتسمت وهي تشوف علي واللي لها فتره بسيطه متعرفه عليه عن طريق فوزيه طالع يستقبلها...مشت معها...كانت الطاوله منعزله الي حد ما...
وجلست بعد ماسحب لها علي الكرسي...وجلس في الكرسي الملاصق لكرسيها...وفوزيه مقابلتهم...
فوزيه:"ما بغيتي...كل هذا تغلي..."
عبير بدلع:"لا...بس تدرين امي اشلون مشدده علي هاليومين..."
فوزيه بد مااطلقت ضحكه:"تشدد على مين ياامي...عبير ماينفع معها
أي نوع من التشدد..."
على:"حرام عليها تحرمنا منك وانتي احلى شي عرفته من هالفوزيه ..."
عبير:"اصلا كل شي يجي من فوزيه حلو..."
علي:"كفايه انها عرفتنا عليك..."
نزلت عبير راسها بحيا مصطنع...
فوزيه:"ياقلبي على اللي يستحون..."
علي:"افف ياثقالة دمك...اشرايك تروحين ...تذلفين عنا شوي......"
فوزيه:"قاعده على قلوبكم..."
عبير:"زي العسل على قلوبنا ياعمري..."
على:"هي زي العسل على قلبك...وانا..."
عبير:"انت الخير والبركه..."
فوزيه وهي قايمه:"انا بطلع بس لا تفرحون دقايق وراجعه...."
علي:"انتي اطلعي اللحين وعقب يصير خير..."
وبعد ما طلعت فوزيه قرب كرسيه من عبير...
عبير:"خلك بعييييد ..."
علي:"وهو احد يقدر يشوف هالجمال ويقدر يكون بعدي...عبير انتي ماتدرين من اشوفك وش يصير فيني..."
ناظرته عبير بدلع:"قولي وش يصير فيك..."
مسك يدها وباسها:"اللي فيني ما ينوصف بالكلام..."
سحبت عبير يدها:"علي قالت لك فوزيه ...انه ملكتي على ولد خالتي
بتكون بعد فتره بسيطه..."
تنهد علي:"ايه قالت لي..."
عبير:"اكيد هالشي مازعلك لانه اتفقنا من اول علاقتنا مارح تكون اكثر من صداقه..."
علي:"ابزعل اذا قلتي انه هالصداقه بتنقطع بمجرد ملكتك..."
عبير:"طبعا بقطع علاقتي معك...مااحب العب على الحبلين..."
علي:"وش حبلينه ياعمري...الزواج غير الصداقه...خلي عنك كلاام التخلف...شوفي العالم المتحظر اشلون عايش...فيه صداقه بريئه مثل صداقتنا من غير مصالح..."
عبير:"مااحد يعترف بهالصداقه...انت مثلا ترضى لاختك يكون لها صديق..."
علي فخاطره هالصداقه لك ولمثالك يالخايسه...لكن رد على سؤالها بصوت مقنع:"ليش لاء...اذا كان انسان محترم..."
عبير:"تصدق ياعلي...احس افكارك قريبه من افكاري...تصدق انقهر واموت قهر اذا جت وحده من بنات الجامعه وقامت تحدث علي في لبسي وريحة عطري اللي تخليني زانيه على قولتها...يااخي يقهرون يعني اذا لبست زين...وحبيت اظهر قدام الناس انيقه...يفسرونها تفسير خطاء..."
علي:"هذا قمة التخلف...وترى ينطبق عليهم كلا يشوف الناس بعين طبعه..."
عبير:"صح كلامك...."
اخذ علي يدها وهو يلعب باصابعها:"ما قلتي تحبين ولد خالتك اللي قالت لي عنه فوزيه..."
عبير وهي تتنهد:"اموت فيه بس هو فيه عيبين..."
علي:"وشي؟؟"
عبير:"اولا متزوج..."
علي بذهول:"متزوج !! وش اللي يجبرك على واحد متزوج؟؟"
عبير:"قلت لك ...اموت فيه...بس لا تخاف بيطلقها وعن قريب..."
علي:"والثاني..."
عبير:"ماادري اشلون اشرح لك...بس هو مهوب مثلك متحرر...لا كل شي عنده عيب وممنوع...تصدق لو يدري اني اطلع بهالعباه كان يذبحني..."
علي باستنكار مصطنع:"الحمد الله وش فيها عباتك..."
عبير:"ماادري...يمكن عشانها ضيقه شوي وشفافه
علي:"اسمحي لي هذا نسان تفكيره على قده...لو هو وامثاله ما يدققون ويفسرون كل شي تفسير خطاء كان..."
قاطعته بصوت كلها غنج:"لا عمري مااسمح لك...كلش ولا خالد "
على:"اسمه خالد..."
عبير:"ايه..."
ودخلت فوزيه وهي تتأفف...
عبير :"اشفيك ياعمري..."
فوزيه:"زهقت...القعده برى ممله..."
عبير:"وش اللي حادك..."
فوزيه وهي تناظر علي:"حبيت اخلي لكم الجو...المهم امك توها داقه على تلفوني..."
عبير:"ورديتي عليها..."
فوزيه:"لاء...خفت تسمع اصوت اللي حولي وتعرف انا مو في البيت...المهم ...بنتعشى ولا اشلون..."
على:"افااا...اكيد بتتعشين..."
ومر الوقت بسرعه...وهم في سوالف وضحك...كان علي من الشباب اللي يعرف جنس كل بنت واسهل طريق حتى يوصل لها...وعبير اللحين ماخذه كل وقته وتفكيره...

ناظرت عبير الساعه ودقت على السايق ...
علي بعد ماسكرت عبير:"بدري..."
عبير:"بدري من عمرك...بس مااقدر اتأخر اكثر من كذا...ياللا يافوزيه..."
علي:"اوكيه بوصلكم بنفسي حتى تركبون السياره....ولا تقولين مانبي نتعبك..."
عبير:"على راحتك..."
ومشى معهم...كانت عبير نازله مع الدرج لما شافته...وحست برعب داخلها ورجعت بسرعه...ولحقها على وفوزيه..
علي:"عبير...اشفيك رجعتي..."
عبير:"خالد ولد خالتي هنا..."
فوزيه:"روعتيني...طيب واذا كان مارح يعرفك..."
عبير وهي تحاول تطمن نفسها:"صح ما بيعرفني..."
وشهقت لما تذكرت سيارتهم...
عبيربرعب:"اخاف يطلع اللحين ويشوف سيارتنا ...خليني ادق على السايق يذلف حتى يطلع خالد"
ودقت الارقام بيد مرتجفه...واتفقت مع السايق ياخذها من بيت فوزيه...
وبعد ماسكرت
علي:"خلوني اوصلكم..."
فوزيه:"استخفيت انت...لو شافوك اهلي كان يصير مجزره...انا اول ضحاياها...ياللا عبير بنطلع من مدخل العوايل وناخذ ليموزين..."
علي:"يعني الليموزين عادي..."
فوزيه:"ايه عادي لان السايق مع امي...وبقولهم سيارة عبير تعطلت...واخذنا ليموزين"
ضحك علي:"ما ينخاف عليكم..."
.
.
.
وفي اليوم الثاني جت خالتها ومن حسن حظ بسمه ام عبدالعزيز ماكانت موجوده...
ماحست بنفسها الا وهي ترمي نفسها بحظنها وتنخرط في بكاء مرير...انصدمت خالتها وهي تشوف حالتها...
وحكت لها بسمه كل شي ...من مشكلتها مع خالد الى زواجه من عبير واللي سمعت عنه من ام عبد العزيز...
ام تركي:"يابعد عمري يابسمه شايله كل هذ في قلبك وساكته...انتي من اليوم ورايح مالك قعده في هالبيت..."
مسحت بسمه دموعها:"مااقدر ياخالتي امتحاناتي على الابواب..."
ام تركي:"ما عليك من الامتحانات....تركي يوصلك يوميا..."
بسمه:"مااقدر اللحين اروح معك...بس اوعدك بعد الامتحانات اكون عندكم..."
ام تركي:"شفتي اشلون انغشينا في هالخالد...وعيالي يموتون فيه..بينصدمون اذا عرفوه على حقيقته..."
بسمه:"ترى خالد ما ينلام...وعشان خاطري ياخاله لا تقولين لاخواني عن كل اللي صار بيني وبين خالد..."
ام تركي:"تدافعين عنه...والله مايستاهلك..."
انفتح الباب ودخلت سحر...وراها بدريه وامل وام عبد الرحمن...
ابتسمت بسمه اول ماشفتها...وبعد ماسلموا قعدت ام عبد الرحمن جنب بسمه ...
ام عبد الرحمن:"امل هاتي البنيه...."
قامت امل وحطتها في حظن جدتها....
ام عبد الرحمن:"بسم الله عليك...ما يملحها...متى بتنورونا انتي وامك في البيت..."
ام تركي:"ماظنتي بتنوركم عقب اللي سواه ولدكم...."
حطت ام عبد الرحمن البنت في حظن بدريه واللي كانت قريبه منها...وعدلت جلستها...
ام عبد الرحمن:"الا تنوره وتنوره...وتكيد اللي يكرهونا...واذا على ولدنا بيعرف غلطته وبيرجع يحب تراب رجلينها..."
تنهدت بسمه:"ماابيه لا يحب تراب رجليني...خلاص النفس عافت..."
ام عبد الرحمن:"وش هالحكي يابسمه ...وانا اقول بسمه عاقل...هذا رجلك....تعطينه عبيروه هالخايسه تتهنى فيه..."
ام تركي:"عليها بالعافيه خليها تتنهى فيه..."

كتمت امل ضحكتها لما شافت تعابير جدتها...لو استمرت ام تركي بس شوي كان ما وعت الا وعصاة ام عبد الرحمن على راسها...بس طلعت حكيمه هالمره ومسكت اعصابها..

ام عبد الرحمن:"الله يهديك بدل ما تعقلينها...وتطفين النار ...تزيدينها حطب...شوفي يابسمه...انا مادريت عن هالموضوع الا اليوم...ورحت لخالد وامه..وقامت امه تقرقر في حكي مايخصني عن شغل خالد...وانا ماحطيت بالي في حكيها لاني اعرف انه مالك ذنب...والله اذا خالد مهمل ويهمل اوراقه يستاهل...لكن مسألة انك تتركين بيتك لعبيروه لاء..."
بسمه:"هو اللي جابني لبيت عمي...ترضين لي ارجع عقب مارماني..."
ام عبد الرحمن:"ماارضاها لك...وهو اللي بيرجع يراضيك ورجله فوق رقبته...وبعدين لا تخافين عبير ما منها ضرر؟؟"
ولما شافت نظرا تساؤل في عيون بسمه كملت كلامها:"ايه ما منها ضرر...خليه يتزوجها ويعرف هو من كان متزوج ويعرف قدرك..."
بسمه:"وين القلب اللي يصبر؟؟"
ام عبد الرحمن:"اصبري وانا امك....وتراني مجربة من قبلك..."
شهقت امل:"معقوله تزوج عليك جدي...ولا شطح الخيال شوي..."
ام عبد الرحمن:"شطحة تشطح راسك...ايه تزوج علي...كانوا عيالي صغار... ما دريت الا وهو ويقولي شوفي ياام عبد الرحمن انا تزوجت...زعلت وصحت..قالي هذا اللي صار...وجاب لي سورتين يقالك يراضيني وانا اللي ارميها في الحوش من الزعل...ولا اهتم عطاني ظهره ونام..واقوم الصبح وانا امك وادور السوارتين في الحوش والبسهن...وادفن همي بقلبي...ولا عاد فتحت له هالموضوع...شهرين مروا بس ويطلقها...وعقب ماطلقها قالي كنت اظن ياام عبد الرحمن كل الحريم مثلك ما دريت انهم اجناس...خلي خالد يجرب غيرك...هو مخدوع في هالعبير...واحمدي ربك انه بيتزوج عبير مهي غيرها...وقولي ام عبد الرحمن قالت..."

نزلت بسمه راسها وما ردت عليها...ما كانت مقتنعه بكلامها...بس ما حبت تقول...زواج خالد مهوب شي سهل عليها حتى لو قالت انها كرهت خالد....

^^^

ومرت الايام بسرعه ...وجا اليوم اللي تمنته من زمان...كانت واقفه قدام المرايه بعد ما رجعت من عند الكوفيره...مكياجها قمه في النعومه....وحست بفوزيه لما دخلت...
فوزيه:"كلولولولولوش....مبروك ياعروس..."
عبير وهي تدور قدامها بدلع:"اشرايك فيني ؟؟"
فوزيه:"قمر والله قمر...اقول خلاص انتي اللحين حرم السيد خالد..."
عبير وهي تناظر ساعتها:"من ربع ساعه بس صرت حرم السيد خالد..."
فوزيه:"ومتى بيشرف حضرة جنابه خاطري اشوفه..."
عبير:"رافض يدخل عند الحريم..."
فوزيه:"خساره يعني ما بشوفه..."
عبير:"وليش حريصه لهدرجه على شوفته..."
فوزيه:"ابي اشوف اللي عبير عشانه باعت الكل...على فكره علي يسلم عليك..."
عبير:"الله يسلمك بس لو سمحتي خلاص انا اللحين انسانه متزوجه..."
فوزيه وهي تناظرها بطرف عينها:"تكفين يالمتزوجه...."
وسكتت لما شافت ريم داخله عليهم:"ياللا عبير خالد تحت...."
عبير:"طيب دقايق وبلحقك...."
مسكت فوزيه يد عبير:"ياللا بسرعه..."
ناظرتها بطرف عينها:"ترى انا اغااار.."
فوزيه:"اللي تتزوج واحد متزوج تموت الغيره فقلبها...."
مشت عبير قدامها:"انا مااعتبره متزوج..."
ونزلت ومعها فوزيه وقبل ما توصل:"خلاص دورك هنا انتهى..."
فوزيه:"الله يخليك بناظر من ورى الباب..."
هزت عبير راسها ومشت وفتحت الباب كان خالد قاعد مع امها وخالتها...ووقف لما شافها...نزلت راسها وكملت مشيتها ومدت يدها حتى تسلم عليه ولما مد يده حست بدفى يده...وجلست على نفس الكنبه اللي هو جالس عليها...وهي تسمع امها وخالتها وهم يسولفون...كل ما رفعت نظرها فيه كان يناظرها وهو سرحان...ما تدري ليش حاسه ان نظراته تبدلت عن اول...تنهدت وهي تفكر في مستقبلها السعيد مع خالد
.
.
.
كان حاس نفسه ضايع وبداخلها فراغ ...كان كل تصرفاته حتى يرضي غيره ورغباته هو دفنها في اعماقه...يحس نفسه وكأنه في غيبوبه ....اسبوعين وهو ماشافها...يوميا يمر على بدريه بس لانها قريب من بسمه....يوقف قدام بابهم وهو يتمنى يشوفها...بس زادت المسافات بينهم خاصة بعد ملكته ...ناظر عبير بنظرات عطف...كان حاس انها ضحيه ووسيلة انتقام من بسمه...
وش ذنبها اعيش معها وانا قلبي مع غيرها....كان يحاول يدور في حنايا نفسه عن حبه المتأجج لعبير...يحاول يعيش الفرح اللي هي عايشته بس كان حب بسمه المنتشر في كل خليه من جسمه واقف سد منيع في طريق حب طوته السنين...
مر الوقت ببطئ وهو يحاول يندمج مع عبير بعد ما طلعت امه وخالته ..
ووقف فجأه:"اوكيه عبير انا بمشي اللحين تامرين شي..."
عبير :"تو الناس...."
خالد وهو يبتسم:"اطلع بكرامتي لا يدخل محمد ويطلعني بالقوه...."
عبير:"علىراحتك..."
خالد:"ياللا مع السلامه..."
طلع حتى ماانتظر ردها...وهالشي قهرها واللي قهرها اكثر انه حتى مااخذ رقم تلفونها...حتى يكلمها...
لما طلع السياره حس انه محتاج يبتعد عن الكل....حاس انه غلط في حقه وحق عبير وبسمه...رفع تلفونها ودق رقمها...محتاج يسمع صوتها ....
.
.
.
كانت بنتها نايمه..والهدوء يعم كل شي...بعد ماراحت مرة عمها وبناتها لملكة خالد...
ناظرت الساعه...وتنهدت ...اكيد هو اللي مع عبير...تذكرت بحرقه والم ملكتها...وتذكرت بألم اكبريوم زواجها واللي ماخلتها عبير تتهنى فيه....اكيد اللحين هو مبسوط تحقق مراده وتزوج اول حب في حياته....
وسمعت صوت جوالها كان خالد هو المتصل ...
ردت بعد تردد...

"الووو.."
خالد بصوت متعب:"بسمه...."
وسمعها وهي تتنهد...
"ياليتني ما حبيتك ...ماني قادر انسى حبك ولاانا قادر انسى خداعك"

كلمات كان يتمنى يقولها بس غير رايه ...حتى ما يحسسها بااهميتها عنده...واشكثر غيابها مأثر في حياته

خالد بحزن:"ياليتني ما عرفتك يابسمه..."
دوت هالكلمات في اذنها واخترقت اعماقها...وادمتها حتى النخاع...
بسمه:"بقى ياخالد كلمة تجريح ماقلتها....مبسوط عقب ملكتك على بنت خالتك وجاي تعبر عن مظاهر فرحتك بتجريحي....اذا انت تتمنى انك ما عرفتني مره...انا اتمنى اني ما عرفتك الف مره...انت ياخالد من اول يوم جرحتني بحبك لها وما قدرت مشاعري...واول ما صار موضوع هالملف اللي ماادري عنه...ما صدقت وتخليت عني...وعلى طول تزوجتها...كاانك تدور عذر....عموما تجريحك ما قتلني بالعكس خلاني اقوى"
خالد:"لو بغيت اتزوج عبير كان تزوجتها وما بدور اعذار...هذا للعلم بس..."
بسمه:"مبروك ياخالد والله يهنيكم ببعض...بس خلني فحالي ...اتركني انسى ان لك زوجه ثانيه اعتبرني مو موجوده..."
خالد:"تبين الطلاق يعني...."
انصدمت من هالكلمه وتنهدت بحزن:"علاقتي معك ياخالد انتهت...معلقه مطلقه كله واحد...ولو اني افضل اكون معلقه لانك كرهتني في الرجال..."
خالد:"وانتي كرهتيني في الحريم..."
بسمه بسخريه:"ما عليه عبير بتحببك فيهم من ثاني...."
وسمعت بنتها وهي تصيح....
بسمه:"انا بسكر اللحين ...ياللا مع السلامه..."
بعد ما سكرت رجع راسه على ورى بتعب...بداخله صراع نفسي رهيب...يشتاق لها ولما يسمعه ينقلب شوقه لكتله من الانتقام...يحس انها مظلومه ومن يفكر في الملف ...
ولما تذكر الملف...حس انه مقصر في هالموضوع ...ليش مايحاول يضغط على ابو عبد العزيز بااي طريقه...يمكن تظهر له الحقيقه اللي يدفع عمره ثمن لها... ...
اضافة رد مع اقتباس
  #35  
قديم 07/11/2004, 11:18 PM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 27/11/2003
المكان: KSA
مشاركات: 2,477
الجزء الواحد والثلاثون....



ركب السياره ...سلم ورد عليه خالد بطريقه مقتضبه ...هز راسه بااسف...من عقب اللي صار بينه وبين زوجته وهو متغير حاله...في داخله كان مقدر لمشاعره لانه جرب شعور خالد وبطريقه اقسى...لما كانت ريم محل شكه...
حب يقطع الصمت اللي مخيم على السياره....

فهد:"وين رايح؟؟...وما خذني معك مثل الاطرش في الزفه!!..."
خالد من غير ما يلتفت مركز على الطريق:"بنروح نسهر مع الشباب...نغير جو شوي..."
فهد:"بالله هذا شكل واحد بيسهر ...هذا واحد رايح يتطاق مع احد ...رايح يرتكب جريمه...يااخي اضحك لدنيا تضحك لك..."
خالد بسخريه:"اضحك!!...لو صار لك اللي صار لي...ما كان قلت هالكلام..."
ابتسم فهد:"وش يدريك اني مااعرف مرارة الشك اللي انت عايشه؟؟"
ناظره خالد بااستغراب:"وش تقصد؟؟"
فهد:"مااقصد شي...بس يااخوي انت ليش متوقع انه مااحد انخدع غيرك..."
خالد بتعب:"يافهد...انا صاير مثل الغرقان....وكل اللي اسويه غلط...طعت امي وظلمت عبير معي وهي ما تعني لي أي شي...بسمه واللي احس اني ظالمها اكثر واكثر... تصدق ماني قادر افكر صح...."
فهد:"انا قلت لك عمها ماارتاح له...يااخي احسه جشع وطماع بشكل..."
خالد:"خلاص انا قررت انهي هالشك وبكره اروح له اتفاهم معه..."
فهد:"المفروض من اول ...مهوب اللحين...على طول صدقت كلامه ...وكذبت زوجتك..."
خالد:"ماادري يافهد...احساسي انها استغلتني غطى على كل شعور..وردود افعالي صارت تصدر بدون تفكير...بس ابي انتقم منها..."
فهد:"خلاص خل موضوعه علي..."
وقف خالد سيارته لانهم وصلوا والتفت على فهد:"لاء...ابو عبد العزيز ما بيكلمه الا انا...وبيقول الصدق غصبا عليه..."
فهد :"ايه انت رح له...وكلمه بالتهديد واحلم تسمع منه الصدق...ابو عبد العزيز من الناس اللي ما ينفع معه هالاسلوب...قلت لك خله علي...وبتسمع ان شاء الله خبر يسعدك..."
تنهد خالد وباالم:"وان طلع صادق..."
قاطعه فهد:"يااخي الله يعينك على نفسك...صدق مريض..."
التفت عليه خالد:"يااخي انا ناقصك....ابوي يضغط علي من جهه وجدتي من جهه...وامي كل ما شفتني وراك مقصر في حق خالتك.. ورى ما تزور عبير...يااخي ترى ذبحتوني..."
فهد:"انت اللي جايبه لنفسك وبدل ما تكحلها عميتها...بزواجك من بنت خالتك..."
خالد وهو نازل من السياره:"اقول نزلنا بس...انا جاي اوسع صدري وانسى ..."

^^^

فتحت عينها بصعوبه ...وغمضتها بسرعه لما حست بااشعة الشمس...ولفت على الجهه الثانيه حتى تتحاشى نور النهار اللي غطى غرفتها...وحست بحركه جنبها...وفتحت عينها وشافت وجهه بنتها... تأملتها كانها تقرا على صفحة وجهها احلامها البريئه...قربت منها وباسته بخفه حتى ما تحس فيها...وقبل ما تبتعد عنها حست بحركة يدينها...وراقبتها وهي تفتح عينها ولما شافت امها ...غطى وجهها ابتسامه عذبه..وراحت تحرك يدينها ورجلينها بكل خفه...
بسمه وهي تبوسها:"سوووري ياحلوه باقي بدري وبنرجع نااام..."

وفزت من فراشها لما سمعت الجوال...لانه ذكرها انه اليوم اول يوم تداوم من بعد ماانتهت اجازتها...ناظرت الساعه كانت ست...وردت على الجوال:"هلا...امل..."
امل:"صح النووم شكلك للحين نايمه..."
بسمه:"تصدقين نسيت الجامعه...وقاعده اهيئ نفسي انا ورهوفه نرجع ننام..."
امل:"ياقلبي صاحيه هي اللحين..."
بسمه وهي تناظر بنتها بكل حنان:"ايه صاحيه وتسيوي لي كل حركات الاغراء حتى اشيلها..."
امل:"ياللا عاد لا تأخرينا...خليني اشوفها بقطعها بوس"

وبعد ما سكرت ...انهت كل شي بسرعه...وبعد ماجهزت بنتها وحطت اغراضها في شنطتها...لبست عباتها...وشالت بنتها...وطلعت وهي تلهث بعد ما بذلت مجهود في وقت قياسي...
اول ما نزلت تحت كان عمها ومرته وعبد العزيز في الصاله...اول ما شافها عبد العزيز...ركض بااتحاهها...
عبد العزيز:"خليني اشيلها...وابوسها"
بسمه وهي تنزل بنتها في مستواه:"بوسها وهي في يدي..."
وعضت شفتيها بغيض وهي تسمع عمها...
"وين رايحه..."
ام عبد العزيز:"بتروح الجامعه الظاهر انتهينا من هالموضوع..."
هز ابو عبد العزيز راسه بااسف:"والله لوبكيفي كان تحلمين تروحين الجامعه بس خالد اللي لزم علي..."
تنهدت بسمه من غير ما ترد....
ام عبد العزيز:"بتحطين بنتك عند بدريه..."
بسمه:"ايه...ياللا مع السلامه..."
وطلعت بسرعه لانها حست نفسها مخنوقه...وطلعت برى وتنفست بعمق...وحاولت تتناسى كل الامها وتبدى يوم جديد ...

^^^

في الجامعه كانت تتأمل الدبله اللي تطوق اصبعها...وتنهدت وهي تحس بملل....وقطع عليها صوت فوزيه تأملاتها...
فوزيه:"ياربيه...ترى حتى القطاوه تنخطب وتتزوج...وت..."
قاطعتها عبير بضيق:"قطاوه في عينك...."
ريم وهي تضحك:"لا حبيبتي القطاوه ما عندها خطوبات ودبل وحركات...يبدون في الجد على طول..."
فوزيه وهي تغمز لها:"احلى حاجه الجد على طووول..."
عبير بضيق:"اقول ريم....كااني شفت بسمه اليوم داومت..."
ريم:"ايه ..."
فوزيه:"وانا اقول اشفيك متملله ومتضايقه..."
عبير بسخريه:"المفروض ...اكون سعيده ومبسوطه لانه الست بسمه شرفت صح ؟!!"
ريم :"انسى وجودها وخلاص..."
عبير بغيض:"تتوقعين بهالسهوله اقدر انسى وجودها...طول ما هي فحياة خالد مستحيل انساها..."
ريم :"عبير الله يخليك اتركيها فحالها...انتي بنت خالتي مرت اخوي واغلى صديقه لي...وهي مرة اخوي بعد وما شفت منها الا كل خير..."
عبير:"ونسيتي وش سوت بنت ال..."
قاطعتها ريم وهي قايمه:"عبير الله يخليك انسيها ترى زهقت..مااقعد معك الا وانتي ما عندك الابسمه...."
عبير بقهر:"اكرهها مااحبهها...جعلها المرض اللي يوديها القبر..."
ريم:"تدرين الكلام معك ضايع اقوم احسن..."
ناظرتها عبير بقهر وهي رايحه عنهم ..وقبل ما تختفي عن نظرها..شافتها وهي تسلم على بسمه اللي توها داخله....
عبير وهي تكلم فوزيه:"حسبي الله عليها...شوفي اشلون غيرتهم علي
حتى ريم ...صايره بس تدافع عنها وما ترضى عليها...."
فوزيه:"وسعي صدرك...وانسيها..."
عبير بعصبيه:"واشلون انساها....وهي فرضت نفسها في حياة خالد واهله...تصدقين حتى خالد متغير علي...ونادرا ما يتصل وما يمر علينا الا اذا اتصلت انا اوامي واللحينا عليه يجي..."
وسكتت لما شافت بسمه وامل بيقعدون في طاوله قريب منهم...ناظرت بسمه من فوق لتحت بنظره كلها احتقار....انتبهت بسمه على نظراتها...هزت راسها وقعدت على الكرسي وهي معطيه عبير ظهرها...
امل بقهر بعد ماانتبهت لنظرات عبير اللي مواجهتها:"اقوم اكفخها ...اكسر هالكرسي علي راسها هالخايسه ..."
بسمه:"لا تعبين عمرك...اللي مثل هالاشكال...لما تتجاهلين وجودهم يموتون قهر...وبعدين هالنظرات عشان خالد...(بصوت حاولت يكون مسموع لعبير)ما تدري انه ولا شي في حياتي...والنفس عافته...."
قربت منها امل وبصوت اقرب للهمس:"انتي يالخبله ...تراها بتوصل هالكلام لخالي..."
بسمه:"امل انتي ليش ما تصدقين لما اقول خالك خلاص انتهى من حياتي...واتمنى توصل له كل هالكلام...لانه فعلا ما يهمني...."
تنهدت امل:"كذابه يابسمه...تكذبين على العالم كلهم الا انا..."
بسمه:"الايام تثبت لك و..."
وقطعت كلامها لما حست بيد تلتف على عيونها..
بسمه وهي تلمس اليدين المغطيه على عيونها:"خفي يدك شوي...وش هالدفاشه يادلووول..."
فكت دلال يدها:"نورت الجامعه ...وملحقاتها...وما حواليها...:"
بسمه:"اللي يسمعك ما يقول كنا مع بعض تو في المحاظره..."
تنهدت دلال وهي تجلس جنبها:"اعبر عن سعاتي بشوفتك انتي ووجهك..."
بسمه:"واضح من كثر ما كنتي تزوريني..."
دلال:"وش اسوي في مرة عمك القشره ...اخاف اجي مره ثانيه واشوفها مكشره ..اخاف اتعقد..."
امل وهي تضحك:"كان جبتي ام رجلك...ما ينفع مع القوي الا القوي..."
دلال:"فكره...المره الجايه الست حماتي بتزورك...ابسط ياعم من قدك..."
بسمه وهي تضحك:"مااحد قدي..."
لمت امل اغراضها اللي على الطاوله:"فتوكو بعافيه..."
دلال:"ودي تيقي...انتي رايحه فين ياحبيبتي..."
امل:"بروح اكلم طلال لي خمس ساعات ونص ما سمعت صوته..."
دلال وهي تضحك:"انا الله يسلمك اخر مره سمعت صوت ابو الشباب البارح اول ما دخل رمى نفسه على السرير وعطانا ظهره وقالي تصبحين على خير...ما تتصورين اشكثر انا سعيده انه قال تصبحين على خير...العاده ينسى..."
امل وهي تتنهد:"الله يساعدك على حياتك ماادري اشلون عايشه...ياللا باي"

كانوا يناظرون امل ...وما تمر من جنب طاوله الا وتوقف تسلم وتسولف مع البنات...
بسمه:"مشاء الله عليها ما فيه احد الا وتعرفه هالامل...."
دلال:"ما عليك من امل...انتي شخبارك مع عمك ومرته..."
تنهدت بسمه:"ماشي الحال...عايشه معهم ولا كااني عايشه...خصوصا بعد ما سافرت سحر...معاملة عمي تحسنت شوي بمعنى قلت اهاناته ..يمكن لان جدة خالد وبدريه دايم يزوروني...ودايم يوصون مرة عمي انها تهتم فيني...و مثل ما تعرفين هي تحب تظهر بمظهرالعمه الحنونه....يعني تقدرين تقولين عايشه معهم ولا كاني عايشه...بس تدرين كذا اريح لي..."
دلال:"وخالد؟؟..."
تنهدت بسمه:"خالد خلاص انتهى من حياتي..."
دلال:"من قلبك هالكلام..."
تنهدت من اعما قها:"قلبي المجروح هو اللي يقول هالكلام...للاسف خالد تخلى عني في الوقت اللي كنت محتاجته...انا خلاص قررت اكرس حياتي لبنتي وبس..."
دلال:"شخبارها الحلوه؟؟..."
بسمه بصوت حالم:"بخير الحمد لله...اليوم تكمل شهر ونص...تصدقين اذا لخالد علي جميل فهو وجود بنتي في حياتي...ما تتصورين اشكثر احبها هالبنت...ملت علي حياتي...وبوجودها تناسيت احزاني ...والليالي اللي كنت اقضيها في دموع...صارت تمر علي وانا اتأملها وهي نايمه...واذا صحت سوالف للصبح..."
دلال بااستغراب:"سوالف!!..."
بسمه:"ايه انا اسولف لها وهي تضحك...طبعا ضحك على قد سنها...يعني ابتسامات...تصدقين لو احد يدخل علي وانا اسولف عليها يقول مهيب صاحيه ذي..الله يخليها لي لانها كل شي بحياتي...."
وسكتت لما شافت عبير ماره جنبها...وهي تكلم في الجوال وضحكتها الرنانه تملى المكان....
دلال:"الحمد لله والشكر...وش هالضحكه؟!!..."
بسمه:"فيك خير روحي اسأليها..."
قامت دلال من كرسيها وبتحدي:"تتحدين..."
مسكت بسمه يدها وجرتها حتى جلست على كرسيها:"لا واللي يرحم والديك...لا تفضحينا مع العالم...."
دلال وهي تعدل جلستها:"لا تتحدين مره ثانيه....ترى اسويها عادي..."
ومر الوقت بسرعه ما بين محاظرات وبين سوالفهم المرحه...واللي يحاولون من خلالها يطلعون بسمه من الحزن والكآبه اللي عايشه فيه...
وبعد ماانتهت محاظراتهم كانت بسمه وامل في السياره مع السواق
رايحين للبيت...
امل:"ترى امي تقول بتغدين عندنا ...وقبل ما تقولين عمي...ترها قايله لمرة عمك..."
بسمه:"ما عندي مانع ولو بكيفي ما رجعت بيتهم...."

ورجعت ناظرت مع الدريشه....كان الجو حار...والشوارع مزدحمه...بسبب طلعة الطلاب والموظفين من اعمالهم....تذكرت اخر مره رجعت من الجامعه كان خالد اللي يوصلها....تنهدت من اعماقها وهي تحس بألم في صدرها كل ما تذكرته... وتذكرت ايامها الحلوه معه...واللي ضاعت بسبب قسوته...
رجعت للواقع لما حست بيد امل على كتفها...واللي نزلت من السياره
امل:"ها...وصلنا...الظاهر عجبتك سيارتنا..."
بسمه وهي تنزل:"ايه مره...اقول ابوك فيه؟؟.."
امل وهي تتقدمها:"بدخل قبلك واشوف...."
ولما سارت مسافه :"ابوي مهوب فيه...بس بغيت ادخل قبلك حتى اشوف رهوفه قبلك..."
وركضت لداخل لما شافت بسمه تركض بااتجاهها...ودخلوا الصاله وهم يلهثون...وكانت صدمة بسمه قويه لما شافت خالد قاعد وبحظنه بنتها...رجعت ناظرت امل نظرات كلها لوم وعتب...
امل لما شافت نظراتها:"والله مادريت انه موجود...."
بدريه:"هلا وغلا باام رهف...حياك تفضلي"
استحت بسمه لما سمعت بدريه...المفروض تجاهل وجود خالد احتراما لبدريه واللي ما تخلت عنها وجما يلها مغرقتها...
جلست بسمه وهي لابسه عباتها في مكان بعيد عن خالد...
بسمه:"الله يحيك...بس تدرين تعبانه من الجامعه بااخذ رهف وبروح..."
قاطتها رهف لما دخلت عليهم وهي شايله صحن بيدها:"وين تروحين وانا اليوم مخصوص مسويه حلى ...ابشوف رايك..."
بسمه:"اكيد حلو مادام انتي مسوته...."
امل:"وش الطاري ان شاء الله...."
رهف:"اليوم سوينه في المدرسه و..."
قاطهتها امل:"وقلتي اجرب في فيران التجارب اللي في البيت..."
نا ظرتها رهف بنص عين:"يازينك ساكته...."

خذت بسمه الشوكه بطريقه آليه...وما كانت تحس بطعم حلاوه او سكر...لان كل شي ذاب واحساسها بالمراره غطى على كل احساس...كان وجود خالد نكئ جرح ظنت انه مع الايام التأم....
رهف "اشرايك؟؟..."
بسمه:"يجنن...."
رهف:"خذي الصحن كله..."
امل:"ها...انتي يالغبيه...اللحين وقت غدا...مهوب وقت حلى..."
بسمه:"ما عليك منها يارهف...وحتى نقهرها...حطي لي قطعه باخذها معاي وانا رايحه...."
رهف وهي متجهه لخالها:"اوكيه اتفقنا...(وهي تكلم خالها) اقول يالحبيب ياللي من دخلت بسمه وانت مارفعت عينك عنها وبس تراقب كل حركاتها..."
استحت بسمه من كلام رهف...كانت مستغربه من سكوت خالد ولانها تتحاشى تناظر جهته ماتدري ان نظراته مركزه عليها...
خالد:"خير اشعندك..."
رهف:"ذوق عمايل ايديه...وترى ما فيه الا الشوكه اللي اكلت منها بسمه ...عادي..."
خالد:"عادي بس اخاف اتسمم من حلاك..."
امل:"كل وانت مطمئن لاني بدق على الاسعاف اللحين..."
بسمه وهي تكلم بدريه:"انا استئذن بروح...."
بدريه:"تغدى وعقب روحي..."
بسمه وهي قايمه:"مره ثانيه..."
وقف خالد:"تغدي وانتي مرتاحه انا طالع..."
ما ردت عليه بسمه....بس شافته وهو مار من قدامها وقبل ما يوصل للباب سمعت صوته...
خالد:"بسمه...ممكن شوي اكلمك...."
وطلع قبل ما ينتظر ردها....
ناظرت حولها ...كانت بدريه بتدخل المطبخ...ورهف وامل ملتهين في بنتها...مشت وراه بتردد...
ولما وصلت كان معطيها ظهره....ولما حس بوجودها التفت عليها....
خالد:"شخبارك؟؟"
بسمه ببرود:"بخييير..."
خالد:"ليش ما تردين على تلفونك لما اتصل...."
بسمه:"احيانا اكون نايمه...واحيانا مااسمعه...واحيانا مالي خلقك..."
حاول خالد يكتم غيضه وحب يقهرها:"ترى مااتصل عشان سواد عيونك ...اتصل عشان اسأل عن بنتي..."
بسمه بسخريه:"فيك الخير ابو مثالي..."
تنهد خالد:"انتي ليش تحبين تنرفزيني..."
بسمه:"انت اللي ليش كل ماشفتني سمعتني كلام يسم البدن..."
خالد:"اففف ان فتحنا هالموضوع مانتهينا...المهم انا بسافر هالاسبوع جده..."
بسمه بسخريه:"بتوحشنا تصدق..."
خالد:"الشرهه مهيب عليك الشرهه علي انا اللي مسوي لك سالفه...عموما جهزي رهف باخذها معي..."
بسمه برعب:"وين تاخذها...خالد مو عشان تكرهني تحرمني من بنتي..."
خالد:" انتي ليش تقاطعين!!... اللحين من قال بيحرمك من بنتك!!...ها.."
بسمه:"انت..."
خالد:"قلت جهزيها ...باخذها عند امي وابوي وبرجعها اليوم.."
بسمه بااصرار:"لاء...واللي يبيها يزورها..."

ودخلت بسرعه حتى ما تسمع رده...تنهد لما اختفت عن عينه...كان يظهر قدامها عكس ما بداخله...شوقه لها نغص عليه حياته...اول مادرى من بدريه انها بتكون موجوده في بيتها ...ترك كل شي واتجه لبيتها...بعذر انه اشتاق لبنته....ما ينكر ان الصغيره وحشته بس هو متأكد ان سبب زيارته شي ثاني...

^^^
سمع الجرس وهو نايم ..ناظر الساعه كانت اربع العصر ونزل بسرعه بعد ماشاف ريم نايمه...وتفاجأ لما فتح الباب ولقى جدته لابسه عباتها وواقفه تنتظره يفتح...
فهد:"ياهلا ومرحبا باام عبد الرحمن...حاس انه مااحد بتجراء ويصحيني النوم الا انتي..."
ام عبد الرحمن:"رح البس وتعال..."
فهد:"على وين..."
ام عبد الرحمن:"اتصل في ولد عمك خله يجي...وبخليه يرجع مرته غصبا عليه...انا صبرت عسى يعقل بس الظاهر العقل بعيد عنك انت وياه..."
فهد:"انا وش دخلني...حتى لما تسبينه ما يهون عليك وتدخليني معه..."
ام عبد الرحمن:"بنطول واقفين عند بابك..."
فهد:"افااا....من شفتك نسيت كل شي..حتى اكرام الضيف...يامرحبا حياااك..."
حط فهد يده على كتفها وقرب من اذنها :"اشوفك اليوم زايد حلاك..."
بعد ما وصلوا الصاله جلست ام عبد الرحمن:"اقول اطلع بدل ملابسك ودق على خالد حتى اكلمه..."
فهد:"لا تغيرين الموضوع...انتي ليش محلوه اليوم..."
ام عبد الرحمن ببرود:"عيونك الحلوه بس دق على خالد..."
ظحك فهد:"ياربي مااقدر على الكلام الحلو..."
ام عبد الرحمن:"انت وبعدين معك..."
فهد:"خلاص اوكيه بدق على خالد...بس تراه اللحين في المطار...بيسافر جده..."
ام عبد الرحمن:"حسبي الله على ابليسه...ومتى بيوصل؟؟"
فهد:"يمكن بعد ثلاثه...."
ام عبد الرحمن:"ما يخالف خل يرد بالسلامه وانا اتفاهم معه...اقول فهد تعال اقرب..."
قام فهد بحماس وجلس جنب جدته:"سمي طال عمرك...ترى رقبتي سداده..."
هزت ام عبد الرحمن راسها:"الحمد لله والشكر...رقبتك سداده على وشو؟!!"
فهد:"على اللي بتطلبين...لا يغرك ترى وقت الجد اعجبك..."
ام عبد الرحمن بااسف"ما منك رجى وانا امك..المهم(بصوت هامس) اشلون خالد مع عبيروووه..."
فهد وهو يغمز لها:"تخافين ريم تطب علينا وتسمعك..."
طقته ام عبد الرحمن على كتفه:"انا مااخاف من احد الا اللي خلقني...بس ماابيها تسمع...المهم اشلونه معها..."
فهد:"يحبها يموت فيها..."
شهقت ام عبد الرحمن:"حسبي الله عليها ...حبتها القراده ان شاء الله..."
تلفت فهد حوله بطريقه مفتعله وبصوت هامس:"ترى فيه حرمه دلوني عليها...تسوي عمل ما مثله وش رايك نروح لها؟؟
ام عبد الرحمن:"وش عمله؟؟"
فهد:"سحر..."
ام عبد الرحمن بااستنكار:"..انا عقب هالعمر كله ...تبيني اروح لساحره...صدق انك ما..."
قاطعها فهد وهو يضحك:"ترى والله امزح معك...بليييز لا تشوهين سمعتي عند الوالد خلقه سمعتي عنده في الحضيض..."
"اشوف بينكم اسرار؟؟"
كانت ريم واقفه عند الباب وحاطه يدها على خصرها...
ام عبد الرحمن:"رجلك مهوب وجه اسرار وانا امك..."
ريم وهي متجهه لجدتها:"ياربي انا اقول بيتنا اليوم منور..."
فهد:"بتقول لك عيونك المنوره..."
ريم وهي تسلم على جدتها:"وش فيك لابسه عباتك..."
ام عبد الرحمن:"كنت ابي اروج مشوار وهونت...اقول شخبار بسمه...تقول لي بدريه راحت الجامعه اليوم..."
ريم:"ما عليها بخييير وتسلم عليك..."
ناظر فهد ساعته وطلع غرفته من غير ما يحسون من كثر ما هم منسجمات في السوالف...وبعد ما بدل ملابسه...نزل...
كانت جدته وريم في سوالفهم...
ريم لما شافته:"بتطلع؟؟"
فهد:"ايه وراي مشوار لازم اقضيه..."
ام عبد الرحمن:"الله يحفظك..."

وبعد ماطلع ركب سيارته وهو يفكر في المشوار اللي بيروح له...كان يتمنى يكون ظنه في محله...
تذكر الحوار اللي دار بينه وبين خالد ...وشكوكه في صدق عم بسمه...واقناعه خالد بصعوبه انه يخلي عليه عم بسمه وبيعرف بطرقه الخاصه منه الحقيقه...
وبدون صعوبه عرف مكتب ابو عبد العزيز...انبسط لما شافه لوحده...نزل من سيارته ...قام ابو عبد العزيز من ورى المكتب وهو مبتسم...
ابو عبد العزيز:"هلا والله ومرحبا..."
فهد:"هلا فيك...اشلونك يابو عبد العزيز"
ابو عبد العزيز:"بخير الله يسلمك.....تفضل استريح..."
قعد فهد على الكرسي وهو يناظر المكتب بنظرات متفحصه...كان المكتب متواضع جدا...
انتبه على ابو عبد العزيز وهو يجلس وكانه قراء افكاره:"لا يغرك المكتب...واثاثه اللي على قد الحال...ترى عندي قطع اراضي يحبها قلبك في الحي اللي تبي..."
فهد:"مشكوور ما تقصر...بس انا جاي في موضوع ثاني..."
ابو عبد العزيز بااهتمام:"آمر اقدر اخدمك بشي..."
طلع فهد شيك كان مجهزه وحطه قدامه...رفع ابو عبد العزيز الشيك وانصدم لما شاف المبلغ المكتوب...
فهد:"من عطاك الملف؟؟"
رجع ابو عبد العزيز الشيك على المكتب:"انا قلت لخالد كل اللي صار"
فهد:"ما عليك من اللي قلت لخالد...انا ابي نتكلم في الموضوع بكل صراحه..."
ابو عبد العزيز:"اسف ما عندي أقوله اكثر من اللي قلت..."
فهد:"شف خلنا نتكلم بصراحه...ترى اللي عطاك الملف كان يدور مصلحته...دور انت بعد مصلحتك وخذ هالمبلغ البسيط وقول لي الحقيقه وانا اوعدك مااحد يعرف بالموضوع غير خالد..."
ابو عبد العزيز بااندفاع:"خالد هو الوحيد اللي ماابيه يعرف..."
وسكت لما حس انه اندفع بالكلام...
فهد:"يعني شكي بمحله..."
ابو عبد العزيز:"لاء...."
فهد:"انت قول الحقيقه وانا اضمن لك ان خالد ...يااخي فكر بعقل .. الحقيقه بك او بغيرك...."
ابو عبد العزيز:"انت ليش تبي تورطني في شي ما صار..."
وقف فهد:"انت حر....بس بعدين بتندم على ان الحقيقه ما جات منك..."
وطلع حتى ماانتظر رده...وقبل ما يوصل للباب ومثل ما توقع...سمع ابو عبد العزيز يناديه....
اضافة رد مع اقتباس
  #36  
قديم 07/11/2004, 11:25 PM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 27/11/2003
المكان: KSA
مشاركات: 2,477
الجزء الثاني والثلاثون...




دخل البيت بعد المغرب...وارتاح لما ما سمع صوت دليل انه جدته
مهي موجوده...جلس على الكنبه وهو حاس براحه...ورجع يكمل محاولاته في الاتصال على خالد...
والتفت لما سمع صوت ريم بااستغراب:"فهد!! متى وصلت؟؟"
فهد:"قبل شوي..."
جلست ريم جنبه وهو مشغول بتلفونه...
ريم:"على من تتصل؟؟"
فهد:"على خالد ..."
ريم:"مايرد عليك؟؟"
فهد:"مسكر جواله....الظاهر نسى يفتح من نزل من الطياره..."
ريم:"هو غريبه سافر؟؟...شغل؟"
فهد وهو سرحان:"ايه شغل..."
ريم:"اففف...فهد اشفيك تحكي بالقطاره ...شكلك كذا وراك شي..."
عدل فهد جلسته:"ريم ودي اسألك سؤال..."
ريم:"اسأل اللي تبي..."
فهد:"وشرايك في خالتك؟..."
ريم بااستغراب:"وش هالسؤال؟؟"
فهد:"انتي جوابي وعقب اقول لك..."
ريم:"طيب....شف خالتي الانسانه اللي حبها مثل حبي لامي...من يوم كنا اطفال وهي معنا وتعاملنا مثل معاملة امي واكثر...وما تفرق بينا وبين محمد وعبير...صدق صدق اموووت فيها..."
فهد:"وخالد يحبها مثلك..."
ريم:"واكثر...كانت امي من زود حرصها ترفض يرووح رحلات
للبر وهو يكلم خالتي تقنعها....يعني تقدر تقول كانت احسن واسطه لخالد...وهالشي اكيد حبب خالد فيها...وغير كذا تراها خالتنا لازم نحبها...بس من جد فهد سؤالك غريب..."
فهد:"لما تعرفين اللي اعرفه ما رح تستغربين..."
ريم بضيق:"فهد...ترى صاير كلامك كله الغاز..."
فهد:"طيب بدخل في الموضوععلى طول...تدرين ان خالتك اللي في مقام امك...هي سبب خلاف خالد مع مرته.."
ريم بحيره:"وش دخل خالتي في الموضوع؟؟"
فهد:"هذا الله يسلمك...خالتك اتفقت مع ام سعيد اللي رجلها يشتغل في الشركه وقدرت تصور ملف المشروع اللي يشتغل عليه خالد....وووصلته هي وخالتك لمرة ابو عبد العزيز اللي عطته زوجهاعلى انه يقول لخالد ان بنت اخوه هي اللي عطته وتعرفين انتي الباقي..."
وقفت ريم وهي مصدومه:"مستحيل هالكلام اللي تقول...واللي قالك كذاااب..."
فهد:"مهو بكذاب....انا اللي مجنني من وين جت لهم هالفكره...اللي تدل على خبثهم بصراحه..."
ريم:"من وصلك هالكلام..؟؟."
فهد :"ابو عبد العزيز...طبعا بعد مااغريته بمبلغ محترم...ولانه جشع وطماع باع خالتك وفضح سرها مثل ما باع بنت اخوه من قبل..."
جلست ريم جنبه:"فهد...والله يكذب مستحيل خالتي تسوي كذا...وش مصلحتها...."
فهد:"مصلحتها انه خالد يرجع لبنتها وهالشي هو اللي صار..."
كانت منصدمه من كلام فهد...ومهي مصدقه ان كل هالشر في خالتها...عارفه انه خالتها قويه وما يضيع لها حق بس ما توقعت ان هالظلم والشر موجود فيها...انتبهت على فهد وهو يرجع يتصل على خالد...
ريم:"رد عليك؟؟"
فهد:"مسكر جواله هو ووجه..كنت ابي منه البشاره..."
ريم بحزن:"تتوقع انه لو سمع الي سمعته بيفرح..."
فهد:"ايه بيفرح...انتي ما تندرين اشكثر اثر عليه هالموضوع ..."
اللحين لما يعرف برآة حرمته بيرجع خالد الاولي..."
ريم:"وعبير؟؟"
فهد بتلقائيه:"هو حر يتركها على ذمته...يطلقها....اصلا مهو مرتاح من ملك عليها...وحاس انه ظلمها لما طاع امك...عاد اللحين لما يعرف مؤامرتها هي وامها بيطلقها وهو مرتاح..."
ريم:"طيب على فرض صدق كلام ابو عبد العزيز...ما فكرت انه ممكن عبير ما يكون لها ذنب..."
فهد:"ما فكرت صراحه..."
ريم:"لاء فكر يافهد...وش الفرق بينا وبين عم بسمه اذا وصلنا له هالخبر من غير ما نتأكد من دور عبير...اكيد خالد بيفقد اعصابه وبيطلقها وممكن هي مالها ذنب..."
فهد ببرود:"ياشيخه خالتك مهي مسويه شي الا بشور بنتها..."
ريم بضيق:"ليش تحكم من غير ما تعرف...تكفى يافهد لا تقول لخالد الا اذا تأكدت بنفسي..."
فهد:"تبيني اخبي عن خالد خبر انا عارف انه بيسعده..."
ريم:"لا تخبي...بس اجله شوي...حتى اروح لخالتي وواجهها هي وعبير...واعرف كل شي...واوعدك ان شكيت ولو شك بسيط انه عبير لها يد في الموضوع انه انا اللي اقول لخالد كل شي...."
فهد بعد تفكيروكثر زن ريم:"اوكيه اتفقنا...قومي بدلي حتى اوصلك لخالتك..."
قامت ريم بسرعه حتى ما يغير رايه...كانت تتمنى انها تظهر لفهد كذب ابو عبد العزيز...لانها مستحيل تصدق انه خالتها او عبير لهم يد في هالموضوع...ولازم تثبت لفهد كذب ابو عبد العزيز...

^^^
وصل خالد لجده وحس بملل من القعده في الفندق...وطلع الكرنيش
على انه الجو رطوبه وحر...وقف السياره...ونزل يمشي....كان الجو خانق بس كان اهون عليه من قعدت الفندق الملله...كان المكان زحمه...وازعاج...جلس على كرسي ...وهو يناظر الناس اللي حوله...
والكل مبسوط وسعيد...
شد نظره اسره قريبه منه...اب وام وطفلين...واضح السعاده عليهم..
الاب يسولف مع الام واذا جت البنت تشكي من اخوها اللي طقها وشافته ما عبرها...تلف راسه بيدها حتى تثير اهتمامه...
وبسرعه يقوم معها حتى يحل الاشكال اللي بينها وبين اخوها...ويرجع جنب زوجته ...
تنهد من اعماقه...كان مفتقد هالسعاده اللي يشوفها تطل من عيون هالرجال....لو ما صار اللي صار كان هو اللحين مع زوجته وبنته اللي ما تهنى حتى بشوفتها...
انتبه على رنه الجوال...لما شاف الرقم تردد في الرد ...لكن لانه يعرف انها مارح تفقد الامل وبتواصل اتصالها رد عليها...
خالد:"هلا عبير..."
عبير بلهفه:"اشفيك مسكر جوالك؟؟ من متى اتصل عليك..."
خالد:"نسيته من عقب ما نزلت من الطياره...المهم شخبارك.."
عبير:"بخير..اشلونك انت حبيبي؟؟"
خالد:"تمااام...اشلون خالتي واشلون..؟؟"
عبيرمقاطعه :"افففف خالد اشفيها مكالماتنا كلها اشلون؟؟... واشخبار؟؟"
خالد بمرح مصطنع:"خلاص المكالمه الجايه ما بيكون فيها لا اشلون ولا اشخبار.."
عبير بضيق:"أي مكالمه جايه!! ...خالد انت حتى الاتصال ما تتصل علي..."
خالد:"مشغول ياعبير ...واحيانا اخاف ازعجك..."
عبير:"كل الناس يزعجوني الا انت...بس الظاهر قلبك مع غيري..."
تنهد خالد:"عبير...احنا اتفقنا ما تجبين طاري بسمه لا بالخير ولا بالشر..خليها في حالها..."
عبير بقهر:"ترى ذبحتوني.... خليها في حالها.... خليها في حالها...
اشلون اخليها وانت مهملنا ولا معبرني...احلف انك ما تتصل عليها..."
خالد:"الظاهر هي زوجتي وما فيها شي اذا اتصلت عليها...ولا انا غلطان؟!!"
عبير بصوت باكي:"وليش تزوجتني ما دامك تحبها؟؟ "
وسكرت قبل ما تسمع رده...حس بتأنيب الضمير...واحساسه انه ظلم عبير يزيد يوم عن يوم...رجع اتصل عليها بس لقى جوالها مسكر...
حط جواله في جيبه وقام لما حس الجو لا يطاق بعد اتصالها والحر والرطوبه زادت......وقرر يتصل عليها لما يوصل الفندق...

^^^
بعد العشاء في بيت خالتها...وما كانت تدري من وين تبدى...وخالتها وعبير يناظرونها بتساؤل...
بسبب اتصالها وجيتها المفاجأه...قطعت ام محمد الصمت...
ام محمد:"ريم...احس في عيونك كلام؟؟"
تنهدت ريم:"دايم عيوني تفضحني في وجودك...ايه ياخالتي انا جايه اسألك سؤال...اتمنى تكونين صريحه معي في جوابه..."
عدلت عبير جلستها:"اففف شكل فيها اسرار من وراي..."
تنهدت ريم لما تذكرت حوارها مع فهد...وكلمته لها لما قالها انسى مشاعر الحب اللي تحسينها تجاه خالتك وبنتها ...وخليك مع الحق...
قاومت ضعفها وتشجعت وطرحت السؤال اللي تتمنى اجابته تريحها...
ريم:"ليش ياخاله تظلمين بسمه وتورطينها مع خالد؟؟"
حاولت ام محمد تخفي ملامح الصدمه اللي ارتسمت على وجهها:"وش ورطتها وظلمها؟؟ماني فاهمه وش تقولين؟!!
ريم:"لاء ياخاله انتي فاهمه..."
عبير:"ها...لحظه...احس فيه شي صاير من وراي؟؟"
ريم وهي حاطه عيونها بعيون عبير:"يعني تبغين تقولين لي انك ما تعرفين وش سوت خالتي حتى تبعد بسمه عن خالد؟!!..."
التفتت عبير على امها:"يمه وش صار؟؟"
ام محمد:"ريم ...من قالك هالحكي؟؟"
ريم:"ام عبد العزيز....وكل شي بالتفصيل؟؟"
سكتت ام محمد..وحست انه الانكار ما منه فايده...وحمدت ربها ان مواجهه ريم مهي بدريه..وانتبهت على صوت ريم وهي تكلم عبير...
"ليش ياعبير؟؟"
عبير وهي مصدومه:"ريييييييم...انا ماادري وش السالفه...واذا فهمت اقولك ليش..."
ام محمد بصوت هادي:"خالد درى عن الموضوع..."
ريم:"لاء..."
تنهدت ام محمد :"عبير ما تدري عن شي ياريم..."
ريم:"طيب ليش ياخاله....عمري ما تصورتك تسوين هالشي؟؟....حرام تظلمون بسمه من غير ذنب...الا انها دخلت حياة خالد..."
ام محمد ناظرت عبير:"عبير...خليني شوي مع ريم...."
عبير:"مستحيل اقوم حتى افهم وش صار؟؟"
ام محمد بضيق:"بعدين افهمك...بس اللحين خليني مع ريم ...لو سمحتي..."
قامت عبير وهي معصبه...عارفه امها مارح تتكلم وهي موجوده ...وما حبت تعاندها...
لانها اكيد بتعرف كل شي منها بعد ما تطلع ريم....
مر الوقت بسرعه وريم تسمع لخالتها بكل انصات... وكانت تسمع مبرراتها المقنعه.. وغصب تعاطفت معها..
وقامت لما سمعت جوالها يرن.... كان المتصل فهد... ...
ريم:"اوكيه ياخاله...هذا فهد اتصل..."
مسكت ام محمد يدها بحنان:"ريم...انتي اللحين فهمتي كل شي....انا كنت مثل الغريق وماادري وش اسوي...وطعت ام سعيد غصب وترى بسمه كاسره خاطري...بس ما بيدي شي..."
ريم:"حتى انا ياخاله ما بيدي شي...بكون صريحه مع فهد...وان شاء الله يطيعني..."
.
...
.
وطلعت من بيت خالتها ...وهي حاسه بصعوبة مهمتها مع فهد....
وبعد ماركبت السياره...سلمت...
فهد:"وعليكم السلااام....ها...هاتي الاخبار..."
ريم وهي تتنهد:"اذا وصلنا البيت...."
فهد:"طيب لقيتي احد عند خالتك..."
ريم :"فهد...اذا وصلنا الله يخليك بقولك كل شي..."
فهد:"اف شكلي صاير ممل...طيب ياخبر اللحين بفلوس بعد ربع ساعه بلاش..."
كانت ريم في دوامه و تفكر في خالتها...هي متعاطفه معها بس لما تتذكر انها داست على انسانه في سبيل سعادة بنتها ما تلاقي لها عذر...
حست بيد فهد على كتفها:"وصلنا...يالا نزلنا ...اخاف تشوفنا جدتي ...وتطب علينا..."
ضحكت ريم رغم اللي داخلها:"فهد حرام عليك...تراك تعصبها ساعات..."
فهد وهو نازل من السياره:"شوفي مااحد فاهم جدتي غيري....انا وفيصل اخوي تقريبا ساكنين في نفس البيت...بس مااشوفها تروح له بكثره...على انه بس طايح تحبحب في راسها...ويكلمها بكل احترام وتقدير..."
فهد:"ايه مشاء الله عليك محبوووب انت..."
ناظرها فهد بطرف عينه:"عندك شك في هالشي؟!!..."
جلست ريم على الكنبه اول ما دخلت البيت:"لاء طبعا...الا هالشي مااشك فيه..."
جلس فهد جنبها:"ياللا عطينا الاخبار..."
تنهدت ريم:"ماادري من وين ابدا بس اتمنى يافهد تعذرني لما اكون متعاطفه مع خالتي وعبير...ما تعرف اشكثر ا.."
قاطعها فهد:"يعني مثل ما توقعت كلام ابو عبد العزيز صحيح...
ريم:"بس الاهم عبير مالها يد في هالموضوع وهذا هو اللي يهمنا..."
فهد بااستغراب:"مشاء الله وعلى طول صدقتي..."
ريم :"فهد الله يخليك اسمعني للاخر ولا تقاطعني...وحط نفسك مكاني ...يمكن مكانة عبير عندي مثل مكانة خالد عندك...واعرف اذا كانت صادقه او كذابه من نظرات عيونها...والشي اللي متأكده منه انه عبير ماكانت تدري عن تخطيطات خالتي..."
فهد بااستغراب:"الظاهر متعاطفه حتى مع خالتك بعد..."
ريم:"غصب عني تعاطفت معها...وهي تحكي عن عبير ودموعها مغرقه عيونها تصدق لما انفسخت خطبتها من خالد ومن عبد الاله جاها انهيار عصبي...حتى تقول خالتي انه ما صارت تنام الا بحبوب منومه...وما حسيت بمرضها لاني انشغلت مع الزواج ...وابتعدت عنها...وخالتي لما شافت بنتها ممكن تضيع من بنتها عرضت على خالد عن طريق امي انه يتزوجها بس هو رفض...وجت ام الشر ام سعيد وشارت عليها بهالشور..."
فهد بذهول:"بصراحه منطق عجيب...اللحين خالتك مالها ذنب...والذنب ذنب ام سعيد..."
عبير:"انا ماقلت كذا...بس هي ام وشافت بنتها بتضيع من يدها....فهد والله قطعت قلبي وانا اشوفها تصيح..."
فهد:"ومرة خالد ما قطعت قلبك...وانت عارفه انها مظلومه..."
تنهدت ريم"بالعكس...انا بسمه بالمره تعاطفت معها...بس يافهد...اذا عبير مالها يد في كل اللي صار...ليش ندمر حياتها مثل ما عم بسمه حاول يدمر حياة بنت اخوه..."
فهد:"عم بسمه دمر حياتها وهو ظالم لكن احنا بنقول لخالد الحقيقه وما بنفتري على احد..."
ريم بتردد:"خلاص بس نقوله نص الحقيقه..."
فهد بعصبيه:"ريم وش تقصدين..."
ريم:"طيب لا تعصب واسمعني للاخر وفكر في كلامي وبتلاقي معي حق...قل لخالد عن مؤامرة ابو عبد العزيز...بس لا تذكر خالتي..."
قام فهد:"تدرين ما عندك سالفه...."
مسكت ريم يده وبصوت كله رجا:"فهد الله يخليك اسمعني..."
جلس فهد بضيق:"اسمع...."
ريم:"انت احسبها بعقلك...اذا عبير مالها يد في الموضوع وهذا هو المهم...ليش ندمر حياتها مع خالد ونعاقبها على غلطة امها....فهد ...عبير ماله ذنب ...وانا متأكده من هالشي...وخالد انت ادري اشكثر هو عصبي ولو درى عن خالتي والله ليطلق عبير
وذنبها برقبتي انا وياك...خل نستر على خالتي عشان ما نضيع عبير...خصوصا بعد ما عرفنا انها حالتها النفسيه..."

مارد عليها فهد وراح يفكر في حال عبير...اخر مره زار اخته العنود...قابلها وهي طالعه من بيت اخته...واستغرب اشكثر تغيرت هيئتها من بعد ارتباطها بخالد...وش بيكون حالها لو خالد تركها...اكيد مع الحريه اللي موفرينها اهلها لها ممكن تضيع...
وانتبه على صوت ريم وهي تسأله:"ها...وش رايك؟؟"
هز راسه بحيره:"ماادري..."
ريم:"انا اقول مثل ماابو عبد العزيز قالك كل الحقيقه...اتصل عليه وقوله لا يذكر خالتي...وابو سعيد اعرف بطريقتك اذا مرته استغفلته او له يد في الموضوع...تكفى يافهد ...اصلا خالد اكثر شي يهمه ان بسمه مظلومه.."
مارد عليها فهد وهو مستغرق في تفكيره...وما يدري يطيعها ولا يكون صريح مع خالد
ويترك له حرية التصرف...

^^^
الساعه ثنتين الفجر...صحت من نومها وهي حاسه بعطش...ناظرت بنتها اللي كانت نايمه...تسحبت من جنبها حتى ما تحس بحركتها وتصحى...وولما فتحت الباب رجعت ناظرتها على النور الخافت ... وابتسمت لما تأكدت انها نايمه...وصلت المطبخ واخذت كاس المويه وطلعت الحوش...وجلست على درج المدخل...
كانت الحي يعمه الهدوء...والسماء صافيه والنجوم تتلألأ في وسطها...
وسرحت في الشجره الضخمه اللي تتوسط بيت عمها...كانت اغصانها تتمايل وتنثر اوراقها النديه على الارض ...تشوف في هالشجره...اشد انواع الصبر وقوة تحمل جباره...على رغم اهمال اهل البيت الشديد لها...وقسوة الصيف ومرارة الشتاء....الا انها قدرت تمد جدورها في اعماق الارض حتى تستطيع البقاء...تحس بتفاؤل لما تشوفها وانه مافي شي يستحق الحزن...
حست برجفه لما تهيأ لها انه في صوت حولها...وقامت بسرعه لداخل...
وقبل ما توصل لغرفتها كانت ماره من جنب غرفة عمها ومرته...واستغربت لما سمعت صوت نقاش حاد ...دليل انهم للحين صاحين...
وسمعت مرة عمها وهي تقول"حسبي الله عليك...وش بيفكني منها اللحين؟؟"
ورد عليها عمها بصوت لا مبالي:"ما عليك منها...لا تردين على تلفوناتها...وبعدين لا تنسين هي خالته ...وبينسى لها زلتها...اهم شي حصلت مبلغ محترم...بطلع الخرج وبشتري مزرعه و..."
مشت بسمه بسرعه لما خافت انه احد يفتح الباب فجأه ...ما تدري ليش حست انها طرف في حوارهم اللي صار...
وصلت لغرفتها كانت رهف نايمه...قربت منها ولما باستها صدمت لما حست بحرارتها...قامت بسرعه وفتحت النور...كان وجهها شديد الاحمرار وعيونها ذابله ...كانت في شبه غيبوبه مهيب نايمه ولا صاحيه...حست بفزع لما شافت انه بنتها ممكن تصاب بتشنج من شدة الحراره...اخذت جوالها بيد مرتجه...اول من خطر ببالها خالد ....بس تذكرت انه مسافر...
كانت مثل المجنونه ما تدري وش تسوي...دقت على بدريه ....ما ردت لا على جوالها ولا على تلفون البيت...
طلعت من غرفتها وهي تركض...ما لها الا عمها ومرته...طقت باب الغرفه وهي تصيح..
فتحت عمها الباب:"خير ...وش فيك؟؟"
بسمه برعب:"عمي...بنتي مريضه وماادري وش اسوي..."
ابو عبد العزيز بلامباله:"تصحيني من النوم عشان بنتك مريضه؟!"
بسمه:"مادقيت الباب الا لما سمعت صوتكم قبل شوي و.."
وقبل ما تكمل كلامها حست بيد عمها وهي تجرها من شعرها:"قاعده تتجسسين علينا"
بسمه:"آي...كنت ماره ولا ما تجسست...عمي حرام عليك ...بنتي بتموت.."
فكها ورماها على الجدار وبصوت كله قسوه:"بنتك تنتظر لصبح..."
ومن وراه جا صوت ام عبد العزيز:"رح ودها المستشفى لايصير في لبنت شي ...وانت عارف وش بيصير لك..."
ابو عبد العزيز بعد تفكير:"حسبي الله عليك...انا ناقص بنتك بعد..."
ودخل داخل وشافته بسمه وهو يفتح دولاب ملابسه:"انا نازل والله لو تتأخرين ثانيه وحده ما تلومين الا نفسك.."
راحت تركض غرفتها ولمست بنتها....وحرارتها مثل ما هي ...لبست عباتها وشالت بنتها بسرعه...ولما نزلت تحت...كان عمها توه نازل مع الدرج...بعد ما ركبوا السياره ...كانت دموعها مغرقه غطاتها...وهي تحس ببنتها مثل الميته في يدها....وما كانت تسمع صوت عمها الا كله سب وشتايم لها...وقف قدام المستشفى...ونزلت بسمه بسرعه ووقفت تنتظر ينزل معها....
ابو عبد العزيز وهو يأشر على مدخل المستشفى:"شوفي الطوارئ قدامك...وش منتظره؟؟"
بسمه بتردد وبصوت باكي:"عمي مااعرف شي...انزل معي الله يخليك..."
ابو عبد العزيز:"وليش انزل.....الظاهر انك كبر جدتي...واذا خلصتي دقي على البيت..."
ومشى قبل ما ينتظر ردها....تركها وحيده في الشارع...ومشت وهي تجر رجلينها...بااتجاه المستشفى وهي تحس الدنيا حولها مثل الضباب من كثر الدموع....وشهقت لماوقفت سيارة الاسعاف وهي تحمل رجل مصاب في حادث والدم مغرقه....وتراجعت بسرعه...عمرها ماانحطت في مثل هالموقف ...وما تدري وين تروح في المستشفى...
ومثل أي مستشفى حكومي...كان مزدحم مثل هالوقت من الليل بالمرضى...وتتفاوت امراضهم ...وجلست في استراحة النسا بعد مااخذت رقم لبنتها حتى تدخل للدكتور...
ومر الوقت ببطئ شديد...واخير سمعت الممرضه تنادي اسم بنتها...
وراحت وراها ودخلت غرفة الدكتور...اللي باين عليه اثار التعب من زحمة المرضى...واشر لها تحط بنتها على سرير الكشف...
كانت تحاول تقرا ملامح وجهه...وهو يكشف على بنتها...
ولما شافت انه مهو معبرها وحتى ما سألها أي سؤال...
سألته بلهفه:"اشلونها يادكتور؟..."
ناظرها بالامباله:"دنا لاسة دي الؤتي لسه كاشف عليها...اصبري شويه..."
سكتت بسمه وهي تناظرهم ...وبنتها بين يده هو والممرضه وما تسمع الا انات خفيفه...وانتبهت على صوت الدكتور
"من امتى حرارتها مرتفعه؟؟"
بسمه:"ماادري ..لما نامت ما فيها شي...بس صحيت قبل نص ساعه وحست بحرارتها"
الدكتور وهو يحط السماعات:"دي حرارتها مرتفعه جدا....وتنفسها بطئ..."
وراح يملي على الممرضه الجرعه اللي لازم تعطيها حتى تساعد في نزول الحراره...
ورجع جلس وراى المكتب وقاعد يكتب في اوراق قدامه... وبسمه نظرها يتنقل بين الدكتور وبين بنتها اللي مع الممرضه...
وانتبهت على صوت الدكتور:"لازم ننومها...حتى تنزل حرارتها..."
جلست بسمه على الكرسي وهي شبه منهاره...حست انها ممكن تفقد بنتها في لحظه...واحساسها بانها وحيده ومااحد يوقف جنبها يسيطر عليها...
وبسرعه نقلوها قسم التنويم...وبسمه معهم وما فارقتهم دقيقه...وكانت تحس بالالم في صدرها وهي تشوف بنتها تتألم لما حطوا المغذيه...وهم يسحبون عينات دم للفحص...تسمع صراخها و ما في يدها شي...
واخيرا خلصوا وتركوها في سريرها ....وهدت بعد ما شافت الغرفه ما فيها احد غير امها...واخيرا نامت...
جلست بسمه على الكنبه اللي في الغرفه...وهي تناظر بنتها ...ودموعها مغرقه وجهها...واحساسها انها ممكن تفقدها...مثل ما فقدت اهلها من قبل يقتلها...غطت وجهها بيده...وراحت في نوبة بكاء مريره...ليش كل اللي احبهم يموتون؟؟...ليش انا شؤم على كل من حبيت؟؟...امي وابوي واخوي ماتوا وتركوني...خالد وتخلى عني...
بنتي اشوفها تتعذب قدامي وما بيدي شي...
كل هالافكار كانت تدور في داخلها...في هاللحظه كانت في اشد حالات اليأس تمنت الموت...تمنت تغمض عينها ولا تفتحها...حتى ترتاح من هالعذاب والالم اللي ماله نهايه...
ورفعت راسها ...وقفت دموعها...لما سمعت صوت مس اوتار قلبها...وتغلغل في حنايا روحها...
كان صوت الاذان معلنا الله اكبر...
سمعت الاذان بكل خشوع...وسقطت دمعه حاره بعد انتهائه...
وفكرت في حالها...
متى اخر مره رفعت يدها ودعت ربها؟؟ متى اخر مره لجأت له؟؟
متى اخر مره شكت له همها؟؟
رغم كل اللي صابها...ذلت نفسها للناس ونست رب الناس...شكت لهم
همها ونست مفرج الهموم...
نست او تناست بسبب انغماسها في هالدنيا ربها...وابتعدت عنه...
قامت ودخلت الحمام...وبعد ما توضأت طلعت ...واستقبلت القبله...وصلت صلاتها بكل خشوع...وقبل ما تسلم رفعت يدها وبصوت باكي "يالله...يامن قلت ادعوني استجب لكم...يامؤنسي في وحدتي...ياكاشف كربتي...الهي مالي رب سواك فادعوه...وغلقت الابواب في وجهي وما يبقى لي غير بابك...اشكو اليك ضعفي ...وقلة حيلتي...وهواني على الناس...يامن امرك بين الكاف والنون...اشف بنتي...وعافها ...وابدل مرضها صحه...برحمتك ياارحم الراحمين...اللهم رحمتك ارجو...فلا تكلني لنفسي طرفة عين...واصلح لي شأني كله ..لا اله الا انت"
كانت تدعي وهي تبكي..ولما سلمت حست براحه وطمأنينه افتقدتها من زمان...
وتسندت على الجدار وهي جالسه وغمضت عيونها وقلبها لازال يدعو لبنتها...

^^^

في اليوم الثاني كانت الساعه ست ونص الصبح...وابو عبد العزيز ومرته يفطرون...وينتظر بناته ينزلون حتى يوصلهم....وعبد العزيز جنب متسند على امه وهو شبه نايم...
وهي نحاول تقنعه بفطر...وانتبهوا على رنة التلفون...
ولانه قريب من ام عبد العزيز هي اللي رد..
وسمعت صوت بدريه:"صباح الخير..."
ام عبد العزيز:"هلا والله صبااح النور..."
بدريه:"اشلونك واشلون العيال؟"
ام عبد العزيز:"بخير الله يسلمك...اشلونكم ؟؟"
بدريه:"الحمد لله بخير...اقول ياام عبد العزيز امل تدق على بسمه حتى تروح معها وما ترد...قولي لها تطلع..."
ام عبد العزيز:"ماادري عنها...شكلها نايمه البارح..."
وقطعت كلامها لما شافت ابو عبد العزيز يأشر لها...
ام عبد العزيز:"اقول يابدريه...بتصل فيك بعد شوي...ابو عبد العزيز
ينادي..."
وبعد ما سكرت من بدريه...ناظرت ابو عبد العزيز...
كان حاط يده على راسه:"تصدقين نسيتها في المستشفى..."
ام عبد العزيز:"اشلون نسيتها؟!!
ابو عبد العزيز:"نزلتها في المستشفى....وقلت لها تتصل...وانا لما مااتصلت نسيت اني موصلها للمستشفى..."
ام عبد العزيز بغيض:"منت بصاحي...اصلا اشلون تتركها بالحالها في المستشفى؟؟كنت اظن انها معك لما وصلت..."
ابو عبد العزيز وهو قايم :"اوووه فكينا من محاظراتك اللحين...قلت لك نسيت... وصلت وانا تعبان وما تذكرتها....اصلا من كثر مااشوفها حتى افقدها...مهي دايم حابسه عمرها هي وبنتها في غرفتها...وبعدين اللي يسمعك يقول كلش منقطع قلبها عليه....انتي اصلا ما همك من الموضوع الا وش تقولين لبدريه...ما دام مااتصلت اكيد كتبوا لبنتها تنويم...عموما انا طالع بوصل العيال وبروح عقب للخرج...ويمكن اجلس هناك اسبوع...اذا احد يسأل عني خصوصا خالد....قولي له ماادري...."
ومشى الى الدرج وبصوت عالي نادى بناته اللي نازلات مع الدرج...وانتبه انه عبد العزيز نايم...قرب منه وشاله :"ياللا يابطل...مشينا للمدرسه...هند هاتي شنطة اخوك ..."
راحت هند تاخذ شنظة عبد العزيز:"افففف ...كل يوم يروح المدرسه
لازم اوصل له شنطته للسياره سمو الامير..."
ابو عبد العزيز من غير ما يلتفت عليها:"امير غصبا عليك...."
ولحقتهم هدى وهي تركض...وبعد ما خلي البيت على ام عبد العزيز...
كان لازم تتصل على بدريه...دقت رقمها وهي تفكر اشلون تقولها ان بسمه في المستشفى...
بدريه:"الووو..."
ام عبد العزيز:"هلا بدريه....عاد انا ما تكلمت تو عشان عبد العزيز موجود وما ودي اقول قدامه...."
بدريه:"ترى انتي اللحين خوفتيني...وش صار؟؟"
ام عبد العزيز:"تعبت البارح بنيتها...ورقدوها..."
بدريه:"بسم الله عليها وش جاها؟؟"
ام عبد العزيز:"ارتفعت حرارتها...وتعرفين المستشفيات..."
بدريه:"بأي مستشفى...بروح لها اللحين...."
ام عبد العزيز:"اخاف ما يدخلونك...."
بدريه:"عبد الله موجود...وهو اللي بيوصلني...وبيعرف يتفاهم معهم..."
ام عبد العزيز:"خلاص اجل بروح معك...."
بدريبه:"خلاص ربع ساعه وبدق عليك تطلعين..."
وتنهدت بعد ما سكرت من ام عبدالعزيز...وتذكرت ان خالد مسافر...وحست انه من حقه يعرف ان بنته مريضه....
دقت رقمه...وجاها صوته وهو نايم....
خالد:"الوو..."
خالد:"اهلين بدريه...وش هالاتصال الغريب..."
بدريه:"شكلي ازعجتك..."
خالد:"لا عادي ..."
بدريه:"متى بتجي الرياض؟؟"
خالد:"يمكن بعد يومين....ليه صار شي؟؟"
كانت بدريه تحاول تنتقى كلماتها حتى ما تروعه:"لاء...بس بنتك تعبت البارح...ومرقده في المستشفى...."
خالد:"وش قلتي؟؟ بنتي..."
بدريه:"ايه بنتك...بس تراها طيبه ان شاء الله...عاد قلت ابلغك..."
خالد:"طيب اذا زرتيها اتصلي علي...واليوم ان شاء الله راجع....."
وبعد ما سكرت ...فكرت في حال بسمه...اكيد اللحين منهاره..ودعت ان الله يصبرها...كل ما حاولت تنسى الامها...حصل لها شي جدد الامها...^^^



دخلت على بنتها ...وهي منسدحه على السرير وتلعب بشعرها...وضحكها واصل اخر الدنيا...لما شافت امها ارتبكت..
ام محمد:"من تكلمين؟؟"
عبير بنردد:"خالد...بس خلاص بسكر اللحين..."
وجلست امها على الكرسي وبعد ما سكرت عبير التلفون...ناظرت امها بتساؤل...
عبير بعد ما عرفت وش تفكر فيه امها:"يمه...خلاص انسي ...انا متأكده انه ريم بتقنع فهد..."
ام محمد:"انتي اشلون جاك نوم...البارح ما عرفت انام..."
عبير:"عادي نمت...اتصل علي خالد قبل ماانام...وبعد ما سمعت صوته نمت وانا مرتاحه..."
ام محمد:"ماادري اخاف ابو عبد العزيز يفضحني مع خالد..."
عبير:"ما كلمتي مرته.؟؟"
ام محمد:"توني اللحين كلمتها وكلمت ام سعيد بعد...واكدوا انهم مارح يذكروني ابد...بس ماادري خايفه..."
قربت عبير جنب امها:"لا تخافين...بس تصدقين يمه اول مره اكتشف انه وراك اسرار...توقعت انك ما تخبين علي شي..."
حطت ام محمد يدها على خدها بحنان:"خبيت عنك عشان مصلحتك..."
ابتسمت عبير لامها:"بس بصراحه عليك افكار..."
ام محمد:"خلاص افكاري انتهت...واللحين دورك ...اذا مرت هالمشكله على خير ...خلي خالد بحبك ينسى غيرك سمعتي..."
وقفت قدام المرايه...ورفعت شعرها وبكل كبرياء درت على امها:"لا تخافين علي...خالد بيرجع الاولي...وقولي عبير قالت..."
ام محمد:"بس من اليوم ورايح خالد بيعرف انه مرته مالها ذنب...وبيحاول يرجعها...يعني بيكون فيه لك منافسه قوبه..."
عبير :"وانا قد هالمنافسه...لا تخافين على بنتك..."

ابتسمت ام محمد وهي تناظر بنتها بكل فخر...والسعاده تطل من عيونها...صحيح الخبر اللي سمعته من ريم نغص عليها فرحتها ببنتها...بس اذا ام سعيد وام عبد العزيز اللتزموا بوعدهم لها...
كل شي بيصير للحسن...

^^^

بعد العصر...وصل مطار الرياض...وكان فهد في استقباله...
وبعد ما ركب سيارته...دق تلفون على بدريه...وسمع صوتها وهي ترد...
خالد:"هلا بدريه...ها اشلون رهف الحين؟"
بدريه:"لا الحمد لله بخير...ونزلت حرارتها ..."
خالد:"وبسمه اشلونها..."
بدريه:"حتى هي بخير الحمد لله..."
خالد:"للحين نايمه..؟"
بدريه بتردد:"ايه نايمه..."
خالد:"بدريه......مهيب معقوله انها نايمه من الصبح...وكل مااتصلت تقولين نايمه...عادي قول ما تبي تكلمك..."
ماردت عليه بدريه...
خالد:"ياللا مع السلامه..."
وبعد ما سكر ...شاف فهد يوقف سيارته ...ويلتفت عليه...
خالد بااستغراب:"خير...وش فيك وقفت ؟؟"
فهد:"رحت لابو عبد العزيز...."
وما رد خالد وانتظر فهد يكمل كلامه...وبعد ما حكى له كل اللي عرفه وما جاب طاري ام محمد بعد مااتخذ قراره بعد تفكير طويل...
حط خالد يده على راسه...وداخله مشاعر متضاربه...ما يدري هو سعيد انه يسمع برأة بسمه...او هو غضبان من استغفال ابو عبد العزيز له...او حزين على كل اللي صار لبسمه بسبب غبائه...
خالد:"يالله اول مره احس نفسي غبي...ومتسرع...واناني "
حط فهد يده على كتفه:"هونها تهون ان شاء الله ...والحمد لله انك عرفت كل شي..."
خالد:"وش عقبه...عقب مااجرمت في حق زوجتي وقصرت في حق بنتي...مستحيل اقدر اسامح نفسي لو صار لها شي..."
شغل فهد السياره وهو يختلس النظر لخالد اللي مغمض عيونه...
والالم واضح على ملامح وجهه...وسمع صوت خالد:"اللي يقهرني كل اللي اشوفه يدل على كذب وظلم هالرجال بس تركت كل شي وصدقت فيها ...واهنتها وتخليت عنها...مااعتقد انها تقدر تسامحني..."
فهد:"الحياه قدامك طويله وتقدر باذن الله مثل ما جرحتها تداوي جرحها..."
ابتسم بسخريه:"مااعتقد ان الامر بهالسهوله..."
ورفع جواله يدق على ابو عبد العزيز ...ومثل ما توقع مارد عليه...
خالد:"مارد...لكن وين بيروح مني...معقوله فيه انسان قلبه متحجر مثل هالظالم...؟؟"
فهد:"اهم شي ياخالد...انك عرفت انه مالها يد بكل اللي صار...واكيد هالشي اسعدك.."
مارد عليه خالد...وكانوا تقريبا وصلوا المستشفى..
وقبل ما يدخل المستشفى سمع فهد:"انا بروح البيت لانه ريم دقت علي تبي تزور ..."
خالد:خلاص انتظرك..."
دخل خالد بسرعه...بعد ماكان سأل بدريه عن رقم الغرفه...
وتردد قبل ما يدخل الغرفه...واول ما فتح الباب جت عينه في عيون معذبه وحزينه...
واول ما شافته نزلت نظرها...
كانت بدريه وامل وجدته موجودات في الغرفه مع بسمه...
خالد:"السلام عليكم..."
وسمعهم يردون الا بسمه...ماردت...
واتجه لسرير اللي فيه بنته..كانت نايمه...والمغذي في يدها... طبع قبله على جبهتا الصغيره...وحس بموجه من الرحمه والعطف تملى قلبه...ناظرها بملامحها البريئه ...وكانه اول مره يشوفها...لام نفسه لانه حس بتقصيره في حق مخلوقه بريئه كل ذنبها انها بنت لاب قاسي...
سمع صوت جدته:"بدري وش جابك اللحين؟؟ كان كملت الاسبوع في جده..."
خالد:"ما لقيت حجز...الا على رحلة الساعه ثلاث...اشلونها اللحين؟؟"
بدريه:"لا الحمد لله بخير....والدكتور الظهر طمنا عليها...هم كانوا خايفين عليها من ارتفاع الحراره لانها خطيره بهالسن ....لكن طمنونا لما انخفضت حرارتها..."
خالد:"الحمد لله...."
ناظر خالد بسمه ...والارهاق والتعب يغطي ملامحها وهالات سودا تحت عيونها من قل النوم... ....ولام نفسه اشلون شكيت فيها؟؟
ونسيت وتناسيت كل اللي بينا ؟؟
خالد:"اشلونك يابسمه..."
ومن غير ماتناظره:"بخير الحمد لله..."
انتبه على صوت امل:"ياقلبي ياحلو هالضحكه..."
رجع ناظر بنته واللي صحت من نومها......وهي تبتسم لامها ابتسامه عذبه...
كانت ابتسامتها تذوب الحجر...قرب منها وشالها برفق... وعبست اول ما رفعها
لانها ما تعودت على شكله...
كانت بسمه تناظرهم وهي حاسه بتعب داخلها...الكل زارها من الصبح ...وكانت تدعي القوه...وما نزلت دمعها الا لما شافته...حست انها ضعيفه من غيره ومحتاجته يكون قربها...بس بقايا كرامه في داخلها تمنعها انها تظهر له ضعفها وبسرعه مسحت دمعتها حتى مااحد ينتبه...
انتبهت على ام عبد الرحمن:"اقول خالد...وصلني لبيتكم..."
خالد وهو لازال شايل بنته:"اللحين فهد بيوصل ريم...خليه يوصلك..."
ام عبد الرحمن بااصرار:"ابيك انت توصلني..."
خالد:"بس ما معي سياره..."
ام عبد الرحمن:"السايق برى...ياللا مشينا..."
وقبل ما تطلع راحت لبسمه:"لا تصيرين خوافه...البنت بخير الحمد لله...وبتطلع ان شاء الله تنور بيتها..."
هزت بسمه راسها من غير ترد...
وطلعت ام عبد الرحمن وهي ماسكه بيد خالد بعد ماحط رهف علي السرير.....حتى ما عطته فرصه يرفض...
كانت بسمه تناظر الباب بعد ماطلعوا...وهي سرحانه
وسمعت صوت امل:"الله يعينه على المحاظره اللي بيحصل..."
بسمه:"وش محاظرته..."
امل:"لانها بتلومه وبرجعك غصب عنه..."
بسمه بضيق:"ومن قال اني ابرجع اصلا خلاص انا تأقلمت على الحياه في بيت عمي..."
بدريه بصوت هادي:"بسمه اسمعي نصيحة حرمه اكبر منك...المره مالها الا زوجها...اذا موعشان نفسها عشان عيالها...وانتي شفتي بنفسك لما حطك عمك البارح وما سأل عنك...طيب اللحين بنتك صغيره ...بس بكره بتكبر...وبتزيد حاجتها لوجود ابوها...غير انها مارح تتحمل الحياه في بيت عمك وانتي ادرى بقسوته..."

ما ردت على بدريه...لانها عارفه ان كل كلامه قالتها صح...بس معقوله تعيش مع خالد بعد كل اللي صار منه وبعد ما قدمت له اصدق مشاعرها وسلمت له قلبها... طعنها من غير حتى ما يحاول يسمع دفاعها عن نفسها...خلاص هي قررت تنسحب من حياته مجروحه ومستحيل ترجع له...

^^^

كانت ام عبد الرحمن تتكلم وهي قمة غضبها...نادرا ما تعصب وتعالج امورها بكل
حكمه لكن كل اللي يصير خلها تفقد اعصابها...
ام خالد:"هدي اعصابك ياخالتي وان شاء الله ما يصير الا كل خير..."
ام عبد الرحمن:"ومن وين يجي الخير...وانتوا وولدك ترفعون الضغط..."
قام خالد يحب راس جدته:"خلاص ما يكون خاطرك الا طيب ...وانا عرفت غلطتي وبصلحها ان شاء الله..."
ام عبد الرحمن:"انا من قالت لي بدريه انه عمها نطلها في المستشفى بالحالها وانا منقهره...انت ما تحس اشلون تتطمن على بنتك مع انسان ما يخاف ربه..."
تنهد خالد:"برجعها بس عسى تطيع..."
تنهدت ام خالد لانها حست انها عقدت حياة ولدها بعد ما ضغطت عليه بزواجه من عبير...خصوصا بعد ما قالت لها ريم كل شي بستثناء دور خالتها في الموضوع...
ام خالد:"انا احس اني ضغطت عليك بزواجك من عبير ياولدي ..."
خالد:"اللي صار انتهى...وعبير اللحين زوجتي...وبسمه بحاول ارجعها بس مااعتقد تطيع..."
ام عبد الرحمن:"انت رح لها...وان ما طاعتك تعال خذني وانا بعرف اتفاهم معها...وبعدين تراك غلطت في حقها يعني بتروح تعتذر منها وتحاول ترضيها مو تعقد الامور وتجي..."
تنهد خالد:"خلاص ان شاء الله بتطلع من المستشفى على البيت...."
ام عبد الرحمن:" تراك غلطت في حق هالادميه كثير...مااقول الا الله يصبرها عليها وعلى امك..."
ام خالدباستنكار:"خالتي وش ذنبي؟؟
ام عبد الرحمن:"مالك ذنب ...خليني ساكته احسن..."
وطلع خالد بعد ما انتهت جدته من تعليماتها له...واتجه للمستشفى وهو يفكر اشلون يقدر يعتذر من بسمه وش الطريقه اللي ممكن ترضيها...
مر على الدكتور اول شي...وارتاح لما سمع كلامه المطمئن...ولما دخل الغرفه كان الظلام يغطى المكان وبنته نايمه في سريرها...وبسمه ممده على الكنبه وهي مغمضه عيونه...
ولما حست بوجود احد في الغرفه فتحت عيونها...وعدلت جلستها لما شافته...
جلس جنبها ومهو عارف من وين يبدى...
وبعد فتره بسيطه تكلم:"كنت عند الدكتور قبل شوي..."
ولما ما ردت عليه كمل كلامه:"ويقول الحمد لله رهوفه بخير وبتطلع بكره..."
بسمه ببرود:"ادري لانه كان موجود قبل شوي..."
التفت عليها ولف وجهها بيده حتى تناظره...
خالد:"بسمه...بصراحه ماادري وش اقول...ما فيه كلمه في الدنيا تعبرعن اسفي
على كل اللي صار مني..."
فكت يده بلامباله:"وليش تتأسف ...اصلا هو صار منك شي..."
خالد:"الا صار...ظلمتك ...وصدقت اللي يكرهونك...تخليت عنك وعن بنتي وفضلت الهرووب...بسمه انا عرفت الحقيقه"
بسمه وهي تتصنع الدهشه:"وشي حقيقته؟؟
خالد:"ظلم عمك لك...واتهامه لك و..."
بسمه:"بدري ياخالد...تو الناس..."
مسك بيدها البارده :"ابعوضك عن كل اللي بدر مني وعمك...بنتقم لك ولي منه..."
فكت يدها من يده وقفت:"مشكووور...ماابي منك أي شي...اثبت لي بهالشي انانيتك لو ما عرفت اني صادقه ما سألت عني ولا عن بنتك...
اسفه ياخالد الفتره اللي قضيتها بدونك...بنيت لي فيها عالمي الخاص...وحتى اكون معك صادقه هالعالم لي انا وبنتي وبس وماابي احد غريب يقتحمه...حتى لو كان هالاحد انت..."
خالد:"وتظنين بتخلى عنكم بسهوله...مستحيل..."
بسمه:"عندك عبير...ابنوا عالم الخاص واتركني ياخالد انا وبنتي
كفايه اللي صار لي بسببك..."
خالد:"بسمه طول ماانتي بعيده عني وانا اتعذب...وكل كلامي الجارح كنت اجرح به نفسي قبل مااجرحك...انتي ما تعرفين مقدار حبي لك...وكل كلامي قلته بلحظة زعل حتى احاول انتقم منك لما حسيت بخداعك..."
ناظرته بسمه بقوه ما ظنت انها موجوده فيها:"خالد انا مستحيل اعيش معك وانا مرتاحه عقب تخليك عني...خلاص كل اللي بينا انتهى..."
ودخلت الحمام اللي في غرفتها...حتى تهرب من مواجهه ...حست نفسها قويه فيها ...وخافت مع الحاحه تضعف له...
لما دخلت هز راسه...كان عاذرها...وعارف انها مستحيل تغفر له بسهوله....قرب من بنته وباسها وطلع من الغرفه لما طولت...وفهم انها
مارح تطلع الا اذا تأكدت انه طلع...
طلع وهو كله تصميم على استعادة حبها من جديد...
اول ماوصل لسياره رن تلفونه وكان المتصل فهد...وابتسم وهو يسمع صوت جدته....
اضافة رد مع اقتباس
  #37  
قديم 07/11/2004, 11:35 PM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 27/11/2003
المكان: KSA
مشاركات: 2,477
لجزء الثالث والثلاثون...
الاخير...


تنهدت ما اعماقها بعد ما طلعت ام عبد الرحمن...وهي تفكر في كلمها...ومقهوره من نفسها لانها رضخت لها....هي عارفه ان كل كلامها صحيح ومعها حق في كل اللي قالته...بس الله صار من خالد شي مهو سهل ...وجرحها مارح يبرى بسرعه...
وهي غارقه في افكارها ماانتبهت على خالد لما دخل مع عبدالعزيز
نقل عبد العزيز بصره بينهم ولما شافهم ساكتين انسحب بهدوء ومن غير ما ينطق وهالشي ساعد خالد انه يتأمل بسمه ...
نظراتها الساهمه و الحزينه في نفس الوقت ذكرته بنظراتهاالمتوسله لماترجته ما يتركها في بيت عمها.. وملامح وجهها البريئه ذكرته بوجهها المتعب الذبلان وهي في المستشفى.......الحقيقه كانت واضحه قدام عينه بس اقناعه لنفسه انهااستغلاليه ومخادعه اعمى عينه عن كل حقيقه....وفي لحضة غضب هد كل اللي بينهم...
ورجع للواقع لما رفعت راسها وجت عينها في عينه...لما شافته نزلت راسها ومسحت دموعها...سلم وما سمع ردها ...دخل وجلس مقابلها...
خالد حتى يقطع الصمت اللي طال....."اشلونك ؟؟ واشلون رهف؟؟"
رفعت بسمه راسها وبصوت بارد:"بخييير...."
خالد:"قالت لي جدتي انك طلبتي تشوفيني؟؟"
بسمه:"وينها فيه جدتك اللحين؟؟"
خالد:"راحت لبدريه ..."
بسمه بسخريه:" طيب يعني تبي تفهمني انه جدتك جت اليوم وانت ما تدري ليش جايه....."
خالد:"لاء...هي قالت لي طبعا...بس ترى ما طلبت منها هالشي..."
بسمه:"يعني ماانت موافق على طلبها؟؟"
خالد:"بسمه انتي عارفه اني ابيك ترجعين للبيت اليوم قبل بكره...لكن ماحبيت اضغط عليك..."
انقهرت بسمه من رده ....ووقفت وهي معصبه...
بسمه:"طيب واللي يرحم والديك اقنع جدتك برايك...وخلوني على راحتي..."
خالد:"يابنت الناس اقعدي ليش معصبه ؟!! ما قلت شي غلط....وانت [COLOR=Black]تعرفين جدتي....انا قلت لها انا وبسمه متفقين ....بس مااقتنعت وطلبت اوديها لك....ليش تطيعينها ؟؟ ولما اجي تغيرين كلامك...اللحين بتحط اللوم علي...وش بيفكني من لسانها..."
جلست بسمه لما سمعت كلامه....وحاولت تهدي اعصابها...
خالد:"بسمه ترى انا كنت بخليك على راحتك لفتره بسيطه...وحتى تهدى اعصابك....واخذ لك الحق من كل اللي ظلموك...اولهم انا بغبائي للاسف.. وعمك اللي ماادري وين طس...حتى تلفونه مايرد عليه...."
بسمه بقهر:"ما عليك من عمي....واذا بتاخذ حقي من اللي ظلموني...
انت اول واحد ظلمني..."
تنهد خالد:"انخدعت يابسمه....لا تلوميني وحطي نفسك مكاني ....كل شي يثبت كلامه لي..."
بسمه بسخريه:"وما فكرت تسألني...ما فكرت ليش اسوي كذا...نسيت الفتره اللي عشت معك كان اخر شي افكر فيه هو الفلوس...."
خالد بااسف:"لو اعتذر منك من اللحين لاخر العمر ما كفرت خطئ بحقك و...."
قاطعته بسمه وهي تحاول تمنع دموعها من النزول...وتسيطر على نبرات صوتها لما العبره بدت تخنقها:"تتذكر يوم زواجنا...الفرحه اللي تعرفها كل عروس قتلتها انت وعبير بكل وحشيه....دخلت حياتك بعد ما ذبحتوا كل امالي واحلامي...ومع ذلك لما قلت لي ننسي الماضي ونفتح صفحه جديده...خفت في البدايه من تخليك عني...ولما سمعت وعودك صدقتك...وانت اول ماسمعت اتهام عمي صدقته ...ورميتني... واللحين لما عرفت الحقيقه جيت تركض معتذر..."
خالد:"قلت لك مافيه كلمه في الدنيا تعبر لك عن اسفي ..."
بسمه:"وش اسوي به اسفك... بعد ما عرفت قدري عندك....وش بينفعني اعتذارك واحساس بالامان معك مات وانتهى..."
خالد:" ادري والله غلطان بس حتى انتي لك دور في اللي صار بينا...."
بسمه باستنكار:"انا؟!..."
خالد:"ايه انتي....عمرك ما صارحتيني بحقيقة العلاقه اللي بينك وبين عمك....اسمع عن قسوته معك من امل وبدريه ولما اشوفه لما يزورك مااشوف قدامي الا علاقه متينه بين بنت وعمها....حتى حكاية الارض ما هان عليك تصارحيني بكذبه....على انك لو صارحتيني بكل شي كان فرق معي كثييير..."
بسمه:"وش تبيني اقول....عمي ظالم...وما يخاف ربه....وعمري ما شفت يوم حلو في بيته....ما قدرت وانا اشوفه قدامك يظهر الحب والحنان....حسيت اني بك صرت قويه وماله داعي اتكلم عن ماضي مؤلم انتهى من حياتي....وان سيطرته علي انتهت بزواجي منك... فليش افتح صفحات قديمه.....بس انت اللي عرفت موضوع انه كان بيغصبني من ابو صالح ماعرفت اني مااعني له شي لما حاول يغصبني عليه..."
خالد:"فكرت...بس الزواج الغصب يصير حتى من بعض الاباء...صدقيني ما توقعت ان كمية كرهه لك وصلت لهدرجه..."
ولما ماردت عليه قام وجلس قريب منها:"وش يرضيك وانا اسويه...بسمه عاقبيني بااي شي...الا بعدك عني اللي مااقدر عليه..."
وقفت بسمه وبقهر:" مافيه شي يرضيني ...وبعدين خلاص عبير حبيبة القلب دخلت حياتك...ليش تدور رضاي..."
وقف خالد جنبها وحط يده من ورى ظهرها:"ما فيه احد يحل محلك يابسمه..."
بعدت يده بسرعه وابتعدت عنه:"مايهمني اصلا وش انا في حياتك....المهم انا طلبت اشوفك حتى اقولك شروطي لرجعتي المؤقته ..."
خالد:"كل شروطك مجابه من غير ما تقولين..."
بسمه :"اول شي انا بجلس اللين تخلص الامتحانات...واذا بدت العطله بروح بيت خالتي ....وشرطي الاهم...عبير ماابي اشوفها ابدا...وغير كذا غرفة المكتب المشؤم نزله تحت وحط لي ولبنتي غرفه خاصه..."
ولما شافته رفع حاجبه بااستغراب:"عندك مانع؟؟"
خالد وهو يبتسم:"لاء مافيه أي مانع....بس انا جهزته فعلا لرهف بس انتي مااعتقد لك مكان فيها..."
بسمه:"المكان اللي بتكون فيه رهف بكون فيه ولا تشيل همنا...مو لايق عليك الحنان...وتعال بكره العصر ..."
وطلعت حتى قبل ما تسمع رده...وهي طالعه اصطدمت بعد العزيز...
كان منزل راسه على الارض نزلت لمستواه ولما حطت يدها على خده ...حست بدموعه تغرق وجهه...حظنته بقوه...ودفن راسه في حظنها وهو يصيح...
بسمه:"افا...عبد العزيز...تصيح؟!!"
عبد العزيز من غير ما يرفع راسه:"بتروحين معه؟؟"
بسمه وهي تتنهد:"ايه..."
عبد العزيز:"لا تروحين معه خليك معنا...."
بسمه:"لازم اروح معه...."
رفع عبد العزيز راسه وببرأه:"ابوي مسافر ومافيه احد بيصارخ عليك......ليش تروحين؟"
بسمه بحنان:"حتى لو مسافر...وبعدين خلك رجالولاتصيح واوعدك دايم اجي ازورك...واذا ما قدرت لما ازور بدريه بتصل فيك تجي عندها...وحتى انت قول لعمي يوصلك حتى تزورنا اناورهوفه ..."
مارد عليها ومسحت دموعه بيدها.....
بسمه:"ياللا تعال خل نصحي رهف..."
عبد العزيز:"لا...خالد في المجلس بالحاله...بغسل وجههي وبروح اجلس معه..."
ضربت على صدره بحنان:"مشاء الله..كبرت ياعبد العزيز وصرت رجال..."

ومشى بعد ما رسم على وجهه ابتسامه عذبه...وكملت طريقها لداخل البيت...وهي تفكر في عبد العزيز.....اذا كانت تكره كل اهل هالبيت بسبب ظلمهم لها ...الا ان حبها لعبد العزيز هو الذكرى الحلوه اللي ممكن تحتفظ بها من هالبيت...
دخلت البيت وطلعت غرفتها من غير ما تمر الصاله...كانت بنتها نايمه وقبل ما تسكر الباب شافت ام عبد العزيز بتدخل ....جلست بسمه على طرف السرير وهي تناظر ام عبد العزيز اللي واقفه عند الباب...
دخلت ام عبد العزيز وسكرت الباب وراها...وجلست مقابل بسمه....كانت بسمه تناظرها ببرود...وتنتظرها تتكلم...
ام عبد العزيز:"بتروحين مع خالد؟؟"
بسمه:"ايه...."
ام عبد العزيز:"بسمه بصراحه ماادري وش اقولك.."
كملت كلامها لما ماسمعت رد:"ادري انا كنا مقصرين معك و..."
قاطعتها بسمه بسخريه:"مقصرين!! يعني كل اللي صار منكم تسمينه تقصير....ظلمكم لي من دخلت هالبيت ...تسمينه تقصير...وبعد زواجي...اللي سواه عمي واتهامه لي ...تسمينه تقصير!! "
نزلت ام عبد العزيز راسها:"ماادري وش اقول..."
وقفت بسمه بعصبيه:"لا تقولين شي...وفري كلامك...انسوني...وانا بنسى انه كان لي عم في يوم من الايام...بس مااقول الا الله ينتقم لي من كل اللي ظلموني"
ام عبد العزيز بخوف:"لا تدعين..."
ناظرتها بسمه بااستغراب:"من غير مااادعي ...ربي ما يقبل الظلم ولا بد يوم وينكشف كل شي...المهم وش تبين ادخلي في الموضوع بسرعه من غير مقدمات مالها داعي..."
ام عبد العزيز بتردد:"خالد..."
بسمه:"وش فيه خالد..."
ام عبد العزيز:"...كل يوم والثاني يتصل يسأل عن عمك...وكلامه بصراحه يخوف...بسمه مهما صار تراه عمك...ومهو قد خالد واهله...تكفين خليه يتركه في حاله..."
ضحكت بسمه بسخريه:"يالله...وانا قلت مرة عمي جايه تعتذر عن كل اللي صار منهم بس طلعت غلطانه...و بس جايه تتطمنين على مستقبلها..."
ام عبد العزيز:"انسينا كلنا...بس تذكري عبد العزيز من له غير ابوه لو لا قدر الله وصار له شي...او من بيصرف عليه اذا انقطع رزقه..."
بسمه:"تدرين مصلحة عبد العزيز مهي بمعكم...بس على قولتك من له غيركم...وعموما تطمني ما رح يصير لكم شي..."
وقفت ام عبد العزيز بعد ما ازالت بسمه خوفها وقبل ما توصل الباب وقفت لما سمعت سؤال بسمه...
بسمه:"بس بغيت اسألك...عمي ليش كذب على خالد؟؟ ادري انه يكرهني بس الكره مهو السبب الوحيد... ومن وين جاب الملف؟؟..."
ومن غير ما تلتفت عليها:"ماادري...اسأليه هو..."

وطلعت بسرعه...تنهدت بسمه وجلست على السرير وحطت راسها بين كفيها......كانت في دوامه ...وما تدري اللي قاعده تسويه صح او خطاء...ناظرت بنتها النايمه...لازم أي قرار تتخذه تراعي مصلحتها في المقام الاول ...وتتناسى كل شي في سبيل سعادته....

اليوم الثاني بعد المغرب قاعدين في حديقة بيتهم...الجو كان شوي حار...بس لان ام عبد الرحمن اصرت انها تعقد برى البيت...كان لازم ينفذون طلبها
ناظر فيصل جدته بقهر:"اقول انتوا ما تحسون بالحر؟؟"
ابو فيصل:"وش عليك انا وامي عاجبنا الجو..اذا تبي البراد رح داخل"
فهد:"ايه... وانت صادق يبه...الخضره والماء(ناظر جدته) والوجه الحسن..."
هزت ام عبد الرحمن راسها:"حسن غصبا عليك..."
فهد:"اصلا انا ما كنت اقصدك...اقصد ست الحسن والجمال الماما..."
ام عبد الرحمن وهي تقلده:"الماما...اقول ياشين السرج على البقره..."
ضحك فيصل وابوه بصوت عالي ...
فهد:"الله يسامحك...انا بقره..."
فيصل وهو يضحك:"لا وانت الصادق انت ثور..."
ناظره فهد بنص عين:"فيصل ياثقالة دمك...يااخي حتى اذا تبي تمزح ما تعرف...رح بس خذ لك دوره في فن الفكاهه..."
فيصل وهو قايم:"لا يااخوي يكفي انت عندك روح فاكهه وخضار بعد...ياللا انا بروح تامرون شي..."
ام فيصل :"ما يامر عليك عدوا ...والله يحفظك"
وبعد ما طلع فيصل حط فهد يده على خده وهو يسمع سوالف امه وجدته...وابو فيصل يقرا الجريده...ابتسم وهو يسمع كلام امه وجدته...اي شي تقوله امه لازم جدته تخالفها..لو امه مهي من النوع الصبور ما تحملت صرامة جدته...
قاطعهم فهد:"بصراحه الله يعينك ياميمتي..."
نزل ابوه الجريده وانتبه على نظراته الحاده...
ام عبد الرحمن:"وعلى ايش يعينها...انت وجههك.."
عدل فهد جلسته:"وش فيكم بتاكلوني بعيونكم...انا اقصد انتي حماه دكتاتوريه في قراراتك...وامي لو من نفس النوع كان قامت حروب و..."
ام عبد الرحمن:"دكتا وشو...اقول يازينك ساكت..."
ابو فيصل:"صحيح يازينك ساكت......"
فهدوهو يبستسم لجدته:" امزح و عارف انها ما تزعل مني تعرف قلبي طيب..."
ناظرته ام عبد الرحمن بطرف عينها:"اللي في القلوب ما يدري عنها الا رب العالمين"
قام فهد وحب راسها:"وهذا راسك احبه بس لا تزعلين...ترى مااقدر على زعلك ياجميل...ياللا عاد ابتسمي تدرين ان مارضيتي علي الوالد مابيرحمنا... عيب اتهزأ قدام حرمتي..."
قال جملته الاخيره لما شاف ريم جايه وشايله صينيه....وكمل كلامه حتى يسمعها...
"ياللا انبسطوا عاد من قدكم...ريم من الفجر وهي في المطبخ...حتى تسوي لكم صينية بسبوسه..."
ام فيصل:"يابعد عمري وليش متعبه عمرك..."
ريم وهي تناظر فهد بغيض:"ما فيها تعب ياخالتي...نساني فهد حتى السلام...
وبعد ما سلمت عليهم جلست قريب من عمها...
ابو فيصل بعد ما ذاق البسبوسه:"مشاء الله ياريم...وش هالحلى الزين.."
وقبل ما ترد سمعت فهد:"اكيد زين يبه ...اقول لك من الفجر..."
ريم:"اصلا الفجر انت نايم حتى الصلاه بالقوه قمت تصلي..وتقول انا في المطبخ"
ابو فيصل ماصدق:"وش تبين من واحد يسهر لنص الليل...تتوقعين انه بيقوم نشيط للصلاه...زين اذا لحق على الامام قبل ما يسلم..."
فهد:"لا الحمد الله ابشرك اليوم لحقت الامام قبل ما يركع الركعه الثانيه...المهم انا طالع اللحين معزوم للعشاء..."
ام عبد الرحمن:"معزوم للعشاء...وتطلع اللحين!!....العاده عشاكم من بعد الساعه عشر"
فهد:"عندي كم شغله بخلصها قبل مااروح..."
قامت ريم:"طيب وصلني لاهلي قبل ما تطلع.."
فهد:"اوكيه...بنتظرك في السياره "
وبعد خمس دقايق كانت جنبه في السياره...وقبل ما يشغل السياره التفت عليها...
واضح عليه انه كان مستغرق في التفكير من ركب السياره:"تصدقين ياريم..احس بالندم لاني طعت شورك وما قلت لخالد كل شي..."
ريم:"ليش؟"
فهد:"احس من حقه انا نصارحه بكل شي وله الحق باي تصرفه ممكن يتخذه..."
ريم:"انت ادرى بخالد ...ودايم قراراته متهوره...غير كذا خلنا حيادين وشوف الايجابيات من انا نعلم خالد...صدقني مافيه غير انه من حق خالد يعرف كل شي..اما السلبيات... ردة فعله الا اكيد بتكون عنيفه تجاه خالتي ...ومهي بمشكله لان اللي صار منها مهو بسهل...بس ما فكرت في خالد...بيعيش في دوامه من اول وجديد...وعبير اللي مالها ذنب وش بيكون مصيرها..."
شغل فهد سيارته:"اقول ريم من متى صايره فيلسوفه..."
تنهدت ريم:"انسى الفلسفه اللحين...لاني من جد حاقده عليك..."
فهد:"من متى..."
ريم:"من قعدنا مع اهلك بس انت دخلتني في موضوع نساني زعلي..."
فهد وهو يفكر:"وليش ياريم وادي ثقيف زعلانه..."
ريم بضيق:"تراك تنرفزني لما تقول ريم وادي ثقيف..."
فهد وهو يضحك:" بس كذا خلاص ريم وداي ..."
قاطعته ريم:"انا ريم وبس..."
فهد:"طيب ياريم وبس ليش زعلانه..."
التفتت ريم عليه:"من جد ترى اتكلم... لو سمحت اذا دخلت المطبخ وسوت شي لا تحرجني قدام اهلك..."
فهد:"بس كذا ...خلاص ولا تزعلين...ماعاد احرجك قدام اهلي..."
ولما وصلوا عند اهلها نزل معها...كان عمه ومرته في المجلس وخالد للحن ما وصل ...
جلسوا يسولفون...ريم بس شافت ابوها راحت سوالف وضحك معه...وحب فهد يقهرها...
فهد:"اقول ريم...كان جبتي البسبوسه اللي سويتي..."
ابو خالد بااستغراب:"لا...مااصدق ريم دخلتي المطبخ..."
ناظرت ريم فهد بقهر:"اللحين موتونا متفقين في السياره...يعني لازم اذا سويت شي في المطبخ تسوي اعلان في الجريده..."
فهد ببرائه:"بس انتي قلتي قدام اهلك...هذا اللي فهمته من كلامك..."
ام خالد:"لو انك طعتيني من اول ودخاتي النطبخ مثل أي بنت ماكان سوى اعلان على قولتك..."
ريم:"يمه حتى انتي معه..."
ام خالد :"انا مع الحق..."
ابو خالد:"انا مع ريم...حق باطل انا مع ريم...سمعت يافهد..."
فهد:"من قدك ....اللحين مااحد يقدر يغلط عليك بكلمه..."
.
.
.
حست بتوتر اول مادخلت البيت...واللي اسعدها انه ما كان فيه احد في الصاله...كان خالد شايل رهف وجلس على الكنبه وهو يحاول يصحي بنته النايمه...وانتبه على بسمه وهي طالعه الدرج ...اول ما دخلت سكرت الباب وتسندت عليه...ناظرت حولها...كل شي مثل ماهو ما تغير...تذكرت اول يوم دخلت هالبيت والخوف من المجهول اللي كان يطاردها...راحت جلست على الكنبه وهي تحاول تتحكم في دموعها..تحس داخلها شي انكسر وصعب يتصلح..كل شي حولها يعني لها الشي الكثير...وفي هالمكان عاشت مع خالد ايام سعيده وذكريات مستحيل تنساها...ورفعت نظرها لغرفة المكتب من مكانها شافت كل شي متغير...قامت تشوف التغيرات عن قرب...كانت جدران الغرفه يغطيها ورق حائط وردي مع رسومات رائعه....ويتوسط الغرفه سرير اطفال ذو اعمده خشبيه ...كل اللي في الغرفه يدل على ذوق راقي...التفتت على الكنبه اللي تتوسط الصاله...ابتسمت بسخريه الظاهر هالكنبه بترافقها طول عمرها...
حست بيد تلتف على كتفها ...ولانها توقعته يد خالد التفتت بعنف...وابتسمت لما شافت امل...
امل:"يدي كسرتيها حسبي الله على ابليسك..."
بسمه:"تستاهلين...لانك فجأتيني ...وانا بصراحه مااحب المفاجأت .."
راحت امل وجلست على الكنبه وناظرتها بنص عين:"ما تحبين المفاجأت ولا شي ثاني..."
بسمه:"لاشي ثاني ولا شي ثالث...اقول امل بغيت منك خدمه..."
امل:"امري امل دااايم في الخدمه..."
بسمه بصوت حاولت يكون مقنع:"تدرين غرفة المكتب صارت لرهوفه...وبصراحه الغرف روعه وما عليها كلام...بس ودي ادخل الكنبه في الغرفه...وابيك تساعديني..."
امل:"طيب ليش تشوهين الغرفه....بهالكنبه..."
بسمه:"اصلا مارح انوم رهف في هالغرفه بالحالها توها صغيره...بس لما اكون سهرانه اذاكر مثلا بحطها في سريرها وانا اقدر امدد على الكنبه..."
قامت امل:"بساعدك على اني مو مقتنعه بكلامك..."
وشالت من طرف وبسمه من الطرف الثاني...وولاقوا شوية صعوبه لانها ثقيله..وبعد ماحطوها في المكان اللي حددت بسمه..جلسوا عليها بعد المجهود اللي بذلوه...
امل بتردد :"بسمه...ممكن سؤال؟ "
بسمه:"اسألي على راحتك..كم امل عندنا..."
امل:"وش قررتي للمستقبل؟"
تنهدت بسمه من اعماقها ورجعت راسها لورى وبنظرات ساهمه:"ماادري وش اقولك...لما كنت في بيت عمي كنت بس افكر في كل اللي صار ويصير لي...ليش هالظلم يصير لي واتذكر اهلي واتحسر واقول لو كانوا فيه... لوعاشوا... لو...حتى تعبت...ولما مرضت رهف...حسيت ان فيه احد معتمد علي...وعشانها لازم انسى الماضي حلوه ومره...وقررت اني اعيش لها وبس...وادفن مشاعري واحاسيس داخلي...وعقب الموقف اللي صار من خالك وتخليه عني ....حبه مات في قلبي ...وبكون حريصه انه هالحب مايرجع يعيش من جديد...حتى لو صار صدمه ثانيه اكون قويه واقدر اتحمل كل الصدمات..."
امل :"سامحيه يابسمه...تدرين انه ماله ذنب في كل اللي صار..."
بسمه:"خليني كذا ياامل احسن ...القلب ماعاد يتحمل اكثر...وبعدين عبير دخلت حياته ...يعني مااظمن انه ممكن في أي يوم يرميني انا وبنتي...عشان كذا بكمل دراستي حتى اقدر اصرف على نفسي وعليها ....."
ضحكت امل حتى تلطف الجو:"احلى ...اشوف فيه حركة استقلال بتصير..."
بسمه:"صدق اتكلم ياامل...كنت اقدر اروح لخالتي...بس تركي بعد فتره بسيطه بيتزوج...وعقبه اخوانه...يعني بصير فيه حريم اغراب عني وممكن احس نفسي عاله عليهم...بس لو كان عندي مصدر دخل مااحد بيمن علي...وبصراحه مليت وانا احس نفسي عاله على الناس"
امل:"الله يابسمه فكرتي في عيال خالتك اذا تزوجوا..."
قامت بسمه:"فكرت في كل الاحتمالات...المهم خالتي تحت؟؟"
امل:"ايه جدتي فيه ورهوفه في حظنها..."
بسمه:"خالد مهو فيه؟؟"
امل:"لاء... هو وفهد في المجلس... ياللا خلينا ننزل ..ولا تراهم بيطلعون لك..."
بسمه:"ياللا..."
وطلعوا وهي نازله من الدرج حست بتوتر... وجلست بعد ما سلمت ...الكل جاي عشانها بدريه وريم وساره...قاعده ساكته وهي حاسه انها مستحيل تقدر تتأقلم معهم وتنسى كل اللي صار....
انتبهت على ام خالد وهي تصارخ على رهف لانها شايله رهوفه وترميها على فوق..
ام خالد:"نزلي البنت حسبي الله على ابليسك...."
جلست رهف وهي شايله الصغيره:"لا...خلاص بنجلس عاقلين..."
امل:"انتي من يشوفك يصير عاقل..."
رهف :"يالله انتي ليش تحبين تقهريني....ياشيخه انتي تقضين ايامك الاخيره في بيتنا خلينا نذكرك بالخير"
امل:"على قلبك مارح ابعد"
رهف:"هذا اللي قاهرني كان ودي انه ساكن في تبوك...ولا في نجران...يمكن نشتاق لك شوي..."
بدريه:"ياربي...متى بتعقلون فضحتونا قدام العالم"
قامت رهف:"بروح المجلس اسولف مع جدي حتى اريحكم..."
وقبل ما توصل الباب وقفت لما سمعت صوت ريم:"ها...انتي يالمهبوله وين رايحه؟!!"
التفتت رهف عليها:"بروووح عند جدي...ما سمعتي؟!!"
ريم:"الا سمعت ...بس لو سمحتي انثبري...فهد مع ابوي..."
رهف:"صدق...الله وناسه...من زمااان عن فهد...ها..لا يروح بالك بعيد ترى توني تغطيت عنه العام وكنا اصدقاء...وبصراحه اعتبره مثل خالي خالد"
امل بسخريه:" ولو على كيفك ما تغطيتي..."
رهف وهي تقلد امل:" ولو على كيفك ما تغطيتي...خلاص ما بروح"
ريم وهي تضحك:"احسن...عاد تصدقين دايم يسألك عنك يقول رهف للحين مهبوله..."
جلست رهف:"سلمي عليه وقولي له رهف تقول مامهبول الاانت...."

ومر الوقت بسرعه...كان الكل حاس ببسمه ويحاولون يخلونها تندمج معهم...وام خالد تناظرها وهي حاسه بتأنيب الضمير....عمرها ما شافت منها أي تصرف ضدها ومع ذلك تصدق ام محمد في تفسيراتها الخاطئه لتصرفاتها...والندم داخل نفسها يزيد لانها ضغطت على خالد بزواجه من عبير...وندمها يزيد لماتشوف حالة خالد المتشتت بين حرمتين ...وحالته اللي تغيرت للاحسن من وقت ما وافقت بسمه نرجع للبيت...

^^^

سكرت السماعه بعد ماانتهت ام محمد مكالمتها...راحت جلست على الكنبه وهي تفكر في كلامها...زهقت من كثر ما تتصل وتأكد عليها ما يجيبون طاريها لخالد مهما صار...
دخلت هدى وهي معصبه...تنهدت من خاطرها...لانها عارفه وش وراى هالعصبيه...
رمت هدى نفسها على الكنبه...ولما شافت امها متجاهلتها انقهرت اكثر...
هدى بضيق:"يمه كلمتي ابوي؟"
ام عبد العزيز ببرود:"اكلمه في ايش؟؟"
هدى:"في ايش يعني؟!! ..زواجي في الصيفيه وانا للحين ما تجهزت..."
ام عبد العزيز:"زواجك للحين ما بعد تحدد...من قالك انه تحدد؟؟"
هدى:"مرة خالي قالت لي..."
ام عبد العزيز:"مرة خالك ما عندها سالفه..."
هدى بتردد:"حتى يوسف لما قال..."
ام عبد العزيز:"متى كلمك وهو له شهر مسافر الله العالم وين طس..."
هدى:"ما فيها شي راح يتمشى وييوسع صدره..."
ام عبد العزيز:"ايه يالخبله خليك كذا وانتي تفلحين....اصلا لو هو ناوي عرس في الصيفيه ما كان سافر اللحين...نسيتي انه موظف واجازاته مهوب على كيفه..."
هدى:"لا ما نسيت...اصلا عادي مهو لازم نسافر...انا راضيه..."
ام عبد العزيز:اقول اذلفي عن وجهي اللحين ازين لك...واذا جا يوسف وحدد مع ابوك الزواج تكلمي عن جهاز وعرس..."

قامت هدى وهي معصبه من كلام امها...وطلعت الدرج بسرعه...تنهدت ام عبد العزيز من قهرها... يوسف ولد اخوها لكن ما تشوف منه الا كل تجاهل لبنتها على انه مملك له فتره...ودايم ابو عبد العزيز يشكك في اخلاقه وسفرياته الكثيره ...
انتبهت على رنة التلفون...ولما رفعت السماعه سمعت صوت ابو عبد العزيز...
ام عبد العزيز ببرود:"هلا..."
ابو عبد العزيز:"والله اللي يسمع صوتك يدري ان الهلا مهي طالعه من قلبك..."
ام عبد العزيز:"لانك تقهر...لك اسبوع في الخرج...وتارك كل شي علي..."
ابو عبد العزيز:"وش اسوي...المزرعه اللي شريت يبي لها شوية اصلاحات..."
ام عبد العزيز بسخريه:"اللي يسمعك يصدق انها مزرعه..."
ابو عبد العزيز:"ايه مزرعه على قدنا...اقول وش اخباركم؟...واخبار عزيز؟"
ام عبد العزيز:"بخير...كلنا بخير..."
سكتت لما سمعته يصارخ على العمال...
ابو عبد العزيزبعد ما خلص من العمال:"حسبي الله عليهم عمال يرفعون الضغط...اقول قلتي لبسمه اللي وصيتك؟"
ام عبد العزيز ببرود:"ايه قلت لها...."
وعصبت ولما سمعت ابو عبد العزيز رجع يكلم العمال:"اقول رح قابل عمالك...ولما تفضى اتصل"
وبعد ما سكر انهمك مع العمال...لانه مايثق في شغلهم كان بااستمرار معهم...وما يفارقهم دقيقه ولما ماخلص من تعليماته اللي ترفع ضغط العمال...راح جلس في مكان قريب منهم...حتى يكونون تحت نظره...وتنهد باارتياح وهو يتأمل المزرعه...اخير قدر يحقق امله في انه يكون له مزرعته الخاصه...

^^^

--------------------------------------------------------------------------------

تأفف وهو يسمع رنين جواله المتواصل...ناظر شاشة الجوال وهو متردد يرد عليها...على انه طلب منها لما كلمها العصرما تتصل عليه ...الا انها لحوحه ومن درت انه رجع بسمه واتصالاتها مستمره...
سمع صوتها الناعم:"الووو.."
خالد ببرود:"هلااا.."
تجاهلت نبرة صوته البارده:"ادري معصب لاني اتصلت بس ما قدرت اقاوم شوقي لسماع صوتك..."
انقهر خالد من تبريرها السخيف وبصوت هامس رد عليها:"عبير مااقدر اخذ راحتي بالكلام...بس اذا طلعت دقيت عليك...سمعتي ادق عليك مو تدقين..."
عبير:"خلاص حبيبي انتظر اتصالك..."
وبعد ما سكر ناظر فهد اللي قاعد جنبه... كان يناظره وهو راسم ابتسامه خبيثه على وجهه....
خالد:"خير...وش هالنظرااات!!"
فهد:"من قدك...متزوج حرمتين...وكل شوي يجيك اتصال...."
خالد:"أي ااتصال واللي يرحم والديك...وحده زعلانه من قلب حتى رد السلام ما ترد والثانيه من درت ان بسمه رجعت وهي مكثفه اتصالتها والعذر اغار عليك..."
فهد وهو يغمز له:"يعني ما تنصح ادخل تجربتك..."
خالد:"لا...خلك على قردك لا يجيك اقرد منه..."
مسك فهد جواله:"ممكن الله يحيك تعيد هالمثل حتى اسجله واسمعه لاختك...تصدقني ممكن تنتحر لو تدري انه جرى تشبيها بالقرد...ومن اخوها سندها في هالدنيا..."
ضحك خالد:"عاد انت ما صدقت..."
فهد:"اكيد ما صدقت...من جد بالله عليك هذا مثل تقوله...."
خالد:"اعتبره زلة لسان ياخوي...ياما سمعنا منك زلات لسان..."
فهد:"خلاص سماااح المره هذي.....بس شكلك متحسر على ايام العزوبيه..."
تنهد خالد:"لا وانت الصادق متحسر على السعاده اللي كنت عايشها وبلحظة تهور
وتسرع ضيعتها"
فهد:"ياشيخ...هونها تهون....وكل انسان ياخذ نصيبه...وان شاء الله كل شي يتصلح...."
خالد:"ان شاء...."

وسكت لما شاف فهد يعتذر من واحد من الشباب لما طلب منه يلعب بلوت...
وقعد يفكر في حياته...وتغير المفاجئ والجذري اللي صار من دخلت بسمه حياته...
من اول كانت عبير هي كل حياته وسعادته مارح تكون الا بوجودها في حياته...
وبعد الضروف اللي صارت ....دخلت بسمه حياته...وكان حاقد عليها لما ما قدر يتخلى عنها في اخر لحظه...وتدريجيا تقبل وجودها في حياته حتى تغير هالتقبل
لحب ملك عليه كيانه...وشعوره الان ناحية عبير ما يقدر يفسره ...عطف وشفقه اوحب واحساسه انه مالها مكان في قلبه يحسسه بالذنب ويحاول بمعاملته لها يكفر عن هالذنب...لانها مستحيل تحتل المكانه اللي اكتشف انه بسمه محتلتها...

حس بيد فهد على كتفه:"وين رحت يالحبيب؟!!"
ناظر خالد ساعته وقام:"ما رحت بعيد...بس الوقت تأخر وبروح البيت...."
فهد:"انا بقعد اسولف شوي مع الشباب..."
وبعد ماطلع خالد ركب سيارته وقبل ما يشغل سيارته ناظر الجوال...وتذكر عبير...
واتصل عليها وقدرت بسهوله تمتص غضبه واندمج معها في سوالفها...وما حس بالوقت الا لما انتبه على فهد وهو يطق باب السياره برجله...وابتسم وهو يشوف حركات فهد ....
ونزل قزار السياره بعد ما سكر التلفون...
فهد:"يااخي استح على وجهك...تاركنا داخل وانت قاعد تكلم في التلفون مسوي لنا رومنسي..."
خالد:"اقول فهد...احد حاطك وصي علي..."
مشى فهد لسيارته وقبل ما يركب سيارته:"اقول...خل عنك بس حركات المراهقه..."
ومشوا في نفس الوقت ...لما وصل خالد البيت كان الهدوء يعم المكان...طلع لفوق...ولما فتح الباب كانت الصاله ظلام الا من شوية نور يجي من غرفة بنته...
ولما طل عليهم...كانت بسمه نايمه على الكنبه وفي حظنها كتاب...ورهف في سريرها...وطلع وقبل ما يدخل غرفته سمع صوت رهف تصيح....وبخطوات سريعه وصل لها..وبخفه شالها من سريرها وطلع...
ولما وصل غرفته...حطها وسط السرير وجمع المخدات حولها حتى ما تطيح...كانت تراقب تحركاته وهو يبدل ولما يختفى عن نظرها تصيح....وانسدح جنبها وحطها بحظنه...ولما يقرب منها حتى يبوسه تتمسك فيه بكل قوتها وتفتح فمها على خده...و حطها جنبه واخذ كتاب يقراه ...وحتى تلفت انتباهه تحرك يدنها ورجلينها حتى ما يتجاهلها..
وتضحك بصوتها الطفولي لما يرجع يلاعبها....تنهد خالد لانه كان حارم نفسه من اعظم شعور ممكن يحسه انسان...شعور الابوه الصادقه...من لحظات بسيطه استحوذت هالطفله على كل كيانه...وهو مشغول بملاعبتها...انتبه على بسمه اللي واقفه على الباب....تأملها ...كان شعرها منسدل بااهمال...وعيونها الناعسه اللي ياما سحرته...
بسمه لما شافته انتبه عليها:"متى اخذتها؟"
ناظرها خالد بنظرات ازعجتها...
خالد:"قبل شوي...كنتي نايمه...وهي صحت واخذتها حتى ما تزعجك..."
بسمه وهي تناظر حولها:"وطول مالنور حولها قوي...مستحيل تنام...وممكن تسهر للصبح..."
شالها خالد وضمها لحظنه بحنان:"ماوري شي...خليني اسهرمعها للصبح..."
قربت منه بسمه لمسافه كافيه ومدت يدها:"مارح ارتاح وهي بعيده..."
خالد:"خلاص نامي معنا وانتي تصيرين قريبه...."
لما شافت رهف امها على طول مالت تجاها...
خالد:"شوفي بنت اللذين سهران معها ...وسوالف وضحك...واول ما شافتك رمت نفسها عليك..."
اخذت بنتها منه وقبل ما تطلع:"تبيها تحبنا نفس الشي وانا اللي معها طول الوقت..."
خالد:"يقولون البنت اقرب لابوها...بس هي للحين صغيره....متأكد انها بتحبني اكثر"
بسمه :"تصبح على خير..."
وطلعت بسرعه وهي ناقمه على نفسها بعد ما قالتها...افففف هذا وانا زعلانه وحاقده ومقرره اتجاهله اول ما شفته سوالف معه... ولا تصبح على خير بعد ولا كأن صار منه شي......كل هالافكار تدور في راس بسمه وهي تحط بنتها في السرير....

ورجعت للواقع وهي تسمع صوته يرد على جواله...ارهفت سمعها حتى تعرف من يكلم...صوت ضحكه واصل لين غرفتها...اكيد هذي عبير...المفروض يحترم وجودي ...اقل شي يسكر الباب ...او يقصر حسه...انقهرت من نفسها ومن مشاعر الغيره اللي المفروض ما تحسها...واخيرا تنهدت باارتياح لما فهمت من كلامه ان المتصل هو فهد....

^^^
اول ما دخل حس برهبه لما دخل هالقسم المعزول من المستشفى..ومع رائحة العقاير والمطهرات الطبيه شم رائحة الموت...تردد قبل ما يدخل غرفة وليد...
وناظر حوله...كانت الممرات تكاد تخلو من الزوار...والهدوء المميت يعم المكان الا من الاصوات البسيطه اللي تصدر من العربات اللي تجرها الممرضات...وبعد فتره بسيطه دخل...وانصدم من اللي شافه...كان وليد مغمض عيونه...ونقص من وزنه النصف...وشحوب يغطى وجهه...خلال فتره بسيطه غاب عنه حس انه كبر عشرين سنه...والاجهزه حوله كثيره...والمغذي مشبوك في يده...
ولما حس وليد بوجوده فتح عينه...وشاف عمر بوجهه مضئ وهيئه غير الهيئه اللي كان يتذكرها له...
ولما شافه ناظر للجهه الثانيه حتى يخفي دمعه فرت من عينه....حس عمر بالحزن لحالة وليد حاول يتكلم بس لقى صوته مخنوق...ولما سمع صوت وليد وهو يصيح حس من واجبه انه يكون اقوي على انه في داخله حزين على حاله...
جلس عمر على الكرسي وبصوت اخوي :"سلامات ياوليد ماتشوف شر..."
عمره ماحس وليد بهالضعف...وليد الشاب القوي ...واللي كان جماله وقوته موضع افتخاره انهد بهالصوره البشعه...مسح وليد دموعه وحاول يرسم ابتسامه باهته على وجهه:"الله يسلمك...اعذرني ياعمر...ماادري اشفيني صرت عاطفي...كل من زارني لازم يشوف دمعتي...."
عمر:"معذور يااخوي...وطهور وتكفير ذنوب ان شاء الله..."
وليد بحسره:"وتظن اللي له ماضيي في شي ممكن يكفر ذنوبه...."
عمر:"استغفر ربك...ولا تقول هالكلام رحمة ربك واسعه...لا تيأس ولاتقنط من رحمته... "
حط وليد يده على عينه:"وانا مرمي على هالسرير بس قاعد اتذكر كل ذنوبي واتحسر...حتى يوم عرفت بالمرض ما نويت اتوب...وسافرت وبارزت ربي بالمعاصي...وغرتني صحتي...واوهمت نفسي ان الكشف اللي في الرياض كان خطاء
ومافيني أي مرض...حتى حسيت بااثار المرض تدخل جسمي...ولما طحت عرفت من الاطباء انه مابقى لي من العمر الاقليل...لان المرض له سنين في جسمي وما كنت حاس فيه...رجعت لديرتي دورت رضى امي علي...وطلبت من اخواني يسامحوني على كل اللي صار مني...ولما عرفوا عن مرضي رموني في المستشفى
ولا احد سأل علي منهم الا امي...تجي تزورني وتقطع قلبي بدموعها وتروح...واخواني مااشوفهم...احس نفسي وحيد ياعمر..وكل ليله اتذكر الماضي واحسه مثل الجمر يحرق قلبي...صلاه ماكنت اصلي ولا اعرف طريق المسجد...حياتي كانت مخدرات وخمره وبنات....تتوقع بعد هذا كله ربي يغفر لي..."
عمر:"استغفر بك...انت توب وانوي التوبه...وان شاء الله ربك يقبل توبتك...
وليد انت تسأل عن ربك وهو قريب منك...ينزل في الثلث الاخير من كل ليله اسأله واطلبه...الح بدعاء وطلب المغفره...دموعك الا كل من زارك شافها وفرها لربك...ابك بين يديه...تذلل وانت ترجوه...ياوليد الخلق ان شكيت لهم ملوا وزهقوا...اشكوا همك الا الواحد الاحد...عسى يغفر لك ذنبك ويرحم حالك..."
وليد من بين دموعه:"عصيت ربي وانا بصحتي وما تبت الا وانا طريح الفراش...ياعمر حتى الصلاه اصليها وانا في السرير:"
عمر:"طول ما قلبك ينبض بالحياه ...خله معلق بربك...وان عجرت رجليك وايديك عن الحركه فخل لسانك رطب بذكر الله(الا بذكر الله تطمئن القلوب).."
وسكت لما شاف وليد يصيح ...ولما تمالك نفسه مسح دموعه...
وليد:"فرق يا عمر بين زيارتك وزيارة اخوي الكبير ناصر في زيارته الوحيده لي...
غير كلامه عن اني فشلتهم وفضحتهم مع الناس خلاني ايأس من غفران ربي لي..."
عمر:"المغفره مهي بيدي ولا بيد اخوك ولا هي صكوك نعطيها للي نبي...هذا شي بيد ربك...والاعمار بيد الله وما تدري متى بتموت...يمكن انا المعافى اللي ازورك اموت قبلك...هذا بيد الله عزوجل...واحمد ربك على كل حال وتذكران حال المؤمن كله..اصبر واحتسب ...يااخي تخيل لو الله قيض روحك وانت على وحده من المعاصي اللي ترتكبها...والله ياوليد لما اتذكر حالنا من اول اني اتحسر...واتذكر حلم الله علينا كم ستر على معاصينا...بس نرجع نحمده انه كتب لنا التوبه قبل الموت..."
وليد:"الحمد لله على كل حال...ما تتصور اشكثر اسعدتني زيارتك لي...كلامك يريح القلب..."
ووجه نظره لدريشه الوحيده الي في غرفته واللي تطل على حديقة المستشفى...
:"احيانا اتحامل على نفسي بعد ما خلص صلاتي واناظر مع الدريشه واتأمل الاشجار...والعصافير واشوف الناس الرايح والجاي...والهموم اللي يحملونها تتفوات بس مااعتقد فيه احد يحمل كثر الهموم اللي في قلبي...هموم كلها حسره وندم على اللي فات...وحزن على حال امي ...(وهو يتنهد)ومع ذلك صارت هالدريشه هي المنفذ اللي من خلاله اطلع خارج اسوار المستشفى..."
رجع ناظر عمر بتسأل:"زيارتك لي نستني اسألك من قالك عن وجودي في المستشفى..."
عمر:"اتصلت في سعود اسأل عن احواله وبلغني..."
ابتسم بسخريه:"سعود...تصدق هي زياره وحده اللي زارني وما عد شفته...بس ماالومه علاقة الصداقه والاخوه اللي تربطني به علاقه مصيرها تنهي لما تنتهي الاشياء اللي بسببها قامت...في الغرفه اللي بجنبي كان فيه شاب اصيب عن طريق نقل دم بمرض الايدز...لو تشوف زواره ما تصدق...لان اخوتهم وصداقتهم اساسها متين...اما انا اخواني ملتهين في هالدنيا وحاسين بالعار مني...واعز اصدقائي هجرني..."
قام عمر وحط يده على كتفه:"من عليك من احد اللحين...واهتم في نفسك... وزيارتي لك ان شاء الله مارح تكون الاخيره..."
وليد:"عمر قبل ما تروح بغيت منك خدمه..."
عمر:"افاا عليك...انت تآمر..."
وليد:"ما يامر عليك عدو...انا قبل ماسافر رحت لفهد يوم زواجه و..."
قاطعه عمر:"لا تشيل هم...انا فهمت فهد كل شي...والحمد لله...كل شي صار للاحسن..."
وليد:"اشلون..."
وشرح له عمر كل اللي صار...واتصاله بفهد ومحاولته اصلاح الامور...وهالشي اسعد وليد ...وبسرعه مر الوقت....وانتهت الزياره ...

طلع عمر بعد ما ودعه...وهو حزين لحال وليد...وناظر الابواب المغلقه
اللي حوله...وتسأل كم وليد خلفها...وليد نموذج لكثير من شباب هالايام...ولد
وملعقه من ذهب في فمه...كل طلباته مجابه ما وجد موجهه وناصح له...وليد هو ضحيه اهل يشوفون مسؤليتهم تقتصر على الحاجات الماديه الابنائهم وتناسوا حاجاتهم الروحيه والنفسيه...

نزلت بعد المغرب من غرفتها وهي حاسه بملل فضيع...شافت امل مدده على الكنبه وتقرا كتاب..ومازن يلعب بلاستيشن...استغربت انه امل في غرفتها وما نزلت للحين...
نادت رهف اكثر من مره وما ردت عليها...قربت منها واخذت الكتاب منها...
رهف:" والله صليت المغرب..."
بدريه:"لي ساعه اكلمك والثقافه عندك مقطعه بعضها...ومندمجه في هالزفت اللي تقرين...."
رهف:"امري تدللي..كم ام عندنا"
بدريه:"اقول اطلعي نادي امل...خاست فوق..."
رهف:"امل في المجلس مع طلال..."
شهقت بدريه:"طلال للحين هنا...من العصر ما راح..."
رهف:"راح صلى المغرب...وبعدين جهزت له امل عصير وطلعت له...بس النذله
ما سوت لي عصير معهم..."
رمت بدريه الكتاب على رهف وراحت للمجلس ...وهي مقهوره من امل اللي حتى ما قالت لها انه طلال بيرجع...وهالطلال اللي شوي ويرقد عندهم..
ولما قربت للمجلس سمعت صوت ضحكهم...وطقت الباب..ولما فتحت الباب
انصدمت امل لما شافت امها...وباين من ملامح وجهها معصبه..
دخلت بدريه وبعد ما سلمت على طلال:"اشلونك طلال؟"
طلال:"بخير الله يسلمك...اشلونك انتي؟؟سألت عنك امل قالت انك نايمه..."
بدريه وهي تناظر العصير اللي قدامهم:" ايه كنت نايمه العصر... مشاء الله عصير ...طيب اعزمونا معكم..."
طلال وهو يمد كاسه:"ما يغلى عليك..."
بدريه:"امزح معكم...اشرب عصيرك...اصلا انا مااحب المنجا..."
وقعدوا يسولفون وبعد فتره بسيطه استئذن طلال...وطبعا امل طلعت معه حتى توصله للباب...هزت بدريه راسها ودخلت ...
سمعت بدريه وهي داخله الصاله صراخ رهف ومازن...وقفت تراقبهم وهم مو منتبهين لوجودها...كانت رهف تبي تلعب معه وهو رافض...وحتى تقهره مسكت كاس مويه وكبتها على البلاستيشن...لما شافت تصرف رهف...دخلت وهي معصبه...
وبصوت عالي:"رهف..."
ارتبكت رهف:"هلا يمه..."
بدريه بعصبيه:"وش سويتي؟"
رهف:"هو ما خلاني العب معه..."
بدريه:"تقومين تكبين المويه على الجهاز..."
رهف:"ماكبيت شي..."
ما كملت كلامها وراحت تركض على الدرج لما شافت امها متجه لها...
ولما وصلت في اخره كانت امها وقفه عند مازن...
طلت رهف من فوق:"يمه المويه انكبت من يدي غصب..."
بدريه بتهديد:"لا تكذبين ترى شفت كل شي..."
رهف:"بس هو قهرني ما خلاني العب معه..."
بدريه:"مهو عذر...لكن ما يخالف انا اوريك.."
رهف:"اسفه يمه ...خلاص اخر مره..."
بدريه باللهجه كلها تهديد:"كلمه وحده زياده وتشوفين وش يصير لك..."
مشت رهف بيأس وراحت غرفتها...
التفتت بدريه على مازن :"ضف اغراضك انت الثاني..."
مازن:"طيب بس ترى لو خرب جهازي بتغيرونه..."
جلست على الكنبه:"مازن...اسمع الكلام لاتعصبني زياده...."
راقبته وهو يمسح المويه عن الجهاز...وبعد ماطلع من الصاله..دخلت امل الصاله وهي مبتسمه...واختفت ابتسامتها لما شافت نظرات امها لها...
جلست مقابل امها:"ترى طلال طلع من زمان بس انا كنت اتمشى شوي..."
بدريه بسخريه:"مشاء الله ..من متى امل تتمشى في الحوش..."
امل:"صحيح حوشنا يجيب الهم...بس احيانا احب اتمشى فيه..."
بدريه:"اللحين انتي واختك ما تتركون الكذب ابد..."
شهقت امل:"افااا يمه تتهميني بالكذب وانا هذا كبري..."
بدريه تجلهت كلامها:"وبعدين تعالي...هالطلال ليش يابعد قلبي يتعب نفسه ويروح ينام في بيتهم ...مقيم طول النهار في بيتنا كان يكمل جميله وينام..."
امل:"يمه ليش احسك تتضايقين من طلال..."
بدريه:"انا مواتضايق منه...بس ياامل انتي على وجهه امتحانات وما بقى شي...وانتي يانايمه ياقاعده مع طلال او تكلمينه بالتلفون..."
امل:"لا تخافين علي بنتك في الامتحانات اعجبك..."
بدريه:"ايه اعرفها بنتي في الامتحانات تنام اكثر من تذاكر..."
ضحكت امل:"لا السنه هذي غير...لا للنوم في الامتحانات..."
هزت راسها بدريه:"تدرين انتي حاله ميؤسه منها...وبعدين تعالي..لما دخلت عليكم
بصراحه انصدمت فيك..."
امل:"ليش انصدمتي؟"
بدريه:"المجلس على كبره ما عجبك الا تقعدين جنبه...لاصقه فيه شوي وتقعدين في حظنه..."
ضحكت امل بااحراج:"انا كنت بعيده اصلا بس لما عطيته الشاهي...قعدت جنبه وخذتنا السوالف وبس..."
تنهدت بدريه:"الله المستعان...انا بعد ما تزوجت ابوك قعدت شهر من الحيا مااقدر احط عيني في عينه ...وبنات هاليومين بس يقولون يابنت اطلعي سلمي على رجلك...شالت الحيا كله و.."
امل:"ترى ظلمتيني والله استحي منه...بس من كثر مااشوفه يمكن تعودت عليه..."
بدريه:"اقول من اليوم ورايح ياليت يخفف زياراته.....امتحانات قربت والزواج ما بقى عليه شي..."
لما تذكرت الزواج حست بحزن ...مهي قادره تتخيل البيت من غير امل...لانها هي الوحيد الي في البيت اللي تسليها اذا غاب ابو مازن...

^^^

لابس نظارته وهو يراجع الحساب مثل كل نهاية شهر...ويشوف حساب جيرانه اللي يتدينون من بقالته ويسددون نهاية كل شهر...ما حس الا بمحمد العامل اللي عنده في البقاله واقف على راسه ويراقبه...
ناظره ابو صالح بنص عين:"خير...وخر عني بريحتك الخايسه..."
ابتعد محمد وبرجا :"بابا...انا يبغى راتب عشان اهل محتاج فلوس...."
قام ابو صالح من ورى مكتبه:"اذا سددوا الناس اللي عليهم يصير خير..."
هز محمد راسه باستسلام... ورجع يكمل شغله ...
بعد ما طلع ابو صالح من البقاله...مر على بيت ابو علي حتى يطلبه بسداد دينه وما لقاه...ومر على بيت ابو عبد العزيز وطلع عبد العزيز بعد ما رن الجرس...
ابو صالح:"السلام عليكم...."
عبد العزيز:"وعليكم السلام ....هلا عم ابو صالح..."
ابو صالح:"اقول للحين ابوك في الخرج...."
عبد العزيز:"ايه في الخرج ...ما تدري شرى لنا مزرعه..."
ابو صالح:"مشاء الله فلوس ابوك واجده...ورى ما يسدد اللي عليه اول؟"
عبد العزيز بعدم فهم"ها..."
تنهد ابو صالح:"المهم كبيره المزرعه اللي شراها ابوك..."
عبد العزيز:"ماادري ...."
تلفت ابو صالح حوله...حس انه فرصته حتى يعرف وش صار لبسمه...وصحة الاشاعه اللي سمع عن طلاقها...
ابو صالح بمكر:"اقول عبد العزيز...وشخبار اهلك..."
عبد العزيز ببرأه لانه متعود على هالسؤال من الجيران من دروا بسفر ابوه:"الحمد لله بخير..."
ابو صالح:"وشخبار بنت عمك؟"
عبد العزيز ماعجبه السؤال:"وش عليك منها حتى تسأل عنها؟"
انصدم ابو صالح لما سمع رده :"لا بس ام صالح ودها تزورها..."
عبد العزيز:"خلها تزورها في بيت رجلها..."
حاول ابو صالح يخفي صدمته:"خلاص يعني راحت ..."
عبد العزيز:"ايه...."
ابو صالح :"طيب اذا اتصل ابوك قوله ابو صالح يسلم عليك...وخله يسدد السبعميه اللي عليه في البقاله..."
عبد العزيز وهو يسكر الباب:"ان شاء الله..."
مشى ابو صالح بعد ما فقد الامل في بسمه...فرح لما سمع انها تطلقت من زوجها...وحس انها فرصته حتى يخطبها...بس الظاهر خلاص لازم يدور جديا وحده ثانيه...وهو ماشي ناظر البيوت اللي حوله...بس للاسف كل اللي حوله ما فيه بنت تناسبه مثلها...يبي زوجه بمواصفات خاصه...اهم صفه تربيتها في بيت يكون حقها فيه مهضوم حتى تقدر تتحمل العيشه اللي يفرضها على كل من يدخل بيته...

^^^

ومرت الايام بسرعه وبدت الامتحانات... والكل انشغل فيها.....كانت بسمه جالسه على الارض تذاكر...رفعت راسها وشافت سرير بنتها الخالي...من بدت الامتحانات وهي دايم عند خالتها او مع خالد....حياتها رجعت طبيعيه الا انها تحاول تتجنب الكل واولهم خالد... ومن لحظة وصولها من بيت عمها وهي تتجاهله وما تظهر له مشاعرها وتدعي في وجوده الامبالاه والبرود ..
...بس اللي قاعد يصير في داخلها غير.....هي تحبه بكل عيوبه بتهوره بعصبيته ...ويمكن الشي الوحيد اللي واقف عقبه في طريقهم هو دخول عبير حياة خالد وهالشي مسبب لبسمه الرعب...مستحيل تنسى انه كان يحبها ...والحب مستحيل يموت مهما كان...
انتبهت على خالد وهو داخل وشايل رهوفه ....قامت بسمه بسرعه لما شافتها نايمه...
لانه لو صحت اللحين مع ازعاجها مارح تقدر تذاكر...
اخذتها من يده وبصوت اقرب للهمس:"نومتها خالتي..."
خالد :"ايه..."
بسمه:"قصر صوتك...لا تصحى اللحين..."
خالد وهو يقرب من خد رهوفه:"بس بوسه وحده..."
ولما رفع راسه...صاحت رهف بصوت عالي...ناظرت بسمه بنتها بااستغراب
ولما شافت خده عرفت سبب صياحها:"حسبي الله علي ابليسك ...حرام عليك...ليش تعضها..."
خالد:"ترى ما عضيتها بقوه بس هي دلوعه طالعه على امها..."
بسمه وهي تتفحص بنتها :"شوف خدها ...اشلون صاير..."
خالد:" اقولك عظه خفيفه...شوفي حتى اثبت لك..."
وبسرعه نزل راسه وعظ يدها من قلب...
بسمه:"آي ...بعذرها صاحت كل هالصياح..."
خالد:"لا ترى هالعضه غير...عظة زوج مع وقف التنفيذ..."
عطته بسمه ظهرها وحطت رهوفه في السرير بعد مانامت...
رجعت نا ظرته بعد ما حطتها في السرير:"خالد ترى فيه قبيله في افريقيا ...من اكلة لحوم البشر...ليش ما تنظم لهم .."
خالد:"اذا فيه قبيله ما تعرف الحقد ياليت تدليني عليهم...صدقيني لوديك لهم....بسمه حرام عليك متى بيصدر العفو العام..."
جلست بسمه على الكنبه:"مافيه عفو عااام...فيه اعدام..."
خالد:"اف...طلعتي مجرمه بعد..."
بسمه:"خالد الله يخليك اجل هالموال حتى اخلص الامتحانات ...وبعد الامتحانات يصير خير..."
جلس خالد جنبها:"ترى كل الناس عنده امتحانات ومع ذلك يتصلون يسألون...مهوب انتي في نفس الغرفه مثل الاغرب..."
فهمت بسمه انه يقصد عبير وببرود:"مهوب زين ياخالد كثر الاتصالات ...كفايه اتصال من مصدر واحد حتى ما يشتت فكرك......"
خالد:"وش قصدك.؟؟"
بسمه:"اقصد يكفيك اتصال عبير..."
خالد:"وش دخل عبير...اي كلمه لازم تفسرينها على اني اقصد عبير..."
بسمه:"ما فسرت أي شي...المهم خالد الله يخليك اجل مواضيعك اللي ما تنتهي"
خالد وهو يقرب منها:"يعني اشلون"
تنهدت بسمه:"احتاج وقت ياخالد...حتى اقدر ارجع مثل اول"
وقف خالد بضيق:"انا بطلع اللحين....تبين شي..."
بسمه:"لا...سلامتك"
قالت كلمتها الاخير بصوت هامس...لانها فعلا تبي سلامته...ووجوده في حياتها شي مهم......كانت عايشه في دوامه...
خالد اللي رجع مثل اول واحسن بطيبته وحنانه وحبه......ومحاولاته الدائمه لاصلاح كل اللي بينهم...واكتشافها فيه شي جديد...ابوته وحنانه الزايد على بنته هالشي اسعدها جدا..
بس تخاف من صدمه تحطم قلبها للابد...

^^^
بعد اسبوعين...انتهت الامتحانات...وريم في بيتها بعد ما طلع فهد جلست تتنظر عبير بنت خالتها اللي وعدتها بزيارتها اليوم...
رن التلفون.....ولما رفعت السماعه كانت المتصله امل...
ريم:"هلا ...امل..."
امل:"شخباركم؟ واشلونك؟ واشلون اللي حولكم؟...من جد لكم وحشه..."
ريم وهي تضحك:"عطيني فرصه ارد طيب....وبعدين توني شايفتك اليوم في الجامعه..."
امل:" افف...ياشين ما طريتي...اكرهها هالجامعه...ما بغينا نخلص امتحانات..."
ريم بمكر:"شكل فيه نيه مستقبله انك ما تكملين دراستك..."
امل:"بعد مااعرس بتعرفون قراري اخاف امي تدري وتبدي الضغوط من اللحين..."
ريم:"طيب واذا فتنت عليك...."
امل:"مااعتقد ...صح انتي خاله مغروره وشايفه نفسها ماادري على ايش... بس الفتنه مهي من عاداتك.."
سمعت ريم جرس الباب:"اقول امل...بسكر اللحين عبير وصلت..."
امل :"طيب بس لو سمحتي تقولين لها العقل يمدحونه...من تشوف بسمه تمسك التلفون وانواع التغزل في خالد......انا لو مكان بسمه كان اتوطى في بطنها... وانا متأكده انها كذابه "
ريم:"وليش متأكده انها كذابه..."
امل:"تراها لئيمه بنت خالتك.... لو خالد كان حطت السبيكر سمعتنا على الهواء مباشره...بصراحه تقهر ما يحلى لها الا تجلس جنب طاولتنا مااقول الا مالت عليها..."
ريم وهي قايمه:"ياللا مع السلامه نسيت عبير...وانتي راعية طويله..."
وبعد ما سكرت راحت تفتح الباب...لقت عبير واقفه عند الباب بملل...
عبير:"ساعه لين تفتحين..."
ريم:"اف معصبه الاخت..."
عبير بعد ما سلمت على ريم دخلت الصاله وجلست:"لا بس انا اليوم زهقانه...حاسه بملل...ومااحب انتظر كثير..."
جلست ريم مقابلها:"وشخبارك؟ واخبار خالتي؟"
عبير:"بخير الحمد لله...."
ناظرت عبير حولها:"حلو بيتك..."
ريم بااستغراب:"اول مره تزوريني!!"
عبير:"ايه... فيلا مصغره يعني على قدكم..."
وقفت ريم :"ما شفتي من فوق...بالمره حلو...تعرفين ذوق بنت خالتك..."
عبير:"بعدين نطلع...وذوقك اعرفه راقي...طالعه علي..."
ريم:"مشكله الثقه الزايده...."
عدلت عبير جلستها :"الثقه ميزه مهي عيب...وبصراحه مااحب الناس المهزوزين
..المهم ما علينا...تصدقين انا محتاره ماادري اسكن مع خالتي او في بيت بالحالي..."
ريم:"مشاء الله من اللحين تفكرين ...طيب وبسمه...."
عبير :"ماادري عنها...بس نفسي اعرف هي وين تبي تسكن"
ريم:"لا ...ماادري...ليش السؤال؟"
عبير:"لو ادري انها تبي تستمر في السكن مع اهلك بطلب من خالد اني اسكن مع خالتي لاني احق منها...بس القهر لو دريت انها تبي تعيش ببيت بالحالها..."
ريم:"اللي يسمعك يقول خالد مطيع لهدرجه...وعشانك بيطلعها من البيت..."
عبير:"بدخل امي وخالتي في الموضوع..."
ريم:"اذا معتمده على امي انسي لانه مااعتقد تستغني عن بنت خالد..."
عبير:"انتي ليش تسدينها في وجهي...كفايه اخوك...رافع لي ضغطي...تصدقين الزواج بعد العيد..."
ريم بااستغراب:"غريبه...توقعت يكون نهاية الصيفيه مثل زواج امل..."
عبير وهي تتنهد:" ماادري عن خالد...يقول بعد العيد احسن...لانه للحين وضعه ماستقر...ماادري وش يقصد الظاهر وضعه مع المقروده..."
وقفت ريم:"خلينا من هالسوالف وقولي وش تشربين..."
مسكت عبير يد ريم:"انا جايه اسولف معك وانبسط مو اشرب..."
جلست ريم جنبها:"طيب بكلمك في موضوع من فتره ودي اكلمك فيه بس اتردد..."
عبير:"وشوا هالموضوع؟"
ريم:"فوزيه!!"
عبير بضيق:"وش فيها فوزيه؟"
ريم:"ماادري بس اشوفك دايم معها...وهي سمعتها ..."
قاطعتها عبير:"حتى انتي تجلسين مع فوزيه...لا تنكرين...وبعدين هي ما فيها شي..."
ريم:"انا اجلس معها دقايق بالكثير بس انتي دايم معها...وهي الكل عارف حركاتها..."
عبير:"ترى زهقت من هالموضوع....انتي ومشاعل...البنت مافيها شي...بس البنات فاهمين حريتها غلط....تدرين هاتي عصير نشربه نشفتي ريقي..."
قامت ريم وبعد ما جابت العصير جلست كانت عبير تقرا في مجله كانت على الطاوله....
عبيربعد ما حطت المجله:"اقول ريم ...بتروحون المزرعه هالاسبوع؟"
ريم:"ايه..."
عبير:"من بيروح...."
ريم:"كلنا ابوي وعمي ابو ناصر وعمي ابو فيصل...اكيد حتى العنود بتجي..."
اخذت عبير كاس العصير وهي تفكر...لازم تشوف لها طريقه حتى تقنع امها يروحون معهم المزرعه.....فرصه ما تقدر تفوتها...

^^^




بعد يومين في المزرعه ...
كانت جالسه معهم وهي سرحانه....ومهي قادره تندمج مع السوالف والضحك اللي حولها...قامت تتمشى في المزرعه ...في كل مكان لها فيه ذكريات...معقوله تقدر تتخلى عن حياتها وذكرياتها وتبدا حياه جديده...
وهي سراحانه في افكارها سمعت من وراها...
"بوووو"
التفتت على صاحبة الصوت وهي معصبه ...توقعتها رهف وتفاجأت لما شافت بسمه وراها...
امل:"حسبي الله عليك...وش خربك انتي بعد...كنتي وش حليلك ورقيقه ...تعلمتي من رهووووف الدفاشه..."
بسمه:"لا خالد فيه الخير ...اصلا رهف ورثت هالخصله منه...."
جلست امل على العشب من غير ما ترد عليها...
جلست بسمه جنبها:"امل...اشفيك ماانتي معنا ابد...."
امل:"مافيني شي..."
بسمه:"امل...ترى اعرفك اكثر مااعرف نفسي...وانتي متضايقه صح..."
تنهدت امل:"ماادري يابسمه...احس نفسي خايفه..."
بسمه:"ليش خايفه..."
امل:"بس قرب زواجي وانا خايفه وحزينه...وكل شي.."
بسمه"عادي شعوري أي بنت...حزينه اكيد على فراق اهلك وحياتك..."
ضمت امل رجلينها وبنظرات سرحانه:"مااتصور نفسي اعيش في غير بيتنا...واصحى في غير غرفتي...ومااشوف امي لما اصحي...ولا اتهاوش مع رهف على شنطه اوجزمه اخذتها من غرفتي..."
بسمه بمرح:"عادي نقول لطلال تكفى اسكن في بيت عمك للمده اللي تحبين...ورهوفه لا تخافين بتصادر كل اشيائك مو بس شنطه او جزمه..."
ابتسمت امل:"حلتيها بطريقتك الخاصه..."
بسمه:"ياشيخه احمدي ربك...انتي تختلقين الحزن من العدم حتى تتسلين فيه...وش اقول انا اللي ماادري وش اسوي؟"
امل:"بسمه بليز....انا ابي افضفض وماابي اسمع فضفضه..."
بسمه:"ياشيخه خلي عنك الدلع....قالت افضفض...ماتبين الزواج مااحد بيغصبك وببساطه ارفضي"
وسكتت لما شافت نظرات امل المذعوره...
امل بهمس:"سمي بالرحمن...ولا تتحركين...."
جمدت بسمه من الخوف:"ليش...."
امل وهي تأشر على كتفها:"فيه صرصور على كتفك..."
لما سمعت بسمه كلمة صرصور قامت تصارخ....وهي تحاول تفسخ بلوزتها...
وماوعت الا باامل تمسكها وهي ميته ضحك:"خلاص طاح..."
بسمه:"وش دراك؟ احسه يمشي في ظهري..."
امل:"والله شفته طاح...."
"خير...وش هالصراخ..."
عدلت بسمه بلوزتها لما سمعت صوت خالد وبصوت حاولت تخفي منه أي نبره للاحراج:"ما فيه شي..."
كانت امل تحاول تكتم ضحكتها ولما شافت خالد انفجرت من الضحك...
كان خالد يناظرهم الثنتين بحيره...امل ميته ضحك...وبسمه محرجه...
امل بعد ما تمالكت نفسها:"فاتك ياخال بسمه مشى على كتفها صرصور صغير...ومن الروعه بدت تفسخ ملابسها وهي ما تحس..."
بسمه وهي تقلدها:"فاتك....لو انتي كان سويتي فلم هندي..."
خالد:"طيب وين راح الصرصور التعيس..."
بسمه وهي تتلفت حولها:"ماادري....تقول طاح...بعدين انت مركب ردار كل ما سمعت صوت احد نطيت لنا"
خالد:"ردار لاصوات معينه...بس القهر اللحين يابسمه اشلون بتقدرين تكملين حياتك بعد ما مشى الصرصور على كتفك...انا لو مكانك انتحر..."
بسمه:" لا على قلبك مارح انتحر وبعدين ... شكلك كنت تلعب كوره صح؟"
خالد:"ايه...تبين تصرفيني يعني..."
بسمه:"ياليت والله..."
مشي خالد وقبل ما يبتعد التفت عليها:"ترى اذا مومتأكده انه طاح...ممكن اساعدك وافتش معك...يمكن اللحين يمشي في ظهرك..."
حست بقشعريره في جسمها وهي تتخيل الصرصور يمشي في ظهرها...
مشت بسمه في الاتجاه الثاني:"مارح ارتاح اللين اتسبح...."
ولحقتها امل بسرعه...ولما دخلت غرفتها ..كانت تسمع صوت المويه في الحمام...
وبعد فتره بسيطه طلعت بسمه وهي لافه المنشفه على شعرها....
ناظرتها امل:"ارتحتي ..."
جلست بسمه قدام المرايه تمشط شعرها" اخيرا....اللحين ارتحت..."
غمزت لها امل :"شكل المياه رجعت لمجاريها...مثل ما يقولون..."
بسمه:"ما فهمت قصدك..."
ناظرتها بمكر:"اقصد انتي وخالي...احساسي يقول انكم رجعتوا مثل اول واحسن بعد...."
التفتت عليها بسمه:"لا احساسك خانك هالمره...حاولي مره ثانيه..."
امل:"لا متأكده من احساسي ... الله لو شفتي شكل خالي لما شافك..."
بسمه بملل:" وكيف كان شكله؟"
تململت امل في جلستها:"العاده لو سمع هالصراخ ووصل لرجال يجي معصب..و هو فعلا جا معصب ولما شافك تناقزين ضحك ...ولما انتبهتي له وقف الضحك"
قاطعتها بسمه:" هذا اللي فالحين فيه الضحك....لكن الله يوريني فيكم يوم...ان شاء الله تطيحين يوم زواجك..."
امل برعب:"لااااا ...حرام عليك...تصدقين اول مره ادري انك تكرهيني..."
ضحكت بسمه:"امزح...صدقيني ما تهونين علي...."
امل:"لا تفولين علي مره ثانيه....الله يخليك"
بسمه :"طيب اوامر ثانيه..."
قامت امل:"ما يامر عليك عدو...ياللا انا طالعه..لا تطولين...."


^^^

اصوات عاليه ...وتعليقات وضحك وتصفيق من الجمهور المكون وابو فيصل وابوناصر وابو مازن... و عيال فيصل ومازن ......وسكت الكل لما سمعوا صوت ابو فيصل...
"فهد...كرت احمر ياللا اطلع...."
بعد ما قرر يصير حكم....حس ان فهد يستحق الطرد بعد ما حذره اكثر من مره....
خالد وهو يلهث من اللعب:"لا...من كثر الفريق حتى تطلع فهد..."
ابو فيصل:"انا حذرته....العب لوحدك..."
خالد بااستنكار:"انا لوحدي ضد ناصر وفيصل..."
راح فهد وجلس عند اعمامه:"ياشيخ بلا لعب بلا هم...دببه وما عندهم لياقه...كسرونا من كثر ما يرافسون الواحد تقول رجله رجل بعير..."
ناصر:"يوم انطردت قمت تدور اعذار زي وجهك...."
ابو فيصل وهو يكلم خالد:"اشريك...ندخل عيال فيصل في فريقك؟"
فيصل:"لا يبه...وش تدخلهم...ناصر لو يطيح على واحد منهم....مات في الحال...."
رمى ناصر الكوره من يده:"الشرهه مهيب عليك انت واخوك...الشرهه علي اللي معطيكم وجه...اروح اجلس احسن...واللي قاهرني من نحفك انت وجهك..."
لحقه فيصل:"الحق يافهد ناصر زعل علينا..."
فهد وهو يشرب مويه:"وليش يزعل ما قلنا شي يزعل...."
ناصر وهو يقلد فهد:"وليش يزعل ما قلنا شي يزعل...جب معك مويه وانت ساكت..."
جلس ابو فيصل وهو يناظر فهد:"انت غشاش..."
ضحك ناصر:"صح....الحكم الدولي قال عنك غشاش...خلاص انتهى الموضوع"
خالد:"لا ياعمي اصول لعبة كرة القدم لازم يكون فيها شوية غش....وبعدين هم اثنين عن اربعه وانا وفهد حتى نفوز عليهم لازم نشغل مخنا شوي..."
فهد:"درر...كل كلامك درر..."
خالد وهو يناظر مازن:"مازن حبيب قلبي...رح جب لي رهوفه..."
مازن بااستغراب:"اختي؟!"
خالد:"يعني ما فيه رهف الا اختك...انا غلطت حياتي اني سميت بااختك...كل ما قلت رهف ضنيتوها الكبيره..."
ناصر وهوو يكلم فيصل:"اقول فيصل...وش رايك في الرجال وهو شايل بزارينه معه في مجالس ..."
فيصل:"يااخي يقهرون هالنوعيه بصراحه....الواحد من يجيه حتت عيل وهو شايله معه في كل مكان ما بقى الا يسوي له الرضعه..."
ضحك خالد:"للحين تتذكرون..."
فيصل:"ايه اكيد نذكر....كل ما شفتني حبيت واحد من عيالي ولا خذته بالغلط في حظني
تناظرنا بااحتقار...وياحبكم تدلعون عيالكم...حتى القطوه عندها عيال...ولا نسيت كلامك..."
خالد:"لا والله مانسيت بس يااخي ماادري احس هالبنت غيرت كل مفاهيمي...وبعدين انا طلبتها حتى تسلم على عماني من زمان ما شافوها وما فيه احد غريب"
فهد:"وبصراحه بنت خالد قمر...لو تشوف هندي في الشارع ضحكت...موبعيالكم الضحكه عندهم لها مراسيم خاصه..."
ابو خالد بفخر:"صدقت بنت خالد تحبب في عمرها..."
ناصر:"اخ...راح الحب والدلال عن بناتي..."
رجع مازن وهو يركض:"رهف نايمه..."
.
.
.
وفي نفس الوقت طلعت بسمه حتى تجلس مع الحريم برى...ولما شافتها ام عبد الرحمن
ابتسمت لها:"شفتي المهبول زوجك...يطلب من مازن يشيل رهف..."
بسمه وهي تناظر بنتها مع ام خالد:"اكيد رفضتي..."
ام عبد الرحمن:"ايه...قلنا له نايمه...المهم تعالي اجلسي بسولف معكم...عن ايام من اول..."
ام ناصر:"غريبه ياخالتي من زمان ما سولفتي لنا سوالفك الحلوه..."
رمت رهف الجريد اللي في يدها:"الله وناسه...واشلون كنتوا عايشين...وصدق ماكان..."
قاطعتها ام عبد الرحمن:"شوي شوي الله يهديك...وبعدين لا غريبه ولاشي....انتوا تمللون الواحد من القعده...قلت احكي لكم عن اول..."
بدريه:"افا....اشلون نملل الواحد..."
تنهدت ام عبد الرحمن وبحسره:"بلاكم ما تنتبهون على اللي يصير...الواحد اذا كبر ..مااحد يهتم فيه...اول مااقعد معكم...اشلونك ياجده واشلونك ياخاله...وبعدين كل ثنتين وثلاث يسولفون مع بعض...وانا جالسه بنص بس اراقبكم...واذا جت عيني بعين وحده منكم ابتسمت لي...وقالت يمه تبين شي؟..."
لما سكتت حسوا بالاحراج لانهم فعلا في الفتره الاخيره صاروا يهمشونها بدون قصد والوحيد اللي تكون منها قريبه هي ام فيصل....واليوم مهي موجوده..وعشان كذا ام عبد الرحمن حست بالملل....
ام خالد:"اعذرينا ياخالتي...بس هالبنات الله يهديهم يشغلون الواحد..."
ام عبد الرحمن:"ما صار الا الخير...بس يمكن لاني ماتعودت على الاهمال...ضاقت نفسي..."
قامت رهف وجلست جنبها:"طيب وين سوالفك عن اول"
حطت يدها على شعر رهف بحنان:"وش تبين من سوالف وانا اقولك...."
رهف:"يوم كنتي صغيره اشلون كنتوا عايشين؟"
ام عبد الرحمن:"من اول كنا عايشين حياه حلوه والقلوب نظيفه...."
وقطعت كلامها وهي شايفه العنود جايه من بعيد:"هذي مهي بالعنود...."
كانت العنود جايه ومعها خالتهم وعبير....وهالشي صدم كثيرين لانهم ماتوقعوا جيتهم....
كانت صدمة بسمه كبيره...وحاولت تخفي مشاعرها...وداخلها محتاره تهرب من مواجهتهم ولا تعاملهم ببرود وبعد تردد اختارت الخيار الاخير...يمكن من باب الفضول...جلست ام محمد جنب اختها بعد ما سلمت وعبير بين ريم وساره...وهالثنتين ما وقفت لهم بسمه...وهم تجاهلوا وجدها...
العنود بعد ما سلمت عليها:"اشلونك ؟ واشلون بنتك..."
بسمه:"الحمد لله بخير...اشلونك انت واشلون عيالك..."
العنود:"الله يسلمك الحمد لله بخير..."
ام عبد الرحمن وهي تلمح على وجود ام محمد وعبير:"غريبه يالعنود...وش جابك امك راحت لخالتك تزورها...توقعت انك رحتي معها؟"
ابتسمت العنود لما فهمت تلميحها وقبل ما ترد سمعت ام محمد:"حتى احنا ما كنال ناوين نجي...بس خالد الله يهديه لزم على محمد ..."
العنود:"مهوب خالد ياخالتي...فيصل اخوي هو اللي كلم..."
ام محمد:"حتى خالد كلمه..."
كان الجو مكهرب...وام خالد وريم وساره محتارين بين عبير وبسمه...وما ودهم احد منهم يزعل...بس وجودهم مع بعض في مكان واحد شي صعب للكل...
عبير وهي قايمه ودلع:"ريم ياللا نتمشى...الجو هنا خانق..."
ام عبد الرحمن:"جو المزرعه تراه واحد...كان قعدتي يابنيتي في البيت اريح لك...الجو هناك براد..."
ابتسمت ام عبد الرحمن ابتسامة نصر وهي تشوفها رايحه مع ريم وهي منرفزه...
كانت بسمه تفكر في تنفيذ اللي في راسها...لانها مارح تتحمل وجود عبير في ..
دخلت داخل وبعد ما وصلت غرفتها صكت الباب ودقت على جوال خالد...ونبضات قلبها عاليه ويتهيأ لها ان خالد لو رفع السماعه بيسمعها...
سمعت صوت خالد:"هلا..."
بسمه بتردد:"خالد...تدري ان خالتك جات هي عبير..."
خالد وهو متفاجأ:"لاااا...توني ادري منك اللحين..."
بسمه:"طيب انا ماابي اقعد بمكان واحد هم فيه..."
خالد بااستسلام:"طيب خلاص بتعشى مع اهلي ونمشي"
بسمه بااصرار:"لاء...نمشي اللحين..."
خالد:"اشلون نمشي اللحين...ابقعد شوي واذا تعشينا طلعنا..."
بسمه بعصبيه:"انت تدري اني ماابي اشوفها....ووجودها ينرفزني...ولا يروح فكرك بعيد وتظن ان الغيره ذابحتني ...لاء...بس بنت خالتك سخيفه ومااتحمل وجودها..."
خالد:"ومن جاب طاري غيره الليحين..."
بسمه:"اللحين بنروح ولا لاء..."
خالد:"لاء...."
سكرت بسمه السماعه في وجهه لما سمعت رده....ورمت الجوال على السرير بقهر....
اكيد اللحين مبسوط انها قريبه منه...ولا حتى يحترم شعوري...ويتصل يلزم عليهم يجون مع العنود...ويمكن اللحين هو معها ...تقهر هي وامها لو فيها خير ما رضت تجي وهي عارفه بوجودي...كانت كل هالافكار تدور في راسها...انتبهت على رنين الجوال المتواصل ...من صوت النغمه عرفت انه خالد وماردت عليه....
وبعد فتره بسيطه انفتح الباب ودخلت منه امل وهي شايله بنتها....
امل:"خالي ينتظرك في السياره..."
بسمه بااستغراب:"اللحين..."
امل:"ايه وعجلي....لان شكله معصب...انتي كلمتيه حتى تروحون؟"
هزت راسها بالايجاب وهي تلبس عباتها بسرعه وخذت بنتها من يد امل:"ترى مارح امر على الحريم سلمي عليهم...."
امل وهي تبتسم:"اتوقع عبيريجيها جلطه من القهر..."
بسمه:"اخاف انا اللي يخنقني خالد ويرميني في البر...ياللا مع السلامه"
وطلعت بسرعه ...ترددت لما شافت سيارة خالد...تدري انه تسكير التلفون في وجهه
مارح يمر بساهل...
ولما ركبت السياره....حست من حركت يدينه علي الدريكسون انه معصب....
خالد بصوت حاد:"ارتحتي اللحين لما احرجتيني "
بسمه:"احرجتك !!"
خالد:"ايه احرجتيني...تونا واصلين وماتعشينا ولا..."
قاطعته بسمه:"يعني ماهمك الا العشا...."
حاول خالد يتمالك اعصابه:"اصلا العشا ماهمني...بس لو تعشيت وقلت عن اذنك انا راجع البيت...ما بيلزمون علي مثل قبل شوي..."
بسمه:"ما جبرتك لى شي..."
خالد:"الشرهه مهيب عليك الشرهه على اللي مسوي لك سالفه ..."
ورجع يركز نظره على الطريق....كان ماشي بسرعه ..ارتعبت بسمه لما سمعت صوت صوت انفجار...وبدت السياره تتمايل...حاول خالد يتحكم في السياره بكل قوته...وبسمه مهي قادره تتمسك بمقعدها...وتميل مع السياره ...مره تحس نفسها قريببه من خالد ومره في الجهه الثانيه...كان كل همها تمسك بنتها زين حتى ما تفلت من يدها...وقدر خالد يهدي سرعته حتى وقف السياره تدريجيا ....
التفت على بسمه وبصوت حاد وهو يأشر ورى على كرسي رهف :"حطيها في كرسيها...ترى لولا قدر الله وانقلبت السياره....كانت هي اول ضحيه"
ونزل من السياره...التفتت بسمه وحطت بنتها النايمه في االكرسي المخصص للاطفال الرضع واللي كانت رافضه استخدامه...وشافت خالد يفتح الشنطه ...
نزلت بسمه ولما شافت الكفره الاماميه عرفت انه صوت الانفجار كان صوت الكفره...
بسمه بتردد:"خالد تبي اساعدك بشي..."
خالد:"ايه...ادخلي السياره ولا تنزلين سامعه"
ركبت السياره وهي حاسه بالخوف...كانوا في منطقه شبه مهجوره والسيارات اللي تمر قليله...حست بالسياره تهتز لانه خالد يغير الاطار...وبعد فتره بسيطه حستها بسمه دهر ركب خالد السياره....
وكملوا طريقهم من غير ما يتبادلون أي كلمه...ارتاحت بسمه لما وصلوا البيت ...شالت بنتها ونزلوا....وبعد ما حطتها في غرفتها طلعت الصاله وهي تسمع صوت المويه في الحمام كان خالد يتسبح....انقهرت من نحاسة حظها....اول مره تتعطل السياره وهي السبب في الحاحها في الرجعه....
جلس خالد جنبها وهو حاس انه الوقت المناسب حتى يحاول تصفى النفوس من جهتها هي بذات...
خالد وهو يتنهد:" بسمه ترى زهقت من هالوضع ولازم نتكلم...."
بسمه وهي منزله راسها:"قبل ما تقول أي شي...انا اسفه لاني ضغطت عليك وبسبب تهوري بغى يصير لنا حادث شنيع..."
خالد:"انسي اللحين اللي صار...وخلينا نتكلم في الاهم...من وصلتي من بيت عمك لنا مع بعض شهرين...وانا كل ما فتحت لك هالموضوع سكرتيه..."
بسمه بالم:"ليش تفتح جروح قديمه..."
قرب منها خالد:"بسمه انا ادري اني تسرعت وتهورت بس عمك لما جاب الملف لي انجنيت...وصدقته في كلامه...بس تأكدي لو انك رخيصه ما كان تردد لحظه في طلاقك...بالعكس كنت اتعذب لانك بعيده عني...وطيف ذكرياتي معك دايم يزورني...وحتى كلامي الجارح لك...جرحني قبل مايجرحك...بسمه انا استحق منك
تساعديني في بنا حياتنا من جديد...وحتى لو مااستحق هالفرصه...رهف تستحق انها تعيش في حظن امها وابوها..."
بسمه بحزن:"صدقني ياخالد انا ماانجرحت من كلامك الجارح في لحظة غضب كثر احساسي اني رخيصه عندك وممكن ترميني بااي لحظه..."
خالد:"ماانتي رخيصه لو رخيصه ماسألت فيك ولا تعذبت وانا اشوفك تتألمين... بس انتي اللي الظاهر مااعني لك شي..."
بسمه:"اكذب لوة قلت لك مااحبك...انا احبك بكل ذره في كياني وبكل عرق ينبض في جسمي بس كانت صدمه عنيفه طيحت بكل امالي واحلامي...."
خالد:"احلامك وامالك بترجع مثل اول واحسن ولا يصير قلبك اسود..."
حطت بسمه عينها في عينه:"وعبير..."
خالد وهو يتنهد:"عبير غلطه للاسف في حياتي وهي واقع ما نقدر ننكره...لكن اللي اقدر اوعدك فيه انه مستحيل زواجي منها يخليني اقصر في أي حق من حقوقك..."
بسمه:"اكيد تقولها انا غلطه مثل ماتقولي..."
قاطعها خالد بعصبيه:"ترى ذبحتيني..اعتذار واعتذرت...وشرحت لك كل اللي صار...واحترمت غضبك وقلت لازم اتحمل نتيجة غلطتي....تجاهلك لي ولامبلاتك
افسرها ردة فعل لعفل انا سببه....عطيتك فرصه حتى تشوفين اشكثر انا صادق معك...واني احبك ومااقدر استغني عنك... ومع ذلك مااشوف الا عناد زايد ولامبالاه واضحه..."
بسمه :"لا تلومني ياخالد ماعاد اتحمل اكثر....اخاف من كل شي ومااثق في احد...
محتاجه ابعد ياخالد عنك وعن كل شي.."
نزلت راسها وغطت وجهها بيدينها وهي حاسه نفسها في دوامه ...وحست بيد خالد تربت على كتفها....


قاعده في صالة خالتها تنتظر تركي يطلع من غرفته...اليوم مر عليها وهي في بيت خالتها شهرين....خلال هالشهرين حست بالراحه النفسيه...وقدرت ترمى كل اللي صار ورى ظهرها واتخذت قرارها بالتمسك بحياتها مع خالد.....بسبب اشياء كثيره اتخذت هالقرار...بنتها ومستقبلها اللي يهمها جدا...وحبه اللي ما تقدر تكابر وتنكره اكثر...
تتذكر مكالماته اللي تنتظرها بلهفه كل ليله...وشوقها لوجوده جنبها...على انها هي اللي طلبت منه ما يزورها ..وهو احترم رغبتها ...والشي اللي منغص عليها حياتها عبير...
"بسـمــــــه الا تسمعين يافتاه...."
ناظرت طلال :"اسمع ...ماذا تريد يافتى العرب..."
طلال:"ثكلتك امك....على فكره وش معني ثكلتك..."
تركي من وراه:"يعني فقدتك...."
طلال:"وليش تقولها بحماس...كأنك تدعي علي..."
ام تركي:"ها...جهزتي يابسمه..."
بسمه:"ايه من زمــــــــان وانا انتظرك..."
طلال:"اللحين الزواج في الليل وش يوديكم الرياض االساعه تسع..."
الجوهره:"حتى نروح الكوفيره..."
طلال:"شوفي ياجوهروه ياويلك لو اسمع انك حطيتي في وجهك احمر واخضر...ترى اموتك..."
تركي:"خلاص ولا تزعل بتحط ازرق..."
ناظره طلال بغيض:"انت ليش تحاول تفسد اخلاق البنت..."
ام تركي وهي تلبس عباتها:"تركي...ياللا مشينا المشوار طويل..."
بسمه:"في امان الله ايها الفتى الظريف..."
شالت بسمه بنتها وطلعت وطلال يودعهم بمراسيمه الخاصه وقبل ما يمشون دخل راسه مع الدريشه:"اقول يابسمه...العريس صدق اسمه طلال..."
بسمه:"ايه..."
طلع راسه ورفع يده:"اوعدنا يارب....يمه ابي اعرس..."
ام تركي:"خلص دراستك اول وعقب يصير خير..."
طلال :"يمه مافيها شي اتزوج وحده تشد من ازري في الدراسه ما تدرين يمكن انجح بتفوق..."
الجوهره:"من الغبيه اللي بتتزوجك...."
راح لجهة الجوهره...وقبل ما يفتح بابها مشى تركي...وضحكوا وهم يسمعونه يهدد ويتوعد....حست بسمه ان المسافه طويله ...والوقت بطئ...مشتاقه تشوف امل وهي عروس...
سمعت صوت جوالها كان المتصل خالد...
بسمه:"هلا خالد..."
خالد بضيق:"لا تقولين ما مشيتوا للحين...."
بسمه:"لا مشينا قبل نص ساعه..."
خالد:"طيب تجون البيت..."
بسمه:"لا ما فيه وقت...بروح لامل عند الكوفيره...وبجي معها في الليل..."
خالد:"طيب وش رايك تروحين معها الفندق بعد..."
ظحكت بسمه:"اخاف تطردني امل...اعرفها مالها خاتمه...."
خالد:"ورهوفه..."
بسمه:"بتكون مع خالتي طول الوقت...واعتقد انها بتروح لبدريه"
خالد:"تصدقين مشتاق لها ومشتاق لامها اكثر....مااقول الا الله يحنن القلوب بس..."
بسمه:"آمين يارب...ياللا ياخالد بسكر اللحين..."
خالد:"اشوفك الليله ان شاء الله..."
وبعد ما سكرت قعدت تسولف مع خالتها وتركي...ولما وصلوا المشغل دخلت...
كانت امل في انتظارها جالسه وتهز رجلينها بتوتر......
بسمه:"اشفيك....هدي اعصابك شوي..."
امل:"بالعكس اعصابي هاديه جدا...."
بسمه وهي تأشر على رجلين امل:"طيب وقفي هز ....بتستهلكين الطاقه على الفاضي..."
امل:"اف...بسمه انا ناقصه تعليقاتك...صدق انا متوتره لاني خايفه وماادري كيف بيطلع شكلي....بس..."
ناظرتها بسمه بنص عين:"بس"
ماردت امل عليها...وبدتسألها عن رهف...وعن خالتها وعن كل شي بس تبغى تنسى التوتر اللي هي فيه....
.
.
.
.
لما دخل كانت القاعه شبه مظلمه الا من نور مسلط عليها...امها وامه وخواته حولها...
بس مايشوف غيرها...لما قرب منها...كانت امل منزله راسها ...سلمت على ابوه وابوها..وجلست حتى من غير ما تناظره...حاول يسولف معها شوي...وما تجاوبت معه....راقبها وهي تناظر ابوها شوي وتصيح....حس بالازعاج من الاصوات اللي من حوله...وشاف خواته يرقصون...هز راسه وهو في خاطره يازين الهدوء اللي عند الرجال...وامل كانت تحاول تتحكم في مشاعرها وتحاول تكبت نهر الدموع اللي ممكن يسيل.....بعد ما طلعت سبقها طلال على السياره حتى يسلمون عليها خالاتها وصديقاتها...ولما شافت امها غصب عنها رمت نفسها في حظنها وهي تصيح...
مسكتها ريم بحنان:"امل...خلاص امسحي دموعك...ولا وجهك بيصير مثل لوحه تشكيله لرسام فاشل...."
مسحت امها دموعها:"الله يوفقك ان شاء الله....والحمد لله انتي قريبه ودايم بنشوفك...."
بسمه:"خلاص بلا دلع ...وبعد ين خالد توه اتصل يقول طلعوها ولا بدخل اجرها من شعرها..."
امل وهي تمسح وجهها:"لا اذا فيها جرة شعر بطلع بطيب احسن...."
بعد ما طلعت ركبت السياره مع طلال وما قدرت تتحكم في دموعها وهي تشوف ابوها ينحني ويساعدها في شيل فستانها....وقبل ما يسكر الباب:"مبروك ...طلال لا واصيك على امل"
طلال:"لا توصي حريص...."
طول الطريق وهم ساكتين ....الا من بعض الكلمات اللي سمعتها من طلال...ولما وصلوا الفندق انفتح باب السياره وطل خالد براسه:"سموالاميره تبي أي مساعده..."
طلال:"لاء...مشكور...ولا موعاجبك الشحط اللي قاعد جنبها..."
هز خالد راسه:"اسف....انا من ركبت وراكم...واتصالات امها وابوها مستمره...انتبه لها وهي نازله...ساعدها لا تتكرفس وتطيح...طلعها اللين غرفتها...تصدق تهورت بدريه في لحظه وقالت نام معها...بس تعوذت من ابليس في الاخير..."
ابتسمت امل غصب عنها وهي تسمه تعليقات خالد...مسك بيدها حتى تنزل بسهوله....
ومسك بيدها وساعدها حتى تقدر تنزل....انشغل طلال يكلم اخوه اللي كان ماشي في سياره ثانيه ولما التفت كانت امل وخالد دخلوا الفندق...
اول ما وصلت امل الجناح المحجوز لهم...جلست على الكنبه وسمعت خالد:"نفسي اعرف شي..."
امل:"وشو...."
خالد:"اشلون تتحملون هالفساتين...الوحده لو طاحت ما قدر اربعه رجال يشيلونها..."
طلال من وراه:"والله صادق ياخالد...."
جلس خالد على الكنبه:"اقول طلال...ترى ما تعشيت...اطلب لنا عشى...وبتحامل على نفسي وبشرفكم بوجودي..."
طلال:"انا ماابي اتعشى...امل تبين عشا.."
امل:"لاء..."
هز خالد راسه:"مالت عليك...طيب جاملي عشان خالك...تدرون اروح بكرامتي احسن..."
ولما وصل الباب سمع طلال:"بدري..."
خالد:"بدري من عمرك....ادري انها مهي طالعه من قلبك...ياللا تصبح على خير..."
عم الهدوء المكان لما طلع.....
قرب منها طلال:"امل ليش منزله راسك....ارفع راس انته سعودي..."
ابتسمت امل:"طلال اشدخل "
طلال:"لا من جد ياامل...مسويه فليم هندي من شهر...ياشخه كل البنات يتزوجون...احمدي ربك اقل شي انت متزوجه طلال غير..."
ماردت عليه امل وحست انها زودتها...سببت كآبه لكل اللي حولها من فتره...
حتى طلال ما كانت تكلمه في التلفون الا في فترات متباعده...
انتبهت على طلال:"ياللا بدلي ملابسك لان العشا بيوصل اللحين...."
امل:"توك تقول لخالي تعشيت؟"
طلال:"امزح معه...لا يستثقل دمه ويقعد على قلبي..."


^^^
بعد ما نومت بنتها رجعت لغرفتها...كا ن خالد على السرير يقرا كتاب...
بسمه:"مشاء الله نسبة الثقافه زايد عندك هاليومين..."
رمى خالد الكتاب بملل:"اضيع الوقت ...نامت المزعجه ..."
جلست بسمه على الطرف السرير:"صارت مزعجه اللحين..."
خالد:"اموت فيها وفي ازعاجها...كل شي منها زي العسل على قلبي...بس الهدوء حلو ساعات"
شردت بسمه للبعيد:"تصدق ياخالد...انا من الناس اللي احس بحنين لاي مكان اعيش فيه...."
عقد حاجبيه:"يعني ما رجعتي الا لما حسيت بحنين لمكان...والمسكين اللي في المكان وكل يوم ما يقدر يحط راسه على المخده الا لما يسمع صوتك..."
ضحكت بسمه:" الله يعلم اني طول ماانا بعيده عنك وانا افكر في حياتنا الماضيه....فكرت في كل شي...ولما اتذكر اللي صار منك احقد عليك ...بس قلبي ما يطول في حقده لاني احبك...."
جلس خالد جنبها وحط يده على كتفها:"تحبيني...انا اموت فيك وعجزت اتأقلم على حياتي من غيرك...صدقيني اللحظه اللي شفتك فيها هي اسعد لحظه في حياتي..."
غاص قلبها في صدرها وتشتت افكارها...ما تدري هو بسبب كلامه او لمست يده...
رمى خالد نفسه على السرير بقهر وهو يسمع بنته تصيح....قامت وهي تضحك...
وقبل ما تطلع:"يعني تحبها لما تضحك بس ها..."
خالد:" بالعكس خليها تنوسنا بصوتها العذب..اقول بسمه متى العاده تنام..."
بسمه:"على حسب ..."
راحت لبنتها وشالتها...واللي وقفت صياحها لما شافت امها وبدت تضحك وتحرك يدينها
بسرعه....

^^^
اليوم الثاني العصر...رمت الجوال بقهر بعد ما سكر الجوال بعد ما تجاهل مكالماتها...وسمعت امها...
"خلاص ...اثقلي عليه شوي... "
عبير:"يمه قاهرني...حتى ما عبر اتصالاتي....اخ يالقهر..."
ام محمد بحنان:"خلاص انتي كبري عقلك...ولا تعصبينه...تذكرين اخر مره لما تشاديتوا في الكلام بسببها...ترها هي لئيمه...تلاقينه قدامه ما تذكرك ...وانتي من تشوفينه ما تسولفين الا فيها...خليك ذكيه...واذا تزوجتي تقدرين تفرين مخه..."
عبير:"اشلون اقدر افر مخه وهو مخه ما ينفر..."
ام محمد:"خلاص حاولي تنسينهم لو هالفتره بس..."
تململت في جلستها:"اقول يمه....انا زهقت بصراحه من كل شي واحس نفسيتي زفت...وودي اطلع بكره مع فوزيه السوق...اشرايك؟"
ام محمد:"خلاص روحي معها ...ولا تتأخرين....بس متى بتروحين..."
عبير:"بدق عليها واللحيبن بطلع...."
وبعد ساعه كانت عبير عند الباب تنتظر فوزيه اللي بتمر عليها...ركبت معها السياره...ولما وصلوا المجمع...بدت عبير تحس بسعاده وهي تشوف نظرات الاعجاب
من الشباب...بعد ماتعبوا من اللف جلسوا في الكوفي ...
فوزيه:"اف...تعبت من الدوره..."
عبير:"تصدقين من زمان عن الدورات في الاسواق"
فوزيه:"مسويه عاقله...وما تبين تطلعين بدون اذن ابو الشباب..."
عبير:"ابو الشباب مشغول عني...وانا بعد بشغل نفسي بصراحه "
فوزيه:"هذا هو الكلام...اقول علي كلمني قبل مااطلع ولما درى انك بتطلعين معي
طلبني طلبه نطلع معه شوي ناخذ لفه في السياره..."
هزت عبير كتفينها:"عادي...اذا لفه في السياره ما فيه مشكله..."
فوزيه وهي متفاجأه:"مااصدق بصراحه...توقعت تمانعين..."
عبير:"ماادري بس اثق في علي...وبصراحه من زمان عن سوالفه اللي توسع الصدر...."
اتصلت فوزيه في علي...وبعد ربع ساعه كانت عبير وفوزيه معه في السياره...
وصوت الاغاني قوي...وسوالفهم وضحكاتهم المايعه تملى السياره...وعلي ما رفع نظره عن عبير...وهو يسولف معها ما كان منتبه على الطريق وماانتبه على السياره اللي معترضه طريقه...وفي لحظه كانت السياره مقلوبه ...وصوت انين يصدر من السياره....
.
.
.
وصل المستشفى وهو يركض لما اتصل عليه خالد...كان ابوه وخالد جالسين على مقاعد الانتظار...
محمد:"ها....اشلونها اللحين..."
ابو محمد:"بخير ان شاء الله توني طلعت من عندها لانها راحت قسم الاشعه..."
محمد:"اشلون صار الحادث...."
خالد"كانت مع صديقتها...مع اخوها والظاهر انه مسرع وماانتبه "
ابو محمد وهو يأشر على ناس قريبن منهم:"هذولي هم اهل صديقتها...بنتهم طيبه بس الولد حالته خطيره...."
انتبهوا على رجال :"سلامات والله..."
ابو محمد:"الله يسلمك...اقول ياولدي اشلون ولدكم ان شاء الله يكون بخير..."
الرجال وهو متفاجأ:"ولدنا...اختي قالت لنا ان السواق هو اخوصديقتها...يعني ولدكم...."
انصدموا الكل وهو يسمعون كلامه....وكل واحد يحاول يفسر اللي يسمعه...اذا السواق مهو اخو صديقتها...يعني انهم ثنتين طلعوا مع واحد غريب عنهم...
حط خالد يده على راسه وهو منصدم من هالتحليلات اللي تقتله...معقوله عبير تركب مع شخص غريب عنها ...وش السبب اللي يجبرها على هالشي...
وقف ودخل ورى ابو محمد ومحمد بعد ما رجعت عبير غرفتها....شاف ابو محمد واقف يشوف ولده وهو يجر شعر عبير واللي تكتم صرخاتها...
طلع بهدوء عكس العاصفه اللي يحسها داخله....وحاول يفهم من اخو صديقة عبير
السالفه كلها...لقاهم حتى هم منصدمين من اللي تأكدوا منه عن بنتهم...

^^^
دخلت للصاله بعد ماتأكدت من مازن انه ابوه مهوب موجود...كانت امل ورهف وبدريه يسولفون راحت تسلم على امل وهي مشتاقه لها...
بسمه:"نور الرياض ...."
امل وهي شايله رهوفه الصغيره:"ادري والله ...عارفه كل شي ظلام من عقبي...عشان كذا قررت ارجع بسرعه ...ما قعدت الا اسبوعين..."
بسمه:"شخبارك اموله...وش هالزين...كل هذا من العرس..."
بدريه:"بالعكس احسها نحفانه..."
رهف:"يمكن يمه تسوي رجيم..."
امل:"وليش ايسوي رجيم ...انا رشيقه حيل..."
رهف:"اقول امل....احس طلال سمن شوي..."
ناظرتها بدريه:"وش دراك؟"
رهف:"شفته مع الدريشه..."
امل:"ما تتركين طبعك يارهف ...اقول صدق طلق خالي عبير..."
بدريه وهي متفاجأه:"من قالك؟"
رهف وهي تأشر على نفسها بفخر:"انا قلت لها..."
امل:"صدق ركبت مع واحد و..."
قاطعتها بدريه:"امل اتركيها في حالها خذت جزائها واكثر..."
امل:"بصراحه ماادري ليش احس نفسي شمتانه فيها..."
بدريه:"لاء..ياامل حرام الشماته مهي زينه...."
بسمه:"المهم وش اخبارك انتي ياحلوه...."
بدريه:" قبل اخبارها...بسمه افسخي عباتك...."
قامت بسمه تفسخها بس انصدمت وهي تشوف مازن داخل عليهم وهو يصارخ:"عبد العزيز طاح من السيكل والدم يصب من راسه......"
وبدون وعي راحت تركض الشارع توقعت انها طيحه خفيفه....انصدمت من شكل عبد العزيزكان طايح وراسه على الرصيف...والدم مغطي وجهه...جلست واخذته في حظنها وهي تشد على مكان الجرح اللي في راسه بيدها....كان الدم ينزف بغزاره....قامت به وهي ما تدري وين تروح ودموعها مغرقتها....والدم غرق ملابسها....ومن الدموع تشوف مثل الضباب حولهاوتشوف ناس كثير ومهي عارفه وين تروح.....شافت عمها يطلع من بيته وهو يركض ووقف مبهوت وهو يشوف بسمه شايله ولده وهو غرقان بدمه.....
شغل سيارته من دون ما يحاول يلمسه وركبت بسمه ورى وهي شايله عبد العزيز...
تحسه ميت في يدها بس مكذبه عمرها...ريحة الدم ذكرتها بموت اهلها والحادث المأساوي اللي شافته....كان صياحها يقطع القلب....
وقدام كان عمها مهو متجرأ يسألها اذا هو حي او ميت....منظر عبد العزيز وهو غرقان بدمه يعذبه...لا مستحيل ولدي يموت...اكيد ضربه بسيطه...واغمى عليه...كل هالافكار كانت تدور في راس ابو عبد العزيز....ولما وصلول للمستشفى نزل بسرعه...
وترك باب السياره مفتوح...وخلال ثواني كان عبد العزيز على سرير ويجرونه ممرضتين...وابو عبد العزيز وبسمه يركضون وراهم...حتى وصلوا لغرفه منعوا من دخولها....انهارت بسمه على الكرسي وهي عايشه على امل انه ما مات...ورفعت راسها وهي تسمع عمها وهو يصيح كان مغطي وجهه بيدينه ويصيح....عمرها ما شافته بهالضعف والانكسار....
"ها...اشلون ولدي..."
كانت ام عبد العزيز واقفه قدامهم هي وهدي...
ابو عبد العزيز:"ماادري ..للحين ما طلع..."
هدى وهي تصيح:"صدق يبه مات..."
ابو عبد العزيز بصوت عالي:"لاء...ان شاء الله هو بخير..."
وقبل ما يتم جملته انتبه على الدكتور لما طلع وهو منزل راسه...
ابو عبد العزيز:"ها يادكتور بشر...اشلون ولدي؟"
سمعوا الجمله اللي صعقتهم:"عظم الله اجركم..."
وضج الممر بصراخهم...وراحوا يركضون على غرفة عبد العزيز...
كات بسمه جالسه على الكرسي وهي تناظر يدها اللي ملطخه بدم عبد العزيز
والاحزان في قلبها تتجدد...كل ماالتأم جرح تجددت جروح....
وقامت حتى وصلت الباب....وتشوفهم منهارين وهم يصيحون....وام عبد العزيز تلطم خدها وابو عبد العزيز منهار على صدر ولده....
ولما شافت وجهه عبد العزيزاعتصر الالم قلبها... وحست بطعنه عميقه...ما يندمل جرحها للابد... حست بدوار وطاحت على الارض...

^^^

عاشت بسمه بعد موت عبد العزيز ايام عصيبه...تتذكر موته البشع...ويتمزق قلبها اسى ولوعه...كان كل من يزورها يشوفها ساكته ودموعها تنساب بغزاره...نسجت حول نفسها دائرة احزان ...بموت عبد العزيز تجدتت الامها وجراحها...وبموته تذكرت حرمانها من اعز احبابها...نست الكل وهي في غمرة احزانها حتى بنتها....جمعت المأساه بينها وبين عمها ومرته ولاول مره في حياتها تشوف عمه في قمة انكساره...

^^^

بعد مرور ست سنوات....
دخلت الغرفه وهي تجر عروستها معها...لما شافت امها وابوها نايمين ..انقهرت طلعت على السرير بصعوبه...ولما صارت في الوسط رفعت اللحاف عن وجه امها....وبصوت عذب:"ماما...ماااما..."
ما شافت من امها أي حركه....هزت كتفها برفق...
:"ماما...مااااما....اليوم العيد يللا ..."
حست بيد ابوها من حولها...حطت راسها جنب راسه على المخده...
"بابا ...اليوم العيد..."
ناظر خالد ساعته:"رهوف روحي نامي ... بدري..."
رهف بوجه عابس:"لاء...مافيني نوم..."
سمع بسمه من تحت اللحاف:"طيب اذا رجع بابا من صلاة الفجر...ابقوم..."
شال اللحاف عن وجهها:"انتي طول رمضان تسهرين للفجر...وليلة العيد تنامين الساعه ثلاث قالك ليلة العيد لازم انام..."
بسمه:"من الساعه 12وانا احاول انام.... ياللا قوم صل...واذا رجعت من الصلاه بجهز رهف تروح مع خالتي للصلاه..."
خالد وهويلاعب بنته:"ما بتروحين للصلاه.؟"
بسمه:"لاء....ما بروح..."
وقامت بصعوبه من السرير وطلت على سرير ولدها عبد العزيز...عمره اللحين شهرين...
بسمه وهي تناظر ولدها:"صباح الخير..."
خالد:"انا ماادري وش عاجبك في هالولد...شوفي الزين هنا..."
رهف وهي تضم ابوها بيدينها الصغيره:"انا احبك يابابا..."
بسمه بااعتراض:"وانا..."
ابتسمت امها:"حتى انتي ...بس بابا اكثر شوي...لانه ما يعصب علي..."
بسمه وهي تأشرها:"ياللا قومي حتى تتسبحين وتلبسين بسرعه...."
طلع خالد وهو يضحك وهو يسمع بسمه ورهف العنيده مهم متفقين على اللبس اللي بتلبسه....ما يدري ليش هالعيد تذكر خالته اللي له سنوات طويله ما شافها بعد اللي صار من عبير...وبعد مااتصلت ام عبد العزيز وصارحته بكل اللي صار من خالته...واللي قهره اكثر لما عرف من فهد ان كلامها صحيح بس هم خبوا عليه الحقيقه...عاش ايام صعبه بعد ما طلق عبير...لانه ماكان مصدق ان عبير ممكن تغلط هالغلطه اللي مستحيل تنغفر...
ومرض بسمه وحالتها النفسيه الصعبه بعد موت عبد العزيز..واهمالها لنفسها ولبيتها
وبصعوبه طلعت من احزانها والالامها...وجت مكالمة ام عبد العزيز حتى تدمره...لانه ما توقع ان خالته تكون بهالخبث والدنائه...بس من كل اللي صار له تعلم يضبط نفسه ويحاول يتحقق ويتأكد قبل ما يظلم احد لان ظلمه لبسمه لقنه درس قاسي...
.
.
.
.
دخلت امل وهي شايله ولدها ....وابتسمت وهي تشوف الكل متجمع في بيت جدتها...حطت ولدها في حظن امها وراحت تسلم...مرت عليها الست سنوات بسعاده...ووقفت في وجه الكل لما قررت تبطل دراسه...وكان اول المعارضين امه...بس سوت اللي في راسها وقعدت في البيت...والله زرقها بولده عبد الله وملى عليها دنيتها.
.
.
.
شالت ولد امل بحنان ومسحت دمعه فرت من عينها...كل ما تجمعوا مع بعض كانت تغبط بسمه وامل وتتمنى الله يرزقها طفل يسليها في وحدتها خصوصا بعد خلصت الجامعه وقعدت في البيت...بس من الملل درست في مدرسه ثانويه...كانت تضايقها نظرات التعاطف واسألة الفضولين عن تأخر الحمل...على ان فهد عمره ماحسسها بحاجته لطفل وكا ن يراعي شعورها لاقصى درجه......
.
.
.
وفي مكان بعيد في مدينه جده ...كانت مطحونه...ومنبوذه في بيت مالها أي حقوق فيه...
ناظرت المرايه وهي تشوف اثار الكدمات على وجهها...حست بخوف وهي تشوفه يدخل وهو يترنح...يجي مثل هالوقت كل صباح وهو يترنح من البلاوي اللي يتعاطاها...
مسك بشعرها:"وش هالنظرات يالخايسه....ها"
عبير وهي تمسك بيده:"ما فيه شي..."
رماها على الارض بقسوه:"اصلا لو فيك خير مارموك اهلك ولا سألوا عنك...ارسل ابوك الفلوس..."
نزلت عبير راسها:"ايه...."
وطلعت وهي تمسح دموعها...كانت ام سعيد في وجهها...
ام سعيد:"ويبن رايحه..."
عبير بقهر:"وين بروح يعني...في البيت مابروح بعيد..."
طلعت الحديقه وهي تتأمل البيت اللي شراه ابوها لها....لما عرفوا الحقيقه تخلوا عنها...ولما درت ام سعيد بالسالفه عرضت عليهم زواج ولدها السكير الفاشل منها...ولاقى هالطلب منها كل ترحيب من امها وابوها....ورموها ولا سألوا عنها...امنوا لها كل حاجاتها الماديه وحرموها منهم.....حست بالعذاب والالم والحرمان وهي تتفتقد وجود اهلها اللي حرموها منه وهم احياء...ورفضوا كل محاولاتها الاتصال بهم...
والوحيده اللي لازلات على اتصال معها ريم بنت خالتها...ومن خلالها تعرف اخبار اهلها...
.
.
.
.
بعد ما رجعوا من صلاة العيد ناظرت العيال بكل فخر....خلال الاربع سنوات استطاعت انها تعيش سعاده وراحة بال كانت مفتقدتها....تزوجت ابو اسامه قبل اربع سنوات بعد ما خطبتها اخته...وكانت جدا صريحه معها وما اخفت عليها أي شي...ومن حسن حظها انه مثل مافيه ناس ماللمغفره مكان في قلوبهم فيه ناس يسامحون كل الاخطاء الماضيه والزلات القديمه...ابو اسامه ارمل وعنده من العيال اربعه ...ماتت زوجته قبل خمس سنوات...واحتاج لزوجه تكون ام حنون على عياله قبل ما تكون زوجه صالحه له...ومشاعل كانت احسن وحده قامت بكل جداره بهالدور...
.
.
.
من بعد موت عبد العزيز انكسرت في داخله اشياء مستحيل تتصلح...وتغير اشياء كثير في حياته...طلع من البيت اللي هو فيه لما ما قدر يتحمل الذكريات والحنين والشوق اللي يحسه كل ما دخل البيت....طلب من بسمه تسامحه على كل اللي صار منه...فقدانه لولده خلاه يحس بلوعتها والمها لما فقدت اسرتها...كانت المصايب تجيه من كل مكان بعد موت ولده بسنه تطلقت هدى بنته من زوجها...وسحر مات لها الطفل الثاني...
حس بالام وهو يحس بناته يتعذبون قدام عيونه وهو ما في يده شي...
.
.
.
وقفت على شاطئ البحر والهواء يلعب بشعرها...وهي تناظر زرقة السما وهي تلتقي مع زرقة البحر في منظر رائع...التفتت وهي تسمع ضحك رهف وهي تلعب كوره مع خالد...ما تنكر انه خالد وعيالها هم كل دنياها وهم سعادتها...بس ما تقدر تطرد امواج الحزن والاسى اللي تغمرها احيانا بدون سبب الا تذكرها لماضي مؤلم ...حست بالكوره على كتفها...التفتت عليهم....
رهف وهي تضحك:"ترى باب هو اللي رمى الكوره عليك..."
ناظرت خالد وابتسامه عذبه مرسومه على وجهه...بادلته الابتسام وشالت الكوره
وهي تحاول ترميها عليه....وضحكات رهف البريئه تملئ المكان.....


-النهـــــــــايه-
اضافة رد مع اقتباس
  #38  
قديم 07/11/2004, 11:43 PM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 27/11/2003
المكان: KSA
مشاركات: 2,477
اخواني هذه القصه تعلمنى كيف انتصر الحق على الباطل في النهايه وكيف عاقب الله سبحانه

وتعالى الظالمين وابتلاهم في ابنائهم

عاد عطونا تعليقاتكم ورئيكم بالقصه

اخوكم هلالي موعالبال (فهد)
اضافة رد مع اقتباس
  #39  
قديم 08/11/2004, 04:05 PM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 01/10/2003
المكان: الامــــــــــــــ العين ــــــــارات
مشاركات: 1,939
مشكوووووووووووووووين اخوي هلالي مو عالبال الصراحه قصه تجنن
وننتظر منك الاكثر اتقبل تحيتي
مع حبي
بنت الزعيم العيناوي
اضافة رد مع اقتباس
  #40  
قديم 09/11/2004, 09:56 PM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 27/11/2003
المكان: KSA
مشاركات: 2,477
مشكوره اختي بنت الزعيم العيناوي على هذي الزياره

عموماً انا بنتظار باقي الردود من الاخوه الاعضاء خاصه اني ماخذ اذن من المشرف على

منتدى المجلس العام البارق 2000 علشان انشرها لكم في منتدى المجلس العام ويخليك ربي

يالبارق
اضافة رد مع اقتباس
  #41  
قديم 15/11/2004, 09:51 PM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 01/03/2003
المكان: الكويت
مشاركات: 4,418
مرحبا

يعطيك الف الف الف الف الف عافية على هالقصة الرووووعه
صج صج حبيتها واعجبتني شخصية بسمة وطيبة خالد ونرفزتني شخصية عبير وابوعبدالعزيز وام محمد
تون القصة اغلبه حزن بس اعتقد وحسب دراستي لمواد الادب ان هالقصة رومانسية كوميدية لان نهايتها سعيدة
وفيه ملاحظة ثانية :p القصة توها يديده لان فيها مناقشات عن نادي الهلال وعن هزايمه بالخمسات

عموما يعطيك الف عافية ومشكور مرة ثانية وياريت تنزل قصص بعد>> طماعه :p
حتى لو ماكان لها متابعين وايد
اضافة رد مع اقتباس
  #42  
قديم 16/11/2004, 04:13 PM
فيو
تاريخ التسجيل: 25/01/2002
المكان: .. الحـــبيــ الرياض ـبـه ..
مشاركات: 15,376

من جد روووووعه هالقصه أنسجمت معها ولا حسيت بمرور الوقت --->> أستغربت يوم أذن الظهر والعصر


إقتباس
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة كيفي كويتية
مرحبا

يعطيك الف الف الف الف الف عافية على هالقصة الرووووعه
صج صج حبيتها واعجبتني شخصية بسمة وطيبة خالد ونرفزتني شخصية عبير وابوعبدالعزيز وام محمد
تون القصة اغلبه حزن بس اعتقد وحسب دراستي لمواد الادب ان هالقصة رومانسية كوميدية لان نهايتها سعيدة
وفيه ملاحظة ثانية :p القصة توها يديده لان فيها مناقشات عن نادي الهلال وعن هزايمه بالخمسات

عموما يعطيك الف عافية ومشكور مرة ثانية وياريت تنزل قصص بعد>> طماعه :p
حتى لو ماكان لها متابعين وايد

لا تنسين بعد شخصيه فهد وحكمته ومن جد نرفزتني عبير وابوعبدالعزيز وام عبدالعزيز وام محمد ،،

يسلمو خيو على هيك مواضيع





الفيروسه الزرقاء
اضافة رد مع اقتباس
  #43  
قديم 17/11/2004, 03:12 AM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 27/11/2003
المكان: KSA
مشاركات: 2,477
حياكم الله اختي كيفي كويتية واختي الفيروسه وكل عام وانتم بخير

وشكراً على مروركم وان شاء الله بنزل قصص اخرى

تقبلو تحيتي اخوكم فهد
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد

أدوات الموضوع
طريقة عرض الموضوع

قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 02:25 AM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube