23/03/2004, 10:22 PM
|
زعيــم فعــال | | تاريخ التسجيل: 09/03/2002
مشاركات: 359
| |
في رائعة للشاعر عبد الرحمن العشماوي في الشيخ الشهيد أحمد ياسين [ALIGN=CENTER]أكسبوكَ من السِّباقِ رِهانا **** فربحتَ أنتَ وأدركوا الخسرانا
هم أوصلوك إلى مُنَاكَ بغدرهم **** فأذقتهم فوق الهوانِ هَوانا
إني لأرجو أن تكون بنارهم **** لما رموك بها، بلغتَ جِنانا
غدروا بشيبتك الكريمة جَهْرةً **** أَبشرْ فقد أورثتَهم خذلانا
أهل الإساءة هم، ولكنْ ما دروا **** كم قدَّموا لشموخك الإحسانا
لقب الشهادةِ مَطْمَحٌ لم تدَّخر **** وُسْعَاً لتحمله فكنتَ وكانا
يا أحمدُ الياسين، كنتَ مفوَّهاً **** بالصمت، كان الصَّمْتُ منكَ بيانا
ما كنتَ إلا همّةً وعزيمةً **** وشموخَ صبرٍ أعجز العدوانا
فرحي بِنَيْلِ مُناك يمزج دمعتي **** ببشارتي ويُخفِّف الأحزانا
وثََّقْتَ باللهِ اتصالكَ حينما **** صلََّيْتَ فجرك تطلب الغفرانا
وتَلَوْتَ آياتِ الكتاب مرتِّلاً **** متأمِّلاً تتدبَّر القرآنا
ووضعت جبهتك الكريمةَ ساجداً **** إنَّ السجود ليرفع الإنسانا
وخرجتَ يَتْبَعُكَ الأحبَّة، ما دروا **** أنَّ الفراقَ من الأحبةِ حانا
كرسيُّكَ المتحرِّك اختصر المدى **** وطوى بك الآفاقَ والأزمانا
علَّمتَه معنى الإباءِ، فلم يكن **** مِثل الكراسي الراجفاتِ هَوانا
معك استلذَّ الموتَ، صار وفاؤه **** مَثَلاً، وصار إِباؤه عنوانا
أشلاءُ كرسيِّ البطولةِ شاهدٌ **** عَدْلٌ يُدين الغادرَ الخوَّانا
لكأنني أبصرت في عجلاته **** أَلَماً لفقدكَ، لوعةً وحنانا
حزناً لأنك قد رحلت، ولم تَعُدْ **** تمشي به، كالطود لا تتوانى
إني لَتَسألُني العدالةُ بعد ما **** لقيتْ جحود القوم، والنكرانا
هل أبصرتْ أجفانُ أمريكا اللَّظَى **** أم أنَّها لا تملك الأَجفانا؟
وعيون أوروبا تُراها لم تزل **** في غفلةٍ لا تُبصر الطغيانا
هل أبصروا جسداً على كرسيِّه **** لما تناثَر في الصَّباح عِيانا
أين الحضارة أيها الغربُ الذي **** جعل الحضارةَ جمرةً، ودخانا
عذراً، فما هذا سؤالُ تعطُّفٍ **** قد ضلَّ من يستعطف البركانا
هذا سؤالٌ لا يجيد جوابَه **** من يعبد الأَهواءَ والشيطانا
يا أحمدُ الياسين، إن ودَّعتنا **** فلقد تركتَ الصدق والإيمانا
أنا إنْ بكيتُ فإنما أبكي على **** مليارنا لمَّا غدوا قُطْعانا
أبكي على هذا الشَّتاتِ لأُمتي **** أبكي الخلافَ المُرَّ، والأضغانا
أبكي ولي أملٌ كبيرٌ أن أرى **** في أمتي مَنْ يكسر الأوثانا
يا فارسَ الكرسيِّ، وجهُكَ لم يكنْ **** إلاَّ ربيعاً بالهدى مُزدانا
في شعر لحيتك الكريمة صورةٌ **** للفجر حين يبشِّر الأكوانا
فرحتْ بك الحورُ الحسانُ كأنني **** بك عندهنَّ مغرِّداً جَذْلانا
قدَّمْتَ في الدنيا المهورَ وربما **** بشموخ صبرك قد عقدتَ قِرانا
هذا رجائي يا ابنَ ياسينَ الذي **** شيَّدتُ في قلبي له بنيانا
دمُك الزَّكيُّ هو الينابيع التي **** تستقي الجذور وتنعش الأَغصانا
روَّيتَ بستانَ الإباءِ بدفقهِ **** ما أجمل الأنهارَ والبستانا
ستظلُّ نجماً في سماءِ جهادنا **** يا مُقْعَداً جعل العدوَّ جبانا[/ALIGN] |