المشاركة السابقة   المشاركة التالية
  #1  
قديم 21/02/2004, 07:30 PM
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 08/09/2000
المكان: الرياض
مشاركات: 565
Post محاكمة ابن تيمية!!!

[ALIGN=CENTER]محاكمة ابن تيمية[/ALIGN]
[ALIGN=CENTER]علي سعد الموسى[/ALIGN]
أُدخل الإمام أحمد ابن تيمية قفص الاتهام قسرا تحت رحمة مجتزئ للنصوص، اسمه حسن السقاف ما زال يواصل الاعتساف بالاعتكاف في قناة "المستقلة". لا أملك، ولا أدعي امتلاك الأدوات التي تؤهلني للدخول في صلب النقاش الدائر بين السقاف ونظيره وهما يخوضان في إرث شيخ الإسلام ومؤلفاته. لكنني بعد متابعة عدد من الحلقات أجزم أن الموضوع برمته وضع تحت الملاسنة دون استناد مطلق لأبسط القواعد المنهجية في ماهية الحوار. في جملة بالغة الخطورة تجرأ السقاف على قذف ابن تيمية بأنه المرجع الأول لبيئة الإرهاب وأن فكره وتراثه ومؤلفاته هي المصدر الرئيس الذي تستقي منه الجماعات الإرهابية مشروعيتها الدينية. هذا محض افتراء يفتقد لأبسط أدوات الإثبات وتدحضه تراكمات السنين وتدوين الإرهاب بالأيام والجماعات. منهج ابن تيمية وكتبه ظلت بيننا لقرون طويلة وتتلمذت عليها عشرات الأجيال وشربت منها كتائب الدعاة والأئمة وتوارثها إمام عن آخر فلماذا يوقظ البعض هذه التهمة حين نامت أبراج نيويورك؟ ولماذا ظل تراثه بعيدا عن المحاكمة لمئات السنين قبل أن تبدأ ملاسنات البعض بهذه الكثافة في العامين الأخيرين؟ محاكمة نصوص الشيخ لا تعني أكثر من محاكمة التاريخ وفيها افتقار لأبسط قواعد "الشرف" الاجتماعي حين نضع "العظام الرميم" تحت تهمة اللسان السليط الحي المتدفق بالدماء ومع هذا فلن نعتبر تراث شيخ الإسلام نصا مقدسا لأنه بشر أعطى جهده واجتهاده في زمانه ولو كان بيننا لأضاف وحذف وعدل وبدل مثلما كانت طريقته في حياته كلما بدت له حجة ودليل يدحض قولا سابقا أخذ به. وراء اتهام ابن تيمية بأبوة الإرهاب أهداف سياسية محضة يلحظها المتابع البسيط في خيطه الواصل مع الشيخ محمد بن عبدالوهاب: الهدف النهائي توريط مذهب ديني بعينه وتوريط أتباع هذا المذهب وتحميلهم وزر خطيئة ليست ولم تكن حكرا على دائرتهم فحسب. لماذا يكثر الحديث عن "الحنابلة" ونحن نعلم أن التكفير والهجرة المصرية تتذرع بالنص الشافعي وأن الجماعة الإسلامية الجزائرية مالكية الجذور فيما تأتي الجماعات الأخرى بالباكستان وأفغانستان حنفية الأصل؟. كل هذه الجماعات ولدت تاريخيا قبل مولد التهمة الحنبلية البغيضة وكلنا نعلم أن الأئمة الأربعة وأن شيخ الإسلام ظلوا أبرياء ونزهاء لهذه القرون الطويلة، فلماذا نحمل هذا الإرث الإسلامي المشرق تبعات الغروب المشين في فكرنا المعاصر؟. أختم بالإشارة إلى كتاب لويس دور كورانسي: الوهابيون، تاريخ ما أهمله التاريخ، الذي ألفه قبل عقود من الزمن ولم يذكر به إشارة واحدة إلى عنف أو تطرف أو إرهاب، وسؤالي هنا: ماذا كان سيقول نفس المؤلف لو أنه كتب مخطوطه بعد الحادي عشر من سبتمبر؟ وهل سيركب ذات الموجة التي يركبها حسن السقاف على "المستقلة" كل مساء؟ أجزم بالإيجاب.....!.
[ALIGN=CENTER]المصدر: الوطن
***************
أخوكم/ أبــو زيــاد[/ALIGN]
اضافة رد مع اقتباس
   

 

أدوات الموضوع
طريقة عرض الموضوع

قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 02:07 PM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube