نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي

نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي (http://vb.alhilal.com/)
-   منتدى الثقافة الإسلامية (http://vb.alhilal.com/f55/)
-   -   هم الذنوب والمعاصي (http://vb.alhilal.com/t15472.html)

DrSaud69 10/04/2001 08:15 AM

( مختارات مما قرآت للشيخ عبدالرحمن بن عبدالخالق)

أخواني رواد منتدى الجمهور الهلالي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

الهم الأول للمؤمن في الحياة هي ذنوبه ومعاصيه، وما سلف منه من تفريط في حق الله تعالى، والذنب عند المؤمن كبيرة وصغيرة، كبير، فهو لا ينظر إلى كبر الذنب وصغره، ولكنه ينظر إلى من عصى، ويعلم أنه كلما ارتقى في سلم الإيمان كلما عظم الذنب في حقه، فالصغيرة من الكبير كبيرة، والهفوة من العظيم عظيمة!!

ألا ترى الرسل كيف كانوا يعدون على أنفسهم ذنوباً لو كانت لنا لحسبناها طاعات، ولاتخذناها قربات، فمن منا لا يتمنى أن يكون هو الذي قال ما قال إبراهيم عليه السلام: {إني سقيم} {بل فعله كبيرهم هذا} ليحطم أصنام القوم {وهذه أختي} ليحمي امرأته من جبار، ولكن إبراهيم يقول يوم القيامة: [إن ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإني قد عصيت ربي فكذبت ثلاث كذبات]!!

ومن منا لا يرجو أن يكون دافع عن مظلوم كما فعل موسى، الذي قتل عدواً بطريق الخطأ، ومع ذلك يقول عليه السلام [ربي إني ظلمت نفسي فاغفر لي] ويقول يوم القيامة: [إن ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإني عصيت ربي، فقتلت نفساً لم أومر بقتلها].

ومن منا لا يرجو أن يدعو على أهل الشر والفساد والكفر والعناد أن يستأصلهم الله من الأرض ويريح البلاد والعباد من شرورهم فيقول: [رب لا تذر على الأرض من الكافرين دياراً إنك إن تذرهم يضلوا عبادك، ولا يلدوا إلا فاجراً كفاراً]

ويظن أن دعاءه هذا قربة يتقرب بها إلى الله، ولكن نوحاً عليه السلام يذكر ذلك ويؤرقه ويظل خائفاً من دعائه هذا الذي استجابه الله له، ويقول لمن طلب منه الشفاعة: [إن ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإني عصيت ربي، فدعوت على قومي]..

ومن منا له عمل صالح، ومنزلة عالية كما لخاتم الأنبياء والمرسلين، وسيد الناس أجمعين، ومع ذلك فقد قال له رب العالمين: {ألم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك الذي أنقض ظهرك} وقال تعالى له: {إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطاً مستقيماً}.

وهل يتصور للنبي الخاتم صلى الله عليه وسلم من ذنب إلا أن يكون شيئاً فعله خلاف الأولى!!

والخلاصة أن المؤمن يرى الذنب أكبر وأشمل مما يراه من لم يعرف حقيقة الإيمان، ويحس بوطأة ذنوبه، وإن كانت صغائر كأنها جبل يوشك أن يقع عليه، وأن الله إن لم يغفرها له ليكونن من الخاسرين، قال صلى الله عليه وسلم: [المؤمن يرى معصيته كجبل يوشك أن يقع عليه، والمنافق يرى معصيته كذباب وقع على أنفه]!! وما أسهل الذنب عند من يرى أن مثله مثل ذباب، وهل أسهل من أن يذب الإنسان عن نفسه ذبابة، ويبعدها عنه، وما أثقل الذنب عند من يرى أن ذنوبه كالجبل الجاثم فوق رأسه وصدره، وهم دائم التفكير في كيفية إزاحته عنه.

والذنب يتسع عند المؤمن، لأنه يعلم أن غفلة ساعة عن ذكر الله ذنب، وفوت نعمة لم يشكر الله عليها ذنب، ومرور لحظة لا يراقب الله فيها، ولا يخافها ذنب، وكل مخالفة لأمر الله وإن صغرت ذنب، وأعضاء البدن كلها جوارح، فالقلب جارحة، وهو أعظم الجوارح، والعين جارحة، والسمع جارحة، واليد والرجل واللسان والأنف [فالعين تزني وزناها النظر، واليد تزني وزناها البطش، والرجل تزني وزناها الخطو، والأنف يزني وزناه الشم، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه].

والسؤال يوم القيامة عن عمل كل الجوارح. قال تعالى: {ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً}.

والسؤال عن الغمزة واللمزة والهمزة، واللفظة، بل وخطرات القلوب، وأحاديث النفوس، وخفايا الصدور، وفلتات الألسنة: {ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد} {قل إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يعلمه الله} {يوم تبلى السرائر* فما له من قوة ولا ناصر} {ويل لكل همزة لمزة} {فمن يعمل مثال ذرة خيراً يره، ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره}.

والمؤمن يعيش وهو يحمل هم ذنوبه ومعاصيه، ولا تزال شخوصها تؤرقه بالليل والنهار، وهذه إحدى همومه!!

أسائل الله لنا ولكم أن يهدينا لعمل الصالحات ويجنبنا الذنوب والمعاصي أنه ولي ذلك والقادر عليه وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


<br><font size=1 color="#000080" face="tahoma">[عدلت بواسطة DrSaud69 التاريخ:11-04-2001 الساعة: 01:31 AM]</font>

الجريح 10/04/2001 02:29 PM

بارك الله فيك وجعل ماتكتب في ميزان حسناتك يوم لا ينفع مال ولا بنون الامن اتي الله بقلب سليم ............

DrSaud69 10/04/2001 04:33 PM

أخي الحبيب الجريح السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أخي في الله لاحرمك الله أجر ماقرآت وأسائل الله أن يجعلني وإياك ممن يسمعون القول فيتبعون أحسنه.

أخي لدي سؤال هل تعتقد أن الموضوع كان طويلاً بحيث أحاول مستقبلا أختصاره أو أنه مناسب ولايصيب القارئ بالملل من متابعة المواضيع أن كانت بنفس الطول؟

جزاك الله خير ياالغالي.

يوسف الرشود 10/04/2001 04:38 PM

جزاك الله خير
 
جزاك الله خير يادكتور سعود وماقصرت .

محايد1421 10/04/2001 04:42 PM

اخوي د.سعود سلمت يداك
 
امل ذكر اسم المرجع الذي رجعت اليه.
وهل يمكن تزودني باسماء الكتب التي صدرت لفضيلة الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق

ختاما : استمر فيما تقوم به . فهو خير لك وللمسلمين

DrSaud69 10/04/2001 05:01 PM

الأخوة يوسف الرشودومحايد1421 السلام عليكما ورحمة الله وبركاته وبعد:

بارك الله فيكما وجزاكما خير الجزاء وهداني وإياكما.

بالنسبه لسؤال الحبيب محايد 1421 عن أصدارات الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق فتجد كتابات الشيخ في هذا العنوان
http://www.salafi.net/articles.html

أسائل الله لي ولكم التوفيق والهدايه.

كايدهم 10/04/2001 05:07 PM


جزاك الله خير دكتور سعد ... بس ياليت لو تختصر عشان الكل يقراء الموضوع ...



DrSaud69 10/04/2001 05:10 PM

الأخ كايدهم السلام عليك ورحمة الله وبركاته وبعد:

سأحول أن شاء الله و شكرا لنصحك.

فهد القرشي 10/04/2001 05:13 PM

جزاك الله خير يا دكتور سعود00

والله يجعل هذا العمل في موازين حسناتك00

DrSaud69 10/04/2001 05:17 PM

الأخ فهدالسلام عليك ورحمة الله وبركاته وبعد:

وأنت كذلك جزاك الله كل خيراُ وبورك فيك.

الهلالي 10/04/2001 06:12 PM

جزاك الله خير

عنان 10/04/2001 07:45 PM

الله يجزاك خير اخوي سعود
والله يوفقك

ولو تطمر سطر عزيزي يكون اريح للقرائه

وحقيقه كلما قلت الذنوب زادت راحه الانسان ورضاه,,,,

DrSaud69 10/04/2001 09:17 PM

أحبتي في الله الهلالي وعنان السلام عليكما ورحمة الله وبركاته وبعد:

بارك الله فيكما وغفر لي ولكما.

الحبيب عنان ملاحظتك ستكون محل الأهتمام وصدقت في ما قلت .

ساري 10/04/2001 09:33 PM

عزيزي سعود السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
بصراحه وجودك في المنتدى قد زاده فائده وزاده متعه .. فجزاك الله عنا كل خير ...
طلب صغير اتمنى ان يجد لديك اجابه .اتمنى ان تطالعنا في مواضيع قادمه ببعض نفحات الرسول الكريم عليه افضل الصلاة واتم التسليم.في مواضيع مختلفه من اختيارك ... وشكرا جزيلا لك...

mso 10/04/2001 10:53 PM

الاخ الحبيب اللبيب DrSaud69
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

نعم يااخي العزيز المؤمن يرى الذنب أكبر وأشمل مما يراه من لم يعرف حقيقة الإيمان،
لأن المسلم يؤمن بان سعادته في حياتيه الاولى والثانيه موقوفه على مدى تاديبه لنفسه وتزكيتها,قال تعالى( قد افلح من زكاها,وقد خاب من دساها) , وقال (ص)" كلكم يدخل الجنه الا من ابى . قالوا: ومن يابى يارسول الله ؟ . قال : من اطاعني دخل الجنه , ومن عصاني فقد ابى ".
فنفس المسلم تطهر بالايمان , والعمل الصالح , وتفسد بالكفر والمعاصي , فاذا اراد المسلم ان يطهر نفسه ويزكيها ويصرفها عن الشر فما عليه الا :

1- التوبه : قال تعالى : ( وتوبوا الى الله جميعا ايها المؤمنون لعلكم تفلحون ) . وقال (ص ) :" ياايها الناس توبوا الى الله فاني اتوب في اليوم مائة مره ".

2- المراقبه : قال سفيان الثوري: عليك بالمراقبه ممن لا تخفى عليه خافيه , وعليك بالرجاء ممن يملك الوفاء , وعليك بالحذر ممن يملك العقوبه .

3 - المحاسبه : قال تعالى :(يا ايها الذين امنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ماقدمت لغد , واتقوا الله ان الله خبير بما تعملون ) .

4 - المجاهده : قال تعالى : ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين ) .

جعلني الله واياك ووالدينا والمسلمين ممن يجاهد نفسه في ذات الله لتطيب وتطهر وتصبح اهلا لكرامة الله تعالى ورضاه وجعلنا من عباده الشاكرين انه ولي ذلك والقادر عليه .
وجزاك الله يااخي د. سعود خير الجزاء .


الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 10:47 AM.

Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd