بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين ، سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،، وبعد
فلا يخفى على أحد من البشر فضل الوالدين على الأولاد والحقوق المترتبة على هذا الفضل .
ولكن موضوعنا اليوم سيكون بخصوص آكد الحقوق وهي رعايتهم عند الكبر ، حيث تكون الحاجة الماسة للرعاية والعناية ، وما نلحظه في هذا العصر من تضجر بعض الأبناء هداهم الله عندما يكون الوالدان بحاجة لهم فهو نذير سوء والعياذ بالله والأولى هو تحمل أعبائهما وخصوصاً عند المرض فكم وكم سهرا وتعبا حزنا على هذا الولد أفلا يحسن به أن يرد ولو بعض الجميل لهما .والتضجر إنما يكون بأي قول أو فعل يعلو على قولهما أو فعلهما ولو بنظرة قوية أو غريبة تجاههما . فعن مجاهد رضي الله عنه في قوله تفسير قوله تعالى { إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف } قال : فيما تميط عنهما من الأذى من الخلاء والبول كما كانا لا يقولانه فيما كانا يميطان عنك من الخلاء والبول وعن الحسن بن علي رضي الله عنهما مرفوعا : لو علم الله شيئا من العقوق أدنى من ـ أف ـ لحرمه .وعن الحسن رضي الله عنه أنه سئل ما بر الوالدين قال : أن تبذل لهما ما ملكت وأن تطيعهما فيما أمراك به إلا أن يكون معصية ، وعن الحسن رضي الله عنه أنه قيل له إلامَ ينتهي العقوق قال أن يحرمهما ويهجرهما ويحد النظر إلى وجههما ، وعن الحسن رضي الله عنهما في قوله تعالى :{ وقل لهما قولا كريما } قال : يقول يا أبتاه
يا أماه ولا يسميهما بأسمائهما ، وعن زهير بن محمد رضي الله عنه في قوله تعالى : { وقل لهما قولا كريما } قال : إذا دعواك فقل لهما لبيكما وسعديكما ، وعن عروة في قوله تعالى : { واخفض لهما جناح الذل من الرحمة } قال : تلين لهما حتى لا يمتنعا من شيء أحباه وعن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله تعالى : { واخفض لهما جناح الذل من الرحمة } يقول اخضع لوالديك كما يخضع العبد للسيد الفظ الغليظ ، وعن عطاء بن أبي رباح رضي الله عنهما في قوله تعالى :{ واخفض لهما جناح الذل من الرحمة } قال: لا ترفع يديك عليهما إذا كلمتهما ، وعن عروة رضي الله عنه في قوله تعالى :{ واخفض لهما جناح الذل من الرحمة } قال : إن أغضباك فلا تنظر إليهما شزراً فإنه أول ما يعرف غضب المرء بشدة نظره إلى من غضب عليه ، . وعن زهير بن محمد رضي الله عنه في قوله { واخفض لهما جناح الذل من الرحمة } قال : إن سباك أو لعناك فقل رحمكما الله غفر الله لكما . وعن أبي مرة مولى عقيل أن أبا هريرة رضي الله عنه كانت أمه في بيت وهو في آخر فكان يقف على بابها ويقول : السلام عليك يا أمتاه ورحمة الله وبركاته فتقول : وعليك يا بني فيقول : رحمك الله كما ربيتني صغيرا فتقول : رحمك الله كما بررتني كبيرا .

اعداد :
الكاتب النحرير
جدة ـ بوابة الحرمين الشريفين
الجمعة المباركة 12 / 1 / 1422هـ