
12/07/2004, 04:23 PM
|
زعيــم مميــز | | تاريخ التسجيل: 27/11/2003 المكان: KSA
مشاركات: 2,477
| |

الـــرضـــاعـــة عــــــقـــــوبـــــة هذا المقال للكاتب السوداني جعفر عباس الذي يكتب في جريدة الوطن السعودية
جعفر عباس
تلقيت تعليمي في عصر كان فيه شعار المدرسين وأولياء الأمور هو "العلم يرفعهم والضرب ينفعهم"، وأؤكد في هذا الصدد أن الضرب الذي أصابني في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة لم ينفعني في شيء، بل جعلني شديد النفور من مادة الرياضيات، وكانت على أيامنا اسمها "الحساب"، وارتبط اسمها في عقولنا بالمحاسبة والعقاب، وكان جدول الضرب هو الاختراع الذي أعطى المدرسين ذريعة لضربنا كما الإبل الشاردة، وفي مرحلة لاحقة كانت تهجئة الكلمات الإنجليزية هي الذريعة لتعريضنا للضرب،.. ثم عملت مدرسا وضبطت نفسي أكثر من مرة عن مد يدي على طلابي بالضرب، وكان ذلك في تقديري من باب التأثر بالأساليب التعليمية التي نشأت في ظلها،.. وربما كان "فشة خلق"، ويشهد الله أنه لم يحدث قط أن عاقبت طالبا لأنه لم يستوعب دروسه، أو لأنه متبلد الذهن، أو يخطئ في الإجابة على الأسئلة، أي كنت أعاقب فقط على سوء السلوك، وقد توقفت نهائيا عن اللجوء للعقاب البدني بعد أن اكتشفت أن مصادقة الطلاب أجدى وأنفع لأعصاب الطرفين من أن تقوم العلاقة على الخوف من طرف الطالب والتسلط من طرف المعلم،.. وللمدرسين أساليب كثيرة لمعاقبة الطلاب ولكن تلك المدرّسة الزيمبابوية التي تناقلت صحف الأمس طريقتها في عقاب التلاميذ، تستحق "براءة الاختراع"، ومن المؤكد أن طريقتها أكثر قبولا من طريقة المدرّسة المغربية التي قالت الصحف قبل نحو شهرين إنها ألقت بتلميذ صغير عبر نافذة الطابق الثاني من المدرسة أو زميلتها التي كوت أيدي التلاميذ بالنار،... فالمدرسة الزيمبابوية، (ويخيل إلي أنها من فصيلة رئيس بلادها روبرت موجابي الذي يستأجر البلطجية لمعاقبة خصومه، والذي يتمتع بملامح "تقطع الخميرة" كما نقول في السودان)، هذه المُدرسة، كما اتضح عقب التحقيق معها، كانت تعاقب تلاميذها بالجملة، فأخف عقوبة هي 100 جلدة، ولكنها كانت حنونة ورقيقة وتعطي التلاميذ خيار الخضوع لتلك العقوبة أو "رضع اللبن"، نعم هكذا قالت وكالات الأنباء، وقال معظم التلاميذ إنهم كانوا (بداهة) يفضلون الرضاعة من المعلمة على تلقي الضربات المئة، وتخيل أن ابنتك عادت من المدرسة ووضعت أمامها طعام الغداء فقالت: شكرا ما أقدر آكل ... اتغديت حليب طازج في المدرسة، وبعد سين وجيم تعرف أنها رضعت من ثدي المعلمة!! كيف تتصرف؟ تكتب إلى وزارة التربية لتقول لها إن البنت فُطمت قبل سبع أو عشر سنوات؟ تقول إن ابنتك لا تتعاطى إلا اللبن المبستر؟.. وتخيل مشهد غرفة دراسة تجلس في مقدمتها معلمة وهي تحمل تلميذا في العاشرة يرضع من ثديها؟ من الواضح أن تلك المدرسة كانت تستمتع بإرضاع التلاميذ وإلا لما تركتهم يختارون بين 100 جلدة والرضاعة! فما من عاقل يقبل بذلك العدد المهول من الضربات.
الشاهد في تلك الحكاية هو أن كثيرين في الدول النامية يختارون "التدريس" (وهي مهنة طاردة ومحبطة)، وهم يفتقرون إلى أخلاق المهنة، وفي الدول العربية قد لا يتعرض التلاميذ للعقاب الجسماني ولكنهم يتعرضون للجلد الممعن في القسوة بألسنة بعض المدرسين: تعال يا حمار.. اسكت يا ثور.. اجلس يا بغل!
التعليق : عموماً ابغى رايكم في العقاب المدرسي بشكل عام
وطرق العقاب الي ذكرها الكاتب بوجه خاص
وتقبلو احلى تحية مني اخوكم
هلالي موعالبال |