أحبتي في الله رواد المنتدى السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
والله أن القلب يدمى ويتحجر دمعنا في المآقي عندما نرى التعريض بأيات القرأن وألفاظه من أجل أمر دنيوي سخيف عابر فلقد آلمني وأقض مضجعي ذلك البيت الذي أستشهد به أحد أحبتي فرحأُ بالبطولةوأنا واثقاُ بالله أن ذلك الحبيب لم يقصد التعريض بألفاظ القرأن كما فعل ذلك المغني الغر الجاهل حسبنا الله عليه.
والبيت هو:
ولورامها أحد غيره **** لزلزلت الأرض زلزالها
هذا تعريضاُبقوله تعالى
"أذا زلزلت الأرض زلزالها")
وقد حذر الله من ذلك بقوله: ( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ )
وجاء في تفسير أبن كثير عن هذه الأيه مايلي:
قال أبو معشر المدني عن محمد بن كعب القرظي وغيره قالوا: قال رجل من المنافقين ما أرى قراءنا هؤلاء إلا أرغبنا بطونا وأكذبنا ألسنة وأجبننا عند اللقاء.
فرفع ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ارتحل وركب ناقته فقال يا رسول الله إنما كنا نخوض ونلعب.
فقال " أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون" - إلى قوله -" كانوا مجرمين " وإن رجليه لتسفعان الحجارة وما يلتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متعلق بسيف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وقال عبدالله بن وهب: أخبرني هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن عبدالله بن عمر قال: قال رجل في غزوة تبوك في مجلس: ما رأيت مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونا لا أكذب ألسنا ولا أجبن عند اللقاء.
فقال رجـل في المسجد: كذبت ولكنك منافق لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل القرآن فقال عبدالله بن عمر أنا رأيته متعلقا بحقب ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم تنكبه الحجارة وهو يقول يا رسول الله إنما كنا نخوض ونلعب ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول " أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون " الآية.
اذا كان هذا حدث في حديث عابر ومن مجاهد في الجيش الأسلامي وقابله القرآن بذلك وكيف تعامل رسول الله بأبي هو وأمي معه في هذا الأمر فما بالنا نأتي بألفاظ القرآن ونعرض بها.
فليحذر جميع الأحبه من ذلك الأمر ولنتقي الله في أنفسنا فجلودنا على النار لاتقوى، غفر الله لي ولكم وعفا عني وعنكم وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.