[ALIGN=CENTER]محررات يكشفن معاناة الأسيرات الفلسطينيات داخل السجون الإسرائيلية[/ALIGN]
"إنهن يتعرضن لأبشع أنواع التعذيب والتفتيش المذل، يقتحمون غرف الأسيرات وهن نائمات في فراشهن يربطون أيديهن ثم يجروهن على الأرض بصورة مذلة"، هذا ما قالته الأسيرة المحررة
"سعدية صعيدي" بصوت من جرب وعاش المعاناة معاناة الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال.
و يتفنن العدو الصهيوني في ابتكار أساليب التعذيب والتنكيل بالأسيرات الفلسطينيات فخلف القضبان حكايات رهيبة ومعاناة لا أول لها ولا آخر لأكثر من سبعين أسيرة حيث تمتد المعاناة من لحظة الاعتقال حيث الترهيب والترويع والضرب وتقييد اليدين والابتزاز والشتائم النابية والمهينة إلى ظروف التحقيق والتعذيب و عمليات الشبح والحرمان من الأكل والنوم والحمام وحتى ظروف الاحتجاز والمعاملة غير الإنسانية.
وعن تجربتها في الاعتقال تقول الأسيرة المحررة "الصعيدي" لمراسلتنا " تعرضت لنفس العذاب الذي تتعرض له باقي الأسيرات من ضرب وإهانات نفسية وأساليب قذرة في التفتيش ومنعي من النوم والحرمان من الزيارة وصمتت شاردة الذهن لحظات ثم تكلمت" أقسى ما تتعرض له الأسيرة الفلسطينية التعذيب النفسي حيث يتم شتمنا وسبنا بأقذر الألفاظ والعبارات النابية التي تحاول النيل من شرفنا وإذلالنا صدقوني وصف السجان الصهيوني بالوحش لا يوفيه حقه".
قهر و عذاب
وتمنت "الصعيدي" أن يهتم العالم بقضية الأسيرات الذين حرموا الحرية وحُكم عليهم بالموت البطيء داخل سجون القهر والعذاب.
وتحدثنا الأسيرة المحررة "فيروز" عرفة بنبراتٍ تفتخر بنضال الأسيرة الفلسطينية وإن امتزجت هذه النبرات بكثير من الألم والحزن على أوضاع الأسيرات تعود بذاكرتها إلى الوراء حيث تجربتها الاعتقالية "لقد تم اعتقالي ثلاث مرات وتعرضت لشتى أنواع العذاب والأنثى تتساوى مع الرجل في أساليب التعذيب ولكنها لا تتحمل مثله فما يحدث لها يفوق قدراتها الجسدية".
و أكملت: "أتذكر كيف جعلوني أقف وأحمل كرسي وأحيانا طاولة وأرفعها بيدي وأبقى 48 ساعة لا أتحرك ولا أنسى وضعنا في دش ماء ساخن ثم نقلنا إلى دش بارد, ناهيك عن الحرمان من النوم طوال اليوم ومن يقوم بتعذيبنا ينهال علينا بالهروات ولقد فقدت وعيي في إحدى المرات التي ضربوني فيها على رأسي بقوة وكان يكررونها معي كثيراً وعلى أنحاء جسدي حتى إنني وحتى اللحظة أُصاب بعقدة نفسية منها و كلما رأيتها في يد شرطي من أفراد شرطتنا أكتئب ويصيبني التوتر".
عن ماذا أحدثكم
تتنهد ثم تقول:" هل أحدثكم عن السب والشتم بالألفاظ النابية وتهديدنا بالتعرية أمام المعتقلين وزجنا في غرفة يمتلأ فيها العملاء للضغط علينا ..عندما شاهدت صور سجن أبو غريب لم أندهش فلقد شاهدت بأم عيني كيف يقومون بتعرية الأسير أمامنا وضربه وتهديدينا بأن مصيرنا سيكون مثلهم".
و قالت: السجون الصهيونية تحترف التعذيب كانوا "ينتفون"شعري حيث كان طويلاً وبعد تمزيعه يلفونه على يدي ويعذبونني بالشد ،حصل هذا معي في المرة الأولى وفي المرة الثانية قمت بقص شعري حتى لا أتعرض لمثل ما تعرضت له".
و تابعت تقول: هناك شعور مؤلم بالنسبة للمرأة المسلمة حيث كانوا يمنعوننا من وضع غطاء للرأس وعندما يتم أخذنا للتحقيق كنا نرى الألم في عيون الأسرى والقهر الشديد لذا قمنا بوضع "الباشكير" "المنشفة"على الرأس وكنا نلفه ليؤدي المهمة".
تعرية الاسيرات
وتتألم حين تتذكر أن إدارة السجون كانت تجبرهم على ارتداء الملابس القصيرة جداً والممزقة والبالية والتي تظهر أكثر مما تُخفي". ولأن هذا الأمر كان وقعه القاسي على نفوسهن فقد قررن الإضراب وبالفعل خضن إضراب عن الطعام استمر لمدة خمسة عشر يوماً استطاعوا فيه انتزاع الكثير من المطالب ومن بينها ارتداء ملابس طويلة وساترة.
وتضيف: "الإضراب عن الطعام شيء إبداعي وكفاح نضالي الإضراب لا يكون لأجل الجوع بل لأجل استرداد حقوق".
وختمت حديثها قائلة: "علمني السجن معنى الصمود وعلمتني الحياة والتاريخ أن سجون القهر والاحتلال إلى زوال وسيأتي يوم تشرق فيه شمس الحرية".
ولادة داخل السجن هذا وقد أفادت محامية مؤسسة "مانديلا" الحقوقية "بثينة دقماق" عقب لقاءها أسيرات في سجن "تلموند" الإسرائيلي أن مدير السجن هدد بفرض عقوبات صارمة على الأسيرات الفلسطينيات بفرض عقوبات صارمة عليهن في حال شاركن في الإضراب المفتوح عن الطعام الذي بدأه الأسرى يوم الأحد 15/8/2004م .
وقالت "دقماق" أن مدير السجن قال للأسيرات" إذا شاركتن في الإضراب المفتوح عن الطعام فإن إدارة السجن لن تقف مكتوفة الأيدي بل ستتخذ إجراءات عقابية صارمة بحقكن كالتهديد باستخدام القوة وزجكن في زنازين انفرادية وفرض غرامات مالية بالإضافة إلى مصادرة كافة الحاجيات الشخصية".
وقررن الأسيرات المشاركة في الإضراب المفتوح عن الطعام أسوة بالأسرى حتى يتم التخفيف عن أوضاعهن القاسية والمؤلمة واللاإنسانية.
وإمعاناً في إذلال الأسيرة الفلسطينية فإن هناك أمهات أنجبن داخل السجن ولم يُسمح للأطفال بأن يتنفسوا شمس الحرية, "نور" ابن الأسيرة "منال غانم" و"وائل" ابن الأسيرة "ميرفت طه" وُلدا داخل السجن, والطفلان يعيشان ظروفاً صعبة فالطفل "وائل" يعيش أوضاعاً قاسية مع والدته الأسيرة خاصة وأن ظروف السجن أبعد ما تكون لتتناسب مع احتياجات الطفل, أما "نور" فيعاني من مرض "الثلاسيميا" ويعاني من ضيق التنفس ولكن إدارة السجن تمنع خروجه هو وأمه.
[ALIGN=CENTER]
[/ALIGN]
الوضع العادي
