وضع الناقد الرياضي وعضو شرف نادي الهلال تركي الناصر السديري ناديه تحت مشرحة النقد الصريح حول التراجع الكروي الذي أصاب الفريق الأول منذ مواسم عدة وشخص لـ"الوطن" الواقع الذي

يمر به الفريق الكروي الأول، ووصف السديري الحلول المناسبة للنهوض بالهلال حتى ينتشل الأندية السعودية الأخرى من حظها الحاضر كون "الزعيم" هو البوصلة التي يمكن أن تقيس بها قوة وتطور تلك الأندية.

وحدد معايير تحرك إبرة تلك "البوصلة" بتحرك المدرج الهلالي الذي بات يستغيث الآن.

* كيف تفسرون استمرارية تراجع الفريق الكروي الأول بنادي الهلال في الوقت الراهن؟

- ما يحدث الآن من تراجع كروي ما هو إلا تعبير لما يحدث في الأندية السعودية الأخرى، والذي يحدث الآن شيء مخجل بحق الرياضة السعودية نتيجة لغياب منظومة المنهج والفكر المهني لعصر العولمة.

* ومتى يعود الهلال لجماهيره؟

- لا تتوقع الجماهير الهلالية والرياضية أن يعود الهلال كما كان سابقاً، بعد أن داهمته العشوائية والتي ساهمت في قفز البعض والسيطرة على أموره، وآن الأوان أن يترك الأمر للمدرج الهلالي وللأفراد المتمكنين للمعرفة وللخبرة الرياضية والإدارية "معاً" فمن لا يمتلك هذه يجب أن يكتفي بدور الممول أو المشجع!.

* وماذا يحتاج لكي يعود إذن؟

- يحتاج الهلال إلى بكنباور جديد ذي كفاءة يولد وينشأ من المدرج الهلالي لأجل وضع حد للإخفاقات التي تعرض لها الهلال.

* ومن أين يخلق الهلاليون "بكنباور" جديداً؟

- كثير من الأندية السعودية تعاني من تفرد الشللية على المجالس الإدارية داخل الأندية أو وجود شبكات نفوذ أو توريث أو عرفاء داخل الإدارات، فالمدرجات لديها مقاعدها في الملاعب الكروية وفي الصالات المغلقة وفي الساحات الرياضية من أفنى عمره وجهده وماله لخدمة الأندية ومن يحمل الشهادات الأكاديمية العلمية في التخصصات الرياضية وهم كثر في هذا البلد، ولكنهم يحتاجون لأخذ الفرصة لقيادة الأندية.

* ما هو لسان حال تلك المدرجات التي تتوفر لديها تلك الصفات؟

- أقول كفى ضياعاً للوقت فالمدرج السعودي يستغيث الآن.

* وما الدليل على ذلك؟

- الجماهير الرياضية أكثر الفئات تطوراً وأمامها خيارات كثيرة وارتقت معاييرها، واكتشفت أنها مضحوك عليها، فهي تريد منح الثقة، وكان بالإمكان أن يتحقق ذلك ولكن الفرصة فقدت منذ 10 سنوات نتيجة للتراجع الرياضي والكروي الملحوظ.

* وما هي تلك الفرصة على وجه التحديد؟

- كان أمامنا فرصة لإعادة منظومة رياضية جديدة نتيجة للمتغيرات التي حدثت في المجتمع السعودي اقتصاديا واجتماعيا وترفيهيا وتنمويا. وأيضا لمواجهة معايير المنافسة في الميادين الدولية، فنحن في زمن الاحتراف لا نملك منظومة قانونية توجه عملية الاحتراف...

* وأي منظومة تلك؟

- الذي يوجه عملية الاحتراف هو غرفة بها 4 موظفين يدارون بفكر سوداني! بلدنا مملوء بالكوادر المتخصصة بالقانون، لماذا لم يتم إلحاق الكفاءات السعودية المتخصصة في مجال القانون الرياضي، فمنذ 10 سنوات يوجد طابور من المؤهلين أكاديميا لفهم نظام الاحتراف.

* وماذا الذي سيحدث لو طبق ما ذهبت إليه؟

- لو فعلنا ذلك من البداية لتغيرت خارطة الأندية السعودية وازدادت أنديتها وكبرت إداراتها تبعا للتقدم التقني والاقتصادي والازدياد السكاني والعمراني، فالسعودية تضاعفت أرقامها منذ 40 عاما بأربعة أضعاف عن السابق ومع ذلك لا يوجد في الرياض إلا 4 أندية منذ تلك الأعوام. * وما الذي يجب اتباعه الآن؟

- يجب الانتباه للأندية الريفية والاهتمام بها، وأن يكون هناك اتحاد للمحترفين كما أن تشكيل المجالس الإدارية للأندية يجب أن يكون عن طريق الانتخابات، وهنا أحيي نادي الوحدة في الفعل التاريخي العظيم الذي قام به في انتخاب المجلس الحالي، فلماذا لا تفعل الأندية الكبيرة مثل ذلك؟

* لكن ربما لا تحقق الانتخابات رغبات البعض الذين يفضلون أن تكون بالتزكية الشرفية؟

- على هؤلاء أن ينشئوا إدارات خاصة بهم إذا أرادوا مثل ذلك.

* وما الذي تفتقده الرياضة السعودية حتى تكون حاضرة في أزهى صورها؟

- نحن نفتقد للاستراتيجية الرياضية ولا نعتمد على أي معايير أو برمجة علمية صحيحة، فهي لم تشرك الجماعات، فهي مازالت تؤدي أعمالها بنواميس زمان وفاقدة للاستراتيجيات ومن يفقد ذلك كالذي يسير بالطريق دون نظر.

* أنت تطالب بدخول الأكاديميين للأندية والرياضة السعودية وتحقق ذلك في عهد إدارة الأمير عبدالله بن مساعد الماضية للهلال لكنها لم تسلم من أوجه انتقاداتك؟

- هناك أكثر من 72 علما متخصصا، فالذي أقصده أن من يمتلك القدرة المتخصصة وممثلا لأي لعبة بشكل رسمي يحق له أن ينضم لمجالس الإدارة وبأكاديمية متخصصة.

* وما هي المعايير المثلى التي يمكن لها أن تقود الإدارة الهلالية مستقبلاً؟

- الهلال هو بوصلة الأندية الأخرى، فالإدارة الهلالية لا تريد مجموعة "دقدقات الأصابع" أو ذوي جلسات آخر الليل وليس من أصحاب الآذان الطويلة أو أصحاب ميكروفونات انتشروا!

* بنظرك هل التقاء الهلاليين والمهتمين بشؤون البيت الهلالي من حملة الأقلام ساهم فيما وصل إليه الهلال من تراجع لا سيما على صعيد الفريق الكروي الأول والصحافة بشكل عام؟

- الصحافة في عملها تفتقد لأصحاب الرسالة الرياضية الذين لديهم الهم الرياضي، أصبح فيها مجموعة من الممتهنين لقرع الطبول ومن السذج وهناك طوابير لا تدري كيف تسللت وهناك مجموعة من الصحفيين المستنيرين الصادقين المؤمنين برسالة الرياضة ويظلون قلة ويحترمون أنفسهم.

فعلا لا بد من مساندة الفريق ليسى بالكلام فقط بل بالفعل ومساندة الفريق في الملعب
ونملأ المدرجات