بحثت في مكتبة الكونجرس الموجودة في بيتنا المترامية الأطراف ( بمعنىالكلمة حرفياً ) عسى أن أجد كتابا أذكر منه معلومة تفيدكم أو قصة مسلية عسى أن تسليكم المهم تذكرت كتابا يحتوى على مجموعة قصصية مسلية مكتوبة بأسلوب جميل فكاهي للكاتب الصحفي ( يحي باجنيد ) بعنوان (( راجل ونص )) ..........
أتمنى أن تحوز على إعجابكم فإن أعجبتكم سأكتب قصة أخرى من هذا الكتاب ....

كلمة المؤلف :
هذا الكتاب ليس فيه حكمة .. ولا فائدة منه .. اشار علي بعض أصدقائي بنشره .. فمن أبتلي بقراءته وأراد أن يستمطر علي وعليه "شيئاً" فليخص أصدقائي بنصيبهم .. فمن العدل أن نقتسم كل شئ !

------------------------راجل ونص---------------------------

بلغني أيها القارئ العزيز أنه في يوم .. في شهر .. في سنه -لاأذكرها الآن-

حدث - كما هي العادة دائماً- أن أنتقل الى رحمة الله النجل الثاني عشر لجارنا أيام الدنيا دنيا ..

فقد كان على أهل الحي أن يظهروا حزنا عميقا مشاركة لـ (( الراجل )) في مصابه ..

و (( راجل )) اسم أطلقه على نفسه ، بعد ماتبين له أن مظاهر الرجولة لاتتوفر في أحد غيره .. والحقيقة انني ادركت ميزة يمكن ان يكون لها اعتبار ، فهو ينفرد بأذنين طويلتين بما فيه الكفاية .
وارتفع سعر "البصل" يومها .. فقد كان على الناس ان يظهروا تأثرهم بهذا المصاب الجلل.

وتزاحم الجيران على (( الراجل )) يوسعونه تقبيلا ، وكان يقابل تعازيهم باللطش .. والسعيد السعيد من تشرف بصفعة على مؤخرة الرأس !
وقد كانت هذه المناسبة فرصة طيبه ليؤكد للجيران أنه لايزال (( الراجل )) :

أسمعوني .. انني - بكل أسف – انتمي الى هذه الحارة والى هذا العصر الذي لن أجد فيه مايشرفني كرجل "حمش".
قالت أمي ، بعد أن تعطفت وتلطفت وسمحت لها بمخاطبتي ، انك ياحبة عيني وياسيد امك وأبوك وصلت الخمسين !
وبما ان (( الراجل )) يحب ان يوري "الحريم" العين الحمرة فقد فرصعت لها عيني قبل ان أقول :
وايش عرفك..؟

فأخبرتني بعد تردد ، بأنها نهضت البارحة من غرفتها لتغطيني خشية أن يصيبني البرد فوجدتني أشخر واجتر - كعادتي – بقايا العشاء وبملامسة أسناني اكتشفت اني بلغت الخمسين .

ويكمل (( الراجل )) حديثه فيقول :
هراء أيها السادة . ولكن لنفترض أنني وصلت الخمسين لازلت - لازلت على كل حال - أشعر بحيويتي ونشاطي الى الحد الذي يمكنني فيه أن أحمل "الحرمة" من شعرها وادلدلها من السطوح مثلما يلف احدكم على أصبعه سلسلة المفاتيح ..

وعندما ضحك (( الراجل )) كان مفعول البصل قد زال من العيون ، فزعزع كل واحد من المعزين من بجانبه ، فأنتقل المأتم الى هيصة وزمبليطة لاتليق بـ (( الراجل )) فشخط في الحاضرين وخص آباءهم بما جادت به قريحته من عبارات ودية .. ثم أعلن أحدهم أن محاضرة تربوية قيمة سيلقيها صاحب المأتم بعد أن أكتشف أن الحاضرين ينقصهم التهذيب :

-أيها السادة ..
تعلمون ان الدنيا ما فيها خير وأن شباب اليومين دول خرعين ..
مالهم هم الا أنهم يروحوا المدارس في الصباح ويرجعوا بعد الظهر ..
ويتغدوا ويناموا الى العصر ويخرجوا يتمشوا الى المغرب ويرجعوا البيت ويذاكروا الى العشاء ..

وبعدين يتعشوا ويرقدوا .. يعني الإنسان مايستفيد منهم شئ .. ويضيعوا وقتهم في كلام فارغ ..

وبما أن النار ما تعقب الا رماد فقد أنجبت 12 ولد .. وأتبعت في تربيتهم أسلوبا جديدا .. فقد حرمت عليهم المدارس لأن المدارس ما منها فايده ..

وكما قال الشاعر :
اذا جاءك العفريت اصحى تدخله******في المدرسة واسمع كلامي وشغله
خليه في الدكان بدل ما تعزله******يـفـتـح عـيونه والعصا تعقله

ومن أراد له ولإبنه الفلاح فعليه أن يتبع هذه التجارب وسيذكرني بالخير :[list=1][*] قبل أن يطلع النور صحي ولدك بنفسك ، ولاتخلي أمه تصحيه لأن الحريم قلبهم رقيق .. ويستحسن "الباكورة".. واذا لم تتوفر فعليك بالرفس فقد اثبتت التجارب فعاليته .. وعندما ينهض متمايلا عاجله بلشة في المنطقة الممتدة من زاوية الفم الى مؤخرة الأذن .. وإياك ان تشفق عليه لإن "الضرب مايموت".
[*] عندما يسلم على يدك لاتعوده على أن يقول لك "صباح الخير" حتى لايجرأ عليك بالكلام ، لان الصغار عيب يتكلموا مع الكبار .. فاذا حدث منه ذلك اخبطه على فمه وقل له " اقلب وجهك ياواد وسيب الفصاحه "
[*]عوده ان يأكل " نونو .. نونو .. " وان يترك الأكل قبل الكبار حتى لو لم يشبع ولابأس ان تقرمعه بالملعقة على اصابعه بين وقت وآخر.
وهذا مجرب لفقد الشهيه .. وقال الشاعر :

ان الفطور والعشا والغدا******مفسده "للواد" أي مفسده
[*]ارسله قبلك يبسط الدكان وعندما تلحقه عاجله بلطشة وقل له ولكن بسرعة- "كم لطشت من الدرج ياولد؟" فيظهر لك ان كان مذنباً أو بريئا .. فإن أرتبك فهذا يعني أنه سرق ..واذا بكى فمعنى ذلك أيضا انه سرق .. وما عليك - على كل حال – الا أن تبيته في الحمام .. عندما يخيم الظلام .. وعد إليه في الصباح فإن وجدت أن سنونه عظام ووجهه من قدام فكرر العقوبة بإنتظام .. فتبلغ الغاية التي لا ترام.
[*]عندما تتدخل أمه لتتوسط له عندك عاجلها بضربة وشدها من شعرها وأسحبها على الدرج حتى لايظن الولد ان له في البيت حماية .. ويستفيد من هذا الدرس ويستعمله مع زوجته اذا ما قدر له - وهذا إحتمال ضعيف – ان يعيش الى ذلك الوقت لان "الموت أستر له" .


وانتهت المحاضره .. وكانت محل اعجاب المحاضر نفسه . حتى انه وعد بالقاء محاضرات يومية .
ومالت رقبته الغليظة .. وارتفع الشخير وتسلل الخلق الى منازلهم ليلحقوا ما تبقى من الليل ويستعدوا لمحاضرة الغد .









[IMG]file:///C:/My%20s/My%20Webs/photo1.jpg[/IMG]
[عدلت بواسطة أول الشهر التاريخ:06-04-2001 الساعة: 04:23 AM]