منذ البطولة الخليجية، وبعدها التصفيات الآسيوية والمطر الأزرق في عيني يتساقط حبات.... حبات! ولم تكن ليالينا التي خلت ذات مساء أزرق الشرفات؛ لكنها كانت قاتمة الألوان تشعر بالضيق وكثير من الضجر لواقع الزعيم وحاله المثلوم!! وحينذاك وبعد ذاك وإلى ساعتنا وغدنا الآتي سنكتب بالحبر الأزرق المخلص معلنين النقد الشفاف والواضح والنقي.. وسنقسو على الهلال ونلوم من يتهاون أو يقصر في حق زعيم دك الحصون، ووزع رقاع احتفالاته الذهبية المجيدة على محبيه وخصومه في الآن واللحظة ذاتها!! فالمتيمون عشقا بالهلال يحضرون الحفلة للفرح والتباهي، أما خصوم أنفسهم فإنهم يكابدون عنادهم وجهلهم الذي أودى بهم إلى تشجيع أبطال الوهم والصافرات العمرية وما شابهها!!
أما حين يلتفت الزعيم إلى أصالة معدنه ويتذكر هيبته الكبرى في نفوس منازليه فإننا سنكتب معه وله قصائد الأفراح ومعلقات الإبتهاج ومقامات تليق بقامته المنتصبة، فلا تقولوا إننا نمدحه حين يفوز وننتقده حين يخسر....! بل قولوا إننا نتذوق الفن الكروي في ذات الهلال ولا نتوقع منه الإنحناء أو التخاذل والإنكسار فذلك طبع الفرق القابعة في مهابط الخسائر والتبرير والأماني الخاملة! وقد تعتبرون كلامي مبالغة حين أقول إن موشحات الهلال الإبداعية الباهية التي يرسمها بطولات ومجدا على وجنات الملاعب الخضراء هي مصدر الوهج الكتابي لمن يهوى رسم الحروف على وجنات الورق! ويوم المواجهة الذهبية مع الأهلي على كأس ولي العهد " حفظه الله" استدعى الزعيم هيبة مفقودة فجاءته على عجل لإنها هذه المرة توسمت خيرا في رجال المارد الأزرق الذين ردوا التحية للجماهير الزرقاء الوفية دائما ... تلك الجماهير التي تعد الأرقى وتعد النخبة العليا بين مشجعي الكرة السعودية على وجه العموم. وكانت التحية كعادة " الأرطبون " سامي ورفاقه ذهبا تلأ لأ في جنبات ملعب الملك فهد الدولي الذي حن بدوره إلى أصحاب الشعار الأزرق لصعود منصته والتدثر بالذهب.. فياله من مشهد بهي وعودة أبهى للذئب وفرقاطة الرعب الزرقاء التي إن هبت رياحها ولو خمس دقائق أكلت الأخضر واليابس فما بالكم لو كان العصف الأزرق في أشد هيجانه ... أترى يصمد المنافسون؟ كلا واسألوا التأريخ، واسألوا معه الذين احتاجوا لحكام فاشلين كي يساعدوهم في نيل لقب لايستحقونه أو كأس غير جديرين بحملها بين أذرعهم؟! وإنهم هذه الأيام لفي شك من أمرهم ولذا راحوا يستعينون بأقلامهم المهترئة للإعداد لما هو أصعب حين أحسوا باقتراب الأسد من فريسته!!!
وبهذه المناسبة الذهبية التي تعد باكورة جهد متواصل ومنهجي لصاحب السمو الملكي الأمير المحبوب عبدالله بن مساعد والإدارة الهلالية المثقفة أبارك لكل الهلاليين، وبالذات للذين وقفوا مع الهلال في كل ميدان وملعب رافيعن رايته الزرقاء فوق كل الهامات ثقة منهم أن المجد سيعود لإصحابه مهما تطفل المتطفلون على مكانة سيدهم وزعيمهم الذي لابد أن يفسحوا له الميدان إذا رغب، ويتنحوا عن طريقه إذا ركب، بلى إن الزعامة والأولويات هي حق لفرسانها الأشاوس ... والهلال أحد فرسان كرة القدم الذين امتطوا بنبلهم وتضحياتهم صهوة الأمجاد جيلا يتلوه جيل. أما قائده وأرطبونه الفذ سامي الجابر فأعتقد جازما أن أمثاله من النجوم المحصنين فكرا وثقافة كروية عالية لا تكفيهم كلمات المدح والثناء، فسامي تجاوز ذلك منذ زمن بعيد، ولكن لابد من التأكيد على أن وجود الذئب ولو للحظات في أية منازلة كفيل بإدخال الرعب في دفاع أعتى الفرق حتى ولو استقدموا دون سامي دفاعات لا تثلم ولاتخترق!... فهنيئا لنا بقائد كسامي ونجم ذكي كالشلهوب وهنيئا لنا بكل لاعب أحب الهلال ولم يقترف يوما حماقات لا تتناسب أبدا مع من يرتدي هذا اللون الأزرق البهي. ومبارك لكل اللاعبين الذين اجتهدوا في تلك المباراة وذادوا عن المرمى الهلالي حتى الثانية الأخيرة.. ومبارك أيضا لكل الأحبة في شبكة الزعيم، تلك الشبكة المبدعة حقا بمشاركة جمع من المثقفين والأقلام الواعية والماتعة0
رذاذ :
** سامح الله بعض الإخوة الذين حاولوا في مداخلات سابقة " وهم قلة " تحوير ما أكتب ليجري بحسب ما يشتهون! وسامحهم الله لأنهم تركوا الحوار الموضوعي بكل أصوله وأدبه واتجهوا للهجوم الشخصي بدلا من الإختلاف المنطقي، وأذكر هؤلاء أن استخدام بعض المفردات يوحي بعجز صاحب الرد عن الإتيان بما هو مقنع ومفيد. كما أنوه إلى أن الفكرة هي محور النقاش وأساس للوصول إلى الحقيقة الناصعة0
** من الأعماق أشكر كم جميعا وأبارك لكم هذا الفوز الذي أعادنا إلى فضاءات السرور الزرقاء من جديد، وأخص بالشكرالوافر الإخوة والأساتذة الأفاضل " أبو هيا وسلمان العنقري ومحمد أبو لما وعبدالله المهنا وفواز الشمري وحماد الحربي وعلي الفايز وعثمان الأحمد وأحمد المهيدب وغيرهم ممن اتصل أو سأل ليسأل عن غيابي عن الساحة الرياضية وكتابة المقالات، وأقول إن من أعظم الكنوز في هذه الدنيا محبة الناس فهي بملايين الدراهم والدينارات، ولاشك أن هؤلاء وجمهور الهلال المحبب إلى قلبي صفحة بيضاء في حياتي الرياضية وبهم أفتخر وأفاخر، ولن أتجاهل حبهم وفضلهم علي بعد الله ، فهم مني وأنا منهم، وسأظل أتشرف بتواصل كل رياضي مدرك وخلوق يدرك قيمة التنافس الرياضي ولا يترك للإختلاف في الفكر والرأي مجالا للتنابذ والفرقة0

** ومضة : بالله عليكم ألم يكن ذلك المساء أزرق الشرفات؟!