
14/04/2004, 10:03 PM
|
زعيــم مميــز | | تاريخ التسجيل: 13/09/2003 المكان: !! KSA !!
مشاركات: 9,868
| |
الجهاد وأنواعه ومراتبه الجهاد وأنواعه ومراتبه
ألا تُجاهـد ؟
>
>
> تتوق نفوس للجهاد في سبيل الله ، وتطير شوقاً إليه ، ، فتـعلّقت
>بالثريا ، وهي تمشي على الثرى ، ولكنها رامَتْ عسيرا ، وتمـنّت عزيزاً .
> تحرّقوا على وضع أمّـتـهم ، غير أنهم اكتفوا من الغَنيمة بالغُنَيمة !
> فماذا صنع أصحابها ؟
> قعدوا خلف الصفوف ، فلا هُم بالذين بلغوا مُناهم ، ولا هم بالذين مشوا
>مع القافلة ، أو ساروا مع الرّكب .
>
> تركوا أبواب الجهاد المشرعة أمامهم ، ونظروا إلى أبواب لا سبيل إلى
>الوصول إليها
>
> تناسوا مراتب الجهاد ، التي ذكرها ابن القيم في الزّاد
>
> فللجهاد ثلاث عشرة مرتبة ذكرها ابن القيم ، فقال :
>
> الجهاد أربع مراتب :
>
> جهاد النفس ، وجهاد الشيطان ، وجهاد الكفار ، وجهاد المنافقين .
>
> ثم قال :
>
> فجهاد النفس أربع مراتب :
>
> إحداها : أن يجاهدها على تعلم الهدى ودين الحق الذي لا فلاح لها ولا
>سعادة في معاشها ومعادها إلا به، ومتى فاتها علمه شَقِيتْ في الدارين .
>
> الثانية : أن يجاهدها على العمل به بعد علمه ، وإلا فمجرد العلم بلا
>عمل إن لم يضرها لم ينفعها .
>
> الثالثة : أن يجاهدها على الدعوة إليه وتعليمه من لا يعلمه ، وإلا كان
>من الذين يكتمون ما أنزل الله من الهدى والبينات ولا ينفعه علمه ولا ينجيه من
>عذاب الله .
>
> الرابعة : أن يجاهدها على الصبر على مشاق الدعوة إلى الله وأذى الخلق
>ويتحمل ذلك كله لله ، فإذا استكمل هذه المراتب الأربع صار من الربانيين ، فإن
>السلف مجمعون على أن العالم لا يستحق أن يسمى ربانيا حتى يعرف الحق ويعمل به
>ويعلمه فمن علم وعمل وعلم فذاك يدعى عظيما في ملكوت السماوات . اهـ .
>
> ثم شرع - رحمه الله - في بيان ما يترتب على جهاد النفس ، فقال :
>
> وأما جهاد الشيطان فمرتبتان :
>
> إحداهما : جهاده على دفع ما يلقي إلى العبد من الشبهات والشكوك القادحة
>في الإيمان .
>
> الثانية : جهاده على دفع ما يلقي إليه من الإرادات الفاسدة والشهوات .
>
> وأما جهاد الكفار والمنافقين فأربع مراتب :
>
> بالقلب واللسان والمال والنفس ، وجهاد الكفار أخص باليد ، وجهاد
>المنافقين أخص باللسان .
>
> وأما جهاد أرباب الظلم والبدع والمنكرات فثلاث مراتب :
> الأولى ، باليد إذا قدر ، فإن عجز انتقل إلى اللسان ، فإن عجز جاهد
>بقَلْبِه .
>
> فهذه ثلاثة عشر مرتبة من الجهاد . و من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه
>بالغزو مات على شعبة من النفاق.
>
> ولا يتم الجهاد إلا بالهجرة ، ولا الهجرة والجهاد إلا بالإيمان ؛
>والراجون رحمة الله هم الذين قاموا بهذه الثلاثة قال تعالى : ( إِنَّ
>الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ
>أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) .
>
> وقال أيضا :
> وأما جهاد الكفار والمنافقين فقد يُكتفى فيه ببعض الأمة إذا حصل منهم
>مقصود الجهاد .
> وأكمل الخلق عند الله من كمل مراتب الجهاد كلها ، والخلق متفاوتون في
>منازلهم عند الله تفاوتهم في مراتب الجهاد ، ولهذا كان أكمل الخلق وأكرمهم على
>الله خاتم أنبيائه ورسله فإنه كمّل مراتب الجهاد وجاهد في الله حق جهاده وشرع
>في الجهاد من حين بعث إلى أن توفاه الله عز وجل . اهـ .
>
> تركوا هذه المراتب وغيرها
>
> نسُوا أن القيام على شؤون الأرامل والمساكين بمنـزلة الجهاد في سبيل
>الله .
>
> قال عليه الصلاة والسلام : الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في
>سبيل الله ، أو القائم الليل الصائم النهار . رواه البخاري ومسلم .
>
> وما ذلك إلا لِعِظم هذا الفعل ، ولأن هذا العمل مما يتعدّى نفعه .
>
> ودُونك يا رعاك الله هذا الباب من أبواب الجهاد قد فُتِح ، ألا وهو باب
>هذه العشر .
> التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم : ما العمل في أيامٍ أفضلُ من
>العمل في هذا العشر . قالوا : ولا الجهاد ؟ قال : ولا الجهادُ إلا رجل خرج
>يُخاطر بنفسه ومالِهِ فلم يرجع بشيء . رواه البخاري .
>
> فهذا باب من أبواب الجهاد ، وهذا عمل لا يعدله الجهاد ، إلا في حال
>واحدة : مَن خرج بنفسه ومالِه فلم ترجع ولا المال .
>
> ودونك بابا آخر فُتِح أيضا ، وهو الحج المبرور
> فعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : يا رسول الله نرى الجهاد أفضل
>العمل ، أفلا نجاهد ؟ قال : لا ، لكن أفضل الجهاد حج مبرور . رواه البخاري .
>
> وباب ثالث غَفَل عنه الكثير ، واستهان به كثير
> ألا وهو باب قدّمه النبي صلى الله عليه وسلم على الجهاد في سبيل الله .
> ففي الصحيحين من حديث ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال : سألت النبي صلى
>الله عليه وسلم : أي العمل أحب إلى الله ؟ قال : الصلاة على وقتها . قال : ثم
>أي ؟ قال : ثم بـرّ الوالدين . قال : ثم أي ؟ قال : الجهاد في سبيل الله .
>
> ولا يعني هذا التهوين من شأن الجهاد في سبيل الله ، إذ هو ذروة سنام
>الدّين ، ولكني أردت التنبيه والتذكير بهذه الأبواب المُشرَعة المفتوحة ،
>فدونك إياها فاختر ما شئت منها فادخُل ، وخذ ما يُناسبك منها واعمل ، ولا تكن
>كالـمُـنْـبَتّ لا أرضا قَطَع ، ولا ظهراً أبقى !
>
> دونك أبواب البر ، ومفاتيح الخير ، وطُرُق الأجر
> فانهض بعزم ، وسِـر بحزم
> ولا تتأخر أو تتقهقر
>
> قال ابن الجوزي :
> سار القوم ورجعتَ ، ووصلوا وانقطعتَ ، وذهبوا وبقيتَ ، فإن لم تلحقهم
>شقيتَ
>
> .
>
> أفلح قوم إذا دعوا وثبوا == لا يحسبون الأخطار إن ركِبوا
> سارُون لا يسألون ما فعل == الفجر ولا كيف مالَت الشهب
> عوّدهم هجرهم مطالبة == الراحة أن يَظفُروا بمـا طلبوا
>
> أيها المبارَك :
> لا تحقرن من المعروف شيئا
> لا تحقرن كلمة ، فرب كلمة أدخلت الجنة
> لا تستصغر نفسك ، فهمّتك مُعلّقة بالثريا
> لا تستهن بمقترح تُقدّمـه
> أو رأي تطرحـه
> أو مشورة تقوم بها
>
> فقد حُمِيت المدينة يوم الخندق برأي سلمان
> وانزاح عن النبي صلى الله عليه وسلم همّـه يوم الحديبية بمشورة أم سلمة
> وهزِمت جحافل المشركين يوم بدر بفضل من الله ثم برأي من الحباب بن
>المنذر
>
> إن باستطاعتك أن تفعل الكثير والكثير
> باستطاعتك كفالة يتيم
> أو رعاية أرملة
> أو من في حكمهم ، من زوجات المفقودين والمساجين .
> باستطاعتك دعوة كافر إلى الإسلام ، أو ضال إلى طريق الإيمان .
>
> هل سمعت قَسَم النبي صلى الله عليه وسلم ؟
>
> فقد قال لعليّ رضي الله عنه يوم خيبر : " فو الله لأن يهدي الله بك
>رجلا واحداً خير لك من أن يكون لك حُمْر الـنَّـعَـم " .
>
> هل استهنت بهذا الخير العظيم ، والثواب الجزيل ؟
>
> وأقعدك الشيطان عن العمل لهذا الدّين ، رجاء أن تظفر بالذروة !
> فتركك في الحضيض قاعداً عن العمل ، مُزهِّـداً لك سائر القُرُبات ،
>ومُحقّرا في عينك بقية الطّاعات !
>
> وقد يقول قائل : وهل يُمكن أن يأمر الشيطان بالإحسان ؟!
>
> فأقول : نعم
>
> وذلك أنه يأمر بالعمل المفضول ليترك المسلم العمل الفاضل .
>
> فهل تتصوّر أن يأمرك الشيطان بقراءة القرآن ؟!
>
> الجواب : نعم
>
> متى وكيف ؟
>
> ربما أمرك بقراءة القرآن ليُفوّت عليك عملاً فاضلا حاضراً ، كأن يأمرك
>بقراءة القرآن وقت الأذان أو وقت الأذكار ، فهذه تفوت ويفوت وقتها ، وقراءة
>القرآن لا يفوت وقتها .
>
> وربما أمرك بصلاة النافلة وترك ما يكون نفعه أعظم ، من بِـرّ والد ،
>وصلة رحِـم ، وعيادة مريض ، واتّباع جنازة ، ونُصرة مظلوم ، وإغاثة ملهوف ،
>ورعاية يتيم أو أرملة ... إلى غير ذلك .
>
> وقد ذكر ابن القيم رحمه الله سبع عقبات يقعد فيها الشيطان لابن آدم ،
>فذكر منها :
>
> العقبة السادسة : وهي عقبة الأعمال المرجوحة المفضولة من الطاعات ،
>فأمَرَهُ بـها [ يعني الشيطان يأمره بها ] ، وحسّنها في عينه وزيّنها له ،
>وأَراه ما فيها من الفضل والربح ليشغله بـها عما هو أفضل منها وأعظم كسبا
>وربحاً ، لأنه لما عجز عن تخسيره أصل الثواب طمع في تخسيره كماله وفضله
>ودرجاته العالية فشغله بالمفضول عن الفاضل ، وبالمرجوح عن الراجح ، وبالمحبوب
>لله عن الأحبّ إليه ، وبالمرضي عن الأرضى له . ولكن أين أصحاب هذه العقبة ؟
>فهم الأفراد في العالم ، والأكثرون قد ظفِر بـهم في العقبات الأول ، فإن نجا
>منها بفِقْهٍ في الأعمال ومراتبها عند الله ومنازلها في الفضل ، ومعرفة
>مقاديرها والتمييز بين عاليها وسافلها ، ومفضولها وفاضلها ، ورئيسها ومرؤسها ،
>وسيدها ومَسُودِها ، فإن في الأعمال والأقوال سيداً ومسوداً ، ورئيسا ومرؤوسا
>، وذروة وما دونـها ، كما في الحديث الصحيح : سيد الاستغفار أن يقول العبد :
>اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت .. الحديث ، وفي الحديث الآخر : الجهاد ذروة
>سنام الأمر ... ولا يقطع هذه العقبة إلا أهل البصائر والصدق من أولى العلم
>السائرين على جادة التوفيق قد أنْـزَلُوا الأعمال منازلها ، وأعطوا كل ذي حق
>حقه . انتهى كلامه رحمه الله .
>
> فحــتّـــــــــــــامَ أنت جالس لا تُجاهد ؟!
>
> حـتّـام : تعني : حتى متى !
>
> والله يتولاك
> |