رأيت نفسي أمس في مهمة لايأتي البصر على أطرافها في ليلة داجية غطَي فيها وجه السماء بغمام سوء فتكاثف ركاماً .. ركاماً تقطع الأمل وانفصمت عروة الرجاء وتباعدت الثقة بين الهلال ومحبيه ..سقطت الهمم وخربت الذمم ..
كانت تلك مشاعر قرأتها على سحنات صبي أظنه لم يقرع باب الثالثة عشر بعد !! توارى خجلاً .. من فعلة الهلال .. لم ألتقي به قط في حياتي سألته عن فريقه المفضل أجاب بلغة الواثق ( إنه الاتفاق )كان الصغير قد تعود على الانتصارات والبطولات ولم يعلم أن الحياة كر وفر ويوم لك ويوم عليك ..خنقني الغم وأحمى فؤادي الهم وفارقني النوم ليلة كاملة وأنا أقرأ ملامح وجهه الطفولي وعشقه المبكر للهلال .. آه ياصغيري .. ليلك طويل .. ومشوارك إلى حيث المتعة والبطولات ملئ بالورد لكنه الوردالمنثورفي طريق الأشواك .. تبذر ياصغير لفريقك منذ زمن ولازالت .. وتكال له جمل من الاتهامات والأقاويل والادعاءات .. سألته بحسرة ألم تثنك وتلك حالة فريقك عن الهلال ؟
لم يفهم سؤالي ..وربما فهمه وسكت وأراد مغادرة المكان فقد قبضت عليه متلبساً جريمته في ليلة لم تكن هلالية هذه المرة !!
آه ماأطيب قلبك أيها الفتى .. ماأثبته على الوفاء ما أرقه على الضعفاء ماأبعد هذا القلب من الإيذاء حتى ولو كان للأعداء ..
ياصغيري .. إني أهديك سلاماً لو امتزج بالسحاب واختلط منه باللعاب لأصبحت تتهادى بقطرة الأكاسرة .
ياصغيري لماذا اخترت الاتفاق وتواريت خجلاً من كيانك الهلال رد بسرعة وماذا تريدني أن أقول .. إن كلمة مهزوم وخاسر ، ولى زمانها منذ فترة لم أعد أسمعها .. أتدري من أنا ؟؟ يقولها وقد رفع رأسه قليلاً على غير العادة .. أنا الزعيم هكذا يرددون اسمي في مدرستي المتوسطة !
ودعته وأنا أقول سينتصر الهلال ياعزيزي قريباً .. إرفع رأسك عالياً شامخاً كشموخ الهلال .. حتى وإن خسر الزعيم الأندية تريد عشر سنوات حتى تلحق به ..
أريت .. أيها الزعيم .. إن لزعامتك على القارة ضريبة آن الآوان لدفعها !!!