نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي

نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي (http://vb.alhilal.com/)
-   منتدى الثقافة الإسلامية (http://vb.alhilal.com/f55/)
-   -   وصايا محـــــــــــــــــــب (http://vb.alhilal.com/t151607.html)

خــــ لد ــــــا 19/04/2004 01:28 PM

وصايا محـــــــــــــــــــب
 
[ALIGN=CENTER]بسم الله الرحمن الرحيم[/ALIGN]

والصلاة والسلام على اشرف الخلق وسيد المرسلين محمد ابن عبدالله صلى الله عليه وسلم


[ALIGN=CENTER]وصايا محب [/ALIGN]


أخي الحبيب أختي الحبيبه: كم يعتريني خجل وحياء كلما رأيت قلمي يداعب الورقة لكتابة رسالة إليك، فأنا كالمدين الذي جاء يسدد الدين بعد فوات الأجل، تراه يسير بجانب الجدار ثم يطرق الباب، وهو يسأل الله ألا يفتحه الدائن بل أحــد أبنائـه الصغار، فيعطيه ما معه وينصرف سريعاً ليختفي عــنه ردحاً من الدهر.. وأحسب أني لا أختلف كثيراً عن ذلك المدين؛ فكم أتمنى أن أرسل هذه الرسالة مع أحد معارفك أو زملائك، أو لعل ريحاً تأتي فتحمل تلك الرسالة إليك وتريحني من عناء اللقاء المشوب بخجل المداينة؛ لكن طمعي وأملي في جميل طبائعك وكريم سجاياك سيجعلني أتجرأ لأقف بالرسالة بين يديك فأعطيكها دون خوف الدَّين والمدين.
مشاعر غريبة جداً اعتلجت في صدري حينما قرأت ما كتبته إليَّ حول طلبك النصيحة مني:
أهي شعور بالفرح لاستمرار الثقة والمودة بيننا؟
أم شعور بالخوف من عدم القدرة على أداء هذه المهمة؟
أم شعور محبط بنقصي الذي يمنعني من نصح من هم على مستوى عالٍ من الخلق والدين.
وبقيت أياماً لا أستطيع تحديد حقيقة مشاعري وموقفي تجاه تلك الرسالة، حتى استقر شأني على أمرين لا ثالث لهما: إما أن أكتب الرد، أو لا أكتبه.
وكان لكلٍ من هذين الأمرين داعيه الذي يلح عليَّ بالإجابة فأقف حائراً بينهما، ولكني عزمت على الكتابة أداءً للحق الواجب شرعاً بين المؤمنين، ولعلَّ الله - تعالى - أن ينفعني وإياك بهذه الوصايا:
[ALIGN=CENTER]الوقفة الأولى: رفيق الدرب![/ALIGN]أخي الفاضل... ما أشق الطريق وأبعد الغاية على الذين يسافرون وحدهم من غير صاحب يخفف عنهم عناء الطريق، ويدفع عنهم جهد السفر، والمسلم في هذه الحياة مسافر يحتاج إلى أنيس في سفره ومعين في جهاده حتى يصل لغايته وهدفه، ويا لسعادة ذلك المسافر إن كان رفيق دربه كيّساً تقياً! ويا لتعاسته إن كان غير ذلك!
إن المؤمن قوي بإخوانه ضعيف وحده، ولا يزال العبد في قوته ما دام آخذاً برفقة الخير والجلساء الصالحين "فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية"(1).
كم أشعر بالغباوة وأنا أسترسل في ذكر أهمية الأخ الصادق والرفقة الطيبة وهي حقيقة أصبحت من آكد المسلَّمات!
قد يستنكر بعض الشباب الذين قطعوا شوطاً كبيراً في الهداية حينما توصيه بالتزام الرفقة الصالحة والعض عليها بالنواجذ، وهم مخطئون بذلك الاستنكار؛ فالمؤمن في كل حال ومهما بلغ يظل محتاجاً لإخوانه، بل هذا نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم يوصيه ربه فيقول: (واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا) {الكهف: 28}.
فيا لغباء المستكبرين!!
[ALIGN=CENTER]الوقفة الثانية: وللرفيق بريق:[/ALIGN]من الخطأ بل من السذاجة أن نعتقد أن الشيطان سينسحب من المعركة في أول هزيمة له أو أنه سيتركنا مع أول وقفة جادة لنا مع أنفسنا.
ولئن أشرت إلى أهمية الرفقة الصالحة قبل قليل فلا بد من الإشارة إلى مزلقين هامين يحرص الشيطان على نصبهما لنا كثيراً:
المزلق الأول: أن نعتقد أنَّا قد وجدنا الرفيق الصالح بمجرد رفقتنا لمجموعة صالحة، ومن ثمَّ يعتقد الإنسان أنه مع جليس صالح بمجرد أن يكون مع رفقة بعمومها صالحة، وننسى أن النفع الأكبر إنما يكون من خاصة أولئك الصالحين، فبعض الناس ينتقي أردى الأصحاب ليقتبس أخلاقه ويتطبع بطباعه، ويهمل الأخيار والمتميزين منهم؛ لأنه في رفقةٍ الغالبُ عليها الصلاح، ولا يزال يتردى وينحط مع خليله ذاك حتى ينسى نفسه، ويفقد خيراً كثيراً.
وقد أشار الإمام ابن القيم إلى آفات الاجتماع بالإخوان فقال: "الاجتماع بالإخوان قسمان:
أحدهما: اجتماع مؤانسة الطبع وشغل الوقت؛ فهذا مضرته أرجح من منفعته، وأقل ما فيه أنه يفسد القلب ويضيع الوقت.
الثاني: الاجتماع بهم على التعاون على أسباب النجاة والتواصي بالحق والصبر؛ فهذا من أعظم الغنيمة وأنفعها، ولكن فيه ثلاث آفات:
تزيين بعضهم لبعض، والكلام والخلطة أكثر من الحاجة، وأن يصير ذلك شهوة وعادة ينقطع بها عن المقصود"(1).
المزلق الثاني: الاكتفاء بدور الأستاذ المربي، ومع شرف هذه المهمة وأهميتها إلا أن الاهتمام بمعاشرة أهل الفضل والعقل والتقوى من الجانب الآخر أمر مهم؛ لكي لا يكون عقل الرجل ـ مع مرور الوقت ـ عقل صبي في جسم رجل. والتوسط في كل الأمور حسن ومطلوب.
[ALIGN=CENTER]الوقفة الثالثة: حياة بلا روح:[/ALIGN]ما أقبح الحياة بلا روح! بل لا حياة بلا روح.. وكل مبتغٍ للحياة استمراراً من غير روح فهو كمن يرجو المحال.. يقول ـ تعالى ـ: وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا {الشورى: 52}.
سبحان الله! فقد سمَّى الله القرآن العظيم بالروح، فلا حياة حقة من غير كتاب الله ـ عز وجل ـ، ولا نعيم في الدنيا والآخرة من غير كتاب الله؛ فهو لذة المتلذذين ونعيم المتنعمين، وهو حبل الله المتين وصراطه المستقيم.
إن خير ما يربي به المرء نفسه وخير ما يربي به المربون أبناءهم جلسة خاشعة مع كتاب الله ـ عز وجل ـ خالية من كدر الدنيا، وخالصة من شوائب الحياة، وما أجمل الصلة بحبل السماء يوم تنقطع حبال الأرض! وما أجمل ولوج أبواب السماء يوم تغلق أبواب الأرض! وأعظم ما يكون الأُنس بكتاب الله ـ تعالى ـ حينما تهدأ العيون ويغط الناس بنومهم، فيقوم الصالحون يتلون كتاب الله ـ تعالى ـ بخشوع صادق، وإخبات تام، تحفهم الملائكة بالرحمة،( وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا){الإسراء: 78}.
احرص على قراءة كتاب الله وتفسيره وحفظه وتدبره والعيش معه في ورد خاص، ولا تقطع صلتك بكتاب الله، بعيداً عن كل ملهيات الدنيا وصوارف الحياة.
(وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم) {فصلت: 35}.
[ALIGN=CENTER]الوقفة الرابعة: أرحم الناس بالناس:[/ALIGN]أخي الكريم: كم تكون شفيقاً حينما تشاهد منكوباً يتألم، فتتألم لألمه وتبكي لبكائه.
وكم تكون رحيماً حينما تمد يدك بصدق من أجل مساعدته.
وكم تكون أرحم ممن سبق حينما تجهد نفسك في عونه ومساعدته، وتؤثره على نفسك.
لكن اعلم ـ رحمك الله ـ أنك من أرحم الناس بالناس يوم تدعوهم إلى الله، يوم تقدم لهم نور الهداية، وتنقذهم من ظلمة الغواية



وفي الختام اسأل الله قبول العمل ويجعله خالصاً لوجهه ولاتنسونا من دعائكم بظهر الغيب

عاشق &&& التمياط 19/04/2004 02:12 PM

جزاك الله خير على الموضوع ..


الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 01:37 AM.

Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd