المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات الرياضية > منتدى الرياضة العربية و العالمية
   

منتدى الرياضة العربية و العالمية خاص بمتابعة أحداث الرياضة العربية و العالمية

إضافة رد
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 14/08/2004, 01:46 AM
مشرف سابق في منتدى الرياضة السعودية
تاريخ التسجيل: 13/08/2001
المكان: عروس المصائف
مشاركات: 1,364
قصة تاريخ الدورات الأولمبية قديمها وحديثها

[ALIGN=CENTER]بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الأول
[/ALIGN]

[ALIGN=CENTER]تاريخ الدورات الأولمبية قديمها وحديثها[/ALIGN]
[ALIGN=CENTER][/ALIGN]
[ALIGN=CENTER]

لــمــحــــة تـــاريـــخـــــيـــــة

[/ALIGN]
[ALIGN=JUSTIFY]
الدورات الأولمبية تظاهرة رائعة، ابّتكرها الإغريق لأنفسهم، وقدمها نبيل فرنسا البارون "بيير دي فريدي دي كوبرتان"، هدية للعالم بعد أن انتشلها من غياهب النسيان، وأزاح عنها تراكمات السنين، ونزع عنها ثوبها القديم ثوب الوثنية والعنصرية والنزعة القومية، وألبسها الثوب الجديد "ثوب العالمية"، وأصبحت واحة للسلام العالمي بين الشعوب.
دورات شاملة؛ رياضية، وفنية، وأدبية. ماضيها عريق تمتد جذوره إلى مئات السنيين قبل الميلاد، وحاضرها مشرق ومزدهر. وتاريخها فريد وطريف، يحمل في طياته الكثير والكثير، هو في حاجة إلى غوَّاصٍ ماهر يغوص في أعماقه ويستخرج من أحشائه الدٌرر الكامنة.

إنّ انطلاقتها الرسمية المنظمة من إغريقيا عام 776 ق. م، كانت بداية وحدة وظهور حضارة عريقة قامت على أكتافها. أما انطلاقتها الثانية من فرنسا، كان بداية النهضة الأوروبية.
كانت إغريقيا تكرم أبطال أولمبيا تكريم الأبطال الأفذاذ الفاتحين، وكان تكريمهم هو تكريما للدورات الأولمبية التي قال عنها واشترك فيها الفيلسوف "ايسو قراط": "ينبغى علينا أن نثني، على هؤلاء الذين أوجدوا لنا "أعياد الثناء" Panegyric، وخلفوا لنا هذا التراث، فبفضلهم أصبحنا نلتقي في مكان واحد، بعد إعلان "الهدنة"، ونحس في نفوسنا إحساساً واحداً؛ بأننا من أصل واحد. عندها يحسن كل منا معاملة الآخر، من أجل المستقبل، بل ونِكَوّن علاقات جديدة. وليست هذه اللقاءات مضيعة للوقت؛ لا لجماهير النظارة ولا للشخص الرياضي، لأن هذا الأخير كان يستعرض أمام الإغريق المجتمعين مواهبه الطبيعية. أما الجمهور، فإنه كان يجد لذة وسروراً، في مشاهدة هذه الألعاب، وليس هناك ما يجعل أحدهما يضيق بالآخر ذرعاً؛ لأن كل فريق يجد ما يُرضي كبرياءه. وذلك عندما يدرك المشاهدون أن الرياضيين يبذلون، أقصى طاقاتهم لإدخال السرور عليهم. ويدرك الرياضيون، أن كل هذه الجموع، قد جاءت لتعبر عن إعجابها بهم". والدورات الأولمبية قامت على الصدق والعدل والنزاهة، وتحارب الغش، وتمنع الخداع والمنشطات وتمنع من قام بعمل دنئ من الاشتراك فيها كل هذا يبين لنا عظمة تلك الدورات ودورها في نهضة الفرد والمجتمع، وقيام الحضارات.

في عام 1500ق.م، بدأت الألعاب الأولمبية، و كان دورها ثانوياً في بداية الأمر، إذ كانت منطلقاتها الأساسية دينية تتمثل في الاحتفالات الإغريقية الجنائزية. وفي عام 884 ق.م، وبعد خمود وركود أصابا الألعاب الأولمبية، عقدت "اتفاقية الهدنة" بين ثلاثة ملوك (ليكورجس، وايفيتوس كليوسنتيس)، بعد استشارة كهنة معبد دلفي في شأن استئناف الألعاب من جديد. وشهد عام 776 ق.م، الانطلاقة الرسمية المنظمة للدورات الأولمبية، بعد إصلاحها وتجديدها. وتم تسجيل أول بطل أولمبي تاريخي فاز بسباق الاستاديوم. واختاروا لها أقدس بقعة وأجملها في إغريقيا لتقام عليها، وحددوا لها أجمل أيام الشهر حيث يكتمل فيها القمر. وعقدوا لها "هدنة مقدسة" تستمر لثلاثة شهور، تتوقف فيه النزاعات والحروب، وكذلك الإتاوات التي كانت تأخذها الدويلات الإغريقية من العابرين لأراضيها. ويعاقب كل من يعترض طريق الوافدين إلى أولمبيا، وأصبح المواطن الإغريقي، ينعم بالأمن والسلام خلال فترة "الهدنة المقدسة". وكانت فترة "الهدنة المقدسة" أو الإجبارية فتحاً عظيماً للدورات الأولمبية؛ لأنها أتاحت الفرصة أمام الإغريق للإبداع والتطوير.

ووجد ساسة الإغريق وحكماؤهم، ضالتهم المنشودة في الدورات الأولمبية، من أجل توحيد البلاد؛ لأن الألعاب الأولمبية كانت تتسم دائماً بالتعبير عن المشاعر الوطنية؛ وكانت أكبر مهرجانات، تقام في بلاد الإغريق، بل أعمها وأشملها على الإطلاق. واتخذ المؤرخون الإغريق من البداية الرسمية للدورات الأولمبية، تأريخاً يؤرخون به الأحداث، وسمي "التأريخ الأولمبي"، واستخدموا مصطلح " الأولمبياد"، وحدةً تاريخية، لربط الحوادث بأزمانها.

وفي عام 146ق.م، سيطر الرومان على الدورات الأولمبية، بعدما أصبحت بلاد الإغريق مقاطعة رومانية. واشتدت الخلافات بين الإغريق والرومان، بعدما أدخل الرومان الاحتراف في المسابقات الرياضية. وفي عهد الإمبراطور الروماني "ثيودوسيوس الأول" (346 ـ 395م)، الذي انحاز إلى أحد المذاهب المسيحية، أصدر مرسوماً عام 392 م، اعتبر فيه الوثنين كفرة ومجرمين، وفي عام 393 م أعلن إيقاف الدورات الأولمبية، باعتبارها طقوساً وثنية، وتتعارض مع تعاليم الكنيسة، وأمر بهدم هياكل الآلهة. وتجدد الحظر مرة أخرى في عهد الإمبراطور "جستيبان" (482ـ 565م).
وفي القرن التاسع الميلادي، ظهرت عدة محاولات لإحياء الدورات الأولمبية، خلال الأعوام (1859م، 1870م، 1875م، 1888م).

وفي عام 1892م، بدأ البارون الفرنسي "كوبرتان" ـ وكان عمره آنذاك تسعاً وعشرين سّنة ـ دعوته للنهوض بالدورات الأولمبية من جديد، وكان مولعاً بالتراث الأولمبي، بعد أن سبر غوره. فأعجبته فكرة الدورات الأولمبية بما تحمله من معانٍ إنسانية نبيلة، كل ذلك كان بجانب تخصصه في التاريخ، ولقائه مع عالم الآثار "آرنست كورتيوس". فعشق أولمبيا، وأمر بدفن قلبه فيها بعد وفاته، وتكللت مساعي النبيل الفرنسي وجهوده بالنجاح، بعد موافقة المشاركين في المؤتمر الحاسم الذي عقد يوم: 23يونيه 1894م، في القاعة الكوبرى بجامعة السربون في باريس، ودعا إليه "كوبرتان" لمناقشة أمر إحياء الدورات الأولمبية، وتنظيمها وبعث أنشطتها المختلفة.

وفي عام 1896م، انطلقت أولى الدورات الأولمبية الحديثة بعد توقف دام 1503عام، بعدما تم تقديم الموعد من عام 1900م إلى عام 1896م، لتنطلق من مدينة "أثينا" تكريماً لليونان، بدلاً من انطلاقها من مدينة "باريس" الفرنسية عام 1900م.

وفي القرن العشرين، شهدت الدورات الأولمبية بعض العثرات التي كادت أن تقضي عليها من البداية. مثل المعارض الدولية التي كانت تنظمها الدول في المدينة المستضيفة للدورة نفسها، وفي وقت الدورة نفسه. مما أدى إلى إطالة مدة الدورة الأولمبية، وعزوف المشاهدين والإعلاميين عن فعاليات الدورة الأولمبية، مما أصاب الدورات الأولمبية بالإخفاق الشديد، وأصاب هذا الإخفاق نفوس أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية بالفزع، فقرروا إقامة "دورة استثنائية" عاجلة، في أثينا مهد الدورات الأولمبية القديمة؛ لنجاح دورة أثينا الأولى عام 1896م، وتفاعل اليونانيون من فعاليات الدورة؛ وكذلك لإعطاء روحٍ جديدة للدورات الأولمبية. وأقيمت الدورة الاستثنائية في أثينا عام 1906م. وحققت نجاحاً كبيراً أعاد الطمأنينة إلى نفوس أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية. وأدت الحرب العالمية الأولى والثانية، إلى حرمان الرياضة والرياضيين من ثلاث دورات أولمبية أعوام (1916م، 1940م، 1944م).

وفي مؤتمر "لوزان" بسويسرا عام 1921م، كان هناك اقتراح، بتنظيم المسابقات الشتوية، مرة كل أربع سنوات؛ لأنه لم يكن من الملائم التوسع في الألعاب الشتوية، من خلال الدورة الأولمبية الصيفية؛ لأن الألعاب الشتوية كانت تقام على هامش الدورة الأولمبية الصيفية، فقد اشتملت دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في "لندن" عام 1908م، على ألعاب شتوية.

وأُقيمت أول دورة للألعاب الأولمبية الشتوية رسمياً عام 1924م في منتجع "شاموني" بفرنسا. وكانت تقام الدورة الأولمبية الصيفية والشتوية في العام نفسه، ولكن الاختلاف في الوقت، حيث كانت تقام الدورة الصيفية في فصل الصيف، بينما تقام الدورة الشتوية في فصل الشتاء. وابتداءً من عام 1994م، أصبحت الدورات الأولمبية تقام مرة كل أربع سنوات مع فاصل سنتين بينها وبين الدورة الشتوية فعلى سبيل المثال أُقيمت دورة "سيدني للألعاب الصيفية عام 2000م، وستقام دورة "سولت لايك" للألعاب الشتوية عام 2002م.

وشهدت الدورات الأولمبية في هذا القرن، تدخلات السياسة في الرياضة، ومن أبرزها رفض الحكومة الكندية استقبال بعثة تايوان، للمشاركة في الدورة الأولمبية التي استضافتها مدينة "مونتريال" عام 1976م؛ بسبب تعهد الصين ببيع القمح لكندا، على الرغم من تعهد رئيس وزراء كندا في عام 1970م، بمراعاة لوائح ونظم اللجنة الأولمبية الدولية. وكذلك مقاطعة أمريكا وحلفائها(43دولة) لدورة "موسكو1980 م"؛ بسبب غزو السوفيت لأفغانستان، والاتحاد السوفيتي وحلفائه (15دولة)، لدورة "لوس أنجلوس 1984م"، رداً على مقاطعة أمريكا لدورة "موسكو عام 1980م". وفي دورة "سيؤول عام 1988م"، كانت هناك محاولة صهيونية لاستثارة العرب، إذ ظهر اسم مدينة "القدس" كعاصمة للكيان الصهيوني، ولم تنتبه لها اللجنة المنظمة للدورة الأولمبية، إلا بعد أن وصلهم احتجاج الاتحاد العربي للألعاب الرياضية، الذي كان يرأسه آنذاك سمو الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز، عضو اللجنة الأولمبية الدولية، وقدم رئيس اللجنة المنظمة للدورة "بارك سيه جيك" اعتذاراً رسمياًًً وجهه للاتحاد العربي للألعاب الرياضية، أوضح فيه أن الخطأ غير مقصود وحدث عفواً.

وفي عهد الماركيز الأسباني "انطونيو خوان سامارانش" أسطورة الألعاب الأولمبية الذي تربع على عرش الألعاب الأولمبية (1980م ـ 2001م) لمدة 21عاماُ، تبدلت فيها الكثير من المفاهيم الأولمبية، ونقلت الألعاب الأولمبية خلالها خطوة نحو عالم الاحتراف. وقال سامارانش: " لم أجد أمامي سوى الجمع بين الهواية والاحتراف، كي أضمن استمرارية نجاح الدورات الأولمبية، لأن غياب الحوافز المالية، أبعد الرياضيين البارزين، عن المشاركة في أحداثها، فهبط مستواها وخف وهجها"، وفي نهاية القرن العشرين، ظهرت فضيحة الرشاوى التي عصفت بسمعة اللجنة الأولمبية الدولية وأعضائها وأدت إلى استبعاد ستة من أعضائها.

وشهد القرن الحادي والعشرين، تنظيم أعظم دورة في التاريخ الأولمبي "سيدني 2000"، أو ما يطلق عليها دورة الألفية الجديدة. وسيشهد هذا القرن وأد أفكار البارون الفرنسي "كوبرتان"؛ بسبب مطالبة العديد من قادة الرياضة بفتح الباب على مصراعيه أمام المحترفين، وخاصة في مسابقة كرة القدم ذات الشعبية الجارفة، ولكن المعارضة الشديدة التي تواجهها اللجنة الأولمبية الدولية من رئيس الفيفا "سيب بلاتر" وهو أيضاً عضو في اللجنة الأولمبية الدولية؛ لمطالبته بجعل مسابقة كرة القدم الأولمبية نموذجاً مصغراً لكأس العالم، وقال "بلاتر": " لن أسمح بحدوث ذلك".

وشهد هذا القرن ظهور نوع جديد من الرشاوى أطلق عليه اسم الرشاوى الرياضية، وذلك عندما حصلت الصين على فرصة تنظيم الدورة رقم (29) عام 2008م، بعد أن لوحت بمشكلة تايوان.
وشهد هذا القرن كذلك مشاركة فعّالة لبعض دول الخليج حيث سجلت كل من السعودية والكويت اسميهما في قائمة الميداليات لأول مرة في تاريخ مشاركتهما في الدورات الأولمبية. وشهد هذا القرن أيضاً أول مشاركة للمرأة الخليجية في الدورات الأولمبية، إذ شاركت فتاتان من البحرين في فعاليات الدورة الأولمبية الصيفية، وتُعد السبَّاحة البحرينية "فاطمة" أصغر لاعبة شاركت في الدورة الأولمبية.

أما عن الدورة الأولمبية الشتوية التي ستقام في "سولت لايك" في ولاية يوتا الأمريكية في فبراير عام 2002م، وسيجري فيها ـ بإذن الله ـ انتخاب سمو الأمير نواف بن فيصل بن فهد، عضواً في اللجنة الأولمبية الدولية بعد أن رشح لعضويتها العام الماضي. وبعد حادثة التفجير في أمريكا في 11 سبتمبر 2001م، قال "كولن باول" وزير خارجية أمريكا: "إن الدورة الأولمبية الشتوية، ستقام في موعدها العام المقبل، في" سولت لايك سيتي". الأمريكية
وقال "كولن باول" عن دورة أثينا عام 2004م في اليونان :"إن الولايات المتحدة الأمريكية اطمأنت إلى الإجراءات الأمنية التي ستتخذها اليونان خلال دورة الألعاب الأولمبية الصيفية عام 2004م". وصرح "باول"، بعد لقاء مع نظيره اليوناني "جورج باباندريو": بحثنا في الألعاب وأنا مطمئن جداً بعد ما أخبرني الوزير اليوناني، عن الجهود المبذولة من قبل حكومته، لضمان أن تجري الألعاب، في شكل طبيعي، وفي ظروف أمنية وفي أنقى روح أولمبية". وأعلن باول: " إنه مرتاح جداً، لدرجة التنسيق العالية، بين اللجنتين المنظمتين الأمريكية واليونانية". وختم حديثه قائلا: " كل عبرة ستستخلص في "سولت لايك سيتي"، ستطبق في "أثينا". وصرح رئيس الوزراء اليوناني "كوستاس سيميتيس" بعد حادثة التفجير في أمريكا: "إن اليونان "ستعزز" وستعدل باستمرار خطتها الأمنية الخاصة بالألعاب". وسئل "جاك روغ" رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، بعد حادثة التفجير، هل ستقام دورة "سولت لايك" الشتوية في أمريكا عام 2002م؟ أجاب: " ستقام وستكون فرصة للتآخي بين الشعوب".

وسُلط الضوء في الموضوع ومن خلال شبكة الزعيم على حقبة تاريخية عمرها ثلاثة آلاف وخمسمائة عام، هي عمر الدورات الأولمبية .[/ALIGN]

[ALIGN=CENTER]

* دورات الألعاب الأولمبية القديمة *

[/ALIGN]

[ALIGN=JUSTIFY]كان الإغريق مولعين بالرياضة إلى الحد الذي جعلهم يقدسونها ويتقربون بها إلى آلهتهم. وكان الرياضي يتقدم بألعابه طالباً العون من الإله، مما جعل اللاعب "أثليت" يعتقد بأن فوزه من الإله. ولم يكُ الهدف منها اللهو أو العبادة فقط، بل كان لها هدف أسمي من ذلك هو تربية النشء تربية بدنية سليمة، وغرس روح المنافسة والكفاح والصبر والجلد فيهم. وتلك كانت عندهم أهم صفات المواطن المثالي، الذي يدافع عن وطنه بقوة إيمانه وبقوة جسده. وقد احتلت الألعاب الأولمبية في حياة الإغريق وقلوبهم مكانة كبيرة، وخاصة بعدما ألبسها السياسيون ثوب الدين، لأن صوت الدين عند الإغريق صوتٌ لا يُعلى عليه. وأحاطوها بهالة من القداسة، وعقدوا لها هدنة مقدسة.

وكانت المسابقات الرياضية التي تقام، إما تكريماً لبطل مات دفاعاً عن وطنه أو إله، لاعتقادهم أنّ تلك المهرجانات الرياضية والثقافية، تسر أرواح الموتى. وكانت تقام كذلك احتفالاً لذكرى انتصار على الأعداء، وبعضها كان مرتبطاً بطقوس دينية، تقام تكريماً لإله، أو تقرباً له أو خوفاً من بطشه. ويقول أحد شعراء القرن التاسع عشر قبل الميلاد، بمناسبة تلك الاحتفالات: "أيها الرب أبوللون ـ كان ملاكماً ـ رامي السهام، عديدة هي معابدك، والخمائل المُشْجرة، وكل الأماكن ذات الأفق العريض هي عزيزة عليك، وكذلك الفراشات البهيجة، والجبال العالية، والأنهار، التي تنساب إلى البحر. ولكن في ديلوس، يافويبوس، فإنك الأسعد، حيث يأتي الأيونيون، ذوو الملابس الطويلة، من أجلك بصحبة أطفالهم، وزوجاتهم المُكَرَّمات، إنهم يتذكرونك بإقامة مباريات الملاكمة، والرقص والغناء، وذلك لإسعادك، عندما يحتفلون بالألعاب".

ويتناول هذا الموضوع بعض الدورات الأولمبية الرياضية التي كانت تقام إلى جانب الدورات الأولمبية على "أرض هيلاس"، وإن كانت أقل شهرة من الدورات الأولمبية. وطغت عليها الدورة الأولمبية فاندثرت وتلاشت مع مرور الزمن.[/ALIGN]
اولاً: المهرجانات الإغريقية
[ALIGN=JUSTIFY] اشتهرت إغريقيا بكثرة المهرجانات الشاملة، التي تقام في عدة مناسبات. ومع مرور الزمن تبلورت هذه المهرجانات إلى أربعة مهرجانات كبرى، بجانب المهرجان الأولمبي، الذي كان أروع المهرجانات الإغريقية وأشملها وأكبرها على الإطلاق. يقول "بنداروس" الشاعر الرسمي للدورات الأولمبية القديمة: فكما لا يوجد بالنهار في السماء، أي نجم أوضح أو أكثر إضاءة من الشمس، فإنه لا يوجد، كذلك، مسابقة أرقى من المسابقات الأولمبية". وهي تقام في عدة أماكن من بلاد الإغريق. وجذبت هذه المهرجانات، أعداداً كثيرة من الإغريق، وكان يفد إليها الإغريق الذين يعيشون داخل الدويلات الإغريقية، أو في سواحل آسيا الصغرى، أو في جنوبي إيطاليا وجزيرة صقلية، أو شمالي أفريقيا. وأطلق عليها مهرجانات كل الإغريق " Pan- Hellinic "، كما لقبها ايسو قراط خطيب الوحدة الضائعة بأعياد الثناء Panegyric. وهي:[/ALIGN]

1. المهرجانات البوثية

[ALIGN=JUSTIFY] نسبة إلى بيثون، وهو الثعبان المارد الذي قتله الإله أبولون على جبل برناس، وكانت ذكرى لانتصار الإله أبوللون على الثعبان، ويقام المهرجان كل خمس سنوات، بالقرب من مدينة دلفي، ويمنح الأبطال أكاليل الغار.[/ALIGN]
. المهرجانات الإثيمية
وكانت تقام تكريماً لإله البحر "نبتون"، وكانت مهرجانات إقليمية، ثم أصبحت قومية، وكانت جائزة البطل فيها عبارة عن أكليل من الصنوبر، أو الآس اليابس، وكان سكان أثينا يجلسون في المقاعد الأمامية، وكانت تقام في مضيق كورنثا في وسط اليونان.
3. المهرجانات النيمية
وتقام في وادي نيم ، شمال شرق البلوبونيز، من جنوب اليونان، تكريماً "لأرشومور" ابن ملك "نيم" الذي قتله ثعبان، وقد أسس هذه المهرجان "دوريان" عام 575 ق. م، وكان الأبطال يكرمون بأكاليل من الآس الأخضر.
4.المهرجانات الإليوسية
نسبة إلى مدينة "إليوسيس" في "أنيكا" شمال غربي أثينا، وكانت هذه المدينة مقراً للطقوس الإليوسية ذات الأسرار.

[ALIGN=JUSTIFY]

* تاريخ الدورات الأولمبية *

[/ALIGN]
ارض هيلاس هي منشأ الدورات الأولمبية، بدأت فيها الدورات الأولمبية عام 1500ق.م، وكانت تقام على هامش الاحتفالات الجنائزية التي كانت هي أصل الاحتفالات، ومع انتشار الإيمان بآلهة الأولمب وكبيرهم الإله "زيوس" Zeus، وبسيطرة أهل "إليس" Elis، فرضوا عبادة الإله "زيوس" في إقليم أولمبيا، وهكذا كانت، ولادة الألعاب الأولمبية في إقليم أولمبيا Olympia وعلى أيدي أهل مدينة "إليس" Elis. وهكذا كانت بداية الدورات الأولمبية، التي كانت أشهر الأعياد والاحتفالات اليونانية القديمة على الإطلاق مرتبطة بالطقوس الدينية، وكانت ذات طابع ديني في المقام الأول، مما أدي إلى انتشارها واحترامها، لأن الحافز الديني لدي اليوناني، صوتٌ لا يُعلى عليه، وعقدوا لها "هدنة مقدسة"، لمدة ثلاثة شهور، تتوقف فيها الحروب، ويعم فيها الأمن والأمان في ربوع "أرض هيلاس"، وهكذا كانت الدورات الأولمبية، أيام بهجة وأفراح للإغريق، كما كانت بمثابة الوحدة القومية لهم. وكانت تجمعهم في مكان واحد.
** وفي عام 776ق.م، بدأت الدورات الأولمبية الرسمية المنظمة، وأصبحت المسابقات الرياضية هي أساس المهرجانات الأولمبية ويقام بجانبها المسابقات الثقافية والفنية. وهي السّنة التي نقش فيها على الحجر، اسم أول بطل أولمبي تاريخي، من "إليس"Elis، واستخدمها الإغريق في تأريخ أحداثهم. واتفق المؤرخون الإغريق على التاريخ الذي وضعه "تيمايوس" Timaeus، وهو عام 776 ق.م تأريخاً لأول دورة أولمبية. كما أرخ " تيمايوس" نظام تأريخ الحوادث برقم العيد الأولمبي. واستخدموا مصطلح "الأولمبياد" مقياساً إشارة للقرون السابقة، ويعني مصطلح "الأولمبياد" عند الإغريق: " نظام قياس الزمن"، وكان مهماً جداً، في الحياة اليونانية، وسنة "الأولمبياد" تقرر عند ظهور أول قمر كامل بعد انقلاب الشمس الصيفي، ويحدث هذا الانقلاب، في أطول يوم من العام (21يونية). والفترة التي يمثلها "الأولمبياد"، هي السّنوات الأربع، التي انقضت بين احتفالين متعاقبين لدورتين أولمبيتين، وبمعني آخر تطلق كلمة "الأولمبياد" على الفترة الزمنية لدورتين متعاقبتين. وفي هذه السنة عقدت معاهدة بين "ايفيتوس" ملك "ايليس"، وليكورجس" ملك "أسبرطة"

[ALIGN=JUSTIFY]

مراحل تطور الدورات الأولمبية

[/ALIGN]

* المرحلة الأولى
وامتدت من عام 1500ق.م حتى عام 800 ق.م، وكانت الاحتفالات الجنائزية والدينية هي الأصل، وكانت المسابقات الرياضية تحتل دوراً ثانوياً بجانبها.
* المرحلة الثانية
وامتدت من عام 776 ق.م حتى عام 472 ق.م، وانطلقت فيها أولى الدورات الأولمبية الرسمية المنظمة، وعقدت فيها معاهدة بين الملكين "ايفيتوس" و"ليكورجس"، وأقيم فيها حفل ثقافي تفوقت فيه "أسبرطة" على "إيليس"، وكان يقام فيها سباق واحد هو سباق "الاستاديوم". يقام لمدة يوم واحد في البداية، وكانت المتبارون يتنافسون بأرديتهم، وبعد دخول المصارعة عام 708 ق.م، أصبح المتبارون يتنافسون وهم عراة؛ وأدى ذلك إلى منع النساء من مشاهدة المباريات.
* المرحلة الثالثة
وامتدت من عام 472 ق.م حتى عام 400 ق.م، وتطورت فيها الدورات الأولمبية، وصار الأمراء وكبار رجال الدولة، يفدون إلى أولمبيا للمشاركة في الألعاب أو المشاهدة، وكانت المسابقات تقام لمدة خمسة أيام.
* المرحلة الرابعة
وامتدت من عام 400 ق.م حتى عام 338 ق. م، كانت الحرب دائرة بين أهم المدن اليونانية إسبرطة، وأثينا، وكورنثة، وطيبة، وأدت الحرب إلى ضعف النشاط الرياضي في الأراضي اليونانية، وازدياده لدى اليونانيين القادمين من المستعمرات الخارجية.
* المرحلة الخامسة
وامتدت من عام 336 ق. م حتى عام 529 م، وبدأت بحكم الإسكندر الأكبر (336 ق.م ـ 323 ق.م)، وكان مولعاً بالرياضة، ولكن عندما ثارت طيبة على حكمه دمَّرها، ولم يترك فيها غير بيت شاعر الدورات الأِولمبية الرسمي "بندار" والمعبد. ثم جاء "سولا" (82ق.م ـ 79ق.م)، وأراد نقلها إلى روما، ثم جاء "نيرون" (54مـ 68م)، فأمر بإزالة تماثيل أبطال الدورات الأولمبية السابقة، ثم جاء الإمبراطور "ثيودوسيوس الأول"، فألغى الدورات الأولمبية عام 393م؛ لأنها أعمال وثنية، ثم جاء الإمبراطور "جستيبان الأول" (527م ـ 565م)، فجدد أمر الحظر على الدورات الأولمبية، وأمر كذلك بإغلاق مدارس الفلسفة في أثينا لأنه أحسَّ أنّها كانت تدرِّس الوثنية.
وهناك رواية للمؤرخ "باوسانياس" تقول إن الدورات الأولى، وعددها حوالى (14دورة). كانت المسابقات فيها مقصورة، على سباق الجري فقط حول "الاستاديوم"، وطوله (192.27م)، واستمرت الدورات الأولمبية حتى عام 394م، عندما أصدر الإمبراطور الروماني، مرسوماً يقضي بإلغائها. ونظمت الدورات الأولمبية ( 293 دورة، خلال 1170عاماً، هي عمر الألعاب الأولمبية القديمة). وكانت تقام الدورات الأولمبية مرة كل أربع سنوات

راعي الاحتفالات ووالد الآلهة وحامي العهود:
[ALIGN=JUSTIFY] تقول الميثولوجيا الإغريقية: هو "زيوس بن كرونوس"، والد الآلهة، وله الحكم على جميع الكائنات الحية ، لأنه واهب الحياة والحرية، وسيد جبل الأولمب. عاش طفولته في كهف بجبل "ايدا" المقدس في كريت، وأرضعته المعزة المقدسة "أمالثيا"، وأخفته عن أبيه "كرونوس"، الذي أراد أن يفتك به في لحظة غضب. وكان أبوه "كرونوس" ملقباً بآكل الأطفال". وعندما اشتد عوده وقع في غرام "أوروبا الصيداوية"، عندما شاهدها على شاطئ صيدا، فتنكر على هيئة ثور أبيض وخطفها إلى شواطئ كريت، حيث ولدت له هناك "مينو"Minos، واثنين من أشقائه، ثم تركها فتزوجت من حاكم كريت، وأتى أخوها "قدموس" للبحث عنها، وتقول الأسطورة: إن حب "زيوس" الشديد، لأوروبا الصيداوية، جعله يطلق اسمها على قارة بأكملها. وتقول أسطورة أخرى:"أن نزاعاً وقع بين "زيوس" وأبيه "كرونوس" على عرش الأولمب، فقررا حسم النزاع بينهما، بمباراة مصارعة، فتغلب الابن على أبيه، فأصبح رب الأرباب، وحامي العهود، وبدأت الدورات الأولمبية تكريماً له، لأنه خلص الوادي، من أبيه آكل الأطفال. وتحكي إحدى الأساطير الإغريقية، قصة عقاب "زيوس" لابنه "بروميثيوس": "أن "بروميثيوس" أقام مأدبة لقاطني الأولمب والناس العاديين، وذبح لهم ثوراً ووضع عظامه وشحمه تحت جلده المسلوخ، فبدأ كومة عظيمة، ووضع اللحم الأحمر في كومة صغيرة، وقدمها لأبيه "زيوس" كبير الأولمب، الذي استصغرها، واختار لجشعه الكومة الكبرى، وأخذها لنفسه، فلما كشف عنها الجلد، لم يجد سوى العظم والشحم، فصب غضبه على ابنه "بروميثيوس". فالأساطير مهما بالغت في الاتكاء على الخيال والمبالغة فيها لابد لها من جذر تاريخي تبدأ منه وتنطلق شرارتها، وله معبد في أولمبيا، مصمم على الطراز الدوري. ، تّم بناؤه عام 456ق.م، ويضم المعبد تمثالاً "لزيوس"، وهو جالس على عرشه، ويبلغ ارتفاعه 12متراً، صنع من الذهب الخالص والعاج. قام النّحات والفنان والرسام الإغريقي الشهير "فيدياس" Pheidias ، بنحته حوالي عام 435ق.م، ويُعد من عجائب الدنيا السبع. وعلى قاعدة التمثال كتبوا "صنعني فيدياس بن شارميديس". وذاع صيت التمثال والفنان.[/ALIGN]

[ALIGN=CENTER]

* نشأت الدورات الأولمبية *

[/ALIGN]

مبّتكرها غير معروف؛ لكثرة الأساطير حول العديد من الأبطال والآلهة، وكل دويلة من دويلات الإغريق، تنسب ابتكارها، لأحد أبطالها أو آلهتها. وقد اشتهر الإغريق بكثرة الأساطير والأبطال، مثلما اشتهر العرب بكثرة الشعر والشعراء، وكما حدث انتحال في الشعر العربي القديم، حدث انتحال في نسبة ابتكار الدورات الأولمبية للأبطال والآلهة المشهورين. وترجع كثرة الأساطير عن نشأة الدورات الأولمبية، إلى غيرة الإغريق الشديدة، تجاه دويَلاتهم، وافتخارهم بأبطالهم. فلما انتشرت الدورات الأولمبية واشتهرت، أرادت كل دويلة أن تنسبها لأحد أبطالها؛ من أجل التباهي والتفاخر بينهم، وتعددت الروايات عن منشأ هذه الدورات، وهي:
* الرواية الأولى
تقول: إن "إخليوس" هو الذي بدأ الألعاب الأولمبية في عام 1250ق.م، تكريماً لصديقه "باتروكلوس"، الذي قتله "هيكتور" تحت أسوار مدينة طروادة، قبل انتهاء حرب طروادة بأشهر خدعة في التاريخ: خدعة "حصان طروادة". إن اكتشاف حصان طروادة في أواخر القرن قبل الماضي أعطى الكثير من المصداقية للأساطير.
* الرواية الثانية
تقول: إنّ هرقل بن زيوس بن كرونوس، هو مبّتكر الدورات الأولمبية، وهو الذي حدد طول "الاستاديوم" Stadium، الذي اشتقت منه كلمة "ستاد"، وهي مشتقة من الإغريقية Stadia، وكانت الألعاب الأولى لا تضم سوى "الاستاديوم"، لسباق العدو، وكان طوله 192.27م. وتقول الأساطير: "أنّ هرقل بن زيوس" أخذ نفساً عميقاً، ثم كتمه وسار مسافة حتى أخذ نفساً آخر؛ فقاسوا المّسافة التي مشاها وهو كاتم أنفاسه، فوجدوا طولها 192027م، وهي طول "الاستاديوم". وتقول أسطورة أخرى أيضا:" أن "هرقل" أسس الألعاب الأولمبية، تكريماً لجوبتير" حوالي العام 2635ق.م.
* الرواية الثالثة
تقول: إن "هوميروس" في "الإلياذة" ذكر: أن "آخيل" بعد أن انتقم لصديقه "فطرقل" من قاتله "هكتور"، بدا له فطرقل في المنام، طالباً منه أن يدفنه، عندئذ استيقظ آخيل وأمر بأن يجمع الحطب، ويلقى فيه فطرقل، ثم ذبح كلبين من كلابه وأربعة من الجياد، واثني عشر أسيراً من أبناء طروادة، ورمى الجثث كلها فوق الحطب، وأشعل النار. ثم قال: اسمع يا فطرقل: إن اثني عشر من أبناء طروادة، تأكلهم النار معك.. أما "هكتور" فسألقي به إلى الكلاب.
وعندما بدأت النار تخبو قال آخيل: "اطفئوا النار بالخمر،واجمعوا عظام فطرقل، وضعوا رمادها في قارورة ذهب، وأقيموا فوقها لحداً عظيماً كالميت".
ولما انتهت الطقوس، أقام آخيل حفلاً تكريمياً للميت، اشترك في مبارياته القادة والأمراء، وأحضر من سفنه كثيراً من الكنوز، ليوزعها على الفائزين، وبدأت المباريات بسباق المركبات، الذي وضعت له عدة جوائز، هي:
أ . الجائزة الأولى: جارية حاذقة بكل أنواع النسيج ومعها وعاء من البرونز.
ب. الجائزة الثانية: فرس عمره ست سنين.
ج. الجائزة الثالثة: مبخرة من البرونز.
د. الجائزة الرابعة: كوب له قاعدة عريضة، ومقبضة على شكل ثعلب.
(وقتل آخيل بسهم في كعبه علي يد "باريس بن فريام" ملك طروادة).
* الرواية الرابعة
تقول: إن "أثليت"Athelet، ملك "إليس" هو الذي أنشأ تلك الدورات، واسم "أثيليت" في اللغات الأوربية يعني "رياضي" .
* الرواية الخامسة
تقول: إن الآخيون، ورثة الحضارة الموكينية، ادعوا أن الملك "بيلوبس"، هو مبّتكر الدورات الأولمبية، وأن هذه المهرجانات كانت تقام في ذكراه. وإنّ نشأة الألعاب الأولمبية القديمة، ترتبط باسم "بيلوبس" بن الملك "تنتال"ـ ملك "ليديا"ـ "ابن زيوس" سيد الأولمب، حينما هرب من مملكة أبيه، لقسوته عليه، ووصل إلى دويلة "بيزا"، وتقع جنوب غرب اليونان، وكان يحكمها الملك "اينوماوس" في القرن التاسع قبل الميلاد، وكانت لدى الملك ابنة وحيدة "هيبوداما"، رائعة الجمال، وتنبأ الكنهة بموته على يد زوج ابنته، فاشترط على من يتقدم لخطبة " ابنته، أن يركب معها في عربة، ثم يطارده الملك بعربته، فإن لحق الملك بالخاطف قتله برمحه في ظهره، دون أن يقاومه الخاطف، أما إذا تمكن من الفرار بها فإنها تصبح زوجة له، وكانت عربة الملك أفضل من عربة المغامر، لذا لحق الملك بثلاثة عشر خاطفاً وقتلهم. حتى جاء "بيلوبس"، الذي فتنته الأميرة الفاتنة، وكان شاباً، مليحاً، قوياً، وحاد الذكاء، لجأ إلى الحيلة، فقدم رشوة، هي كيس من الذهب، إلى "ميرتيلوس" سائس عربة الملك، ليخلع المسمار الرئيسي، مقابل العبث في عجلات العربة الملكية. وقيل أن "هيبوداميا"، ابنة الملك، هي التي قامت برشاء السائق لأنها عشقت "بيلوبس"، وبدأت المطاردة الدامية بين بيلوبس" والفاتنة "هيبوداما" في العربة الأولى، والملك "انيوماوس" يطاردهم في عربته الملكية، وفجأة طارت أحدى عجلات عربة الملك، بفضل عبث "ميرتيلوس" بها، وتحطمت عربة الملك وقتل الملك "اينوماوس"، ونجحت الحيلة، وفاز "بيلوبس" بالجميلة "هيبوداما" ابنة الملك، وتربع على عرش مملكة "بيزا"، وضم "أولمبيا" إلى مملكته، وحملت المنطقة اسمه "البيلوبونيز" وأمر بإلقاء السائس الخائن "ميرتيلوس" من قمة جبل شاهقة، وأقام الاحتفالات، بمناسبة فوزه بالفاتنة والعرش. وكانت الاحتفالات مزيجاً بين طقوس العبادة، والرياضة. ومن أجل إرضاء الآلهة وتكريمها، أقام الملك "بيلوبس" في أولمبيا، أول ألعاب رياضية، في مهرجان ضخم، أقاموه مرة كل ثمان سنوات، ثم أصبح أربع مرات. ولما مات "بيلوبس"، دفن على ضفاف نهر الفيوس" alfios، وصار قبره محجاً للإغريق يمارسون حوله طقوساً دينية.
وتحولت أولمبيا، إلى عاصمة دينية، وفنية، وأدبية، وثقافية، بعد أن ذاع صيتها، بدأ الناس يتوافدون إليها، وأصبحت مكاناً لعشاق الرياضة والشعر والفلسفة والخطابة، يجتمعون فيها، مرة كل أربع سنوات، من أجل، إرضاء الآلهة. ويشهد الدليل الأثري الذي يؤرخ بالقرن الخامس قبل الميلاد، من واجهة سقف معبد الإله "زيوس"، على ترجيح هذه الأسطورة.
ويقول الأسبرطيون، وهم من سلالة الدوريين، إن فضل التطوير الذي حدث في الدورات الأولمبية يرجع لمشرّعهم الأسطوري "لكرجوس" Lykurgks. وكذلك زعم أهل دويلة مدينة "إليس"، أن مشرّعهم الأسطوري "إيفيتوس"، هو مبّتكر هذا المهرجان.
ثم جاء المؤرخ والجغرافي والرحالة المثقف المستنير الإغريقي "سترابون" "63ق.م ـ 24ب.م"، الذي درس في الإسكندرية، وسافر في النيل حتى منابعه. وقام "سترابون"، بدراسة تلك الأساطير، وانتهى إلى رأي يقول إن: "نشأتها ترجع إلى "اوكزايلوس" زعيم قبائل "الأيتولية ـ الدورية".

[ALIGN=CENTER]

* مكان إقامة المهرجان الأولمبي  *

[/ALIGN]
[ALIGN=JUSTIFY] بدأ الملك "بيلوبس"، بعد توليه الملك وفوزه بأجمل أميرات "هيلاس"، التفكير في المكان الذي سيقيم فيه الاحتفال، فلم يجد أجمل من المكان الذي كان يتغنى بسحره وروعته شعراء الإغريق، ووصفوه بأنه أروع مكان في أرض هيلاس، إنه سهل صغير، تحيطه جبال الأولمب الشهيرة. وسمي السهل، باسم وادي أولمبيا Olympia، نسبة إلى "جبل الأولمبوس" Olympus ، الواقع قرب ساحل بحر إيجه. ويصل ارتفاعه 2917متراً تقريباً، وتغطي قمته الّشاهقة السحب، فيبدو للناظرين كأنه معمم بالجليد. وتقول الأساطير إن هذه القمة المعممة بالجليد، مهبط الآلهة، ومقر كبيرهم "زيوس"، وتعيش الآلهة وتلهو فوق قمة الجبل، وهذه الآلهة تحب وتكره فهي تحمل الكثير من سمات البشر. ولم تك مدينة أولمبيا، كغيرها من المدن الإغريقية، ولكن كانت عبارة عن مدينة هياكل وصروح ومعابد، ويطل على هذا كله هيكل "زيوس" Zeus، والد الآلهة، بلونه الأحمر القاني، المرتفع إلى ثمانية عشر متراً، وفي داخله تمثال ذهبي لزيوس. وكان الإغريق يصنعون لهذه الآلهة التماثيل ويقيمون لها الاحتفالات تكريماً أو خوفاً من بطشها، أو طلباً لمعونتها.[/ALIGN]

[ALIGN=JUSTIFY]

* القرية الأولمبية  *

[/ALIGN]
[ALIGN=JUSTIFY]كانت تقام فيها المسابقات الرياضية، وتقع في الجانب الغربي من البيلوبونيزPeloponese”"، أو شبة جزيرة المورة. عند ملتقى نهري كلاديوس والفايوس Alphaeus،. ذلك المكان، ذو الرهبة والجمال، والخضرة اليانعة. وكانت القرية الأولمبية مقامة على مساحة يبلغ طولها (750قدم)، وعرضها (50قدماً)، ومحاطة بأسوار ضخمة نسبت الأساطير إقامتها إلى بطل الإغريق هرقل. وكان لهذه القرية: بوابتان واحدة من الشمال الغربي، والأخرى من الجنوب الغربي، ويتوسط القرية مذبح زيوس العتيق وهو عبارة عن قاعدة أسطوانية يبلغ قطرها(128قدماً)، ذكرت الأساطير أنها بنيت من رفات الشّهداء، التي مزجت بماء نهر الفايوس، وأحيط به أربعة معابد أكبرها معبد "زيوس" الشهداء. أما المعبد الثاني فهو معبد "هيرا" زوجة زيوس، وعرف باسم الهيرايوم Heraeum، بينما الثالث هو معبد الربة الأم Matroon، أما الرابع فهو محراب الملكالأسطوري بيلوبس Pelops. وحول هذه المعابد كانت تقام الأبينة الخاصة بإدارة المهرجان، واستقبال الوفود الرسمية، والإداريين، والمشرفين على الفرق وغيرها. وحول هذه المنطقة أُقيمت الملاعب الرياضية، حيث تجرى المباريات، فمن ناحية الغرب يقع الجمنازيوم Gymnasium، أما مضمار سباق الخيل Hippodrome، فيقع من ناحية الشرق، وكذلك مضمار سباق العدو Stadium، الذي يبلغ طوله 600قدم أولمبي أو ما يعادل 192.27متر (لأن القدم الأولمبي يبلغ 0.3204متر). وكان الاستاديوم مصمم على شكل u ذي طرفين متقاربين ويبلغ طوله 211متراً، وعرضه 31.5متراً. وكانت المدرجات تحفر في سفوح الجبال، من الجهات الثلاث، ويتسع لأربعين ألفاً من المشاهدين. وعلى الرغم من أن فيضان نهر الفايوس، قد طمس الكثير من معالم هذا الملعب، إلا أن الزائر يستطيع التعرف على علامات محفورة، في الحجارة، كان الرياضيون يثبتون أقدامهم عليها، قبل إعطاء إشارة البدء في جانبي الملعب، وعددها عشرون علامة. وتدل العلامات على أن المضمار كان يتسع لعشرين منافساً، وكان يفصل بين كل لاعب وآخر علامات مقامة كل أربعة أميال أوليمبية، أي كل (1.28متر).
وكانت أولمبيا، بولاية إليس Elis الإغريقية، وقرية أولمبيا، من أعمال مدينة "بيسا" Pisa، وكانت هذه المدينة، تسيطر على إقليم شاسع، نسب إليها اسمه Pisatis، وكانت تنفرد بشرف إدارة المهرجان، حتى نزعته منها مدينة "إليس" Elis، وتمكنت منذ عام 572ق.م من إدارة هذا المهرجان، وكانت لاتقل بأساً وقوة عن مدينة "بيسا" وكانت تتحكم في إقليم شاسع نسب إليها Elatis.[/ALIGN]
[ALIGN=CENTER]

* الدعوة للمشاركة في المهرجان الأولمبي وإعلان الهدنة  *

[/ALIGN]

[ALIGN=JUSTIFY]وعلى الرغم من اختلاف الإغريق حول مبّتدع المهرجان الأولمبي، إلاّ أنهم اتفقوا على قدسيتها، ومراعاة الأمن، والسّلام، والامتناع عن القتل والاقتتال، حيث ترفع الأيدي عن السلاح (ايكشاريا) Echeira، طوال مدة الهدنة المقدسة؛ وسبب ذلك أن كل شئ في أولمبيا ، أو له ارتباط بها مقدس.
وكان الرسل والمنادون ينطلقون من القرية الأولمبية، إلى جميع أنحاء اليونان، والمستعمرات الخارجية، وقد عصبوا جباههم بأغصان الزيتون،؛ ليعلنوا بداية الأيام الحرم (الهدنة المقدسة)، ولذا لقبوا برسل الهدنة Spondophoroi، داعين الراغبين بالاشتراك في الدورة الأولمبية، إلى الاطمئنان؛ لأن الإله "زيوس" Zeus، حامي العهود، وكبير آلهة الأولمب، هو حاميهم، خلال سفرهم، وخلال مشاركتهم في الدورة الأولمبية، وخلال عودتهم إلى ديارهم. ويعلنون أيضاً عن موعد الدورة، حسب التقويم الديني، بحيث يتوافق اليوم الثاني أو الثالث من أيام الدورة، مع ثاني أو ثالث قمر كامل، قرب نهاية الصيف. وبعد النداء كان الرياضيون والمتفرجون والسّياسيون، ورجال الفكر والفن والشعراء، يتجهون نحو القرية الأوليمبية.
وكانت مدة الهدنة في البداية شهراً واحداً؛ لأن الدعوة كانت قاصرة على الإغريق داخل المدن الإغريقية، ثم أصبحت مدتها ثلاثة أشهر، عندما شملت الدعوة كل الإغريق سواء كانوا داخل المدن الإغريقية، أو في المستعمرات الخارجية مثل سواحل آسيا الصغرى، وجنوبي إيطاليا وجزيرة صقلية، وشمال أفريقيا، لإتاحة الفرصة أمام جميع الإغريق للمشاركة في المهرجان الأولمبي. وكانت الهدنة تعلن قبل شهرٍ من موعد المهرجان الأولمبي، لإتاحة الفرصة أمام الجميع للوصول إلى أولمبيا، وشهر التدريب. والشهر الثالث تقام في أسبوعه الأول المهرجانات، وباقي الشهر يكفي لوصول الجميع إلى مدنهم دون أن يعترض أحد طريقهم.
ووقعت معاهدة "الهدنة الإجبارية" عام (884ق.م)، بين ملك إليس "ايفيتوس"، و ملك إسبرطة "ليكورجوس"، و ملك بيسا "كليوسنتيس، بعد تحذير من كهنة معبد دلفي لملك إليس "ايفيتوس"، بأن غضب الآلهة سوف يصب عليهم، إذا لم يستأنفوا الألعاب الأولمبية من جديد.
وكان أهم بند في المعاهدة، هو: "أولمبيا مكان مقدس وكل من يجرؤ على دخول هذه المدينة، وهو يحمل سلاحاً يكوى بالنار تدنيساً له، كما أنه يعتبر ملحداً، كل من تهيأت له الوسائل، ولم يحل دون ارتكاب هذه الجريمة، أي الدخول بسلاح"، ونصت كذلك على تولى مدينة "إليس" تنظيم المهرجان الأولمبي". وحفروا بنودها على القرص الذي كان يتدرب عليه "ايفيتوس"، داخل خمس دوائر متشابكة، وهي الدوائر التي تمثل الآن الحلقات الخمس، التي أصبحت رمزاً لقارات العالم الخمس. والتزم الإغريق بما نصت عليه المعاهدة، وكان الملوك والأمراء يوقفون القتال خلال مدة الهدنة، وتوقف فيه الجباية التي كانوا يأخذونها من العابرين لأراضيهم. وكان يعاقب كل من يعترض الآخرين في طريقهم إلى أولمبيا. وقد فرضت غرامة على أحد الملوك لأن أحد جنوده اعترض رجلاً في طريقه إلى أولمبيا.
وكانت الهدنة فاتحة خير على الدورات الأولمبية، إذ أوجدت الفرصة أمام الإغريق لتطويرها وتجديدها. وقد عُثر على اتفاقية الهدنة المقدسة، مكتوبة على لوح برونزي كان موجوداً حتى أيام الرحالة والمؤرخ "باوسانياس" Pausanias، في القرن الثاني الميلادي، داخل معبد الربة "هيرا".[/ALIGN]

[ALIGN=CENTER]

* أهم شروط الاشتراك في المسابقات الرياضية  *

[/ALIGN]

1[ALIGN=JUSTIFY]- أن يكون المتنافس يونانيا حراً. فقد منع العبيد من الاشتراك، ولكن سمح لهم بالمشاهدة بعد استئذان السلطات.وكذلك الأجانب الذين لقبوا بالبرابرة Barbaroi، ولكنهم استثنوا الرومان، لأنهم كانوا أولي بأس شديد وقوة.
2- أن يكون رجلاً بالغاً، وسمح للصبيان بالمشاركة بعد عام 632 ق.م، بشرط أن يضمنهم أولياء أمورهم.
3- ان يكون المتسابق حسن السير والسلوك، حتى لاتُدنس طهارة الشعائر.
4- أن يكون المتسابق عضواً في مجتمع سياسي.
5- التأكد من أن المتسابق أمضى عشرة أشهر في التدريب قبل الاشتراك.
6- عدم خرق الهدنة المقدسة، سواء على يد أفراد أو مدن.
ويتم اختيار اللاعبين من قبل حكام مدنهم. وكان محرماً على المرأة دخول الغابة المقدسة؛ لأن المتسابقين كانوا يتسابقون وهم عراة، بعد دخول لعبة المصارعة عام 708ق.م. وكان المتصارعون يتبارون بأرديتهم، واشتكى أحد المصارعين أنه أثناء المباراة سقط رداؤه، فتوقف عن اللعب، وانهزم، فتقرر بعدها أن يتصارع المتبارون عراة، فمنعت المرأة من المشاهدة. ولكن المرأة الوحيدة التي سمح لها بالمشاهدة هي خاميني "Chamyne" كاهنة الربة (ديميتر) Demeter، لأنها كانت رمزاً لطهارة الربة، وعضواً شرفياً في المهرجان.
والمرأة الوحيدة التي خرجت عن التقاليد الأولمبية، هي "فيرينيس"، وكان لديها دافع قوي، جعلها تغامر بحياتها وتحضر السباق؛ لأنها ابنة بطل أولمبي وأخت ثلاثة أبطال أولمبيين؛ وبعد وفاة زوجها كرست حياتها لابنها، وأخذت تدربه، لتجعل منه بطلاً أولمبياً، وعندما حان وقت المهرجان الأولمبي، ذهبت مع ابنها متنكرة، في زي مدرب، وتمكنت من دخول منصة المدربين، وعندما تحقق حلمها، وفاز ابنها ببطولة الملاكمة، لم تستطع كتمان صيحة الفرح، فاكتشفوا أمرها، فكادوا أن يفتكوا بها، جزاءً لخروجها عن التقاليد، ولكن عقلاء القوم، تداركوا الأمر، ومنحوها حق الحياة، والاستمتاع بالأمجاد، بعد ما تبين لهم، أن أباها، وإخوتها، وابنها، أبطالٌ أولمبيون، فقد كانت مكانة البطل الأولمبي سامية ورفيعة..
ويشترط وصول الأبطال المشاركين في الألعاب، قبل الموعد بشهر كامل، إلى أولمبيا، ويتم تسجيل أسماء المشاركين من قبل الحكام، ويخضعون لفحص دقيق، للتأكد من أن أصولهم يونانية، وأنهم فعلاً رياضيون. ويقضي الرياضيون شهراً كاملاً في التدريب، تحت إشراف القضاة، وكان القضاة أحياناً ينافسون الرياضيين بأنفسهم لاختبار مدى قدرتهم وكفاءتهم، ويعتبر ذلك شرطاً من شروط المشاركة في المسابقات الرياضية. [/ALIGN]

[ALIGN=CENTER]

* تنظيم المهرجان الأولمبي  *

[/ALIGN]
[ALIGN=JUSTIFY]كان تنظيم المهرجان الأولمبي عملاً شاقاً وصعباً، ويحتاج إلى مجهود كبير لكثرة الوافدين على المهرجان، إذ كانت كل مدينة ترسل وفداً رسمياً كبيراً من خيرة قادتها، ونبلائها، وساستها، وخطبائها، وكهنتها، وشعرائها، وفلاسفتها؛ لأن المهرجان الأولمبي كان ميداناً فسيحاً ـ أشبه بسوق عكاظ عند العرب ـ يتبادلون فيه الآراء والأفكار ويظهرون القوة، والعظمة، والثراء، ويتم التفاوض من أجل الصلح بين المتحاربين، تحت ظل الهدنة، وإحلال المحبة، والتعاون، والإخاء، والتصاهر.
وكان أهل إليس هم المسؤولين عن تنظيم المهرجان الأولمبي حسب اتفاقية "الهدنة المقدسة".
1- نظام التحكيم
كان أهل مدينة إليس ينتخبون مجلساً من قضاة الإغريق ليقوموا بالتحكيم، بين المتسابقين ويطلق عليهم اسم "هيللانوذيكيس" Hellanodikes، وزاد عدد القضاة بزيادة عدد اللعبات. في البداية كان يقوم بالتحكيم قاضٍ واحدٍ ثم زاد إلى أن وصل عددهم إلى عشرة قضاة، ثم وصل عددهم إلى اثني عشرة، وفي النهاية أصبح عددهم عشرة بعد عام 348 ق.م.
وكان القضاة يتميزون بعباءاتهم الأرجوانية، وبأكاليل أغصان الزيتون على هاماتهم، وكانوا يحظون بالعناية الفائقة، وخصصت لهم أماكن تطل على الاستاد تسمى "هيللانوذيكيونا" Hellanodikeona ، لاطلاعهم على واجباتهم، وعلى اللوائح المنظمة للمسابقات. وكانت مهمة الحكام الأساسية تتمثل في الإشراف على المهرجان، وتطبيق القانون والنظام، ومنع أي انفعال يؤدي إلى فوضى أو اضطرابات، والتحكيم بين المتنافسين، دون تحيز. وكانت للقضاة سلطة واسعة مثل فرض الغرامات وجلد المشاغبين أمام الجمهور، وإيقاف المخالفين وإبعادهم، وكان يعاونهم في ذلك رجال يماثلون رجال الأمن في العصر الحديث. يحملون العصا والسياط فقط، لأن حمل السلاح محرم في أولمبيا…. وكان الإغريق يتباهون، بأنهم حققوا أقصى درجات العدل في القوانين المنظمة للمسابقات الأولمبية، ولكي يتحققوا من ذلك عرضوها على المصريين؛ لأنهم أسبق منهم حضارة. فأرسلوا مندوباً منهم إلى مصر وملكها "ابسماتيك الثاني"، حوالي 610 ق.م، فأوجد لهم ثغرة وهي أنهم يقصرونها على الإغريق الهيللينيين دون الأجانب، ولكنهم لم يقتنعوا بذلك لأنهم إن أشركوا الأجانب يهدموا الهدف الأول من تنظيم الألعاب الأولمبية، وهو إيجاد نوع من الوحدة القومية بين قبائلهم.
2- العقوبات والجزاءات
ذا خالف المتسابق قوانين اللعبة، وفاز بالغش أو الخداع اعتبر خاسراً، ويحرم من الاشتراك في المسابقات الأولمبية مدى الحياة، ويدفع غرامة مالية كبيرة لسلطات معبد زيوس، ومن تلك الغرامات، تقام مجموعة من التماثيل البرونزية لسيد الأولمب، يطلق عليها مجموعة العقاب، وكانت مقامة في مواجهة الأسوار الشرقية والشمالية.
وقبل يومين من افتتاح الدورة، ينطلق عادة موكب الدورة من "إليس" Elis، ويسير الموكب عبر طريق الغابة المقدسة إلى أولمبيا، ويتقدم الموكب ملك "إليس"، وحكامها ويتبعهم الكهنة، والمستشارون، ثم القضاة بملابسهم الأرجوانية، ثم الوفود الرسمية، ومع كل وفد أبطاله الرياضيون، وأبطال سباق العربات، وعرباتهم، ثم المدربون والأبطال الصغار، ومعهم أولياء الأمور. [/ALIGN]

[ALIGN=JUSTIFY]

* برنامج المهرجان الأولمبي  *

[/ALIGN]
[ALIGN=JUSTIFY]يستمر برنامج الدورة الأولمبية القديمة، خمسة أيام. وكان هناك خلاف بين المؤرخين على نمط سير البرنامج، خلال أيامه الخمسة. ويشترط وصول الأبطال المشاركين في الألعاب، قبل الموعد بشهر كامل، من المدن اليونانية إلى أولمبيا، ويتم تسجيل أسمائهم من قبل القضاة (الحكام)، ويخضعون لفحص دقيق، للتأكد من أن أصولهم يونانية، وأنهم فعلاً رياضيون. كما يأتي المشاهدون خلال هذا الشهر، ويقيمون في ضواحي أولمبيا، ويعقدون حلقات الشعر، والموسيقى، والخطابة، والرقص، والغناء، ويسعى التجار إلى ترويج بضائعهم، ويعرض الصناع أبدع ما صنعوا، ويغتنم السياسيون هذه الفرصة للدعاية لآرائهم، ويطرح الفلاسفة نظرياتهم، ويبدأ المهرجان كالتالي:
اليوم الأول:
تقام فيه الطقوس الدينية للمهرجان (مثل حفل الافتتاح في العصر الحديث)، وفيه يجرى استعراض الحكام بعباءاتهم الأرجوانية، وسفراء المدن اليونانية الذين يحملون الهدايا الثمينة للمعبد، ويسير الكهنة مصطحبين معهم الأضحيات لتقديمها قرابين لوالد الآلهة "زيوس"، وتنشد الأناشيد الجنائزية، حول ضريح رمزي لآخيل، وعند الغروب تراق الدماء على" ضريح بيلوبس" لتذكر مرة أخرى بأصل هذه العبادات ومنبعها. وتقوم النساء بمسيرة إلى مدينة "إليس".
و تقام فيه صلوات الشكر، لسيد الأولمب "زيوس"، وتقديم القرابين والنذور، بأسماء المشتركين، وباسم الدولة المضيفة، وكانوا يؤدون القسم أمام محراب الإله زيوس، حامي العهودHorkios. وكان القَسَمُ يُتلى على قربان، هو في الغالب خنزير بري مقسّم أربعة أجزاء، وكان ينضم إلى المشتركين، في القسم المقدس ذووهم، رمزاً لوحدة الأسرة اليونانية وتماسكها. وقد وصف الأديب والرحالة باوسانياس هذا المشهد بقوله:"ولم يدر بخاطري أن أسأل عمّا كانوا يفعلون بلحم الخنزير(القربان)، بعد أن يتلوا الرياضيون القَسَمَ، لأنه طبقاً لعُرف موضوع منذ قديم الزمن، كان يُحرّم لحم أي قربان يُتلى قَسَمٌ فوقها". وكان القَسَم يتضمن تعهد كل لاعب، بأنه قضى فترة كافية ـ لا تقل عن عشرة أشهر ـ بغرض الاستعداد للاشتراك في هذا المهرجان، وأنهم لن يسلكوا سلوكاً غير مشرف، أو منافٍ لقواعد الرياضة، والعرف، والأخلاق، أما القُصّر من المشاركين، فكان أولياء أمورهم يتلون القسم نيابة عنهم. وكان يقام في مدينة "إليس" Elis، معسكر إعداد لتدريب الذين يشتركون لأول مرة، لتعويدهم على السّلوك الرياضي المتبع. وتقوم النساء بمسيرة إلى مدينة "إليس"، التي تبعد ثلاثين كيلو متراً.
اليـوم الثاني :
يأخذ الجمهور أماكنهم في الصباح الباكر، وعند شروق الشمس، تعزف الموسيقى، ويسير موكب المتبارين، ويتقدمهم الحكام، بينما يصطف الجمهور على جانبي الطريق، يهتفون ويدعون لهم بالنصر. وعند دخول المتبارين إلى الملعب، يأخذ كل منهم، مكانه الذي أعد له، ثم تدوي الأبواق معلنة بداية الألعاب، ثم ينادي المنادون على المتبارين، الواحد تلو الآخر، باسمه، واسم أبيه، واسم مدينته. فيخرج من الصفوف ليراه الجمهور، فيسأل المنادون الجمهور، هل يطعن أحد في نسبه، فإذا لم يتقدم أحد، أذن له بالاشتراك. ثم تبدأ مباريات الصبيان، الذين تقل أعمارهم عن عشرين عاماً، في المسابقات التالية: سباق ستاد واحد (192.27م)، والملاكمة، والمصارعة، واختبار القوة (البانكريش). وتستغرق هذه المسابقات ساعات النهار، وعند الغروب، تحمل الوفود الأبطال على الأكتاف، وتطوف بهم جنبات أولمبيا. ويقضون بقية اليوم، في الغناء، والشعر، والضحك.
اليـوم الثالث:
تخصص الفترة الصباحية لسباق العربات والخيول. وكان سباق الخيل والعربات يقام في "آل هيبودروم" وهي كلمة لاتينية ، تعني مضمار الخيل. وكان مضمار الخيل عبارة عن ميدان مفتوح منبسط، وواسع، ويوجد به عمودان، الأول للبداية والآخر خاص بمكان الاستدارة.وكانت سباقات العربات التي تقام حسب تسلسلها التاريخي هي: في عام 680 ق.م، كان سباق العربات بأربعة خيول ، وفي عام 500 ق.م، كان سباق العربات التي يجرها بغلان، وفي عام 408 ق.م، كان سباق العربات التي يجرها حصانان، وفي عام 268 ق.م، كان سباق العربات التي يجرها مهران.وتتكون العربة من صندوق خشبي مفتوح من الخلف ومكشوف من أعلى، وتتسع لشخصين واقفين. وفي حالة العربة، التي تجرها أربعة خيول، تكون الخيل القوية والسريعة على اليمين؛ لكي تستدير بسرعة، حول العمود، ويتولى قيادتها فارس واحد. وعند فوز العربة، تقدم الجائزة، لمالكها. وكل فارس يحاول أن يكون بقرب المحور الأوسط للميدان، وقرب العمود الخاص بالاستدارة ليُقَصِّر مسافة السِّباق. ولكن يجب عليه أن يتحكم في تنظيم السرعة لكي لا تنقلب العربة.
أما سباق الخيل، فله أهمية خاصة، لدى الملوك، والنبلاء، والأثرياء، لان الفوز به، يعتبر عن مظاهر العظمة والقوة والمكانة، وكان السباق دورة واحدة حول الميدان.
وفي عصر اليوم الثالث تجرى مسابقة البنتاثلون، وتتكون من خمس مسابقات فرعية، هي: الوثب الطويل، والعدو، ورمي الرمح، ورمي القرص، والمصارعة. وكان لمسابقة البنتاثلون أهمية خاصة، لأن المتبارين، يتمتعون بمزايا بدنية ونفسية يحتاجها الرياضي، مثل السرعة، والقوة، والمهارة، والاحتمال، والمثابرة، والشجاعة، ومرونة الحركة، والقدرة على التكيف، والتحول من مباراة إلى أخرى. وكانت مسابقتا المصارعة والملاكمة، مستقلتين عن مسابقة البيتاثلون. أما مسابقة الوثب الطويل: فقد كان المتبارون يستعينون بالأثقال؛ من أجل إطالة وثباتهم، وكانت حفرة الوثب الطويل بمدى (50قدماً). وتحفر وتملاْ وتعبأ بالرمل الناعم، ويسوى ويمهد عقب كل وثبة استعداداً للوثبة التالية، وتحسب مسافة الوثبة من خط البدء، وتجاوز بعضهم الخمسين قدماً في وثبه. وكان الواثبون يحملون ثقلين من الصلب أو الحجر، زنة الواحد منهما أكثر من كيلو جرام، ويعدو لمسافة قصيرة قبل خط البدء. وتزداد السرعة كلّما قرب من خط البدء؛ وعندما يلمس بقدمه خط البدء يثب وثبة طويلة، رافعاً يديه بالثقلين إلى الخلف، وعند ارتفاعه في الهواء يدفع يديه بقوة إلى الأمام فيضيف قوة إلى انطلاقه، وعندما يصل إلى ذروة ارتفاعه يضم قدميه إلى فخذيه، ويبدأ بالهبوط إلى الأمام؛ وقبل وصوله إلى الأرض يدفع يديه مرة أخرى إلى الأمام، رامياً الثقلين مما يزيد في اندفاعه الأمامي، ثم يدفعهما إلى الخلف وكأنه يقفز من جديد، ويضيف قوة جديدة إلى جسمه ويهبط بوثبة وقدماه متلاصقتان. ولم يعرف هل كان يسمح للواثب بخمس محاولات، يحسب أفضلها، أم يُحسب مجموع المحاولات الخمس؟.
أما رمي القرص، فيبدو أن لا فارق كبير في طريقة رميه في عهد الألعاب الأولمبية القديمة، ورميه في الألعاب الحديثة؛ غير أنّ الرامي يُعطى ثلاث محاولات يحسب أفضلها في الألعاب الحديثة، بينما في الألعاب القديمة تحسب المحاولات الخمس. وكان القرص في بداية عهده من الحجر، ثم صنع من الصلب، ثم أصبح يصنع من البرونز، وكان قطر القرص بين 17 و32 سم، ويتراوح الوزن بين 1.3 إلى 6 كيلو جرامات. ومسابقة رمي الرمح تحتل أهمية خاصة لأن الرمح سلاح أساسي كان يستخدمه الإغريق في الحروب للدفاع عن النفس ويستخدمونها للصيد كذلك. ويصنع الرمح من قضيب خشبي، ويُبرى رأسه، وطول الرمح طول الرجل العادي، وهو أخف من رمح القتال، وكان له مقبض مربوط به خيط من الجلد القوي على شكل حلقة يدخل بها الرامي إصبعين من يده التي يرمي بها، وتعطيه الحلقة قدرة على دفعه دفعةً قويةً إلى الأمام والأعلى، ويمنح الرامي خمس محاولات تحسب أفضلها. وتستمر المسابقات المختلفة لمجموعة البنتاثلون حتى تجرى المسابقة النهائية في المصارعة، والتي يقرر نتيجتها بطل البنتاثلون.
الـيوم الرابع:
أهم أيام الدورة الأولمبية ، لأنه يتوافق مع القمر الكامل. فبعد إجراء الطقوس الدينية، وتقديم القرابين،يتم ذبح مائة ثور يقدمها أهل "إليس"، كل دورة للإله "زيوس". وبعد الظهيرة تجرى المسابقات التالية : العدو لمسافات متنوعة، والمصارعة ، والملاكمة ، واختبار القوة (البانكريش )، وسباق الدروع. وقد اشتملت، مسابقات العدو على سباق الاستاديوم (27ر192م )، وكانت قواعد هذه المسابقة، تشمل وجود مكان البدء، الذي كان في أوائل الألعاب الأولمبية، عبارة عن خط مستقيم، يحفر بعمق بوصتين أو ثلاث تقريباً. ثم تطور خط البدء، حيثُ وضعت قطعة رخام لكل متسابق، وكان اللاعب، يقف عند ذلك الخط وقدمه الخلفية، على قطعة الرخام، وقدمه الأمامية متقدمة قليلاً، دون تجاوز خط البدء. ويرتدي المتسابق ما يشبه الخف، لوقاية أقدامه من الحصى أثناء العدو، ولكن البطل "أورسبوس"، كان حافي القدمين، عندما فاز بسباق الأولمبياد الخامس عشر عام 720 ق م، فأصبح تقليداً مستمراً بعد ذلك. أما سباق "استاديوم" الثاني يبلغ طوله 355 أو 385 متراً، حسب طول المضمار، وقرار الحكام، وكان السباق الثالث 2000 متر تقريباً، وكان خط البدء، في هذين السباقين، هو خط النهاية أيضاً، حيث يعود المتسابقون إليه بعد الدوران، حول وتد خشبي عال. وكان إذا تطلب السباق أكثر من "استاد" ، يخصص لكل متسابق حارتان، واحدة للذهاب والأخرى للإياب، بعد الدوران حول الوتد الخشبي العالي، أما مسابقة المصارعة، فقد كانت مستقلة ضمن مسابقات الألعاب، مثلما كانت واحدة من سباقات "البنتاثلون" Pentathlon، (المسابقة الخماسية، ويجب أن تتوفر في المتسابق، القدرة على أداء أكثر من لعبة). واختلف المؤرخون على حقيقة أسلوب مسابقة المصارعة، فمنهم من قال: إنها كانت تجرى حيث يعتبر الفائز من يجبر خصمه على الاستسلام، ومنهم من قال: من يرمي الخصم، على الأرض ثلاث مرات، أو تلامس ركبتاه الأرض ثلاث مرات. أما في حالة سقوط الخصم، فيجب على الفائز، أن يظل واقفاً على قدميه، أو يلقي بنفسه فوق الخصم، دون أن يمس جسمه الأرض. أما إذا سقط المتصارعان معاً على الأرض، فإنهما وبقرار من الحكم ينهضان، ويتابعان المصارعة، حتى يفوز أحدهما. ومن قواعد المصارعة، عدم الضرب بقبضة اليد، أو الصفع، أو العض، أو إصابة الأعضاء التناسلية. أما الملاكمة، فقد كانت تجرى في حلقات مخططة على الأرض، في الساحات الرئيسية. ويضع الملاكمون على أيديهم، أربطة من جلد الثيران، محشوة بمادة طرية لينة تساعدهم على شدة قبضاتهم، وتمنع إصاباتهم. ولم تكن هناك جولات، أو فترات استراحة، بل تستمر أو تتواصل، حتى يستسلم أحد الملاكمين، أو يقع على الأرض، مغشياً عليه، ولا توجد حدود للأوزان، أو شروط لمساواتها، وكان الملاكم الأضخم، والأثقل، أكثر حظاً في الفوز. وكانت وقفة الملاكم مستقيمة، وساقه اليسرى متقدمة، ومثنية قليلاً عند الركبة، واليد اليسرى ممتدة إلى الأمام مدافعة، واليمنى مضمومة إلى الجسد، مستعدة للكم، عندما تسمح الفرصة.
أما مسابقات اختبارات القوة، أو ما يطلق عليها "البانكريشن" Pankration، كانت مزيجاً من المنازلات الحديثة ( الجودو، والملاكمة والمصارعة )، ويسمح فيها بالضرب، والصفع، والركل، والقبض، والعرقلة، والرمي على الأرض، ويمنع فيها العض وضرب الأنف، والأسنان والفك، وكانت قاسية، والمتبارون يتنافسون عراة. وتختم مسابقات اليوم، بسباق الدروع، حيث يتسلق الأبطال عراة، ويرتدون خوذة الرأس فقط، ويحملون الدرع والرمح .
وعلى الرغم من العنف الشديد الذي تميزت بها المسابقات إلا أنه نادرٌ أن ينتج عنها قتل، وكان القانون يحرم قتل الخصم، يعاقب القاتل بحرمانه من الجائزة، وكان جميع اللاعبين يخرجون من المسابقات والوجوه مشوهة، والأسنان مفقودة. وكان شاعر ساخر يقول لأحد الأبطال: "كلابك لن تتعرف عليك، وإذا نظرت إلى المرآة، فستقول لا ليس هذا "ستراتوفون".
الـيوم الخامس:
يخصص هذا اليوم الأخير، للمواكب وتقديم القرابين، للإله "زيوس" كبير آلهة الأولمب. ويتقدم المواكب الأبطال الفائزون، وعلى رؤوسهم، أكاليل أغصان الزيتون، ويتقدم كل فائز، منادٍ، يعلن اسمه، واسم مدينته. وتجدر الإشارة هنا إلى أن سباق الاستاديوم (192.27م)، ظل محتفظاً بمكانته، بين سائر الألعاب، وتسمي الدورة باسم بطله. [/ALIGN]

[ALIGN=CENTER]

* الشعلة الأولمبية  *

[/ALIGN]
[ALIGN=JUSTIFY]انت الشعلة الأولمبية، ضمن الطقوس الدينية القديمة، رمزاً للبعث والقوة الحيوية المحركة للكون. وكان البطل الأولمبي الأول، الفائز في سباق "الاستاديوم" (192.27متراً)، يحظى بشرف التكليف، بنقل النور الإلهي (الشعلة الأولمبية)، من معبد الإله "زيوس" رب الأرباب، إلى.أرجاء البلاد، بأقصى سرعة، لذا يكلَّف بها الفائز بسباق العدو.
ويقول الفيلسوف اليوناني "فيلو ستراتوس": "كان الرياضي الفائز، في سباق العدو(192.27متراً)، يعدو بعد انتهاء السباق مباشرةً، إلى الهيكل، ليتسلم النار المقدسة، من الكاهن الذي ينتظره بالشعلة، أمام المذبح، وكان الفائز الأولمبي، يطوف بها أرجاء البلاد، ظافراً بهذا الشرف العظيم، الذي يقربه من الآلهة". وتظل الشعلة في المعبد الأولمبي طوال فترة انعقاد الدورة.

[ALIGN=CENTER]

*  الــــجــوائــــز  *

[/ALIGN]
كانت جائزة الفوز، في الدورات الست الأولى "تفاحة واحدة"، ومنذ عام 752ق.م أي مع بداية الدورة السابعة، وبناءً على اقتراح، قدم من كهنة، معبد دلفي، مقر الإله "أبوللون"، أصبحت الجائزة، عبارة عن غصن من شجرة الزيتون، ويعرف باسم "كوتينوس" Kotinos، ويجهز على هيئة تاج، يوضع فوق رأس الفائز، وكان يشترط أن يكون غصن الزيتون، مأخوذاً من شجرة الزيتون القديمة، التي أينعت خارج الزاوية الجنوبية الغربية للحجرة الخلفية، لمعبد الإله "زيوس"، في أولمبيا ـ وقصة شجرة الزيتون كما ترويها إحدى الأساطير هي: "لقد أفاق سكان تلك المدينة "العاصمة اليونانية"، على شجرة زيتون، وبجوارها نبع عذب. ولما ذهبوا إلى كهنة معبد دلفي أصحاب الفتوى، يسألونهم عن تفسير ذلك، قالوا لهم: إن الوقت قد حان لإطلاق اسم على مدينتهم، فشجرة الزيتون هي "أثينا" ابنة الإله "زيوس"، التي ولدت كما تقول الأساطير من رأس "زيوس" مباشرة، عندما شعر بصداع في رأسه فضربه ابنه بفأس على رأسه فخرجت "أثينا"؛ لذا تميزت بالحكمة. والنبع العذب هو "يوسيدون" شقيقها، وعليهم أن يختاروا أحدهم، فاختاروا "أثينا" اسماً لعاصمتهم اليونانية"ـ ويقوم بقطع هذا الغصن بواسطة منشار مصنوع من الذهب، صبي من أسرة نبيلة وأبواه، مازالا على قيد الحياة. لقد كانت جوائزهم بسيطة، وكان الفائز يتسلم جائزته أمام جماهير ممثلة لكل بلاد الإغريق، وفي محراب رب الأرباب، وبحضور رجالات الدولة.
وعندما يعود البطل الأولمبي إلى مدينته، يستقبل من قبل أهل المدينة استقبال الفاتحين، لأنه رفع اسمها بين المدن، ويدخل البطل الأولمبي مدينته، وعليه عباءة أرجوانية، ويركب عربة تجرها أربعة جياد بيضاء، محاطاً بجموع أهل مدينته، وهم ينشدون أهازيج النصر له، التي نظمها كبار الشعراء خصيصاً للبطل. ثم يتوجهون إلى المعبد الرسمي، حيث يخلع البطل الإكليل من فوق رأسه، ويقدمه قرباناً للإله، وبعد ذلك يذهب البطل، لتسلم الجوائز من أهل مدينته، بالإضافة إلى المزايا الشرفية.
وكان البطل الأولمبي، يكَّرم بإقامة تمثال له عند مدخل مدينته، وإذا وقع في الأسر، يتم فك أسره في الحال، ومن معه إكراماً له.
وكانت كل أسرة تفخر بأبطالها، ويحكي لنا "شيشرون" في كتابه "مجادلات تسكولية" أن: "رياضياً من جزيرة "رودس" يدعى "دياجوراس" Diagoras، اشتهر بفوزه في مباريات الملاكمة، وتغنى شاعر الدورات الأولمبية "بندار"، بإحدى انتصاراته، في الدورة الأولمبية السابعة. وعندما فاز ولداه في الملاكمة في أولمبيا، دخل عليه رجل، من "لاكونيا" وبعد أن هنأه على فوز ولديه، قال له " تستطيع أن تموت الآن يا "دياجوراس" لأنك لن تعرف مرة أخرى بهجة ربانية، مثل هذه البهجة. هكذا كان الإغريق يقدرون الرياضة وأهلها.
وكانوا كذلك يقدرون أيضاً الفن والأدب، لقد صنعوا لشاعر الدورات الأولمبية "بندار" ( 518ـ438ق.م)، تمثالاً وهو على قيد الحياة، لكونه شاعر الدورات الأولمبية الرسمي. ويُعد بندار أعظم الشعراء الغنائيين عند الإغريق، ونظم العديد من أهازيج النصر، للأبطال الأولمبيين، وكان مدحه للأبطال يتصف بالمبالغة الشديدة.. قيل إن أصدقاء البطل "بتياس" طلبوا منه نظم قصيدة فطلب منهم مالاً كثيراً، فاستعظموا المبلغ، وقالوا: إننا يمكننا أن نقيم له تمثالاً من النحاس، بأقل من هذا المبلغ، ولكن بعدما تشاور الأصدقاء، وجدوا أن القصيدة أفضل من التمثال. فدفعوا له المبلغ المطلوب فنظم لهم قصيدة مطلعها: لست بصانع تماثيل لا تشاهد إلا حيث تنصب.. ولكن ،أنظم أشعار تطير في الآفاق.. ويطير معها صيت بيتاس المكلل بأكاليل الظفر. ومن أهم قصائد "بندار" قصيدة الأولمبياد الثالث عشر المقدمة إلى بطل الاستاديوم "إكزنوفون "دوكورنث".
ويروي "باوسانياس" (مؤرخ عاش في القرن الثاني الميلادي) إنه شاهد تمثالاً للفيلسوف السوفسطائي "جورجياس" Gorgias، في أولمبيا أقيم تكريماً له على بلاغته، ومقدرته على الجدل. ولإمتاعه الناس. وكان أرسطو يعقد حلقات دراسية في أثناء إقامة المهرجان الأولمبي، كما اشترك أرسطو في تنقيح وتصحيح قائمة الفائزين في الألعاب الأولمبية، التي وضعها "هيبياس"، قبل مائة عام من عهد أرسطو، الذي توفي عام 322ق.م. وتُعد قائمة أرسطو أدق قائمة للفائزين الأولمبيين.
وكانت التجمعات في القرية الأولمبية لأيام طويلة، تؤدي إلى التآلف والمصاهرات بين الإغريق، وطي خلافاتهم وحروبهم، وإن اقتصر ذلك على أيام الهدنة أحياناً. وتعتبر المهرجانات الأولمبية، تجسيماً حياً للوحدة القومية، ومن لوازم الاحتفالات خطبة لفيلسوف الوحدة اليونانية "إيسو قراط" بمناسبة المهرجان الأولمبي المئوي، يوضح فيها أهمية، المهرجانات لقضية الوحدة، يقول فيها: "ينبغي علينا أن نثني، على هؤلاء الذين أوجدوا لنا "أعياد الثناء" Panegyric، وخلَّفوا لنا هذا التراث، فبفضلهم أصبحنا نلتقي في مكان واحد، بعد إعلان "الهدنة"، والتوقف عن القتال، فنتلو الصلوات ونقدم للآلهة القرابين، ونحس في نفوسنا إحساساً واحداً؛ بأننا من أصل واحد. عندها يحسن كل منا معاملة الآخر، من أجل المستقبل، ونعيد ممارسة، علاقاتنا المضيافة القديمة، بل ونِكَوّن علاقات جديدة. وليست هذه اللقاءات مضيعة للوقت؛ لا لجماهير النظارة ولا للشخص الرياضي، لأن هذا الأخير كان يستعرض أمام الإغريق المجتمعين مواهبه الطبيعية. أما الجمهور، فإنه كان يجد لذة وسروراً، في مشاهدة هذه الألعاب، وليس هناك ما يجعل أحدهما يضيق بالآخر ذرعاً؛ لأن كل فريق يجد ما يُرضي كبرياءه. وذلك عندما يدرك المشاهدون أن الرياضيين يبذلون، أقصى طاقاتهم لإدخال السرور عليهم. ويدرك الرياضيون، أن كل هذه الجموع، قد جاءت لتعبر عن إعجابها بهم". [/ALIGN]

[ALIGN=CENTER]

*  دورات اللعاب الأولمبية الحديثة   *

[/ALIGN]

[ALIGN=JUSTIFY]تحظى الدورات الأولمبية الحديثة بجماهيرية لا مثيل لها بين شعوب العالم أجمع. ووصفها "كوبرتان" بأنها مهرجان عالمي للشباب. يلتقي فيه شباب العالم في منافسات شريفة تسود فيها الروح الأولمبية، وتجمعهم مائدة واحدة يطلق عليها القرية الأولمبية، فيتنافسون ويتصادقون على الرغم من اختلافهم في اللغة والبيئة مما يدل على أن العالم يستطيع العيش في سلام ومحبة، وأن الخير في النفوس البشرية أقوى من الشر. ويقام المهرجان الأولمبي مرة كل أربع سنوات، وتتجه إليه الأنظار من كل حدب وصوب من شتى أنحاء المعمورة. ويقول المتطرفون في أحلامهم الوردية، إن أكثر هذه الأحلام جموحاً يتصاعد إلى حد تحقيق "الوحدة العالمية" بين أبناء آدم بعد تخطي أصعب الموانع، وهي "القومية" والتعصب الشديد لها.
وكان "كوبرتان" يعتقد بأن الدورات الأولمبية يمكنها أن تفرز السلام العالمي بين شعوب المعمورة. فتسري المحبة والألفة في قلوبهم، وينسون الأحقاد والكراهية التي زرعتها الحروب.
وتعتبر الدورات الأولمبية أهم المسابقات الرياضية العالمية على الإطلاق، فهي الأهم، والأكبر، والأعم، قديماً وحديثاً، انبثقت منها العديد من البطولات العالمية، مثل بطولة كأس العالم لكرة القدم عام 1930م، وبطولة العالم لألعاب القوى عام 1983م.
واستمرت فترة التوقف للدورات الأولمبية نحو 1502عام.إلى أن ظهر النبيل الفرنسي "كوبرتان" الذي قاده علم التاريخ الذي تخصص فيه، بجانب التربية البدنية وعلم النفس إلى عشق التراث الأولمبي، وما يحمله من معانٍ إنسانية وأهدافٍ نبيلة، فدفعه ذلك العشق للنهوض بالدورات الأولمبية من جديد، فظل يكافح ويناضل إلى أن حالفه الحظ في المؤتمر الحاسم للدورات الأولمبية عام 1894م
وسلَّط في هذا الموضع الأضواء على الدورات الأولمبية الحديثة. وكذلك المحاولات التي سبقت البارون الفرنسي كوبرتان لإقامة دورات أولمبية في أثينا مهد الدورات الأولمبية القديمة، وإلحاح الفكرة الأولمبية وسيطرتها على البارون وجهاده من أجل النهوض بها من جديد. والمؤتمر الحاسم للدورات الأولمبية وتأسيس أول لجنة أولمبية دولية حديثة، وأول لجنة للإشراف على دورة أثينا أولى الدورات الأولمبية الحديثة، والعقبات الاقتصادية التي واجهت الدورة الأولى والتغلب عليها عن طريق التبرعات، ومحاولة ملك اليونان "جورج الأول"، تثبيت الدورات الأولمبية في أثينا عاصمة اليونان بإيعاز من أثرياء اليونان وأصدقاء "زاباس"، الذين ساهموا في تكاليف الدورة الأولمبية، وإصرار البارون على جعلها عالمية. [/ALIGN]

[ALIGN=CENTER]

*  بعض العوامل التي سلطت الضوء على الدورات الأولمبية.  *

[/ALIGN]
[ALIGN=JUSTIFY]في أوائل القرن الثامن الميلادي: لفت العلامة الفرنسي "برنار دي منفوكون". الانتباه، إلى البحث في الأطلال الأولمبية، ثم تلاه الألماني "فنكلمان"، الذي نظم بعثة للتنقيب في وادي أولمبيا، ولكن الموت عاجله وهو في طريقه إلى اليونان. وفي عام 1829م، أوفدت الحكومة الفرنسية حملة لليونان، لمعاونتها في حرب التحرير. فنقب بعض أفرادها في وادي أولمبيا. وفي عام 1852م قاد العلامة الألماني أستاذ التاريخ القديم "أرنست كورتيوس"، حملة قوية للتنقيب في أولمبيا، واستطاع أن يقنع تلميذه، القيصر "فريدريش الثالث"، بتنفيذ مشروعه. فأقر البرلمان الألماني الاعتمادات اللازمة. ونجحت البعثة الألمانية (1875ـ 1879م)، في الكشف عن ساحة "الإلتيس" الشهيرة بكاملها، وظهرت أيضاً أطلال معبد الإله "زيوس"، و كان أعظم اكتشاف، هو تمثال "هرميس"، الذي صنعه المثال الشهير "براكستليس"، ووصفه الرحالة "باوزنيوس" في رحلته. كما عثرت البعثة على الكثير من التماثيل.
في عام 1829م، استقلت اليونان، وبعد الاستقلال بدأت الحكومة اليونانية، التنقيب في وادي أولمبيا. وبُثت الحياة من جديد في الدورات الأولمبية.[/ALIGN]

[ALIGN=CENTER]

*  بعض المحاولات التي سبقت البارون الفرنسي في النهوض بالدورات.   *

[/ALIGN]
[ALIGN=JUSTIFY]1. ألعاب "دينلوك الأولمبية المحلية"، في إنجلترا عام 1850م، ومؤسسها هو الدكتور بيني بروك".
2. الألعاب الأولمبية التي نظمها اليوناني "إيفانجليوس زاباس" Evangelius Zappas عام 1859م.
3. الألعاب الأولمبية الثانية في أثينا باليونان عام 1870م، ونظمهما أصدقاء زاباس.
4. الألعاب الأولمبية الثالثة في أثينا باليونان عام 1875م.
5. الألعاب الأولمبية الرابعة في أثينا باليونان عام 1888م. [/ALIGN]

[ALIGN=CENTER]

*  البارون الفرنسي كوبرتان والدّورات الأولمبية    *

[/ALIGN]
[ALIGN=JUSTIFY]كان النبيل الفرنسي "كوبرتان"، مولعاً بالرياضة منذ صغره، وكانت الرياضة المدرسية في فرنسا غير قادرة على إدخال البهجة في نفوس اللاعبين والمشاهدين، إذ كانت ألعاباً فردية تفتقر إلى الحماس والمتعة، مثل رمي الكرة على الحائط.
ولما قرأ كتاباً مترجماً عن الإنجليزية، تحت اسم "السنوات الدراسية لتوم بروان"، ويتحدث فيه عن مدرس التربية الرياضية "توماس ارنولد"، أحد دعاة الرياضة في إنجلترا الذي كان يحظى بحب كبير من التلاميذ، وكانت المحبة والألفة والتفاهم تسود بينهم. وكان الكتاب يحوي صوراً لألعاب جماعية يمارسها تلاميذ المدارس الإنجليزية، وتبدو السعادة على محياهم، أثرَّت شخصية المعلم "توماس ارنولد " (1795م ـ 1842م) في التربية الإنجليزية، وأثرت أيضاً في البارون الفرنسي كوبرتان، فاتخذه مثلاً أعلى.
وكان "كوبرتان" يعاني في شبابه مما لحق بفرنسا من مهانة خلال الحرب (الفرنسية ـ البروسية) عام 1870م، وأرجع سبب ذلك إلى الحالة البدنية والمعنوية المزرية للشباب الفرنسي.
وفي عام 1887م، بدأ كفاح النبيل الفرنسي من أجل تكوين جيل جديد من الشباب الفرنسي قادرٍ على مواجهة الصعاب والتحديات، وكتب يقول: "منذ القرون الوسطى تسود الأفكار التي تحتقر الجسد، ويعتبر ذلك خطأً فادحاً، وفي النهاية لا ينقسم الإنسان إلى قسمين: إنما إلى ثلاثة أقسام: الجسد، والنفس، والطبع. لقد عرف الأقدمون ذلك، إنما نسيه آباؤنا، أما نحن فنتعلم ذلك بصعوبة". يقول كوبرتان: "إن على الشبيبة تقوية النفس عن طريق تدريب الجسد". وأسس كوبرتان "رابطة التربية البدنية"، وكتب يقول: إن تلاميذنا لا يلعبون لأننا لم نوجد لهم الألعاب الشيقة".
وفي عام 1889م، أوفدته الحكومة الفرنسية إلى بريطانيا لدراسة التربية البدنية، والتقي هناك مع "د. بيني بروك"، الذي أسس ألعاب دينوك الأولمبية المحلية عام 1850م. وبعد ذلك التقى البارون بعالم الآثار "آرنست كورتيوس"، الذي قدم الكثير من المقترحات، وكشف عن آثار أولمبية، فوق جدران المعابد اليونانية. وعاد من إنجلترا، بعدما تخصص في التربية، وعلم النفس، والتاريخ. واهتمَّ بالرياضة البدنية اهتماماً كبيراً، وسعى إلى توسيع العلاقات الرياضية بين الدول، فسعى إلى تحقيق أول لقاء على الصعيد الدولي بين فرنسا وإنجلترا في كرة القدم عام 1891م. وترك هذا اللقاء انطباعاً بأهمية الرياضة في التقارب والتعارف بين الشعوب. وهكذا تبلورت وتطورت الأفكار البارونية وخرجت من المحلية الضيقة إلى العالمية الرحبة. [/ALIGN]

[ALIGN=CENTER]

* المؤتمر الحاسم للدورات الأولمبية    *

[/ALIGN]

[ALIGN=JUSTIFY][ALIGN=JUSTIFY][ALIGN=JUSTIFY]كل المحاولات الجادة التي سبقت البارون الفرنسي، كانت مقدمات جيدة لإزاحة تراكمات السنين عن الدورات الأولمبية وإعادتها من جديد.
ويعتبر يوم الجمعة: 25 نوفمبر عام 1892م، يوم احتفال الاتحاد الرياضي الفرنسي بعيده الخامس، بداية الانطلاقة الحقيقية للبارون الفرنسي "كوبرتان" من أجل النهوض بالدورات الأولمبية من جديد.
وفي عام 1893م، عقد مؤتمر لبحث "الهواية والاحتراف" في باريس، وحضره العديد من مندوبي الدول الأوروبية وأمريكا، ووجد فيه "كوبرتان" ضالته المنشودة، في النهوض بالدورات الأولمبية من جديد، والانطلاق بها نحو العالمية. وسعى للحصول على دعم الدول من أجل إقامة الدورات الأولمبية. فحصل على موافقة بعض المشاركين، واعتراض آخرين.
وفي يوم: 23يونية عام 1894م، أقيم المؤتمر الذي دعا إليه "كوبرتان"، لدراسة ما أسماه "بالمومياء الداخلية"، تحاشياً لذكر الاسم الصريح للدورات الأولمبية، وعقد المؤتمر في القاعة الكبرى بجامعة السربون في باريس، تحت اسم "المؤتمر الرياضي الدولي الأول في باريس" وحضره العديد من مندوبي الدول الأوروبية والأمريكية (79مندوباً). يمثلون 13دولة. وكان الهدف المحدد للمؤتمر، هو دراسة مبادئ الهواية. ولكن "كوبرتان" فاجأ الحضور بوجود فقرة ثامنة من جدول الأعمال متصلة بإقامة الدورات الأولمبية، وعند إلقائها كان الإرهاق قد بدأ على الجميع، فحصل البارون الفرنسي على الموافقة بالإجماع على إحياء الدورات الأولمبية القديمة من جديد، بإجماع المشاركين في المؤتمر، وتشكلت أول لجنة أولمبية دولية، برئاسة اليوناني "فيكيلاس"، مندوب اليونان في المؤتمر، طبقاً للوائح التي وضعها المؤسس الفرنسي البارون "كوبرتان"، وسعى البارون بعد ذلك للحصول على موافقة الكنيسة، على هذا التجديد للمظاهر الوثنية، فتمت الموافقة عليها من قبل "البابا بيوس العاشر". وتقرر في البداية أن تستضيف مدينة المؤسس كوبرتان، أول دورة أولمبية حديثة عام 1900م.
ولكن اليوناني "ديمتروس فيكيلاس"، الذي كان من ضمن الحضور في المؤتمر، ممثلاً لنادي الجمباز اليوناني، استطاع إقناع الحضور بأحقية اليونان في استضافة أول دورة أولمبية حديثة، فتم تعديل موعد إقامة أول دورة أولمبية حديثة إلى عام 1896م، لتقام في مدينة "أثينا" عاصمة اليونان تكريماً لليونان مهد الألعاب الأولمبية القديمة، على أن تقام الدورة الثانية في مدينة "باريس" عاصمة فرنسا، مهد البارون الفرنسي كوبرتان، في موعدها نفسه عام 1900م. وخرجت الفكرة للنور. وأجريت مراسم التأسيس في باريس. واعتمد هذا اليوم تحت اسم "اليوم الأولمبي العالمي". [/ALIGN][/ALIGN][/ALIGN]

[ALIGN=CENTER]

تأسيس أول لجنة أولمبية دولية.     *

[/ALIGN]
[ALIGN=JUSTIFY]تأسست اللجنة الأولمبية الدولية يوم 23يونية 1894م في مدينة باريس، بعدما قرر المشاركون في المؤتمر، أن تتكون اللجنة الأولمبية الدولية من مندوبي الدول المشاركة في المؤتمر، وكان عددها ثلاث عشرة دولة. وأن يكون رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، التي من أهم مسؤولياتها الإشراف على تنظيم الدورات الأولمبية، من المدينة التي عهد إليها تنظيم الدورة الأولمبية؛ لعدم وجود مقر ثابت للجنة الأولمبية الدولية. وأُسْندت مهمة تشكيل أول لجنة أولمبية دولية إلى المؤسس الفرنسي البارون "كوبرتان"، وبعد ذلك طلب البارون الفرنسي من اليوناني "ديمتريوس فيكيلاس"، مندوب نادي الجمباز في المؤتمر النهوض، لتولى رئاسة اللجنة الأولمبية الدولية حسب لوائح اللجنة. وتم تنصيب "فيكلاس" مندوب اليونان، أول رئيس للجنة الأولمبية الدولية وتكونت أول لجنة أولمبية دولية من أربعة عشر عضواً: اليوناني المسيو "فيكيلاس"، والبارون الفرنسي "كوبرتان"، والفرنسي "كالو"، والروسي " الجنرال "بوتوفسكي"، والكولونيل السويدي "بارك"، والأستاذ الأمريكي "سلون"، والبوهيمي المسيو "جيري جوث"، والمجري المسيو "فرانك كيميني"، والبريطاني المسيو "هيربرت"، والبريطاني اللورد "أمفيل"، والأرجنتيني الأستاذ " زوبيور"، والنيوزيلاندي المسيو "أ. كف"، والإيطالي الكونت "لوتشسي"، والبلجيكي الكونت "ماكس دي بوسيس".
وتشكلت أول لجنة من سبعة أعضاء للإشراف على دورة أثينا وهم:
1. اليوناني فيكلاس رئيس اللجنة الأولمبية الدولية.
2. الفرنسي البارون كوبرتان أمين اللجنة.
3. الروسي الجنرال بوتوفسكي.
4. الأسوجي الجنرال فكتور بالك.
5. المجري فرانسو كيمينيي.
6. التشيكوسلوفاكي جيري تموت جاركوفسكي.
7. الألماني الدكتور جيبها ردت.
وفي عام 1896م، قدم فيكيلاس استقالته من رئاسة اللجنة الأولمبية الدولية، بعد انتهاء دورة أثينا مباشرة، حسب اللوائح المنظمة، وتولى قيادتها البارون "كوبرتان"؛ لأن مدينته هي المنظمة للدورة القادمة. [/ALIGN]

[ALIGN=CENTER]

الانطلاقة الأولى للدورات الأولمبية الحديثة     *

[/ALIGN]
[ALIGN=JUSTIFY]رحبت اليونان باستضافة الدورة الأولمبية الأولى، لأنها جزء من التراث اليوناني القديم، ولكن الموارد المالية اللازمة لمنشآت الدورة الأولمبية كانت عقبة كبيرة؛ لأن اليونان كانت تمر بظروف اقتصادية في غاية الصعوبة. لكن الدورة الأولمبية كانت في غاية الأهمية لليونان، لإحياء التراث الحضاري القديم. ولكن الأب الروحي للدورات، الذي اشتهر بكفاحه الطويل من أجل إعادة الدورات الأولمبية للنور من جديد، سعى إلى تكوين لجنة أولمبية وطنية في اليونان؛ لتساعد في حل المشكلات التي تواجه قيام الدورة، واختار لعضويتها كبار الشخصيات اليونانية ولرئاستها ملك اليونان "جورج الأول"، لكي تستمد قوتها ومصداقيتها من القائمين عليها، وسلطت صحيفة "اكروبوليس" الأضواء على الاجتماع الذي عقد بين رئيس الحكومة ووزير الاقتصاد يوم: 25/10/1894م، لدراسة موازنة الدورة الأولمبية، ولكن النتائج كانت غير مشجعة، وقالت صحيفة "ايفيميريس": "لن تقام الألعاب في أثينا، اللجنة وجدتها مكلفة، ولن يكون هناك دعم رسمي، لصعوبات مالية جمة". وأدت هذه المقالة إلى هجوم نقدي عنيف، وكتب "سبيريدون باغانيليس" في صحيفة "هيستيا " مقالاً دعا فيه الملك والبرلمان إلى مواجهة الحكومة واللجنة الأولمبية الوطنية، وطالب بالتحقيق في كيفية إنفاق الملايين التي تجنى من الضرائب، وشدد على الحافز التاريخي لتنظيم الدورة الأولمبية الأولى. وكان البارون الفرنسي وقتها في اليونان. وقام البارون بجهود خارقة من أجل إقامة الدورة، وفي الوقت نفسه كان يهيئ فرنسا لتنظيم الدورة، إذا فشلت اليونان في تنظيمها.
والتقى البارون مع ولي العهد الذي قَبِل أن يكون رئيساً فخرياً للجنة المنظمة. وبذل كل من "كوبرتان" و"فيكيلاس" جهداً عظيماً في الخارج، للحصول على دعم بعض الدول الأوروبية. وركز "كوبرتان" من خلال مقالاته على إنها "فكرة للسلام تفتح آفاقاً جديدة"، وخدمة انطلاقة نهضةٍ جديدةٍ للفن، والأدب، والفلسفة، والعلوم، وهي فرصة لتحقيق روح السلام والصداقة بين الشعوب".
وكادت الأمور أن تتوقف، لولا مجيء اليوناني "فيكيلاس" رئيس اللجنة الأولمبية من فرنسا، الذي تحدث للصحافة اليونانية عن أهداف وأسباب تنظيم الدورة في "أثنيا". وختم حديثه الصحفي لصحيفة "أثينيان" قائلاً: "ستقام هنا الآن، وإلاّ لن تبصر النور أبداً، وعلى اليونان أن تقدم شيئاً يُظْهر الفكرة الأولمبية، التي تجسَّدت في القرون الماضية".
ونشرت كل الصحف اليونانية حديثه، وكتبت صحيفة "هيستيا": "الفرصة مهمة للمقارنة بين الماضي والحاضر، "فيكيلاس" و"دي كوبرتان" رجلان شغوفان بالشعب اليوناني، وبالأرض اليونانية وحضارتها، من باريس نطقا بالحق، وعلينا نحن أن نظهر تفوقنا وكفاءتنا. فهب الشعب اليوناني لمساندة "فيكيلاس"، فتألفت لجنة جديدة، عهد بمنصب أمانة السر فيها إلى الصحفي "تيميلون"، وكانت دعوة لوضع الخلافات جانباً "إكراماً للفكرة السامية، فالأمة تقرر مصير مثل هذه الخطوة الوطنية.. والأمة تبارك وتؤيد ذلك"… في: 10/01/1895م. استقال رئيس الحكومة "تريكوبيس"، وتسلم رئاسة الحكومة من بعده "نيكولاوس ديلينانيس" الذي عاش في فرنسا، ومؤمن بالفكرة الأولمبية، وبعد ثلاثة أيام من تولى "نيكولاوس ديلينانيس" رئاسة الحكومة اليونانية، أخذ الملك "جورج الأول" الأمر رسمياً على عاتقه، وأعلن بدء التحضيرات للدورة الأولمبية الأولى. ونهض الجميع بقوة وعزيمة، فسعوا إلى جمع المال من أثرياء اليونان، واختاروا الشخصيات المؤثرة المسؤولة، ليكونوا الرسل للأثرياء، فأرسلوا عمدة أثينا "فيليمون" إلى الثري اليوناني "جورجيوس أفيروف" تاجر القطن المقيم في مدينة الإسكندرية، وكان "أفيروف" عند حسن الظن، فقدم تبرعاً سخياً لإعادة بناء ملعب "باناثنيايكون" الذي بناه "ليكورغو" عام 350ق.م، وهب الشعب اليوناني للمساندة، وتبرع طالب بعشرة دراخم من مصروفه لمدة ستة شهور، وتبرع شاعر بـ 7 قصائد احتفالاً بإحياء الدورات الأولمبية من جديد. وتخطت كل من اللجنة الأولمبية الدولية برئاسة "ديمتريوس فيكيلاس" ونائبه "كوبرتان"، واللجنة المنظمة كل العقبات. وكان للصحافة الدور الكبير والفعال في إقامة أولى دورات العصر الحديث.
وفي يوم الإثنين: 6 أبريل 1896م، انطلق العصر الأولمبي الحديث، في الساعة الثالثة بعد الظهر. بعد أن ارتدى الملك "جورج الأول" ملك اليونان، زي أميرال الأسطول الحربي، وأعلن عن افتتاح "دورة أثينا" الدورة الأولى في العهد الحديث، بقوله :"إنني أعلن افتتاح أولى ألعاب الأولمبياد في عصرنا الحديث" وأثنى في كلمته على جهود البارون الفرنسي "كوبرتان".
وكانت مسابقة الماراثون، آخر مسابقة أقيمت في الدورة، وهي المسافة نفسها التي قطعها الجندي "فيليبيدس" ليزف بشرى النصر على الفرس لأهل المدينة، ويسمى السباق باسم مدينة يونانيةـ وفاز بالسباق أول بطل يوناني في العصر الحديث "سبيريدون لويس" وتحول من فقير مغمور إلى ثري مشهور.
لقد اختار البارون الفرنسي سباق الماراثون، للتذكير ببطولة الجندي. "فيليبيدس"، الذي قضى نحبه بعد أن أعلن نبأ النصر لأهل المدينة عام 490ق.م، وكان سباق الماراثون خير ختام للدورة بالنسبة لليونان؛ لأن المتسابقين اليونان لم يحققوا أي بطولة في المنافسات التي سبقت الماراثون ـ وشهد ملعب "باناثينايكون". أول افتتاح للدورات الأولمبية الحديثة. وفي الحفل الساهر الذي أقيم بمناسبة اختتام دورة "أثينا"، قال ملك اليونان في كلمته الترحيبية: "أرجو أن يوافق الحضور، على أن تصبح أرض اليونان، مهد إقامة الألعاب الأولمبية الحديثة، كما كانت من ذي قبل. كل أربع سنوات مرة، في مدينة أثينا التاريخية"، وكان ذلك بإيعاز من أثرياء اليونان وأصدقاء "زاباس". ولكن "كوبرتان" أصر على أن يحفظ للدورات الأولمبية صفتها الدولية. وأقرت اللجنة الأولمبية الدولية، في اجتماعها في مدينة "لوهافر" الفرنسية، عقب انتهاء الدورة الأولي.. "تدويل" الدورات الأولمبية.. أي إقامتها في مدن مختلفة من دول العالم.. وأن تتضمن مسابقتها ثلاثة فروع، هي:
1. الألعاب القديمة، التي كانت تقام في مصر القديمة وإمبراطورية روما.
2. الألعاب التي كانت تقام في عصر الفروسية.
3. ألعاب العصر الحديث. [/ALIGN]

[ALIGN=CENTER]

انطلاق الدّورات الأولمبية نحو العالمية؟      *

[/ALIGN]
[ALIGN=JUSTIFY]أن المعروف أن النبيل "بيير دي كوبرتان"، فرنسي الجنسية والمنشأ، ورغم ذلك لم يجعل الدورات الأولمبية، شأناً فرنسياً خاصاً، وإنما انطلق بها إلى رحاب العالمية الفسيح فصارت الدورات الأولمبية عالمية على الرغم من أن فرنسا في ذلك الوقت أحوج ما تكون إلى مثل هذه الرياضة التي تبث في الشباب روح القوة والاعتماد على النفس ومواجهة الصعاب وتحملها.. هل السبب يكمن في تجاهل الحكومة الفرنسية؟ التي لم تساند كفاحه من أجل بث الروح من جديد في الدورات الأولمبية؟ أم يكمن السبب في طرح كوبرتان أفكاره عن إحياء الألعاب الأولمبية بين تلاميذه، خلال حلقة دراسية بجامعة السربون عام1892 م، وطالب بإحياء هذه الألعاب، باعتبارها وسيلة تقارب بين الشعوب، لتعزيز السّلام والصداقة، وتنمية قدرات اللاعبين الهواة، وقوبلت الفكرة باستحسان من التلاميذ على الرغم من عدم إدراكهم الكامل للفكرة، أما الكبار فقد سخروا منه، وجعلوه غير قادر على التعبير عنها صراحة مخافة أن يوصم بالجنون.. أم يرجع السبب لتفاعل الدورات وانسجامها مع روح كوبرتان، وإيمانه بها إيماناً شديداً ومآلته على نفسه، ألاّ تنغلق على نفسها وأن تتجاوز هذه القيود الضيقة، وتنطلق مسيرتها نحو العالمية، وقد كان لها ما أراد بحكم صدقه وإيمانه.[/ALIGN]

[ALIGN=CENTER]

* الرموز الأولمبية.. والفنون.. ومراسم الاحتفال *

[/ALIGN]

* الرموز الأولمبية.
1. النشيد الأولمبي.
اعتمدت اللجنة الأولمبية الدولية نشيدها الأولمبي في جلستها رقم (55)في مدينة طوكيو عام 1958م، وأودعت اللجنة موسيقى هذا النشيد في المقر الرئيسي للجنة الأولمبية الدولية. وكان أول نشيد ألقي في الدورة الأولمبية الأولى "دورة أثينا عام 1896م"، اقتبس عن أنشودة رياضية إغريقية قديمة، ودشنت به الألعاب الأولمبية الأولى في العصر الحديث. وكتبه الشاعر "كوستيس بالاماس": "يا عبقري القدم الأزلي، والد الصحيح والجميل والخير، انزل إلى هذه الأرض وتحت هذه السماء، الشاهدتين على مجدك، أنرنا بشعاعك". وكان البارون الفرنسي "كوبرتان" يفكر في أن يرافق المسابقات الرياضية، إلقاء مقاطع شعرية في رؤية توحيدية لطاقات الإنسان.
2. القَسَم الأولمبي.
ي عام 1906م، وضع البارون الفرنسي "كوبرتان"، القَسَم الرسمي الذي يؤديه الرياضيون. وأُدخل إلقاء القسم رسمياً إلى الدورات الأولمبية عام 1920م، في دورة "انفرس" ببلجيكا. ويؤدي أحد الرياضيين القَسَم نيابة عن زملائه، ويجب أن يكون الرياضي الذي يكلف بإلقاء القَسَم الأولمبي في افتتاح الدورة الأولمبية رياضي فذ.
وأول من ألقى القَسَم عام 1920م، هو اللاعب الفذ "فيكتور بوان"، الذي أحرز عدة ميداليات ذهبية، وفضية، وبرونزية، في مسابقتي السلاح وكرة الماء، ويقال في القسم : "باسم كل المتنافسين، أعد بأننا سنشارك في الألعاب الأولمبية، ونحترم القواعد والقوانين التي تحكم الدورة الأولمبية، ونٌظْهر الروح الحقيقية للروح الرياضية؛ من أجل تحقيق النصر للرياضة، وتشريف فرقنا". وفي دورة الألفية الجديدة ( دورة سيدني 2000م )، تضمن القسم فقرة جديدة لأول مرة في تاريخ الدورات الأولمبية تقول: "نحن رياضي العالم نتعهد بعدم الغش"، كما تضمن أيضاً فقرة أخرى تقول: "ونتعهد بممارسة رياضة لا مخدرات فيها ولا منشطات". وألقت هذا القَسَم لاعبة الهوكي الأسترالية "راشيل هوكس" نيابة عن كل الرياضيين المشاركين في الدورة.
3. الشعار الأولمبي Citius, Altius, Fortius
ترجمت هذه الكلمات إلى عدة معانٍ:
أ . ترجمت حسب الترتيب بمعنى: السرعة، الرفعة، القوة.
ب. ترجمت حسب الترتيب بمعنى: الإقدام، النبل، القوة.
ج. ترجمت حسب الترتيب بمعنى: "كن مستعدا"، "كن سريعاً"، "كن سامياً".
وهي أثر إغريقي، كانت الألسن تتناوله في المثاليات. ويقصد به التعبير عن مطامح الرياضي الأولمبي، وقد ظهر هذا الشعار لأول مرة في "دورة انتويرب" عام 1920م، وصاغ هذا الشعار راهب دومينيكي هو " هنري ديدون" من أجل طلاب جامعته. وكان هذا الراهب صديق البارون.
4. الرمز الأولمبي.
هو تصميم مترابط، تتداخل فيه الحلقات الأولمبية الخمس، مع عنصر آخر؛ ويجب تقديم كل رمز أولمبي، إلى المكتب التنفيذي، التابع للجنة الأولمبية الدولية، لاعتماده.

5. شعار الدورة الرسمي
يجب أن تتخذ كل دورة أولمبية شعاراً يميزها عن سائر الدورات الأخرى، ويطبع على كل مطبوعات الدورة، وعلى وسائل الدعاية للدورة.
والفرق بين الرمز الأولمبي، وشعار الدورة الأولمبية، هو الحلقات الخمس، فالرمز الأولمبي لابد من وجود الحلقات الخمس فيه، أما الشعار الخاص بالدورات، للمدينة الحق في دمج هذه الحلقات مع عناصر أخرى أو الاستغناء عنها.
6. العلم الأولمبي.
العلم الأولمبي عبارة عن راية بلا حواف مصنوعة من الحرير الأبيض، و في مركزها خمس حلقات متداخلة، ثلاث حلقات في المستوى الأول ألوانها كالتالي: اللون الأزرق للحلقة الأولى وتكون بالقرب من الساري، ويرمز اللون لقارة أوربا، واللون الأسود للحلقة الثانية ويرمز لقارة أفريقيا، واللون الأحمر للحلقة الثالثة ويرمز للأمريكتين. أما المستوى الثاني، فالحلقة الأولى القريبة من الساري، لونها أصفر ويرمز لقارة آسيا، والحلقة الثانية والأخيرة لونها أخضر ويرمز لقارة أستراليا.
طرحت فكرة العلم الأولمبي في المؤتمر الدولي للأولمبياد عام 1910م، و تأسست لجنة خاصة للإعداد له. وأوجد العلم الأولمبي عام 1913م، عندما بدأ البارون الفرنسي كوبرتان، يفكر في رسم علم خاص للدورات الأولمبية. وكتب البارون في "المجلة الأولمبية" الصادرة في أغسطس عام 1913م قائلاً: "أن هذه الحلقات الخمس تمثل القارات الخمسة في العالم، ابتداءً من هذه اللحظة، وتعبر هذه الحلقات الخمس عن قبول التنافس المثمر و البناء، زد على هذا أن الألوان الستة، بما في ذلك الأرضية البيضاء، تمثل ألوان كل الأمم بلا استثناء.
وكان "كوبرتان"، يربط دائماً بين القديم والحديث، فربط بين اتفاقية "الهدنة المقدسة" في الدورات الأولمبية القديمة، التي كانت رمزاً للسلام في الماضي، والعَلَم ذي الراية البيضاء؛ رمز السلام في الحاضر، والحلقات الخمس التي دونت فيها اتفاقية الهدنة المقدسة، جعلها رمزاً لتكاتف القارات الخمس والتآخي بين الشعوب. وظهر العلم الأولمبي رسميا لأول مرة عام 1914م، في مدينتي "باريس" الفرنسية ومدينة "الإسكندرية" المصرية، في التوقيت نفسه احتفالاً بالعيد العشرين للدورات الأولمبية. ورفع العلم في الإسكندرية، ضمن الألعاب الأفريقية في الخامس من أبريل. عندما عمد اليوناني "انجلو بولاناكي" المقيم في مصر، وأول ممثل للجنة الأولمبية الدولية في مصر والعالم العربي، إلى الدعوة للمساهمة في بناء الاستاد الرياضي بالإسكندرية.
وقدمه البارون إلى اللجنة الأولمبية الدولية عام 1914م في جامعة السربون في باريس، حيث تمت المصادقة عليه يوم: 15 يونية عام 1914م. ورفع العلم عام 1915م، في معرض سان فرانسيسكو، ورفع في ألعاب عام 1919م، في مدينة لوزان السويسرية المقر الدائم للجنة الأولمبية الدولية.
وفي عام 1920م، قامت الحكومة البلجيكية بتصميم علم أولمبي كبير رائع وفخم ومزركش (بالبرودرية)، وأهدته الحكومة البلجيكية للجنة الأولمبية البلجيكية، التي أهدته بدورها إلى رئيس اللجنة الأولمبية الدولية "كوبرتان"، فوافق عليه، وتم رفعه في الدورة السابعة "دورة انفرس" ببلجيكا. ومنذ تلك الدورة أصبح هذا العلم هو العلم الأولمبي حتى عام 1984م.
وفي عام 1984م، قدمت مدينة "سيؤول" علماً أولمبيا جديداً للجنة الأولمبية الدولية، فارتفع هذا العلم أول مرة في دورة سيؤول عام 1988م، وهناك علم أولمبي آخر قدمته مدينة "أوسلو" النرويجية عام 1952م، استعمل في الدورات الأولمبية الشتوية.
وتنص المادة رقم (24) من المبادئ الأساسية للحركة الأولمبية، على رفع العلم الأولمبي في القرية الأولمبية، بجوار سائر أعلام الفرق المشاركة، سواء في ملعب الافتتاح أو في المناطق المحيطة به، مع أعلام الدول المشاركة في الدورة. كما ينبغي رفع علم أولمبي كبير على صارٍ مثبت في مكان بارز بالملعب، ويبدأ رفع العلم الأولمبي، مع إعلان افتتاح الدورة الأولمبية رسميا، وينزل منها عند الإعلان رسميا عن ختام الدورة الأولمبية، ويسلم بعد ذلك إلى مسؤول المدينة التي ستقام فيها الدورة القادمة.
وينكَّس العلم الأولمبي أثناء الدورة، لاعتبارات تراها اللجنة الأولمبية الدولية. ونكِّس العلم الأولمبي في "دورة سيدني 2000"، عند موت زوجة "سامارانش"، رئيس اللجنة الأولمبية الدولية آنذاك.
7. الشعلة الأولمبية.
تُعد لحظة إيقاد الشعلة الأولمبية، أكثر اللحظات إثارة في حفل الافتتاح، وتنطلق الألعاب الأولمبية بعد إيقادها مباشرةً، ومنشأ هذا التقليد، كما يقول الباحث الألماني "فيكلاين" Vecklaein، هو "الحاجة الملحة إلى إضاءة نور جديد ومقدس"، وكانت الشعلة في الماضي رمزاً للبعث، والقوة، والحيوية المحركة للكون، ثم أصبحت شعاراً لديمومة روح الآلهة، وفي العصر الأولمبي الحديث أصبحت الشعلة رمزاً للسلام ومناشدة العالم أن ينأى عن الحرب ويتكاتف ويتآخى.
وقال الرئيس الخامس للجنة الأولمبية الدولية "أفري برانديج"، عندما وصلت الشعلة من أولمبيا إلى ميونيخ: "إن الشعلة حملت رسالة إلى ميونخ من أولمبيا، وهي رسالة الفرص المتكافئة للجميع وعدم التمييز، والصداقة، والتعاون الدوليين".
وتم إيقاد الشعلة لأول مرة في "دورة أمستردام عام 1928م"، واستعملت أيضا بوصفها شعاراً في الميدالية التذكارية للدورة، وتَّم إيقاد الشعلة رسمياً لأول مرة في "دورة برلين عام 1936م"، بعدما تقدم الألمان بطلب إلى اللجنة الأولمبية الدولية، لإدخال تقليد الشعلة رسمياً في الدورات الأولمبية، ونقلها من أولمبيا إلى مدينة "برلين"، فأقر الاقتراح الألماني في مؤتمر "أوسلو" عام 1935م. ونجح الدكتور "كارل ديم" في تنظيم أول رحلة للشعلة، من أولمبيا إلى برلين، وحملها عداءون من جميع الدول التي مرت بها الشعلة، وأول من حملها من أولمبيا العداء اليوناني "قسطنطين كونديس".
ويعني إيقاد الشعلة في أولمبيا، ثم نقلها إلى المدينة المستضيفة للدورة، تنازل أولمبيا عن حقها في إقامة الدورة الأولمبية، للمدينة المستضيفة للدورة. والشعلة الأولمبية يتم إيقادها في سفح جبل "الأولمبوس" في اليونان، من الشمس بواسطة مرآة مقعرة.
ثم يحملها العداءون بالتتابع حتى تصل إلى مكان قيام الدورة ولكل عداء من هؤلاء شعلته الخاصة، التي يشعلها من شعلة زميله، الذي سبقه في العدو، حتى يصلوا إلى المدينة، التي ستقام فيها الدورة، قبل يوم واحد من بدء الدورة. فيقوم آخر عداء بإشعال الشعلة الدائمة التي تظل متقدة طوال مدة الدورة والعداءون يمثلون اليونان والدول الواقعة بين اليونان والمدينة المستضيفة، وفي بعض الحالات تشارك السفن والطائراتفي حمل الشعلة عبر البحار والجبال. ويراعى في الشعلة أن تكون مواد الاحتراق بها لا ينبعث منها دخان يلوث البيئة، من أجل المحافظة على البيئة، وتستبعد المدن التي بها نسبة مرتفعة من التلوث البيئي من الترشيح لتنظيم دورة أولمبية.
وفي دورة "سيدني 2000"، مرَّت الشعلة تحت الماء بشمال أستراليا، لأول مرة في تاريخ الدورات الأولمبية الحديثة.
وقال المسؤولون الأولمبيون: "إن الشعلة مرّت في منطقة الشعاب المرجانية المدارية وهي مشتعلة، واستعانوا بأسلوب كيمائي خاص لمدة دقيقتين و40 ثانية، قبل أن يقوم "وندي كريج"، عالم الأحياء البحرية، بانتشالها وهي لا تزال مشتعلة". وقال المسؤولون الأولمبيون: "إن انبعاث اللهب من الشعلة تحت سطح الماء بثلاثة أمتار كان قوياً لدرجة حالت دون دخول الماء إلى الأنبوب وإطفاء الشعلة.
وفي عام 2004م ستقام الدورة الأولمبية في مدينة أثينا اليونانية، ويفكر اليونانيون على أن تنطلق مسيرة الشعلة من اليونان إلى جميع بلاد العالم، ثم تعود مرة أخرى إلى اليونان، قبل بدء الدورة. وإلاّ ستكون أقصر مسيرة للشعلة الأولمبية.
8. طوابع البريد الأولمبية
تأسس الاتحاد الدولي الأولمبي، لهواة الطوابع الأولمبية عام 1982م، بناءً على اقتراح مقدم من الماركيز الأسباني "خوان انطونيو سامارانش" رئيس اللجنة الأولمبية الدولية آنذاك (1981 - 2001م)، وهو من هواة جمع الطوابع.
وفي دورة "أثينا 1896م"، ساهمت مبيعات الطوابع البريدية التذكارية، في نفقات إعداد الدورة، حيث بلغ إيرادها 400.000 ألف درخم يوناني.
والكثير من الرياضيين، وقادة الحركة الأولمبية الدولية خلَّدتهم طوابع البريد. وفي دورة "انفرس 1920م"، أصدرت بلجيكا مجموعة طوابع أولمبية، بعد أن كانت حكراً على اليونان. وفي عام 1937م أصدرت اليونان مجموعتها التاريخية من الطوابع البريدية الأولمبية للرياضة الإغريقية؛ من أجل تكريم "دياجوراس"، من جزيرة "رودوس". وأول طابع أولمبي حمل صورة المؤسس "كوبرتان"، صدر في "هايتي" عام 1939م بعد وفاته بعامين.
وفي دورة طوكيو عام 1964م، أصدرت مصر أول مجموعة من الطوابع الأولمبية، وكذلك في دورتي "المكسيك 1986م" و"لوس أنجلوس 1984م".
وفي دورة ميونيخ عام 1972م، أصدرت إمارة "عجمان" وملحقاتها، مجموعة طوابع بريدية أولمبية. وكذلك أصدرت إمارة "أم القيوين" مجموعة طوابع عن التاريخ الأولمبي، تمثل الملصقات الأولمبية. وفي دورة "سيدني 2000"، أعلنت إدارة البريد الأسترالية، عن قيامها بطبع صورة أي لاعب أسترالي، يحرز الميدالية الذهبية خلال 24 ساعة من إحرازه للميدالية الذهبية.
9. العملات الأولمبية التذكارية
عُرفت أول عملة أولمبية عام 480 ق. م، وكانت من فئة أربع درخمات، وضربت بأمر من حاكم إقليم صقلية "أناكزيلوس" Anaxilos. لتخليد ذكرى فوزه في سباق العربات الحربية. وفي العصر الحديث للألعاب الأولمبية، ظهرت أول عملة أولمبية في دورة "هلسنكي 1952م" في فنلندا، وفي دورة "أتلانتا" 1996م، قدمت مصلحة سك العملة الأمريكية، دعما للجنة الأولمبية الأمريكية، وللفرق الرياضية قدره 21.3 مليون دولار"، من حصيلة بيع العملات الأولمبية التذكارية.
10. الميداليات الأولمبية
في العصر الحديث للدورات الأولمبية، أصبحت الميداليات هي الجوائز التي تمنح للفائزين، وشهدت الميداليات تطوراً كبيراً خلال رحلتها الطويلة التي بدأت عام 1896م، وكانت تمنح لفائزين فقط في كل سباق في البداية، وكان الفائز الأول يتوّج بميدالية مسبوكة من الفضة وتاجاً من أغصان الزيتون، أما الفائز الثاني فكان يتم تتويجه بميدالية من البرونز وإكليل من الغار.
ومع مرور الأيام، أصبح عدد الميداليات ثلاث، الأولى ذهبية، وتمنح لصاحب المركز الأول، والثانية فضية وتمنح لصاحب المركز الثاني، والثالثة برونزية وتمنح لصاحب المركز الثالث، وأحياناً تكون عدد الميداليات في المسابقة الواحدة أكثر من ثلاث ميداليات عندما يتساوى لاعبان في نتيجة ما.
والميدالية الأولمبية لا يقل قطرها عن (60مم بسمك 3مم ووزنها 135جراماً تقريباً، والميدالية الذهبية، تصنع من الفضة بما لا يقل عن 925قيراطاً، وتطلى بما لا يقل عن 6جرامات من الذهب الخالص، بينما الميدالية الفضية، تصنع من الفضة الخالصة 925قيراطاً، أما الميدالية البرونزية، فتصنع من سبيكة المعادن).
وكان للميدالية الأولمبية عدة تصميمات في البداية، وكانت تصور موضوعات ميثولوجية، وبعض رموز الرياضة الأولمبية، وإكليل الزيتون، ثم شعارات النبل للمدينة المستضيفة للدورة. وفي "دورة أمستردام" في هولندا عام 1928م، كان مرسوماً على أحد وجهي الميدالية الأولمبية "Nike" إله النصر عند الإغريق، وهو رافع "إكليل الزيتون" بيده اليمنى، وفي الجزء السفلي تفاصيل "الكوليزيوم" في روما القديمة، وقد كتب على الحافة العليا للميدالية رقم الدورة الأولمبية، والمكان بلغة المدينة، وكانت من تصميم الفنان الإيطالي "جويسب كاسيولى"، وظل هذا التصميم يظهر على وجهي الميدالية حتى عام 1968م.
وفي دورة روما عام 1960م، تقرر تعليق الميدالية في وشاح أو سلسلة. وابتداءً من عام 1968م، أصبح من حق اللجنة المنظمة للدورة الأولمبية، تصميم الوجه الخلفي للميدالية، بعد موافقة اللجنة الأولمبية الدولية على التصميم
وفي دورة أتلانتا عام 1996م، كان تصميم ميداليات الذكرى المئوية يضم العناصر نفسها التي كانت في الميداليات السابقة (امرأة ترتدي إزاراً وتضع إكليلاً من أغصان الزيتون فوق رأسها، وتحمل بيديها حزمة من الأغصان، وثمة عربة تجرها خيول وصورة ملعب أولمبي إغريقي قديم، إضافة إلى الحلقات الأولمبية، تحمل تاريخ السّنة ورقم الدورة الأولمبية "المائة". وعلى الوجه الآخر كان هناك مزيج من شعار الألعاب الأولمبية مع 31 تخطيطاً يرمز كل واحد لحدث أولمبي معين.
وفي دورة "سيدني 2000"، اندلع جدال واسع في أستراليا؛ من أجل التصميم الخاطئ للميداليات الأولمبية، لاحتوائه على "الكوليزيوم" (مدرج روماني) بدلاً من المعبد اليوناني، ووصفت صحيفة "اوكوزموس" التي تصدر باليونانية في أستراليا تصميم الميدالية "بأنه ينطوي على جهل مطبق". وقال "جورج هاجيفاسيليس" رئيس تحرير الصحيفة: "الكوليزويوم" أو "المدرج الروماني" أُريقت على جدرانه الدماء، وهو بعيد كل البعد عن المثل الأولمبية المتمثلة في السلام والأخوة ". وألقى منظمو الدورة، باللوم في ذلك على اللجنة الأولمبية الدولية، قائلين: "إنها اعترضت على خطة لوضع تصميم دار الأوبرا في سيدني على الميداليات، وأمرت بدلا من ذلك بوضع تصميم "لكوليزيوم عام". بوصفه خلفية للميدالية الأولمبية.

الفنون والآداب الأولمبية.
الهدف من مزج الرياضة مع الفنون في الدورات الأولمبية؛ هو استعراض التميز والتفوق بين بني البشر، وكذلك للاستفادة من لقاء العقول والعضلات وكان شعار الإغريق "العقل السليم في الجسم السليم". ومن ثم كانت المقارنة في جمهورية أفلاطون بين الفنون والآداب من جهة وبين الرياضة والتربية البدنية من جهة أخرى، ففي الأولى كان السبيل إلى جمال الروح، وفي الأخرى كانت الوسيلة إلى جمال الجسم. ويعرف الإنسان الأولمبي بأنه النموذج المثالي لتطور الشخصية الإنسانية جسماً، وعقلاً، وروحاً.
ونلاحظ أن الفن الإغريقي قد تجلّى في بناء المعابد وصناعة التماثيل الجميلة، ويُعد تمثال "زيوس" كبير آلهة الأولمب من عجائب الدنيا السبع، واهتم الإغريق بالساحات الرياضية، فأحاطوها بأعمدة ملائمة للأغراض الرياضية، والشروط الصحية، وأضفت تلك الأعمدة على الساحات الرياضية الرونق ، وتجلى بهاؤها في رحابتها وخاصة في انتشار الشمس، وانطلاق الهواء في عرصاتها. والجدير بالذكر أن تصميم مبرد سيارة الرولز رويس الألمانية الحديثة الفخمة اقتبس من تلك الأعمدة.
ولم تكن أولمبيا مخصصة للألعاب الرياضية فقط، بل كانت أشبه بسوق عكاظ عند العرب، تقام فيها على هامش الدورات شتى أنواع الفنون مثل الشعر والخطابة وصناعة التماثيل وخلافه. وكان يأتيها جهابذة الفكر والفن الإغريقي، وهناك قصة البطل "بيتاس" توضح جانباً من الفنون والآداب التي كانت تقام على هامش المهرجان الأولمبي، لقد طلب أصدقاء البطل الأولمبي "بيتاس" من الشاعر الغنائي المشهور "بندار"، أن ينظم قصيدة للبطل "بيتاس" بمناسبة فوزه، فطلب منهم "بندار" مبلغاً من المال، استعظمه أصدقاء البطل، فقالوا يمكننا أن نقيم له تمثالاُ من النحاس بأقل من هذا، ولكن بعد تشاورهم وجدوا أن القصيدة أفضل من التمثال، فدفعوا للشاعر بندار المبلغ المطلوب، فنظم لهم قصيدة كان مطلعها: لسـت بصانع تماثيل لا تشاهد إلا حيث تنصب .. ولكني ناظم أشعار تطير في الآفاق .. ويطير معها صيت بيتاس المكلل بإكليل الظفر.
ونتبين مما سبق أن الإغريق كانوا يقدرون الشعر والشعراء؛ وأقاموا لشاعر الدورات الأولمبية "بندار" 518ق.م ـ 438ق.م)، تمثالاً وهو مازال على قيد الحياة، ومن أهم قصائد "بندار"، قصيدة الأولمبياد الثالث عشر المقدمة إلى البطل الأولمبي "إكزنوفون". وعندما تمردت طيبة على حكم الإسكندر الأكبر (336ق.م ـ 323ق.م)، دمرها عن بكرة أبيها ولم يترك منها سوى بيت الشاعر بندار والمعبد.
وفي العصر الحديث فكر البارون في أن يرافق المنافسات الرياضية، إلقاء مقاطع شعرية، في رؤية توحيدية لطاقات الإنسان، ودشنت أولى الدورات الأولمبية عام 1896م، بنشيد كتبه الشاعر "كوستيس بالاماس". وفي عام 1906م، اقترح البارون بأن يشتمل البرنامج الأولمبي على مسابقات في الفنون المختلفة. وفي عام 1912م، أقيمت أول مسابقة للفنون، ومن عام 1952م تحولت إلى عروض فنية فقط، واهتم الرئيس افري برانديج )1952ـ 1972م)، بالفنون الجميلة في البرنامج الأولمبي.
ويتضمن بروتوكول تنظيم الدورات الأولمبية برنامجاً أساسياً عن الفنون، فتتضمن المادة العاشرة منه إقامة مسابقات للفنون. وتم إشهار اللجنة الأولمبية للفنون عام 1992م ومقرها باريس.
ثالثاً: المراسيم الاحتفالية.
1. حفل الافتتاح
يبدأ حفل افتتاح الدورة الأولمبية، بوصول رئيس الدولة غالباً أو من ينوب عنه أحياناً إلى الملعب الأولمبي. ويكون في استقباله عند مدخل الملعب الأولمبي، رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، ورئيس اللجنة المنظمة للدورة. ويتجه رئيس الدولة إلى منصة الشرف ومعه حاشيته. وتعزف الموسيقى النشيد الوطني، وبعد النشيد تُرفع أعلام الدول المشتركة على أبواب الملعب، ويبدأ طابور العرض للدول المشتركة في الدورة ويسير كل فريق بزيه الرسمي، وتتقدم كل فريق لافتة مكتوب عليها اسم الدولة، والعلم الوطني وتأتي دولة اليونان في المقدمة تكريماً لها، وتسير بقية الدول المشاركة في الدورة الأولمبية خلف اليونان حسب الترتيب الألفبائي للدولة المنظمة، وتأتي الدولة المنظمة في مؤخرة طابور العرض، وجميع أعلام الدول المشاركة في الدورة الأولمبية، عندما تمر أمام المنصة الرئيسية تنكس تحية للمسؤولين ـ ما عدا العلم السعودي لا ينكس؛ لأنه يحمل شعار التوحيد "لا إله إلا الله محمد رسول الله". وبعد أن يكمل كل فريق دورته في الملعب يصطف خلف حامل اللافتة وحامل العلم أمام منصة رئيس الدولة.
ويتقدم رئيس اللجنة المنظمة ويرافقه رئيس اللجنة الأولمبية الدولية إلى المنصة المقامة أمام مقصورة الشرف. حيث يقدم رئيس اللجنة المنظمة رئيس اللجنة الأولمبية الدولية ببضع كلمات، ويطلب منه أن يتقدم لرئيس الدولة أو من ينوب عنه، برجاء افتتاح الدورة. وبعدها يصعد رئيس اللجنة الأولمبية الدولية إلى المنصة وبعد كلمة ترحيب مختصرة، يدعو فيها رئيس الدولة إلى افتتاح الدورة الأولمبية.
وفي تلك اللحظة يرتفع العلم الأولمبي ببطء حتى إذا وصل إلى قمة الساري، أُطلق سرب من الحمام الزاجل، وفي ساق كل حمامة شريط العلم الأولمبي. ثم تعزف الموسيقى وتطلق المدافع ثلاث طلقات، ويصعد عمدة المدينة وبجواره رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، ويأتي مندوب المدينة التي نظمت الدورة السابقة، ويقدم العلم المصنوع من "الساتان المزركش"، إلى رئيس اللجنة الأولمبية الدولية والذي يقدمه بدوره إلى المحافظ، ويحفظ هذا العلم في مبني البلدية إلى الدورة القادمة.
ويوجد علمان أحدهما للدورة الأولمبية الصيفية، والآخر للدورة الأولمبية الشتوية. ويأتي آخر عداء حاملاً الشعلة الأولمبية، ويعدو بها حول الملعب الأولمبي، ثم يتجه نحو الشعلة الدائمة فيوقدها، وتظل الشعلة متقدة ولا تخمد إلا في حفل الختام، ويتقدم حملة الأعلام فيصطفون في شكل نصف دائرة، وأثناء مرور حملة الأعلام أمام المنصة الرئيسية، يجب عليهم تنكيس الأعلام، ثم تخرج بعد ذلك الفرق بنفس الترتيب الذي دخلت به، ويغادر رئيس الدولة مكانه.. وينتهي بذلك حفل الافتتاح.
2. تتويج الفائزين
يتخذ اللاعبون الثلاثة الحاصلون على المراكز الأولى أماكنهم، بزيِّهم الرياضي فوق قائم مدرج، وضع مقابل مقصورة الشرف، حيث يقف صاحب المركز الأول في درجة في الوسط تعلو قليلاُ الدرجة التي يتخذها صاحب المركز الثاني ويكون على يمين صاحب المركز الأول، ويكون صاحب المركز الثالث على يسار صاحب المركز الأول.
3. حفل الختام
يقام حفل الختام في الملعب الأولمبي، عقب انتهاء آخر مسابقة وهي "سباق الماراثون"، ويسير حملة أعلام الفرق المشتركة في الملعب بمفردهم خلف حاملي اللافتات، ويأخذون بنفس ترتيب يوم الافتتاح، في وسط الملعب ويسير كل الرياضيين في طابور واحد وبشكل جماعي، بدلاً من أن تسير كل بعثة دولة على حدة دون التقيد بجنسياتهم فينصهر الجميع في طابور واحد، وهذه كانت فكرة الصبي الصيني "جون إيان وينج"، الذي كان عمره آنذاك سبعة عشر عاماً، وكان يعمل نجاراً متدرباً في الحي الصيني في ملبورن الأسترالية، عندما بعث برسالة إلى "ويلفريد كنت هيوز" رئيس اللجنة المنظمة لدورة ملبورن عام 1956م، مقترحاً عليه هذه الفكرة، ونفذت الفكرة على الفور، وأطلق على الدورة "أولمبياد الصداقة".
وتختم الدورة باجتماع الرياضيين أمام منصة الشرف، ويرفع العلم اليوناني على السارية اليمنى التي استعملت في حفل الافتتاح، ويرفع علم دولة اللجنة المنظمة للألعاب على السارية الوسطى في الوقت نفسه الذي يعزف فيه النشيد الوطني، ويرفع علم الدولة التي ستقام فيه الدورة القادمة على السارية اليسرى مع عزف نشيدها الوطني. ثم يصعد رئيس اللجنة الأولمبية الدولية إلى المنصة ويعلن ختام الدورة الأولمبية.
وفي نهاية الحفل تطفأ الشعلة الأولمبية، ويعزف السلام الأولمبي، وفي الوقت نفسه ينزل العلم الأولمبي رويداً رويداً من السارية، ويحمله أفقياً مجموعة من ثمانية أشخاص في زي موحد، وتطلق المدافع خمس طلقات، ثم تغني الجوقة، ويغادر الملعب القادة، وحملة الأعلام، والرياضيون على أنغام الموسيقى.

[ALIGN=CENTER]

* أضواء على الحركة الأولمبية  *

[/ALIGN]
تُعرف الحركة الأولمبية في شتى أنحاء العالم من خلال العلامات الثلاث (الحلقات الخمس المتشابكة، والعلم الأولمبي، والشعار). ومن أهداف الحركة الأولمبية الارتقاء بالسمات البدنية والأخلاقية من خلال الرياضة، وغرس روح الصداقة والتفاهم في نفوس الشباب، لبناء عالم أكثر أمناً من خلال الرياضة. ونشر المبادئ الأولمبية وخلق علاقات دولية ودية بين الشعوب، وإقامة مائدة رياضية تجمع عليها الرياضيين من شتى بقاع المعمورة كل أربع سنوات في إحدى المدن الكبرىز

[ALIGN=CENTER]

* أركان الحركة الأولمبية.   *

[/ALIGN]
تتكون الحركة الأولمبية الدولية من ثلاثة أركان، هي:
1. اللجنة الأولمبية الدولية.
وهي منظمة دولية مستقلة، لها وضع قانوني معترف به، من قبل المجلس الفيدرالي السويسري. وتأسست اللجنة الأولمبية الدولية يوم: 23يونية عام 1894م، وأجريت مراسم التأسيس في جامعة السربون في باريس. وكان عدد أعضائها في البداية (14 عضواً)، وهم مندوبو الدول الـ13، الذين حضروا المؤتمر الحاسم للدورات الأولمبية عام 1894م، بالإضافة إلى البارون "كوبرتان"، وأصبح لفرنسا عضوان، في أول تشكيل للجنة الأولمبية الدولية. وتتكون اللجنة الأولمبية الدولية، من:
1- رئيس اللجنة الأولمبية الدولية: وينتخب بواسطة الأعضاء العاملين في اللجنة الأولمبية الدولية، لمدة ثماني سنوات، قابلة للتجديد لمدة أربع سنوات فقط، والرئيس الحالي للجنة الأولمبية الدولية هو، البلجيكي "جاك روغ".
2- واب الرئيس: وعددهم أربعة نواب لرئيس اللجنة الأولمبية الدولية، والنواب الأربعة الحاليين للجنة الأولمبية الدولية، هم: الأمريكية انيتا دي فرانتز النائبة الأولى، والسنغالى كيبا مباي، والأسترالي كيفن جوسبر، والألماني توماس باخ.
3- اللجنة التنفيذية: ويتولى رئاستها اثنان، ويتولى رئاستها حالياً: السويدية جونيلا ليندبرج، والإيطالي فرانكو كارارو. وانتخب اللبناني اللواء ركن طوني خوري عضواً في المجلس التنفيذي خلفاً للبلجيكي جاك روغ الذي ترك مكانه شاغراً بعد انتخابه رئيساً للجنة الأولمبية الدولية، وزاد عدد أعضاء اللجنة التنفيذية من(11 إلى 15 عضواً).
4- أعضاء الشرف: عددهم أربعة أو خمسة أعضاء. فعندما يتقاعد عضو اللجنة الأولمبية الدولية، بسبب السن، أو المرض، أو لأسباب أخرى، يقبلها المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية الدولية، بعد خدمته للجنة الأولمبية الدولية لمدة لا تقل عن عشر سنوات، يصبح عضواً شرفياً. ويجوز لأعضاء الشرف مواصلة نشاطهم بوصفهم ممثلين للجنة الأولمبية الدولية، ويظل وضعهم كما هو دون تغيير، ولا يتمتع الأعضاء الشرفيون بحق التصويت، إلا أن بوسعهم الإعراب عن آرائهم. ويتم دعوتهم لحضور الدورات الأولمبية، والمؤتمرات، وجلسات اللجنة الأولمبية الدولية، ويتم حجز مكان لكل واحد منهم ويستشارون؛ إذا طلب رئيس اللجنة الأولمبية ذلك، ويجوز منحهم الوسام الأولمبي.
5- أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية: يتم اختيار العضو الجديد في اللجنة الأولمبية الدولية عن طريق العاملين في اللجنة الأولمبية الدولية، ولا توجد قوانين تحدد شروط الانضمام لعضوية اللجنة الأولمبية الدولية، ومعيار انتخاب عضو اللجنة الأولمبية الدولية، هو مدى عطائه وإخلاصه للرياضة، والحركة الأولمبية. وتوجد في دولته لجنة أولمبية وطنية، ويجيد التحدث بإحدى اللغات المعترف بها من قبل اللجنة الأولمبية الدولية على الأقل.
وأعضاء اللجنة الأولمبية الدولية غير معرضين شخصيا للمساءلة القانونية عن ديون والتزامات اللجان الأولمبية الدولية". والأعضاء الذين انتخبوا قبل عام 1965م، تنتهي عضويتهم في اللجنة الأولمبية الدولية بالوفاة. أما الأعضاء الذين انتخبوا بعد عام 1965م، تستمر عضويتهم حتى تصل أعمارهم إلى 76عاماً. ونلاحظ أن عدد أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية غير ثابت، ففي أول لجنة أولمبية دولية تشكلت عام 1894م، كان عدد الأعضاء 14 عضواً، وفي عام 1988م، أصبح عددهم 113عضواً، وفي ديسمبر عام 1999م، تقرر في الاجتماع رقم 110، للجنة الأولمبية الدولية، ضم 14عضواً جديداً، بعد فضيحة الرشاوى ليصل عدد الأعضاء إلى 127عضواً، منهم 6 أعضاء من العرب ، و12 امرأة. وأوضح الرئيس الحالي للجنة الأولمبية الدولية "جاك روغ": "إنه ينوي تخفيض عدد أعضاء اللجنة الأولمبية من 127 حالياً إلى 115عضواً، طبقاً للميثاق الأولمبي، وقال مؤكداً: "يجب علينا أن نبقي على هذا العدد، وإلا يجب أن يكون هناك على الأقل250 عضواً من أجل تمثيل جميع الدول والحركات". وكانت زيادة أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية تقررت خلال الاجتماع (الـ 110)، للجنة الأولمبية الدولية في ديسمبر عام 1999م، بعد فضيحة الرشاوى.
هناك بند أدرج في محضر الجلسة "رقم 98"، للجنة الأولمبية الدولية التي عقدت في "كورشفيل" في فبراير 1992م. يخوِّل لرئيس اللجنة الأولمبية الدولية انتقاء عضوين دون النظر إلى جنسياتهما أو مقر إقامتهما الدائم. ولا يجوز أن يكون في دولة واحدة أكثر من عضو منتخب في اللجنة الأولمبية الدولية، إلا أن اللجنة يجوز لها أن تختار عضواً ثانياً، من الدول التي سبق لها أن استضافت الألعاب الأولمبية الصيفية أو الشتوية". واستثنيت مصر من هذا الشرط، تكريماً لدورها البارز في الرياضة الأولمبية، باختيار اثنين من أبنائها ضمن الأعضاء في اللجنة الأولمبية الدولية هما محمد طاهر باشا 1934ـ 1968م، والمهندس أحمد الدمرداش التوني 1960ـ 1993م. والآن أصبح لبعض الدول أربعة أعضاء في اللجنة الأولمبية الدولية، مثل كندا وسويسرا.
يُعد الأعضاء ممثلين للجنة الأولمبية الدولية في دولهم، ولا يجوز لهم أن يتلقوا من الحكومات، أو المنظمات، أو المؤسسات، أو أشخاص عاديين، ما من شأنه إعاقتهم عما كلفوا به من قبل اللجنة الأولمبية الدولية، أو يؤثر على استقلاليتهم في أعمالهم أو الإدلاء بأصواتهم. وللأعضاء التزامات وواجبات، هي:
أ - ضمان تمثيل اللجنة الأولمبية الدولية في دولهم.
ب- لاشتراك في أعمال لجان اللجنة الأولمبية الدولية، التي عينوا فيها.
ج- المساهمة في تطوير الحركة الأولمبية الدولية، في دولهم.
د - متابعة تطبيق برامج اللجنة الأولمبية الدولية على المستوى المحلي، بما في ذلك برامج التضامن الأولمبية.
هـ أداء كافة المهام الأخرى المكلَّف بها من رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، بما في ذلك تمثيل اللجنة الأولمبية الدولية، سواء في دولهم، أو في دول أخرى، عندما يطلب ذلك منهم.
و - إخطار رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، مرة واحدة كل عام، على الأقل، بمستوى التطور الحادث في الحركة الأولمبية في دولهم.
وتجتمع اللجنة الأولمبية الدولية سنوياً وخلال الدورات الأولمبية، وتقوم اللجنة التنفيذية بإدارة أمور اللجنة الأولمبية الدولية. واللجنة الأولمبية الدولية صاحبة السلطة العليا للحركة الأولمبية ـ ويتكون مجلس إدارتها من الرئيس، ونواب الرئيس الأربعة، وسبعة أعضاء مدة عضويتهم أربع سنوات ـ ويتعين على أي شخص أو منظمة تنتسب إلى الحركة الأولمبية بأي صفة، الالتزام بنصوص الميثاق الأولمبي وقبول قرارات اللجنة الأولمبية الدولية.
ورسالة اللجنة الأولمبية الدولية، الإشراف على الحركة الأولمبية. وقيادتها في ظل لوائح ونصوص الميثاق الأولمبي.
2.اللجان الأولمبية الوطنية.
لا يجوز لأي دولة تسجيل لاعبيها في الدورات الأولمبية، إلا إذا كان بها لجنة أولمبية وطنية، ويشترط لتكوينها وجود خمسة اتحادات محلية على الأقل، وأن تكون هذه الاتحادات أعضاء في الاتحادات الدولية المدرج ألعابها في البرنامج الأولمبي، ومعترف بها من قبل اللجنة الأولمبية الدولية. وتعمل هذه اللجان الوطنية على حماية مبادئ الهواية والعمل على تنفيذ قوانينها. وتقوم اللجان الوطنية بإعداد زي المشاركين في الدورة الأولمبية، وتوفير وسائل النقل لهم إلى المدينة المنظمة للدورة.
يقول صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز رئيس اللجنة الأولمبية العربية السعودية، ورئيس الاتحاد العربي الرياضي: "إن العمل الأساسي للجنة الأولمبية الوطنية هو إشاعة الفكر والثقافة الأولمبية في محيط المجتمع الذي تعيش فيه، وهي تعمل على ترسيخ القيم والمثل الأولمبية النبيلة في نفوس الناشئة".
واللجنة الأولمبية الوطنية هي المنظم، أو المحرك الأصلي للأنشطة الأولمبية، وتعمل اللجنة الأولمبية الوطنية على دعم وتطوير الرياضة، والعمل على زيادة كفاءة المهارات الرياضية للألعاب، وكذلك حث الرياضيين على المشاركة في الدورات الأولمبية، وتشرف على الاختيار التمهيدي للمدن المهتمة بتنظيم الدورة الأولمبية قبل بداية منافسات المدن في الدول الأخرى. ويبلغ عدد اللجان الأولمبية الوطنية (199 لجنة)، وهذا العدد يفوق عدد الدول التابعة للأمم المتحدة (185دولة).
3. الاتحادات الدولية.
يتم اختيار بعض رؤساء الاتحادات الرياضية الدولية أعضاء في اللجنة الأولمبية الدولية ويفقدون عضويتهم؛ إذا فقدوا مناصبهم في الاتحادات الرياضية الدولية. ولكن هناك بعض الاستثناءات، فمثلاً عميد اللجنة الأولمبية الدولية "جواو هافيلانج"، تولَّى المنصب عندما كان على رأس الفيفا، وأصبح الآن رئيساً فخرياً للفيفا. ولم يفقد عضويته في اللجنة الأولمبية الدولية، بعد أن أصبح الرئيس الحالي للفيفا "بلاتر" عضواً في اللجنة الأولمبية الدولية؛ ومازال عميداً للجنة الأولمبية الدولية.
ثانياً: الميثاق الأولمبي
هو دستور عمل الحركة الأولمبية، وتنظيم الدورات الأولمبية، وهو الجامع للأحكام والقوانين، التي تقرها اللجنة الأولمبية الدولية. وفي حالة وجود نزاع، أو خلاف حول تفسير أو تطبيق هذه القرارات، يتم الفصل فيها عن طريق المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية الدولية. وفي بعض الحالات عن طريق التحكيم أمام هيئة التحكيم الرياضي CAS. التي أٌنشئت عام 1993م، وتتشكل المحكمة من عشرين قاضياً، وتعتبر هيئة عليا مستقلة عن اللجنة الأولمبية الدولية.
ثالثاُ: اللغة.
تُعد اللغة الفرنسية، اللغة الأولى في الحركة الأولمبية. أما اللغة الإنجليزية فهي لغة رسمية بجانب اللغة الفرنسية. ويتم تزويد جلسات اللجنة الأولمبية الدولية بالترجمة الفورية إلى اللغات الأسبانية، والألمانية، والروسية، والعربية.
رابعاً: مقر اللجنة الأولمبية الدولية
في بادئ الأمر لم يكن للجنة الأولمبية الدولية مقر ثابت، وكان مقرها في المدينة التي يٌعْهد إليها تنظيم الدورة الأولمبية القادمة. وبسبب الحرب العالمية الأولى طلب المؤسس "كوبرتان"، إذناً بإقامة مقر للجنة الأولمبية الدولية في مدينة لوزان السويسرية؛ لأن سويسرا كانت دولة محايدة في الحرب العالمية الأولى. وفي العاشر من أبريل 1915م، جرى التوقيع، على قوانين تتضمن إقامة المركز الإداري الدولي، وكذلك الأرشيف الخاص بالحركة الأولمبية الحديثة في "تاون هول" Town Hall، في مدينة "لوزان" السويسرية. وفي عام 1922م، نقل مقر اللجنة الأولمبية الدولية، والمتحف إلى فيلا "مون ريبوز" Mon repose، في مدينة "لوزان" ا لسويسرية، وظل فيها لمدة 46 عاما. وفي عام 1968م، نقلت اللجنة الأولمبية الدولية مكاتبها، والمتحف الأولمبي، إلى قصر "فيدي" Vidy في مدينة "لوزان" السويسرية.

[ALIGN=CENTER]

* ملامح من البرتوكول الأولمبي الحديث.    *

[/ALIGN]
اُقتبست أفكار البروتوكول الأولمبي الحديث، من أفكار البروتوكول الإغريقي القديم، ويمتاز البروتوكول الحديث بالمرونة، التي تجعله مواكباً للتطوّرات الحديثة. وتنص المادة "رقم 50 " على: "إمكانية تعديل القوانين والتعليمات في حالة ما إذا كان ثلث الأعضاء الحاضرين في الاجتماع لا يقل عددهم عن 25 عضواً، مؤيدين للتعديل الجديد وأن يكون التصويت سرا".

[ALIGN=CENTER]

* بعض المبادئ الأساسية في البروتوكول الأولمبي الحديث    *

[/ALIGN]

1- تقام الدورات الأولمبية مرة كل أربع سنوات .
2- يمنح شرف استضافة الدورات الأولمبية للمدن لا للدول التابعة لها، ويتم اختيارها عن طريق الأعضاء العاملين في اللجنة الأولمبية الدولية، ويمتنع كل عضو ينتمي إلى أحد المدن المرشحة عن التصويت مادامت مدينته ضمن دائرة الترشيح، ولا يحق لأعضاء الشرف، والأعضاء الموقوفين التصويت، كما أن التصويت بالتفويض غير مسموح به.
3- المنافسات فردية، والفائز يفوز باسمه لا باسم دولته.
4- المشاركة في الألعاب الأولمبية للهواة فقط، والآن كثرت الأصوات المطالبة بفتح الباب أمام المحترفين.
5- للدورة الأولمبية ألعاب لا يمكن إقامة دورة أولمبية بدونها، وهي: "ألعاب القوى، والجمباز، وألعاب الماء، والفروسية، والدراجات، وبرنامج للفنون الجميلة والآداب".
6- لا يمثل أي بلد في الدورة إلا من يحمل جنسيتها، وقد رفضت كينيا السماح للعداء الكيني "ويلسون كيبكيتير" الذي شارك باسم الدانمارك في سباق 800 م وفاز ببطولة العالم 1995م، في الاشتراك في دورة أتلانتا 1996م باسم الدانمارك).
7- توقيع المشترك على الإقرار الأولمبي، ونصه: "أنا الموقع على هذا القرار أقر بشرفي وتحت مسؤوليتي، إني هاو، وإني راض وخاضع، لكل الشروط والقيود الواردة في القوانين الأولمبية.

[ALIGN=CENTER]

*  مصادر التمويل. *

[/ALIGN]

يجوز للجنة الأولمبية الدولية قبول الهدايا والهبات، والسعي للحصول على التمويل من أي مصدر آخر يُمكنها من أداء واجباتها وتحقيق أهدافها السامية. والجدير بالذكر أن اللجنة الأولمبية الدولية كانت في البداية تعتمد على قيمة الاشتراكات التي يدفعها أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية "300 فرنك سويسري"، والتي كانت تعتبر مورداً رئيسياً في ذلك الوقت. وبعد تولى الماركيز الإسباني "سامارانش"، رئاسة اللجنة الأولمبية الدولية عام 1980م، وكان يشغل منصب رئيس بنك ادخار في أسبانيا في الوقت نفسه، أنشأ لجنة لمصادر التمويل تابعة للجنة الأولمبية الدولية، أدت إلى تحقيق دخل كبير للجنة الأولمبية الدولية، واستفادت اللجان الأولمبية الوطنية في أنحاء العالم من هذا الدخل الكبير. هذا بخلاف التسويق والشركات الراعية…إلخ. وتشكل حقوق البث التلفزيوني مصدر دعم رئيسي للجنة الأولمبية الدولية، حيث ارتفعت حقوق النقل التلفزيوني من (101مليون دولار) في دورة موسكو1980م، إلى 48 في المائة من عائدات "دورة أتلانتا 1996م"، التي تجاوزت عائداتها ملياري دولار. إلى 1.3بليون دولار في دورة سيدني. وتحررت اللجنة الأولمبية الدولية أخيراً من السيطرة الكاملة للتلفزيونات الأمريكية، والتي كانت تمثل العقود معها 85 % لتصبح 53 % عام 2000م. وأصبحت اللجنة الأولمبية الدولية في عهد الماركيز الأسباني تتحكم سنوياً في إدارة عدة ملايين من الدورات، وعلى الرغم من ذلك كثرت الرشاوي بين أعضائها.

*  المتحف الأولمبي.  *


يوجد المتحف الأولمبي في قصر "فيدي" في مدينة لوزان السويسرية، منذ عام 1968م، وقد تم افتتاحه عام 1934م، بمناسبة العيد الأربعين للحركة الأولمبية، ويحتوي المتحف على وثائق الحركة الأولمبية الحديثة، وعلى مكتبة تحتوي على كل ما كتب عن الحركة الأولمبية، والألعاب الأولمبية، وتوجد به تقنية عالية المستوى تتيح للزائر مشاهدة الأفلام السينمائية المسجلة للمسابقات الأولمبية المختلفة وألعابها، وتوجد به خدمة استخراج المعلومات عن طريق الحاسب الآلي، وتوجد به المتعلقات الأولمبية لرؤساء اللجنة الأولمبية الدولية، وتوجد به الميداليات الأولمبية التذكارية والملابس الرياضية الأولمبية التذكارية.

[ALIGN=CENTER]

* اللجنة الأولمبية الدولية.. والرشاوى  *

[/ALIGN]

تعرَّضت مصداقية اللجنة الأولمبية الدولية لهزة عنيفة، عندما تمَّ الكشف عن فضيحة الرشاوى التي طالت 13 عضواً من أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية تلقوا سلعاً وخدمات من "سولت لايك سيتي" قيمتها "600ألف دولار"، قبل فوز المدينة عام 1995م، باستضافة الدورة الأولمبية الشتوية، عام 2002م، واعترف المسؤولون عن دورة "سولت لايك سيتي" عن قيامهم بتوزيع الرشوة على هيئة أموال، وهدايا على مختلف أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية، أو المقربين منهم ـ الزوجات ـ وتساءلت وسائل الإعلام الدولية أين الروح الرياضية التي يُضرب بها المثل إلى حد مطالبة السياسيين للتحلي بها أسلوباً راقياً في التعامل. وأضافت: إن صورة الألعاب الأولمبية، والروح الأولمبية اهتزت بقوة إن لم تكن قد شوّهت بعد تسرب نبأ الرشاوى إلى العلن. وأكدت صحيفة "الإندبندنت": " إنه في الوقت الذي يستمر فيه النقاش لمعرفة خفايا أعمال الرشوة فإن الشيء الأكيد، إن "سامارانش" مهندس هذه الرشوة. وانتقدت "ديلي تيلجراف"، تصرفات "سامارانش" منذ انتخابه، وقالت " لا يمكن الثقة بالعائلة الأولمبية في عهده". وأضافت "كان سامارانش وزيراً في عهد الجنرال "فرانكو"، ومما لا شك فيه إنه تعلم خفايا أنظمة التسلط وإجلال الرئيس". وقال "سامارانش": "انتخبت من قبل أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية، وليس من قبل أشخاص خارج اللجنة الأولمبية الدولية. وأضاف المهم هو تغيير نظام اختيار المدن المرشحة لاستضافة الألعاب الأولمبية لأن عدد الأعضاء الذين يصوتون كبير جداً". وعن الهبة التي قدمها الثري الياباني وقيمتها عشرة ملايين دولار للمساهمة في بناء المتحف الأولمبي، نفى "سامارانش" أن يكون لها أي أثر إيجابي على قرار اختيار مدينة "ناغانو" اليابانية، لاستضافة الألعاب الأولمبية الشتوية العام الماضي(1998م). وقال "سامارانش": "تلقينا هذه الهبة من اليابان التي كانت تعيش في رخاء اقتصادي، وبفضلها وفضل بعض الدول الأخرى نملك حالياً متحفاً أولمبياً رائعاً".
وأوصت اللجنة الأولمبية الدولية استناداً على تقرير لجنة التحقيق، باستبعاد ستة من أعضائها منهم "اثنان من العرب، واثنان من أفريقيا، واثنان من أمريكا الجنوبية"، بالإضافة إلى استقالة ثلاثة من أعضائها. واعتماد نظام تجريبي لاختيار المدينة التي ستنظم الدورة الشتوية لعام 2006م، بشكل يقلل نظرياً من حصول الأعضاء على الرشاوى.
وقال "روبير غارف" رئيس مجلس إدارة اللجنة المنظمة لدورة "سولت لايك سيتي": "إننا سعداء بإعادة النظر بطريقة اختيار المدن المنظمة للدورات"، وقد قلنا في البداية: "إن الرشوة لم تبدأ في "سولت لايك" ولكن يجب أن تنتهي فيها"، كما أعرب عن ارتياحه للاعتذارات التي قدمها "سامارانش" واعتبرها غارف شجاعة، وقال: أيضاً: "نعيش في عصر حيث الرشوة تطال أكثر من قطاع، وهي المرة الأولى التي تمس أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية".
والجدير بالذكر أن السويسري "مارك هولدر الذي كشف عن فضيحة الرشاوى المرتبطة بملف "سولت لايك سيتي"، كان سيطرد من اللجنة الأولمبية الدولية عندما حاول تحدى رئيسها "أفري برانديج" عام 1972م. حيث كان في ذلك الوقت رئيساً للاتحاد الدولي للتزلج، ودافع عن المتزلجين المهتمين بالاحتراف. ولكن اقتراح الرئيس "برانديج" بطرده من اللجنة الأولمبية الدولية رفض من قبل اللجنة التنفيذية.
وقال الكونغولي "جان كلود غانغا" وهو أحد الستة المستبعدين من اللجنة الأولمبية الدولية، ويتولى رئاسة جمعية اللجان الأولمبية الأفريقية: إنه سيدافع عن نفسه، متهماً ضمنياً المحامي الكندي "ديك بوند" باستعمال ورقته الشخصية للاستحواذ على رئاسة اللجنة الأولمبية الدولية بعد "سامارانش". ويعتبر المحامي الكندي "ديك بوند" أحد الأعضاء الخمسة المرشحين لخلافة "سامارانش"، ويتولى رئاسة لجنة التسويق داخل اللجنة الأولمبية الدولية، وكذلك يتولى رئاسة لجنة مكافحة المنشطات التي أنشئت في يوم: 10نوفمبر 1999م. وكلفه سامارانش رئاسة لجنة التحقيق في فضيحة الرشاوى. التي زعزعت البيت الأولمبي. ولكن طريقته قوبلت ببعض الانتقادات من أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية. وقال "غانغا" في تصريح لقناة "T.V" التلفزيونية الفرانكوفونية الدولية: "إن ما يحدث يشكل جزءاً من الحرب الدائرة لخلافة سامارانش، ولذلك فإنهم يعملون جاهدين على إقصاء الأعضاء الذين يشكلون خطراً عليهم خلال حملتهم الترشيحية". وأضاف "إني متأسف على حرص البعض استبعاد الأفارقة من قيادة الرياضة العالمية"، ملمحاً إلى العدد الكبير من الأعضاء الأفارقة ـ ستة أعضاء ـ الذين تمت التوصية باستبعادهم من اللجنة الأولمبية الدولية. وأوضح "إذا أرادوا فعلاً معرفة ما يحدث فعليهم البحث عندما يتم التفاوض بخصوص عقود النقل التلفزيوني والرعاية". ملمحاً إلى الكندي "بوند" رئيس لجنة التسويق وموارد التمويل الجديدة للجنة الأولمبية الدولية، وتساءل "غانغا" كيف يحدث أن أعضاء لجنة الموارد الجديدة التي أنا أحد أعضائها لا يرون العقود؟. حتى أعضاء اللجنة التنفيذية لا يرونها. فهناك مجموعة من الخبراء لهم وحدهم الحق في الاطلاع عليها.
والأعضاء المشتبه بتورطهم، متهمون بتلقي هدايا تزيد قيمتها عن الحصة المسموح بها، وهي (150دولار)، إضافة إلى منح دراسية مجانية لأولادهم، في مدارس وجامعات كثيرة.
ويأمل سامارانش في أن يشمل التصويت، من الآن فصاعداً، أعضاء المكتب التنفيذي، الذي سيصل عدد الأعضاء فيه إلى عشرين عضواً؛ من أجل تفادي محولات الرشوة. وأدي هذا التصريح إلى غضب أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية، لأنه سيؤدي إلى حرمانهم من السلطة الوحيدة، التي بقيت لهم وهي اختيار المدن. ولكن لم تكن فضيحة اختيار مدينة "سولت لايك سيتي" بنت ساعتها، ولا هي الأولى في تاريخ اللجنة الأولمبية الدولية، . فقد سبقتها فضيحة الرشوة، التي اعترف بها "جون كوتس"، رئيس اللجنة الأولمبية الأسترالية، قائلاً في تصريح لصحيفة "سيدني مورنينج هيلارد": لقد فكرت من الضروري التعبير عن تضامن اللجنة الأولمبية الأسترالية مع هذين البلدين الأفريقيين لربح أصواتهما، وكنت أهدف بمنحي الأموال لتشجعهما على التصويت لمصلحتنا "، موضحاً إن الأمر ليس له علاقة بالرشوة لأن الأموال(31500دولار) كانت موجهة لمساعدة الرياضة في البلدين". وأضاف لقد اقترحت الأموال على ممثلي أفريقيا في اللجنة الأولمبية الدولية خلال حفل عشاء في مونتي كارلو في يوم: 22 سبتمبر 1993م، أي عشية التصويت النهائي على المدينة المستضيفة لألعاب عام 2000م.
والجدير بالذكر أنه سبق للجنة الأولمبية الدولية استبعاد بعض أعضذائها بسبب عدم دفع قيمة اشتراكهم "300 فرنك سويسري"، التي كانت تعتبر مورداً رئيسياً آنذاك. وسبق أيضاً أن استبعدت ثلاثة من أعضائها بسبب عدم احترامهم الأخلاقيات الأولمبية، وهم:
1. الأميرال الأمريكي "أرنست لي جانكيه"، الذي دعا إلى مقاطعة الألعاب الأولمبية في دورة برلين.
2. المجرى "نيكولاس هورثي" الذي اتهم بكونه عميلاً لألمانيا، والذي لجأ إلى الفاتيكان عام 1945م.
3. البرتغالي "ساول كريستوفاو فيريرا"، الذي أرغم اللجنة المنظمة لدورة عام 1960م، على دفع مصاريف إقامة أفراد عائلته.
وللخروج من فضيحة الرشاوى التي نالت عدداً من أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية، قررت اللجنة الأولمبية الدولية، عدم السماح لأعضائها بزيارة المدن المرشحة لاستضافة الدورة الشتوية لعام 2006م، والاستعاضة عن زياراتهم بزيارات قام بها فريق مؤلف من خمسة عشر عضواً بينهم ثلاثة من الرياضيين العالميين. وفى اجتماع اللجنة الأولمبية الدولية رقم "109"، الذي أقيم في مدينة "سيؤول"، اختار أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية، مدينة "تورينو" الإيطالية لاستضافة الدورة الشتوية عام 2006م، حيث حصلت تورينو" الإيطالية على 53 صوتاً، مقابل 36 صوتاً لسيون السويسرية. مما أثار ردود فعل عنيفة في سويسرا، لأن تقرير لجنة التقويم الأولمبية الدولية يؤكد أن "سيون" هي الأوفر حظاً في الحصول على شرف الاستضافة، وأرجع السبب إلى موقف أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية من الحملة الإعلامية في سويسرا، حول موضوع الفساد داخل اللجنة الأولمبية الدولية، في منح "سولت لايك" الأمريكية شرف تنظيم دورة 2002م الشتوية، وكان وراء تلك الزوبعة عضو اللجنة التنفيذية السويسري "مارك هولدر".
ومن مظاهر التقدم الأخرى في محاربة الفساد، قرار اللجنة الأولمبية الدولية، انتخاب أعضاء المجموعة الخاصة التي ستتولى التحقيق في اللجنة الأولمبية الدولية نفسها، ومن أهم أعضاء هذا الفريق الجديد الأمين السابق للأمم المتحدة الدكتور "بطرس غالي"، ووزير الخارجية الأمريكي الأسبق "هنري كيسنجر"، وعضو مجلس الشيوخ الإيطالي، ورئيس شركة صناعة سيارات فيات "جياني أنجيلي".
ولكن هل استعادت اللجنة الأولمبية هيبتها بعد استبعاد عدد من أعضائها، وتجديد الثقة برئيسها؟!.

[ALIGN=CENTER]

*  اللجنة الأولمبية الدولية.. والمناورات السياسية *

[/ALIGN]
الأصل في الرياضة أنها تمارس من أجل الترويح والمتعة، ومن أجل رشاقة ومرونة الجسم، وأنها تمارس على أسس متكاملة من النزاهة والعدالة، وأن تكون ميادين الرياضة، بديلة عن ميادين الحرب، تسود فيها روح المنافسة الشريفة، وغرس الحب والسلام، وإيجاد التآلف والتراحم بين الشعوب.
منذ عام 1500ق. م، كانت الرياضة تمارس على أرض هيلاس، من أجل إدخال البهجة إلى نفوس الموتى، وبعد فترة من الزمن، توقفت المهرجانات الرياضية بسبب الحروب الكثيرة بين دويلات الإغريق.
وفي عام 884 ق. م عام الهدنة المقدسة، أصبح للرياضة دور هام في توقف الحروب بين دويلات الإغريق، لمدة ثلاثة شهور كل أربعة أعوام على الأقل.
وفي عام 776 ق.م عام البداية الرسمية المنظمة للدورات الأولمبية، بدأ تدخل السياسة في الرياضة، فصاغ القادة القوانين اللازمة للاشتراك في الدورات الأولمبية، والتي تخدم الأهداف السياسية. وكانوا يستغلون المهرجان الأولمبي من أجل عقد الصلح بين الدويلات المتحاربة.
وبعد سيطرة الرومان على اليونان، كان طبيعياً أن تتدهور الدورات الأولمبية. وتوقفت الدورات الأولمبية عام 393م، بأمر من الإمبراطور الروماني. واستؤنفت من جديد عام 1896م.
ولو استعرضنا تاريخ الدورات الأولمبية الحديثة لوجدنا أن السياسة لها تأثير واضح على الدورات الأولمبية. ففي عام 1896م.. طلب ملك اليونان جورج الأول في حفل الختام من الحضور: أن تكون اليونان المقر الدائم للدورات الأولمبية الحديثة، وتصدى مؤسس الدورات الأولمبية الحديثة البارون الفرنسي كوبرتان، وأعلن تدويل الدورات الأولمبية الحديثة .
وفي عام 1900م، لجأت الحكومة الفرنسية أثناء إقامة دورة باريس للألعاب الأولمبية، إلى إقامة معرض باريس الدولي، في توقيت الدورة نفسه، مما أدى إلى فشل الدورة.
وفي عام 1904م، دورة سانت لويس في أمريكا، تدخل الرئيس الأمريكي في تغيير مكان إقامة الدورة من مدينة شيكاغو التي اختارتها اللجنة الأولمبية الدولية، لتقام في مدينة سانت لويس المنظمة لمعرض دولي في توقيت الدورة نفسه.
وفي عام 1908م، دورة لندن في بريطانيا، لم ينكس العلم الأمريكي، أثناء مرور البعثة الأمريكية أمام مقصورة الشرف التي يوجد فيها ملك إنجلترا "إدوارد السابع"، واحتجاج بريطانيا على ذلك؛ وأدى ذلك إلى تحامل حكام الدورة، وكان أغلبهم من الإنجليز، على الرياضيين الأمريكيين. وعندما رجع المشاركون في الدورة إلى ديارهم سار الرياضيون في شوارع نيويورك، وهم يسحبون أسداً لفوه في علم بريطانيا، ونشبت أزمة عنيفة بين البلدين. وكذلك رفض الفريق الفنلندي استخدام علم روسيا القيصرية التي كانت تبسط نفوذها على فنلندا.
وفي عام 1912م، دورة استوكهولم في السويد، طالبت بعثة فنلندا بالاستقلال عن روسيا القيصرية، وكذلك طلبت بوهيميا والمجر الاستقلال عن الإمبراطورية النمساوية. ومنع الأمريكيون البيض عداءهم الأسود "هوارد"، من الاشتراك في الدورة الأولمبية لإتاحة الفرصة لمواطن آخر أبيض ليحرز الميدالية الذهبية في سباق المائة متر، وكان العداء الأسود هو الأفضل.
وفي عام 1920م، دورة أنفرس في بلجيكا، تجاهل منظمو الدورة دعوة ألمانيا وحلفائها؛ بسبب العداء السياسي.
وفي عام 1924م، دورة باريس في فرنسا، تجاهل الفرنسيون دعوة ألمانيا للمشاركة في الدورة.
وفي عام 1936م، دورة برلين في ألمانيا، أراد الزعيم الألماني النازي هتلر، استغلال الدورة الأولمبية لترويج النازية، وتصدي له رئيس اللجنة الأولمبية الدولية آنذاك، الكونت هنري دي باييه لاتور. وأرسل له رسالة يحذره فيها بنقل الدورة إلى مدينة أخرى في دولة أخرى. وقال أحد أعوان هتلر: "علينا رفع المستوى البدني لجنسنا، وإلا فشلنا في خلق ألمانيا العظمى. ورفض هتلر مصافحة الرياضي الأمريكي الأسود "جيسي أوينز" نجم الدورة
وفي عام 1948م، دورة لندن في بريطانيا، كانت هناك محاولة من الكيان الصهيوني للاشتراك في الدورة، ولكن اعتراض عضو اللجنة الأولمبية الدولية المصري محمد طاهر باشا آنذاك، أفسد المحاولة الصهيونية.
وفي عام 1951م سعى الكيان الصهيوني للمرة الثانية، للاشتراك في الدورة الأولمبية، واقترح تشكيل لجنتين إحداهما من الكيان الصهيوني، والأخرى من الفلسطينيين، ورفضت اللجنة الأولمبية الدولية؛ لأنها ترفض التمييز على أساس العقيدة أو الجنس.
وفي عام 1952م، دورة هلسنكي في فنلندا، كان بداية الصراع بين المعسكرين الشرقي والغربي حول مفهوم "الهواية"، وهي من أهم شروط الاشتراك في الدورات الأولمبية. يقول المعسكر الغربي: إن لاعبي الكتلة الشرقية ليسوا هواة، ولا يحق لهم الاشتراك في الدورات الأولمبية، والمعسكر الشرقي يرد عليهم بقوله: إن رياضيي الكتلة الغربية الهواة تدفع لهم مبالغ سرية، ويتمتعون بالمنح الدراسية.
وفي العام نفسه سعت كل من ألمانيا الشرقية وألمانيا الغربية، للحصول على عضوية اللجنة الأولمبية الدولية، كل بلد منهما مستقلاً عن الآخر، فرفضت اللجنة قبول عضوية ألمانيا الشرقية، وقبول ألمانيا الغربية بعد تدخل بريطانيا.
وفي عام 1952م، حصلت إسرائيل على الاعتراف بعضويتها في اللجنة الأولمبية الدولية، باعتبارها دولة اكتسبت الشرعية الدولية من قبل الأمم المتحدة، ورفضت اللجنة الأولمبية الدولية قبول فلسطين لعدم تمتعها بالاستقلال الذاتي، وعدم وجود لجنة أولمبية وطنية فلسطينية.
وفي عام 1956م، دورة ملبورن في أستراليا، قاطعت مصر، والدول العربية الألعاب الأولمبية في ملبورن في أستراليا، بسبب مساندة أستراليا للعدوان الثلاثي على مصر، بسبب تأميم قناة السويس. وانضمت إلى المقاطعة بعض الدول الأفريقية والأوروبية، احتجاجاً على اشتراك إنجلترا في العدوان الثلاثي على مصر. واشتركت ألمانيا الغربية وألمانيا الشرقية، بفريق واحد في الدورة، وتحت شعار واحد وعَلَمٍ واحد، واعتبر هذا الحدث انتصاراً للحركة الأولمبية عبّر عنه رئيس اللجنة الأولمبية الدولية آنذاك أفري برانديج بقوله: " لقد استطاعت الرياضة أن تحقق ما فشل السياسيون في تحقيقه ".
وفي عام 1964م. دورة طوكيو في اليابان، اشتركت ألمانيا بفريق موحّد، بعد رفض اللجنة الأولمبية الدولية، اشتراك كل منهما بفريق على حدة.
وفي عام 1968م، دورة مكسيكو سيتي في المكسيك، استغل بطلين من أبطال أمريكا السود منصة الفوز لعرض قضايا السود السياسية، بتأثير من "حركة القوة السوداء"، وتم طردهما. وسحبت اللجنة الأولمبية الدولية اعترافها باللجنة الأولمبية الوطنية لجنوب أفريقيا، لتطبيقها سياسة التفرقة العنصرية.
وفي عام 1972م.. دورة ميونخ في ألمانيا الغربية، فرضت القضية الفلسطينية نفسها على فعاليات الدورة الأولمبية، بعد اقتحام بعض الفدائيين الفلسطينيين من أعضاء منظمة أيلول الأسود مقر البعثة الإسرائيلية، ومقتل عدد من الفريق الإسرائيلي، واستشهاد عدد من الفدائيين الفلسطينيين.
وفي عام 1976م، دورة مونتريال في كندا، قاطعت عدد من الدول العربية والأفريقية الدورة الأولمبية؛ احتجاجاً على اشتراك نيوزيلاندا، التي كانت تقيم علاقات رياضية مع جنوب أفريقيا.
وفي عام 1980م، دورة موسكو عاصمة الاتحاد السوفيتي، قاطعت أمريكا وحلفاؤها الدورة الأولمبية؛ احتجاجاً على غزو السوفيت لأفغانستان. وقال رئيس اللجنة الأولمبية الدولية اللورد كلانين للرئيس الأمريكي كارتر عندما أصَّر على المقاطعة: "ستقام الدورة حتى ولو كنت أنافس نفسي".
وفي عام 1984م، دورة لوس أنجلوس في أمريكا، قاطع الاتحاد السوفيتي وحلفاؤه الدورة الأولمبية؛ رداً على مقاطعة أمريكا وحلفائها لدورة موسكو. وأيضاً بسبب انتهاج الرئيس الأمريكي ريجان سياسة متطرفة ضد الاتحاد السوفيتي.
وفي عام 1988م، دورة سئوول في كوريا الجنوبية، حاول الكيان الصهيوني استثارة العرب عن طريق ظهور اسم "القدس" عاصمةً للكيان الصهيوني على شاشة الملعب الأولمبي. واحتجاج الاتحاد العربي، وكان يترأسه آنذاك سمو الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز.
وفي عام 2000م، دورة سيدني 2000 في أستراليا، تلقت إسرائيل ضربتين من اللجنة الأولمبية الدولية الأولى، عندما رفضت اللجنة الأولمبية الدولية وقوف الرياضيين دقيقة حداداً على قتلى المنتخب الإسرائيلي خلال دورة ميونيخ الأولمبية عام 1972. والثانية عندما سمحت لفلسطين بالمشاركة في الدورة الأولمبية، ويعد ذلك اعترافاً ضمنياً من اللجنة الأولمبية الدولية بدولة فلسطين.
وكذلك سار وفدا الكوريتين في طابور العرض تحت علم واحد يمثل شبه الجزيرة الكورية، وتقدمت الوفدين لوحة كتب عليها "كوريا"، وقد حاول الرئيس الأمريكي بيل كلينتون أن يجمعهما على طاولة المفاوضات ولم يستطع، ولكن رئيس اللجنة الأولمبية الدولية سامارانش استطاع إقناع قادة البلدين بتوحيد بعثتي البلدين في طابور العرض. وكذلك اختيار العداءة "كاتي فريمان"، وهي من السكان الأصليين في أستراليا لإيقاد الشعلة الأولمبية، أدى إلى رأب الصدع بين السكان الأصليين وبين المهاجرين البيض.
وفي عام 2001م، عندما رشحت مدينة بكين الصينية لتنظيم الدورة الأولمبية (رقم 29)، والتي ستقام عام 2008م إن شاء الله، اعتبر البعض اختيار بكين لاستضافة الدورة الأولمبية لعام 2008م، رشوة رياضية؛ لكي تغض الطرف عن تايوان لمدة سبع سنوات على الأقل؛ وللسير في ركاب الغرب؛ ومن أجل تحسين حقوق الإنسان.
و مما سبق ذكره يدل على أن السياسية أثَّرت على الدورات الأولمبية، وأن الدورات الأولمبية كان لها تأثير على السياسة، وعلى الرغم من تدخلات السياسة في الدورات الأولمبية وانتهاكاتها المتكررة لحرمات الرياضة الأولمبية ومبادئها السامية، إلا أنها لم تؤثر على مسيرة الدورات الأولمبية، وستظل الدورات الأولمبية واحة للسلام بين شعوب الأرض.

[ALIGN=CENTER]

* الهِوايَة والاحتراف، في الألعاب الأولمبية  *

[/ALIGN]
من المعروف أن الرياضي الهاوي هو الشخص الذي لا يمتهن الرياضة، ولا يشارك في المسابقات الرياضية من أجل عائد مادي. أما الرياضي المحترف، فهو الذي يمتهن، الرياضة ويشارك فيها، من أجل الحصول على عائد مادي.
ويُلاحظ في العهد القديم للدورات الأولمبية، أن شروط الاشتراك في المنافسات الرياضية كانت تخدم المصالح السياسية؛ لأن هدفهم من الدورات الأولمبية هو توحيد البلاد، وإيجاد نوع من الوحدة القومية، وكذلك إعداد الإنسان الصالح لإيمانهم بأن العقل السليم في الجسم السليم.
أما في العصر الحديث للدورات الأولمبية، فقد تأسس مفهوم البارون الفرنسي كوبرتان، وهو رجل أكاديمي، على أن ممارسة الرياضة وسيلة لتكامل الفرد، وليست غاية. فالهدف من الرياضة هو إعداد الفرد بدنياً ونفسيّاً، مما يؤدي إلى قدرته على مواجهة الصعوبات، التي تواجهه في الحياة.
وقد علت الأصوات في الآونة الأخيرة مطالبة اللجنة الأولمبية الدولية، بتحرير تعريف الهواية، بفتح الباب على مصراعيه أمام الرياضيين سواء كانوا هواة أو محترفين. وقد يرجع ذلك للتدخلات التجارية، بعد أن أصبحت الشركات العالمية والمؤسسات، وشبكات البث الفضائي وغيرها راعيةً للمهرجان الأولمبي. وقد يرجع السبب إلى كثرة الدول الاشتراكية المشاركة في الدورات الأولمبية، فالدول الغربية تقول: أن لاعبي الدول الاشتراكية هم في الأصل محترفين، لأنهم يأخذون متطلبات حياتهم بصورة مباشرة نظير وظائفهم الرياضية، والدول الاشتراكية تقول: إن لاعبي الغرب يتقاضون مبالغ سرية، علاوة على المنح الدراسية وغيرها. ويرى البارون الفرنسي كوبرتان أن الرياضي المحترف، هو الذي يختار الاشتراك في الرياضية من أجل العائد المادي، ومن ثم، فإن رياضيي الدول الاشتراكية خارج تصور كوبرتان للمحترفين. والجدير بالذكر إن لعبة التنس أٌلغيت من البرنامج الأولمبي عام 1924م، بعد إدراجها عام 1896م في أول دورة أولمبية؛ لعدم تحديد هواية ممارسيها لدى اللجنة الأولمبية الدولية.
وبعد تولى الطبيب البلجيكي جاك روغ رئاسة اللجنة الأولمبية الدولية، صرح بمعارضته للهواية، وطالب بالاحتراف في كل شيء، حتى عمل رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، يجب أن يتقاضى عليه أجراً؛ لأن الهواية تضعف العمل.

[ALIGN=CENTER]

*  العقاقير المنشطة والدورات الأولمبية  *

[/ALIGN]
خمس مواد غريبة، يتعاطاها بعضُ الرياضيين، رجاء زيادة قوتهم الجسمية وتقوية عضلاتهم؛ من أجل قوة أكبر للعضلات وتنشيط أجهزتهم العصبية، مما يؤدي إلى رفع اللياقة البدنية لديهم، على أمل أن يساعدهم ذلك بالفوز في المنافسات الرياضية، وتحقيق أفضل النتائج والمراكز. وفي بعض الأحيان، تكون تلك العقاقير مكونة من مواد طبيعية، لكنها تؤخذ بطريقة غير طبيعية، مما يترتب عليه وجود تأثيرات عكسية على صحة المتعاطي.
1. أبرز المنشطات المحظورة.
* الهرمونات : تنشط العلميات الكيميائية في الجسم.
* المنبهات: تنشط الجهاز العصبي.
* المواد الغذائية (وأهمها الجلوكوز النقي): تمد اللاعب بطاقة جديدة.
* المهدئات والمسكنات: تقلل من الشعور بالانفعال والتوتر.
* الأكسجين النقي: ويتنفس أثناء الاستراحة؛ من أجل إعادة النشاط بشكل مكثف وسريع.
* التنويم (مغناطيسياً أو باستعمال منومات كيميائية): من أجل الحصول على طاقة خارقة.
2. الأضرار الناجمة عن تعاطي العقاقير المنشطة.
أثبتت الأبحاث الطبية أن استخدام العقاقير المنشطة يؤدي إلى الجنون أحياناً، أو العجز الجنسي، أو الوفاة بالذبحة القلبية، أو الخلل الهرموني، وأمراض الكلى، والشعور بالكآبة.. وغيره.
3. دور اللجنة الأولمبية الدولية في مكافحة استخدام العقاقير المنشطة
تعاطي العقاقير المنشطة يتنافى مع مبادئ وأهداف الحركة الأولمبية، التي تحث على الصدق، والعدل، والنزاهة، وتحارب الغش والخداع، وتحارب التلوث البيئي، ولا تمنح المدن التي بها نسبة عالية من التلوث البيئي شرف تنظيم المهرجان الأولمبي، للمحافظة على صحة المشاركين في الدورة.
ففي عام 1962م قامت اللجنة الأولمبية الدولية بإصدار قرار يدين ويعارض استخدام العقاقير المنشطة.
و في عام 1967م وضعت اللجنة الأولمبية الدولية أول لائحة بالأدوية والمخدرات الممنوعة، والإجراءات التي تؤدي إلى مكافحتها.
وفي عام 1971م وافقت اللجنة الطبية التابعة للجنة الأولمبية الدولية، على قائمة المواد المنشطة وإجراءات الفحوصات اللازمة للعقاقير المنشطة، بالنسبة للفائزين بالمراكز الأولى.
وفي عام 1984م (دورة لوس أنجلوس)، أقيم معمل في لوس أنجلوس للكشف عن المتعاطين للمواد المنشطة في الدورة الأولمبية.
وفي عام 1988م (دورة سئوول)، ظهرت مشكلة الحبوب المنشطة الممنوعة رسمياً، وتم سحب الميداليات الذهبية من المتعاطيين وأبرزهم العداء الكندي بن جونسون، الذي أطاحت الحبوب المنشطة بمستقبله الأولمبي، بعد قرار الاتحاد الكندي بحرمانه من اللعب مدى الحياة.
وفي يوم: 10/11/1999م، أنشئت لجنة مكافحة المنشطات.
وفي دورة سيدني 2000م، وطبقاً لسياسة مكافحة المنشطات قررت اللجنة الأولمبية الدولية، استبعاد منتخب رومانيا لرفع الأثقال بأكمله من الدورة الأولمبية، بعد ثبوت تعاطي ثلاثة منهم للمنشطات. وبعد أن أثيرت قضية تعاطي المنشطات بالنسبة للاعب العشاري، وبطل العالم في رمي الجلة الأمريكي "سي جي هانتر" زوج الأمريكية "ماريون جونز" نجمة دورة سيدني والحائزة على خمس ميداليات في الدورة، قال "فرانسو كاراد" المدير العام للجنة الأولمبية الدولية: "إن الشفافية يجب أن تكون أسلوب الجميع في التعامل مع اللجنة الأولمبية الدولية"، مؤكداً إنه ليس هناك أي استثناء في هذه القاعدة.. والجدير بالذكر أن أمريكا وبريطانيا توجه لهم الاتهامات بإخفاء أكثر من 20 اختباراً ثبت تعاطي أصحابهم منشطات.

[ALIGN=CENTER]رؤساء اللجنة الأولمبية الدولية.[/ALIGN]
1. ديمتريوس فيكيلاس:
يوناني المنشأ، وكان ممثلاً لنادي الجمباز اليوناني، في المؤتمر الحاسم للدورات الأولمبية عام 1894م. وتولى رئاسة اللجنة الأولمبية الدولية لمدة عامين من: 1894م ـ 1896م، بعدما طلب منه المؤسس الفرنسي البارون "كوبرتان" النهوض لتولى رئاسة اللجنة الأولمبية الدولية، حسب لوائح اللجنة الأولمبية الدولية آنذاك، والتي كانت تنص: على أن يكون رئيس اللجنة الأولمبية الدولية من الدولة التي تحتضن المدينة التي ستنظم الدورة الأولمبية القادمة. ويرجع إليه الفضل في استضافة اليونان لأول دورة أولمبية حديثة، وقدم استقالته بعد انتهاء الدورة الأولمبية الأولى، وتوفي يوم: 20 يولية 1908م.
2. البارون الفرنسي بيير دي كوبرتان:
فرنسي المنشأ، ولد البارون في شارع أودينو في باريس عام 1863م، وتوفي في جنيف يوم: 3 سبتمبر 1937م. . تولى رئاسة اللجنة الأولمبية الدولية لأطول مدة "تسع وعشرون سنة" من: 1896م ـ 1925م. تولى فيها كل المهام المتعلقة باللجنة الأولمبية الدولية سواء كانت مالية أو إدارية. وكافح طويلاً بمفرده من أجل عودة الدورات الأولمبية من جديد، إلى أن تكلّلت جهوده بالنجاح العظيم؛ ولم تسانده الحكومة الفرنسية طوال كفاحه بل سخرت من فكرته.
ففي عام 1885م بدأ "كوبرتان" كفاحه في إعادة الدورات الأولمبية من جديد، وكان عمره آنذاك اثنين وعشرين عاماً، وفي عام 1886م نشر أول مقال له في دورية "الإصلاح الاجتماعي"، وفي الفترة من 1888م إلى 1890م نشر ثلاثة كتب (التعليم في إنجلترا، الكليات والجامعات، والتعليم الإنجليزي في فرنسا وجامعات عبر الاطلسي). وقال في الصفحات الأخيرة من كتابه "صديقة في الحادية والعشرين من العمر: "أصبحت مقتنعاً الآن في عام 1908م، كما كنت في عام 1887م، أن معالجة توماس أرنولد ـ معلم التربية الرياضة الإنجليزي ـ في تدريس الرياضة أنسب الوسائل وأكفأها التي يمكن للمعلمين في أنحاء العالم استخدامها لتزويد الشباب من الرجال والنساء بالقدر الكافي من المكانة الأخلاقية واللياقة البدنية"، وفي يوم 26 أكتوبر 1918م كتب في مجلة "لوزان": "إن روح الدورة الأولمبية تدعو لتربية بدنية واسعة المدى متاحة للجميع، تسودها الشجاعة، والرجولة، وروح الفروسية، وترتبط ارتباطاً وثيقاً بالأحداث الفنية والأدبية، وتقوم بدور الحافز لحياة الأمة والعمود الفقري للحياة".
وفي عام 1919م ظهرت الطبعة الأولى من مؤلفه "التربية الرياضية"، وأنهى كتابه "تاريخ العالم" عام 1926م، في أربعة أجزاء.
ويعتبر يوم: 23 يونيه 1894م، يوم عودة الدورات الأولمبية للحياة من جديد، أسعد أيام البارون، وأهدى البارون هذا النجاح لزوجته بمناسبة الزواج. وأسس أول لجنة أولمبية وطنية في اليونان، لتساعد في النهوض بالدورة بعدما واجهت الكثير من الصعوبات المالية. واختار لها كبار الشخصيات اليونانية. وابتعد عن رئاسة اللجنة الأولمبية الدولية في الفترة من: 1914ـ1918م، لانخراطه في الجيش الفرنسي، إبان الحرب العالمية الأولى؛ حتى لا يقال إن عسكرياً يسيطر على اللجنة الأولمبية الدولية؛ وبذلك تكون اللجنة الأولمبية الدولية في منأى عن السياسة؛ وأناب عنه البارون السويسري "قودتروي دي بلونيه"؛ لأنه ينتمي لدولة محايدة في الحرب. وقدم استقالته عندما اشتركت المرأة في المسابقات الأولمبية، وكذلك عند اعتماد مسابقات الفرق. وابتعد البارون الفرنسي عن قيادة اللجنة الأولمبية الدولية عام 1925م، لإتاحة الفرصة للآخرين لتولي قيادة الحركة الأولمبية الدولية. وكتب وصيته الشهيرة، حيث نبه إلى ضرورة مقاومة الاحتراف الرياضي بشدة، كما قال:" إنه من الضروري ربط الرياضة بالحركة الاجتماعية.. ويجب أن يتم أيضاً اختيار الرياضيين من بين عامة الشعب؛ لأن الشعب يتصرف دائماً بصدق ولا يهتم بمؤامرات الاحتراف"، وأوصى بأن يدفن قلبه في أولمبيا بعد وفاته.. وانصرف البارون إلى الكتابة منذ عام 1913م، ومنحته اليونان الإكليل الذهبي.
3. الكونت هنري دي باييه لاتور:
بلجيكي المنشأ، تولى رئاسة اللجنة الأولمبية لمدة سبعة عشر عاما من: 1925م ـ 1941م. ساهم في تأسيس اللجنة الأولمبية البلجيكية. وساهم في نجاح دورة "انفرس" عام 1920م، في فترة وجيزة، بعد الحرب العالمية الأولى بفضل كفاءته التنظيمية العالية، ومن ضمن إنجازاته محاربة النزعة التجارية؛ من أجل المحافظة على نقاء وجمال الرياضة، وأبعد الدورات الأولمبية عن السياسة. وكانت له وقفة بطولية مع الزعيم الألماني "هتلر" عندما أراد استغلال الدورة الأولمبية، في الترويج لأفكاره النازية، وطلب منه وقف التفرقة العنصرية أثناء إقامة الدورة الأولمبية عام 1936م في مدينة "برلين" الألمانية. وكان الكونت هنري لاتور رجلاً نبيلاً استطاع أن يملأ الفراغ الذي تركه البارون الفرنسي "كوبرتان"، ولد في مارس 1876م، وتوفي في 6 يناير 1942م.
4. ج. سجفريد أدستروم:
سويدي المنشأ، تولى رئاسة اللجنة الأولمبية الدولية رسميا من: عام 1946م ـ 1952م، في أول اجتماع للجنة الأولمبية الدولية، بعد الحرب العالمية الثانية. ولكنه اعتلى عرش الحركة الأولمبية، بعد وفاة رئيس اللجنة الأولمبية الدولية " الكونت هنري دي باييه لاتور"، كونه نائباً للرئيس.
ولد يوم: 21 نوفمبر1870م، ويُعد من أبرز الشخصيات الرياضية، وكان عداءً عظيماً، ساهم في تنظم الدورة الملكية "دورة استوكهولم" عام 1912م.
وأسس أدستروم الاتحاد الدولي لألعاب القوى للهواة، وانتخب أول رئيس له، وظل يشغل هذا المنصب حتى عام 1946م. وترك العمل الرياضي في عام 1952م، لكبر سنه (82 عاما)، وأصبح أول رئيس فخري للجنة الأولمبية الدولية.
5. أفري برانديج:
أمريكي المنشأ، تولى رئاسة اللجنة الأولمبية الدولية، لمدة عشرين عاماً من: 1952م ـ 1972م. زار فيها الكثير من الدول للتعرف على مشكلات رياضة الهواة، والحركة الأولمبية عن كثب. كان بطلاً في رمي القرص، وحصل على لقب الرياضي المثالي، في جامعة الينوي في أمريكا، وتخرج فيها عام 1909م، وتولى رئاسة اللجنة الأولمبية لمدة أربعة وعشرين عاماً. أعيد انتخابه ست مرات. منح درع "جيمس أ. سوليفا"، تكريماً له على ما قدمه لرياضة الهواة. انتخب عضواً في المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية الدولية. وفي عام 1946م، اختير نائباً للرئيس لنشاطه في ميدان الرياضة والتربية البدنية. حصل على عدة درجات شرفية جامعية، ومنح عدة جوائز من بعض الدول. ومن ضمن أهدافه الاهتمام بقطاع الفنون الجميلة في البرنامج الأولمبي، وتحقيق قدر أكبر من التقدير العام للمبادئ الرئيسية للحركة الأولمبية، ومنع إساءة استخدامها لمنفعة شخصية أو وطنية، ولد في 28 سبتمبر 1887م.
6. اللورد كلانين.
أيرلندي المنشأ، تولى رئاسة اللجنة الأولمبية الدولية، لمدة ثمانية أعوام من: 1972م ـ 1980م. ولد اللورد كلانين في: 30 يولية 1914م. وعمل في الحقل الصحفي، وكان مراسلاً حربياً في الصين في الفترة (1937ـ1938م). تولى قيادة عدة شركات، وكان عضواً في مؤسسة اللويدز. واشترك في رياضة التجديف، وركوب الخيل، والملاكمة. تولى رئاسة المجلس الأولمبي لإيرلندا. وعضواً في اللجنة الأولمبية الدولية عام 1952م، ثم رئيساً للبروتوكول (1966ـ1968م)، ثم عضواً في المجلس التنفيذي عام 1967م، ثم نائباً لرئيس اللجنة الأولمبية الدولية عام 1968، وكان للورد كلانين وقفة شجاعة مع الرئيس الأمريكي كارتر عندما أصر الرئيس الأمريكي على عدم مشاركة أمريكا وحلفائها في دورة موسكو عام 1980م.
7. خوان انطونيو سامارانش.
أسباني المنشأ، تولى رئاسة اللجنة الأولمبية الدولية لمدة واحد وعشرين عاماً، وهي أطول فترة في الرئاسة 1980 ـ 2001م، بعد المؤسس كوبرتان. ولد في برشلونة يوم: 17يولية1920م. انتخب عضواً في اللجنة الأولمبية عام 1966م. وعمل سفيراً لأسبانيا في موسكو، وكان يشغل منصب رئيس بنك للادخار في أسبانيا، ثم استقال منه ليتفرغ للحركة الأولمبية، وأصبح رئيساً فخرياً للبنك.
تبدلت الكثير من المفاهيم الأولمبية في عهده، ونقل الألعاب الأولمبية خطوة نحو عالم الاحتراف. ساعد في تحقيق نجاح مالي ضخم للدورات الأولمبية، إلا أن صورة اللجنة الأولمبية الدولية شوهت في عهده، وتعرضت لهزة كبيرة؛ لقبول بعض أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية رشاوى؛ من أجل التصويت لصالح مدينة "سيدني" الأسترالية، وكذلك مدينة "سولت ليك" الأمريكية.
وكان الماركيز الأسباني شعلة نشاط، ويعتبر سامارانش أول رئيس للجنة الأولمبية الدولية يقوم بزيارة جميع الدول الأعضاء في اللجنة الأولمبية الدولية، التي توجد بها لجان أولمبية وطنية (199دولة). وأصبح الرئيس الفخري للجنة الأولمبية مدى الحياة، ومنحه خلفه رئيس اللجنة الأولمبية الدولية "جاك روغ" الوسام الأولمبي الذهبي .
8.جاك روغ.
بلجيكي المنشأ، ثاني بلجيكي يتولى رئاسة اللجنة الأولمبية الدولية، بعد الكونت هنري لاتور. ولد "روغ" في "غاند" يوم: 2 مايو 1942م. طبيب جراح، واختصاصي في تجبير الكسور. انتخب رئيساً للجنة الأولمبية الدولية يوم: 16 يولية 2001م، في مدينة موسكو بعد حصوله على 59 صوتاً من أصل 110 صوتاً.
ارتقى روغ سلم الإنجازات سريعاً، مارس رياضة الألواح الشراعية، وشارك في أولمبياد 1968م، 1972م، 1976م. وتوِّج بطلاً للعالم مرة واحدة، وحل في مركز الوصيف مرتين. وبطلاً لبلجيكا 16 مرة.
تولى رئاسة رابطة اللجان الوطنية الأولمبية الأوروبية منذ عام 1989م، ونائب رئيس رابطة اللجان الوطنية الأولمبية ورئيس اللجنة الأولمبية الفيدرالية البلجيكية من: 1989م ـ 1992م، رئيس بعثة بلجيكا إلى الدورة الأولمبية الصيفية في موسكو عام 1980م، ولوس أنجلوس بأمريكا عام 1984م، وسيؤول عام 1988م.
عضو لجنة "الحركة الأولمبية والتضامن الأولمبي" منذ عام 1990م، عضو اللجنة الأولمبية الدولية منذ عام 1991م، وعضو اللجنة الطبية عام 1992م، نائب رئيس اللجنة الطبية منذ عام 1994م، تولى رئاسة لجنة التنسيق عام 1995م، للإشراف على "دورة سيدني 2000م"، وشهد له المنظمون "لدورة سيدني 2000م"، بكفاءته الإدارية. وأعلن إنه سيحارب تضخم الألعاب الأولمبية، والرشاوى بلا هوادة، والمنشطات، والعنف، والعنصرية. متشبع بالروح الأولمبية ومبادئها، والدليل على ذلك، عندما رفض بصفته رئيس بعثة بلاده مقاطعة دورة الألعاب الأولمبية في موسكو عام 1980م، وأقنع رئيس وزراء بلجيكا بالمشاركة والسير خلف شعار الاتحاد الأولمبي البلجيكي، بدلاً من علم بلجيكيا. ويجيد "روغ" التحدث بخمس لغات (الهولندية من جهة أمه، والفرنسية من جهت أبيه، والإنجليزية، والألمانية، والأسبانية). وأوضح "روغ": "إنه يعارض الرمز القائم حالياً، باعتبار عمل رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، عمل تطوعي مجاني، إذ إنه يصيبه بنقاط ضعف عدة، ومن هنا وجوب مطالبة السلطات الحكومية، بتنظيم العمل الاحترافي للاتحادات الوطنية وصولاً للجنة الأولمبية ذاتها".


[ALIGN=CENTER]تقبلوا تحياتي .....

تابع ... الجزء الثاني
[/ALIGN]
اضافة رد مع اقتباس
  #2  
قديم 14/08/2004, 02:48 AM
مشرف سابق في منتدى الرياضة السعودية
تاريخ التسجيل: 13/08/2001
المكان: عروس المصائف
مشاركات: 1,364
[ALIGN=CENTER]الجزء الثاني [/ALIGN]
[ALIGN=CENTER][/ALIGN]
[ALIGN=CENTER]

*  دورات الألعاب الأولمبية منذ انطلاقتها الأولى    *

[/ALIGN]

[ALIGN=CENTER]

*   1. الدورة الأولى .. "دورة أثينا عام 1896م"    *

[/ALIGN]
[ALIGN=CENTER][/ALIGN]

ظمتها مدينة أثينا اليونانية، واستمرت عشرة أيام. وتم تقديم موعد إقامتها (من عام 1900م إلى عام 1896م)؛ لتقام في اليونان تكريما لها. وأعادت هذه الدورة إلى أذهان اليونانيين المجد القديم، فخرجوا إلى شوارع أثينا عن بكرة أبيهم رجالاً ونساء وشيوخاً وشباباً يطلقون الأهازيج، ويرحبون بالضيوف، وأعلن ملك اليونان جورج الأول في الحفل الساهر الذي أقامه بمناسبة اختتام "دورة ألعاب أثينا" في كلمته الترحيبية: "أرجو أن يوافق الحضور على أن تصبح اليونان مهد الدورات الأولمبية الحديثة، كما كانت من ذي قبل كل أربع سنوات مرة في مدينة أثينا التاريخية". وكان ذلك بإيعاز من أثرياء اليونان وأصدقاء "زاباس".
[ALIGN=CENTER]أبرز أحداث الدورة ما يلي:[/ALIGN]
[ALIGN=JUSTIFY]أ - الدور البارز للبارون الفرنسي "كوبرتان" واليوناني "فيكيلاس"، في النهوض بالدورة بعد تعثرها، وحل الأزمة المالية عن طريق فتح باب التبرعات.

ب- التبرع السخي المقدم من اليوناني المقيم في مصر "جورجيوس أفيروف".
ج - دور الصحافة الفعال من أجل النهوض بالدورة.

ع- أول بطل أولمبي في التاريخ الحديث هو الأمريكي "جايمس كونوللي" الفائز بفضية سباق القفزة الثلاثية، وكان رقمه (13.71م). وكان "جايمس" طالباً في جامعة هارفرد الأمريكية، ورفض مدير الجامعة منحه إجازة للمشاركة في الدورة الأولمبية الأولى، فترك دراسته وذهب إلى أثينا مع بعثة بلاده، ولما أحرز أول ميدالية أولمبية في التاريخ الحديث، منحته الجامعة مرتبة الشرف، والجدير بالذكر أن "جايمس" ظل يواظب على ممارسة الرياضة إلى أن شارف على المائة عام.

د - تحول "سبيرديون لويس"، أول بطل أولمبي يوناني في العهد الحديث، وهو راعي من مدينة "إيليس"، من فقير مغمور إلى ثري مشهور، بعد فوزه بسباق المارثون، بعد أن انهالت عليه الهدايا والعطايا من اليونانيين، وكان أثمن هذه الجوائز، إعلان التاجر "افيروف"، بأنه سوف يزوج ابنته من الفائز بسباق الماراثون، مع "دوطة حرزانة" مقدارها مليون درخم، ولكن "سبيرديون"، لم يستطع الزواج من ابنة التاجر؛ لأنه متزوج، وأب لطفلين، وحلى وجواهر، وقرية في الريف، وأغنام وخلافه. وبرميل نبيذ أسبوعياً مدي الحياة، وكذلك رغيف خبز كبير من خباز، وكسوة كاملة من ترزي، وحلاقة ذقن وشعر من حلّاق، وأطرفها هدية ماسح الأحذية الصغير الفقير الذي تبرع بمسح حذاء "سبيرديون" يومياً، . وقطع السباق في (ساعتين و55 دقيقة، و 20 ثانية). وكان طول مسافة السباق (42.5كيلو متر)، وهي المسافة نفسها التي قطعها الجندي "فيليبدس" الذي مات بعد أن أعلن إلى مواطنيه النصر على الفرس عام 490ق.م. وكان الراعي "سبيريدون"، الذي كان يرتدي التنورة اليونانية الشعبية، بعيد كل البعد عن التمارين الرياضية، ولكنه هيأ نفسه للسباق عن طريق الصوم والصلاة فقط، وأثبت أن التحضير النفسي الذي اعتمده أول بطل أولمبي في التاريخ الحديث أفكار البارون الفرنسي الرياضي التي تقول:" إن القوى النفسية تلعب في مجال الرياضة دوراً فعالاً أكثر مما نظن عادة".

و - عدد الدول المشاركة 13 دولة، وهو عدد الدول التي شاركت في المؤتمر الحاسم للدورات الأولمبية عام 1894م.

ر - جرت مسابقة السباحة في البحر، لعدم وجود أحواض سباحة، وكانت درجة الحرارة (13درجة مئوية) وكان ارتفاع الموج حوالي (10أمتار)، وفاز السباح الهنغاري "ألسن هاجوس" بفضية سباق (100متر حرة). [/ALIGN]

[ALIGN=CENTER]

*   1. الدورة الثانية .. ""دورة باريس 1900م"    *

[/ALIGN]

[ALIGN=CENTER][/ALIGN]

[ALIGN=JUSTIFY]نظمتها مدينة "باريس" الفرنسية، واختيرت مدينة باريس الفرنسية، تكريماً للمؤسس الفرنسي "كوبرتان"، وكانت فرنسا تمر بظروف مالية غاية في الصعوبة، جعلتها غير قادرة على الظهور كدولة عظمى، فلجأت إلى إقامة المعرض الدولي في توقيت الدورة الأولمبية نفسه، فاستمرت الدورة لمدة خمسة شهور وكانت أطول دورة في التاريخ القديم والحديث. [/ALIGN][ALIGN=CENTER]أبرز أحداث الدورة ما يلي: [/ALIGN]
[ALIGN=JUSTIFY]أ - مشاركة المرأة في المنافسات الرياضية الأولمبية، لأول مرة في تاريخ الدورات الأولمبية، والمؤسس "كوبرتان" يقدم استقالته من رئاسة اللجنة الأولمبية الدولية، لاعتراضه على اشتراك المرأة، ثم تراجعه عن الاستقالة بعد ذلك.

ب - سوء تنظيم الدورة، لتزامنها مع إقامة المعرض الدولي في "باريس"، مما جعل الجمهور ينصرف عنها، وإخفاق الدورة إعلامياً وجماهيرياً.

ج - عدم وجود استاد لسباق العدو، مما جعل اللجنة المنظمة، تجري السباق في نادي الخيل، وكان غير ملائم، لكثرة الأشجار التي حجبت الرؤية عن المشاهدين أغلب الفترات، وكذلك عدم وجود مدرجات.

د - اللاعب الأمريكي الفذ "الفين كرانزلاين"، أحرز أربع ميداليات أولمبية.

هـ - لاعبة التنس البريطانية "شارلوت كوبر"، أول امرأة تحرز ميدالية، في الدورات الأولمبية.
و - الهند أول دولة آسيوية تشترك في الدورات الأولمبية.

ر - جرت مسابقة السباحة في نهر السين وسط تياراته القوية، فتبعثر المتسابقون ذات اليمن وذات الشمال. [/ALIGN]

[ALIGN=CENTER]

*  الدورة الثالثة.. "دورة سانت لويس 1904م"    *

[/ALIGN]
[ALIGN=CENTER][/ALIGN]

نظمتها مدينة "سانت لويس" الأمريكية، بدلا من مدينة "شيكاغو"، التي اختارتها اللجنة الأولمبية الدولية، بعد تدخل الرئيس الأمريكي.
[ALIGN=CENTER]أبرز أحداث الدورة ما يلي: [/ALIGN]
أ - إخفاق الدورة فنياً وجماهيرياً وإعلامياً، لتزامنها مع المعرض الدولي، المقام في المدينة نفسها.

ب - تناقص عدد الدول المشاركة إلى 12 دولة، وكذلك عدد المتسابقين إلى 617 رياضي؛ ويرجع ذلك إلى بُعد المسافة بين أمريكا وأوروبا، وعدم وفاء أمريكا بالتزامها في إرسال سفن لنقل الرياضيين.

ج - ظهور أول حالة غش في الدورات الأولمبية الحديثة، قام بها اللاعب الأمريكي، في سباق الماراثون "فريد لورز"، عندما تعلق بعربة أثناء السباق، وتم استبعاده من السباق.

د - ظهور أول حالة لتعاطي المنشطات، عندما سقط اللاعب الأمريكي "توماس هيكسي" وثبت تعاطيه لمادة "الاستركتين"، ولم يستبعد من السابق؛ لعدم منعها في ذلك الوقت.

و - أدرجت لعبة الجولف لأول مرة، واستبعدت بعدها من البرنامج الأولمبي.

هـ - بطل الدورة الأمريكي "ارشي هان"، الذي أحرز ثلاث ميداليات ذهبية.

[ALIGN=CENTER]

*  دورة استثنائية.. "دورة أثينا عام 1906م"     *

[/ALIGN]
لا تُعد من ضمن الدورات الأولمبية، ولا تأخذ رقماً في التسجيل الأولمبي. أقيمت بعد إخفاق الدورتين السابقتين، بسبب المعارض الدولية المقامة في المدن المستضيفة، للدورتين، وأدخل الإخفاق الرعب في قلوب أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية، فقرروا تنظيم دورة استثنائية، في "أثينا"، الموطن الأصلي للدورات؛ لأن اليونانيين لديهم شغف شديد للدورات الأولمبية؛ لأنها تراثهم العريق؛ ولبث الروح للدورات الأولمبية من جديد. وكانت أثينا عند حسن الظن، وحققت الدورة نجاحاً باهراً، أعاد الحياة من جديد للدورات الأولمبية.

[ALIGN=CENTER]

* 5. الدورة الرابعة.. "دورة لندن 1908م"   *

[/ALIGN]
[ALIGN=CENTER][/ALIGN]
أُقيمت في مدينة "لندن البريطانية" بعد أن كان مقرراً لإقامتها، مدينة "روما" الإيطالية، التي اعتذرت عن استضافتها؛ بسبب ثورة بركان "فيزوف". واستمرت الدورة من 13 يوليه إلى 29 أكتوبر 1908م.
[ALIGN=CENTER]أبرز أحداث الدورة ما يلي: [/ALIGN]أ - عدم تنكيس العلم الأمريكي، أثناء مرور البعثة الأمريكية، أمام مقصورة الملك "إدوارد السابع"، ملك بريطانيا واحتجاج بريطانيا على ذلك.

ب - استبعاد المجر وبوهيميا من الدورة لاشتراكهما في حرب البلقان.

ج- التحيز الواضح للحكام الإنجليز، لمواطنيهم، وكان غالبية حكام الدورة إنجليز.

د - إحراز العداء الجنوب أفريقي "ريجي ووكر"، لأول ميدالية أفريقية في سباق 100م عدو.

و - السماح للعداء الأمريكي "فورست سميث"، الفائز بذهبية السباق 110م حواجز.على حمل الإنجيل أثناء السباق، بعد إصراره على ذلك.

هـ - يعتبر العداء الإيطالي "دوران بيتري"، الذي لم يحصل على ميدالية في سباق الماراثون؛ بسبب الإجهاد ودخوله الإستاد بعكس الاتجاه المحدد؛ بطل الدورة، وأشهر خاسر أولمبي، ونال كأساً من الفضة الخالصة، من ملكة إنجلترا إعجاباً بكفاحه وتعويضا له.

ر - استحوذت بريطانيا على معظم الميداليات، وتصدرت الترتيب لأول مرة.

ز - جنوب أفريقيا أول دولة أفريقية تشارك في الدورات الأولمبية الحديثة.

[ALIGN=CENTER]

*     الدورة الخامسة.. "دورة استوكهولم 1912م"    *

[/ALIGN]
[ALIGN=CENTER][/ALIGN]

حمل هذه الدورة أيضاً اسم "دورة الأولمبياد الملكي"؛ لاشتراك الملوك في تقديم الجوائز والهدايا الخاصة للأبطال، وحضرها كل من ملك السويد، وملك إيطاليا، وملك اليونان، وقيصر روسيا، وإمبراطور ألمانيا، وإمبراطور النمسا، وولي عهد السويد. وتعتبر هذه الدورة أنجح دورة، بفضل جهود "سجفريد ادستروم"، الذي أصبح الرئيس الرابع للجنة الأولمبية الدولية (1946ـ1952م)، وأُقيمت هذه الدورة في مدينة "استوكهولم" السويدية، في الفترة من 5 مايو إلى 22 يوليه 1912م
[ALIGN=CENTER]أبرز أحداث الدورة ما يلي: [/ALIGN]أ - تطبيق مبدأ الهواية.

ب - إلغاء الملاكمة من البرنامج الأولمبي، لوجود قانون سويدي يمنع الملاكمة.

ج - دخول مسابقة "الخماسي الحديث"، (سباحة 300 م، عدو 4 كيلو متر، مبارزة، فروسية 15 مانع، رماية على هدف متحرك 4×5).

د - لاعب السلاح المصري أحمد حسنين، أول لاعب عربي يشترك في الدورات الأولمبية.

و - دخول مسابقة كرة القدم للفرق لأول مرة، وفوز فريق بريطانيا على فريق الدانمارك 4/2.

ر - استخدام آلات التصوير لأول مرة، لتحديد الفائزين في سباق العدو بكل دقة، واستخدام مكبرات الصوت، لإعلان النتائج، واستخدام الحارات المخصصة لكل لاعب.

[ALIGN=CENTER]

*    الدورة السادسة.. "دورة برلين 1916م"     *

[/ALIGN]
كان مقرراً لها مدينة "برلين" الألمانية، ولكنها ألغيت؛ بسبب الحرب العالمية الأولى. ولكنها سجلت أولمبياً، حسب التسجيل الأولمبي، واحتلت الترتيب السادس في تاريخ الدورات الأولمبية.

[ALIGN=CENTER]

*    الدورة السابعة.. "دورة انفرس 1920م"  *

[/ALIGN]
[ALIGN=CENTER][/ALIGN]
نظمتها مدينة "أنفرس" البلجيكية، في الفترة من 12 أبريل إلى 12 سبتمبر 1920م، لمدة 153 يومأ . ولعب الكونت "هنري لاتور"، الشخصية الرياضية البارزة دوراً كبيرا في إنجاح هذه الدورة.
[ALIGN=CENTER]أبرز أحداث الدورة ما يلي: [/ALIGN]1- عدم دعوة الدول التي انهزمت في الحرب للاشتراك في هذه الدورة.

2 - أدخل القسم الأولمبي لأول مرة في هذه الدورة، ويلقيه أحد أبطال الدولة المنظمة، ويكون أحد الأبطال الأفذاذ نيابة عن اللاعبين، وأول مَن قام بإلقاء القسم الأولمبي، البطل البلجيكي الفذ "فيكتور بوان".

3 - أول ظهور للعلم الأولمبي.

4 - اشتراك مصر في مسابقة رفع الأثقال، ومسابقة العدو 200م، بالإضافة إلى مشاركة أحمد حسنين باشا في الشيش.

5 - أحرز اللاعب الإيطالي "نيدو نادي"، خمس ميداليات ذهبية، وأحرز شقيقه "الدو" أربع ميداليات ثلاث ذهبيات وفضية.

[ALIGN=CENTER]

*    لدورة الثامنة.. "دورة باريس 1924م"   *

[/ALIGN]
[ALIGN=CENTER][/ALIGN]
أقيمت في مدينة "باريس" الفرنسية، لمدة 84 يوماً، وتعتبر آخر دورة طويلة، بعد أن حددت اللجنة الأولمبية الدولية، مدة الدورة بأسبوعين. وهذه ثاني دورة رسمية أولمبية تستضيفها مدينة "باريس"، بعد الدورة الثانية عام 1900م. (انظر الصورة الرقم 51).
أبرز أحداث الدورة ما يلي: 1-
1- التوتر الشديد بين الدول بسبب الحرب العالمية الأولى وعدم دعوة الألمان للمشاركة فيها.

2- مشاركة مصر لأول مرة في مسابقة الفنون التشكيلية، ومثلها الفنان إبراهيم عناية الله، وشارك أيضاً الرباع المصري حامد سامي، والمصارع المصري إبراهيم مصطفى، وحصلا على مراكز
متقدمة.

3- مشاركة مصر لأول مرة في مسابقة الفنون التشكيلية، ومثلها الفنان إبراهيم عناية الله، وشارك أيضاً الرباع المصري حامد سامي، والمصارع المصري إبراهيم مصطفى، وحصلا على مراكز متقدمة.

4 - استقالة "كوبرتان" لاعتماد مسابقة الفرق التي تحمل اسم دولها.

[ALIGN=CENTER]

*   الدورة التاسعة.. "دورة امستردام عام 1928م"    *

[/ALIGN]
[ALIGN=CENTER][/ALIGN]
أقيمت في مدينة "امستردام" الهولندية في الفترة من 4 مايو إلى 27 يوليه 1928م، وافتتح الدورة ملك هولندا آنذاك "تونسور" . (انظر الصورة رقم 52).
أبرز أحداث الدورة ما يلي:
1 - دخول العرب في قائمة الميداليات لأول مرة.

2 - مشاركة المرأة في الألعاب الأولمبية بأعداد كبيرة وصل إلى 290 مشاركة.

3 - ظهور الشعلة الأولمبية لأول مرة.

4 - بداية تبني الشركات والمؤسسات للرياضيين بالدورة، وبيع حق التصوير.

5 - خلدت فنلندا بطلها العداء "بافونورمي" الفائز بتسع ميداليات ذهبية وثلاثة فضية، خلال ثلاث دورات بإقامة تمثال له عند مدخل استاد "هلسنكي".

[ALIGN=CENTER]

* الدورة العاشرة.. "دورة لوس أنجلوس.. عام 1932م"   *

[/ALIGN]
[ALIGN=CENTER][/ALIGN]

أقيمت في مدينة "لوس أنجلوس" الأمريكية، في الفترة من 30 يوليه إلى 14 أغسطس 1932م.
أبرز أحداث الدورة ما يلي:
1- إقامة قرية أولمبية لأول مرة تجمع الرياضيين.

2 - بناء استاد "الكوليزيوم" الذي يتسع لنحو 105 ألف متفرج.

3- أول دورة أولمبية لم يفتتحها رئيس الدولة.

4 - منع العداء الأسطوري الفنلندي "بافونورمي" من المشاركة في الدورة لأنه تلقى أجراً في سباق ألماني.

5 - فوز السباحات الأمريكيات في جميع مسابقات السباحة ما عدا سباق واحد فازت به السباحة الأسترالية "دينس".

6- دخول مسابقات جديدة مثل المشي 5 كيلومترات، والحركات الأرضية في الجمباز.

[ALIGN=CENTER]

* الدورة الحادية عشرة "دورة برلين عام 1936م"   *

[/ALIGN]
[ALIGN=CENTER][/ALIGN]
استضافتها مدينة "برلين" الألمانية، وحاول الزعيم الألماني "هتلر"، استغلال الدورة لبث أفكاره النازية، فحرص على حضورها، وحرص أيضاً على أن تكون ألمانيا في صدارة ترتيب الدول في قائمة الميداليات، فأنفق على الدورة ببذخ شديد. ولكن رئيس اللجنة الأولمبية الدولية "الكونت هنري دي باييه لاتور"، كان له بالمرصاد، فبعث إليه برسالة شديدة اللهجة قال فيها: "أرجو أن يكون واضحاً، إنه بالنسبة للألعاب الأولمبية، فإنك ضيف عليها، وستقوم اللجنة الأولمبية الدولية من جانبها باتخاذ ما يلزم، للتأكد من عدم استخدام الألعاب الأولمبية بأي صورة من صور الدعاية السياسية. وبالإضافة إلى ذلك أرجو أن يكون واضحا، بأنه سوف يكون لكم الحق، في إلقاء جملة واحدة فقط، في حفل الافتتاح". وأعلن الزعيم النازي "هتلر" موافقته على ما جاء في الرسالة. ولكن أطلق العنان لوزير دعايته "جوبلز" لينشر الأفكار النازية. (انظر الصورة الرقم 54).
أبرز أحداث الدورة ما يلي:

1 - الإنذار الموجه من رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، إلى الزعيم النازي بأن الدورة ملك اللجنة الأولمبية الدولية، وأن قوانين التفرقة العنصرية منافية لروح الدستور الأولمبي.

2 - مصافحة الزعيم النازي للبطل المصري الأسطوري "خضر التوني"، الفائز بمسابقة الوزن المتوسط في لعبة رفع الأثقال وقال له: "أتمنى لو كنت ألمانياً".

3 - رفض الزعيم النازي "هتلر"، مصافحة البطل الأسطوري الأمريكي "جيسي أوينز" الذي حقق ستة أرقام قياسية أولمبية في ساعة واحدة، ومغادرته المقصورة، عندما فاز الأمريكي الأسود "جونسون" بمسابقة الوثب العالي.

4 - البذخ الشديد في الدورة، ومنشآتها لإظهار عظمة ألمانيا وقوتها. وتصوير أول فيلم تلفزيوني لدورة أولمبية.
5 - دخول كرة السلة البرامج الأولمبية.

6 - لأول مرة تنطلق الشعلة الأولمبية، من أولمبيا إلى المدينة المنظمة للدورة الأولمبية، وأصبح تقليدا بعد ذلك، ومن مراسم حفل الافتتاح في الدورات الأولمبية، ويعود الفضل في ذلك للدكتور "كارل ديم" منظم الدورة.

[ALIGN=CENTER]

* الدورة الثانية عشرة عام 1940م.   *

[/ALIGN]
كان مقرراً لها عام 1940م، ولكن قيام الحرب العالمية الثانية، أدت إلى إلغائها، بعدما تقرر إقامتها في مدينة "طوكيو" اليابانية، ثم إلى مدينة "هلسنكي" الفنلندية.

[ALIGN=CENTER]

* الدورة الثالثة عشرة عام 1944م. .   *

[/ALIGN]
لم تقم بسبب الحرب العالمية الثانية، وكان مقرراً لإقامتها عام 1944م، في مدينة لندن" البريطانية.

[ALIGN=CENTER]

*لدورة الرابعة عشرة "دورة لندن 1948م".    *

[/ALIGN]
[ALIGN=CENTER][/ALIGN]
الدورة الأولمبية الثانية، التي حظيت مدينة "لندن" البريطانية باستضافتها، في الفترة من 30يوليو إلى 14أغسطس 1948م، وأقيمت هذه الدورة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وحرصت بريطانيا على الظهور بمظهر لائق بعد الدمار الذي لحق بها خلال الحرب العالمية الثانية، إلا أن تأثير الحرب كان واضحاً، فاختفى معظم الرجال، وحققت النساء أكثر البطولات في تلك الدورة.
أبرز أحداث الدورة ما يلي:
1 - الظروف الاقتصادية الصعبة التي عاشتها بريطانيا، أدت إلى منع البريطانيين من زيارة أماكن إقامة اللاعبين، حتى لا تقع أعينهم على المواد التموينية المحرومين منها.

2 - لم توجه الدعوة إلى كل من ألمانيا، والاتحاد السوفيتي واليابان.
3 - لأول مرة تبث الدورة تلفزيونيا.

4 - وجود بعثة لبنانية لأول مرة.

5 - تفوق رباعي مصر في مسابقة رفع الأثقال (وزن خفيف)، وأحرز إبراهيم شمس الميدالية الذهبية، وعطية محمد الميدالية الفضية.

6 - نجمة الدورة العداءة الهولندية الطائرة التي أحرزت أربع ميداليات ذهبية.

[ALIGN=CENTER]

* االخامسة عشرة "دورة هلسنكي.. 1952م"  *

[/ALIGN]
[ALIGN=CENTER][/ALIGN]
أول دورة أولمبية، تنظمها مدينة تابعة للدول الاسكندنافية. أقيمت في مدينة "هلسنكي" الفنلندية ـ أصغر مدينة نظمت الدورة ـ في الفترة من أول أغسطس إلى 16 أغسطس عام 1952م.
أبرز أحداث الدورة ما يلي:
1 - من أفضل الدورات الأولمبية وشارك فيها الشعب الفنلندي وتميزت بالبساطة.

2- استغل أنصار السلام الدورة للدعاية لحركة السلام، ونزول امرأة إلى أرض الملعب متوشحة بجناحي حمامة بيضاء.

3- اشتراك ألمانيا الغربية والشرقية بفريق موحد، تحت اسم ألمانيا.

4- دخول لبنان لأول مرة في قائمة الميداليات، وأحرز البطل "زكريا شهاب"، الميدالية الفضية في المصارعة (وزن الديك)، والبطل "خليل طه" أحرز الميدالية البرونزية في المصارعة (وزن خفيف).

5 - أحرز البطل المصري "عبد العال راشد" الميدالية البرونزية في المصارعة (وزن خفيف الوسط).

6 - أحرزت رامية القرص، البطلة الأولمبية الروسية "نينا بوتاماريتا"، الميدالية الذهبية، وأصبحت أول سيدة روسية تحرز ميدالية ذهبية.

[ALIGN=CENTER]

* االسادسة عشرة "دورة ملبورن.. 1956م"   *

[/ALIGN]
[ALIGN=CENTER][/ALIGN]
أول دورة أولمبية، تقام إحدى مسابقاتها في دولة أخرى. نظمتها مدينة "ملبورن" الأسترالية، في الفترة من 29 يولية إلى 14 أغسطس 1956م. ولكنها لم تستطع استضافة مسابقة الفروسية على أراضيها، بسبب قوانين الحجر الزراعي. وتم إقامتها (مسابقة الفروسية) في مدينة "استوكهولم" السويدية في الفترة من 10 يونيه إلى 17 يونية عام 1956م.
أبرز أحداث الدورة ما يلي:
1 - عدم اشتراك مصر في المسابقات التي أقيمت في "ملبورن"؛ نتيجة الخلاف بين أستراليا ومصر، بسبب تأميم قناة السويس، ولكن مصر اشتركت في مسابقة الفروسية التي أقيمت في مدينة "استوكهولم" السويدية.

2 - انسحاب فرق كل من أسبانيا، وسويسرا، وهولندا احتجاجا على غزو السوفيت للمجر.

3 - بعث الصبي الصيني "جون ايان وينج" برسالة لرئيس اللجنة المنظمة "ويلفرد كنت هيوز" يقترح فيها سير جميع الرياضيين في حفل الختام سوياً وبشكل جماعي، وأخذ المنظمون الفكرة وطبقوها على الفور لأنهم كانوا أحوج إليها في ذلك الوقت لوجود توتر شديد نتيجة غزو السوفيت للمجر، واندلاع أزمة السويس، في الوقت الذي كانت في الحرب الباردة في أوجها، وسار الرياضيون في طابور جماعي، وأطلق عليها أولمبياد الصداقة، وتم تكريمه في دورة سيدني بعد 44عاماً.

4 - أحرز كل من الأمريكي "هارولد كونوللي وزوجته "أولفا فيكتوريا كونوللي"، ميدالية ذهبية في الدورة أحرزها الزوج في (المطرقة)، والزوجة في (رمي القرص).
وأطلق على الدورة اسم "دورة الصداقة".

[ALIGN=CENTER]

*  االسبعة عشرة ""دورة روما 1960م"."  *

[/ALIGN]
[ALIGN=CENTER][/ALIGN]
نظمتها مدينة "روما" الإيطالية، في الفترة من 19 يولية إلى 3 أغسطس 1960م، وهي المرة الثانية التي يعهد فيها لمدينة "روما"، بتنظيم الدورة وكانت المرة الأولى عام 1908م، والتي اعتذرت عنها بسبب البركان.
ومن أبرز أحداثها ما يلي:
1 - اختيار المهندس "أحمد الدمرداش توني" عضواً في اللجنة الأولمبية الدولية، وأصبح لمصر عضوان في اللجنة الأولمبية الدولية، وهذا تكريم لمصر.

2 - انضمام السودان وتونس إلى اللجنة الأولمبية الدولية.

3 - تميزت هذه الدورة بالمستوى الفني الرائع، والمنشآت الرياضية الراقية.

4 - بداية التمويل التلفزيوني للحركة الأولمبية.

5 - أحرز البطل الأسطوري "محمد علي كلاي" الميدالية الذهبية في الملاكمة (وزن 81كجم)، وعند عودته لأمريكا ألقاها في نهر أهايو استياء من العنصرية. وتم تعويضه بميدالية ذهبية بدلاً منها في دورة أتلانتا.

6 - أحرز البطل المصري "عبد المنعم الجندي"، الميدالية البرونزية في الملاكمة(وزن 51 كجم).

7 - وفاة أحد المتسابقين في سباق الدراجات لتعاطيه عقاقير منشطة.

[ALIGN=CENTER]

*  االثامنة عشرة "طوكيو 1964م"  *

[/ALIGN]
[ALIGN=CENTER][/ALIGN]
أول دورة أولمبية، تنظمها مدينة آسيوية بعد مرور 68 عاما، على بداية الدورات الأولمبية الحديثة. إذ استضافتها مدينة "طوكيو" اليابانية.
أبرز أحداث الدورة ما يلي:
1 - اشتراك ألمانيا بفريق موحد، أم الكوريتان كان لكل منهما فريق مستقل.

2 - حفل افتتاح مبهر.

3 - أحرز البطل العالمي "فريزر" الميدالية الذهبية في الملاكمة (وزن الثقيل).

4 - مساعدة الرياح للعداء الأمريكي "بوب هايز"، في سباق 100م عدو، وحقق رقم أولمبي جديد (9.9ثواني)، ولكن الرقم لم يسجل بسبب مساعدة الرياح.

5 - أحرز البطل التونسي "محمد القمودي"، الميدالية الفضية لسباق 10 آلاف متر، وأحرز اللاعب "الحبيب حالقية" برونزية الملاكمة.

[ALIGN=CENTER]

* الدورة التاسعة عشرة "دورة مكسيكو.. 1968م" *

[/ALIGN]
[ALIGN=CENTER][/ALIGN]
نظمتها مدينة "مكسيكو سيتي" المكسيكية أول دورة أولمبية تقام في أمريكا اللاتينية، وترتفع مدينة "مكسيكو سيتي" عن سطح البحر بنحو سبعة آلاف قدم، واستطاع منظمو الدورة الأولمبية، التغلب على مشكلة نقص الأوكسجين، وكما يقال إن الحاجة أم الاختراع، فقد أدت جهود القائمين على تنظيم اللجنة الأولمبية، للتغلب على المشكلة إلى ظهور علم وظائف الأعضاء الرياضية، كمبحث هام من علوم الرياضة، وقبل بداية الدورة، سحبت اللجنة الأولمبية الدولية، اعترافها باللجنة الأولمبية الوطنية لجنوب أفريقيا، لتطبيقها سياسة التفرقة العنصرية، وتم كذلك طرد لاعَبين أمريكيين لاحتجاجهما على التفرقة العنصرية التي تمارسها دولتهم، وهم فوق منصة التتويج.
أبرز أحداث الدورة ما يلي:
1 - ظهور المسطحات الاصطناعية لأول مرة.

2 - شهدت الدورة إقامة أكبر مهرجان أولمبي ثقافي في عشرين مجالاً من مجالات الثقافة، موازٍ للدورة.

3 - قدم اللاعب الأمريكي "ريتشارد فوسبري" أول وثبة ظهرية في مسابقة الوثب العالي.

[ALIGN=CENTER]

* الدورة العشرون "دورة ميونيخ عام 1972م"  *

[/ALIGN]
[ALIGN=CENTER][/ALIGN]
نظمتها مدينة "ميونخ" التابعة لألمانيا الغربية، للمرة الأولى بعد تقسيم ألمانيا، خلال الفترة من: 26أغسطس إلى 11سبتمبر 1972م. وأطلق علها "دورة الرعب"، وفرضت القضية الفلسطينية نفسها على الدورة. وكانت المنشآت الرياضية تمثل قمة التكنولوجيا في المعمار والبناء. وكانت القرية الأولمبية مصممة بحيث لا تمر السيارات داخلها، ولكن أسفل القرية في أنفاق.
أبرز أحداث الدورة ما يلي:
1 - اقتحام بعض الفدائيين الفلسطينيين من أعضاء منظمة "أيلول الأسود"، مقر البعثة الإسرائيلية، واحتجزوا عدداً من أفراد الفريق الأولمبي الصهيوني، وانتهت العملية باستشهاد بعض الفدائيين، ومقتل عدد من الفريق الصهيوني.

2 - توسط عضو اللجنة الأولمبية الدولية المصري أحمد الدمرداش توني، لحل الأزمة.

3- عدم اشتراك روديسيا في الدورة لتطبيقها التفرقة العنصرية.

4 - تسفير السباح الأمريكي اليهودي سراً من ميونخ إلى بلاده.

5 - توقف الدورة يوماً كاملاً، وانسحاب مصر وبعض الدول العربية.

6 - أحرز البطل العداء التونسي محمد القمودي، الميدالية الفضية في سباق (5آلاف متر)، وأحرز البطل اللبناني الرباع "محمد خصر طرابلسي"، الميدالية الفضية في رفع الأثقال.

7 - أدت التصويبة التي دخلت التاريخ الأولمبي للاعب الروسي "الكسندر بيلوف"، إلى فوز الاتحاد السوفيتي على أمريكا (51/50)، وهذه المرة الأولى التي تفقد فيها أمريكا اللقب منذ دخول اللعبة إلى الدورات الأولمبية عام 1936م.

[ALIGN=CENTER]

*الدورة الحادية والعشرون "دورة مونتريال 1976م"  *

[/ALIGN]
[ALIGN=CENTER][/ALIGN]
استضافتها مدينة "مونتريال" عاصمة إقليم "كويبك"، واللغة الفرنسية هي لغة الإقليم. وقام عمدة مونتريال "المسيو جان درابوا، ببناء قصر الفنون.
أبرز أحداث الدورة ما يلي:
1 - مقاطعة 32 دولة أفريقية وعربية للدورة؛ لاشتراك نيوزيلاندا في الدورة؛ لأن نيوزيلاندا اشتركت في دورة الرجبي في جنوب أفريقيا، التي تمارس التفرقة العنصرية.

2 - منعت الحكومة الكندية الوفد التايواني من استخدام علم الصين.

3 - تقلص عدد الدول المشاركة في الدورة إلى 88دولة، بدلاً من 122دولة.

4 - حقق الرباع الروسي "فاسيلي الكسييف". الفائز بالميدالية الذهبية للمرة الثانية على التوالي.

5 - بزوغ نجم بطلة الجمباز الرومانية "نادية كوماتشي".التي حازت على الدرجات الكاملة في ثلاث بطولات في الجمباز الأولمبي، وأحرزت خمس ميداليات ذهبية.

6 - إحراز الملاكمين الأمريكيين لخمس ميداليات ذهبية، وتفوق سباحات ألمانيا في 11 مسابقة.

[ALIGN=CENTER]

* الدورة الثانية والعشرون "دورة موسكو.. 1980م"   *

[/ALIGN]
[ALIGN=CENTER][/ALIGN]
استضافتها مدينة "موسكو" العاصمة السوفيتية، أرادت موسكو أن تكون دورتها من أفضل الدورات، وحطمت مقاطعة أمريكا، احتجاجاً على غزو السوفيت لأفغانستان، الآمال العريضة، واقترحت "مارجريت تاتشر" رئيسة وزراء بريطانيا نقل الدورة إلى بريطانيا، ورشَّحَتْ مدناً بريطانية لاستضافتها، أما رئيس وزراء كندا "جو كلارك" قال: "إنه مهتم جداً بالدورة، ويرى إمكانية تنظيمها في مدينة مونتريال التي احتضنتْ الدورة السابقة، وحاول الحزب الشيوعي إشعار عامة الناس إن المقاطعة هي نظرية كارتر في رفض طريقة حياتنا. أما مصر فقاطعت الدورة ودعت الدول العربية لمقاطعتها.
أبرز أحداث الدورة ما يلي:
1 - مقاطعة أغلب الدول لهذه الدورة، بسبب غزو السوفيت لأفغانستان، وكانت الولايات المتحدة الأمريكية، هي الداعية إلى ذلك، وتميزت الدورة بالبراعة في التنظيم، والعرض الجميل، حيث تم استغلال تميمة الدورة "الدب ميشا"، في تنويعات إعلامية، كما شاهد الملايين عبر شاشات التلفزيون، رائدا الفضاء السوفيتيين "ليوتيد، وفاليري، وهما يوجهان رسالة سلام، إلى العالم بمناسبة الافتتاح.

2 - رفض الرئيس الحالي للجنة الأولمبية الدولية "جاك روغ"، قرار بلده بمقاطعة الدورة، وكان آنذاك رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية البلجيكية، وصار في العرض خلف علم اللجنة الأولمبية الوطنية، وكذلك الكويت، وبريطانيا.

3 - حصاد العرب في الدورة ميدالية برونزية، أحرزها البطل اللبناني "حسن بشارة"، في المصارعة الحرة (100كيلو جرام).

4 - آخر دورة تشهد مسابقة الخماسي للسيدات في ألعاب القوى.

[ALIGN=CENTER]

*الدورة الثالثة والعشرون "دورة لوس أنجلوس.. عام 1984م *

[/ALIGN]
[ALIGN=CENTER][/ALIGN]
نظمتها مدينة "لوس أنجلوس" الأمريكية، وهي المرة الثالثة التي تنظم فيها الولايات المتحدة دورة أولمبية، والثانية التي تستضيفها "لوس أنجلوس". أول تمول من الإعلانات التجارية ورعاية المؤسسات بعد رفض الأهالي تمويل الدورة. أرادتها أمريكا صوتاً لا يُعلى عليه ولكن المقاطعة السوفيتية للدورة صدمت الكثيرين، وشارك السوفيت في قرار المقاطعة خمس عشرة دولة، والدولة العربية الوحيدة كانت اليمن الشمالية. وأبدى الرئيس الأمريكي "ريجان" وغيره من المسؤولين الأمريكيين دهشتهم للقرار السوفيتي. وحققت أرباحاً كبيرة بلغت 250مليون دولار أمريكي.
أبرز أحداث الدورة ما يلي:
1 - قام بإيقاد الشعلة الأولمبية البطل "رافر جونسون"، وساهمت "جينا هامفيل"، حفيدة العداء الأمريكي الشهير "جيسي أوينز" في حمل الشعلة، بطل العشاري، وألقى قَسَم الدورة العدّاء "إدوين موزيز"، بطل (400م حواجز).

2 - هبوط رجل من السماء بدون مظلة، وقد علَّق على ظهره آله نفاثة.
3 - البطل المغربي "سعيد عويطة" يحرز ذهبية (5 آلاف متر).

4 - البطل المصري "محمد رشوان" يحرز فضية الوزن الحر في الجودو. ونال الإعجاب؛ لعدم استغلال إصابة الخصم.

5 - نجم الدورة "كارل لويس"، والذي أحرز أربع ميداليات ذهبية (100م، 200م، 4×100م تتابع، والوثب الطويل) (انظر الصورة الرقم 68).

6 - أول دورة أولمبية يحضرها رئيس أمريكي "رونالد ريجان".

7 - سيطرة المصالح التجارية على الدورة، وقالت أحدي الصحف الألمانية إن عيد الرياضة العالمي صار تحت ظل العلم الأمريكي، وأشارت الصحف المصرية إلى أن البطل الحقيقي للألعاب الأولمبية هو الفزع، والخوف، وموت الأفكار الأولمبية.

[ALIGN=CENTER]

*الدورة الرابعة والعشرون "دورة سيؤول.. عام 1988م" *

[/ALIGN]
[ALIGN=CENTER][/ALIGN]
نظمتها مدينة "سيؤول" الكورية الجنوبية، في الفترة من (19يولية ـ 3أغسطس). وبدأت سيؤول الاستعداد للدورة مبكراً، بعد أن وقع عليها الاختيار يوم: 30/09/1981م، وسعت إلى إضفاء وجه جديد مشرق على العاصمة، وبلغت ميزانية الدورة رقماً قياسياً بلغ نحو 3.7مليار دولار. واشترت شبكات التلفزيون الأمريكي حقوق البث التلفزيوني على الهواء ، وقدر عدد المشاهدين بنحو مليار نسمة. وتم بيع شقق القرية الأولمبية فأدت إلى تخفيف أزمة الإسكان التي كانت تعاني منها سيؤول، وعادت عليها بمائة مليون دولار.
أبرز أحداث الدورة ما يلي:
1 - منح وسام الروح الرياضية للسباح الأمريكي بطل الغطس "جريج لوجانس"؛ واستمر في أداء عروضه رغم إصابته بشج في رأسه؛ لارتطام رأسه بالمنصة أثناء القفز، وحصل على ميداليتين ذهبيتين في الغطس.

2 - اشتراك النساء في مسابقات اليخوت لأول مرة، بعد أن كانت قاصرة على الرجال.

3 - العداء الكندي "بينجامين جونسون"، صاحب أشهر حادثة تعاطي منشطات، سحبت منه الميدالية الذهبية، ومنحت للأمريكي كارل لويس، واستبعد من القرية الأولمبية.

[ALIGN=CENTER]

* الدورة الخامسة والعشرون "برشلونة 1992م"  *

[/ALIGN]
[ALIGN=CENTER][/ALIGN]
نظمتها مدينة "برشلونة" الأسبانية، تعتبر هذه الدورة أضخم الألعاب الأولمبية، لضخامة عدد المشاركين فيها، واختتمت باحتفال رائع حضره الملك خوان كارلوس وزوجته الملكة صوفيا، وعدد من رؤساء الدول.
أبرز أحداث الدورة ما يلي:
1 - الإبهار الكبير في حفلتي الافتتاح والاختتام، وتجلَّى فيهما الفن الأسباني الرفيع.

2- اشتراك دول الاتحاد السوفيتي بشكل مستقل.. اشتراك جنوب أفريقيا رسمياً بعد المقاطعة.

3 - إقامة أعلى برج للاتصالات في العالم، ويبلغ ارتفاعه 268م، وصمم على هيئة رياضي منحني لاستلام الميدالية.. التصفيق الحاد لبعثتي أسبانيا والبوسنة والهرسك من جمهور المتفرجين.

4 - دخول البادمنتون "الريشة الطائرة"، رسمياً في البرنامج الأولمبي.

5 - خطف فريق الحلم الأمريكي لكرة السلة الأضواء،

6 - مشاركة عدد من المحترفين في الدورة مثل بوريس بيكر، وشتيفي جراف في التنس.

7 - إحراز الصيني "فو" ذهبية الغطس ولم يتعد الثالثة عشر، وأحرزت البطلة المغربية "حسيبة بولمرقة"، الميدالية الذهبية في سباق (1500م)عدو، وأحرز البطل المغربي "خالد سكاح" الميدالية الذهبية في سباق 10آلاف متر، وأحرز البطل الأندونيسي "إلان بودي كوسوما"، أول ميدالية ذهبية في البادمنتون.

[ALIGN=CENTER]

* الدورة السادسة والعشرون "اتلانتا 1996م" *

[/ALIGN]
[ALIGN=CENTER][/ALIGN]
إقيمت "دورة القرن العشرين"، في مدينة "اتلانتا" الأمريكية، وتعتبر أكبر حدث رياضي في القرن العشرين، والتي يواكب موعدها مناسبة احتفال العالم بمرور مائة عام، على انطلاق الدورات الأولمبية الحديثة التي انطلقت عام 1896م، من مهدها القديم في اليونان، وشكر رئيس اللجنة الأولمبية "سامارانش"، اتلانتا على جهودها ولكنه لم يصفها بأنها "أفضل دورة"، كما كانت المدينة تقول قبل الدورة، بسبب المشاكل التي حدثت في النقل والتكنولوجيا، وانفجار متنزه بوسط المدينة، واكتفى بوصفها بأنها "دورة خاصة".
أبرز أحداث الدورة ما يلي:
1 - شهدت الدورة ميلاد أربع لعبات جديدة هي: كرة القدم النسائية، وكرة الطائرة للشواطئ، والكرة الناعمة Softball، ومسابقة دراجات تسلَّق الجبال.

2 - تشارك في الدورة 28 دولة لأول مرة، منها 16 دولة من دول الاتحاد السوفيتي السابق. ووصل عدد الدول المشاركة 197دولة، تتنافس في 271مسابقة، 27لعبة.

3 - "إيزي" Izzy تميمة الدورة، قدم الآلاف من الأطفال من شتى أنحاء العالم تقديم اقتراحاتهم بشأن الاسم، وتم اختيار الاسم بواسطة 32 طفلاً من أتلانتا.

4 - أحرزت البطلة السورية غادة الشعاع الميدالية الذهبية في مسابقة الخماسي .

5 - للمرة الأولى منذ قيام الثورة الإسلامية في إيران عام 1979م، تسمح إيران بمشاركة امرأة واحدة هي "ليدا فريمان" في مسابقة الرماية.

6 - أوقد الشعلة الأولمبية بطل القرن الملاكم محمد علي كلاي .

[ALIGN=CENTER]

* الدورة السابعة والعشرون "سيدني 2000"   *

[/ALIGN]
[ALIGN=CENTER][/ALIGN]
سميت بدورة الألفية الجديدة، وانطلقت من مدينة سيدني الأسترالية رسمياً يوم 15سبتمبر 2000م، وكان مهرجان الافتتاح رائع بكل المقاييس، وكانت سيدني قد استعدت له منذ سبع سنوات، عندما نالت شرف تنظيم الدورة يوم 23سبتمبر 1993م. ووصفها الماركيز الأسباني "سامارانش" رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، بأنها "أعظم دورة في التاريخ".
[ALIGN=CENTER][/ALIGN]

أبرز أحداث الدورة ما يلي:
1 - شهدت الدورة أول ظهور للمملكة العربية السعودية في تاريخ مشاركتها في الدورات الأولمبية على قائمة الميداليات، حيث أحرز العداء هادي صوعان الميدالية الفضية في 400 حواجز، والفارس خالد العيد الميدالية البرونزية في الفروسية.

2 - شهدت الدورة أول مشاركة للمرأة الخليجية في المسابقات الأولمبية.

3 - توجت العداءة الشهيرة الأمريكية "ماريون جونز" نجمة الدورة، التي أحرزت خمس ميداليات "ثلاث ميداليات ذهبية، وميداليتين من البرونز"، ونقش الكوبي "فيلكس سافون" اسمه بأحرف من ذهب عندما أحرز اللقب للمرة الثالثة على التوالي في (الملاكمة ـ وزن الثقيل)، وبات السباح الهولندي "هوجينباند" أول سباح في التاريخ ينزل حاجز الـ 48 ثانية في سباق 100م حرة، وحطم البريطاني ستيف ريدجرايف الرقم القياسي في عدد الألقاب المتتالية للمرة الخامسة.

4 - أحرزت العداءة الجزائرية "نورية مداح" (نجمة العرب) الميدالية الذهبية الوحيدة في الدورة التي حصدها العرب من بين (303) ميدالية ذهبية وزعت.

5 - كان عدد الميداليات في دورة سيدني 956 ميدالية، (303 ذهبية، 302فضية، 352 برونزية)، ونلاحظ أن الميداليات الذهبية تزيد عن الميداليات الفضية بميدالية واحدة؛ لأن السباحَين الأمريكيَين "غاري هول جونيور" و"انطوني ابرفين" سجلا نفس الرقم في سباق 50 متر حرة.

6 - عدد الدول المشاركة 199دولة، حفرت منها ثمانون دولة أسماؤها في لائحة الميداليات، منها خمس دول عربية، وحفرت السعودية اسمها لأول مرة في تاريخ مشاركتها.

[ALIGN=CENTER]

* الدورة الثامنة والعشرون "أثينا 2004م"  *

[/ALIGN]
بدأت فعالياتها في مدينة أثنيا اليونانية، بعدما تعهد رئيس وزراء اليونان "كرستاس سيميتس" بمسؤوليته الشخصية لإنجاح الدورة، ويسبب تنظيم الدورة متاعب جمة للحكومة اليونانية، ويواجه رئيس الوزراء ضغوطاً مكثفة من أجل الوفاء بتعهده، وقال جاك روغ" رئيس اللجنة المنسقة التابعة للجنة الأولمبية والرئيس الحالي للجنة الأولمبية الدولية: "إن الألعاب ستقام في أثينا بالتأكيد، ولكن نجاحها سيعتمد على الفراغ من المرافق الرياضية وجاهزيتها لإجراء اختبارات رياضية عليها قبل شهور من انطلاق الدورة". وأعلنت اللجنة الأولمبية اليونانية المنظمة للدورة القادمة، إنها استأجرت فندقاً عائماً يحمل الجنسية اليونانية لاستضافة زائري الدورة، وهو الأول من ضمن سلسلة من الفنادق العائمة الـ 13 التي تنوي اليونان استئجارها من أجل تفادي مشكلة النقص في الفنادق الفخمة التي كادت تؤدي إلى سحب حق التنظيم منها العام الماضي.

[ALIGN=CENTER]

* الدورة التاسعة والعشرون "بكين 2008م"   *

[/ALIGN]
ستقام بإذن الله في مدينة بكين الصينية، وقد ابتسم لها الحظ أخيراً بعدما اختارتها اللجنة الأولمبية الدولية خلال اجتماع اللجنة رقم (112) الذي عقد في موسكو. واجتازت بكين الاختبار من الدور الثاني بعد حصولها على الغالبية المطلقة، إذ حصلت على 56صوتاً من أصل 105صوتاً، في مقابل 22صوتاً لتورونتو الكندية، 18صوتاً لباريس الفرنسية، 9 أصوات لاسطنبول التركية. واضطر الأمين العام لملف ترشيح بكين "وانغ وي" إلى الدفاع عن حقوق الإنسان في الصين، حيث قال:" تحسنت ظروف حقوق الإنسان كثيراً في الأعوام الخمسين الأخيرة في الصين، وخصوصاً في التسعينيات في ظل الانفتاح السياسي والإصلاحات". وأضاف : "ونحن واثقون بأن استضافة بكين للألعاب ستنعكس إيجابياً على حقوق الإنسان أيضاَ" وخطط الحكومة للصينية تتضمن إنفاق ما يقدر بـ 12بليون دولار ، على تجميل العاصمة بكين، لتظهر أمام العالم في أبهى صورها بعد التخلص من بيوت الصفيح والقذارة والتلوث، والاختناقات المرورية.

* * من خلال المقارنة بين أول دورة أقيمت في (أثينا عام 1896م) وبين آخر (دورة "سيدني 2000)، نجد التنامي في أعداد المتسابقين (من: 311 إلى 10400رياضي)، وكذلك في أعداد المسابقات من ( 138إلى 300 مسابقة)، و في أعداد الدول المشاركة من: (13إلى 199دولة)، يعكس الإقبال المتزايد مع كل دورة جديدة، واهتمام الشعوب بالدورات الأولمبية، ماعدا الدورات الثلاثة التي حالت الحرب العالمية الأولى والثانية دون إقامتها، وبذلك فقد العالم ثلاث دورات أولمبية ـ وننِّوه هنا إلى أن التسجيل الأولمبي يقضي بتسجيل رقم الدورة حتى ولو لم تقم.. ـ فمثلاً دورة سيدني 2000 نجد البعض يطلق عليها الدورة (رقم 24)، بعد طرح الدورات الثلاث، ولكن الصحيح هو (رقم 27).

وأدت التدخلات السياسية في بعض الدورات الأولمبية إلى غياب بعض الدول. ونلاحظ أن دورة روما عام 1960م، تعتبر نقطة انطلاقة كبرى في الدورات الأولمبية، لموقع العاصمة المتميز، وقيام شبكة النقل التلفزيوني "اوفيزيون" للمرة الأولى بنقل أحداث الألعاب الأولمبية، مما حقق لها انتشاراً عالمياً للدورات الأولمبية، واشتد صراع المدن الكبرى على تنظيمها.
وتؤكد الزيادة المطردة على أن العالم يستطيع أن يعش في سلام، وإن الخير في الطبيعة البشرية أقوى من الشر. ولكن الترهل أصاب الدورات الأولمبية الأخيرة؛ ويرجع ذلك الترهل إلى كثرة اللعبات التي دخلت الدورات مثل البيسبول، وسباق الزوارق، والتايكواندو، والسباحة التوقيعية، والسلاح، والقوس والسهم، فهذه اللعبات تخص بلاداً بعينها ولا تدخل في اهتمام الكثير من الشعوب، وكذلك زيادة عدد المسابقات مثل السباحة (50 متر حرة و 100 متر حرة و 200متر و400 متر)، هذه الزيادة تؤدي إلى كثرة المنافسين وزيادة الازدحام وعدم القدرة على الاستمتاع بالألعاب.


[ALIGN=CENTER]تقبل تحياتي ...

.... الموضع القام العرب والأولمبية ....
[/ALIGN]
اضافة رد مع اقتباس
  #3  
قديم 14/08/2004, 04:06 AM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 22/05/2002
المكان: Mt.Pleasant- U.S.A
مشاركات: 2,910
[ALIGN=CENTER]
يعطيك ألف عافية أخوي محب الموج الأزرق .. موضوع رائع وجميل .. سلمت يداك . [/ALIGN]
اضافة رد مع اقتباس
  #4  
قديم 14/08/2004, 04:51 AM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 20/06/2004
المكان: in the middle of camp nou field
مشاركات: 2,485
[ALIGN=CENTER]مرحبا ,,

اخوي يعطيك الف عافيه على الموضوع الرااااائع صراحه

وطرحك الاروع ,,

مشكور على هالمجهود الجبار ,,

تحياتي .,.,.
[/ALIGN]
اضافة رد مع اقتباس
  #5  
قديم 14/08/2004, 08:43 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ إياد المحبه
عضو سابق باللجنه الإعلاميه
تاريخ التسجيل: 13/10/2003
مشاركات: 19,450
الله يعطيك العافيه اخي محب الموج الأزرق .. وفي الحقيقه موضوع يحكي قصه طويله العهد .. ولا بُـد لإستراحه طويله جداً لكي نستطيع إسترجاع ماتم تقديمه ..

تحياتي لك ,’,’,
اضافة رد مع اقتباس
  #6  
قديم 15/08/2004, 02:38 AM
مشرف سابق في منتدى الرياضة السعودية
تاريخ التسجيل: 13/08/2001
المكان: عروس المصائف
مشاركات: 1,364
الشكر لكم انتم ....... الف شكر ... والله يديم عليكم الصحة والعافية

ارجوا تثبيت الموضوع للاستفادة اذا كان هذا ممكن

تقبلوا تحياتي
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 05:09 AM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube