قصيدة للدكتورالعشماوي/
غِبْ يا هلالْ
إنِّي أخاف عليك من قهر الرِّجالْ
قِفْ من وراء الغيمِ
لا تنشر ضياءَك فوْق أعناق التِّلالْ
غِبْ يا هلالْ
إني لأخشى أنْ يُصيبَكَ
- حين تلمحنا - الخَبَالْ
أنا – يا هلالْ
أنا طفلةٌ عربيةٌ فارقتُ أسْرتنَا الكريمَةْ
لي قصةٌ
دمويَّةُ الأحداثِ باكيةٌ أليمة
أنا – يا هلالْ
أنا مِن ضَحايا الاحتلالْ
أنا مَنْ وُلِدْتُ
وفي فمِي ثَدْيُ الهزيمَهْ
شاهدتُ يوماً عنْدَ منزِلِنا كتيبَهْ
في يومِها
كانَ الظلامُ مكدَّساً
مِنْ حول قريتنا الحبيبةْ
في يومِها
ساقَ الجنودُ أبي
وفي عيْنيه أنهارٌ حبيسَهْ
وتَجَمَّعَتْ تِلْك الذِئَابُ الغُبْرُ
فْي طلبِ الفريسَهْ
ورأيتُ جندِّياً يحاصر جسم والدتي
بنظرته المُريبَهْ
مازلتُ أسْمع – يا هلال –
ما زلتُ أسمعْ صوتَ أمِّي
وهي تسْتجدي العروبَهْ
ما زلتُ أبصر نصل خنجرها الكريمْ
صانتْ به الشرَفَ العظيمْ
مسكينةٌ أمِّي
فقد ماتتْ
وما عَلِمتْ بموْتتها العروبَهْ
إنِّي لأَعجب يا هلالْ
يترنَّح المذياعُ من طربٍ
ويَنْتعِشُ القدحْ
وتهيج موسيقى المَرحْ
والمطربون يردِّدون على مسامعنا
ترانيم الفرَحْ
وبرامج التلفاز تعرضُ لوحةً للْتهنئَهْ
( عيدٌ سعيدٌ يا صغارْ )
والطفلُ في لبنانَ يجهل مـنْشَأهْ
وبراعم الأقصى عرايا جائعونْ
والّلاجئونَ
يصارعوْن الأوْبئَهْ
غِبْ يا هلالْ
قالوْا :
ستجلبُ نحوَنا العيدَ السعيدْ
عيدٌ سعيدٌ ؟؟!
والأرضُ ما زالتْ مبلَّلَةََ الثَّرى
بدمِ الشَّهيدْ
عيدٌ سعيدٌ في قصور المترفينْ
هرمتْ خُطانا يا هلالْ
ومدى السعادةِ لم يزلْ عنّا بعيدْ
غِبْ يا هلالْ
لا تأتِ بالعيد السعيدِ
مع الأَنينْ
أنا لا أريد العيد مقطوعَ الوتينْ
أتظنُ أنَّ العيدَ في حَلْوى
وأثوابٍ جديدَهْ ؟
أتظنُ أنّ العيد تَهنئةٌ
تُسطَّر في جريدهْ
غِبْ يا هلالْ
واطلعْ علينا حين يبتسم الزَّمَنْ
وتموتُ نيرانُ الفِتَنْ
اطلعْ علينا
حين يُورقُ بابتسامتنا المساءْ
ويذوبُ في طرقاتنا ثَلْجُ الشِّتاءْ
اطلع علينا بالشذى
بالعز بالنصر المبينْ
اطلع علينا بالتئام الشَّملِ
بين المسلمينْ
هذا هو العيد السعيدْ
وسواهُ
ليس لنا بِعيدْ
غِبْ يا هلالْ
حتى ترى رايات أمتنا ترفرفُ في شَمَمْ
فهناكَ عيدٌ
أيُّ عيدْ
وهناك يبتسم الشقيُّ مع السعيدْ 00
فكتب د.عبد المعطي الدالاتي /
عد ياهلالُ لأمتي ..عد ياهلالْ
إن قيل
غبْ) ،فلا تُصدّقْ ..لا تجبْ
(غب ياهلالْ) ..لكأنها شكوى مُـحِبْ ..قد ملّ من فرط الدلالْ ..ومل من كِبر الجمالْ
هي نفثةٌ من شاعرٍ فقد الرحالْ
فجفا الهناءة بعد أن حبطت شعارات النضالْ
فاعذرْه..في جنبيه آلافُ النصالْ
واعذره..في شفتيه جمرٌ من عذابات السؤالْ
هو ثائرُ الأنوار مثلك يا هلالْ
هو شاعر الأحرار يسفح دمعه فوق الرمالْ..يمضي اشتياقاً خلف آثار الجِمالْ
لكنني ..والحق أولى أن يُقالْ ..
ما زلتُ أطمح أن أراك تُطلّ من فوق التلالْ
فلا تخيّبْ من دعاك وعُد إلينا يا هلالْ
فغيابُ وجهك عن سماء القلب بعضٌ من محالْ
عد ياهلال ولا تـَغبْ عن ناظرَيْ
فأنا بشوق للقا ..أتـُراك مشتاقاً إليْ ؟!
عد ياهلال لكي نصوم ونفطرا
فالصوم والإفطار رهنُ ضياء ِوجهك إذ يُرى
هذي وَصاة نبينا خيرِ الورى
كم كان يدعو ربـَّه حتى تعودْ ..باليُمن والإيمان في الشهر الجديد ْ؟!
وكذا يكون دعاء كل موحِّدِ .. لمـّا يراك على قباب المسجدِ
" ربي وربك واحدُ "..وله جبيني ساجدٌ وله جبينك ساجدُ
عد ياهلال لكي نصلي ..كي نصومْ
رغم العِدا من حولنا ..رغم المـُدى في ظهرنا
رغم الهزيمة والكلومْ ..وسقوطِ بغداد العظيمْ !
بغدادُنا غدرت بنا ؟! ..ماكنت أحسبها تخونْ .. وتَظلّ تهواها العيونْ!!
عد ياهلال لكي تعودْ ..بغدادنا لحِمى الأسودْ..رغم الثعالب واليهودْ
فغداً سنرسم وجهَك الوضّاء في كل البنودْ
وغداً سنقرع للوغى كل الطبولْ .. وغداً نطهّر نخلَها العربيَّ من رجس المغولْ
عد ياهلال مع النجومْ .. طهراً وإيماناً يحومْ ..في لهفة حول الغيومْ
أتـَرى الغيوم أيا هلالْ .. تدفّـقتْ مثل الجبالْ. .في الأفْق تتبعُها جبالْ ؟!
أترى الغيومْ ؟! في سرّها حارت فُهومْ .. في صمتها نجوى جلالْ
لَـبِّثْ قليلاً ياهلالْ
فوربّ أحمد سوف تمطرُ بالرجالْ
وستورق الصحراء بالفجر الجديدْ .."ويطلّ عيدٌ ياهلال وأيّ عيدْ ؟!"
وترى شباب المسلمينْ ..فوق المآذن والتلال يُكبرونْ
وترى بناتِ المسلمينْ ..يقطفن عقداً من زهور الياسمينْ
وترى صغار المسلمينْ ..في كل بيت يفرحونْ
"بالعيد بالحلوى بأثوابٍ جديدةْ " .. وتراهمُ يتلون أغنيةً سعيدةْ
تنساب من شفة القلوبْ .. فاسمعها ياقمري الحبيبْ
لكأنها هذي القصيدةْ :
"عد ياهلالُ لأمتي ..عد ياهلالْ "
0واخيرا نقول عد ياهلال عزيزا فوق هامات الجبال
فهناك يصدق وصفنا أنا رجال00وسيرفع التكبير صوت من بلال