المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى الثقافة الإسلامية
   

منتدى الثقافة الإسلامية لتناول المواضيع والقضايا الإسلامية الهامة والجوانب الدينية

إضافة رد
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 28/03/2004, 06:52 AM
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 08/12/2003
مشاركات: 253
طاعة الأم في الزواج

[ALIGN=CENTER]السؤال

أختي تزوجت من ابن خالتي؛ لأنهما كانا متراضيين منذ زمن، وكلاهما كان يميل للآخر، والآن أمي الكريمة ترغمني من الزواج من ابنة خالتي، وكأن القضية معاوضة، أخذ وعطاء، وللعلم لا أملك أي شعور تجاه ابنة خالتي، واعتبرها كأخت لي، أضف إلى ذلك فهي متبرجة وتاركة للصلاة، ولا تتبنى ولو مجرد فكرة الالتزام، ولا يمكن أن أربط مشروع حياتي بزوجة كهذه، فهل رفضي يعد عقوقاً لوالدتي؟ خاصة أنها متشددة في هذه الفكرة، وإذا أقدمت على مشروع الزواج دون أخذها للخطبة هل هذا عقوق؟ وفي حالة إذا ما دعت علي فهل دعوتها مستجابة؟ وجزاكم الله خيراً.

الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على خير البريات، نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً. أما بعد: إلى الأخ السائل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. لقد سرني جداً حرصك على برك بأمك فجزاك الله خيراً على ذلك، وسرني كذلك حرصك على ألا ترتبط إلا بزوجة صالحة صاحبة دين وخلق والتزام بشرع الله، نسأل الله أن يوفقنا وإياك لكل خير، ويصرف عنا وعنك كل سوء وشر. اللهم آمين. كما هو معلوم لديك أن فضل الأم عظيم وبرها واجب على أبنائها، وأن عاقبة العقوق عاقبة وخيمة في الدنيا والآخرة. وبالنسبة لهذه الحالة التي أنت فيها أرى أن تتبع الآتي:
(1) حاول أن تكلم الوالدة بأسلوب طيب وتوضح لها الأمر، وأنك تريد زوجة صالحة صاحبة دين كما أرشد النبي – صلى الله عليه وسلم-، فعن أبي هريرة – رضي الله عنه- قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم- : "تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك" متفق عليه، البخاري(5090)، ومسلم(1466)، وابنة خالتك لا يتوفر فيها الدين، فإن توفر فيها الدين فلا مانع من زواجها.
(2) عليك أن توضح للوالدة مساوئ هذا الزواج، وهو ما يسمى في هذه الحالة: (زواج البدل)، فلو قدر الله أنه حدث بين أختك وزوجها أي مشكلة، تنعكس عليك وعلى زوجتك والتي يفترض أن تكون ابنة خالتك، والعكس صحيح، وكم شاهدنا ورأينا، وسمعنا عن المشاكل التي حدثت في مثل هذه الحالات، وكم من عائلات وأسر تقطعت أرحامهم بمثل هذه الزيجات، فأنتم الآن في غنى عن ذلك.
(3) عليك أن تحاول مع ابنة خالتك إن هداها الله للالتزام بدين الله فبها ونعمت، ويمكن لك في هذه الحالة زواجها، وتكون بذلك أرضيت أمك، أما إذا أصرت ابنة خالتك على عدم الالتزام وترك الصلاة، والتبرج والسفور، وغيره فلا تتزوجها، وإن كان ذلك لا يرضي أمك، وتزوج بغيرها، ولا يكون ذلك عقوقاً بإذن الله تعالى، وإن دعت أمك عليك ولحالة هذه فلا تخشي من ذلك؛ لأن هذا الدعاء ليس محل إجابة لأن فيه تعدي وظلم وجور، ولكن عليك بحسن صحبتها والإحسان إليها مهما حصل لك منها.
(4) عليك بالدعاء أن الله ييسر أمرك ويرزقك الزوجة الصالحة ويهدي أمك للحق. هذا والله أعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
[/ALIGN]
اضافة رد مع اقتباس
  #2  
قديم 28/03/2004, 08:33 AM
زعيــم متواصــل
تاريخ التسجيل: 13/07/2003
المكان: السعودية - الرياض
مشاركات: 189
[ALIGN=CENTER]




الَسلام عليِكم ورَحمة الله وبَركاَته

اختي الفاضلة فتاة الأسلام - حفظها الله ورعاها - أحسنت الحضور والطرح معاً، فبارك الله تعالى لك وجزاك اطيب الجزاء دنيا وآخره، وجزء الله عز وجل الشيخ خالد بن حسين اجراً طيباً على حسن إجابته وتدبره الأمر بيسر وسهل.

استسمحك لإبدئ رأي في هذا الموضوع من جهة آخرى اذاً ابدأ واقول ارى زواج الاقارب يوقع الحرج احياناً خاصة في مثل تلك المواقف، هذا جانب اما الجانب الآخر قديما قالو - زواج الأقارب كالعقارب - بالطبع ليس على كل حال، ألا ان الطب يحذر من زواج ‏الاقارب فضلاً انه أحد الاسباب الرئيسية وراء ارتفاع أعداد تشوهات الاطفال الى ‏‏جانب العوامل الاخرى وقد تم اثبات ذلك خلال الفحصوصات والبحوث.

يؤسفنا أن المملكة العربية السعودية من اكثر دول العالم اصابة بالأمراض الوراثية، وهذه النسب آخذة في الازدياد مما ينذر بحصول كوارث صحية في المستقبل،السبب الرئيسي ورى كل ذلك زواج الأقارب. وقد سبق ان اطلعت وقرأت موضوع كامل في هذا الشأن في صحيفة الرياض.



مَع فَائق آحَترامٌنا لَشخٌصكم الكَريِم - الشَمريِ[/ALIGN]

</normalfont></normalfont></normalfont></normalfont>
اضافة رد مع اقتباس
  #3  
قديم 28/03/2004, 11:55 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ srabالهلال
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 07/12/2002
المكان: السعودية - البديعه
مشاركات: 2,602
هل للمرأة أن تبحث عن شريك حياتها بنفسها ؟


السؤال:


إلى أي مدى يحق للوالدين اختيار رفيق حياة ابنهما ؟ وما هو الحكم إن هما أجبراها على الزواج من أحد أقاربها ولم يكن هو الاختيار النهائي في ذهنها الذي ترغب في الارتباط به ؟ وإلى أي حد تكون مذنبة إن هي رفضت ؟ هل يحق لها رفض الشخص الذي قام والداها باختياره لها ؟.
الجواب:


الحمد لله

الأصل أن من شروط النكاح رضا الزوجين ؛ لحديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا تنكح البكر حتى تستأذن ، ولا الأيم حتى تستأمر . قالوا : يا رسول الله ، كيف إذنها ؟ قال : أن تسكت " أخرجه البخاري ( 5136) ، ومسلم (1419) .

فالرضى معتبر بالنسبة للزوج ، وكذلك أيضا بالنسبة للزوجة ، فلا يحق للوالدين أن يجبرا ابنهما أو ابنتهما على أن يتزوج زوجا لا يرغبه .

لكن إذا كان الزوج الذي اختاره الوالدان صالحا فإنه ينبغي للولد سواء كان ذكرا أو أنثى أن يطيع والديه في ذلك ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : " إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه " أخرجه الترمذي (1084) ،وابن ماجه (1967) . حسنه الألباني في صحيح الترمذي ( 865 )

لكن إذا كانت هذه الطاعة قد تسبب فرقة بعد ذلك فإنه لا يلزمه أن يطيعهما في ذلك ؛ لأن الرضا أساس العلاقة الزوجية ، وهذا الرضا لا بد أن يكون وفق الشريعة ، وذلك بأن يرضى ذا الخلق والدين .

الشيخ : د. خالد المشيقح

ولا يعتبر الولد عاصياً أو مذنباً إذا لم يطع والديه في ذلك .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية :

" وليس للأبوين إلزام الولد بنكاح من لا يريد ، فإن امنتع فلا يكون عاقاً ، كأكل ما لا يريد " . الإختيارات ( 344 ) .


السؤال:


تريد الزواج من شخص وأهلها رفضوا والسبب أنهم قالوا بأنه لن يعاملها جيداً لأنهم رأوه في نقاش حاد معها وهي تحبه فماذا تفعل ؟.

الجواب:

الحمد لله
أولاً :

لا يجوز للمرأة – بِكراً كانت أم ثيِّباً – الزواج إلا بإذن وليها ، وقد سبق بيان ذلك في عدة أجوبة ، فليراجع السؤال رقم ( 2127 ) .

ثانياً :

الأهل هم الأقدر – عادة وغالباً – على تحديد الأفضل لابنتهم ومن يصلح للزواج منها ؛ لأن الغالب على البنت هو قلة العلم وقلة الخبرة بالحياة وما يصلح فيها وقد تخدع ببعض الكلمات فتحكم عاطفتها دون عقلها .

لذلك فإن على البنت أن لا تخرج عن رأي أهلها إن عُرف عنهم الدين والعقل ، وأما إذا رد أولياء المرأة الأزواج من غير سبب صحيح ، أو كان ميزانهم في الاختيار غير شرعي كما لو قدموا الغني الفاسق على صاحب الدين والخلق فهنا يجوز للبنت أن ترفع أمرها للقاضي الشرعي لإسقاط ولاية من منعها من الزواج وتحوليها إلى غيره ، وهذا غير موجود في سؤال الأخت ، حيث أن الذي منع الأهل من الموافقة على الزوج ما رأوه أنه من مصلحة ابنتهم ، وهو ما يتعلق بخلق الزوج .

ثالثاً :

الحب الذي يقع بين الشاب والشابة قد تكون مقدماته غير شرعية كالاختلاط والخلوة والكلام وتبادل الصور وما شابه ذلك ، فإن كان الأمر كذلك : فلتعلم المرأة أنها وقعت في حرام ، وأن هذا ليس بمقياس لحب الرجل لها ، فإنه قد جرت العادة أن يُظهر الرجل في هذه الفترة أحسن ما يستطيع من خُلُق ومعاملة ليكسب قلب البنت حتى يحصِّل مبتغاه ، فإن كان مبتغاه محرَّماً فإنها ستكون ضحية لذئب أفقدها أعز ما تملك بعد دينها ، وإن كان مبتغاه شرعيّاً – وهو الزواج – فيكون قد سلك طريقاً غير شرعيَّة ، ثم إنها قد تفاجأ بأخلاقه وتعامله معها بعد الزواج ، وهذا هو مصير أكثر الزواجات .

ومع هذا فعلى الأهل أن يحسنوا الاختيار لابنتهم ، ولهم أن يسألوا أكثر عن الزوج ، ولا يمكن تصنيف رجل من خلال نقاش حادٍّ قد يكون له ما يسوغه ، فالعبرة بالخلق والدين ، وليعلم الأهل قول النبي صلى الله عليه وسلم " لم نرَ للمتحابَّيْن مثل النكاح " - رواه ابن ماجه ( 1847 ) وصححه البوصيري والألباني في " السلسلة الصحيحة " ( 624 ) - .

وعلى البنت الطاعة لأهلها ، فإنهم أدرى بمصلحتها ولا يريدون إلا أن تكون سعيدة مع زوج يرعى حرمتها ويعطيها حقَّها .

كما ننصح الأخت السائلة أن تنظر في إجابة السؤال رقم ( 23420 ) فهو مهم .

والله أعلم .

السؤال:


هل الزواج بعد قصة حب أكثر استقراراً في الإسلام أم الزواج الذي يرتبه الأهل ؟.
الجواب:

الحمد لله
يختلف أمر هذا الزواج بحكم ما كان قبله ، فإن كان الحب الذي بين الطرفين لم يتعدَّ شرع الله تعالى ، ولم يقع صاحباه في المعصية : فإنه يُرجى أن يكون الزواج الناتج من هذا الحب أكثر استقراراً ؛ وذلك لأنه جاء نتيجة لرغبة كل واحدٍ منهما بالآخر .

فإذا تعلق قلب رجل بامرأة يحل له نكاحها أو العكس فليس له من حلٍ إلا الزواج لقول النبي صلى الله عليه وسلم " لم نرَ للمتحابَّيْن مثل النكاح " رواه ابن ماجه ( 1847 ) وصححه البوصيري والشيخ الألباني في " السلسلة الصحيحة " ( 624 ) .

قال السندي – كما في هامش " سنن ابن ماجه " - :

قوله " لم نر للمتحابين مثل النكاح " لفظ " متحابين " : يحتمل التثنية والجمع ، والمعنى : أنه إذا كان بين اثنين محبة فتلك المحبة لا يزيدها شيء من أنواع التعلقات بالتقربات ولا يديمها مثل تعلق النكاح ، فلو كان بينهما نكاح مع تلك المحبة : لكانت المحبة كل يوم بالازدياد والقوة . انتهى .

وإن كان هذا الزواج جاء نتيجة علاقة حب غير شرعيَّة كأن يكون فيه لقاءات وخلوات وقبلات وما شابه ذلك من المحرَّمات : فإنه لن يكون مستقرّاً ؛ وذلك لوقوع أصحابه في المخالفات الشرعيَّة والتي بنوْا حياتهما عليها مما يكون له أثره في تقليل البركة والتوفيق من الله تعالى ، لأن المعاصي سبب كبير لذلك ، وإن ظهر لكثير من الناس بتزين الشيطان أن الحب بما فيه من تجاوزات يجعل الزواج أقوى .

ثم إن هذه العلاقات المحرَّمة التي كانت بينهما قبل الزواج ستكون سبباً في ريبة كل واحدٍ منهما في الآخر ، فسيفكر الزوج أنه من الممكن أن تقع الزوجة في مثل هذه العلاقة مع غيره ، فإذا استبعد هذا تفكَّر في أمر نفسه وأنه قد حصل معه ، والأمر نفسه سيكون مع الزوجة ، وستتفكَّر في حال زوجها وأنه يمكن أن يرتبط بعلاقة مع امرأة أخرى ، فإذا استبعدت هذا تفكَّرت في أمر نفسها وأنه حصل معها .

وهكذا سيعيش كل واحدٍ من الزوجين في شك وريبة وسوء ظن ، وسيُبنى عليه سوء عشرة بينهما عاجلاً أو آجلاً .

وقد يقع من الزوج تعيير لزوجته بأنها قد رضيت لنفسها أن تعمل علاقة معه قبل زواجه منها ، فيسبب ذلك طعناً وألماً لها فتسوء العشرة بينهما .

لذا نرى أن الزواج إذا قام على علاقة غير شرعيَّة قبل الزواج فإنه غالباً لا يستقر ولا يُكتب له النجاح .

وأما اختيار الأهل فليس خيراً كلَّه ولا شرّاً كلَّه ، فإذا أحسن الأهل الاختيار وكانت المرأة ذات دينٍ وجمال ووافق ذلك إعجابٌ من الزوج ورغبة بزواجها : فإنه يُرجى أن يكون زواجهما مستقرّاً وناجحاً ؛ ولذلك أوصى النبي صلى الله عليه وسلم الخاطب أن ينظر إلى المخطوبة ، فعن المغيرة بن شعبة أنه خطب امرأة فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما " رواه الترمذي ( 1087 ) وحسَّنه والنسائي ( 3235 ) .

قال الترمذي : ومعنى قوله " أحرى أن يؤدم بينكما " : أحرى أن تدوم المودة بينكما .

فإن أساء الأهل الاختيار ، أو أحسنوا ولم يوافِق عليها الزوج : فإنه سيُكتب لهذا الزواج الفشل وعدم الاستقرار غالباً ، لأن ما بني على عدم رغبة فإنه غالباً لا يستقر .

والله أعلم .

السؤال:


هل يجوز أن يتزوج الرجل بمن يعجبه دينها وخلقها ووالده غير راض عن ذلك ؟ .

الجواب:

الحمد لله
لم يخطئ الابن في اختياره ذات الدين والخُلُق فهي وصية النبي صلى الله عليه وسلم للراغب في النكاح ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " تُنكح المرأة لأربعٍ : لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها ، فاظفر بذات الدين تربت يداك " .

رواه البخاري ( 4802 ) ومسلم ( 1466 ) .

وإليك نصيحة لوالدك ولك من فضيلة الشيخ ابن عثيمين تتعلق بموضوعك :

قال الشيخ – رحمه الله – :

هذا السؤال يقتضي أن نوجه نصيحتين ؛ النصيحة الأولى لوالدك حيث أصرَّ على منعك من الزواج بهذه المرأة التي وصفتَها بأنها ذات خلق ودين ، فإن الواجب عليه أن يأذن لك في تزوجها إلا أن يكون لديه سبب شرعي يعلمه ويبينه حتى تقتنع أنت وتطمئن نفسك ، وعليه أن يقدِّر هذا الأمر في نفسه لو كان أبوه منعه من أن يتزوج امرأة أعجبته في دينها وأخلاقها ، أفلا يرى أن ذلك فيه شيء من الغضاضة وكبت حريته ؟ فإذا كان هو لا يرضى أن يقع من والده عليه مثل هذا فكيف يرضى أن يقع منه على ولده مثل هذا ، وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " .

فلا يحل لأبيك أن يمنعك من التزوج بهذه المرأة بدون سبب شرعي ، وإذا كان هناك سبب شرعي فليبينه لك حتى تكون على بصيرة .

أما النصيحة التي أوجهها إليك أيها السائل : فأنا أقول : إذا كان يمكنك أن تعدل عن هذه المرأة إلى امرأة أخرى : فإرضاء لأبيك وحثّاً على لمِّ الشمل وعدم الفرقة فافعل .

وإذا كان لا يمكنك بحيث يكون قلبك متعلقا بها وتخشى أيضا أنك لو خطبت امرأة أخرى أن يمنعك أبوك من زواجك بها – لأن بعض الناس قد يكون في قلبه غيرة أو حسد ولو لأبنائه فيمنعهم مما يريدون – أقول : إذا كنتَ تخشى هذا ولا تتمكن من الصبر عن هذه المرأة التي تعلَّق بها قلبك : فلا حرج عليك أن تتزوجها ولو كره والدك ، ولعله بعد الزواج يقتنع بما حصل ويزول ما في قلبه ، ونسأل الله أن يقدر لك ما فيه خير الأمرين .

" فتاوى إسلامية " ( 4 / 193 ، 194 ) .

السؤال:


تزوجت أختي رجلا كان مسلمًا نعم ، لكنها تزوجته دون موافقة أبي . وقد رفض أبي ـ المتدين ـ هذا الرجل لسوء أخلاقه ، مما دفع أختي إلى الهروب والزواج بدون ولي . وسؤالي : هل هذا الزواج صحيح ؟ .


الجواب:

الحمد لله
لقد أحسن والدُك بعدم موافقته على الزواج من ذلك الرجل سيئ الأخلاق ، وقد جعله الله تعالى مستأمناً على بناته ومن يعول ، ويجب عليه أن يحسن اختيار الزوج المناسب من الناحية الشرعيَّة .

ولقد أساءت أختك عدة إساءات ، منها : سوء اختيارها لهذا الرجل سيئ الأخلاق ، ومنها : الهروب من بيت والدها ، ومنها – وهو أعظمها - : الزواج بغير ولي .

وواحد من إساءاتها تلك يكفيها لأن تعلَم مدى ما صنعت وارتكبت في حق ربها ونفسها وأهلها ، فكيف بها مجتمعة ؟ .

أما الزواج : فهو باطل غير صحيح ، وموافقة الولي ركن في الزواج الصحيح ، وهو ما دلَّت عليه نصوص القرآن والسنَّة :

1- قال تعالى { فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن } البقرة / 232 .

2- وقال تعالى { ولا تُنكحوا المشركين حتى يؤمنوا } البقرة / 221 .

3- وقال تعالى { وأنكحوا الأيامى منكم } النور / 32 .

ووجه الدلالة من الآيات واضح في اشتراط الولي في النكاح حيث خاطبه الله تعالى بعقد نكاح موليته ، ولو كان الأمر لها دونه لما احتيج لخطابه وخاصة في الآية الأولى كما سيأتي .

ومن فقه الإمام البخاري رحمه الله أنه بوَّب على هذه الآيات قوله " باب من قال " لا نكاح إلا بولي " .

وأما من السنَّة :

1- عن أبي موسى قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا نكاح إلا بولي " .

رواه الترمذي ( 1101 ) وأبو داود ( 2085 ) وابن ماجه ( 1881 ) . وصححه الألباني رحمه الله في " صحيح الترمذي " ( 1 / 318 ) .

2- عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل فنكاحها باطل ، فنكاحها باطل ، فإن دخل بها فلها المهر لما استحل من فرجها ، فإن لم يكن لها ولي فالسلطان ولي من لا ولي له .

رواه الترمذي ( 1102 ) وأبو داود ( 2083 ) وابن ماجه ( 1879 ) . والحديث : حسَّنه الترمذي وصححه ابن حبان ( 9 / 384 ) والحاكم ( 2 / 183 ) .

فعلى أختك التوبة والاستغفار ، والرجوع إلى والدها وطلب المسامحة منه ، ولتعلم أن نكاحها باطل وعقدها مفسوخ وعلى هذا فلا يجوز لها البقاء مع هذا الرجل لكونه ليس زوجاً شرعياً لها . فإما أن يتم تجديد العقد بوجود وليها إن رضي باستمرارها مع هذا الرجل بعد مقارنته بين مفسدة سوء خلقه ومفسدة مفارقتها له . وإن لم يرض باستمرارها فإن عقدها ينفسخ تلقائياً ، ويُلزم هذا الرجل بتطليقها دفعاً لما قد يبقى من شبهة بقاء العقد الباطل .

ويجب عليها أن ترضى بمن يختاره لها والدها والذي عليه أن يبحث عن سعادة ابنته مع من يخاف الله من أهل الدين والخلق الحسن .

والله أعلم .


السؤال:


بعض الأولياء يمنع بناته من النكاح لمن هو كفءٌ لهن ، فما الحكم ؟ وما موقف البنات ؟
الجواب:

الحمد لله
عرض هذا السؤال على الشيخ محمد ابن عثيمين رحمه الله فقال :

هذه المسألة مسألة عظيمة ومشكلة كبيرة فإن بعض الرجال والعياذ بالله يخونون الله ويخونون أمانتهم ويجنون على بناتهم ، والواجب على الولي أن يتَّبِع ما يُرضي الله ورسوله وقد قال الله تعالى : ( وأنكحوا الأيامى منكم ) أي زوِّجوا الأيامى منكم ( والصالحين من عبادكم وإمائكم ) أي زوجوا الصالحين من العبيد والإماء الرقيقات .

وقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير " .

وبعض الناس والعياذ بالله يجعل ابنته سلعة يبيعها على من يهوى ويمنعها عمن لا يهوى ، فيزوجها من لا يُرضى خلقه ودينه لأنه يرى ذلك ويمنعها من يُرضى دينه وخلفه لأنه لا يرى ذلك !

ولكن ليت أنا نصل إلى درجة تجرؤ فيها المرأة على أنه إذا منعها أبوها من الكفء خلقاً وديناً تذهب إلى القاضي ويقول لأبيها زَوِّجْها أو أُزوجها أنا أو يُزوجها وليٌ غيرك ؛ لأن هذا حقٌ للبنت إذا منعها أبوها (أن تشكوه للقاضي ) وهذا حقٌ شرعي . فليتنا نصل إلى هذه الدرجة ، لكن أكثر الفتيات يمنعها الحياء من ذلك .

وتبقى النصيحة للوالد أن يتقي الله عز وجل وأن لا يمنعها من الزواج فَتَفْسُدْ وتُفْسِد ، وليزن ذلك بنفسه : لو منع من النكاح ماذا ستكون نفسه ؟

وبنته التي منعها من النكاح ستكون خصماً له يوم القيامة . ( يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذٍ شان يُغنيه )

فعلى الأولياء من آباء أو إخوان أن يتقوا الله عز وجل ، وألا يمنعوا النساء مما هو حقٌ لهن : من تزويجهن من يُرضى دينه وخلقه .

نعم لو أن المرأة اختارت من لا يُرضى دينه وخلقه فله أن يمنعها . لكن تختار رجلاً صالحاً في دينه قيماً في أخلاقه ثم يمنعها لهوىً في نفسه : هذا والله حرام ، وإثم وخيانة ، وأي شيء يترتب على منعه من الفساد فإن إثمه عليه .



للشيخ محمد بن صالح العثيمين .
اضافة رد مع اقتباس
  #4  
قديم 29/03/2004, 07:45 AM
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 08/12/2003
مشاركات: 253
تقدم لي شاب ولكني أحب آخر

السؤال
أنا فتاة أنهيت دراستي بكلية الهندسة، والمشكلة التي أرجو استشارتكم بها تخصني، فأنا الآن تقدم لي شاب للزواج مني، وهو من سني، كان زميلي منذ أن كنت في المدرسة، وأنا أعلم أنه يحبني، منذ زمن، وهو شاب هادئ، خجول، مؤدب، وهو الآن طبيب، وإن كان العيب الوحيد الذي فيه هو أنه قصير، أي يماثلني طولاً، فأنا أيضاً أميل إلى القصر، كما أنه ليس وسيم الصورة، وأسرتي لا تفرض عليّ أبداً رأياً، وخاصة في الزواج، ولذلك فإنها ليست مشكلة معهم أني أرفض هذا الزواج، خاصة وأن لهم بعض التحفظات على المستوى الاجتماعي والعائلي له، لكنهم يمنحوني الحرية الكاملة في الرفض أو القبول، بدون أي ضغط علي، والمشكلة تكمن في أني فتاة أخاف الله، ولا أحب أن أظلم أحد، وخاصة هذا الشخص، علماً بأنني لم أخبره في أي يوم أنني أحبه، أو أوافق عليه، وإن كنت أحترمه، وكنت ونحن في المدرسة معجبة بتفوقه، وأخلاقه، ولكن هل يجب أن أحب وأتزوج كل من أحترمه؟ كما أنني لا أستطيع أن أخبره أنني أرفضه؛ لأنه ليس وسيماً؛ ولأنني لا أحب أن أجرح أي إنسان في مشاعره، وخاصة لسبب ليس له ذنب فيه، كما أن هناك سبباً آخر وأهم، وهو السبب الرئيسي، والذي لا أستطيع أن أصارح به أي أحد، بل أحتفظ به لنفسي، ولا أجرؤ على إخبار أي مخلوق في العالم عنه، وهذه أول مرة أتحدث عنه، وهذا السبب أنني أحب زميلاً لي، كان زميلي منذ أيام الدراسة في الكلية، وهو أيضا يحبني منذ سنوات، وأخبرني أنه يريد الزواج بي، ولكن لديه مشكلة مع أسرته، حيث إن والده يرفض أن يرتبط قبل أن يزوِّج البنات أولا، حيث إن له شقيقة لم تخطب بعد، وأخبره أنه يريد الاطمئنان على البنات أولاً، ولذلك لم يتقدم لي حتى الآن، والآن فإن والدتي تريد زواجي بالطبيب، وترى أنه من الظلم أن أرفضه، وأنه إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوِّجوه، فإن لم تفعلوا تكن فتنة، وأنا أخاف الله، وأريد رأيكم، أليس من الظلم والخداع أن أتزوج شخصاً وأنا أحب شخصاً آخر، وأفكر فيه طوال الوقت؟ علماً بأن زميلي المهندس هو أيضاً متدين وهادئ، وخجول، ويحبني جداً منذ رآني أول مرة، ويتميز عن الطبيب بأن ظروفه العائلية والاجتماعية أكثر ملائمة لظرفنا، وأنا هنا لا أتحدث عن الظروف المادية، إذ أنني لا أضعها كمعيار للمفاضلة، أبداً، كما أنه وسيمٌ جدا،ً ويلفت انتباه كل من يراه، وكذلك طويل، وممشوق القوام، ولذلك كانت كثير من الزميلات يعجبن به، وينظرن إليه، ولكنه لم يحب، أو حتى ينظر لأحد سواي طوال هذه السنوات، وأخبرني في المرة التي حدثني فيها بأنه إذا لم يتزوجني فلن يتزوج سواي طول عمره، وهو يحدث والده كل فترة، ولكن والده على موقفه، ولكني ماذا سأفعل إذا لم تخطب شقيقته؟ هل سأظل طول عمري أنتظرها؟ وماذا إذا لم تتزوج؟ وبعد أرجو ألا أكون قد أثقلت عليكم بهذه الرسالة المطولة، ولكن هذه أول مرة أتحدث عما بداخلي، وأطلب الرأي فيه، فإنني أيضاً أشعر بتأنيب ضميري تجاه الطبيب، إذ أخبرتني أمي أنه مريض، وقد ساءت حالته النفسية في عمله؛ لأنه استشعر عدم قبولي، فهل سيحاسبني الله على ذلك؟ وكيف أخبره برفضي؟ وكيف أجيبه عن السبب؟ وماذا عن مشاعري؟ أرجو ألا تأخذوا عنى فكرة أنني سطحية، وأهتم بالمظهر فقط، كما أنني لست مسئولة عن كل من أحبني، فقد تقدم لي زملاء كثيرون؛ يريدون الارتباط بي؛ لهدوئي؛ وأخلاقي؛ والتزامي مع الجميع. هل أنا على صواب أم لا؟ أرجو منكم الرد سريعاً؛ حتى أبلغ الطبيب، فأنا لا أريد أن أعلقه أكثر من هذا، وأرجو أن أكون قد أوضحت الصورة؛ حتى يكون ردكم على رؤية سليمة وواضحة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله،والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:بدايةً أشكر للسائلة ذلك التفصيل الذي تفضلت به، فهو مما يعين المرشد الاجتماعي، ويكشف جوانب كثيرة تساعد على دلالة المرشد والمسترشد للحل الأمثل – بإذن الله-، وهذا ما تحقق في هذه السائلة بشكل عام. وبدايةً دعيني أُقدم بعدد من المقدمات من المصلحة استحضارها في الذهن، وأنتِ على وشك اتخاذ القرار النهائي في هذا الموضوع المصيري:
(1) التريث مطلوب، بل واجب؛ لأن القرار الذي ستتخذينه مصيري؛ ولأنه مستقبل عمر، وقرار سيترتب عليه المضي فيه؛ حتى يترك الإنسان الدنيا في الغالب.
(2) الإسلام شرع الرؤية بين الخاطبين لحكم عظيمة وعديدة، ومنها: التأكد من عدم وجود موانع خلقية كبيرة تمنع قبول كل طرف من الآخر، ومنها طرح القبول المبدئي بين الطرفين، ومنها التأكد من وجود الارتياح النفسي لشكل الطرف الآخر الجمالي، وهو أمر معتبر في الإسلام، وإن كان غير مقدم، ولكنه معتبر، وله وزنه، والدليل حديث الرسول – صلى الله عليه وسلم- عندما قال: "تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، وجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك" رواه البخاري (5090)، ومسلم (1466) من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه -.
(3) ضرورة أن تتعدد موازين الاختيار لديك في زوج المستقبل، وعدم التركيز على جانب دون آخر إلا في جانب الدين، كما أمر بذلك المصطفى – صلى الله عليه وسلم-، وأقصد بذلك وضع عدد من المحددات في قرار الاختيار – وكلها بعد الدين بالطبع- ومنها: الشكل، القبول النفسي العام، الود الظاهر، الارتياح العام- بعد صلاة الاستخارة – رضا الوالدين، ورغبتهما.
(4)كأني فهمت من الرسالة أن أسرتك لا تفضل الطبيب كثيراً؛ بسبب وضعه الاجتماعي، في حين وضع المهندس الاجتماعي، والعائلي يتقارب مع وضعكم الاجتماعي، وهذه نقطة هامة، وهي ضرورة وجود تقارب إلى حد ما في الوضع الاجتماعي والعائلي بين الزوجين؛ لضمان استمرار العلاقة، وفهم كل منهما الآخر.
(5) كأني فهمت من الرسالة أسرتك تحثك على الزواج من الطبيب؛ خوفاً عليك من التقدم في العمر، دونما زواج، وفي ظني أو كما يظهر من الرسالة أنهم لا يعلمون بموضوع المهندس ومكانته في الموضوع بشكل عام، وهذا ما يجعلهم يحثونك على سرعة الزواج من الطبيب، ومن هنا لو تقدم المهندس ليطلب يدك سيتغير موقف الأسرة من الإصرار على الطبيب.
(6) يتضح من الرسالة أن الطبيب بدأ يشعر بعدم قبوله زوجاً لك، وقد يكون هذا سبب مرضه، وجهة الإخبار هي والدتك، وقد تكون هذه وسيلة من أمك للضغط عليك؛ لسرعة قبولك بالزواج منه؛ لرغبتها فيه زوجاً لك، وقد لا يكون هذا هو سبب مرضه، كما أنه قد يكون غير مريض أصلاً، ولكن بالجملة هذا الاستشعار المبدئي منه نحو عدم موافقتك على الزواج منه مرحلة تدريجية مهمة؛ لتلقيه القرار النهائي منك بالاعتذار عن الزواج منه، ولا أرى في ذلك إثم على المسلم، فمصلحتك الشخصية مقدمة ومعتبرة.
(7) لا يوجد ما يلزم الأسرة أن تذكر كل المبررات التي تدعوها لرفض المتقدم لها للزواج من أحد بناتها، بل قد تكون المصلحة عدم الإخبار بالأسباب الحقيقية كاملة، وضرورة التورية بأي سبب من الأسباب، أو ذكر أسباب عامة؛ حتى لا يجرح شعور أي إنسان، ومما يحسن بالمتقدم للزواج أن يفهم ذلك، ولا يسأل تفصيلاً عن سب الرفض، ولا بد أن يفهم المتقدم للزواج أن الأسرة والفتاة هما أصحاب القرار في قبوله من عدمه، وليست ملزمة أن تراعي ظروفه الصحية أو النفسية، كما يحسن التأكيد على أمر آخر، وهو أنه لا يوجد مبرر لتأنيب الضمير حين رُفض الطبيب، أو الاعتذار له، أو غيره من المتقدمين، طالما هناك مراعاة منك بمحددات الاختيار في الزواج في الإسلام. أخلص من كل ذلك إلى أني أميل إلى الاعتذار من الطبيب بأسباب غير جارحة، والأسباب كثيرة جداً، ولا حاجة فيها للكذب، وفي المعاريض مندوحة عن الكذب، كما قال عمران بن حصين – رضي الله عنه – انظر الأدب المفرد (266) كما أنك لست ملزمة أن تخبريه عن سبب الرفض الحقيقي أو أسباب الرفض كاملة. كما أن الذي يدعوني لتشجيعك على الزواج من المهندس، والاعتذار للطبيب عدد من الأمور منها: - وجود الميل القلبي منك له، ووجود الرغبة القوية منه للزواج منك. - وحدة التخصص العلمي والعملي، والزمالة العملية السابقة مدعاة لمزيد من الألفة بينكما مستقبلاً – بإذن الله-. - احترامه لرأي والده وحتى الآن دليل قوي على بره بوالده، وحرصه على مصلحة أسرته، وشقيقته، وهي نقطة إيجابية في شخصيته. - الصفات الخَلقية والخُلقية دافع قوي للمرأة للقبول به كزوج. وهنا يتبقى نقطة أرى أنها تمثل مشكلة، ولكنها ليست كبيرة، وهي إصرار والد المهندس على عدم زواجه إلا بعد زواج شقيقته، وفي ظني أن تجاوز هذه المشكلة تكمن في محاولة السعي من قبل المهندس للضغط الأدبي، المؤدب على والده للبدء بمشروع الزواج، والبدء بالخطبة كمرحلة أولى وليس زواجاً، ثم تواصل الطلب من المهندس لوالده لإكمال الزواج، كما أنه قد يكون من المناسب إشراك شقيقته في الضغط على والدها لاستكمال زواج أخيها المهندس، وهذه الخطوة مطلوبة منه، وليست منك، ويمكنك التلميح له بذلك، مع ضرورة الانتباه إلى عدم الإصرار عليها. أختي المسترشدة إن مقتضى النصح لك أختي الفاضلة يدعوني إلى القول بكل وضوح وصراحة، ومن قلب ناصح: إنه من المصلحة الشرعية والشخصية إنهاء هذه العلاقة القائمة بينك وبين المهندس الآن بالطريقة الشرعية، وهي الزواج؛ لتكون علاقة شرعية قائمة على مرضاة الله – عز وجل- بدلاً من الاستمرار في الوضع الحالي الذي لن يخلو ولا يخلو من محذورات شرعية، حتى وإن كانت مثل هذه العلاقات مقبولة اجتماعياً، أو مغضوضاً عنها الطرف في بعض المجتمعات. أختي المسترشدة: أذكرك بمواصلة الدعاء أن يكتب الله لك الخير في مستقبل حياتك، وأن يجعلها قائمة على التقوى، وأسأله – عز وجل- أن يوفقك في حياتك،وينفع بكما وذريتكما الإسلام والمسلمين، إنه ولي ذلك، والقادر عليه. وختاماً لا بد من الاعتذار عن التأخر في الرد، ولكنه جزء من تأمل الموضوع؛ لتحقيق براءة الذمة في النصح، وتقدم الاستشارة. والله الموفق.
اضافة رد مع اقتباس
  #5  
قديم 29/03/2004, 07:49 AM
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 08/12/2003
مشاركات: 253
هل تتزوج دون رضى أهلها؟

السؤال
أنوي الزواج بدون موافقة أهلي، ثم أخبرهم بما فعلت لاحقاً، أنا فتاة عمري 23 سنة متعلمة جداً، عشت حياةً معذبة مع أهلي بين ثلاثة أشقاء، وهم يريدونني أن أكون حسب النظام العربي القديم، فتاة مسكينة لا حول لها ولا قوة، ثم يزوجونني بنفس الوضع، لكنني كبرت، وتغيرت، وصرت عدائية، أحمل لأهلي أنواع الكره، والحقد، لكنني مع ذلك أعامل والداي بما أمر به الإسلام، عندي حزن دفين على طفولتي، ومراهقتي، وما كان لي فيها من عذاب، عرفت الله أنه الوحيد الذي يساعدني، وكنت أصلي من سن عشر سنوات، وأهلي لا يصلون، ولا يصومون، ولا يحترمون الإسلام، تعرفت على شخص ألماني مسلم، وأشعر أنه صادق، وأحببته، طلبت منه أن يصلي، فبدأ يصلي، وأن يترك الخمر، فتركه، وللدلالة على صدقه قال: إنه لا يستطيع تركه دفعة واحدة، بل بالتدرج، الآن عرض علي هذا الشخص الزواج، وأنا موافقة عليه، لكن أهلي لم يوافقوا عليه؛ لأنه لا يملك عقلية عربية مثلهم، هذا الشخص عرض علي السفر لألمانيا للزواج هناك بدون موافقة والدي، وأنا لن أفعل ذلك إذا كان مخالفاً للشرع. أرجو التوجيه منكم.

الجواب
الحمد لله وحده، وبعد: فمن شروط صحة النكاح الولي، ولا يجوز للمرأة أن تزوج نفسها؛ لقول النبي – صلى الله عليه وسلم-: "لا نكاح إلا بولي" رواه أحمد (4/394)، وأبو داود (2085)، والترمذي (1101)، من حديث أبي موسى الأشعري –رضي الله تعالى عنه-، ولحديث عائشة –رضي الله عنها- أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال: "أيما امرأة نُكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل، فنكاحها باطل، فنكاحها باطل" رواه أحمد (6/165)، والدارمي (2184)، والترمذي(1102)، وقال: هذا حديث حسن، والحاكم(2/182)، وصححه، وإن صح ما ذكرتيه من أن والدك، وإخوتك لا يصلون، ولا يصومون، فإن كانوا لا يصلون أبداً لا في المسجد، ولا في البيت، فلا ولاية لهم عليك، فتنتقل الولاية إلى من بعدهم من الأولياء، فإن امتنعوا، أو لم يوجد ولي غيرهم، فعليك التقدم للمحكمة الشرعية، وطلب عقد النكاح؛ ففي حديث عائشة – رضي الله عنها- المذكور أعلاه: "السلطان ولي من لا ولي له"، وأنصحك بما يلي:أولاً: عليك نصح والديك وإخوتك، وتذكيرهم بأهمية الصلاة ووجوبها.ثانياً: ادفعي ما تلاقينه من أذى أهلك بالتي هي أحسن، واحتسبي الأجر من الله –تعالى-، قال -جل ذكره-: "وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ"[فصلت:34-35]. ثالثاً: لا تستعجلي في الزواج بمن ذكرت بما أنه يشرب الخمر، ولم يصلِّ إلا بناء على طلبك، فقد لا يلتزم بذلك بعد الزواج فتندمي ندماً عظيماً، بل عليك الصبر والتأني،والسؤال عنه جيداً، فإن صحت توبته فلا مانع من الاقتران به بعد توفر شروط النكاح، وأركانه، وانتفاء موانعه أما مجرد شعورك أنه صادق فلا عبرة به وحده.رابعاً: لا يجوز لك السفر بدون محرم؛ لقوله – عليه الصلاة والسلام-: "لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم" رواه البخاري (1036)، ومسلم(1341) من حديث ابن عمر –رضي الله عنهما-. والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
اضافة رد مع اقتباس
  #6  
قديم 29/03/2004, 09:14 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ srabالهلال
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 07/12/2002
المكان: السعودية - البديعه
مشاركات: 2,602
اختي فتاة الاسلام

من وجهة نظر شخصية ارى والله اعلم ان الفتاة اذا تقدم لها من ترضى دينه لاتتردد في الزواج منه .
حتى وان كانت تحب شخصااخر ولها بأن تصلي لله ركعتان وتستخيره ولاتستسلم لعاطفتها فالخيرة فيما اختاره الله .
ايضا اود ان تعلمي اختي ما يفعله بعض الناس من إجبار ابنته أو أخته أو بنت أخيه على نكاح من لا ترضى بنكاحه ، وذلك منكر ظاهر وظلم للنساء لا يجوز للأب ولا لغيره من الأولياء أن يتعاطاه؛ لما في ذلك من ظلم النساء، ومخالفة السنة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم في النهي عن تزويج النساء إلا بإذنهن، ففي الصحيحين، عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تنكح الأيم حتى تستأمر ولا تنكح البكر حتى تستأذن قالوا يا رسول الله وكيف إذنها؟ قال أن تسكت وفي صحيح مسلم، عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال والبكر يستأذنها أبوها وإذنها صماتها

والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.

ويستثنى من هذا تزويج الرجل ابنته التي لم تبلغ تسع سنين بالكفء إذا رأى المصلحة لها في ذلك بغير إذنها؛ لكونها لا تعرف مصالحها، ويدل لذلك تزويج الصديق ابنته عائشة أم المؤمنين للنبي صلى الله عليه وسلم وهي دون التسع بغير إذنها.

فالواجب على كل من يؤمن بالله واليوم الآخر أن يتقي الله في كل أموره، وأن يحذر ما نهى الله عنه ورسوله في النكاح وغيره، وفي اتباع الشريعة والتمسك بهدي الرسول صلى الله عليه وسلم خير الدنيا والآخرة والسعادة الأبدية، جعلني الله وإياكم من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.

من هدي القرآن الكريم
نهى الله سبحانه عن العَضْلِ، وهو‏:‏ منع المرأة من الزواج، قال الله تعالى‏:‏ ‏{فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 232‏]‏‏.‏

نحن بإزاء آية كريمة تنطق نورا ورقة . وتروع صدقا وقوة . مما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم منذ اربعة عشر قرنا ، فهي تقرر ان المرأة اية من ايات الله ! خلقها من انفس الرجال ، لا من طينة اخرى ...وخلقها لتكون زوجة وخلق تلك الزوجة ليسكن اليها .. والسكن امر نفساني وسر وجداني يجد فيه المرء سعادة لشمل المجتمع وانس الخلوة التي لا تكلف فيها ، وذلك من الضرورات التي لا يجدهاالمرء الا في ظل المرأة .وذلك كله في قوله تعالى :" ومن آياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة ان في ذلك لآيات لقوم يتفكرون"

********

ان القرآن الكريم يضع اسس الحياة العاطفية الهانئة الهادئة ، في قوله تعالى :" هو الذي خلقكم من نفس واحدة ، وجعل منها زوجها ليسكن اليها"

فالزوجة ملاذ الزوج يأوي اليه بعد جهاده اليومي في سبيل تحصيل لقمة العيش ويركن الى مؤانسته بعد كد ه وجهده وسعيه ودأبه ، يلقي في نهاية مطافه بمتاعبه الى هذا الملاذ ...الى زوجته التي ينبغي انةتتلقاه فرحة مرحة ، مطلقة الوجه ضاحكة الاسارير ، يجد منها آنئذ أذنا صاغية وقلبا حانية وحديثا رقيقا حلوا يخفف عنه.. ويذهب ما به، فالزوجة سكن لزوجها يسكن اليها ليروي ظمأه الجنسي في ظلال من الحب والمودة والطهارة فيسكن القلب عن الحرام وتسكن الجوارح عن التردي في حمأةالرذيلة، فيا ترى هل تستطيع الزوجة التي تعمل خارج البيت الساعات الطويلة في الاعمال المتعبة ان تقوم بمهمة مواساة الزوج والتخفيف من همومه واتعابه .

*******

ما ارق واروع تفسير الامام الطبري لقوله تعالى :
" هن لباس لكم وانتم لباس لهن" اي ان يكون كل منهما جُعل لصاحبه لباسا لتجردهما عند النوم واجتماعهما في ثوب واحد وانضمام كل واحد لصاحبه بمنزلة ما يلبسه على جسده من ثيابه ، أو ان يكون جعل كل واحد منهما لصاحبه لباسا لانه سكن ، فزوجة الرجل سكن يسكن اليها .

ففي هذه الكلمات القليلة تصوير بارع لعلاقة الجسد مع الروح في آن واحد فاللباس اهم شئ ببدن الانسان وهو الستر الذي يستتر به ، وهو في الوقت ذاته مفصل على قده لا ينقص ولا يزيد، والرجل والمراة الصق شئ بعضهما لبعض يلتقيان فإذا هما جسد واحد وروح واحدة وفي لحظات يذوب كل منهما في الآخر ، ثم هما ستر كل واحد للآخر فهما من الناحية الجسدية ستر وصيانة يحرص كل منهما على عرض الاخر وماله ونفسه واسراره وهما كذلك وقاية تغني كلا منهما عن الفاحشة واعمال السوء كما يقي الثوب لابسه من اذى الهاجرة.

من هــدي السنة

قال صلى الله عليه وسلم :" إذا خطب اليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الارض وفساد عريض
الامر الذي لاشك فيه انه لولا الزواج لانتشرت الرذائل والمفاسد وتحللت الاخلاق لذلك قال صلى الله عليه وسلم الا تفعلوا تكن فتنة وفساد عريض وفي رواية كبير ، ولذلك لا عاصم لكثير من الناس من هذا البلاء ما لم يتزوجوا الا بالتقوى وغض البصر ومجاهدة النفس وهو مع ذلك عرضة لوساوس الشيطان ، إن عدم الزواج يشغل القلب والقلب السليم هو راس مال المسلم في طريقه الى الله ، وفي الحديث دعوة لاختيار صاحب الدين والخلق

اخر تعديل كان بواسطة » srabالهلال في يوم » 29/03/2004 عند الساعة » 08:24 PM
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 05:24 AM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube