![قديم](images/coc/images/statusicon/post_old.gif)
23/03/2004, 10:41 AM
|
![الصورة الرمزية الخاصة بـ srabالهلال](images2/images14/images/avatars/salman.png) | زعيــم مميــز | | تاريخ التسجيل: 07/12/2002 المكان: السعودية - البديعه
مشاركات: 2,602
| |
الأستغفار وأثره ؟؟؟؟ تجربة :
في أحد الأيام كنت في اختبار مادة الحديث وقد واجهني سؤال صعب جداً وبأت في التفكير غير أنني لم أحصل على الإجابة ثم تذكرت قصة رواها الشيخ عائض القرني عن شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله حيث قال :
كان الشيخ إذا استشكلت عليه مسألة استغفر الله عز وجل حتى يفتح الله عليه . وبدأت بالفعل استغفر حتى فتح الله علي وأتممت الحل وهذا بتوفيق من الله تعالى ثم بفضل الاستغفار الذي غفل عنه الكثير وما علم هؤلاء أن بسببه ينزل الله المطر ويولد للإنسان أو لم تقرؤوا سورة نوح .... والله ولي التوفيق. ((منقول))
[ALIGN=CENTER]الاستغفار[/ALIGN]
مدخل:
لقد تحدث القرآن الكريم في عديد من آياته الشريفة عن الاستغفار،سواء بلسان الحث والترغيب فيه ببيان آثاره وفوائده المادية والمعنوية، كما في قوله تعالى:- ( وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعاً حسناً إلى أجل مسمى ويؤت كل ذي فضل فضله)[1].
أو بلسان الدعاء على لسان الصالحين كما في قوله تعالى:- ( ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم)[2].
إلى غير ذلك من الأساليب والصيغ مثل صيغة بيان أسباب المغفرة وحصولها، أو صيغة مهلة المغفرة وانسداد أبوابها، أو توضيح الطريق لحصول المغفرة ووقوعها.
وقد ورد في فضل الاستغفار وآثاره روايات عديدة، منها أنه خير الدعاء، كما ورد فيه أيضاً: إن للقلوب صدأ كصدأ النحاس فاجلوها بالاستغفار.
وكذلك ورد: إذا اكثر العبد من الاستغفار رفعت صحيفته وهو يتلألأ[3].
هذا وقد يكون الاستغفار واجباً لأنه يعبر عن التوبة إلى الله تعالى والإنابة إليه من الذنب الذي ارتكبه الإنسان.
والتوبة إلى الله التي يعبر عنها الاستغفار من الواجبات الشرعية الإلهية، ولذلك فإن تركها معصية وذنب قد يحول الذنوب الصغيرة إلى ذنوب كبيرة. وفعلها حسنة يحول الذنوب الكبيرة إلى رحمة ومغفرة إلهية. فقد ورد في الحديث الشريف: لا صغيرة مع الإصرار ولا كبيرة مع الاستغفار[4].
وقد فسر الإصرار في النصوص بترك الاستغفار والتوبة[5].
ففي رواية عن الإمام أبي عبد الله الصادق(ع) عن أبيه الباقر(ع) عن رسول الله(ص) قال: أربع من كن فيه كان في نور الله الأعظم: من كان عصمة أمره شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله(ص)، ومن إذا أصابته مصيـبة قال: إن لله وإنا إليه راجعون، ومن إذا أصاب خيراً قال: الحمد لله رب العالمين، ومن إذا أصاب خطيئة قال: استغفر الله وأتوب إليه[6].
وفي معتبرة معاوية بن وهب قال: سمعت أبا عبد الله(ع) يقول: إذا تاب العبد توبة نصوحاً أجله الله فستر عليه في الدنيا والآخرة. قلت: وكيف يستر عليه؟ قال: ينسي ملكيه ما كتبا عليه من الذنوب، ويوحي إلى جوارحه: اكتمي عليه ذنوبه، ويوحي إلى بقاع الأرض اكتمي ما كان يعمل عليك من الذنوب، فيلقى الله حين يلقاه وليس شيء يشهد عليه بشيء من الذنوب[7].
التوبة النصوح:
ولقد ورد في النصوص الشريفة تفسير التوبة النصوح، بأنه أن يكون باطن الرجل كظاهره، أو أفضل[8].
أهمية الاستغفار:
وقد ورد في أهمية الاستغفار عن أبي عبد الله(ع) قوله: ما من مؤمن يقارف في يومه وليلته أربعين كبيرة فيقول وهو نادم: استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم بديع السموات والأرض ذا الجلال والإكرام، وأسأله أن يصلي على محمد وآله وأن يتوب عليّ إلا غفرها الله له، ولا خير فيمن يقارف في يومه أكثر من أربعين كبيرة[9].
وقد في الاستغفار أيضاً أنه من أركان الإيمان[10].
تشخيص حد الاستغفار:
هذا وقد ورد في أحاديث أهل البيت(ع) تشخيص الحد للاستغفار، وأنه لابد أن يكون حقيقياً نابعاً من القلب والوجدان، مقروناً بالندم على الذنب وبالعزم على تركه. فقد جاء في كتاب تحف العقول في حديث كميل بن زياد مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع) أنه قال: قلت: يا أمير المؤمنين، العبد يصيب الذنب فيستغفر الله منه، فما حد الاستغفار؟ قال: يا ابن زياد التوبة. قلت: بس؟ قال: لا ، قلت: فكيف؟ قال: إن العبد إذا أصاب ذنباً يقول: استغفر الله بالتحريك، قلت: وما التحريك؟ قال: الشفتان واللسان يريد أن يتبع ذلك بالحقيقة، قلت: وما الحقيقة؟ قال: تصديق في القلب وإضمار أن لا يعود إلى الذنب الذي استغفر منه. قال كميل: فإذا فعلت ذلك فأنا من المستغفرين؟ قال: لا، قال كميل: فكيف ذلك؟ قال: لأنك لم تبلغ إلى الأصل بعد. قال كميل: فأصل الاستغفار ما هو؟ قال: الرجوع إلى التوبة من الذنب الذي استغفرت منه، وهي أول درجة العابدين. وترك الذنب والاستغفار اسم واقع لمعان ست:
أولها: الندم على ما مضى.
والثاني: العزم على ترك العود أبداً.
والثالث: أن تؤدي حقوق المخلوقين التي بينك وبينهم.
والرابع: أن تؤدي حق الله في كل فرض.
والخامس: أن تذيب اللحم الذي نبت على السحت والحرام حتى يرجع الجلد إلى عظمه، ثم تنشئ فيما بينهما لحماً جديداً.
والسادس: أن تذيق البدن ألم الطاعات كما أذقته لذات المعاصي[11].
المبادرة في الاستغفار:
ثم لابد في الاستغفار من المبادرة إليه وعدم التأخير، كما ورد في القرآن الكريم الإشارة إلى، قال تعالى:- ( والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم)[12].
كما ورد في الروايات التأكيد على ذلك، ففي حديث معتبر عن أبي عبد الله(ع) قال: من عمل سيئة أجل فيها سبع ساعات من النهار، فإن قال: استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ثلاث مرات لم تكتب عليه[13].
أفضل الاستغفار:
ثم إن أفضل الاستغفار ما يكون مقروناً بالإقرار بالذنب وتسميته بعنوانه واسمه الخاص أو بعنوانه العام.
فعن أبي جعفر(ع) قال: والله ما ينجو من الذنب إلا من أقر به. وقال(ع) أيضاً: كفي بالندم توبة[14].
الذنب تمرد:
ولا يخفى أن الذنب تمرد على الله تعالى وخروج عن طاعته وعبوديته، ولذلك إذا كان الذنب جهراً كان أدعى إلى العقوبة ومستوجباً لما هو الأشد منها، وأما إذا تستر به العبد حياء من الله تعالى، ومن الذنب فهو نوع من ضعف الإرادة أمام الشهوات، ولكنه في نفس الوقت يعبر عن مكنون نفسي في نفس الإنسان ينبئ عن الخشية ويكون داعياً للإنابة والرجوع إلى الله تعالى وطلب المغفرة منه.
فقد جاء عن إمامنا الضامن أبي الحسن الرضا(ع) عن رسول الله(ص) أنه قال: المستـتر بالحسنة يعدل سبعين حسنة، والمذيع بالسيئة مخذول، والمستـتر بالسيئة مغفور له[15].
خاتمة:
بقي أيها الأحبة أن نتوجه إلى أن للاستغفار أوقاتاً، ينبغي على المرء أن يحرص على استغلالها، لأن الاستغفار فيها أفضل من بقية الأوقات، كما أن الاستغفار فيها مقبول.
ومن خير الأوقات بل أفضلها شهر رمضان المبارك الذي نعيش هذه الأيام إطلالته، ونأس بحلوله، فلا يفوتنا هذا الشريف، وهو شهر الاستغفار، شهر المغفرة، وهو شهر فيه ليلة الاستغفار، شهر ليلة القدر.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] سورة هود الآية رقم 52.
[2] سورة الزمر الآية رقم 53.
[3] جامع أحاديث الشيعة ج 15 ح 1،و 3، و 11.
[4] وسائل الشيعة ج 11 ح 3 ص 268.
[5] المصدر السابق ح 4.
[6] المصدر السابق ح 18.
[7] المصدر السابق ح1.
[8] المصدر السابق ح 1و 2.
[9] المصدر السابق ح 3.
[10] المصدر السابق ح 9.
[11] تحف العقول ص 197.
[12] سورة آل عمران الآية رقم 135.
[13] وسائل الشيعة ج 11 ص 351 ح 2.
[14] المصدر السابق ح 1 ص 347.
[15] المصدر السابق ح 1 ص 350. |