بسم الله الرحمن الرحيم

عام كامل انتهاء منذ توديعنا لشهر رمضان المبارك السنة الماضية وهانحن بعد بضعة أيام سنستقبل شهر رمضان لهذا العام…

انتهاء عام كامل بحلوه ومره، بأفراحه وأتراحه ، فمنا من سر فيه وتبدلت حياته للأفضل…

ومنا من أصبح تعيساً كئيباً بسبب الأقدار التي كتبت له…

منا من ودع شخص أو أشخاص عزيزين عليه سواء بوفاة أحدهم أم بسفرهم بعيداً…

ومنا من استقبل أشخاص يحبهم ويقدرهم سواء أشخاص عادوا من السفر أو ولد لأحدهم أبناء أو إخوان…

عام انتهاء ومنا لن يستطيع صوم شهر رمضان المبارك إما لمرض أو وفاة لاقدر الله ( جعلنا الله ممن يصومونه)…

أيام قلائل ونستقبل شهر القرآن شهر المن والخيرات والبركات فما نحن فاعلون فيه؟؟

فمنا من يجعل رمضان شهر الأكل والشرب،،،

فنجدهم يحضروا للسفرة مالذا وطاب من أشهى المأكولات سواء لوجبة الإفطار أو العشاء أو السحور ويجعل شغله الشاغل هو الأكل حتى أن بعضنا لايستطيع القيام في الركوع والسجود لامتلاء معدته من المأكولات…

ومنا من يستقبل شهر العبادة بوضع قائمة المسلسلات والبرامج التي ستعرض في القنوات الفضائية في هذا الشهر الكريم والتي حتماً سيتابعها،،

فنجد البعض جالساً متسمراً أمام الشاشة ويتنقل من قناة لأخرى بحثاً عن البرامج والمسلسلات…
وهناك فئة تجمع بين المجموعتين السابقتين.

ومنا من يجعل نهار رمضان للنوم وليلة لإقامة الرياضة واللعب واللهو.

وهناك فئة جعلت من رمضان شهراً يتجدد اللقاء مع رب العباد…

فجعلت منه شهر القيام والصيام والعبادة وجعلت منه شهر تكثر فيه الصدقات وتكثر فيه الطاعات والأعمال الخيرة… وغيرها من الأعمال الصالحة.

فأي نوع أنت يا أخي المسلم ويا أختي المسلمة؟؟ هل من أهل الأكل والشرب؟؟ أو من أهل البرامج والقنوات؟؟ أو من أهل النوم واللعب؟؟ أم من أهل الأعمال الصالحة؟؟

لا يفوتني أن أذكر نفسي وأذكركم بأن شهر رمضان مقسم لثلاثة أجزاء:

العشر الأوائل منه هي أيام الرحمة،، والعشر الوسطى منه هي أيام المغفرة،،، والعشر الأواخر منه هي أيام العتق من النار فقال عليه الصلاة والسلام فيما معناه ( أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار).
والعشر الأواخر منه فيها ليلة القدر المباركة التي من أقامها احتساباً غفر له ماتقدم من ذنبه كما قال عليه الصلاة والسلام ( من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) …

وأيضاًَ هي خير من ألف شهر كما قال تعالى ( ليلة القدر خيرٌ من ألف شهر) .

وقال تعالى في الحديث القدسي ( كل عمل أبن آدم له إلا الصوم فأنه لي وأنا أجزي به) .

لذلك علينا يا أخواني ويا أخواتي المسلمين تحسين النية وتغيير تفكيرنا وإدراكنا بأننا قد لانصوم رمضان القادم.

فأنصح نفسي وإياكم بإدراك هذا الشهر الفضيل وجعل منه شهر المصارحة مع النفس وتنقيتها من الذنوب والخطايا خصوصاً بأن الشياطين مصفده في هذا الشهر…

ما علينا إلا مجاهدة أنفسنا على عمل الخيرات والتسامح والإحسان للضعفاء والمساكين.

أخيراً قال عليه الصلاة والسلام ( الصلاة إلى الصلاة والجمعة إلى الجمعة والعمرة إلى العمرة ورمضان إلى رمضان كفارة لما بينهما) .

اللهم اجعلنا مما يدركوا شهر رمضان..

اللهم اجعلنا مما يصومون رمضان إيماناً واحتساباً…

اللهم اجعلنا ممن تغفر ذنوبهم وخطاياهم…

اللهم اجعلنا ممن تتقبل أعمالهم وأفعالهم…

اللهم ارحما واغفر لنا واعتق رقابنا من النار يارب العالمين.