لعلّي أعود بكم قليلاً للوراء وبالتحديد لموسم رياضي لا ينسى ، ألا وهو عام 1418هـ ، حيث كان الهلال مستقراً إدارياً بقيادة الرئيس الذهبي بندر بن محمد ، وفنياً بقيادة صائد البطولات ، والفريق يعج بالنجوم أمثال يوسف الثنيان وسامي الجابر وخالد التيماوي وعبد الله الشريدة و فيصل أبو أثنين و خميس العويران وأحمد الدوخي وغيرهم من نجوم الوزن الثقيل الذين يمنح أحدهم أي فريق يلعب له ثقلاً غير هيّن فما بالكم وهم مجتمعون في فريق واحد وكانوا في أوج النجومية ، فقد تصدر الهلال الدوري من بدايته رغم بدايته بغير لاعبي المنتخب ، وفي هذا العام حقق الهلال بطولة الدوري وكأس الأندية الخليجية وبشكل عام كان مستوى الهلال ثابتاً رغم بعض الهفوات التي لا تحجب مكانه الزعيم كفريق مرعب ومخيف ، ولكن !!؟؟

بعد خسارة الهلال للبطولة الآسيوية في كوريا على ما أضن ألغي عقد المدرب ومع بداية العام الجديد1419هـ حقق الهلال بطولة الصداقة الدولية بفريق جلّه من الفريق الرديف و نجوم الشباب، وتم التعاقد مع المدرب هولمان وبدأ التخبط الفني وتم التعاقد مع المدرب الوطني خليل الزياني ( يمين يمين ) وبكل صراحة كان الهلال يعج بالنجوم سواء المحليين أو المحترفين ولكن !!؟؟ كان خليل الزياني ( أقل من مستوى الهلال) أو بأمانه ( لم ينجح ) فقد كان الفريق يمشي ببركه لاعبيه المرعبين فتصدر الدوري وتأهل لنهائي كاس ولي العهد، ولكن كان هذا الموسم موسماً استثنائيا فرغم النجوم إلا أن الفراغ الإداري والإهمال الشرفي و فضائح بعض اللاعبين وعدم توفيق الجهاز الفني و التخبط التحكيمي والكاميرا الخفية التي لا تخرج إلا في مباريات الهلال، حجبت الهلال وقهرت نجومه !!

عام جديد وهو عام 1420هـ كان الهلال في العام الذي قبله سقط سقطة أرى سببه إداري بحت وبعدها إعتذر الأمير بندر عن الأخطاء ووعد بالتصحيح في العام المقبل وهو عام 1420هـ ووعد فأوفى أبو محمد فكان هنالك إستنفاراً شرفياً حيث حقق الهلال في هذا العام رباعية تاريخية وهي كأس الإتحاد وكأس المؤسس وكأس آسيا وكأس ولي العهد ولم يتأهل للمربع الذهبي لظروف فنية ألغي بسببها عقد المدرب لوري ساندري وثبت في هذا الموسم أن الهلال مستقر إدارياً وتداركت وضعه فنياً بالتعاقد مع الجنرال يوردانيسكو فحقق الهلال ثلاث بطولات عظمى غير كأس الإتحاد التي تحققت في عهد لوري ساندري، وفي المقابل ثبت أيضاً أن الهلال بخير وأن ما حدث العام الذي سبق هذا الموسم هو كبوة جواد سرعان ما عاد بعدها الهلال بطلاً عظيماً.

بعد نهاية الموسم كانت نهاية الفترة الرئاسية للأمير بندر بن محمد، وحزُن الهلاليون لذلك كثيراً كون أبو محمد رئيساً وإدارياً محنكاً لا يُشق له غبار، فبدأ الموسم الذي بعده متعثراً إدارياً ولكن لم يمنع الهلال من تحقيق بطولة الصداقة الدولية، وبعدها تولى الأمير سعود بن تركي رئاسة النادي وسط ترقب ماذا سيعمل هذا الرئيس المغمور القادم من رئاسة نادي الدرعية، فكانت البداية متعثرة وخروج أمام الأنصار من كأس الإتحاد، ولكن سرعان ما عاد الهلال ليصحوا ويحقق كأس الكؤوس العربية أمام المنافس التقليدي وبعدها كأس السوبر أما شيميزو الياباني إلا أن المستوى الفني لم يروق لمحبي الزعيم رغم تحقيق البطولتين الكبرى، فتم إلغاء عقد مدرب الهلال بلاتشي تحت ذريعة هروبه، وتم التعاقد مع المدرب المغمور سافيت الذي لم يضف جديداً سوى المزيد من الهبوط الفني فحقق بطولة النخبة العربية بالبركة وبمعجزة غير متوقعه فما لبث الهلال أن خرج من كأس ولي العهد في مباراة ماراثونية مع الإتحاد خسرها الهلال على أرضه وبين جمهوره بفعل سوءه وتصرفات إداري الفريق مع قائد الفريق يوسف الثنيان، وبعدها خرج الهلال والجميع مصدوم من الخروج المريع، فبعدها بدأت مشكلة الإداري الشهيرة مع عدد من لاعبي وإداريي وشرفي النادي، فخرج الهلال أمام النصر رغم الظلم التحكيمي إلا أن التخبط الفني لا يعذر من السقوط أيضاً إلا أن الهلال صالح جماهيره بالسوبر السعودي المصري إن لم تكن ذات الوزن الكبير بمثل الدوري أو الكأس!!

عندها يا أحباب بدأت الجماهير تضع أيديها على قلوبها فأعتزل التيماوي رغم صحة قرارة وأجبر فيصل أبو أثنين على الاعتزال قسراً رغم أن قائد الفريق في بطولتي السوبر والعرب، وبدأ عامل السن يدب في الفريق حيث أن أغلب لاعبي الفريق من كبار السن وهذا الكلام كان عام 1421هـ وبدأ المسلسل رغم تحقيق الهلال لخمس بطولات إلا أن هذا الأمر لم يكن عائقاً أمام الجماهير لتشخيص أحوال الفريق !!

في العام الذي بعده 1422هـ كان عاماً سيئاً إدارياً وفنياً لا من ناحية المدرب جورج ولا من ناحية العناصر فالهلال بدأ يئن و ازدادت مصائبه بانتقال اللاعب الفذ خميس العويران لنادي الإتحاد بطريقة محزنة لا من ناحية الإتحاد بل من ناحية الهلال الذي فرط به عنوة للأسف لقناعات إدارية لم تراعي مصلحة الهلال وبدأ أعضاء الشرف يكفون أيديهم عن النادي وكأنهم يرسلون رسالة لسعود بن تركي مفادها ( نحن لا نريدك ) تواصل السقوط هذا الموسم بداية من خروج الهلال من كأس ولي العهد واشتعال مشكلة شخصية بين عدد كبير من اللاعبين والإداري فهد المصيبيح كان ضحيتها الهلال فتوالت المصائب على الهلال فألحق كأس ولي العهد بكأس النخبة في تونس رغم تغيير المدرب آرثر والتعاقد مع المدرب الكولومبي ماتورانا فلم يتغير شيئياً وبقي الهلال على ما هو عليه فحقق الهلال كأس الكؤوس الآسيوية بالبركة وبالهدف الذهبي أمام فريق متواضع وهو هيونداي الكوري وعاد الهلال وحقق كأس الدوري الذي لعب فيه على النهائي بصفته الأول، إلا أن الهلال لم يكن هو الهلال المعروف وانتهى الموسم والجميع متخوف من وضع الهلال المتردي وهو عبارة عن سقوط إستراتيجي وليس سقوطاً عابر أو كبوة جواد فقد كان واضحاً أن الهلال سيعاني كثيراً ولم يلبث الهلال حتى صدم بخسارة كأس السوبر الآسيوي أمام سامسونج الكوري عندها لم يحتمل الأمر أكثر من ذلك فلم يجد رئيس الهلال سعود بن تركي بداً من الاستقالة وسط سرور الجمهور الهلالي لأسباب كثيرة لاتهم كثيراً بالمقارنة مع انهيار الهلال انهياراً إستراتيجياً سيعاني منه طويلاً ما لم يقف رجال الهلال وقفة صادقة وتصرف عشرات الملايين لإنقاذ ما يمكن إنقاذه والمحافظة على سمعة الزعيم إلا أن ما كان يميز الهلال مع الفرق الأخرى خصوصاً المحلية هو سببين أولهما الرهبة والخوف من الهلال أو بالأحرى ( اسم الهلال ) إضافة لتردي مستويات الفرق أيضاً !!

عموماً سقط الهلال وسقطت الإدارة وبقي لاعبون بلا إدارة حيث لم يكن أمام الهلاليين إلا أن يتسلم زمام الأمور إلا فواز المسعد مرة أخرى فبدأ الهلال الموسم بخسارة كأس الإتحاد أمام الأهلي وكان المستوى هابط، لأبعد درجة وفي رمضان جاء الأمير عبد الله بن مساعد وأوضح ما كانت الجماهير الهلالية تخشاه منذ سنوات فاعترف بصعوبة موقف الهلال وأن الهلال مشكلته في عناصر الفريق وهم اللاعبين إضافة إلى أن عقود نجوم الفريق الذين يعّول عليهم تنتهي عقودهم في وقت واحد فسبب هذا الأمر مشكلة لإدارة عبد الله بن مساعد إلا أن الجماهير ارتاحت نفسياً وتنازلت أيضاً عن بطولات الموسم بسبب وحيد وهو أن الأمير عرف المشكلة الحقيقة التي يمر بها الهلال وستسبب له المشاكل مستقبلاً وفي معمعة الموسم الذي كانت بدايته بماتورانا ثم بإلغاء عقدة والتعاقد مع بلاتشي الذي لم يلبث كثيراً بعد خروج الهلال خالي الوفاض من بطولة الخليج قامت الإدارة بخطوة جيدة وهي التعاقد مع مدرب تعّول عليه الإدارة وخططت للتعاقد معه من بداية الموسم إلا أنها رأت أن الهلال وضعه سيئ فرأت تسليمه زمام الأمور ليتعرف أكثر على الفريق ليبدأ بناء الفريق في العام الذي يليه، إلا أن الهلال حقق كأس ولي العهد قد يكون وضع الهلال جيداً إلا أن السبب نفسياً أكثر من أي شيء آخر، فانتهى الموسم فبدأت الجماهير تتحدث عن اكتساح الموسم القادم وتحقيق البطولات الثلاث فبدأت الإدارة بمعسكر نموذجي في هولندا وهو استعداد مبكر يحسب للإدارة إلا أن الذي لم يروق للجمهور الهلال رغم نجاح الإدارة نظرياً هو التجديد في الفريق فالجمهور كان يعتقد أن الهلال سيستغنى عن عدد كبير من اللاعبين منتهيي الصلاحية إلا أن الإدارة فاجأت الجميع بالتجديد معهم أمثال المسعري والمفرج و والنزهان ومن لم يحظرني اسمه غيرهم، عموماً كان التفاؤل يسود المجتمع الهلالي ولكن بعد مجيء الهلال للرياض لعب مباراة تجريبية أمام الخليج في النادي رأيت فيها أن المدرب قد خلط الأمور ولعب بلاعبين بغير مراكزهم فتضايق الجميع وأحس البعض بأن المدرب سيقود الهلال للهاوية، إلا أن البعض تريث قليلاً ولم يحكم على المدرب بسرعة، - وبالمناسبة فأنا أعرف عدداً من الأخوة قد حكم على المدرب من العام الماضي وعرفوه وقالوا انه لا يفقه ولا يفهم ولا يصلح لتدريب الهلال – فبدأ الموسم بمستويات باهته وغير مقنعة رأى الجهاز الفني أنها ترجع لظروف اللاعبين من إصابات وغيابات إلا أن السبب غير مقنع إلا أن الجمهور لا يريد الاستعجال وكذلك الإدارة وهذا يحسب لها ولكن !!؟ انتصف الموسم وبان المدرب على حقيقته وواصلت الإدارة تكابر على بقاء هذا الغبي فصدم الجميع بخروج مخزي من بطولة كأس ولي العهد رغم أن من بتابع ويمعن النظر في الفريق يكاد يجزم أن الهلال لن يحقق بطولة ، رغم أن الهلال عناصرياً بالمقارنة مع الفرق الأخرى مؤهل للحصول على بطولة رغم تحفظي أيضاً على الفريق عناصرياً ولكن إذا قورن بالغير وجد سبب التفاؤل وها نحن نمر كهلاليين نمر بظروف نوعية لم نمر بها طوال معرفتنا بالهلال فالكل يتقاذف مع الآخر بداية من تفكك الجماهير وتشكلها كأحزاب وجماعات وفي الأخير ما نراه جاثماً أمامنا فتطور الأمر لأعضاء الشرف وللاعبين والجهاز الفني فلم نعهد لاعباً خرج كما فعل سامي بعض النظر عن صحة ما قاله أو عن نيته إلا أنه أمر لم يعهد ولم يكن أمراً مرغوباً في ظهوره وأتحدى أي شخص يؤيد الذي حصل إلا أن يقول ( قال وش اللي حدك على المر قال اللي أمر منه ) وفي المقابل يخرج عضو محسوب على الإدارة ليرد والمدرب يقال أو يستقيل والإدارة تلوح بالاستقالة ، فهذه النتائج لم تكن لتخرج بسبب هزيمة الأهلي ، إلا أنها إثبات حقيقي على أن جملة المشاكل والانهيار الهلالي الداخلي وانشقاق الصف سبب رئيسي فيما آل إليه الفريق من حال يرثى لها ، فالخسارة تمر وتزول صحيح أن لها مسببات إلا أن ما نراه هو إنهيار وسقوط مفجع ليس بالأمر الهين ، فسقوط كهذا يجب أن لايمر مرور الكرام ومحاولة انتشال الفريق بل العمل على معرفة أسبابة وحيثيات المشكلة من بدايتها منذ سنوات فالسقوط كما أسلفت هو أخطاء إستراتيجية في الفريق منذ سنوات وليست أخطاء عابرة يمكن حلها بسهولة !! وفي رأيي أن الحل موجود ولكن يحتاج إلى عمل جبار ليس على الورق بل على أرض الواقع وهي:
• التفاف أعضاء الشرف القوي ودعم الفريق مادياً ومعنوياً والبحث عن مصادر دخل أخرى ( بشرط ) أن لا يكون هو الهدف الأساسي كما هو معمول به في الإدارة الحالية.
• تكوين مجلس إدارة قريب من النادي ليعتمد على الأسماء من الأساتذة والمثقفين بشكل أساسي بل يعتمد على أعضاء شرف داعمين قريبين و لاعبين قدماء لهم بصمات في تاريخ الرياضة ولا يمنع الاستعانة بغيرهم على أن تكون الأغلبية مما ذكرتهم.
• غربلة الفريق غربلة حقيقة وليست تنسيق لاعب أو لاعبين وجلب مثلهم، وهذه النقطة الأخيرة ربما في قيادة الأمير بندر بن محمد للفئات السنية الأخرى في الهلال نرى أنه قد تحقق هدف يعتبر هام وإستراتيجي ويجب أن لا يثني الإدارة على العمل على أكثر من ذلك، وهنا أشير إلى أهمية طرد أكثر من لاعب سبق له أكثر من سنتين ولم يستطيع إثبات نفسه وهنا يجب إستنفار شامل وتوفير أموال طائلة لجلب لاعبين محليين أو أجانب مؤهلين يشغرون المراكز التي تحتاج إلى ترميم وتدعيم.
• وضع جهاز إشرافي متمكن على جميع أنشطة النادي ولكن هنا اخص كرة القدم ووضع مشرف عام ونائب مشرف ويترك لهم صلاحية تعيين الإداريين والتعاقد مع المدربين ويبقى دور إدارة النادي دور توجيهي و مادي بحت ويفضل أن يكون الإشراف بقيادة أحد أعضاء الشرف المعروفين الداعمين أو من سبق لهم ترأس الهلال وتكون الإدارة المشرفة ذات هيبة وتمنع التلاعب في الفريق وتكوين الشللية في الفريق وحل مشاكله وتقييم أداء الجهاز الإداري والفني للفريق.
• تكوين هيئة استشارية في النادي يرأسها ويكون في عضويتها أكبر أعضاء الشرف الداعمين والمؤثرين وهي لتقييم أوضاع النادي بشكل عام وإمساك زمام الأمور في حالة وقوع أخطاء إدارية مثل استقالة أو غيرها ولها دور هام في تقرير مصير النادي والموافقة على ما يقدم عليه النادي وأن يكون رأيها نافذاً وفعالاً.
• تكوين مجالس للجماهير الهلالية لرفع مرئيات شهرية أو نصف سنوية لإدارة النادي ليكون للجماهير دور فاعل في قيادة النادي.
• تكوين لجنة فنية للفريق تعتمد على كشافين ومدربين ولاعبين قدامى هدفها تقديم المرئيات والمقترحات لجلب اللاعبين المحليين والأجانب ودور في تقييم أداء الفريق فنياً على أن تكون لجنة مكونة من عضو واحد !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

تحياتي