![]() |
ما أن يخسر الفريق المحبوب مباراة ، حتى تبدأ الجماهير وفي لحظات يغلفها طابع الانفعال بتوجيه سهام نقدها إلى (الحكم - الإدارة – المدرب – اللاعب ) ، وتعليق أسباب الخسارة على أحد أو بعض سالفي الذكر ، و للأسف لا تجد إلا القليل يتحدث بموضوعية ونقاش هادئ لتفنيد الأسباب المؤدية للخسائر ، وتكون أغلب الانتقادات الموجهة عند الخسارة منصبة على الأسباب التالية :- - الحكم لم يكن منصفاً (غشاش أو مجامل أو خائف) . - الإدارة لم تقم بالدور المطلوب منها (ضعيفة - أهملت الفريق – فاشلة) - المدرب لم يلعب بخطه (المدرب فاشل أو مجامل). - اللاعب الفلاني لا يستحق لبس الفنيلة (غير مرغوب فيه ، يلعب بالواسطة) . - المفروض يلعب اللاعب الفلاني بدل اللاعب الآخر . - اللاعب المحبوب لم يلعب في مركزه الأصلي (إذا لم يقدم المطلوب منه). وعندما تسأل منتقدي التحكيم تكون أغلب الآراء منصبة على - لم يكن عادلا ولم يتعامل بنفس الميزان مع الفريقين . - لم يحتسب ضربات جزاء صحيحة . - احتسب ضربات جزاء غير صحيحة . - لم يطرد لاعباً خشنا . - طرد لاعبا بدون سبب مقنع . - لم يحتسب فاولات مستحقة . - احتسب فاولات غير صحيحه . - الحكم افتقد هيبته داخل الملعب (ضعيف الشخصية). - وغيرها من الأعذار المملة والمكررة التي نسمعها ونقرأها دوما أما الانتقادات الموجهة للإدارة فإن أغلبها يكون مرتكزا على:- - الإدارة ضعيفة فهي لا تستطيع تسيير أمور النادي ، وأصبح الحبل على الغارب ، والتدخلات في شئون الإدارة من كل حدب وصوب ، وأعضاء الشرف أضعفوا الإدارة بتجاوزهم وتدخلهم في شئونها ، وكل يغني على ليلاه. - الإدارة مهمله ولا تؤدي دورها المطلوب تجاه الفريق ، إما لعدم تفرغها ، أو للتدخلات الحاصلة بعملها ، أو أي سبب آخر . - الإدارة فاشلة ، وهناك الكثير ممن يتبوءون مناصب لا يستحقونها. وبالنسبة لانتقاد اللاعبين فإنه يأخذ أبعادا أخرى كثيره ، - اللاعب غير كفء للبس شعار الفريق (لاعب غير محبوب - غير مؤهل – يلعب بالواسطة – كبير بالعمر – لا يتطور مستواه – لا يتمرن جيدا – صاحب مشاكل – ضعيف البنيه – تمريراته مقطوعه – يضيع فرص كثيره – يخالط أصدقاء السوء – مغرور - وغير ذلك من التبريرات العجيبة والغريبه ) . ولو بحثت عن مستوى الثقافة الرياضية لمعظم هؤلاء الأشخاص الذين بحت حناجرهم من توجيه سهام النقد ، لوجدتها ضعيفة إلى درجة الجهل بأساسيات قانون كرة القدم ، وعلم التدريب ، وتفاجأ عندما تجد بعضهم يقوم بالكتابة عبر صحافتنا الرياضية وبشكل يومي ، وينتظر مقالاتهم الكثير من القراء المغلوب على أمرهم انتظاراً لما تسطره أقلامهم المريضة ، والتبريرات التي يختلقونها في حال الخسارة ، ولذلك فقد تخرجت عندنا أجيال تطبعت وتتلمذت على يديهم ، وخرجت عن النص والهدف والمعنى السامي الحقيقي لمفهوم الرياضة ، ومشت على الطريق الذي رسمه هؤلاء ، (سواء كان ذلك عن قصد أو عن غير قصد) ، وعندما تبحث عن سبب وكيفيه وصول أمثال هؤلاء الأشخاص لهذه المراكز (الشخص غير المناسب قي المكان غير المناسب) ، فلا تجد غير العجب العجاب ، الارتجال أو بناء على رغبة فلان من الناس ، أو عمل ما يملى عليهم ، أو توافق الميول مع مسيري الصفحات ، هي السمة الغالبة ، وهذا لعمري ما جعل الصحافة الرياضية أحد أهم مصادر التخلف الرياضي والتعصب الأعمى الذي نسير في طريقه . فللأسف لا تجد نقدا فنيا محترفا ، أو رؤية حاذقة وناجحه ، تفند أسباب الخسائر وتراجع المستويات وهبوطها ، وتدرس وتقترح الحلول الناجعة للارتقاء إلى المستوى المأمول ، (لأن فاقد الشيء لا يعطيه) . والحقيقة أن المستوى الرياضي لدينا عبارة عن سلسلة مترابطة ومتساوية في مستوى قدراتها كل في مجاله ، فمستوى التحكيم ومستوى الأندية إدارة ومدربين ولاعبين وإعلام أيضا منظومة تتناسب تناسبا طرديا مع بعضها البعض ترتفع ببعضها أو تهبط معاً . وإذا أردنا الارتقاء بمستوى رياضتنا (التحكيم ، أو الأندية (ادارة وتدريب ولاعبين) فيجب أن يكون ذلك بايجاد تخطيط سليم شامل لهذه المنظومة المترابطه ، فكيف تطالب حكما أو اداريا أو لاعبا الارتقاء بمستواه ، وأنت لم تهيئ له المناخ الصحي المناسب ، فالحقوق مهدره ، والقرارات ارتجاليه ، وجداول المباريات غير معروفه ، والمشاركات متعدده وغير واضحة ، وفي المقابل الصحافة قد سلت أقلامها للشذب أو التمجيد حسب هواها مطبقه المثل القائل : ألا لا يجهلن أحد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلين . <FONT color="#0201FF"></FONT> |
الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 09:09 AM. |
Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd