
10/06/2004, 05:38 AM
|
زعيــم مميــز | | تاريخ التسجيل: 08/01/2002 المكان: أرض الكنانه ..
مشاركات: 7,005
| |

-(( كيف نعطي 36% من وقتنا للتليفزيون ؟؟ ))- حوار أجراه الأستاذ عمرو خالد
لمجلة كل الناس بتاريخ 9/6/2004 وهذا هو نص الحوار /
النبي والصحابة كانوا يَصِلُونَ الليل بالنهار في العمل.. ولهذا أَسَّسُوا أُمَّةً عظيمة في 23 سنة.. وفي المقابل نحلم نحن بالنصر والتقدم بينما لا يزيد متوسط عمل المواطن العربي عن 27 دقيقة يوميا! هذا هو سر أَزْمَتُنَا..
فالوقت .. كما يؤكد الداعية عمرو خالد، لا قيمة له.. ونستهلك 60% منه فى أشياء تافهة بينما يعمل الغربي من 6 إلى 7 ساعات يومياَ بكل جدية!
عمرو خالد من خلال مشروعه "صناع الحياة" يرى أنَّه لا حل لتخلفنا إلا بالعودة إلى احترام الوقت الذي هو في الأساس قيمة إسلامية بدليل أن كل الشعائر مرتبطة بالوقت، والله يقسم به ويذكر كل آياته العظيمة في الكون مرتبطة بالزمن. فَنُّ قَتْلُ الْوَقْتِ ما القيد الذي تطالبنا بتحطيمه هذه المرة لكي ننطلق إلى التقدم والحضارة؟
قيد إهدار الوقت، فالوقت عندنا كأمة لا قيمة له. والفرق بينا وبين الغرب، كالفرق بين شخص يمشى على قدميه وشخص يركب سيارة مسرعة
الوقت عند الغربيين يعنى أموالاَ، والوقت عندنا نتفنن في قتله وإهداره كيف يستطيع الإنسان العربي أن يخطط لتحويل يومه إلى ساعات منتجة؟
سأقترح مشروعاَ للحفاظ على الوقت، ولعظيم قيمة ال24 ساعة التي نعيشها كل يوم. فلنطلق على المشروع اسم: الأسبوع المثمر. ففي كل يوم من الأسبوع المقبل، سنقوم بأربعة أشياء واشترط على نفسك أن تفعلها اشترط على نفسك: 1- كل يوم أن تنجز عملاً "أو مذاكرة"
2- كل يوم أن تؤدى عبادتك
3- كل يوم أن تمارس الرياضة
4- أن تؤدى كل يوم واجباتك الاجتماعية
نحن استقينا هذه الأشياء من سيرة النبي "صلى الله عليه وسلم" يحرص عليها في يومه؟
الآية الكريمة تقول: "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة" فلماذا لا نقلد الرسول "صلى الله عليه وسلم"؟ (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله)
الشروط التي أريد أُلزام الإنسان المسلم بها: أحدها لروحه: العبادة
والثاني لجسمه: الرياضة
والثالث لعقله: العمل أو المذاكرة
والرابع لعائلته: الاجتماعيات يكفينا 6 ساعات عمل
بالنسبة للعمل المطلوب من الإنسان المسلم؟
مطلوب 6 ساعات عمل فقط في اليوم الواحد .. أو 6 ساعات مذاكرة.
المواطن الغربي يعمل من 6 إلى 7 ساعات يومياَ، المواطن العربي متوسط عمله يومياً 27 دقيقة!
هل تتخيل فرق السرعة والزمن؟..هل يوضح هذا من سيسبق من؟!
على الطالب أن يستذكر يومياَ 6 ساعات مذاكرة صافية
النبي والصحابة كانوا يَصِلُون الليل بالنهار في العمل. لهذا أسسوا أمة عظيمة في 23 سنة. وأسسوا ديناَ عظيماَ كان عمر بن الخطاب يقول: متى أنام؟ إِنْ نِمْتُ ليلاَ أَضَعْتُ حَقَّ رَبِّى، وإِنْ نِمْتُ بالنهار أَضَعْتُ حق الرعية
بعد ذلك مطلوب أداء العبادة.
فالنبي كان يؤدى 4 عبادات غير الفرائض هي قيام الليل والدعاء والذكر وقراءة القرآن. وقيام الليل يكفي فيه ركعتان تؤديهما في أي وقت بين العشاء والفجر
وخلال قيام الليل افتح المصحف واقرأ فيه عدة آيات، واذكر الله ولو دقيقتين فقط وادعو ولو دقيقة لنفسك وأهلك وأمتك.
نِصْفُ سَاَعَةٍ لِزَوْجَتِكْ وأنا عندي وصفة سهلة تفيدك في موضوع العبادة، خاصة بالنسبة للطلبة اللذين يسهرون ليلاً:
قُمْ قبل الفجر بربع ساعة، توضأ وصل ركعتين، ذلك أَحَبُّ القيام إلى الله. واقرأ صفحة من المصحف، والدعاء في هذا الوقت مستجاب. بعد الدعاء يؤذن الفجر، فصل الفجر ثم اذكر الله بأذكار الصباح، هذه أغلى نصف ساعة في اليوم إذا لم تكن تستطيع الصحيان قبل الفجر بربع ساعة، صل قيام الليل بعد العشاء
بعد ذلك مارس الرياضة لمدة نصف ساعة، في البيت أو النادي يومياً. النبي والصحابة غلبوا الرومان والفرس. النبي "صلى الله عليه وسلم" حتى سن 63سنة لم يكن له كرش، وكان يُسَابق السيدة عائشة ويسبقها. أما الاجتماعيات.. فهي أن تقضي وقتاَ كل يوم تتحدث فيه مع زوجتك وأبنائك أو مع والديك. وأن تلتقي بجيرانك أو أصدقائك اجلس مع زوجتك نصف ساعة بتركيز، أي لا تتحدث في التليفون أو تشاهد التليفزيون وهى تجلس إلى جانبك ولا تشعر بوجودها. تخيل علاقتك بزوجتك أو بأبنائك أو بوالديك بعد أن تجلس معهم كل يوم بتركيز لمدة نصف ساعة
نحن نتحدث في أقل من 8 ساعات تلتزم بها يومياً في الأسبوع المثمر، ولديك بقية اليوم افعل فيها ما تشاء من نوم أو أكل أو لعب أو مشاهدة تليفزيون. جَرِّبْ أن تنضبط أسبوعاَ نَلْعَبُ طُوَالَ الْوَقْتِ
كيف ترى الواقع الراهن على ضوء الحقائق التي نعرفها جميعاً؟
الإحصائيات تقول إن المواطن العربي يقضى 36% من وقته في الفرجة على التليفزيون. و28% من عمره في أشياء لا قيمة لها. أي أننا ننفق 60% من وقتنا هدراً دون مردود. بينما المواطن الغربي يمسك بيده كتاباً أثناء وقوفه في طابور مترو الأنفاق
المواطن الغربي يصحو في السادسة صباحاً وينام في العاشرة ليلاً ويعمل 8 ساعات بتركيز. ونحن ننام الساعة 2 أو 3 صباحاً ونصحو الساعة 10 صباحاً، ولا نعمل بتركيز. المواطن الغربي لا يلعب إلا في عطلة نهاية الأسبوع، ونحن نلعب طوال الأسبوع. الأكْلُ والمقاهى
برأيك فيما يُهْدِرُ الشباب وقته؟
إما أن يجلس على الكمبيوتر للعب "الجيمز" أو يركب سيارته ويدور في الشوارع للتعرف إلى فتاه، نحن نقضي وقتاً طويلاً في تناول الطعام، وأعداد هائلة من الشباب ينفقون أوقاتهم علي المقاهي للعب الطاولة وتدخين الشيشة. والبنات يتكلمن مع بعضهن على التليفون بالساعات للفضفضة
النتيجة في النهاية، أنَّا نتحرك بربع الطاقة التي يتحرك بها الغرب. نحن مثل الذي يتنفس بربع رِئَة. ولو وقفنا ندعو الله عشر سنوات أن ينصر الإسلام، فلن يتغير شيء ما دمنا نتحرك بهذه السرعة وطالما أن الوقت لا قيمة له لدينا. قِيمَةٌ إِسْلامِيَّةٌ
كيف يَتَنَاول الدين الإسلامي موضوع الوقت؟
كل شعائر الدين الإسلامي مرتبطة بالوقت. الصلاة والزكاة والحج. الله سبحانه يقول لنا إن قيمة الوقت غالية: (إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً)
ويقولون: يا رسول الله أي العمل أفضل؟
يقول: الصلاة على وقتها.
والصيام: "أياماً معدودات"
والنبى "صلى الله عليه وسلم" يقول: صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته
كذلك الحج: الحج أشهر معلومات.
والزكاة حين يَحُول الحَوْل على المال.
كل عباداتنا مرتبطة بالوقت
والله سبحانه حين يذكر لنا آياته العظيمة في الكون، يذكرها مرتبطة بالزمن (وجعلنا الليل والنهار آيتين، فمحونا آية الليل، وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلاً من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب)
والله سبحانه حين يُقْسِمُ، يُقْسِم بالزمن: (والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى)
ربنا سبحانه لا يقسم على شيء بلا قيمة (والضحى والليل إذا سجى)
(والفجر وليال عشر)
(فلا أقسم بالشفق)
(والعصر إن الإنسان لفي خسر)
الله سبحانه يقسم بينما الشباب يجلس على المقاهي لإضاعة الوقت. ولا يدرى الشاب المسكين أنه يقتل نفسه، لأن الوقت هو الحياة
هذا الفراغ الذي تعيشه أمة محمد، يجعل البنت تصحو من النوم لتنام مرة أخرى، أو تنهض للحديث على الهاتف ساعات وساعات. إننا وسط هذا الانهيار الذي نعيشه نتعامل مع الوقت باعتباره بلا قيمة. الرئيس الفرنسي الراحل ميتران عَيَّن وزيراً في حكومته للوقت الضائع للشباب!.. النبي "صلى الله عليه وسلم" يقول: بادروا بالأعمال سبعاً والله سبحانه يقول "وسارعوا إلى مغفرة من ربكم". هَلْ يَرْضَى اللهُ عَنْك علماء المسلمين قالوا عن الوقت في عصور الازدهار كلاماً لا يستطيع الغرب أن يقوله الآن؟ الحسن البصري يقول "كل يوم تشرق فيه شمسه ينادى: أيها الناس أنا يوم جديد وعلى عملكم شهيد فاغتنمونى فإني لا أعود إلى يوم القيامة
ويقول: " يا ابن أدم إِنَّمَا أنت أَنْفَاسٌ. فإذا ذهب نفسك، فقد ذهب بعضك ويوشك إذا ذهب البعض أن يذهب الكل" ويقول (ابن القيم): كل نفس وكل عرق يخرج في الدنيا في غير سبيل الله، سيخرج يوم القيامة حسرة وندامة ويقول ابن القيم أيضاً: ( من علامات مقت الله للعبد تضييع الوقت بلا فائدة، لأنه يُفَوِّت على صاحبه فرصة الجنة، ومن علامات حب الله للعبد أن يجعل شواغله أكثر من وقته)
وأكثر بيئة يرعى فيها الشيطان، بيئة الفراغ، فإذا أردتم معرفة هل الله سبحانه يرضى عنك أم لا، فانظر كيف مضى أمسك هل كان وقتك فيه فارغاً أم كان مشحوناً بالأعمال؟ أحد العلماء (المحاسبى) يقول:
(وددت لو أن الوقت يُشْتَرى بالمال لأشترى بأموالي أوقاتاً أنفقها في سبيل الله). قالوا له: ومن أين تشترى الوقت؟ قال: من الفارغين العاطلين ويقول ابن مسعود:
ما ندمت على شيء كندمي على يوم غربت فيه شمسه، ولم يزد فيه عملي. ابن عقيل ألَّف كتابه (الفنون) من 800 مجلد،
وكان يقول: أنا لا آكل كما تأكلون ولا أشرب كما تشربون .. آكل بأن آتى بالكعكة فأضعها في الماء حتى يصير عجيناً فأكله، لأوفر الوقت غير معقول أن تجلس أمام التليفزيون لمشاهدة قناة الرياضة أو قناة الأفلام فتنتقل من مباراة إلى فيلم إلى مباراة إلى فيلم. يكفيك مباراة واحدة أو فيلم واحد لترفه عن نفسك
(أبو يوسف) تلميذ أبو حنيفة، روى أن أستاذه يغمى عليه ويستيقظ، ثم يغمى عليه ويستيقظ. فيقول له: يا إمام هدىء من روعك .. فيقول له: احضر لي ورقاً وأقلاماً لنبحث مسألة معاً. يقول له: أنت تحتضر .. فيقول أبو حنيفة: لو بقى في عمري لحظة أحب أن ألقي الله وقد قدمت فيها شيئاَ للمسلمين |