
02/06/2004, 07:22 PM
|
زعيــم متألــق | | تاريخ التسجيل: 07/12/2001 المكان: فــــ الـمطــــار
مشاركات: 1,088
| |

لمــــــــــــــــــاذا الخــــــــــــــوف؟ [ALIGN=CENTER]
إن الشجاعة والصمود ليست فضيلة كمالية..
وإنما هي واجب إلهي..
والجبناء الذين يسقطون ويتهاوون عند حاجز الخوف، لا ينالهم عار الدنيا فقط، وإنما هم معرضون لنار الآخرة..
بينما يبشر الله الصابرين أمام الأخطار والمشاكل، بسبب رؤيتهم الإلهية للحياة، التي تتلخص في عبارة (( إنا لله وإنا إليه راجعون ))، هؤلاء الصابرون عليهم صلوات الله ورحمته وهم المهتدون..
والشجاع المؤمن الذي يتجاوز حاجز الخوف، تغمره لذة أعذب من لذة الانتصار، إنها لذة النجاح في الامتحان الإلهي، واستحقاق الأوسمة العظيمة، التي تحدثت عنها الآيات الكريمة.. وسام الصلاة والرحمة والهداية.  ماهـــــــــــو الخـــوف
الخوف حالة نفسية وميل طبيعي موجود في أعماق نفس الإنسان، وهوشيء طبيعي
. ولكن (الخوف) الذي يتحول إلى حالة مرضية، ينتج عنها خلل نفسي هو الشيء غير الطبيعي،
ويسميها علماء النفس بمرض (الخُواف) وهي حالة من الخوف تتملك الإنسان في حالات مرضية استثنائية،
والتحليل النفسي يصنفها ضمن الأمراض العصابية،
وتنشأ عنها حالات مختلفة، كالخواف من الماء أو البحر أو...
مثــــــــال على ذلك
1ـ أم نبي الله موسى D، تلك الولية المخلصة، التي اختارها الله لتكون أم نبي من أعظم أنبيائه
، ولتضعه في تلك الظروف الحرجة..
لقد كانت تخاف على وليدها (موسى) من فتك (فرعون).. ويأتيها الوحي من السماء،
ليوجهها إلى استثمار ذلك الخوف، في أخذ أشد الاحتياطات والإجراءات، لحماية الوليد،
ثم يشجعها على تجاوز حالة الخوف المفرط، والركون إلى الطمأنينة والاستقرار..
يقول تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلاَ تَخَافِي وَلاَ تَحْزَنِي إِنَّا
رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنْ الْمُرْسَلِينَ}..( ). انــــــــــواع الخـــــــــوف
الخوف من الفشل
إن أفضل علاج للفشل أن لا يتهيبه الإنسان، فليس مشكلاً كبيراً،أن يفشل الإنسان،
وأساساً لماذا لا تريد أن تفشل في حياتك؟ لماذا لا تريد أن تصطدم في حياتك؟
وهذى طبيعة الحياة وسنتها
أن الإنسان لا يصل إلى النجاح إلا بعد أن يجتاز وديان الفشل.
هل يمشي الإنسان سوياً على قدميه من أول يوم يخرج فيه من بطن أمه؟ كلا...
فهو يعيش فترة لا يستطيع المشي فيها،
ثم يحبو ثم حينما يحبو، ويحاول المشي لفترة شهور يقوم ويقع،
يحاول المشي فلا يستطيع، يحتاج إلى من يمسكه حتى يستطيع المشي. إالخوف من المشاكل
كثير من الناس يتمنون أن يعيشوا حياة مريحة، يريدون أن تكون الورود تفرش طريقهم دائماً،
وأن تكون حياتهم حياة رخاء وهدوء وسلام، ولذلك يتهيبون تصور لحظات المشكلة،
ولحظات الصعوبة، لا يريدون مواجهة صعوبة في حياتهم
قال الشاعــر
ومن لم يحاول صعود الجبال"="يعش أبد الدهر بين الحفر الخوف من الموت
{كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ}هذا هو أكبر المخاوف في حياة الإنسان، بل قد يقال إنه سبب جميع التخوفات،
ولكن لماذا يخاف الإنسان من الموت مادام الموت مصيراً طبيعياً لجميع المخلوقات
يخاف الإنسان من الموت للأسباب التالية
أولاً: إنهاء وجود الإنسان في هذه الحياة
ثانياً: العجز عن المواجهة
ثالثاً: المفاجأة
رابعاً: المصير المجهول الخوف:من امتحان
إن الله سبحانه وتعالى يعلم أن الخوف سيكون حاجزاً أمام الكثيرين عن تحمل مسؤولياتهم الإنسانية والإلهية.
يعلم أن الخوف هو منزلق أكثرية البشر، ودافعهم إلى المذلة والخنوع والاستسلام
فالحياة قاعة امتحان، ومسرح ابتلاء لإرادة الإنسان وسلوكه، يقول تعالى:
{الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ هناك أساليب منحرفة في مجال التربية تخلق من الإنسان شخصية خائفة جبانة مهزوزة أولاً: التعامل الإرهابي مع الطفل
للطفل رغبات وممارسات تنبع من عدم بلوغه مستوى النضج والرشد
، وإذا كان الوالدان مسؤولين عن توجيه رغباته، وتصحيح سلوكه، فعليهما
أولاً: أن يأخذا بعين الاعتبار كونه طفلاً له حق اللعب واللهو والعناية وارتكاب الخطأ.
وثانياً:ن يسلكا معه الطريق والأساليب التربوية لتوجيهه وتأديبه..
وما يحدث عند كثير من العوائل هو على العكس من ذلك،
حيث لا يراعون في الطفل مرحلة الطفولة، ويطلبون منه التزاماً وتأدباً وإدراكاً لا يحتملها سنه.
. ومن ناحية أخرى تكون اللغة المستعملة مع الطفل غالباً هي لغة الزجر والعصا والإرهاب..
هذا الأسلوب يخالف بصراحة تعاليم الإسلام التربوية، والعائلة التي تمارس الإرهاب مع الطفل تكون عاصية ومخالفة لما شرعه الله..
قال رسول الله 2: (( رحم الله من أعان ولده على بره. فسئل: كيف يعينه على بره؟ فأجاب 2: يقبل ميسوره، ويتجاوز معسوره، ولا يرهقه، ولا يخرق به )) ( ).
وبقوله 2: (( أكرموا أولادكم وأحسنوا آدابكم )).( ) ثانياً: التخويف الكاذب
مثل
حينما لا يستجيب الطفل لإرشادات أهله يلجأون في بعض الحالات إلى تخويفه بأشياء وهمية ليستجيب لهم تحت ضغط ذلك الخوف.
. فيخوفونه (بالجن) ويهددونه (بالشرطي) أو (البدوي)..أو (أم الخضر والليف)..
والأسوأ من ذلك كله تخويف الطفل بالطبيب أو الحقنة أو الدواء.. مما يخلق مشكلةكيبره، عند مرض الطفل، واحتياجه لمراجعة الطبيب،
أو تناول الدواء..
فتبقى نفس الطفل فريسة لمخاوف غامضة،
وأشباح وهمية، وتستمر عادة لديه حالة الخوف من المجهول، والتهيب من الأشباح والأوهام، ولكن رموزها تختلف باختلاف مراحل عمر الإنسان.
انه أسلوب خاطىء ينمي صفة الخوف المفرط عند الإنسان ثالثاً: الدلال المفرط
إن الدلال المفرط يجعل الوالدين يظهران اهتماماً بالغاً ومضخماً بما يصيب الطفل،
من مرض أو أذى، حتى ولو كان بسيطاً.. والذي يحدث هو تضخم الأمر في نفس الطفل،
واعتقاده بخطورة ما أصابه، وتخوفه من عواقب ذلك.. رابعاً: ضعف الإيمان
الإنسان الذي يؤمن بأن هناك قوة مسيطرة على الكون، وأنه مرتبط بتلك القوة الغالبة،
فإن الأخطار والمخاوف مهما كانت كبيرة وعظيمة، ستتضاءل في نفسه وأمام عينيه..
يؤكد القرآن الحكيم هذه الحقيقة، باستعراضه لموقف المؤمنين الشجاع، أمام أشد المخاوف والأخطار.
. يقول تعالى:
{الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}. خامساً: الانشداد للدنيا والشهوات
إنما يخاف الإنسان على ما يهتم به ويحرص عليه..
وكلما كان اهتمامه وحرصه على شيء ما أكثر بنفس المقدار يكون خوفه من فوت ذلك الشيء أو تضرره.
وبالنسبة للدنيا ومصالحها فإن خوف الإنسان المؤمن وحرصه عليها بمقدار حجمها في نفسه، بالإضافة إلى تطلعه إلى ما في الآخرة من خلود
، وراحة دائمة، وشهوات باقية، ورضوان من الله أكبر
وما أروع كلمة أمير المؤمنين D حين يقول: (( من زهد في الدنيا استهان بالمصيبات  الحذر مـــــــن أولياء الشيطان الذين ينشرون الخوف)
ولكن الجهات المغرضة في المجتمع هي التي تنمي جذور الخوف، وتقويها لصالح الأعداء
. لذلك من حقنا أن نشك في نزاهة وسلامة أي فئة تنشر الخوف في صفوف الناس.. الخوف من الأعداء.. من الارهارب.. من الطغيان..
إن القرآن يحذرنا من وجود فئات مغرضة في المجتمع، تنشر الخوف بين الناس لصالح الأعداء.. ويصف هذه الفئات بأنهم أولياء الشيطان..
وهنا يجب أن يحتفظ المؤمنون بشجاعتهم، ويحولوا دون تسرب هذه المخاوف إلى نفوسهم،
واعين بحقيقة الدور الذي يقوم به هؤلاء المثبّطون المخوّفون.. أصابع العدو وعملاؤه.
يقول تعالى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ !
فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ ! إِنَّمَا ذَلِكُمْ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ
فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِي إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} 
سُبل الانتصار على الخوف
1_الإيحاء الذاتي
2_قراءة سير الأبطال
3_الزهد في الدنيا
4_الخوف الحقيقي
5_الاقتحام
6_توثيق الصلة بالله
7_التسلح بالفكر الرسالي
8_الارادة والتصميم  كلمات أخيرة
لا أحد منا يرضى بالواقع المتخلف السيئ الذي تعيشه أمتنا وشعوبنا من ارهاب
ولا يقتصر واجبنا على أنفسنا فقط بل نحن مسؤولون عن إصلاح نفوس كل أبناء مجتمعنا فلنعلن الثورة على الخوف..
ولتكن معركتنا مع شبح الخوف شاملة على كافة الجبهات،
فنكافح الأفكار والآراء الخائفة الجبانة، والأساليب التربوية الخاطئة..
ومراكز القوى الخاضعة لإرهاب الخوف..
والأهم من كل أولئك تلك الجهات التي تعمل على نشر ثقافة الخوف، ومواقف الخوف في المجتمع..
لنعلن الحرب على كل هؤلاء، وبمختلف الوسائل والأساليب، حتى نطهر نفوسنا ونفوس أبناء مجتمعنا من جراثيم مرض الخوف الفتاك المعدي..
ولتزرع في نفوسنا ونفوس أبناء المجتمع، روح البطولة والشجاعة والإقدام.
وعندئذ يحق لنا أن نطمح للتغيير، وأن ننتظر التقدم، وأن نتوقع الحرية.
ألم يقل ربنا سبحانه وتعالى: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ}.
والله نسأل أن يعيننا على شرور أنفسنا، وأو يوفقنا لتجاوز السلبيات والنواقص والأخطاء،
وأن يهدينا سواء السبيل إنه خير موفق ومعين..[/ALIGN] |