
17/09/2004, 02:02 PM
|
زعيــم فعــال | | تاريخ التسجيل: 06/08/2004 المكان: الرياض
مشاركات: 341
| |

مقال (( السواك )) أنا السواك، ابن شجرة الأراك، وشأني العراك بين الضرس والأسنان.. طيب الرائحة خفيف
الحمل لين العريكة، سهل الانقياد، يحبني كل طيب، وينأى عني كل خبيث، لا تحتشم
مني النساء ولا يغار مني الرجال، ترى الشعر دائماً مني منفوش، والساق غالباً مني منفوش،
منازلي جيوب الرجال، أطاول فيها الأقلام يضعني صاحبي في أطيب مكان، ولكن...!!!
.ابتلاني رب الأرباب، بإنسان سيء الآداب، فهو لا يألو جهداً في احتقاري، والتنزيل من مقداري
يضعني في جيبة للزينة ولكنه مشغول بالسيجارة والشيشة، فلا تسل عن سوء حالي، ولا عن
ما حط من مقداري، فأصبحت والله أكره معاشرته.. ففمه دائماً منتنة، وأضراسه مصفرّة
وشفتاه مزرقة فإني في العيش بين هذه الخبث والخبائث، فلذا قررت الانتحار والفرار من
الأشرار مؤثراً ذلك على عيش الخزي والعار، فخططت ودبرت، وسنحت في خاطري فكرة.
. وأي فكرة!!! ما إن اسود الليل التفت يمنه ويسرة فلم أر أحداً فألقيت بنفسي من شاهق ثوبه
وسقطت على الأرض محتسباً... تكسرت مني الأضلاع والعظام وبالسوء حظي.. فقد جاء هذا
الشقي العنيد وأنا على هذا الحال فما رق لحالي، بل أخذني في يده الخشنة، وقال: لقد تجرأت
يا سواك يا لئيم فبشراك بعذاب أليم، فلأجعلنك عبرة للمعتبرين. وأحضر السكين وحدّها على
مرأى مني، وأضجعني على شقي الأيمن، وحز الرأس بالسكين، فلا تسل عن صراخ ولا أنين،
فلما رأى الدماء قد سالت والأرواح قد فاضت ابتسم في غرور وكأنه انتصر على ليث هصور...
فيا ذوي الألباب والعقول، عليكم بإتباع سنة الرسول ? حين قال فيما صح ممن نقول "السواك
مطهرة للفم ومرضاة للرب" وقال " لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة" |