المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى الثقافة الإسلامية
   

منتدى الثقافة الإسلامية لتناول المواضيع والقضايا الإسلامية الهامة والجوانب الدينية

إضافة رد
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 28/02/2004, 07:14 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ srabالهلال
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 07/12/2002
المكان: السعودية - البديعه
مشاركات: 2,602
وصايا لمن أراد الزواج ؟؟؟؟

نعم للزواج الشرعي ....... لا لحياة العزوبية
أخي المبارك..

اسمح لي بأن أهمس في أذنك بحديث يخصك ، نعم هو من شؤون حياتك وعلاقاتك الخاصة ، لكن لمَّا كان المسلم أخو المسلم لا يقف عن نصحه وإرشاده ، ولا يتردد في إنقاذه ما استطاع ، أريد أن أقول لك: لماذا تتأخر عن الزواج؟؟؟
لماذا تحرم نفسك الاستقرار؟؟؟
نعم أخي لقد حرمت نفسك من خير متاع الدنيا ، وكيف لا يكون الزواج من خير متاع الدنيا ورسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم) يقول: « حبب إليَّ من دنياكم النساء والطيب ، وجعلت قرة عيني في الصلاة » [صحيح الجامع: 3124]

وليت شعري أرضيت لنفسك العنوسة عن الزواج ، وأنت تعلم وتسمع قول الودود الرحيم سبحانه:-

{ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } [الروم: 21].
نعم آيات لقوم يتفكرون في هذا الزواج الذي جعله الله سكناً ومودة ومحبة ورحمة ، فيا الله كم من المودة والمحبة والألفة والرحمة التي تكون في قلب كلا الزوجين ، ألم تر إلى الفتاة تكون في بيت أبيها لا تريد الخروج منه ، ثم ما أن تدخل بيت زوجها وتبدأ بينهما المودة والرحمة حتى يكون هذا العش الجديد السعيد أحب إليها من بيت أبيها.

ثم أخي ألم تسمع إلى قدوتنا وحبيبنا محمد (صلى الله عليه وسلم) حين نادى الشباب إلى الزواج وحثهم عليه فقال: « يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء » [صحيح ابن ماجه: 1495] وكيف أيها المحب لو علمت أن المصطفى (صلى الله عليه وسلم) عاتب من عزف عن الزواج من أجل التعبد فضلاً عن ما يدّعيه بعض الشباب والفتيات من إكمال الدراسة ونيل الشهادات العليا ، فعن أنس -رضي الله عنه- أن نفراً من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) قال بعضهم لا أتزوج ، وقال بعضهم أصلي ولا أنام ، وقال بعضهم أصوم ولا أفطر. فبلغ ذلك النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال: « ما بال أقوام يقولون كذا وكذا ، لكني أصلي وأنام ، وأصوم وأفطر ، وأتزوج النساء ، فمن رغب عن سنتي فليس مني » [صحيح النسائي: 3016]

وقد يزداد الأمر سوء حينما يكون هذا العزوف من فتاة شابة وما ذلك إلا لإكمال الدراسات العليا وأخذ الوظيفة المثلى أو الحصول على فتى الأحلام الذي رسمته لنفسها ، إمَّا عن طريق أضغاث أحلام أو صور أفلام الغرام.

و ما تكون اليقظة منها إلا عندما يفوتها القطار أو بذهاب ريعان الشباب ، فكم نقرأ بين الحين والآخر في الصحف اليومية أو المجلات الدورية صرخات امرأة تقول:-

** خذوا شهاداتي ومعطفي وكل مراجعي ، وأسمعوني كلمة ماما

قالت إحداهن والبكاء يقطع أحشاءها:

لقد كنت أرجو أن يقال طبيبة فقـــد قيل ، فما نالني من مقالها ..
فقل للتي كانت ترى فيَّ قدوة هي اليوم بين الناس يرثى لحالها ....
وكل مناها بعض طفل تضمه فهـــــل ممكن أن تشتريه بمالها ....

أختاه ولو أن المرء منا يدرك ما يتمنى لقلت لك امض على ما تودين أن يكون لك ، لكن كما قال الشاعر:



ما كل ما يتمنى المرء يدركه تجري الرياح بما لا تشتهي السفن


فإن الصغير يكبر ، والجديد يقدم ويبلى ، والعمر يمضي ، والشيخوخة تقبل.

فاحذري أختي المسلمة حتى لا تقعي في شباك العنوسة ، وتندمي حين لا ينفع الندم.

وأخيراً أدعوك أخي الشاب وأختي الشابة أن نقول معاً بقلب قانع وصدر منشرح ، وعقل متزن:

نعم للزواج الشرعي..... لا لحياة العزوبية


من فوائد الزواج :

كم في الزواج من فوائد غفل عنها كثير من المسلمين ومنها:-

1- البعد عن الوقوع في الفواحش والمنكرات التي حرمها الله عز وجل ، فإن الشاب تتهيج غريزته مع فوران شبابه وطيشه فيكون عندها على خطر مقحم بل على استعدادٍ أن يقع في شباك الرذيلة والدعارة -إلا من رحم الله- فإذا تزوج أمن بإذن الله من ذلك ونجا بنفسه. قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): « من تزوج فقد استكمل نصف الإيمان فليتق الله في النصف الباقي » [صحيح الجامع: 6148]

2- الزواج مجلبةٌ للمال والرزق الحلال:

قد تقول وكيف يكون ذلك ومع الزواج تزداد المصاريف والنفقات ، مأكل ومشرب وإيجار منزل وغير ذلك مما يقصم الظهر ولا أستطيع حمله فكيف يكون الزواج مجلبة للمال.

أقول لك رويداً أيها المؤمن بقضاء الله وقدره ، واسمع إلى ما يقوِّي إيمانك ويهدئ من روعك.

قال الله عز وجل: { وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } [النور: 32]

قال ابن عباس (رضي الله عنهما): " رغبهم في التزويج وأمرهم به الأحرار والعبيد ووعدهم عليه الغنى إن يكونوا فقراء يغنيهم الله من فضله" .

ولعلّي أن أهديك هذا الحديث المطمئن لقلبك والشادِّ لأسرك وهو قوله (عليه الصلاة والسلام): « ثلاثة حق على الله تعالى عونهم: المجاهد في سبيل الله ، والمكاتب الذي يريد الأداء ، والناكح الذي يريد العفاف » [صحيح الجامع: 3050]

3- تكثير أمة محمد (صلى الله عليه وسلم) ، فبالكثرة تقوى الأمة وتهاب بين الأمم وتكتفي بذاتها عن غيرها إذا استعملت طاقتها فيما وجهها إليه الشرع المطهر. إضافة إلى تحقيق مباهاة النبي (صلى الله عليه وسلم) القائل: « تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم » [صحيح الترغيب: 1921]

وهناك الكثير الكثير من فوائد الزواج غير أني لم أذكرها مخافة الإطالة والسآمة عليك

راض بالقليل من غير عدلٍ علَّ القليل يرضي ويقنع


قبل الدخول في عش الزوجية..

هذه وصايا ونصائح إليك أخي قبل دخولك في عش السعادة والمودة ، عش الزوجية.......

أولاً: من هي زوجتك.....؟!

من هي الزوجة التي ستكون لك أنساً ومودةً ورحمة..؟!
من الزوجة التي ستكون حاملةً لهمومك وغمومك..؟!
من الزوجة التي ستكون أمينة سرك وحافظة عهدك..؟!
من الزوجة التي ستكون أمَّا وراعية لفلذات كبدك..؟!
من الزوجة التي ستكون معك فيما بقي من حياتك أو حياتها.؟ نعم إنها أسئلة تدور في أذن كل شاب يريد أن يبني بيته وعشه الذي يتمنى أن يكون عشاً عامراً بالسعادة والمحبة ولذيذ العيش.

حقاً لك أن تسأل هذه الأسئلة...

إليك هذا الدواء الشافي الكافي في باقةٍ عبقة قالها المصطفى (صلى الله عليه وسلم):

روى البخاري ومسلم أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال:« تنكح المرأة لأربع لمالها , ولحسبها ولجمالها , ولدينها , فاظفر بذات الدين تربت يداك » [صحيح الجامع: 3003]

فهل علمت من هي زوجتك التي تختار..!!

كلاَّ إنها ليست الغنية كثيرة المال ، وليست الجميلة الحسناء ، وليست صاحبة النسب العالي.
كلاَّ أخي كلاَّ..
فالغنى بلا دين ضياعٌ ومذلة
والجمال بلا دين تكبرٌ وفساد
والنسب بلا دين سرابٌ وزوال

وكم من الذين تعرفهم ونعرفهم بحثوا عن الغنى والجمال والحسب والنسب ولكنهم بعد فترة من الزمن انقلبوا خاسرين لحياتهم الزوجية.

وكم من الذين تزوجوا من ذات الدين فجمعوا السعادة تحت أطناب بيوتهم


من خير ما يتخذ الإنـــسان فــــي دنياه كيما يستقيم دينه

قلبٌ شكــورٌ ولســــــــــــانٌ ذاكــــرٌ وزوجــةٌ صـالحـــةٌ تـعينه


فهل علمت من هي الزوجة التي تختار؟؟

أخي وكما أن الزوج يبحث عن الزوجة الصالحة ومطالب بها ، فإنه يجب على وليِّ أمر المرأة أن يحسن اختيار الرجل المناسب لموليته.

وإنه لمن المؤسف أن يستحوذ السؤال عن المنصب والمكانة والوظيفة على ذهن الوليِّ ويتناسى الدين الذي لا يجوز التنازل عنه البتة. وليس اهتمامه بالأمور الأخرى مضر إلا إذا اقتصر عليها وتنازل عن رأس الأمر كله وهو الدين ، قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): « إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلاَّ تفعلوه تكن فتنةٌ في الأرض وفسادٌ كبير » [غاية المرام: 219]

وقد سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين
رحمه الله..
عن أهم الأمور التي على أساسها تختار الفتاة زوجها فأجاب:.

(أهم الأوصاف التي ينبغي للمرأة أن تختار الخاطب من أجلها هي الخلق والدين ، أمَّا المال والنسب فهذا أمرٌ ثانوي لكن أهم شيء أن يكون الخاطب ذا دين وخلق ، لأنَّ صاحب الدين والخلق لا تفقد المرأة منه شيئاً إن أمسكهَا أمسكها بمعروف وإن سرَّحهَا سرَّحها بإحسان ثمَّ إنَّ صاحب الدين والخلق يكون مبارك عليها وعلى ذريتها تتعلم منه الأخلاق والدين ، أمَّا إن كان غير ذلك فعليها أن تبتعد عنه لاسيما بعض الذين يتهاونون بأداء الصلاة أو من عرف بشرب الخمر والعياذ بالله ، أمَّا الذين لا يصلون أبداً فهم كفار لا تحل لهم المؤمنات ولاهم يحلون لهن ، والمهم أن تركز المرأة على الخلق والدين. أما النسب فإن حصل فهذا أولى لأن الرسول (صلى الله عليه وسلم) قال: « إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه » [إرواء الغليل: 1868], ولكن إذا حصل التكافؤ فهو أفضل).

وسأل رجلٌ ((الحسن البصري)) فقال: يا إمام عندي ابنة فلمن أزوجها ، فقال له: (زوجها التقي فإنَّه إن أمسكها برَّها وإن طلَّقها لم يضرَّها).

ثانيا: رؤيتك للمخطوبة...

.... « فإنَّه أحرى أن يؤدم بينهما »..

سئل سماحة الشيخ العلاَّمة: عبد العزيز بن عبد الله بن باز -رحمه الله- عن عدم رؤية الزوج للمرأة قبل الدخول عليها ، وما هو تعليقه حول هذا الموضوع؟
فأجاب:-

(( لاشك أنَّ عدم رؤية الزوج للمرأة قبل النكاح ، قد يكون من أسباب الطلاق ، إذا وجدها خلاف ما وصفت له ، ولهذا شرع الله- سبحانه- للزوج أن يرى المرأة قبل الزواج ، حيث أمكن ذلك ، فقال الرسول (صلى الله عليه وسلم): « إذا خطب أحدكم المرأة فإن استطاع أن ينظر منها إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل ، فإنَّ ذلك أحرى إلى أن يؤدم بينهما » ..

وروى أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه عن المغيرة بن شعبة -رضي الله عنه- أنه خطب امرأة ، فقال النبي (صلى الله عليه وسلم): « انظر إليها فإنَّه أحرى أن يؤدم بينكما » [صحيح الترمذي: 868]

وروى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رجلاً ذكر لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنَّه خطب امرأة ، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وسلم): « أنظرت إليها؟ » [غاية المرام: 211]

وهذه الأحاديث وما جاء في معناها كلها تدل على شرعية النظر للمخطوبة قبل النكاح ، لأن ذلك أقرب إلى التوفيق وحسن العاقبة.

وهذا من محاسن الشريعة ، التي جاءت بكلِّ ما فيه صلاحٌ للعباد ، وسعادةٌ للمجتمع في العاجل والآجل ، فسبحان الذي شرعها وأحكمها! وجعلها كسفينة نوح ، من ثبت عليها نجا ومن خرج عنها هلك )).

أعلمت أخي فوائد النظر إلى المخطوبة قبل النكاح وكيف يجمع المودة بين الزوجين بعد الزواج ، ويكفيك أيها المسلم أن تعلم أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حثَّ على ذلك ورغَّب فيه ولكن يجب أن تعلم أنَّ النظر إلى المخطوبة لا يعني الخلوِّ بها والاجتماع بها عند غير أهلها أو المقابلة في الحدائق والمنتزهات أو الحديث عبر سماعة الهاتف ساعات تلو الساعات كلاَّ ثم كلاَّ لأنَّ مثل هذا دعوة للرذيلة والفاحشة وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): « لا يخلونَّ رجلٌ بامرأة فإنَّ الشيطان ثالثهما » [مشكاة المصابيح: 3054]

ولك أن تتخيل حال رجل وامرأة التقيا على غير طريقة شرعية وكان الشيطان ثالثهما يأزهما إلى الحرام أزاً.

وبهذا نعلم خطأ الذين يجعلون من أيام الخطبة أيام للخلوِّ والنزهة ولربما للسفر والمتعة.

يقول ابن قدامة في كتابه المغني (ولا يجوز للخاطب الخلوة بالمخطوبة لأنَّها محرَّمة ، ولم يرد الشرع بغير النظر ، ولأنه لا يؤمن مع الخلوة مواقعة المحظور)

يزعم الذين انحرف بهم المسار عن دين الله وشرعه أنَّ مصاحبة الخاطب للمخطوبة ، والخلوة بها ، والسفر معها ، أمرٌ لابد منه لأنَّه يؤدي إلى تعرّف كلاً من الخاطبين إلى صاحبه.

من نظر في مسيرة الغرب في هذه المسألة وجد أنَّ سبيلهم لم يؤد التعارف والتآلف بين الخاطبين ، فكثيراً ما يهجر الخاطب خطيبته ، بعد أن يفقدها شرفها ، وقد يتركها ، ويترك في رحمها جنيناً تشقى به وحدها ، وقد ترميه من رحمها من غير رحمةٍ حتى الذين توصلهم الخطبة إلى الزواج كثيراً ما يكتشف كلٌ من الزوجين أنَّ تلك الخطبة الطويلة لم تكشف له الطرف الآخر. ذلك أنَّ كل واحد منهما كان يتكلف غير طباعه أثناء تلك الفترة حتى إذا استقر بهما المقام بالزواج عاد كل واحد منهما طباعه الحقيقية ، ولذلك يصاب كثير من الأزواج بصدمة بعد الزواج يشعر أنَّ الطرف الآخر قد مكر به.

والكشف عن أخلاق الطرف الآخر وطباعه يمكن التعرف عليها ممن جاوروا الفتاة وأهلها ، أومن عرفهم عن طريق الصداقة والقرابة.

فهل عرفت أخي المبارك كيف يكون النظر للمخطوبة على سنَّة خير الأنام (صلى الله عليه وسلم)؟.. إذا عرفت فالزم.
وأسأل الله أن يقرَّ عينك وييسر لك أمرك.

ثالثا:- لا تخطب على خطبة أخيك المسلم...
اعلم بارك الله فيك أنه لا يجوز لك أن تخطب على خطبة أخيك المسلم فقد نهاك المصطفى (صلى الله عليه وسلم) عن هذا فقال: « لا يخطب الرجل على خطبة أخيه حتى ينكح أو يترك » [إرواء الغليل: 1816]

فاحذر أيها الخاطب أن تخطب أو تهمس إلى امرأة قد خطبها رجلٌ قبلك حتى ينكح ، فتبارك له ، ويعوضك الله خيراً منها إن شاء الله ، وإن تركها فعند ذلك إن أردت خطبتها فتقدم لها واسأل الله التوفيق والصلاح.

رابعاً:- إياك ثم إياك...
إنَّ من الخطأ الجلل الذهاب إلى الكهَّان والعرَّافين والمنجَّمين وضاربي الودع والرمل من قبل الخاطب أو المخطوبة ، لمعرفة نجم الخاطب أو المخطوبة ، ولكشف سر هذا الزواج وما يحدث بعده ، فإن ذكر له أن فيه خير قدم على الزواج وإن كان العكس أحجم عنه. ونسي هؤلاء الجهلة دعاء الاستخارة الشرعية التي علمنا إيَّاها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، وقد كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يعلِّم أصحابه دعاء الاستخارة كما يعلِّمهم السورة من القرآن. [صحيح أبي داود: 1361]

وفات أولئك الجهلة أنَّه لا يجوز الذهاب إلى السحرة والكهَّان والعرَّافين ، فقد قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): « من أتى كاهناً أو عرَّافاً فصدَّقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد » [شرح الطحاوية: 768], وقال أيضا: « من أتى كاهنا فسأله عن شيءٍ لم تقبل منه صلاة أربعين ليلة »
فاحذر أيها الأخ المبارك أن تتبع أهواء المضلِّين عن سبيل الله.


خامسا:- عادةٌ سيئةٌ منتشرة...

لا شك أيها الخاطب أنَّ العادات والتقاليد منها ما هو حسن ، وطيب, وموافق لهدي المصطفى (صلى الله عليه وسلم) فهذا لا بأس به إن شاء الله. ومنها ما هو مخالفٌ لهدي المصطفى (صلى الله عليه وسلم) فهذا معلوم حرمته عند من أراد النجاة يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون.

ومن هذه العادات المنتشرة بين بني الإسلام وللأسف هي:-


خاتم الخطبة (الدبلة):
وهي عادة من عادات النصارى القديمة ، حيث كان العريس يضع الخاتم على رأس إبهام العروسة اليسرى ، ويقول: باسم الأب ، فعلى رأس السبابة ويقول: باسم الابن ، فعلى رأس الوسطى ، فيقول: باسم روح القدس ، وأخيراً يضعه في البنصر -حيث يستقر- ويقول: آمين.

والعجيب أنَّ هناك من المسلمين من أصبح يقلِّدهم في لبس هذه الدبلة.

بل إنَّ بعض الناس يعتقد أنَّ أمر العقد مرتبط بهذه الدبلة ، فإن أبقاها بقيت زوجته ، وإن نزعها نزع زوجته من عصمته. ومنهم من إذا سألته: (هل أنت متزوج..؟) قال لك: (انظر إلى الدبلة إنَّها في اليسرى). والآخر يقول لك: (انظر إلى الدبلة إنَّها في اليمنى فأنا خاطب).

فقل لي من أين أتوا بهذه الدبلة والرسول (صلى الله عليه وسلم) يقول: « من تشبَّه بقوم فهو منهم » [صحيح الجامع: 6149] ونهى أن نحدث في دين الله ما لم يشرع فقال: « من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد » [صحيح ابن ماجه: 14]

وقد سئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز -رحمه الله-:- ما حكم لبس ما يسمى بالدبلة في اليد اليمنى للخاطب واليسرى للمتزوج ، علماً أنَّ هذه الدبلة من غير الذهب؟

فأجاب: ( لا نعلم لهذا العمل أصلاً في الشرع ، والأولى ترك ذلك سواء كانت من الفضة أو غيرها لكن إذا كانت من الذهب فهي حرام على الرجل لأنَّ الرسول (صلى الله عليه وسلم) نهى عن التختم بالذهب ) [صحيح الجامع:6869]



خير الصداق أيسره

سئلت عائشة كم كان صداق نساء النبي (صلى الله عليه وسلم), قالت: "صداقه في أزواجه اثنتي عشرة أوقيه ونشا , هل تدري ما النش؟ هو نصف أوقية وذلك خمس مائة درهم" [صحيح ابن ماجه:1531]

وعن أبي العجفاء ، واسمه هرم بن نسيب ، قال: سمعت عمر يقول: ((لا تغلوا صداق النساء فإنَّها لو كانت مكرمة في الدنيا أو تقوى في الآخرة كان أولاكم بها النبي (صلى الله عليه وسلم) ، ما أصدق رسول الله (صلى الله عليه وسلم) امرأة من نسائه ولا أصدق امرأة من بناته ، أكثر من اثنتي عشرة أوقية)).

وكما هو معروف ، الأوقية أربعون درهم ، والدرهم الإسلامي مقداره ربع ريال سعودي ، فخمسمائة درهم مجموعها مائة ريال سعودي فضة وخمسة وعشرون ريالاً. هذا هو مقدار صداق الرسول (صلى الله عليه وسلم) لأزواجه وبناته.

والله سبحانه يقول:{ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً } [الأحزاب: 21]

فالمغالاة في الصداق ليست مكرمة في الدنيا ، ولا تقوى في الآخرة ، بل إسراف والله لا يحب المسرفين.

وعن أنس -رضي الله عنه- أنَّ النبي (صلى الله عليه وسلم ) رأى على عبد الرحمن بن عوف أثر صفرة فقال ما هذا أو مه فقال: يا رسول الله إني تزوجت امرأة على وزن نواة من ذهب, فقال: « بارك الله لك أولم ولو بشاة » [صحيح ابن ماجه: 1548]

هذا صداق عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- ، مع العلم أنَّه من أغنياء الصحابة ، والمراد بالنواة ، هي نواة التمر ، وقدَّرها بعض العلماء بربع دينار ، والدينار أربع أسباع جنيه سعودي ، وربع الدينار قيمته خمسة دراهم ، والدراهم الخمسة ، هي ريال وربع ريال سعودي من الفضة ، وفي ذلك عبرة لمن اعتبر.

وعن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «خير الصداق أيسره» [صحيح الجامع: 3279].

فيا سبحان الله العظيم أين هذه الأمثلة العالية الرفيعة مما يسمع في هذا الزمن من التنافس في غلاء المهور ، وكسر ظهور الشباب الذين يريدون الزواج من أجل العفاف؟

رجلٌ يطلب لابنته مهراً بمئات الآلاف ، وآخر يشترط لنفسه سيارة أو منزلاً ، وغيرها من الشروط التي تنفِّر الشاب من الزواج ، حتى إذا تزوج تحمَّل بالديون الثقال إلى سنين طوال بل إن بعضهم يبلغ ولده إلى سن الحلم وهو حتى الآن لم ينته من تلك الديون. والله المستعان.

وهذا سؤال أوجِّهه إلى كل وليِّ أمر ولاَّه الله رعاية أمة من إمائه فأقول:

هل تريد أن تكون حياة ابنتك بعد الزواج مع زوجها ، حياةً سعيدة ، بعيدةً عن هم الديون والفقر؟.
أم تريد أن تكون حياتها بعد الزواج مع زوجها ، حياةً ممتلئةً بالأحزان والهموم ، والمطالبة بالديون ، بل ربما حاول زوجها الانفصال عنها حتى يسدد الديون التي كانت من وراء زواجه منها؟

لاشك ولا ريب أنَّ الأب الحنون المؤمن بالله والسائر على سنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا يريد إلاَّ الحياة السعيدة المطمئنة ، لابنته ولزوجها.
فإذا كان هذا فاتبع هدي الحبيب (صلى الله عليه وسلم) في صداق ابنتك وكن كما قال (صلى الله عليه وسلم): « يسِّروا ولا تعسِّروا » [صحيح الترغيب: 2674]

وإليك هذه القصة التي سجلها التاريخ ، وتحدث الناس بها ، إنها قصة ذلك العالم الجليل ، النقيِّ التقيِّ ، سيد التابعين ، وفقيه المدينة النبوية ، إنه سعيد بن المسيب (رحمه الله).

( قال ابن كثير في البداية والنهاية: وقد زوج سعيد بن المسيب ابنته ، على درهمين لكثير بن أبي وداعة ، وكانت من أحسن النساء ، وأكثرهم أدباً ، وأعلمهم بكتاب الله وسنة رسوله (صلى الله عليه وسلم) ، وأعرفهم بحق الزوج ، وكان زوجها فقيراً فأرسل إليه خمسة آلاف ، وقيل بعشرين ألفاً وقال: استنفق هذه ، وقد كان عبد الملك خطبها لابنه الوليد فأبى سعيدٌ أن يزوجه بها ).

فرحم الله سعيد بن المسيب فإنَّه لم يزوِّج ابنته من أجل المال والرياء والسمعة ، وإنما زوجها من أجل الدين والستر والأخلاق الفاضلة والاستقامة ، وهكذا ينبغي أن يزوج الأولياء مولياتهم إن كانوا رجالاً مؤمنين ناصحين.

وقد سئل فضيلة الشيخ العلاَّمة: عبد العزيز بن عبد الله بن باز -رحمه الله- ، فيمن يغالون في المهور ويطلبون عند تزويج بناتهم مبالغ كبيرة إضافةً إلى المشترطات الأخرى... فهل هذه الأموال حلال أم حرام؟

فأجاب:- ( المشروع تخفيف المهر وتقليله وعدم المنافسة في ذلك عملاً بالأحاديث الكثيرة الواردة في ذلك ، وتسهيلاً للزواج ، وحرصاً على عفة الشباب والفتيات ، ولا يجوز للأولياء اشتراط أموال لأنفسهم لأنه لاحق لهم في ذلك ، بل الحق للمرأة وحدها إلاَّ الأب خاصة فله أن يشترط مالا يضرّ بالبنت ولا يعيق تزويجها ، وإن ترك ذلك فهو خيرٌ له وأفضل ، وقد قال تعالى: { وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } [النور: 32]

وقال (صلى الله عليه وسلم) من حديث عقبة بن عامر -رضي الله عنه- : « خير الصداق أيسره » [صحيح الجامع: 3279].

وقال (صلى الله عليه وسلم) لمَّا أراد أن يزوج أحد أصحابه ، امرأةً وهبت نفسها له (صلى الله عليه وسلم): « التمس ولو خاتماً من حديد » فلمَّا لم يجد زوَّجه إيَّاها على أن يعلَّمها من القرآن سوراً عدّدها الخاطب. [صحيح أبي داود: 1856]

وكانت مهور نسائه (صلى الله عليه وسلم) خمسمائة درهم تعادل اليوم مائة وثلاثين ريالاً تقريباً. ومهور بناته أربعمائة درهم تعدل اليوم مائة ريال سعودي تقريباً ، وقد قال الله تعالى: { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ } [الأحزاب من الآية: 21] وكلما كانت التكاليف أقل وأيسر سهل إعفاف الرجال والنساء وقلَّت الفواحش والمنكرات وكثرت الأمة.

وكلَّما عظمت التكاليف وتنافس الناس في المهور قلَّ الزواج وكثر السفاح وتعطل الشباب والفتيات إلاَّ من شاء الله.

فنصيحتي لجميع المسلمين في كلِّ مكان تيسير النكاح وتسهيله والتعاون في ذلك والحذر كل الحذر من المطالبة بالمهور الكثيرة والحذر أيضاً من التكاليف في الولائم والاكتفاء بالوليمة الشرعية التي لا تكلِّف الزوجين كثيراً أصلح الله حال المسلمين جميعاً ووفقهم للتمسك بالسنة في كلِّ شيء.



في صالة الأفراح

لا شك أن للزواج فرحته وبهجته ، وللزواج قيمته ونعمته ، وقد جاءت الشريعة الغرَّاء المطهرة لتقرير هذه الحقيقة ولتجعل من ليلة الزفاف ليلة سعادةٍ وأنسٍ ومحبة ، في حدود ما سنَّه لنا خير المرسلين صلى الله عليه وسلم.

فليس الإسلام الذي يمنعك من التمتع في ليلة عرسك وفرحتك. وليس الإسلام الذي يجعل من ليلة عرسك ، ليلةً جامعةً للأحزان.

وأيضاً...
ليس الإسلام الذي يبيح لك أن تقترف ما تشاء من المعاصي والآثام ، بحجة أن هذه هي ليلة الأفراح.
أخي إنَّ هذا الزواج قائم على أمر شرعي منذ التقدم للخطبة إلى أن يشهر الزواج بل وحتى بعد الزواج. فإذا علمت هذا بارك الله فيك فاعلم أيضاً أنَّ الوليمة التي تقام لهذا الزواج يجب أن تكون على ما يحبه الله ويرضاه ، حتى يبارك للعروسين في زواجهما وفي ذريتهما.

فإليك هذه الوصايا والنصائح من هدي الحبيب (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه الكرام -رضي الله عنهم- في وليمة العرس ، مع ذكر بعض المنكرات الواردة في هذا العصر داخل صالات الأفراح على سبيل الإيجاز لا الحصر والله المستعان:

أولاً: الدعوة إلى الوليمة...

من تدعو إلى حفل عرسك...؟
هل ستدعو الأغنياء والوجهاء.. وتنسى الفقراء والمساكين.. ولربما تقول لماذا أدعو الفقراء والمساكين ، وما الذي أستفيد وأرجو من ورائهم?
أقول لك تذكر قول حبيبك (صلى الله عليه وسلم) حينما قال: « شرّ الطعام طعام الوليمة , يدعى إليها الأغنياء ويترك المساكين , ومن لم يأت الدعوة فقد عصى الله ورسوله » [صحيح الترغيب:2152]

فهل تريد أن يكون حفل عرسك من شرِّ الطعام.....

ولا تنس دعوة الصالحين من عباد الله أغنياءً كانوا أو فقراء فقد قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): « لا تصاحب إلاَّ مؤمناً ولا يأكل طعامك إلاَّ تقيِّ » [صحيح أبي داود: 4045]

و احذر أيها الأخ الكريم من التكلِّف والمباهاة في كروت الدعوة حتى أنَّ هناك من الناس من يطبع كرت عرسه وفرحه بمئات الريالات ، ونسي أنَّ هذا الفعل من الإسراف والتبذير.

إذاً أخي بارك الله فيك ادعُ من شئت من أحبابك وخلاَّنك وأقربائك وجيرانك. ولكن احذر التبذير وطرد المساكين.

وينبغي عليك البعد عن استئجار قصور الأفراح الغالية التي ترهقك بكثرة أسعارها ، والاقتصار على مكانٍ آخر لا يكلِّف كثيراً ، و احذر بارك الله فيك من الرياء والسمعة في كلِّ ذلك فقد قال (صلى الله عليه وسلم): « من سـمَّع سمَّع الله به ، ومن يرَاء يراء الله به » [صحيح الترغيب: 26]


ثانياً: لا تسرف في طعام الوليمة...

إنَّ مما يحزن ما نراه في كثير من الحفلات من الإسراف والتبذير في المأكولات والمشروبات. وليت شعري هل هذا الإسراف فيه شهامةٌ وكرامةٌ أو نخوةٌ وأصالة ، كلاَّ وربي ، بل فيه سخطٌ وندامةٌ ، ومحاسبةٌ وإهانة.

عجيبٌ حال أمتنا بعد أن كنَّا جياعاً لا نجد ما نأكل ، منَّ الله علينا فأغدق علينا نعمه ظاهرةً وباطنة ، فيا ليتنا صنَّا هذه النعمة وحفظناها ، ولكن أصبح الكثير منَّا يتفاخر بالإسراف فيها فالله المستعان.

فاحذر أخي من الإسراف في حفل عرسك ، واصنع من الطعام قدر الكفاية لمن دعوت ، واحذر أخي من سخط الله وعقابه ، ولا أظنه يخفاك قول الباري عز وجل: { وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ } [الأعراف من الآية: 31], وقوله: { إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً } [الإسراء: 27]

ثمَّ إن كان هناك فائضٌ من الطعام بغير قصدٍ منك ، فاصرفه على المساكين والفقراء ، أو إلى الجمعيات الخيرية لجمع الفائض من الطعام.


ثالثاً: كيف تحيي ليلة العرس..

لا بأس من إظهار الفرح والسرور في ليلة العرس , وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): « فصل ما بين الحلال والحرام الدفّ والصوت في النكاح » [صحيح ابن ماجه: 1538], وعن عائشة أنَّها زفت امرأة إلى رجلٍ من الأنصار فقال النبي (صلى الله عليه وسلم): « يا عائشة ما كان معهم من لهو؟ فإنَّ الأنصار يعجبهم اللهو » [غاية المرام: 397]

وإلى مزيدٍ من الإيضاح ، استمع إلى كلام مفتي عام المملكة العربية السعودية ، سماحة الشيخ العلاَّمة: عبد العزيز بن باز -يرحمه الله- ، حيث قال في هذه القضية:-
( أمَّا الزواج فيشرع فيه ضرب الدفِّ مع الغناء المعتاد الذي ليس فيه دعوةٌ إلى محرَّمٍ ولا مدح لمحرَّم في وقتٍ من الليل للنساء خاصة لإعلان النكاح والفرق بينه وبين السفاح كما صحَّت بذلك السنة من النبي صلى الله عليه وسلم.
أمَّا الطبل فلا يجوز ضربه في العرس بل يكتفى بالدفِّ خاصة. ولا يجوز استعمال مكبرات الصوت في إعلان النكاح ويقال فيه من الأغاني المعتادة لما في ذلك من الفتنة العظيمة والعواقب الوخيمة وإيذاء المسلمين.
ولا يجوز أيضاً إطالة الوقت في ذلك بل يكتفى بالوقت القليل الذي يحصل به إعلان النكاح لأنَّ إطالة الوقت تفضي إلى إضاعة صلاة الفجر والنوم عن أدائها في وقتها وذلك من أكبر المحرَّمات ومن أعمال المنافقين) أ. هـ.

والملاحظ هنا أنَّ إحياء الزواج إنَّما يكون بالدفِّ وأنَّه خاصٌ بالنساء ، خالي من كلام الفحش , والرذيلة ، نقيٌّ من الغيبة والنميمة ، ولا يكون في أوقاتٍ طويلةٍ وساعاتٍ متأخرةٍ من الليل.

ولكن الذي نراه هذه الأيام في كثيرٍ من الأفراح شيئاً عجيباً.. توضع مكبرات الصوت ، ويؤتى بالمطربات ومعهنَّ الطبول والمزامير والعود ، وإذا تعبت المطربة وتعب صوتها فإنَّ إلى جانبها آلة التسجيل تفتحها وتضع الموسيقى والغناء ، ناهيك عن رقص النساء الكاسيات العاريات ، وقد حرَّم الله سبحانه وتعالى المزامير وحرَّم آلات الطرب فقال عز وجل: { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ*وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } [لقمان: 6, 7], يقول الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- حينما سئل عن هذه الآية : (الغناء ، والذي لا إله إلاَّ هو ، يرددها ثلاث مرات). وقال قتادة عن هذه الآية: (والله لعله لا ينفق فيه مالاً ، ولكن شراؤه استحبابه ، بحسب المرء من الضلالة أن يختار حديث الباطل على حديث الحق وما يضرّه على ما ينفعه).

فأين من يقول إذا نصح عن جلب الغناء والمزامير في ليلة عرسه قال بقلبٍ قاسي:

(أتريد أن يكون فرحنا عزاءً)

فيا سبحان الله أ أصبح من يتمسك بما أمر الله به ويتجنب سخط الله أصبح فرحه عزاءً؟!

إذاً فماذا نقول في عرس صحابة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، بل قبلهم عرس رسول الله (صلى الله عليه وسلم).

أخي والله إنَّ العزاء والتعاسة فيمن لوَّث ليلة عرسه بهذه المنكرات ، ولا تكون هذه المقولة إلاَّ ممن انتكست فطرته وقلَّت مخافة الله في قلبه.

فاحذر أيها المؤمن بأحكام الله من أن تلوث ليلة عرسك بهذه المنكرات ومزامير الشيطان ، سواءً عند الرجال أو عند النساء.

وأسأل الله العليَّ العظيم أن يهدي قلوبنا وينوِّر صدورنا.


رابعاً: منكرٌ عظيمٌ وقبيح...

و احذر من أن تتبع أقوال الوشاة والمقلِّدين الذين يجرون وراء كلَّ ناهقةٍ وناعقة ويطالبون بأشياءٍ وتقاليدٍ تخالف عاداتنا وتقاليدنا وما مضى عليه آباؤنا من الحياء والغيرة فضلاً عمَّا يأمرنا به ديننا الحنيف من التعفف والحياء ، ولعلَّ من هذه المنكرات ، منكرٌ عظيمٌ وقبيح تتقذر منه النفوس المؤمنة لله وترفضه النفوس التي تربَّت على الشهامة والحياء والشجاعة والغيرة على المحارم. وهي ما تسمى (بالمنصة أو الزفة) حيث يخرج الرجل مع عروسه ليلة عرسه أو يجلس بجوارها مع رجالٍ ونساء أو نساءٍ فقط من غير محارمهم. لينظر الرجال إلى العروس وجمالها ، وينظر النساء إلى العريس وابتساماته. مما يزيد الطينة بلة أن يقف الرجل مع عروسه بين النساء وهنَّ من غير محارمه فينظر إليهنَّ وهنَّ يرقصن ويتمايلن ويغنين ولربما كنَّ كاشفات عن عوراتهنَّ بلباس الخنا والفجور لباسٌ خالي من المروءة والشيم. أضف إلى ذلك التصوير الذي يكشف عورات نساء المسلمين.

فقل لي بربك أيها المؤمن الغيور:

أين الحياء عند مثل هذه الحال...

قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز -رحمه الله- :

(( ومن الأمور المنكرة التي استحدثها الناس في هذا الزمن وضع منصةٍ للعروس بين النساء ويجلس إليها زوجها بحضرة النساء السافرات المتبرجات وربما حضر معه غيره من أقاربه أو أقاربها من الرجال ، ولا يخفى على ذوي الفطرة السليمة والغيرة الدينية ما في هذا العمل من الفساد الكبير وتمكِّن الرجال الأجانب من مشاهدة الفتيات المتبرجات وما يترتب على ذلك من العواقب الوخيمة. فالواجب منع ذلك والقضاء عليه حسماً لأسباب الفتنة وصيانةً للمجتمعات النسائية مما يخالف الشرع المطهر )) أ. هـ .

أخي المقبل على الزواج والله ما أظنك إلا رجلاً غيوراً على عرضك وأعراض المسلمين محباً للحياء كارهاً لأعمال أهل السفور...

إذاً فلا تتبع مثل هذه المنكرات وحارب أهلها. وفقك الله لما يحبه ويرضاه.




في مخدع العروس...

وهنا ندخل معك أخي الكريم إلى قفصك الذهبي كما يقال. ولهذا أهدي إليك هذه الوصايا عسى أن تتذكرها عند دخولك على عروسك وهي نابعةٌ من منهل الكتاب والسنة وهدي سلف الأمة رحمهم الله.

أولاً: ملاطفة الزوجة والأنس معها:
وذلك لما فيه من تآلف القلوب وانشراح الصدور وذهاب القلق والروع ويكفي في ذلك أن يكون لنا أسوة حسنة في قدوتنا وحبيبنا محمد (صلى الله عليه وسلم) حيث تقول أسماء بنت يزيد بن السكن: (إنِّي قيَّنت ((أي: زيَّنت )) عائشة لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثم جئته فدعوته لجلوتها ((أي: للنظر إليها مجلّوة مكشوفة)) فجاء ، فجلس إلى جانبها ، فأتى بعس لبن ، فشرب ، ثم ناولها النبي (صلى الله عليه وسلم) فخفضت رأسها واستحيت ، قالت أسماء: فانتهرتها ، وقلت لها: خذي من يد النبي (صلى الله عليه وسلم) قالت: فأخذت ، فشربت شيئاً ، ثم قال لها النبي (صلى الله عليه وسلم): « أعطي تربك » ((أي: صديقتك )) قالت أسماء فقلت بل خذه فاشرب منه ثم ناولنيه من يدك ، فأخذه فشرب منه ثم ناولنيه ، قالت: فجلست ، ثم وضعته على ركبتي ، ثم طفقت أديره واتبعه بشقي لأصيب منه شرب النبي (صلى الله عليه وسلم) ثم قال لنسوةٍ عندي: ناوليهن ، فقلن: لا نشتهيه! فقال (صلى الله عليه وسلم): « لا تجمعن جوعا وكذبا ».

أخي .. تكون الملاطفة أيضاً بالحديث والمناقشة والضحكة والابتسامة لطرد الوحشة وإدخال الألفة.

ثانياً: لا تنسى الدعاء بمثل هذا...
وهو أن يدعو الله عز وجل بالبركة ، وذلك بأن يضع يده على مقدمة رأسها ، ويسمي الله تبارك وتعالى ، ويقول ما جاء في قوله (صلى الله عليه وسلم): « إذا أفاد أحدكم امرأةً أو خادماً أو دابة ، فليأخذ بناصيتها ، وليدع بالبركة. وليقل: اللهم إني أسألك من خيرها ، وخير ما جبلت عليه ، وأعوذ بك من شرِّها ، وشرِّ ما جبلت عليه » [صحيح الجامع: 360]

ثالثاً: ابدأ حياتك الزوجية بالصلاة:
لا بأس أن تصلي مع زوجتك ركعتين ، وهذا منقول عن بعض السلف رحمهم الله. وذلك لما فيه من الألفة وجمع الشمل. فعن شفيق قال: جاء رجلٌ يقال له: أبو حريز ، فقال إنِّي تزوجت جاريةً شابةً بكر إنِّي أخاف أن تفركني ، فقال عبد الله بن مسعود: (إن الإلف من الله ، والفرك من الشيطان ، يريد أن يكرِّه إليكم ما أحلَّ الله لكم ، فإذا أتتك فأمرها أن تصلي وراءك ركعتين)

وروي أن سلمان الفارسي -رضي الله عنه- تزوج امرأة ، فلما دخل عليها وقف على بابها ، فإذا هو بالبيت مستور فقال: ما أدري أمحمومٌ بيتكم أم تحوَّلت الكعبة إلى كندة؟ والله لا أدخل حتى تهتك أستاره!

فلما هتكوها... دخل... ثم عمد إلى أهله فوضع يده على رأسها... فقال: هل أنت مطيعتي رحمك الله؟ قالت قد جلست مجلس من يطاع ، قال: إنَّ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال لي: « إن تزوجت امرأة فليكن أول ما تلتقيان على طاعة الله » فقومي فلنصل ركعتين ، فما سمعتني أدعو فأمِّني ، فصليا ركعتين وأمَّنت ، فبات عندها ، فلما أصبح ، جاءه أصحابه ، فانتحاه رجلٌ من القوم ، فقال: كيف وجدت أهلك؟ فأعرض عنه ، ثم الثاني ، ثم الثالث ، فلمَّا رأى ذلك صرف وجهه إلى القوم وقال: رحمكم الله ، فيما المسألة عما غيبت الجدران والحجب والأستار؟! بحسب امرئ أن يسأل عمَّا ظهر ، إن أخبر أو لم يخبر.

رابعاً: ما يقال حين الجماع:
هذه الكلمات إن قلتها قبل جماعك أهلك ، وكتب الله بينكما ولداً لم يضرَّه الشيطان أبداً. وهي:
« بسم الله, اللهمَّ جنبنا الشيطان ، وجنب الشيطان ما رزقتنا »

قال (صلى الله عليه وسلم): « فإنَّه إن قضي بينهما ولد من ذلك لم يضرَّه الشيطان أبداً » [صحيح الجامع: 5241]


وصية أمٍ لابنتها في ليلة زفافها...
قالت أمٌ لابنتها وهي في ليلة دخلتها:
أي بنية: إنَّ الوصية لو تركت لفضل أدبٍ لتركت ذلك لك ، ولكنَّها تذكرةٌ للغافل ومعونةٌ للعاقل ، ولو أنَّ امرأةً استغنت عن الزوج لغنى أبويها ، وشدة حاجتهما إليها ، كنت أغنى الناس عنه ، ولكنَّ النساء للرجال خلقن ولهنَّ خلق الرجال.

أي بنية: إنَّك فارقت الجوَّ الذي منه خرجت ، وخلفت العش الذي فيه درجت ، إلى وكرٍ لم تعرفيه ، وقرينٍ لم تألفيه ، فأصبح عليك رقيباً ومليكاً ، فكوني له أمةً يكن لك عبداً وشيكاً ، واحفظي له خصالاً عشراً ، يكن لك ذخراً...

أما الأولى والثانية: فالخشوع له بالقناعة ، وحسن السمع والطاعة.

وأما الثالثة والرابعة: فالتفقد لمواضع عينه وأنفه فلا تقع عينه منك على قبيح ، ولا يشمَّ منك إلاَّ أطيب ريح.

وأما الخامسة والسادسة: فالتفقد لوقت منامه وطعامه ، فإنَّ تواتر الجوع ملهبةً ، وتنغيص النوم مغضبة.

وأما السابعة والثامنة: فالاحتراس بماله ، والارعاء على حشمه وعياله ، وملاك الأمر في المال حسن التقدير ، وفي العيال حسن التدبير.

وأما التاسعة والعاشرة: فلا تعصي له أمراً ولا تفشي له سراً ، فإنَّك إن خالفت أمره أوغرت صدره ، وإن أفشيت سره لم تأمني غدره..

ثمَّ إيَّاك والفرح بين يديه إذا كان مهتماً ، والكآبة بين يديه إن كان فرحاً.


مسك الختام
وفي نهاية المطاف وقبل الوداع ، أقول لك إن كنت تريد الحياة الزوجية السعيدة ، تريد الاستقرار وراحة البال ، تريد ذريةً صالحةً تحمل بعد الممات الدعوة الصالحة.

تريد أن تجمع السعادة تحت أطناب بيتك فعليك بتقوى الله عز وجل ومراقبته في كل صغيرةٍ وكبيرة ومعرفة ما لك وما عليك من حقوقٍ وواجبات.

فمن اتقى الله وقاه وكفاه وزاده عزاً في الدنيا والآخرة.

أما إذا أردت أن تعشش التعاسة في بيتك ، وتفرخ ، فاعص الله!!!

أخي إنَّ المعاصي تهلك دولاً وشعوباً , وتزلزل محيطاتٍ وقارات ، فلا تجعلها تدمر بيتك وتحرق سعادتك.

وقد كان أحد السلف الصالح يقول: (والله إنِّي لأرى أثر المعاصي على دابتي وزوجتي).

فاتق الله في أهلك وكن عونا لهم على طاعة الله وكن عند قول الله تبارك وتعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ }. [التحريم: 6]

قال ابن كثير : أي تأمر نفسك وأهلك من زوجةٍ وولدٍ وإخوانٍ وقرابةٍ وإماءٍ وعبيد بطاعة الله. وتنهى نفسك وجميع من تعول ، عن معصية الله تعالى. وتعلِّمهم وتؤدِّبهم ، وأن تقوم عليهم بأمر الله ، وتأمرهم به وتساعدهم عليه. فإذا رأيت لله معصيةً ، قذعتهم وزجرتهم عنها. وهذا حقٌ على كلِّ مسلمٍ أن يعلِّم من هم تحت إمرته ما فرض الله عليهم وما نهاهم الله عنه.

فأوصيك أخي أن تتقي الله وتحافظ على أوامره وتجتنب نواهيه.

وأسأل الله العلي القدير أن يجمع لك شملك ويجعل التوفيق والرشاد حليفك

وبارك الله لك وبارك عليك وجمع بينكما في خير

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على رسول الله.
فايز بن سالم السهلي الحربي
اضافة رد مع اقتباس
  #2  
قديم 03/03/2004, 10:42 PM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 13/09/2003
المكان: !! KSA !!
مشاركات: 9,868
جزاك الله خير على الموضوع
اضافة رد مع اقتباس
  #3  
قديم 04/03/2004, 07:59 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ srabالهلال
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 07/12/2002
المكان: السعودية - البديعه
مشاركات: 2,602
لاخ (عاشق &&& التمياط)

سعدت بمشاركاتك التي تنم عن حرصك الشديد في التفاعل مع اعضاء المنتدى
فجزاك الله خير الجزاء
اضافة رد مع اقتباس
  #4  
قديم 06/03/2004, 10:05 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ srabالهلال
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 07/12/2002
المكان: السعودية - البديعه
مشاركات: 2,602
السؤال:-

تقدم أخي لخِطبة فتاة، ولكني أرى أنه لا توجد بها صفة من الصفات الواردة في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (تنكح المرأة ... الحديث)(الحديث في الصحيحين). و كذلك لم تنل شيئاً من التعليم لا شرعي ولا غيره فهل يجب عليَّ أن أنصح أخي أم لا وذلك بترك خِطبة هذه الفتاة؟ علماً بأن أخي مدرس تخرّج حديثاً هذا العام.

الجواب:-

إذا لم يكن قد عقد عليها فلكِ أن تنصحيه وتبيني له ما تعلمينه عن هذه الفتاة من النقص والخلل والعيب وقلة الدين وقلة العلم وعدم الحسب والجمال والمال فلا خير فيها، فإن كان عقد عليها وتم ذلك فلا تعترضي عليه لما يترتب على الطلاق والفسخ من الضرر عليهما فإذا تم الزفاف فربما تناسب وتتأدب وتصلح معه والله أعلم.
اضافة رد مع اقتباس
  #5  
قديم 06/03/2004, 11:23 AM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 24/02/2001
المكان: Addhahran ==>> بالعربي == الظهران
مشاركات: 3,597
جزاكِ الله خير سراب الهلال...
وكثر الله من امثالك..

فعلاٍ موضوع في غاية الاهميه اتمنى من الله ان ينفع به من قرأه ،،،مثلما انتفعت به انا.

ولك كل التقدير والشكر
اضافة رد مع اقتباس
  #6  
قديم 06/03/2004, 11:38 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ srabالهلال
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 07/12/2002
المكان: السعودية - البديعه
مشاركات: 2,602
الله يبارك لك وينفعك بكل مافيه الخير والصلاح ياSa3ad

وصية الشيخ علي الطنطاوي للفتاة والشاب المسلميّن

يا بنتي انا رجل يمشي الى الخمسين قد فارق الشباب وودع احلامه واوهامه ، ثم اني سحت في البلدان ولقيت الناس وخبرت الدنيا فاسمعي مني كلمة صحيحة صريحة من سني وتجاربي لم تسمعيها من غيري، لقد كتبت وناديت ندعو الى تقويم الاخلاق ومحو الفساد وقهر الشهوات حتى كلت منا الاقلام وملت الالسنة وما صنعنا شيئا ولا ازلنا منكرا بل ان المنكرات لتزداد والفساد ينتشر والسفور والحسور والتكشف تقوى شرّته وتتسع دائرته ويمتد من بلد الى بلد حتى لم يبق بلد اسلامي - فيما احسب - في نجوة منه حتى الشام التي كانت فيها الملاءة السابغة وفيها الغلو في حفظ الاعراض وستر العورات قد خرج نساؤها سافرات حاسرات كاشفات السواعد والنحور.. ما نجحنا وما اظن اننا سننجح ، اتدرين لماذا؟ لاننا لم نهتد الى اليوم الى باب الاصلاح ولم نعرف طريقه ، ان باب الاصلاح امامك انت يا بنتي ومفتاحه بيدك فاذا امنت بوجوده وعملت على دخوله صلحت الحال ، صحيح ان الرجل هو الذي يخطو الخطوة الاولى في طريق الاثم لا تخطوها المراة ابدا ولكن لولا رضاك ما اقدم ولولا لينك ما اشتد انت فتحت له وهو الذي دخل ، قلت للص تفضل .. فلما سرقك اللص صرخت اغيثوني يا ناس سرقت ..... ولو عرفت ان الرجال جميعا ذئاب وانت النعجة لفررت منهم فرار النعجة من الذئب ، وانهم جميعا لصوص لاحترست منهم احتراس الشحيح من اللص0 واذا كان الذئب لا يريد من النعجة إلا لحمها . فالذي يريده منك الرجل أعز عليك من اللحم على النعجة ، وشر عليك من الموت عليها ، يريد منك أعز شئ عليك : عفافك الذي تشرفين ، وبه تفخرين ، وبه تعيشين ، وحياة البنت التي فجعها الرجل بعفافها ، أشد عليها بمئة مرة من الموت على النعجة التي فجعها الذئب بلحمها ... إي والله، وما رأى شاب فتاة إلا جردها بخياله من ثيابها ثم تصورها بلا ثياب. إي والله ، أحلف لك مرة ثانية ، ولا تصدقي ما يقوله بعض الرجال ، من أنهم لا يرون في البنت إلا خلقها وأدبها، وأنهم يكلمونها كلام الرفيق ، ويودونها ود الصديق ، كذب والله، ولو سمعت أحاديث الشباب في خلواتهم ، لسمعت مهولا مرعبا ، وما يبسم لك الشاب بسمة ، ولا يلين لك كلمة ، ولا يقدم لك خدمة ، إلا وهي عنده تمهيد لما يريد ، أو هي على الأقل إيهام لنفسه أنها تمهيد. وماذا بعد؟ ماذا يا بنت؟ فكري. تشتركان في لذة ساعة ، ثم ينسى هو ، وتظلين أنت أبدا تتجرعين غصصها ، يمضي (خفيفا) يفتش عن مغفلة أخرى يسرق منها عرضها، وينوء بك أنت ثقل الحمل في بطنك ، والهم في نفسك ، والوصمة على جبينك ، يغفر له هذا المجتمع الظالم ، ويقول : شاب ضل ثم تاب ، وتبقين أنت في حمأة الخزي والعار طول الحياة ، لا يغفر لك المجتمع أبدا. ولو انك إذ لقيته نصبت له صدرك ، وزويت عنه بصرك ، وأريته الحزم والاعراض ... فإذا لم يصرفه عنك هذا الصد ، وإذا بلغت به الوقاحة أن ينال منك بلسان أو يد ، نزعت حذاءك من رجلك ، ونزلت به على رأسه ، لو أنك فعلت هذا ، لرأيت من كل من يمر في الطريق عونا لك عليه، ولما جرؤ بعدها فاجر على ذات سوار ، ولجاءك _ إن كان صالحا _ تائبا مستغفرا ، يسأل الصلة بالحلال ، جاءك يطلب الزواج. والبنت مهما بلغت من المنزلة والغنى والشهرة والجاه ، لا تجد البنت أملها الاكبر وسعادتها إلا في الزواج ، في أن تكون زوجا صالحة ، وأما موقر’ ، وربة بيت . سواء في ذلك الملكات و الاميرات ، وممثلات هوليود ذوات الشهرة والبريق الذي يخدع كثيرات من النساء . وأنا أعرف أدبيبتين كبيرتين في مصر والشام ، أديبتين حقا ، جمع لهما المال والمجد الادبي ، ولكنهما فقدتا الزوج فقدتا العقل وصارتا مجنونتين ، ولا تحرجيني بسؤالي عن الاسماء إنها معروفة!! .

الزواج اقصى اماني المراة ولو صارت عضوة البرلمان وصاحبة السلطان ، والفاسقة المستهترة لا يتزوجها احد، حتى الذي يغوي البنت الشريفة بوعد الزواج ان هي غوت وسقطت تركها وذهب- اذا اراد الزواج- فتزوج غيرها من الشريفات لانه لا يرضى ان تكون ربة بيته وام بنته امراة ساقطة

والرجل وان كان فاسقا داعرا اذا لم يجد في سوق اللذات بنتا ترضى ان تريق كرامتها على قدميه وان تكون لعبة بين يديه إذ لم يجد البنت الفاسقة او البنت المغفلة التي تشاركه في الزواج على دين ابليس وشريعة القطط في شباط طلب من تكون زوجته على سنة الاسلام

فكساد سوق الزواج منكن يا بنات لو لم يكن منكن الفاسقات ما كسدت سوق الزواج ولا راجت سوق الفجور .. فلماذا لا تعملن ، لماذا لا تعمل شريفات النساء على محاربة هذا البلاء ؟ انتن اولى به واقدر عليه منا لأنكن اعرف بلسان المراة وطرق افهامها ولانه لا يذهب ضحية هذا الفساد الا انتن : البنات العفيفات الشريفات البنات الصيّنات الديّنات

في كل بيت من بيوت الشام بنات في سن الزواج لا يجدن زوجا ، لان الشباب وجدوا من الخليلات ما يغني عن الحليلات ، ولعل مثل هذا في غير الشام ايضا ... فألفن جماعات منكن من الاديبات والمتعلمات و مدرسات المدرسة و طالبات الجامعة تعبد أخواتكن الضالات الى الجادة، خوّفنهن الله ، فان كن لا يخفنه فحذرهن المرض ، فان كن لا يحذرنه فخاطبهن بلسان الواقع ، قلن لهن : انكن صبايا جميلات فلذلك يقبل عليكن الشباب ويحومون حولكن ولكن هل يدوم عليكن الصبا والجمال ؟ ومتى دام في الدنيا شئ حتى يدوم على الصبيّة صباها وعلى الجميلة جمالها ؟ فكيف يكن اذا صرتن عجائز محنيات الظهور مجعّدات الوجوه من يهتم يومئذ بكنومن يسأل عنكن ، اتعرفن من يهتم بالعجوز ويكرمها ويوقرها ؟ اولادها وبناتها وحفدتها وحفيداتها ، هناك تكون عجوز ملكة في رعيتها ومتوجة على عرشها على حين تكون الاخرى ... انتن اعرف بما تكون عايه.فهل تساوي هذه اللذة تلك الآلام ؟ وهل تشتري بهذه البداية تلك النهاية ?. وأمثال هذا الكلام لا تحتجن الى من يدلكن عليه، ولا تعدمن وسيلة الى هداية أخواتكن المسكينات الضالات ، فإن لم تستطعن ذلك معهن فاعملن على وقاية السلمات من مرضهن ، والناشئات الغافلات من أن يسلكن طريقهن .

وأنا لا أطلب منكن أن تعدن بالمرأة المسلمة اليوم بوثبة واحدة إلى مثل ما كانت علية المرأة المسلمة حقا، لا، وإني لأعلم أن الطفرة مستحيلة في العادة ، ولكن أن ترجعن إلى الخير خطوة خطوة ، كما أقبلتن على الشر خطوة خطوة ، إنكن قصرتن الثياب شعرة شعرة ، ورققتن الحجاب ، وصبرتن الدهر الاطول تعلمن لهذا الانتقال ، والرجل الفاضل لا يشعر به ، والمجلات الداعرة تحث عليه ، والفساق يفرحون به ، حتى وصلنا إلى حال لا يرضى بها الاسلام ، ولا ترضى بها النصرانية ، ولم يعلمها المجوس الذين نقرأ أخبارهم في التاريخ ، إلى حال تأباها الحيوانات. إن الديكين إذا اجتمعا على الدجاجة اقتتلا غيرة عليها وذودا عنها ، وعلى الشواطئ في الاسكندرية وبيروت رجال مسلمون ، لا يغارون على نسائهم المسلمات أن يراهن الاجنبي ، لا أن يرى وجوههن ...ولا أكفهن...ولا نحورهن... بل كل شيء فيهن!! كل شيء إلا الشيء الذي يقبح مرآه ويجعل ستره ، وهو حلقتا العورتين ، وحلمتا الثديين.....

وفي النوادي والسهرات (التقدمية) الراقية ، رجال مسلمون يقدمون نساءهم المسلمات للاجنبي ليراقصهن ، يضمهن حتى يلامس الصدر الصدر ، والبطن البطن، والفم الخد، والذراع ملتوية على الجسد ، ولا ينكر ذلك أحد ، وفي الجامعات المسلمات شباب مسلمون يجالسون بنات مسلمات متكشفات باديات العورات ، ولا ينكر ذلك الآباء والامهات المسلمات ، وأمثال هذا!!. وأمثال هذا كثير لا يدفع في يوم واحد ، ولا بوثبة عاجلة ، بل بأن نعود إلى الحق ، من الطريق الذي وصلنا منه إلى الباطل ، ولو وجدناه الآن طويلا، وإن من لا يسلك الطريق الطويل الذي لا يجد غيره لا يصل أبدا، وأن نبدأ بمحاربة الاختلاط غير السفور ، أما كشف الوجه، إن كان لا يتحقق بكشفه الضرر على الفتاة والعدوان على عفافها فأمره أسهل ولعله أهون من هذا الذي نسميه في بلاد الشام حجابا ، وما هو إلا ستر للمعايب ، وتجسيم للجمال ، وإغراء للناظر.

السفور إن اقتصر على الوجه كما خلق الله الوجه ليس حراما متفقا على حرمته، وإن كنا نرى الستر أحسن وأولى ، وكان ستره عند خوف الفتنة واجبا. أما الاختلاط فشيء آخر ، وليس يلزم من السفور أن تختلط الفتاة بغير محارمها، وأن تستقبل الزوجة السافرة صديق زوجها في بيتها، أو أن تحييه إن قابلته في الترام ، أو لقيته في الشارع ، وأن تصافح البنت رفيقها في الجامعة ، أو أن تصل الحديث بينها وبينه، أو أن تمشي معه في الطريق ، وتستعد معه للامتحان ، وتنسى أن الله جعلها أنثى وجعله ذكرا ، وركب في كل الميل إلى الآخر ، فلا تستطيع هي ولا هو ولا الاهل الارض جميعا ، أن يغيروا خلقة اله ، وأن (يساووا) بين الجنسين ، أو أن يمحوا من نفوسهم هذا الميل. وإن دعاة المساواة والاختلاط باسم المدينة قوم كذابون من جهتين : كذابون لانهم ما أرادوا من هذا كله إلا إمتاع جوارحهم ، وإرضاء ميولهم ، وإعطاء نفوسهم حظها من لذة النظر ، وما يأملون به من لذائذ أخر، ولكنهم لم يجدوا الجرأة على التصريح به ، فلبسوه بهذا الذي يهرفون به من هذه الالفاظ الطنانة ، التي ليس وراءها شيء : التقدمية، والتمدن ، والفن ، والحياة الجامعية ، والروح الرياضية ، وهذا الكلام الفارغ (على دويه) من المعنى فكأنه الطبل.

وكذابون لان أوروبة التي يأتمون بها ، ويهتدون بهديها ، ولا يعرفون الحق إلا بدمغتها عليه ، فليس الحق عندهم الذي يقابل الباطل ، ولكن الحق ما جاء من هناك : من باريس ولندن وبرلين ونيويورك ، ولو كان الرقص والخلاعة ، والاختلاط في الجامعة ، والتكشف في الملعب والعري على الساحل ، والباطل ما جاء من هنا : من الازهر والاموي وهاتيك المدارس الشرقية ، والمساجد لاسلامية ولو كان الشرف والهدى والعفاف والطهارة ، طهارة القلب وطهارة الجسد. إن في أوروبا وفي أمريكا ، كما قرأنا وحدثنا من ذهب إليهما ، أسرا كثيرات لا ترضى بهذا الاختلاط ولا تسيغه ، وإن في باريز (في باريس يا ناس ) آباء وأمهات لا يسمحون لبناتهم الكبيرات أن يسرن مع الشاب ، أو يصحبنه إلى السينما ، بل هم لا يدخلونهن إلا إلى روايات عرفوها ، وأيقنوا بسلامتها من الفحش والفجور ، اللذين لا يخلو منهما مع الاسف واحد من هذه (التهريجات) و الصبيانيات السخيفة التي تسميها شركات مصر الهزيلة الرقيعة ( الجاهلة بالفن السينمائي مثل جهلها بالدين ) تسميها أفلاما!!يقولون : إن الاختلاط يكسر شرة الشهوة ، ويهذب الخلق ، وينزع من النفس هذا الجنون الجنسي . وأنا أحيل في الجواب على من جرب الاختلاط في المدارس ، روسيا التي لا تعودإلى دين ، ولا تسمع رأي شيخ ولا قسيس ، ألم ترجع عن هذه التجربة لما رأت فسادها؟

وأميركا ، ألم تقرؤوا أن من جملة مشاكل أمريكا مشكلة ازدياد نسبة (الحاملات) من الطالبات؟ فمن يسره أن يكون في جامعات مصر والشام ، وسائر بلاد الاسلام مثل هذه المشكلة. وأنا لا أخاطب الشباب ، ولا أطمع في أن يسمعوا لي ، وأنا أعلم أنهم قد يردون علي ويسفهون رأيي ، لأني أحرمهم من لذائذ ما صدقوا أنهم قد وصلوا إليها حقا ، ولكن أخاطبكن أنتن يا بناتي . يا بناتي المؤمنات الدينات ، يا بناتي الشريفات العفيفات ، إنه لا يكون الضحية إلا أنتن ، فلا تقدمن نفوسكن ضحايا على مذبح إبليس ، لا تسمعن كلام هؤلاء الذين يزينون لكن حياة الاختلاط باسم الحرية والمدنية والتقدمية والفن والحياة الجامعية ، فإن أكثر هؤلاء الملاعين لا زوجة له ولا ولد ، ولا يهمه منكن جميعا إلا اللذة العارضة ، أما أنا فإني أبو بنات ، فأنا حين أدافع عنكن أدافع عن بناتي ، وأنا أريد لكن من الخير ما أريده لهن . إنه لا شيء مما يهرف به هؤلاء يرد على البنت عرضها الذاهب ، ولا يرجع لها شرفها المثلوم ، ولا يعيد لها كرامتها الضائعة ، وإذا سقطت البنت لم تجد واحدا منهم يأخذ بيدها ، أو يرفعها من سقطتها ، إنما تجدهم جميعا يتزاحمون على جمالها ، ما بقي فيها جمال ، فإذا ولى ولوا عنها ، كما تولي الكلاب عن الجيفة التي لم يبق فيها مزعة لحم !

هذه نصيحتي إليك يا بنتي ، وهذا هو الحق فلا تسمعي غيره ، واعلمي أن بيدك أنت ، لا بأيدينا معشر الرجال ، بيدك مفتاح باب الإصلاح ، فإذا شئت أصلحت نفسك وأصلحت بصلاحك الأمة كلها.
: ‍‍‍‍‍‍‍‍وصية ام معاصرة لابنتها قبل زفافها

يابنيتي : أنت مقبلة على حياة جديدة .. حياة لا مكان فيها لامك او ابيك او لاحد من اخوتك فيها ..ستصبحين صاحبة لرجل لا يريد ان يشاركه فيك احد حتى لوكان من لحمك ودمك .. كوني له زوجة يا ابنتي وكوني له اما ، اجعليه يشعر انك كل شئ في حياته، وكل شئ في دنياه .. اذكري دائما ان الرجل أي رجل - طفل كبير _ اقل كلمة حلوة تسعده لاتجعليه يشعر انه بزواجه منك قد حرمك من اهلك واسرتك ان هذا الشعور قد ينتابه هو ، فهو ايضا قد ترك بيت والديه وترك اسرته من اجلك ولكن الفرق بينك وبينه هو الفرق بين الرجل والمراة .. المرأة تحن دائما الى اسرتها ، الى بيتها الذي ولدت فيه ونشات وكبرت وتعلمت .. ولكن لابد لها ان تعوّد نفسها على هذه الحياة الجديدة ، لابد لها ان تكيف حياتها مع الرجل الذي اصبح لها زوجا وراعيا وابا لاطفالها .. هذه هي دنياك الجديدة .يا ابنتي هذاهو حاضرك ومستقبلك هذه هي اسرتك التي شاركتما - انت وزوجك - في صنعها، اما ابواك فهما ماض .. انني لا اطلب منك ان تنسي اباك وامك واخوتك ، لانهم لن ينسوك ابدا يا حبيبتي وكيف تنسى الام فلذة كبدها ولكنني اطلب منك ان تحبي زوجك وتعيشي له وتسعدي بحياتك معه .
نصائح خاصة بالزوجة

أولا - تطبعي بطبع زوجك وأطيعيه في كل شيء ولا تخالفيه إلا في معصية الله ورسوله ، و أفعلي ما يريد ولو كان مالا تحبين ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( حق الزوج على زوجته ؛ لو كانت به قرحه ، أو انتثر منخراه صديداً أو دماً ، ثم بلعته ؛ ما أدت حقه )) ابن حبان و الحاكم وغيرهم . وقوله ايضاً (( لـو كنـت آمر احــداً ان يسجد لغير الله لأمرت المرأة ان تسجد لزوجها )) ابن حبان و ابن ماجه وغيرهم . وتذكري قول السيدة الحكيمة التى تنصح ابنتها العروس قائلها : (( يا بنية ، إنك خرجت من العش الذي فيه درجت ، فصرت الى فراش لا تعرفينه ، وقرين لا تألفينه ، فكوني له أرضاً يكن لك سماءً ، وكوني له مهــادً يكن لك عمــــادً ، وكونــي له امـة يكن لك عبـــــداً ، لا تلحـفي به فيقــلاك ( يبغضـك ) ، ولا تباعدي عنه فينساك ، إن دنا منك فاقربي منه ، و إن نأى ( ابتعد ) فابعدي عنه ، واحفظي أنفه وسمعه وعينه ، فلا يشمن منك إلا ريحاً طيباً ، ولا يسمع إلا حسناً ، ولا ينظر إلا جميلاً )) .

ثانياً - تحري رضا زوجك لقول الرسول صلى الله عليه وسلم (( أيما امرأة ماتت و زوجها عنها راض دخلت الجنة )) رواه الترمذي وخاصة قبل نومك لقوله عليه الصلاة والسلام : (( إذا دعا الرجل امرأته الى الفراش فلم تأته فبات غضبان عليها ، لعنتها الملائكة حتى الصبح )) متفق عليه .

ثالثاً - لا ترفعي صوتك في وجه زوجك فذلك اكره ما يكون لنفس الزوج ولا تكثري ولا تلحي على الطلبات التي فوق قدرته ، ولا يكن حبك للمال كما قال الشاعر فيها :

إذا رأت أهل الكيس ممتلئا تبسمت ودنت مني تمازحني

وان رأته خاليه من دراهمه تجهمت وأنثنت عني تقابحني

انما يجب ان تقف بجانبه في المواقف الصعبة والظروف الحرجة واعتبري من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لزوجه عائشة رضي الله عنها حين قال لها : (( يا عائشة ، إذا أردت اللحوق بي فليكفك من الدنيا كزاد الراكب ، وإياك ومجالسة الأغنياء ، ولا تستخلعي ثوباً حتى ترقعيه )) الترمذي . فكوني بارك الله فيك صابرة راضية ، محتسبة عند ربك .

رابعاً - اعتذري لزوجك وان كان هو المتسبب بالخطاء وتذكري قول الرسول صلى الله عليه وسلم (( نسائكم من اهل الجنة : الودود ، الولود ، العؤود على زوجها ؛ التي اذا غضب جاءت تضع يدها في يد زوجها ، . قالت : هذه يدي في يدك . لا اذوق غمضاً حتى ترضى )) النسائي .

خامسـاُ – أبهجي قلبه حينما يعود من العمل بمظهرك الجميل وابتسامتك العذبة ومنزلك المعطر المرتب وطعامه الجاهز وأطفاله بالملبس النظيف ، و اجلي كل ما يضايقه من طلبات وأخبار إلى وقت غير هذا الوقت ، واعلمي أن هذا الوقت هو مفتاح سعادة يومك .

سادساً - اعلمي ان زوجك في حقيقته – طفل كبير – اقل كلمة حلوه تسعده ؛ فعامليه على هذا الأساس بأن تختاري له اسما مثل : ( حبيبي ) ( روحي ) .. وان تمدحيه وتشكريه و تبيني له حسناته ومواقفه الرجولية وانك سعيده بان الله جعله زوجا لك وان تهيئى له الجو العاطفي والرومانسي ولا تحاولي صده اذا ما طلبك ووفري له كل ما يحتاج وعليك وقت خروجه ان تلبيسه و تعطيره وتبخيره لقول عائشة رضي الله عنها ( كنت اطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم – لإهلاله – بأطيب ما أجد ) البخاري ومسلم. و بيني لزوجك بأنك تشتاقين له في خلال اللحظات التي يغيب فيها عن البيت لينجذب لك وتقوى علاقتكما .

سابعاً - تجنبي مجالسة أصدقاء السوء لكي لا تتأثري بهم وتهدمي منزلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ومثل جليس السوء كمثل صاحب الكير )) أبي داود ، وفي رواية البخاري : (( وكير الحداد يحرق بيتك او ثوبك او تجد منه ريحاً خبيثة )) .

ثامناً - لا تفشي سراً لزوجك ولا تسربي خلافاتكم الزوجية ولا تبوحي بأسرار الفراش فتكوني من شر الناس عند الله يوم القيامة ، و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( فلا تفعلوا ؛ فإنما ذلك مثل الشيطان لقي شيطانةً في طريق ، فغشيها والناس ينظرون )) احمد .

تاسعاً - احذري أن تذهبي إلى بيت اهلك لحظة الغضب فساعتها لا تنتظري أن يأتي ليصــالحك .

عاشراً : تجنبي التصرف في ماله أو إدخال أي شخص المنزل أو الذهاب إلى أي مكان إلا باذنه .

الحادي عشر : عدم التدخل في شؤونه الخاصة التي لا تعنيك .

الثاني عشر: امدحي أهله وأصدقائه ولا تحقريهم وأحسني استقبال ضيوفه وشجعيه على صلة رحمه ولا تحاولي التفريق بينه وبين أهله وخاصة أمه ، فلا تأمني لرجل خذل والديه أن لا يخذلك واعلمي أنهم أولى عليه منك عند الله ورسوله فأتقي نار جهنم يرحمك الله .

الثالث عشر - لا تلعني أو تسبي زوجك أو صغارك ؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( يا معشر النساء ؟ تصدقن ؛ فإني رايتكن اكثر اهل النار )) فقلن : وبم يا رسول الله ؟

قال : (( تكثرن اللعن ، وتكفرن العشير )) البخاري .

الرابع عشر: اتقى غضب الله ولا تطلبي الطلاق على أتفهه الأمور لقوله عليه الصلاة والسلام :(( أيما امرأة سـألت زوجها طـلاقاً من غير بأس ؛ فحرام عليهـا رائحة الجنة ))ابو داود والترمذي وغيرهم .

ومن رغب المزيد فأليكم هذا الموقع:
http://mawada20.tripod.com/wsaya.htm
اضافة رد مع اقتباس
  #7  
قديم 08/03/2004, 08:43 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ srabالهلال
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 07/12/2002
المكان: السعودية - البديعه
مشاركات: 2,602
اخطار تهدد

وهذه الرسالة في بيان لبعض تلك المنكرات أضيفت إليها تنبيهات على أمور من المحرمات بصيغة نصائح تحذيرية ، مهداة لكل من أراد الحق وسلوك سبيل التغيير تنفيذاً لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ) رواه مسلم في صحيحه 1/69 .

وهذه النصائح تفصيل لما سبق إجماله في فصل المنكرات من رسالة أربعون نصيحة لإصلاح البيوت .

أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن ينفع بهذه وتلك إخواني المسلمين . والله الهادي إلى سواء السبيل .

المنكرات في البيوت

نصيحة : الحذر من دخول الأقارب غير المحارم على المرأة في البيت عند غياب زوجها :

لا تخلو بعض البيوت من وجود أقارب للزوج من غير محارم زوجته ، يعيشون معه في بيته لبعض الظروف الاجتماعية ، كإخوانه مثلاً ، ممن هو طالب أو أعزب ، ويدخل هؤلاء البيت دون غرابة ، لأنهم معروفون بين أهل الحي بقرابتهم لصاحب البيت ، فهذا أخوه أو ابن أخيه ، أو عم أو خال ، وهذه السهولة في الدخول قد تولد مفاسد شرعية تُغضب الله إذا لم تضبط بالحدود الشرعية ، والأصل في هذا حديثه صلى الله عليه وسلم : ( إياكم والدخول على النساء ، فقال رجل من الأنصار : يا رسول الله ! أفرأيت الحمو ، قال : الحمو الموت ) رواه البخاري ، فتح الباري 9/330 .

قال النووي - رحمه الله - : المراد في الحديث أقارب الزوج غير آبائه أو أبنائه ، لأنهم محارم للزوجة يجوز لهم الخلوة بها ، ولا يوصفون بالموت ، قال : وإنما المراد الأخ وابن الأخ والعم ، وابن العم ، وابن الأخت وغيرهم ممن يحل لها التزوج بها لو لم تكن متزوجة ، وجرت العادة بالتساهل فيه فيخلو الأخ بامرأة أخيه فشبهه بالموت ، وهو أولى بالمنع من الأجنبي . فتح الباري 9/331 .

وقوله الحمو الموت له عدة معان منها :

أن الخلوة بالحمو قد تؤدي إلى هلاك الدين إن وقعت المعصية .

أو تؤدي إلى الموت إن وقعت الفاحشة ، ووجب حد الرجم .

أو إلى هلاك المرأة بفراق زوجها لها إذا حملته الغيرة على تطليقها .

أو المقصود احذروا الخلوة بالأجنبية كما تحذرون الموت .

أو أن الخلوة مكروهة كالموت .

وقيل أي فليمت الحمو ولا يخلو بالأجنبية .

وكل هذا من حرص الشريعة على حفظ البيوت ، ومنع معاول التخريب من الوصول إليها ، فماذا تقول الآن بعد بيانه صلى الله عليه وسلم في هؤلاء الأزواج الذين يقولون لزوجاتهم : ( إذا جاء أخي ولست بموجود فأدخليه المجلس ) ، أو تقول هي للضيف : ( ادخل المجلس وليس معه ولا معها أحد في البيت ) .

ونقول للذين يتذرعون بمسألة الثقة ، ويقولون أنا أثق بزوجتي ، وأثق بأخي ، وابن عمي ، نقول : لا ترفعوا ثقتكم ولا ترتابوا فيمن لا ريبة فيه ، ولكن اعلموا أن حديثه صلى الله عليه وسلم : ( لا يخلون رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما ) رواه الترمذي 1171 . يشمل أتقى الناس ، وأفجر الناس ، والشريعة لا تستثني من مثل هذه النصوص أحداً .

إضافة :

الآن وفي أثناء كتابة هذه السطور وردت مشكلة ، مفادها أن رجلاً تزوج امرأة فأتى بها إلى بيت أهله ، وعاشت معه سعيدة ، ثم أصبح أخوه الأصغر يدخل عليها في غياب زوجها ويكلمها بأحاديث عاطفية وغرامية ، فنشأ عن ذلك أمران : الأول كرهها لزوجها كرهاً شديداً . والثاني : تعلقها بأخيه ، فلا هي تستطيع أن تطلق زوجها ، ولا هي تستطيع أن تفعل ما تشاء مع الآخر ، وهذا هو العذاب الأليم ، وهذه القصة تمثل درجة من الفساد ، وتحتها دركات تنتهي بعمل الفاحشة وأولاد الحرام .

نصيحة : فصل النساء عن الرجال في الزيارات العائلية :

الإنسان مدني بطبعه ، واجتماعي بفطرته ، والناس لا بد لهم من أصدقاء ، والأصدقاء لابد لهم من مزاورات .

فإذا كانت الزيارة بين العوائل فلابد من سد منافذ الشر بعدم الاختلاط ، ومن أدلة تحريم الاختلاط قوله تعالى : ( وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهم ) الأحزاب /53 .

وإذا تتبعنا الآثار السيئة للجلسات المختلطة في الزيارات العائلية فسنجد مفاسد كثيرة منها :

غالب الناس في مجالس الاختلاط حجابهن معدوم أو مختل فتبدي المرأة الزينة التي نهاها الله عن إبدائها لغير من يحل لها أن تكشف عنده ، في قوله تعالى : ( ولا يبدين زينتهن ) ويحدث أن تتزين المرأة للأجانب في مجلس الاختلاط مالا تتزين به لزوجها مطلقاً .
رؤية الرجل للنساء في المجلس الواحد سبب لفساد الدين والخلق ، والثوران المحرم للشهوات .
ما يحدث من التنازع والتقاطع الفظيع ، عندما ينظر هذا إلى زوجة ذاك ، أو يغمز هذا زوجة ذاك ، أو يمازحها ويضاحكها والعكس ، وبعد الرجوع إلى البيت تبدأ تصفية الحسابات .
الرجل : لماذا ضحكت من كلمة فلان ، وليس في كلامه ما يضحك ؟
المرأة : وأنت لماذا غمزت فلانة ؟
الرجل : عندما يتكلم هو تفهمين كلامه بسرعة ، وكلامي أنا لا تفهمينه على الإطلاق ؟
وتتبادل الاتهامات وتنتهي المسألة بعداوات أو حالات طلاق .
يندب بعضهم أو بعضهن حظوظهم في الزواج عندما يقارن الرجل زوجته بزوجة صاحبه ، أو تقارن المرأة زوجها بزوج صاحبتها ، ويقول الرجل في نفسه : فلانة تناقش وتجيب .. ثقافتها واسعة ، وامرأتي جاهلة ، ما عندها ثقافة .. وتقول المرأة في نفسها : يا حظ فلانة زوجها أنيق ولبق ، وزوجي ثقيل الظل يرمي الكلمة دون وزن ، وهذا يفسد العلاقة الزوجية أو يؤدي إلى سوء العشرة .
تزين بعضهم لبعض بما ليس فيهم إدعاء وكذباً ، فهذا يصدر الأوامر لزوجته بين الرجال ويتظاهر بقوة شخصيته ، وإذا خلا بها في البيت فهو قط وديع ، وتلك تستعير ذهباً تلبسه لتري الجلساء أنها تملك كذا وكذا ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : ( المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور ) رواه البخاري ، الفتح 9/317 .
ما ينتج عن هذه السهرات المختلطة من ضياع للأوقات ، وآفات اللسان ، وترك الأولاد الصغار في البيوت ( حتى لا تُفسد السهرة بالصياح! ) .
وقد تتطور الأمور إلى اشتمال هذه السهرات المختلطة على أنواع عظيمة من الكبائر ، مثل : الخمر والميسر ، وخصوصاً في أوساط ما يسمى بالطبقة المخملية ، ومن الكبائر التي تسري عبر هذه المجالس الاقتداء بالكفار ، والتشبه بهم في الزي والعادات المختلفة ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( من تشبه بقوم فهو منهم ) رواه الإمام أحمد في المسند 2/50 وهو في صحيح الجامع 2828 ، وكذلك 6025 .
نصيحة : الانتباه لخطورة السائقين والخادمات في البيوت :

السعي لدرء المفاسد من الواجبات الدينية ، وسد أبواب الشر والفتنة من الأولويات الشرعية .

وقد ولج علينا من باب الخدم والسائقين كثير من الفتن والمعاصي ، وكثير من الناس لا ينتبهون ، وإذا انتبهوا لا يتعظون ، وربما لدغ أحدهم مراراً من جحر واحد ولا يتألم ، ويسمع أن قارعة حصلت قريباً من داره ولا يتعلم ، وهذا من ضعف الإيمان وبلادة حس مراقبة الله في قلوب كثير من أهل هذا الزمان ، وفي هذه العجالة نبين بعض مساوئ وجود الخادمات والسائقين في البيوت حتى تكون تذكرة لمن كان له قلب أو أراد أن يسلك في بيته مسلك الإحسان .

فتنة الإغراء والإغواء التي تحصل من الخادمات للرجال في البيوت وخصوصاً الشباب منهم ، بوسائل التزين والخلوة ، وتتوالى القصص في أسباب انحراف بعض الشباب ، والسبب : دخلت عليه أو انتهز خلو البيت فجاء إليها ، وبعضهم يصارح أهله ولا من مجيب ، أو يكتشف بعض الأهل شيئاً فيأتي جواب عديم الغيرة ( يوسف أعرض عن هذا واستغفري لذنبك إنك كنت من الخاطئين ) وتُترك النار بجانب الوقود ، والوضع هو هو لم يتغير ، ولقد وصل الأمر أيضاً ببعض الخادمات إلى نقل الشذوذ لبعض الفتيات في البيوت .

- تخلي ربة الأسرة الأصلية عن واجباتها ونسيانها لمهامها ، وتعوديها الكسل ، فإذا سافرت الخادمة كان العذاب الأليم .

- سوء تربية الأبناء المتمثل في أمور منها :

نقل معتقدات كفرية إلى الأطفال من الخادمات الكافرات ، النصرانيات والبوذيات ، وقد وُجد أطفال يؤشرون بعلامة التثليث على الرأس وجانبي الصدر ، كما يرون النصرانية تصلي ، وتقول للطفل : هذه الحلوى من المسيح ، ويرى الطفل الخادمة تصلي إلى تمثال بوذا ، وأخرى تحتفل بأعياد قومها ، وتنقل الفرح بذلك إلى أطفالنا ، فيعتادون المشاركة في أعياد الكفرة .

حرمان الطفل من حنان أمه اللازم في تربيته ، واستقرار نفسيته ، ولا يمكن للخادمة تعويض من ليس بولدها هذا الحنان .

تشويه لغة الطفل العربية بما يشوبها من الكلمات الأجنبية فينشأ بمركب نقص يضره أثناء العملية التعليمية .

- الإرهاق المالي الذي يحصل لبعض أرباب الأسر برواتب ونفقات السائق والخادمة .

ثم النزاعات العائلية التي تحصل في شأن من يدفع تلك النفقات ؟ وخصوصاً بين الزوج وزوجته الموظفة ، ولو جلست المرأة لتعمل في بيتها بدلاً من العمل خارج البيت ، لكفيت شراً كثيراً .

والحقيقة أننا في كثير من الأحيان ، نوجد مشكلات بأنفسنا !! ثم نطلب لها حلاً ، وكثيراً ما تكون الحلول غير حاسمة .

إن التعود على الخادمات قد أفرز أنواعاً من الاتكالية والسلبية في الشخصيات .

وأخرى تشترط خادمة في العقد وثالثة تنوي أخذ خادمة أهلها معها بعد الزواج ، وبالتالي فقدت بناتنا القدرة على الاستقلال بشئون البيت مهما كان صغيراً .

- ولما جلبت ربات البيوت الخادمات صار لديهن وقت كثير لا يدرين كيف يقضينه ، فصارت المرأة تنام كثيراً ، ثم لا تقر في بيتها من كثرة ذهابها إلى مجالس الغيبة والنميمة وضياع الوقت ، والنهاية حسرة يوم القيامة .

- الإضرار بأهل البيت بأمور منها :

السحر والشعوذة التي تفرق بين الرجل وزوجته ، أو تضر بعافية الأبدان .
الإضرار بممتلكات أصحاب البيت بما يحصل من السرقات .
تشويه سمعة أهل البيت فكم من بين شريف كريم تحول خلال غياب أصحابه إلى وكر للفاحشة والفساد ، ولابد أنك سمعت عن بعض الخادمات اللاتي يستقبلن رجالاً في بيوت غاب أصحابها .
الكفر فيه مخالفة صريحة لنهيه صلى الله عليه وسلم عن دخول الكفار لجزيرة العرب خصوصاً وأن الوضع ليس فيه ضرورة كما ترى مع إمكان الإتيان بالمسلمين عند- تقييد حرية الرجال ( الذين يخافون الله ) داخل البيت وكذلك الدعاة الذين يحاولن إصلاح أهليهم .
ما يحصل من خلوة المرأة بالسائق الأجنبي في البيت أو السيارة ، وعدم تحفظ النساء من الخروج بالزينة والطيب أمامه ، حتى كأنه أحد المحارم أو أقرب ، وكثرة المحادثات والمشاوير تسقط الحواجز النفسية فيقع المحظور ، والوقائع المتكاثرة في المجتمع تدل أولي الألباب على خطورة الأمر .
جلب الخدم والسائقين من شتى ملل الحاجة ، فكيف إذا أضيف إلى هذا ما يحدث من تقوية اقتصاديات الكفار بتحويلات مرتبات أولئكم الكفرة من السائقين والخادمات ، مع أن المسلمين أولى وأحرى ، وتبلد إحساس المسلم بكثرة مخالطة هؤلاء الكفار يقضي تدريجياً على مفهوم الولاء والبراء في النفس ، أضف إلى ذلك الدور البشع لبعض الذين لا يخافون الله من أصحاب مكاتب الاستقدام الذين يخبرونك بعدم وجود مستخدمين مسلمين ، أو القيام بعمليات الخداع والتمويه ، ليكشف بعض أرباب البيوت بعد وصول السائق أو الخادمة الموسومين بالإسلام في الأوراق الرسمية أن المسألة كذب في تزوير ، وأن التمثيلية قد بدأت من البلد الذي قدم منه المستخدم بتلقينه بعض الكلمات الإسلامية التي يتظاهر بها أمام أهل البيت زوراً .
ما يحصل من تفسخ الأسرة بسبب علاقة صاحب البيت بالخادمة وانظر في الواقع وفكر كم نسبة حوادث الطلاق التي حصلت بسبب الخادمة ؟
وكم خادمة حملت سفاحاً ؟

ثم سائل أقسام الولادة بالمستشفيات ، وسجلات مراكز الشرطة عن المشكلات الناتجة عن أولاد الحرام بسبب الفتنة بالخادمات ، ثم حاول أن تدرك نطاق الأمراض السارية التي انتقلت إلى مجتمعنا من جراء ذلك ، لتعلم حجم الدوامة التي نحن فيها بسبب جلب الخادمات إلى البيوت .

ثم فكر في التصور الذي يأخذه هؤلاء الخدم والسائقين عن الدين الإسلامي ، وهم يرون ويعاينون تصرفات المنتسبين إليه ، واسأل نفسك أي عائق وضعناه أمامهم ، وأي صد عن سبيل الله قد فعلناه بهم ، وهل يمكن أن يدخل هؤلاء في دين هذا حال من يزعمون أنهم حملته ؟!

ومن أجل الأسباب المتقدمة وغيرها ، رأى بعض أهل العلم عدم جواز جلب الخادمات على الوجه الحاصل الآن ، وأنه يجب حسم مادة الفتنة وإغلاق منافذ الشر أنظر فتوى الشيخ محمد صالح العثيمين بشأن هذه القضية .

وحتى نكون مسترشدين بقوله تعالى : ( وإذا قلتم فاعدلوا ) فلا بد أن نشير إلى ما يلي :
أولاً : لا ننكر أن عدداً من الخدم والسائقين الكفرة قد أسلموا وحٌسن إسلام بعضهم نتيجة ما رأوه من بعض مظاهر الإسلام في بعض البيوت ، أو نتيجة لشيء من الجهود المخلصة - القليلة مع الأسف - التي بذلت في دعوتهم إلى الله .

ولا ننكر أن بعض الخدم والسائقين مسلمون حقاً ، ربما أكثر من أهل البيت ، وسمعنا عن الخادمة التي تضع مصحفاً فوق رف المطبخ لتقرأ فيه وقت فراغها من العمل ، والسائق المسلم الذي يصلي الفجر في المسجد قبل رب البيت .

ثانياً : لن نتجاهل الحاجة الماسة التي تقع أحياناً لبعض الناس من ضرورة وجود من يخدم في البيت الواسع ، مع كثرة الأولاد أو وجود مرضى مزمنين وأصحاب عاهات ، أو عمل شاق قد لا تطيقه الزوجة وحدها ، لكن السؤال أيها المسلمون : من الذي يطبق الشروط الشرعية ويراعي الاحتياطات الدينية في جلب الخدم والسائقين ؟ وكم عدد الذين سيأتون بسائق وزوجته ( الحقيقية !) ويضمن عدم خلوة إحدى نسائه بالسائق ، وعدم خلوة أحد الرجال بالخادمة ؟ ثم يأمر الخادمة بالحجاب ، ولا يتعمد النظر إلى زينتها ، وإذا جاء إلى البيت وليس فيه إلا الخادمة فلن يدخل ، وأن لا يقبل إلا مستخدمين مسلمين حقاً .. الخ

ومن أجل ذلك فإنه لابد لكل من عنده أحد من هؤلاء في بيته أن يتأكد أنه موجود لحاجة شرعية فعلاً ، وأن وجوده بالشروط الشرعية حقاً ، وإن في قصة يوسف عليه السلام ، لعبرة في هذا الموضوع ، وفيها دلالة واضحة على الفتنة التي تحصل بوجود الخدم والسائقين في البيت وأن الشر قد يحصل من أهل المنزل ابتداءً مع كون الخدم ممن يخاف الله . ( وراودته التي هو في بيتها عن نفسه ، وغلقت الأبواب وقالت هيت لك قال معاذ الله ) يوسف/23 .

ونقول للذين يشكون من ظروف صعبة في بيوتهم من جهة الخدمة يمكنكم عمل ما يلي :

شراء الطعام الجاهز من السوق ، استعمال الأواني الورقية وكذا استخدام المغاسل بالأجرة ، وتنظيف البيت بعمال يشرف عليهم الرجل ، والاستعانة بالأقارب لرعاية الأولاد يكون حلاً سريعاً في أوقات الحاجة ، كأن تكون الزوجة مثلاً نفساء في فراشها .
فإن لم يف ذلك بالغرض يمكن الاستعانة بخادمة مؤقتة بالشروط الشرعية ، يتم الاستغناء عنها حال انتهاء الحاجة إليها مع ما في هذا الحل من المخاطر .
الأفضل أن تكون خادمة بالساعة ، مثلاً تقوم بمهمتها ثم تغادر البيت ، وعلى أية حال الضرورة تقدر بقدرها .
وقد طال الحديث في هذه الفقرة لعموم البلاء بها في هذا المجتمع ، وقد يختلف الأمر في مجتمعات أخرى ، وقبل أن نغادر الموضوع نذكر بأمور من تقوى الله .
كل من لديه أسباب فتنة في بيته من هؤلاء وغيرهم أن يتقي الله ويخرجهم من البيت .
على كل من يظن أنه سيضع ضوابط شرعية للإتيان بالخدم أن يتقي الله ، ويعلم أن كثيراً من هذه الضوابط تتلاشى بمرور الزمن .
على كل من يوجد عنده مستخدم كافر في أرض الجزيرة أن يعرض عليه الإسلام بالأسلوب الحسن ، فإن أسلم وإلا أخرجه وأعاده من حيث أتى .
وأخيراً نختم موضوع الخدم والسائقين بذكر هذه القصة التي فيها عبر عظيمة في خطورة المستخدمين في البيوت ، وفي التحاكم إلى الكتاب والسنة ، ورفض كل حكم يُخالف الشريعة ، وسؤال أهل العلم ، وتطهير المجتمع الإسلامي بالحدود الشرعية :

عن أبي هريرة وزيد بن خالد رضي الله عنهما قالا : كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقام رجل فقال : أنشدك الله إلا ما قضيت بيننا بكتاب الله ، فقام خصمه وكان أفقه منه ، فقال : اقض بيننا بكتاب الله وائذن لي قال : قل ، قال : إن ابني هذا كان عسيفاً ( أي أجيراً ويطلق على الخادم ) على هذا فزنى بامرأته فافتديت منه بمائة شاة وخادم ، ( دفعها كتعويض له عما لحق بعرضه ) ثم سألت رجالاً من أهل العلم فأخبروني أن على ابني جلد مائة وتغريب عام ( لأنه غير محصن ) وعلى امرأته الرجم ( لأنها محصنة وراضية ) فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( والذي نفسي بيده لأقضين بينكما بكتاب الله ، المائة شاة والخادم رد ( أي مردودة عليك ) وعلي ابنك جلد مائة وتغريب عام ، واغد يا أنيس على امرأة هذا فإن اعترفت فارجمها " فغدا عليها فاعترفت فرجمها . رواه البخاري الفتح 12/136 .

تنبيه : ومما يسوء كل مسلم غيور على حرمات الله ما يحدث في بعض البيوت من دخول عمال النظافة والصيانة على النساء وهن بلباس النوم والبيت ، فهل يظن أولئك النسوة أن مثل هؤلاء ليسوا رجالاً أمر الله بالاحتجاب عنهم ؟!

ومن المنكرات كذلك ما يحدث في بعض البيوت من تدريس الرجال الأجانب للفتيات البالغات ، وتدريس بعض النساء للأولاد البالغين دون حجاب .

نصيحة : أخرجوا المخنثين من بيوتكم

قال البخاري رحمه الله تعالى باب إخراج المتشبهين بالنساء من البيوت وساق حديث ابن عباس قال : لعن النبي صلى الله عليه وسلم المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء ، وقال : أخرجوهم من بيوتكم قال : فأخرج النبي صلى الله عليه وسلم فلاناً وأخرج عمر فلانة . رواه البخاري في كتاب اللباس باب 62 ، الفتح 10/333 .

ثم ساق حديث أم سلمة الذي أورده في باب : ( ما ينهى من دخول المتشبهين بالنساء على المرأة ) ونصه : عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان عندها ، وفي البيت مخنث فقال : المخنث لأخي أم سلمة عبد الله بن أبي أمية إن فتح الله لكم الطائف غداً أدلك على ابنة غيلان فإنها تقبل بأربع وتُدبر بثمان ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا يدخلن هذا عليكم ) رواه البخاري باب 113 الفتح 9/333 .

أما تعريف المخنث : فهو من يشبه النساء في خلقته ، أو حركاته وكلامه ، وغير ذلك ، فإذا كان من أصل الخلقة فلا لوم عليه مع أنه يجب عليه أن يسعى ما استطاع لتغير هذا التشبه ، وإن كان يتشبه بالنساء عمداً فيسمى مخنثاً سواء فعل الفاحشة أو لا .

وهذا المخنث – الذي بمثابة الخادم – كان يدخل إلى أبيات رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه معدود من غير أولي الإربة من الرجال .

فلما رأى الرسول صلى الله عليه وسلم من هذا الشخص التدقيق في وصف النساء ، وأنه يصف امرأة بأن لها أربع عكن من الأمام ( وهو ما تثنى من لحم البطن نتيجة السمنة ) وثمان عكن من الخلف ( أربع من كل جانب ) أمر بإخراجه ومنعه من الدخول إلى حجر نسائه ، وذلك لأنه يأتي منه مفاسد مثل احتمال أن يصف النساء اللاتي يراهن للأجانب ، أو أن يتأثر أهل البيت به فيحصل للنساء تشبه بالرجال ، أو للرجال تشبه بالنساء مثل التكسر في المشي والخنوع في الصوت أو يؤدي للوقوع في منكرات أبعد من ذلك .

وبعد هذا نتساءل اليوم ونحن نرى كثيراً من أشباه الرجال أو أشباه النساء في هؤلاء الخدم ، وخصوصاً الكفار الموجودين في بيوت المسلمين ، والذين نعلم يقياً آثارهم السيئة على أولاد وبنات المسلمين ، بل لقد ظهرت طبقة تعرف بالجنس الثالث من شباب يضعون أدوات الزينة ويلبسون ملابس النساء ، فما أعظم الرزية وما أشد البلية في أمة يراد منها أن تكون أمة جهاد !!

وإذا أردت المزيد من محاربته صلى الله عليه وسلم لهذا الجنس وغيرة الصحابة على مثل هذا الوضع ، فتدبر هذا الحديث : عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بمخنث قد خضب يديه ورجليه ( أي صبغها بالحناء كالنساء ) ، فقيل يا رسول الله ! هذا يتشبه بالنساء ، فنفاه إلى البقيع ( عقاباً له في مكان غربة ووحشة ، وحماية لغيره ) فقيل ألا تقتله ، فقال : ( إني نهيت عن قتل المصلين ) رواه أبو داود 4928 وغيره وأنظر صحيح الجامع 2502

نصيحة : احذر أخطار الشاشة :

لا يكاد يخلو بيت في هذا الزمان من نوع أو أنواع من الأجهزة المحتوية على شاشات ، والقليل من استخدامات هذه الأجهزة مفيد جيد ، والأكثر ضار مدمر وخصوصاً آلات عرض الأفلام ، ومع وصول البث المباشر إلى ديار المسلمين ، وانتشار بيع الأفلام وتبادلها صارت مسألة التحكم في هذه الأجهزة شبه مستحيلة .

وفيما يلي ذكر الأضرار والمفاسد الناتجة عن مشاهدة هذه الأجهزة ، وسيسعى للتغير بعد تأملها كل من أراد رضى الله واجتناب سخطه :

عقائدياً :

إظهار شعائر أهل الكفر ورموز أديانهم الباطلة ، كالصليب ، وبوذا ، والمعابد المقدسة ، وآلهة الحب والخير والشر ، والظلام والنور والشقاء والمطر ، وهكذا الأفلام التبشيرية الداعية إلى تعظيم دين النصارى والدخول فيه .
الإيحاء بقدرة بعض الخلق على مضاهاة الله في الخلق والإحياء والإماتة ، مثل بعض المشاهد المتضمنة لإحياء ميت باستخدام صليب أو عصا سحرية .
نشر الدجل والخرافة والشعوذة والسحر ، والعرافة والكهانة ، المنافية للتوحيد .
ما ينطبع في حس المتفرج من توقير ممثلي الأديان الباطلة ، كالأب والقسيس ، والراهبة التي تداوي المرضى وتفعل الخير !
في كثير من التمثيليات حلف بغير الله ، وتلاعب بأسماء الله كما سمى أحدهم الآخر مرة عبد القيساح .
التشكيك في قدرة الله أو خلقه ، أو تصوير الحياة على أنها صراع بين الله والإنسان .
القضاء على مفهوم البراءة من أعداء الله في نفوس المشاهدين بما يرونه من أمور تبعث على الإعجاب بشخصيات الكفار ومجتمعاتهم ، وكسر الحواجز النفسية بين المسلم والكافر ، فإذا زال البغض في الله بدأ التشبه والتلقي عن هؤلاء الكفرة .
اجتماعياً :

الإعجاب بشخصيات الكفرة عند عرضهم أبطالاً في الأفلام .
الدعوة إلى الجريمة ، بعرض مشاهد العنف والقتل والخطف والاغتصاب .
تكوين العصابات على النمط المعروف في الأفلام للاعتداء والإجرام ، وإصلاحيات الأحداث والسجون شاهدة على آثار الأفلام في هذا المجال .
تعليم فن السرقة والاحتيال والاختلاس والتزوير ، وقبض الرشاوي وغيرها من الكبائر.
الدعوة إلى تشبه النساء بالرجال ، والرجال بالنساء ، في مخالفة واضحة لحديثه صلى الله عليه وسلم في لعن من فعل ذلك ، فهذا رجل يقلد امرأة في صوتها ومشيتها ، وقد يلبس الشعر المستعار ، والحلي ويضع الأصباغ وأدوات الزينة ، وتلك امرأة تضع لحية أو شارباً مستعاراً وتخشن صوتها ، وهذا من أسباب نشر الميوعة في المجتمع وظهور الجنس الثالث .
بدلاً من النبي والصحابي والعالم والمجاهد ، صار القدوة الممثل والمغني ، والراقصة واللاعب .
زوال الشعور بالمسؤولية تجاه الأسرة ، واللامبالاة بالطلبات المهمة والولد المريض ، لأن رب السرة متسمّر أما الجهاز وقد يضرب الولد ضرباً مبرحاً إذا قطع على الأب خلوته بالفيلم .
تمرد الأبناء على الأباء التي تدعو إلى ذلك ، وعندما أصرَّ أحدهم على قبض ثمن السلعة من أبيه ذكّره الأب بحقه عليه ، فقال الولد في التمثيلية أبي يعني تسرقني ، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : " أنت ومالك لأبيك " . رواه أبو داود 3530
قطع الرحم بانشغال المشاهدين بالأفلام عن الزيارات العائلية ، وإن زاروا فلا يتبادلون الأحاديث المفيدة ، ولا يتداولون حلول المشكلات العائلية بقدر ما يتحلّقون حول الشاشة صامتين .
الانشغال عن إكرام الضيف .
إشاعة الكسل والخمول ، وتعطيل الإنتاج بما تستهلكه هذه الأجهزة من أوقات المسلمين .
نشوء الخلافات الزوجية ، والكره المتبادل ، وظهور الغيرة المذمومة ، فهذا رجل يتغزّل بأوصاف امرأة على الشاشة أما زوجته ، وهي ترد عليه بذكر محاسن المذيع والممثل .
ذهاب الغيرة المحمودة من استمراء النظر إلى مشاهد الاختلاط ، وكشف الزوجة على الأجانب ، وسفور البنات والأخوات ، والتأثر بالدعوة إلى تحرير المرأة .
أخلاقياً :

إثارة الشهوات بعرض مناظر النساء للرجال ، وأشكال الرجال الفاتنين للنساء .
دعوة المجتمع إلى إظهار العورات بأنواع الملابس الفاضحة واعتياد الظهور بها .
الدعوة إلى إقامة العلاقات بين الجنسين وتعليم المشاهد كيفية التعرف ، وما هي الكلمات المتبادلة في البداية ، ووسائل تطوير العلاقة المحرمة ، وتبادل أحاديث الحب والغرام وتشابك الأيدي … الخ .
الوقوع في الزنا والفاحشة بفعل الأفلام التي تعرض ذلك ، حتى أن بعضهم يقلّد ما يحدث في الفيلم مع بعض محارمه والعياذ بالله ، أو يمارس عادات سيئة أثناء عرض هذه الأفلام .
تعليم النساء أنواع الرقص مما فيه إظهار للعورات وإغراء للرجال ، وهذا من أنواع الميوعة والانحلال .
اكتساب الشخصية الهزلية ، وانحسار الجدية ، بالإضافة إلى الضحك الكثير المفسد للقلب بفعل أفلام " الكوميديا " .
شيوع الألفاظ البذيئة مما يستخدم في كثير من الأفلام والتمثيليات .
تعبدياً :

تضيع صلاة الفجر من جراء السهر على مشاهدة ما يعرض في الشاشة .
التأخر عن أداء الصلوات في أوقاتها فضلاً عن أدائها في المساجد للرجال بسبب تعلق القلب بالمسلسل أو الفيلم أو المباراة .
التسبب في بُغض بعض الشعائر التعبدية ، كما يحدث لبعضهم إذا قطعت المباراة المثيرة بتوقف لأداء الصلاة .
إنقاص أجر بعض الصائمين ، أو ذهابه بالكلية بذنوب هذه المشاهدات المحرّمة .
الطعن في بعض ما جاءت به الشريعة من أحكام كالحجاب وتعدد الزوجات .
تاريخياً :

تشويه التاريخ الإسلامي ، وطمس الحقائق ، وإهمال ذكر منجزات المسلمين في الأفلام التي تحكي تاريخ البشرية .
تحريف الحقائق التاريخية الثابتة ، بإظهار الظالم على أنه مظلوم ، وهكذا كالزعم بأن اليهود أصحاب قضية عادلة .
التقليل من شأن أبطال الإسلام في أعين المشاهدين لبعض التمثيليات التي تمثل فيها أدوار الصحابة وقادة الفتح الإسلامي والعلماء ، وتظهر فيها هذه الشخصيات بهيئة مبتذلة ، والممثلون في الأصل فسقة وفجرة ، وتختلط بالتمثيلية مشاهد غرامية .
إيقاع المسلمين تحت وطأة الهزيمة النفسية ، وإشاعة الرعب في قلوبهم ، بما يعرض من أنواع الآلة الحربية المتقدمة لدى الكفار فيحسّ المسلم أنه لا يمكن هزيمة هؤلاء .
نفسياً :

اكتساب العنف والطبع العدواني من مشاهدة أفلام العنف والمصارعة ، ومشاهد الدماء والرصاص والأسلحة الحادة .
إشاعة الخوف في نفوس مشاهدي أفلام الرعب حتى أن أحدهم ليهب من نومه مذعوراً فزعاً ، وهو يصرخ مما رآه في نومه نتيجة مشهد علق في مخيلته .
إفساد واقعية الأطفال وغيرهم بعض المشاهد المنافية للواقع ، ولما جعله الله من النتائج المترتبة على الأسباب ، ومن أمثلة ذلك بعض ما يعرض في أفلام الكرتون ، وهذه اللاواقعية تؤثر على التصرفات في الحياة العملية .
صحياً :

الإضرار بحاسة البصر ، وهي نعمة سيسأل عنها العبد !
تسارع ضربات القلب ، وارتفاع الضغط والتوتر العصبي ونحوه عند مشاهدة أفلام الرعب وسفك الدماء !
السهر المضر براحة الجسد ، الذي سيسأل العبد عنه يوم القيامة فيم أبلاه ؟
ما يحدث من أضرار بأجساد الأطفال الذين يقلدون السوبرمان والرجل الحديدي وغيرهما ، والكبار الذين يقلدون الملاكمين والمصارعين .
مالياً :

صرف المبالغ في شراء الأجهزة والأفلام وأجرة الإصلاح ، وأجهزة التحسين والاستقبال ، وهذا المال سيسأل عنه العبد يوم القيامة فيم أنفقه ؟ !

مسارعة الكثير من الناس إلى شراء كماليات لا يحتاجون إليها ، وتنافس النساء في شراء الأزياء من جراء ما يعرض في الشاشة من المشاهد والدعايات .

نصيحة : الحذر من شر الهاتف

الهاتف من المخترعات المفيدة ، ومن حاجات العصر الحديث . فهو يوفر الأوقات ، ويقصر المسافات ، ويصلك بجميع الجهات ، ويمكن أن يستخدم في الأعمال الصالحات ، كالإيقاظ لصلاة الفجر ، أو سؤال شرعي ، واستحصال فتوى ومواعدة أهل الخير ، وصلة الرحم ، ونُصح المسلمين .

ولكنه في الوقت نفسه وسيلة لأمور من الشر عديدة ، وكم كان الهاتف سبباً لتدمير بيوت بأسرها ، وإدخال الشقاء والتعاسة على سكانها أو جرِّهم وجرِّهنَّ إلى مهاوي الرذيلة والفساد ! وتكمن الخطورة في سهولة استخدامه ، وأنه منفذ مباشر من خارج البيت إلى داخله .

ومن استخدامه في الشر :

ما يحدث بواسطته من المعاكسات المزعجة .
تعرف المرأة بالرجل الأجنبي ، وتطور العلاقة ، قال لي شاب قد هداه الله إلى طريق التوبة : قلما تعرف شاب بفتاة بالهاتف إلا خرجت معه في النهاية ، وما يحدث بعد ذلك من دركات الفواحش المتفاوتة لا يعلمه إلا الله .
ما يحدث فيه من إفساد المرأة على زوجها أو الزوج على زوجته ، أو تأليب الأب على أولاده ، وبناته والعكس ، وذلك نتيجة مكالمات من النمامين والمخربين مبنية على الحسد وحب الشر والتفريق .
ضياع الأوقات في المحادثات التافهة المسببة لقسوة القلب ، والالتهاء عن ذكر الله ، وخصوصاً بين النساء ، فتجد المرأة فيه متنفسها .
ومن الحلول في قضايا الهاتف :

متابعة ووعظ من يسيء استعماله من داخل البيت وخارجه .
الحكمة في الرد .
إذا جاءنا خبر في مكالمة من مجهول عرضناها على كتاب الله عز وجل ونفذنا أمر الله ( فتبيَّنوا ) .
والتربية الإسلامية كفيلة بجعل استخدام هذا الجهاز صحيحاً إذا غاب الولي والراعي .
وآخر الدواء الكي بفصل الحرارة إذا صار إثمه أكبر من نفعه .
نصيحة : يجب إزالة كل ما فيه رمز الأديان الكفار الباطلة أو معبوداتهم وآلهتهم .

عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يترك في بيته شيئاً فيه تصاليب إلا نقضه . رواه البخاري ، فتح الباري 10/385 باب نقض الصور .

وقد بلينا في هذا الزمان بمصنوعات جاءتنا من بلاد الكفار فيها تصاوير ونقوشات ، ورسومات لآلهتم ومعبوداتهم ، ومن ذلك الصليب بأشكاله المتنوعة ، وصور مريم وعيسى ، أو صور الكنائس وتماثيل بوذا ، وآلهة الإغريق كآلهة الحب ، وآلهة الخير والشر ، وهكذا .

وبيت المسلم الموحد لا يصلح أن يكون فيه رموز للشرك الذي ينافي التوحيد ، بل ينقضه من أساسه ، ولذلك كان عليه الصلاة والسلام ينقض الصلبان إذا رآها في بيته ، والنقض هو الإزالة سواء بالطمس إذا كانت مرسومة أو منقوشة ، أو الحك والتلطيخ بما يغير هيئتها أو اقتلاعها وإزالتها بالكلية .

وليس هذا من الغلو في الدين ، لأن الذي نهى عن الغلو هو الذي فعل ذلك صلى الله عليه وسلم ولأجل ذلك ينبغي على أهل البيت إذا أرادوا شراء الأواني والفرش وغيرها أن يحذروا من مثل هذا الرموز للأديان الباطلة التي تنافي التوحيد على أننا ننبه إلى أهمية الاعتدال في هذا الأمر فما لم يكن الشكل واضحاً في كونه صليباً مثلاً فلا يجب تغييره .

نصيحة : إزالة صور ذوات الأرواح

يعمد كثير من الناس إلى تزيين بيوتهم بصور تعلق على الجدارن أو تماثيل توضع على أرفف في بعض زوايا البيت ، وكثير من هذه الصور المجسمة وغير المجسمة تكون لذوات أرواح كإنسان أو طير أو دابة ونحو ذلك .

وأقوال المحققين من أهل العلم ظاهرة في تحريم صور ذوات الأرواح سواء كانت نحتاً أو رسماً أو مأخوذة بالآلة ما دامت ثابتة ليست كصورة المرآة أو الصورة في الماء ، وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في لعن المصورين وتهديدهم بتكليفهم ما لا يطيقون من نفخ الروح فيها يوم القيامة يشمل كل عامل في حقل التصوير ما لم يكن من باب الإعانة على الضرورة والحاجة كصور الإثباتات الشخصية اللازمة أو تتبع المجرمين ونحو ذلك .

وتعليق صور ذوات الأرواح فيه إثم آخر لأن ذلك يفضي إلى تعظيم صاحب الصورة ، وقد يؤدي إلى الوقوع في الشرك كما حصل في قوم نوح وأقل ما في تعليق من الأضرار تجديد الأحزان أو التباهي والتفاخر بالآباء والأجداد فلا يقل أحد من الناس نحن لا نسجد للصورة ، ومن أراد أن يحرم نفسه من الخير العظيم بدخول الملائكة بيته فليضع الصورة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن البيت الذي فيه صور لا تدخله الملائكة ) رواه البخاري 4/325 .

ولقد جاء في النهي عن التصوير عدة أحاديث فمنها :

( إن أشد الناس عذاباً عند الله يوم القيامة المصورون ) رواه البخاري 1/382 . وحديث عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الذين يصنعون هذه الصور يعذبون يوم القيامة يُقال لهم أحيوا ما خلقتم ) رواه البخاري 1/382 .

وحديث أبي هريرة أنه دخل داراً بالمدينة فرأى في أعلاها مصوراً يصور ( ينقش الصور في حيطان الدار التي تُبنى ) قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي فليخلقوا حبة فليخلقوا ذرة ) رواه البخاري 1/385 .

وحديث أبي جحيفة أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن المصور رواه البخاري 1/393 .

وإليك أيها القارئ الكريم مزيداً من الإيضاح حول هذه المسألة في كلام أهل العلم .

جاء في شرح حديث لا تدخل الملائكة بيتاً : ( المراد بالبيت المكان الذي يستقر فيه الشخص ، سواء كان بناءً أو خيمة أم غير ذلك ) فتح الباري 1/393 .

أما الصور التي تمنع الملائكة عن الدخول بسببها فهي صور ذوات الأرواح مما لم يقطع رأسه أو لم يمتهن الفتح 1/382 ( أي يُهان ويُحتقر بالوطء عليها وغيره ) وصنع صور ذوات الأرواح فعل محدث أحدثه عباد الصور ، وما يُشعر بذلك فعل قوم نوح ، وحديث عائشة في قصة الكنيسة التي كانت بأرض الحبشة ، وما فيها من التصاوير وأنه صلى الله عليه وسلم قال : ( كانوا إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجداً وصوروا فيه تلك الصورة ، أولئك شرار الخلق عند الله ) الفتح 1/382 .

ويضيف ابن حجر رحمه الله :

( قال النووي : قال العلماء : تصوير صورة الحيوان ( ذوات الأرواح ) حرام شديد التحريم ، وهو من الكبائر ، لأنه متوعد عليه بهذا الوعيد الشديد ، وسواء صنعه لما يمتهن أم لغيره ، فصنعه حرام بكل حال ، وسواء كان في ثوب أو بساط أو درهم أو دينار أو فلس أو إناء أو حائط أو غيرها ، فأما تصوير ما ليس فيه صورة حيوان فليس بحرام .

قلت : ويؤيد التعميم فيما له ظل وفيما لا ظل له ما أخرجه أحمد من حديث على أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أيكم ينطلق إلى المدينة فلا يدع بها وثناً إلا كسره ، ولا صورة إلا لطخها أي طمسها ) الحديث فتح الباري 1/384

وقد كان صلى الله عليه وسلم حريصاً على تطهير بيته من الصور المحرمة ، وهذا مثال على ذلك : تحت عنوان من لم يدخل بيتاً فيه صورة روى البخاري رحمه الله حديث عائشة رضي الله عنها أنها اشترت نمرقة ( وسادة ) فيها تصاوير ، فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم قام على الباب فلم يدخل ، فعرفت في وجهه الكراهية ، قالت : يا رسول الله ! أتوب إلى الله وإلى رسوله ماذا أذنبت ؟ قال : ( ما بال هذه النمرقة ؟ ) فقالت : ( اشتريتها لتقعد عليها وتوسدها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة ، يقال لهم : أحيوا ما خلقتم ) وقال : ( إن البيت الذي فيه الصور لا تدخله الملائكة ) فتح الباري 1/392 .

وقد يقول البعض : ولماذا الإطالة في هذا الموضوع ؟ فنقول : لقد دخلنا بيوتاً وغرفاً فوجدنا صور المغنين وغيرهم ، وبعضها عارية أو شبه عارية ، معلقة على الجدران والمرايا والخزائن والأدراج والطاولات ، ينظر إليها صاحبها صباح مساء ، وصار بعضهم يقبل الصورة ، ويتخيل أموراً منكرة !! فصارت الصورة من أعظم وسائل الانحراف ، وتبين لأولي الألباب شيئاً من حكمة الشارع في تحريم صور ذوات الأرواح .

ولابد في ختام هذه الفقرة أن نشير إلى ما يلي :

يقول بعض الناس : إن الصور اليوم غزتنا في كل شيء في المعلبات الغذائية ، والكتب والمجلات والدفاتر ، وإذا أردنا طمس كل صورة فسنضيع أوقاتنا في ذلك ، فماذا نفعل ؟
نقول : احرص على شراء ما خلا من الصور – إن أمكن – والباقي : يطمس ظاهراً كالصورة على الغلاف ، ويبقى الكتاب يستفاد منه ، وإذا انتهت الفائدة كالجرائد وغيرها تخرج من البيت ، وما يتعذر طمسه كالصورة على المعلبات الغذائية مثلا ، فلا حرج إن شاء الله في تركه كما ذكره أهل العلم لأنه دخل فيما عمت به البلوى والمشقة تجلب التيسير.
إن كان ولابد من تعليق شيء لتزيين الجدران فليكن بعض المناظر الطبيعية أو صور المساجد والمشاعر الخالية من المحذورات الشرعية .
على من يعلقون الآيات القرآنية وغيرها أن ينتبهوا إلى أن القرآن لم ينزل لتزين به الجدران ، وأن من العبث تصوير الآيات على هيئة رجل ساجد أو طير ونحو ذلك ، وأن لا يقع من الشخص في المجلس محظورات شرعية تخالف الآية المعلقة فوق رأسه .
نصيحة : امنعوا التدخين في بيوتكم

يكفي دليلاً على تحريم التدخين ( بالنسبة للعقلاء ) قول الله تعالى : ( ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ) سورة الأعراف/157 فقسم الله المطعومات والمشروبات إلى قسمين لا ثالث لهما طيبات مباحة وخبائث محرمة ، ومن الذي يجرؤ أن يقول اليوم إن التدخين طيب ، بالنظر إلى رائحته والأموال التي تصرف فيه والأضرار الجسدية والمادية الناتجة عنه .

والبيت الصالح ليس فيه ولاعات سجائر ولا منافض للسجائر ، لا من الدعايات المجانية ولا غيرها فضلاً عن الشيشة ومشتقاتها .

فإذا خشيت من التدخين في بيتك فضع ملصقات للتلميح ، فإن رأيت أحداً يريد ارتكاب المنكر أمامك فليس لك بد في منع وقوعه بالأسلوب المناسب .

نصيحة : إياكم واقتناء الكلاب في البيوت

مما وصلنا من جملة ما وصلنا من عادات الكفار اقتناء الكلاب في البيوت ، وعدد من الذين تطبعوا بطباع الكفرة في مجتمعنا يجعلون في بيوتهم كلاباً يشترونها بمبالغ وثمن الكلب حرام من حديث رواه الإمام أحمد 1/356 وهو في صحيح الجامع 3071 . وينفقون في طعامها ونظافتها أموالاً سيسألون عنها يوم القيامة ، حتى صار من شعار بيوت كثير من الأثرياء وكبار الموظفين وجود كلب في البيت ، ولعاب الكلب نجس ، وهو يلعق أهل المنزل وأمتعتهم ، ولو ولغ الكلب في إناء لوجب غسله سبع مرات إحداهن بالتراب ، فكيف إذا علمت أيها المسلم مقدار ما ينقص من أجر الذين يقتنون الكلاب قال صلى الله عليه وسلم : " ما من أهل بيت يرتبطون كلباً إلا نقص من عملهم كل يوم قيراط ( وفي رواية مسلم قيراطان ) إلا كلب صيد أو كلب حرث أو كلب غنم " رواه الترمذي 1489 وهو في صحيح الجامع 5321 ، فالنهي عن اقتناء الكلاب يستثنى منه كلب الزرع ، والصيد والحراسة ( حراسة البيوت والمنشآت أو المواشي وغيرها ) ويدخل فيه كل ما تدعو إليه الحاجة من تتبع آثار المجرمين ، وكشف المخدرات ونحو ذلك ، كما هو مضمون كلام بعض أهل العلم . التعليق على سنن الترمذي ط.شاكر 3/267

وهذا جبريل عليه السلام يبين لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم السبب الذي منعه من دخول بيته عليه الصلاة والسلام ، حسب الموعد الذي كان بينهما ، قال صلى الله عليه وسلم : (أتاني جبريل فقال : إني كنت أتيتك الليلة فلم يمنعني أن أدخل البيت الذي أنت فيه إلا أنه كان في البيت تمثال رجل وكان في البيت قرام ستر ( مثل الستارة ) فيه تماثيل وكان في البيت كلب ، فمُر برأس التمثال يقطع ، فيُصير كهيئة الشجرة ، ومر بالستر يقطع فيُجعل منه وسادتان توطئان ، ومر بالكلب فيُخرج ففعل رسول الله صلى الله عليه وسلم " . رواه الإمام أحمد ، صحيح الجامع رقم 68

نصيحة : الابتعاد عن تزويق البيوت

شاع في بيوت كثير من الناس اليوم أنواع التزويق والتزيين والزخرفة نتيجة الانغماس في الملذات ، والتعلق بالدنيا ، والتباهي والتفاخر .

وبعض البيوت إذا دخلتها تتذكر كلام ابن عباس : ( ليس في الجنة شيء مما في الدنيا إلا الأسماء ) ، ولا نستطيع في هذه العجالة أن نستطرد في ذكر أنواع العجائب والغرائب ، من التحف والزينات والنقوش والزخارف ، التي تزخرف بها بعض البيوت والقصور ، ولكننا نذّكر بما يلي :

قال تعالى : ( ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفاً من فضة ومعارج عليها يظهرون ، ولبيوتهم أبواباً وسرراً عليها يتكون وزخرفاً .. ) الزخرف/33 .

أي ( لولا أن يعتقد كثير من الناس الجهلة أن إعطاءنا المال دليل محبتنا لمن أعطيناه فيجتمعوا على الكفر لأجل المال ) تفسير القرآن العظيم لابن كثير 7/213 . لجعلنا لبيوت الكفار سقفاً وسلالم وأقفالاً على الأبواب من فضة وذهب من متاع الحياة الفانية ، ليوافوا الله وليس عندهم حسنة ، لأنهم أخذوا نصيبهم من الدنيا .

روى الإمام مسلم – رحمه الله – عن عائشة رضي الله عنها : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج في غزاة فأخذت نمطاً ( بساط له خمل ) فسترته على الباب ، فلما قدم فرأى النمط عرفت الكراهية في وجهه ، فجذبه حتى هتكه أو قطعه ، وقال : ( إن الله لم يأمرنا أن نكسوا الحجارة والطين ) صحيح مسلم 3/1666

روى الإمام أحمد قصة فاطمة لما قالت لعلي رضي الله عنهما ( وقد صنعوا طعاماً ) لو دعونا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجاء فوضع يديه على عضادتي الباب فرأى قراماً ( ثوب رقيق من صوف فيه ألوان ونقوش ) فرجع ، فقالت فاطمة لعلي : ألحقه فقل له لم رجعت يا رسول الله ؟ فقال : ( إنه ليس لي ( وفي رواية : لنبي أن يدخل ) أن أدخل بيتاً مزوقاً ) رواه الإمام أحمد 5/221 وهو في صحيح الجامع 2411 .

ورواه أبو داود تحت باب : الرجل يُدعى فيرى مكروهاً سنن أبي داود 3755 .

وتحت باب : هل يرجع إذا رأى منكراً في الدعوة ، روى البخاري رحمه الله تعليقاً : ودعى ابن عمر أبا أيوب ، فرأى في البيت ستراً على الجدار ، فقال ابن عمر : ( غلبنا عليه النساء ) ، فقال : ( من كنت أخشى عليه ، فلم أكن أخشى عليك ، والله لا أطعم لكم طعاماً ) فرجع فتح الباري 9/249

وقد وصل الحديث الإمام أحمد عن سالم بن عبد بن عمر قال : ( أعرست في عهد أبي ، فآذن أبي الناس ، فكان أبو أيوب فيمن آذناه ، وقد ستروا بيتي ببجاد أخضر ، فأقبل أبو أيوب فاطلع فرآه ، فقال : يا عبد الله أتسترون الجدر ، فقال أبي واستحيا : غلبنا النساء يا أبا أيوب ، فقال : من خشيت أن تغلبه النساء … ) الحديث فتح الباري .

روى الطبراني عن أبي جحيفة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ستفتح عليكم الدنيا حتى تنجدوا بيوتكم كما تنجد الكعبة ، فأنتم اليوم خير من يومئذ ) صحيح الجامع 3614

وخلاصة كلام أهل العلم في زخرفة وتزويق البيوت : أنه إما مكروه أو محرم الآداب الشرعية لابن مفلح 3/421

والله أعلم ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
اضافة رد مع اقتباس
  #8  
قديم 28/03/2004, 10:54 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ srabالهلال
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 07/12/2002
المكان: السعودية - البديعه
مشاركات: 2,602
عزيزتي الزوجة :

هذه نخبة من الإرشادات ، العمل بها يضمن لك زوجاً متفهماً هادئاً ، يرجى حفظها والأخذ بها تجلبي الخير والسعادة لبيتك .

أدي حقوق زوجك الشرعية قبل كل شيء
كوني دائماً صريحة معه ، ولا تخفي مشاعرك .
اختاري الوقت المناسب لمحاورته وتقدم طلباتك
إياك وأن تفشي له سراً ، ولأيُ شخص كان .
تعلمي السيطرة علي نفسك ، ولسانك خاصة عند الغضب ، فكظم الغيظ عبادة .
أبعدي عنك الشك والغيرة ، ولا تهدمي حياتك بيدك .
لا تتجسسي عليه ولا تلاحقيه وترفعي عن ذلك
لا تتكلمي معه بلهجة الآمر والمستجوب ، ولا تنتقديه .
لا تذكري أهله عنده إلا بخير
لا تجرحيه بكلمة قاسية تظل محفورة في نفسه حتى بعد المراضاة
لا تثيريه أو تستفزيه أمام أبنائه.
راعي أبناءه واهتمي بهم جيداً تمتلكي قلبه فوراً .
لا تخرجي أنت وأبناءك من تحت رعايته أو تحاولي ذلك فتعرضي علاقتكما للاضطراب .
تعودي تقديم التضحية إذا اختلفتما في شيء ، فهبي أياك له ووافقيه تكسبيه .
إذا حدثت بينكما مشكلة ، وأهملها هو أو أمهلها . فلا تنتظري وبادري أنت بكل لطف إلي حلها .
لا تربطي الماضي بالحاضر عند أي خصام يقع .
شاركيه في همومه المنزلية ، والعملية والشخصية لكن مع تخير المكان والزمان المناسبين .
كوني معه لينة مسايرة ، تمتلكيه
اجتهدي ألا يتدخل أهلك في مشاكلكما .
أخفي عيوبه ، وأظهري محاسنه ، واحترميه واشكري فعله
استأذنيه .. دوماً .. لا ينقص هذا من قدرك ، وتزيد في قلبه محبتك .
احذري أن يحس أن صديقاتك وزائراتك أحب إليك منه وقت راحته .
حاولي ألا يراك زوجك إلا في أكمل هيئة وأجمل شكل ، وأحسن رائحة .
كوني له أمَةً يصبح لك عبداً .. هذه وصية أمامة بنت الحارث لابنتها فطبقيها .
أظهري له أنك غيورة علي ماله ، حريصة علي ملكه ، وإياك والإسراف والتبذير .
كوني أهلاً للمسؤولية التي حمَلها لك الشرع ، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها .
وافقيه دوماً تحظى عنده .. فقد قالوا : الحظوة في الموافقة .
لا تظهري الفرح وهو حزين ، ولا الحزن وهو مسرور .
استعملي معه اللطف دوماً يأتك أكثر لطفاً
اغلبي أهل زوجك بالخير ولا تغلبيهم بالشر .
اقتربي منه دوماً ، بالمادة والمعني ، ولا تكوني قريبة الجسم بعيدة الروح ، أو العكس .
اضافة رد مع اقتباس
  #9  
قديم 29/03/2004, 08:37 AM
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 08/12/2003
مشاركات: 253
الله اني استمتع كثيرا بقراءة موضوعاتك

وفقك الله والى الامام
اضافة رد مع اقتباس
  #10  
قديم 29/03/2004, 08:57 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ srabالهلال
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 07/12/2002
المكان: السعودية - البديعه
مشاركات: 2,602
اختي فتاة الاسلام

الكتاب يقراء من عنوانه واسمك دليل عليك فا اهلا بك اخت في الاسلام لقد احببناك فيما احببتينا فتعالي نتكاتف سويا للدعوة لله لعل وعسى ان نثاب بدعوة صادقة من قلبا صادق ومؤمن بالله .
فجزاك الله خير .
اضافة رد مع اقتباس
  #11  
قديم 30/03/2004, 07:22 AM
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 08/12/2003
مشاركات: 253
وجزاك الله خير

لدي تعقيب بسيط على نصائح للزوجه
أولا - تطبعي بطبع زوجك وأطيعيه في كل شيء ولا تخالفيه إلا في معصية الله ورسوله
نعم ولاخلاف في ذلك ولكن اذا كانت طبائع الزوج غير سليمه فكيف نتطبع بها قد تكون طبائع الزوجه احسن من طبائع زوجها فكيب تطبع بطبع زوجها في كل شي

الحادي عشر : عدم التدخل في شؤونه الخاصة التي لا تعنيك
كيف نعم ؟؟ كل مايهم الزوج فهو يهم الزوجه
ولابد لي ان اعرف كل صغيرة وكبيرة في شؤونه الخاصه اليس هو من حقه ان يعرف عني كل شؤوني الخاصه التي تعنيني فلما لا اعرف عن شؤونه التي تعنيه وهذا شي بسيط من حقي
فكيف تريدون ان لانتدخل في شؤونه وانتم تتخلون في شؤون أزواجكم اليس هذا ظلم ؟؟

الثاني عشر: امدحي أهله وأصدقائه ولا تحقريهم وأحسني استقبال ضيوفه وشجعيه على صلة رحمه ولا تحاولي التفريق بينه وبين أهله وخاصة أمه ، فلا تأمني لرجل خذل والديه أن لا يخذلك واعلمي أنهم أولى عليه منك عند الله ورسوله فأتقي نار جهنم يرحمك الله .

على العين والراس نمدحهم ولكن بدون مبالغه حتى لايشعر ان نكذب عليهم
اضافة رد مع اقتباس
  #12  
قديم 30/03/2004, 11:06 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ srabالهلال
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 07/12/2002
المكان: السعودية - البديعه
مشاركات: 2,602
منقول

وصايا للزوج قبل عقد الزواج

إذا هممت بأمر ما فعليك بصلاة الاستخارة واللجوء إلى الله كي يختار لك ما هو أصلح ، ولك في رسولك أسوة ، فقد استخار الله وبيَّن لصحابته كيف يستخيرون.

والاستخارة لا ترجع إلى الزواج ذاته فهو خير محض ، ولكن ترجع تعود إلى أمور منها وقت الزواج والزوجة التي اخترتها ، ومكان الزواج ، ما يفعل فيه وينُفق عليه وغير ذلك مما يطلب فيه من الله الخير ، والله تعالى سيختار لك ما تحب سواءً رأيت ذلك بعينك أم لم تره .

الاستشارة :

وهي طلب المشورة والرأي السديد ، فيا من تريد الزواج ، عليك استشارة من تثق بعلمه وأمانته في كل ما تحتاجه في هذا المشروع الطيب ، ولك في رسولك قدوة حسنة ، فالله يقول له : (وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ)(آل عمران/159) .

ومما قيل : " الاعتصام بالمشورة نجاة " ، وقيل : " إذا استشرت الناس شاركتهم في عقولهم " .

فالمشورة ليست عيبـًا ولا ضعفـًا ، بل تفتح لك أبوابـًا لم تكن تدري كيف ؟؟؟ ، وهي من شيم العقلاء ، ومن جانبها فقد استبد برأيه ، وقد قيل : إذا أراد الله لعبدٍ هلاكـًا أهلكه برأيه .

والاستشارة والاستخارة ينبغي أن تجعلهما نصب عينيك دائمـًا حتى تكون خطاك مسددة بإذن الله تعالى وهما مما هجره أكثر الناس ، يقول ابن تيمية - رحمه الله - : " ما ندم من استشار وما خاب من استخار " ، ويقول أحدهم : " ما خاب من استخار الخالق وشاور المخلوقين " .

الدعاء :

لا تغفل جانب الدعاء فهو خير ما يوصي به مع الاستخارة والاستشارة ، والإلحاح فيه من أعظم العبادات ، لذلك ورد عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : ((الدعاء هو العبادة)) .

فارفع يديك إلى من يستحي أن يرد يدي عبده صفرًا إذا سأله ، وهو الذي يقول : (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ)(غافر/60) .

وتحيَّن مواطن الإجابة وهي كثيرة أهمها :

- جوف الليل الآخر ووقت السحر .

- دبر الصلوات المفروضة .

- بين الأذان والإقامة .

- عند نزول المطر .

- آخر ساعة من عصر يوم الجمعة قبل الغروب .

- في السجود في الصلاة .

- بعد التشهد الأخير في الصلاة .

- شهر رمضان والليالي التي ترجى فيها ليلة القدر .

اختيار الزوجة :

الحياة الزوجية ليست ميدان تجارب ولا حقل تذوق ، ولا يلام الرجل إذا أخذ يبحث عن شريكة حياته ، وإذا قلبت بصرك وجدت أن من أعظم مشكلات الزواج وصعوباته وانحلاله ناجم عن التسرع في اختيار الزوجة دون بحث وتدقيق ، فبعضهم يختار زوجته بمجرد نظرة جمال ساحرة ، أو طمعـًا في مالها ، أو غير ذلك ، والعلاقة التي يكون المقصد منها ذلك توشك أن تزول وتنتهي .

الصفات الحسنة في المرأة :

أول ما يتبادر إلى الذهن عند طرق هذا الموضوع هو حديثه - صلى الله عليه وسلم - : ((تنكح المرأة لأربع ، لمالها ، ولحسبها ، ولجمالها ، ولدينها ، فاظفر بذات الدين تربت يداك)) .

وقد سئل - صلى الله عليه وسلم - : أي النساء خير ، قال : ((التي تسره إذا نظر ، وتطيعه إذا أمر ، ولا تخالفه في نفسها ولا ماله بما يكره)) .

وقد ورد في الحديث : أربع من السعادة : المرأة الصالحة ، والمسكن الواسع ، والجار الصالح ، والمركب الهنيء .

يقول الغزالي - رحمه الله : " وليس أمره - صلى الله عليه وسلم - بمراعاة الدين نهيـًا عن مراعاة الجمال ، ولا أمرًا بالإضراب عنه ، وإنما هو نهي عن مراعاته مجردًا عن الدين ، فإن الجمال في غالب الأمر يرغب الجاهل في النكاح دون الالتفات إلى الدين ، فوقع في النهي عن هذا " .

لكن الجمال ليس في العيون الزرقاء ولا الخضراء ولا السوداء ، ولا العسلية ، ولا الكبيرة أو الصغيرة ، ولا ذات الرموش الطويلة أو القصيرة ، إنما الجمال في العيون التي إذا ما نظرت إليك وأنت غاضب لم تعد غاضبـًا .

عرضت على المأمون جارية بارعة الجمال ، فائقة الكمال ، غير أنها كانت تعرج برجلها ، فقال لمولاها : خذ بيدها وارجع ، فلولا عرج بها لاشتريتها ، فقالت الجارية : يا أمير المؤمنين إنه في وقت حاجتك لن تنظر إلى العرج ، فأعجبه سرعة جوابها وأمر بشرائها .

ومن الصفات المرغوبة : أن تكون الزوجة ولودًا - أي ليست عقيمـًا - فقد قال - صلى الله عليه وسلم - : ((تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة)) .

وتعرف المرأة الولود من قرائن الحال في أسرتها وقريباتها ، وهذا شيء ظني ، ولكن لابد أن يضع الزوج ذلك في باله .

أما الزواج من العقيم فهو نزوة عابرة أو مصلحة مؤقتة وسرور بزواج من غير تبعات ، فعن معقل بن يسار قال : جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : إني اصبت امرأة ذات حسب وجمال ، وإنها لا تلد أفاتزوجها ؟ قال : ((لا )) ثم أتاه الثانية فنهاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ثم أتاه الثالثة ، فقال الرسول - صلى الله عليه وسلم - : ((تزوجوا الودود الولود)) .

ومن الصفات الحسنة : أن تكون الزوجة بكرًا ، فقد حث الإسلام على البكر ، وهي التي لم توطئ بعد ؛ لأن البكر تحب الزوج وتألفه أكثر من الثيب ، وهذه طبيعة جُبِل الإنسان عليها - أعني الأنس بأول مألوف - .

وفي الحديث عن جابر - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ((عليكم بالأبكار ، فإنهنَّ أنتق أرحامـًا ، وأعذب أفواهـًا ، وأقل خبـًا ، وأرضى باليسير)) .

وتزوج جابر - رضي الله عنه - ثيبـًا ، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ((هلا بكرًا تلاعبها وتلاعبك)) .

وقد مدح الله الأبكار وجعل هذه الصفة من صفات نساء الجنة قال تعالى : (إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً)(الواقعة/35 ، 36) .

يقول الغزالي - رحمه الله - : في البكر خواص لا توجد في الثيب ، منها : أنها لا تحن أبدًا إلا للزوج الأول ، وأكد الحب ما يقع في الحبيب الأول .

ومنها إقبال الرجل عليها ، وعدم نفوره منها ، فإن طبع الإنسان النفور عن التي مسها غيره ويثقل عليه ذلك .

ومنها : أنها ترضى في الغالب بجميع أحوال الزوج ؛ لأنها أنست به ولم تر غيره ، وأما التي اختبرت الرجال ومارست معهم الأحوال فربما لا ترضى بعض الأوصاف التي تخالف ما ألفته .

ولا يعني كل ما سبق أن الثيب مذمومة - إطلاقـًا - وليس حسنـًا أن نبالغ في ذمها إلى درجة التنفير منها ، فكم من ثيب خير من بكر ، وخير مثال زوجات النبي - صلى الله عليه وسلم - أمهات المؤمنين ، كلهنَّ ثيبات ما عدا عائشة - رضي الله عنهنَّ جميعـًا - والله تعالى يقول : (عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجاً خَيْراً مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَاراً)(التحريم/5) فقد قدم الثيب في هذه الآية على البكر .

وقد قيل في مدح الثيب : " أما الثيب فالمطبة المذللة ، واللهنة المعجلة ، والنغية المسهلة ، والصناعة المدبرة ، والفطنة المختبرة ، ثم إنها عجالة ، الراكب ، وأنشوطة الخطاب ، ونهزة المبارزة ، عريكتها لينة ، وعقلتها هينة ، ودخلتها متبينة ، وخدمتها مزينة " .

وقد بارك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لجابر - رضي الله عنه - لزواجه من الثيب بعد أن علم - صلى الله عليه وسلم - أنه تم الزواج لتقوم الزوجة برعاية أخوات جابر - رضي الله عنه - التسع .

ومن الصفات الحسنة في الزوجة الصغيرة ، ألا تكون صغيرة صغرًا مفرطـًا ، ولعل ما يخطر بالبال أن يقول الزوج : لماذا لا أتزوج الصغيرة ؟ فيقال : المقصود عدم الزواج بالصغيرة صغرًا يظهر فيه الفرق الشاسع في العمر كمن يكون عمره فوق الخمسين ، فيتزوج بنتـًا دون الخامسة عشرة مثلاً لما قد يؤدي إليه من محاذير ومساوئ كثيرة خاصة في هذا الزمان الذي ضعف فيه الوازع الديني عند الكثيرين .

قال ابن الجوزي - رحمه الله - : " وأبله البله الشيخ الذي يطلب صبية ، ولعمر الحق إن كمال المتعة ، إنما يكون بالصبا ، ومتى لم تكن الصبية بالغة ، لم يكمل بها الاستمتاع ! فإذا بلغت أرادت كثرة الجماع ، والشيخ لا يقدر ! فإن حمل على نفسه ، لم يبلغ مرادها وهلك سريعـًا " .

فإن قيل إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تزوج عائشة أم المؤمنين - رضي الله عنها - وعمرها ست سنوات وبنى بها وعمرها تسع سنوات ، وكان عمره ثلاثة وخمسين ؟ فنقول : إن هذه الحال تخرج عن القاعدة لأسباب منها :

أولاً : أن شخصية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يمكن مقارنتها بأي شخصية أخرى ، ولذلك كانت عائشة سعيدة بهذا الزواج ، وقد خيرت قبل ذلك فاختارت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .

ثانيـًا : أن غاية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من هذا الزواج هي زيادة الروابط بينه وبين أبي بكر - رضي الله عنه - .

ثالثـًا : قوة دين عائشة وعفتها ، فلا يمكن تصور وقوع محظور من هذا الزواج .

وسئل أعرابي عن النساء ، فقال : " أفضل النساء أطولهنَّ إذا قامت ، وأعظمهنَّ إذا قعدت ، وأصدقهنَّ إذا قالت ، التي إذا غضبت حلمت ، وإذا ضحكت تبسمت ، وإذا صنعت شيئـًا جودت ، التي تطيع زوجها وتلزم بيتها ، العزيزة في قومها ، الذليلة في نفسها ، الودود الولود ، التي كل أمرها محمود " .

ويروى أن العجفاء بنت علقمة السعدي وثلاث نسوة من قومها خرجن ، فتواعدن بروضة يتحدثن فيها ، فوافين بها ليلاً في قمر زاهر وليلة طلقة ساكنة ، وروضة معشبة خصبة ، فلما جلس قلن : ما رأينا كالليلة ليلة ، ولا كهذه الروضة روضة ، أطيب ريحـًا ولا أنضر ، ثم أفضن في الحديث فقلن : أي النساء أفضل ؟ قالت إحداهنَّ : الخرود الودود الولود ، وقالت الأخرى : خيرهنَّ ذات الغناء ، وطيب الثناء ، وشدة الحياء ، وقالت الثالثة : خيرهنَّ السموع الجموع النقوع غير المنوع ، وقالت الرابعة : خيرهنَّ الجامعة .

ومن الصفات الحسنة في الزوجة ما ذكرته عائشة أم المؤمنين - رضي الله عنها - عندما سئلت أي النساء أفضل ؟ فقالت : " التي لا تعرف عيب المقال ، ولا تهتدي لمكر الرجال ، فارغة القلب إلا من الزينة لبعلها ، ولإبقاء الصيانة على أهلها " .


و قال صلى الله عليه وسلم :[ الدنيا متاع .. وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة ] وقال : [ إن أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة : الرجل يفضي إلى امرأته، وتفضي اإليه ثم ينشر سرها] . صلى الله عليه وسلم.
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 07:54 AM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube