المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى الثقافة الإسلامية
   

منتدى الثقافة الإسلامية لتناول المواضيع والقضايا الإسلامية الهامة والجوانب الدينية

إضافة رد
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 18/02/2004, 10:12 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ srabالهلال
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 07/12/2002
المكان: السعودية - البديعه
مشاركات: 2,602
وسائل الدعوة

13/10/1424
د.محمد بن عبد العزيز الثويني
13/10/1424
07/12/2003


[ALIGN=CENTER]بسم الله الرحمن الرحيم[/ALIGN]
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين أما بعد:

فإن الوسائل الدعوية من الأحوال التي لا يمكن الاستغناء عنها البتة إذ لا يتصور عند العقلاء الوصول إلى هدف دون استخدام الوسائل أو الوسيلة الموصلة إليه وقد استخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وسائل متاحة في وقته فصدع بالحق على الصفا ، وصرخ بقريش واصباحاه، وكان يعرض دعوته في ملتقيات الناس وأسواقهم ، كما كان يطوف بمشاعر الحج ويلقى القبائل ويبلغ الرسالة، ويستنصر للدين . والمادة التي بين يديك أيها القارئ الكريم في الأصل محاضرة ألقِيتْ ضمن دورة إعداد الدعاة.
وقد رأى بعض الإخوة تفريغها وجعلها مادة مقروءة كما هي مسموعة ولإدراكي بوعيك التام بالتفريق بين الملقى والمكتوب تأليفاً وافقت على طلبهم مع تزامنه مع الامتحانات ومشاغلها ، وحاولت على عجل إلغاء ما يصلح إلقاءً ولا يصلح كتابة وكذا تعديل وإضافة ما تستقيم به العبارة مع توثيق النصوص والنقولات ولظني الحسن بتجردك وإنصافك فلن أعدم منك دعوة صالحة، وتصويباً لخطأ يرد في ثنايا هذه المادة واستدراكاً لما يحسن ذكره فيها.
تمهيــد:
إن من اللوازم المتعينة على الداعية تحديد ما يدعو إليه وكذا استخدامه الوسيلة(1) التي يوصل من خلالها إلى المدعو دعوته ؛ إذ لا يتصور البتة الدعوة بدون وسيلة قال شيخ الإسلام ابن تيمية " إن الداعي الذي يدعو غيره إلى أمر ، لا بد فيما يدعو إليه من أمرين:
أحدهمـا : المقصود والمراد.
والثاني :الوسيلة والطريق الموصل إلى المقصود:
فلهذا يذكر الدعوة تارة إلى الله وتارة إلى سبيله ، فإنه سبحانه هو المعبود المراد المقصود بالدعوة "(2).
والداعية إلى الله مطالب عقلاً وشرعاً باستخدام الوسيلة الشرعية المناسبة التي يوصل دعوته إلى المدعوين عن طريقها وبخاصة إذا علم الداعية أن الدين قسمان:
1-عبادات يصلح بها أمر الآخرة والأصل فيها التوقيف في جنسها ، وصفتها ، وعددها وسببها ووقتها ... ودليلها قوله تعالى أَمْ لَهُمْ شُرَكاَءُ شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللهُ)(3).
2-عادات : أو معاملات يصلح بها أمر الدنيا ، والأصل فيها الحل والإذن مثل العقود ، والشروط، والوسائل.. ودليلها قوله تعالىقُلْ أَرَأَيْتُم مَّا أَنْزَلَ اللهُ لَكُم مِّن ْرِزْقٍ فَجَعَلْتُم مِّنْهُ حَرَاما ًوَحَلاَلاً قُلْ آللهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللهِ تَفْتَرُونَ )(4).
وبناء على هذا فمن ادعى عبادة فعليه الدليل ، ومن منع عادة أو معاملة فعليه الدليل أيضاً ، ولعل ما مثّل به شيخ الإسلام يتوافق مع ما ذكر إذ قال : " ولو سئل العالم عمن يعدوا بين جبلين : هل يباح له ذلك قال : نعم . فإذا قيل : إنه على وجه العبادة كما يسعى بين الصفا والمروة قال : إن فعله على هذا الوجه حرام منكر ، يستتاب فاعله ، فإن تاب وإلا قُتل.
ولو سئل : عن كشف الرأس ، ولبس الإزار ، والرداء ، أفتى بأن هذا جائز، فإذا قيل: إنه يفعله على وجه الإحرام . كما يحرم الحاج .قال:إن هذا حرام منكر...(5) .
" والخلاصة أن مقصود الدعوة الإسلامية هداية الناس وتحقيق المصالح لهم ، فكل وسيلة عادية تؤدي إلى هذا المقصود ، وتحققه دون أن يعارضها نهي شرعي فإنها تكون في دائرة المشروعية والاعتبار..(6).
فإذا كان المعنى العام للوسائل هو ما يتحصل به المقصود خيراً كان أو شراً فإن المعنى الخاص – وهو ما نعنيه في هذا المقام – هو ما يتوصل به الداعية إلى الله إلى دعوة المدعوين ، ومن هنا جاءت الأهمية إذ الوسائل ليست حكراً على أحد دون أحد فالأمر في هذا مشاع ، ولهذا نلحظ أن أعداء الأمة وهم يسعون إلى إفساد الأمة المسلمة ، أو إلى إبعاد غير المسلمين عن الإسلام إما بدخولهم فيما يدعون إليه ، أو ببقائهم على ما هم عليه. نجد أنهم يسلكون مسائل شتى من أجل تحقيق أو الوصول إلى مقصدهم وأذكر مثالاً واحداً على وسيلة من وسائل هؤلاء ، هذه الوسيلة عند النصارى وهي وسيلة تأليف الأذهان من خلال أسماء المحلات أو الأسماء الشخصية ، كالأسماء التي يسمى بها بعض الناس أبناءهم ذكوراً أو إناثاً ، فالاسم الأجنبي الذي تجده في ذلك الشارع قد تجده بنفس الاسم في تلك البلاد الكافرة وكذلك مسألة التسمية بأسماء الكفار وبخاصة تسمية البنات مما يجعل هذا الاسم مألوفاً عند المسلمين مع أنه من الأسماء الخاصة بغيرهم فيصعب معه التمييز بمجرد الاسم (7) ومع قولنا إن الوسائل مشاعة إلا أن عندهم الغاية تبرر الوسيلة وعندنا الوسائل لها حكم الغايات أو المقاصد.
واختيار الوسيلة المناسبة سبب في تحقيق المقصود ، ولذلك يلحظ أن من الأفكار ما كتب لها الانتشار بسبب الوسائل المستخدمة لنشرها ولو كانت في حقيقتها باطلة ، وبينما نجد أن هناك دعاة في بعض الأماكن قد يصيب دعوتهم فتور ، أو ضعف مع قابلية الإسلام للانتشار لموافقته للزمان ، والمكان ، والفطر التي فطر الله الناس عليها ، إلا أن الانتشار في ذلك يكون قليلاً ، ولو أرجعت السبب لوجدت أن سوء استخدام الوسائل له دور في ذلك.
وانطلاقاً من القاعدة الشرعية: الوسائل لها أحكام المقاصد فلا بد من معرفة ضوابط الوسائل التي تصونها مع مستخدمها من الخلل والاضطراب فهاهنا ضابطان لا بد من مراعاتهما وهما:
أولاً : الإذن بمعنى أن تكون مأذوناً بها سواء إذن تنصيص أي جاءت منصوصاً عليها أو بدخولها تحت قاعدة عامة كالمباح وهو أحد الأحكام الخمسة التكليفية الشرعية ، ولا يكون المباح حراماً بمجرد أن ينوي به الإنسان النية الصالحة مع التفريق بين النية الصالحة العامة ونية التقرب والتعبد المحضة.
ثانياً : المصلحة ويشمل ذلك مناسبة المقام ، واختيار الوسيلة ورجحان المصلحة على المفسدة ، مما يحتاج معه على إمعان نظر وسلامة قلب.
وبعد بيان الأهمية والضوابط الشرعية للوسائل الدعوية التي هي في حقيقتها أوعية للأساليب الدعوية أيضاً
نبدأ بذكر بعض الوسائل الدعوية التي يمكن تقسيمها إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول : الوسيلة المعنوية:
وهي التي تتعلق بالداعية ذاته بصبره أو تخطيطه واحتسابه وحبه الخير للآخرين " اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون(8)" وغير ذلك لما يعود في غالبه إلى الفطرة ثم الاكتساب في مسائل أخرى.
القسم الثاني(9): الوسيلة الخاصة.
وهذه لا تصلح لعامة الناس بل هي منوطة بالدولة الإسلامية ، وولي أمر المسلمين القائم على أمره، فإن من مهامه حماية حوزة الدين أو الدعوة إليه. وهذا يتمثل بالجهاد في سبيل الله فهو وسيلة من وسائل نشر هذا الدين ، وكذلك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وسيلة دعوية إذ هو من مهام الأنبياء عليهم الصلاة والسلام فالأمر بتوحيد الله أمرٌ بمعروف ، والنهي عن الشرك بالله والكفر نهيٌ عن منكر قال تعالى واصفاً نبيه صلى الله عليه وسلم (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فيِ التَّوْرَاةِ والْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ) (10) والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يجب أن يكون وفق الترتيب الذي جاء في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه حيث قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من رأى منكم منكراً فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ،فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان(11). ومن هذا التقسيم نعلم أن منه قسماً لا يصلح لعامة الأمة وإلا لكان الأمر محل فوضى ونزاع ، وهو ما يتعلق باليد ، فالمحتسب المولىَّ غير المحتسب المتطوع وكل بحسبه، وللولي من السلطة على من تحت يده ما ليس لغيره وقد أشار النووي إلى هذه المسألة عند شرحه لهذا الحديث(12).
-القسم الثالث : الوسائل العامة:
وهذه يمكن لعامة الناس القيام بها ، وهي في الحقيقة ما يهمنا شأنها وتتعلق بذواتنا ويحسن بنا الأخذ بها وما ماثلها فليس الأمر حصراً ، وهذه الوسائل منها ما يكون صالحاً في هذا العصر ، وقد لا يكون صالحاً فيما يستقبل من الأيام وللشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله كلام جميل في هذه المسألة، فإنه لما سئل عن الإخبار بدخول شهر الصيام عن طريق البرقيات والمدفع أشار إلى هذه الوسيلة قائلاً رحمه الله والحاصل أن إيصال الأخبار بالرمي(13) والبرقيات ونحوها مما يُوصِّلُ الخبر إلى الأماكن البعيدة ، هو عبارة وتعبير عمَّا اتفق عليه ولاة الأمر ، وثبت عندهم مُقتضاه ، وهو من الطُّرق التي لا يرْتاب الناس فيها ، ولا يحصُل لهم أدنى شك في ثُبوت خبرها . ومن توقف فيها في بعض الأمور الشرعية ، لم يتوقف بشكّه في أنها أفادت العلم ، وإنما ذلك لظنّه أن هذا الطريق المعيّن لم يكن من الطرق المعتادة في الزمان الأول ، وهذا لا يوجب التوقُّف. فكم من أمور حدثت لم يكن لها في الزمان الأوّل وجود ، وصارت أولى وأحق بالدُّخول من كثير من الأمور الموجودة قبل ذلك والله أعلم)(14).
إذن فهذه الوسائل العامة هي التي يمكن لبعضنا القيام بها ، وقد يهم الإنسان أن يعرف قدرات نفسه ، إذ لا يحسن به أن يُملى عليه كثيراً ما هو الشيء الذي يصلح له وبخاصة مع التجارب والنضج فكل ميسر لما خلق له.
فلا بد للإنسان أن يعرف ما الشيء الذي يستطيع أن يقدم فيه خيراً لنفسه وللأمة ، فلا يكن أحدنا كالمنبت لا ظهراً أبقى ولا أرضاً قطع، ولذا لا بد ونحن نتكلم عن الوسائل أن نشير إلى أنه يجب أن يتعامل معها الإنسان بحسب المؤهلات العلمية ، ولا أقصد بذلك المؤهلات العليمة النظامية لكن قدراته العلمية وما حصّل من علم ، لأن فقاد الشيء لا يعطيه، فلا بد من المؤهلات العلمية وكذا القدرات الذهنية في هذا المقام، وأيضاً القدرات البدنية وهذا المطالب لا شك أن كل وسيلة تحتاج إليها بحسب الحال والمقام
والوسائل العامة كثيرة متنوعة متجددة كما سبق ومنها:
أولاً : وسائل مقروءة
ذلك أن الناس يقرؤون ، ولا ينبغي أن يقال إنهم هجروا الكتب والدليل الواقع المشاهد ، حيث المكتبات التي يكثر افتتاحها ، وتنوع المعروض فيها ، فهذا فيه دلالة على أن هناك قُرَّاء ، ولذلك بدأت تأتينا مؤلفات قبل فترة بسيطة كانت غريبة على أبصارنا وأذهاننا ، ولولا أن هناك من يقرأ ما وجد الكتاب مع ما للكتاب من مصداقية أكثر من غيره وهناك من يقرأ المجلة والصحيفة والمهم أن المكتوب يقرأ ، ثم إن المقروء يعتنى به ويُحافظ عليه وشاهد ذلك المكتبات المنزلية ، حتى الذين وضعوها للزينة يأتيهم أناس أهل قراءة وكم من مجلس دخلته ثم تركك صاحب المنزل لدقائق أو لحظات انشغلت في أثنائها بقراءة المعروض من الكتب ولم تشعر بطول مفارقته لك.
والوسائل المقروءة متنوعة ومن ذلك:
التأليـف:
يجب أن لا يكون الهدف هو ذات التأليف أو لمجرد المزاحمة بل يجب أن تكون الحاجة للمؤلَّف هي الداعية للتأليف والحاجة قال عنها حاجي خليفة ... ( ثم إن التأليف على سبعة أقسام لا يؤلِف عالم عاقل إلا فيها وهي إما شيء لم يسبق إليه فيخترعه أو شيء ناقص يتممه أو شيء مغلق يشرحه أو شيء طويل يختصره دون أن يخل بشيء من معانيه أو شيء متفرق يجمعه أو شيء مختلط يرتبه أو شيء أخطأ فيه مصنف فيصلحه . وينبغي لكل مؤلف كتاب في فن قد سبق إليه أن لا يخلو كتابه من خمس فوائد استنباط شيء كان معضلا أو جمعه إن كان مفرقاً أو شرحه إن كان غامضاً أو حسن نظم وتأليف أو إسقاط حشو وتطويل)(15) فالعمل الدعوي تجارة مع الله ليست تجارة مادية بالدرهم والدينار ، فالتجارة المادية الحرة مبناها على المنافسة فالبقاء للأقوى . أما العمل الدعوي فإنه يختلف فإذا رأى الداعية أن غيره قد قام بما يرى أنه يريد القيام به فليحمد الله على أن قد قام بالمهمة عنه غيره والمجال واسع فليبحث عن مجال آخر ، بمعنى أنه ليس من أهداف الدعاة تحطيم الذوات والتقليل من الشأن بل يشد بعضهم بعضاً ، فيؤيدون ، ويناصرون ، ويسددون ، ويقاربون ، ويوجهون ، وينصحون ، ولا يفضحون.
الرسائل:
والرسائل فيما يظهر تنقسم إلى قسمين :
النوع الأول رسائل خاصة على غرار ما تقوم به بعض المؤسسات الدعوية وقد يقوم به بعض الأفراد بمراسلة هواة المراسلة الذين يشيرون إلى هذه الهواية ببعض الصحف والمجلات ، أو الرسالة إلى صديق داعيها المحبة والإخاء .
النوع الثاني من الرسائل ، الرسائل الخاصة في مسائل متفرقة في العقيدة ، أو الفقه ، أو الأخلاق والآداب أو غير ذلك ، وهذا الرسائل الخاصة هي الأكثر اليوم ، وهي من جانب ظاهرة صحية ، ومن جانب آخر قد يكون فيها على البعض ضرر وبخاصة إذا كان القارئ أو المطلع من أهل القراءة فقد يقتصر على قراءة هذه الرسائل ويترك الأمهات والكبار من المؤلفات التي أخذت منها هذه الرسائل إما نصاً أو مقاربة.
ومن الرسائل الطريفة الجديدة رسائل الجوال إن أحسن استخدامها واستغلالها فإن لها أثراً عظيماً.
المقدمات لمؤلفات الآخرين:
وهي تطلب عادة من إنسان له مكانة علمية أو اجتماعية على حسب المؤلّف ، فيجمل بمن يُقدِّم لكتاب خاصة إذا كان كتاباً في علم الشريعة بصفة عامة أن يضمنه دعوة إلى الله مع البعد عن الثناء على المؤلّف إلا بمقدار يسير يحفظ الحق والود بينهما(16).
الصحف والمجلات:
وهذه تنقسم إلى قسمين صحف ومجلات متخصصة بالعلوم الشرعية وهذه قد تكون المشاركة فيها مما لا إشكال فيه ، وأخرى عامة ، مواضيعها متنوعة . والمشاركة فيها أمر يُستحسن ومطلوب ، إلا أنه ينبغي أن يكون للمشارك – سيماً إذا كان مؤثراً مشهوراً – دور في تحديد أمور منها:
-تحديد مكان نشر المشاركة ، فكما هو معلوم الصحف المتنوعة متنوعة صفحاتها، فما دام أنه يريد أن يشارك فيها فلا بد أن يضع شروطاً يشترطها لتحدد مكان نشر المشاركة الذي يبعدها عما لا يناسبها من وجوه متعددة.
-اشتراط عدم التدخل الذي يغير المعنى وبالتالي يتغير الموضوع الذي يكتب فيه.
وعلى الكاتب الذي يدعو إلى الله من خلال مشاركته أن تكون كتابته حيَّة ، فإن الملاحظ أن كتابة بعضهم فيها شيء من الضعف مع أنها قد تكون مدعمة بالدليل من الكتاب والسنة ، لكن قوة النص من الكتاب والسنة يحتاج لأن يكون الاستدلال بهما قوياً بحيث يكون وجه الاستدلال بيناً واضحاً إذا الفرق كبير بين الدليل والمدلول ، فالقراء يعرفون الكتاب ويعرفون السنة غالباً فبين أيدهم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، لكن كيف يُفتّح الكاتب أذهانهم على النصوص.
ومما يشترطه الكاتب أن لا ينشر ما يكتب في وقت ميت إما لكون القراء عامة يعيشون انشغالاً عاماً أو أحداثاً مستجدة تنصب اهتماماتهم على قراءة أخبارها أو أسبابها وتداعياتها وغير ذلك.
الإنترنت:
وإن من الوسائل العصرية وهي مع كونها مسموعة إلا أن القراءة فيها أكثر من السماع ، وسيلة الإنترنت ف(لم يعد من الممكن تجاوز(إنترنت) وتجاهلها أو اعتبارها شيئاً شريراً اخترعه الغرب فإفساد المسلمين وإغوائهم..لماذا؟!لسبب بسيط هو أن التجارب العملية أثبتت أن(إنترنت)كائن يمكن السيطرة عليه وتطويعه حسب ما نشاء)(17)،فعلى هذا يكون العزوف عنه في هذا الوقت تضييع لأفضل الفرص في مجال الدعوة إلى الله سبحانه ، والمشارك فيها يجمل به أن يكون على قدر من العلم الشرعي ، وكذا عنده قدرة على الحوار والإقناع ، ومجالاته واسعة من كتابات مطولة وحوارات جادة وأحاديث خفيفة أو ما يسمى ( بالدردشة) وما على الداعية إلا أن يستعين بالله ويساهم بهذه الوسيلة بما يحقق الاستغلال الأمثل والمساهمة الفاعلة.
ثانياً : وسائل مسموعة:
وهذه منها المشاهد ومنها غير المشاهد وكلٌ منهما له تأثير على المستمع بحسب قوة المادة وجودة الإلقاء والعرض زماناً ومناسبة ، والوسائل المسموعة أنواع منها :
التعليم:
-التعليم بأنواعه سواء في الدراسة النظامية أو حلقات القرآن ، أو الدروس العلمية الأخرى في المساجد، والمعلم أياً كان طلابه فإنه إن راعى الحال والمقام وخاطبهم بما يعرفون كان لخطابه الدعوي أثر عليهم تربية واجتهاداً حتى ولو كانوا طلاب صفوف أولية.
قال عمرو بن العاص لحلقة قد جلسوا إلى جانب الكعبة ، بعد أن قضى طوافه وجلس إليهم وقد نحّوا الفتيان عن مجلسهم: " لا تفعلوا ! أوسعوا لهم ، وأدنوهم وألهموهم ، فإنهم اليوم صغار قوم يوشك أن يكونوا كبار قوم آخرين ، قد كنا صغار قومٍ أصبحنا كبارَ آخرين ".وقد علق الإمام ابن مُفلح رحمه الله على هذه العبارة قائلاً :
-( وهذا صحيح لا شك فيه ، والعلم في الصغر أثبت ، فينبغي الاعتناء بصغار الطلبة لا سيما الأذكياء المتيقظين الحريصين على أخذ العلم ، فلا ينبغي أن يجعل على ذلك صغرهم أو فقرهم وضعفهم مانعاً من مراعاتهم والاعتناء بهم)(18).
والمعلم الناجح هو الذي يسعى لفتح أذهان الطلاب وربطهم بخالقهم عن طريق أي مناسبة تعرضُ له في شرحه وتقريره أيا كانت مادته ، وهذا من أساسيات التعليم وأهدافه كما أن هذا من بركة الرجل إن وفق إليه قال ابن القيم رحمه الله ( ... فإن بركة الرجل تعليمه للخير حيث حل ، ونصحه لكل من اجتمع به ، قال تعالى إخباراً عن المسيح عليه السلام : ( وَجَعَلَنِي مُباَرَكاً أَيْنَ ماَ كُنتُ )(19) أي معلماً للخير داعياً إلى الله مذكراً به ، مرغباً في طاعته ، فهذا من بركة الرجل ومن خلا من هذا فقد خلا من البركة وسحقت بركة لقائه والاجتماع به ...)(20).
الخطبــة:
الخطب قديمة قدم الزمان، إذ الحاجة إلى مخاطبة الناس وتبليغهم بما لهم أو عليهم سواء كان مصدرها علمائهم أو ولاتهم ، فكل من أراد من الناس شيئاً خطبهم بما يريد [قال الجاحظ: ثم اعلم بعد ذلك أن جميع خطب العرب] من أهل المدر والوبر والبدو والحضر على ضربين : منها الطوال ، ومنها القصار ، ولكل ذلك مكان يليق به وموضع يحسن به)(21).
وجاء الإسلام فزاد الخطب قوة وأهمية ، فأما القوة فجمال الأسلوب وانتقاء العبارات وتحليتها بالآيات والأحاديث وشيء من أخبار العرب وأشعارهم فتأثر الخطباء بالقرآن وبكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأما الأهمية فلجعلها عبادة ، أداء واستماعاً .كما في الحدث ( .. ومن مس الحصى فقد لغا)(22).
ولهذا فإن من حق المستمعين على الخطيب أن يراعي حقهم وقد ألزموا بالاستماع إليه فلا بد من الاعتناء بالموضوع ، والتوقيت ، والطول ، والقصر ، ومراعاة الحال ، ومواكبة الظروف والأحوال بياناً وتوجيهاً.
الموعظــة:
وهذه وسيلة كلامية يسعى الواعظ من خلالها إلى التأثير في المدعوين بالأسلوب المناسب للحال والمقام، وكم وعظ رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه بمواعظ متناسبة مع الحال والزمان ومنها ما رواه العرباض بن سارية رضي الله عنه قال : " وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً بعد صلاة الغداة موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقال رجل ٌ:إن هذه موعظة مودع ، فماذا تعهد إلينا يا رسول الله....)(23) الحديث. والموعظة عادة ما يكون الناس على غير استعداد لها سواء كانت بعد صلاة مفروضة أو في مناسبة اجتماعية فلا بد من مراعاة أحوال الناس وعدم إملالهم
المحاضرة:
وهذه تختلف عن الموعظة ، لان الناس جاءوا مستعدين ، وكذلك تبنى على حقائق علمية مع طول وقتها وإشباع موضوعها وما قد يصاحبها من مداخلات وأسئلة في الغالب تطرح في آخرها مما يتطلب من المحاضر استعداداً علمياً وذهنياً ونفسياً يجعله يجيب بما يحضره ويعتذر عما غاب عن ذهنه أو يجهله.
النـــدوة:
وهذه تمتاز بأن المشارك فهي أكثر من واحد مع ما فيها من إبعادٍ للسآمة والملل بسبب نقل الحديث من مشارك لآخر مع تنوع محاورها التي يتناولوها هذا إن سلمت من استئثار مديرها بالحديث أكثر من ضيوفه.
الإذاعــة:
وهذه يقال فهيا ما يقال في الصحف والمجلات من جهة التقسيم فمتى ما رأى الداعية أهمية المشاركة في البرنامج العام للإذاعة فإن عليه أن يلتمس الإصلاح والمحقق للتأثير الأكبر على المستمعين ، وكل داعية بحسبه والأمور نسبية.
التلفزيون والقنوات الفضائية:
لم تعد المشاركة الدعوية في هذه الوسيلة المسموعة المرئية – شراً محضاً فوصول صوت الداعية إلى ملايين البشر مع المزاحمة الجادة من قبل المخالفين ديناً ، وعقيدة، وأخلاقاً ، يتطلب من الدعاة القادرين دراسة جادة تصل إلى الكيفية المناسبة لاستخدام هذه الوسيلة بما يحقق الخير أو بعضه ويدفع الشر أو بعضه.
الشريط الإسلامي:
الشريط الإسلامي قديم متجدد ومما زاد تجدده قيام مؤسسات إسلامية خاصة تُعنى بالمادة والإخراج وفي النشر في كل مكان مع تنوع مادته ما بين مادة عملية ، وكلمات وعظية ، وإنشاد حسن ، وأخبار ماضية تربط الجيل الحضر بماضيه كل هذه الأشياء تجعل من الشريط وسيلةً دعوية يسهل الاستماع إليها وتداولها ، فما على المهتمين بذلك من أصحاب المؤسسات إلا الحرص الجاد بالمتابعة للجديد الحسن وتيسير نشره واقتنائه.
ثالثاً : وسيلة المؤسسات العلمية والدعوية:
يمتاز العمل المؤسسي بجماعيته ، حيث العدد الأكبر المساهم في ذلك العمل ، فتكثر الآراء والأفكار الخادمة ، مع توظيف طاقة كل عضو فيما يناسبها من أجل النهوض بالعمل واستمراره حيث الاستثمار الأفضل لعقول الرجال ، ويضاف إلى هذا عدم ارتباط هذا العمل بشخص واحد ينتهي بتغير رغبته أو موته.
كما أن مثل هذا العمل يمتاز بالتنظيم والدقة والبعد به عن الارتجالية ، حيث النظم المتفق عليها والتي يسير العمل من خلالها ، ومعرفة كل عضو ماله وما عليه داخل هذا الصرح ، وكذا وجود مجلس تصدر القرارات من خلاله لا تسمح لكل أحد بأن يصدر القرار لوحده ، كل هذا وغيره يجعل أعمال هذه المؤسسات أقل خطأً وأكثر صواباً ونفعاً .
وما هذه المؤسسات الدعوية والخيرة في بلادنا المباركة إلا نموذج يحتذى في ذلك . ومما يلحق بهذه ؛ المراكز الصيفية والأنشطة المدرسية التي تحفظ على الشاب وقته مع ما فيه من تدريب على الإلقاء والمخاطبة ، وما يستفيده من خبرات علمية وعملية تساعده على بناء شخصيته ومستقبله ،وتنير له طريقه للمشاركة المثلى في خدمة مجتمعه وأمته.
رابعـاً: وسـائل أخـرى:
وهذه في عمومها طابعها الاتصال المباشر بالمدعو ومن ذلك:
-الذهاب إلى أماكن المدعوين :
فالداعية الحريص على إيصال الحق إلى الخلق مطالب باستخدام هذه الوسيلة فنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ذهب إلى عكاظ وذي المجاز وغيرهما وغشى أندية قريش واجتماعاتهم ولكن لا بد للذاهب أن يكنون متسلحاً بالعلم وقوة الإيمان والأسلوب الأمثل للمدعوين زماناً ومكاناً وتأهيلاً.
-إجابة الدعوة:
إذا رأى الداعية من نفسه أن عنده قدرة أن يفيد ويتحدث فالأولى بحقه الإجابة ، وإجابة الدعوة من حق المسلم على أخيه وبخاصة مع خلوها من المنكرات التي لا يمكنه تغييرها فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خمس تجبُ للمسلم على أخيه : رد السلام ، وتشميت العاطس ، وإجابة الدعوة ، وعيادة المريض ، واتباع الجنائز"(24) ولكن على الداعية عدم الاستئثار بالحديث وقطع الناس بعدم التحدث مع بعضهم البعض فإن الأصل في إقامة المناسبات الاجتماعية التلاقي بعد طول فراق والمؤاسنة بين الأقارب والأصحاب ، والاستئثار من الداعية يوجد عند بعض المدعوين عدم رغبة بتحدثه للسبب المذكور.
حتى يكون للداعية ذلك الأثر الفاعل بالمدعوين ، فلا بد أن يكون الاتصال بينهم وبينه ميسوراً ، إذ انعزال الداعية وأخذه بالمثالية التامة من المحافظة على الوقت بالتحصيل العلمي الشخصي ، يجعل المدعوين يستعيضون عنه بغيره ، فعلى هذا ما فائدة العلم الذي حصّله إن لم يوصله إلى غيره.
كما أن المدعو يعرض له مشكلات يحتاج معها إلى قادر يساعده على تجاوزها ، وهل أولى من الدعاة القيام بهذه المهمة ، فهم أطباء القلوب ، ولكن يبقى دور الداعية في تربية المدعوين على احترام المواعيد والاعتناء بها، مع عذره لجاهل ، أو غريب جاء لساعات يلقى فيها الداعية ثم يعود إلى بلده.
السعي في مصالحهم والإصلاح بينهم :
السعي في مصالح المدعوين خلق نبيل ودلالة أكيدة على البعد عن الأثرة وحب الذات مع ما فيه أيضاً من حب الخير للآخرين.
واتجاه الناس إلى الداعية تلمساً منهم بقضاء حوائجهم وسيلة يمتلك بها الداعية قلوبهم إذ الإحسان يؤثر في الإنسان ، فيزيد القلوب له محبة، وقد يقلبها من البغض إلى المحبة وهذا أمر من وفق إياه فقد أوتي خيراً كثيراً فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسّر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ، ومن ستر مُسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة ، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه...) الحديث(25).
والمدعو لو لم يجد عند الداعية إلاّ طلاقة الوجه لتأثر بذلك أثراً إيجابياً مع أنه يسير على من يسره الله عليه.
لا خيل عندك تهديها ولا مال
فليسعد النطق إن لم تسعد الحالُ(26)
فكيف إذا رأى منه تفاعلاً وحرصاً على القيام بخدمته ، فلا بد من بذل النفس ، وإشعار الآخر أن الداعية يحمل همه ، عنده مشكلة في البيت يتفاعل معه ، مشكلة في الدراسة وغير ذلك فلا يقنطه ولا يجعله مطلق التفاؤل في حل الأمور.
كما هي الحال في السعي في مصالحهم يحسن بالداعية أن يسعى في الإصلاح بين إخوانه المسلمين وهو من الخير الذي قال الله عنه : ( لاَ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفِ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَّفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضاَتِ اللهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً)(27).
فبعض الأسر تعاني من مشكلات وتنافر بين بعض أفرادها، وكذا بعض الأقران وأصحاب المهن والاهتمامات المتقاربة ، هؤلاء قد يوجد بين بعضهم ما يتطلب من الداعية أن ينزل إليهم ويصلح بينهم وبخاصة إذا طُلب منه ذلك فالحذر من التهرب مع القدرة فعن عبد الله بن سعيد قال قلت : لعائشة : كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلى وهو قاعد ؟ قالت : نعم بعدما حطمه الناس)(28) قال النووي رحمه الله " قال الراوي في تفسيره يقال حطم فلاناً أهلهُ إذا كبر فيهم كأنه لما حمله من أمورهم وأثقالهم والاعتناء بمصالحهم سيروه شيخاً محطوماً والحطم الشيء اليابس " وهكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو القدوة الأوحد ، وصاحب الكمال المطلق من الخلق عليه الصلاة والسلام وللجميع فيه أسوة.
الراحلـة:
الداعية إلى الله وهو راكب راحتله مع إخوانه أفراداً أو مجموعات- سواء كانت الراحلة دابة أو من المخترعات العصرية – عليه أن يستثمر هذه الوسيلة في الدعوة إلى الله سبحانه حيث استغلال اللحظة بما يفيد وقد كان هذا من سيرة رسول الله مع أصحابه فعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال:"بينا أنا رديف النبي صلى الله عليه وسلم ليس بيني وبينه إلا أخِرَة الرحل فقال(يا معاذ قلت لبيك رسول الله وسعديك..)الحديث(29).
فهذا المنهج من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقطع الطريق على المتعذرين بضيق الوقت وقصره وأنه لا يتمكن من تقديم شيء للمدعو...
وختاماً كم هي الوسائل الممكنة التطبيق اليسيرة التكاليف البدنية والمالية ومن ذلك دعوة أصحاب المحلات التجارية بصفة عامة بوضع لوحات إرشادية دعوية داخل محلاتهم فإن كانت بضاعتهم تتعلق بلوازم النساء كان الإرشاد بما يناسبهن وإن كان غير ذلك وضع في كل محل ما يناسب مرتاديه ، وكذا تدوير المجالات الإسلامي مثل مجلة الدعوة السعودية لو أخذها قارئها بعد ما ينتهي من قراءتها ولم يكن من الذين يحتفظون بالأعداد ووضعها في المحلات العامة كمحلات الحلاقة وغيرها، فربما كلمة فيها يفتح الله بها على قارئها ولو لم يقصدها . فالقلوب لها مفاتيح ولها إقبال وإدبار.
وهنا يقف القلم عن المداد ولا يعني أن الوسائل قد استهلكت وأحيط بها علماً ولكن هذا ما أمكن عرضه فما كان فيه من صواب فمن الله وما كان فيه من خطأ فمن نفسي والشيطان وأستغفر الله.


--------------------------------------------------------------------------------
(1)- الوسيلة : قال الجوهري: الوسيلة ما يتقرب به إلى الغير ، والجمع الوُسُل والوسائل .. " الصحاح مادة (وسل) 5/1841، قال ابن كثير : " الوسيلة هي التي يتوصل بها إلى تحصي المقصود " تفسير القرآن العظيم 2/55.
(2)- الفتاوى 15/162.
(3)- سورة الشورى آية 21.
(4) -سورة يونس آية 59.
(5)- مجموع الفتاوى 11/632.
(6)- قواعد الوسائل في الشريعة الإسلامية للدكتور مصطفى بن كرامة الله مخدوم . ص 343
(7)- ينظر ، التنصير مفهومه وأهدافه وسبل مواجهته لمعالي الأستاذ الدكتور علي بن إبراهيم النملة.
(8)- حديث رواه البخاري في الفتح ، كتاب الأنبياء باب 54 /ج 6 / 14/ حديث رقم 3477 ومسلم بلفظ رب .. الحديث كتاب الجهاد والسير ، باب غزوة أحد ، جـ 3/1417 حديث رقم 1702.
9) -القسمان الأول والثاني آثرت عدم الاستطراد فيهما لوجود محاضرات ضمن دورة إعداد الدعاة تناولتهما بالتفصيل فلتراجع؟
(10)- سورة الأعراف آية 175.
(11)-رواه مسلم، كتاب الإيمان، باب كون النهي عن المنكر من الإيمان.جـ 1/69حديث رقم 49.
(12)- ينظر شرح النووي لصحيح مسلم ص/25.
(13)- أي الرمي بالمدفع
(14)- الفتاوى السعدية ص 241،240.
(15)- كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون 1/36ن 35.
(16)- يقرأ الإنسان أحياناً تقريضا لبعض الكتب فيجد أن التقريض أنصب على المؤلفِ تعريفاً وثناءًا مطلقاً وغير مقيد بما يقرض له ، وهذه تعني تزكيةمطلقاة للمؤلفِ علماً أن الكتاب قد يكتب في يوم من الأيام كتابة لا تصلح ولا تناسب من أعطاه تزكية مطلقة بمؤلف سابق وبخاصة إذا كان من أهل العلم المعروفين ، فالأصل بالتعامل مع المكتوب التعامل مع المقولة دون القائل ، حتى القائل الذي عنده انحراف إذا لم تناقش مقولته المنحرفة وركز عليه هو دونها فربما في يوم من الأيام يعود إلى رشده ويتوب إلى ربه وما ذلك على الله بعزيز ويتوب الله على من تاب لكن يبقى الأهم وهي المقولة التي ستبقى في المكتبات العامة والخاصة فلهذا لا بد من البعد عن الذم المطلق للأشخاص وكذا التزكية المطلقة للأشخاص إلا بالضوابط الشرعية خاتماً إياها بقوله هكذا أحسبه والله حسيبه ولا أزكي على الله أحداً ...
(17)-الإنترنت في خدمة الإسلام لعبد المنعم حسن النهدي ص 10.
(18)- الآداب الشرعية والمنح المرعية 1/ 244
(19) سورة مريم آية 31.
(20)- رسالة إلى كل مسلم ص 5 ، 6.
(21)- البيان والتبيين 2/7.
(22)- رواه مسلم ، كتاب الجمعة ، باب فضل من استمع وأنصت في الخطبة 2/ 588 حديث رقم 157/27.
(23)- رواه الترمذي واللفظ له ، كتاب العلم ، باب ما جاء في الأخذ بالسنة واجتناب البدع 5/ 43 حديث رقم 7676 وقال حديث حسن صحيح ، وأبو داود كتاب السنة باب في لزوم السنة 5/ 13 رقم 4607.
(24)-رواه مسلم كتاب السلام ، باب من حق المسلم للمسلم رد السلام،4/ 1704حديث رقم 2172.
(25)- رواه مسلم كتاب الذكر والدعاء ، باب فضل الاجتماع على تلاوة القرآن وعلى الذكر 4/2074 حديث رقم 2699.
(26)- شرح ديون أبو الطيب المتنبي للعكبري 3/276 قصيدة 215.
(27)- سورة النساء آية 114.
(28)-رواه مسلم كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب جواز النافلة قائماً وقاعداً1/506رقم 732.
(29)- رواه البخاري ، كتاب اللباس ، باب إرداف الرجل خلف الرجل 10/ 397 حديث رقم 5367.
اضافة رد مع اقتباس
  #2  
قديم 21/02/2004, 10:48 PM
زعيــم متواصــل
تاريخ التسجيل: 30/01/2004
المكان: السعودية_الدمام
مشاركات: 75
جزاك الله ألف خير...
اضافة رد مع اقتباس
  #3  
قديم 21/02/2004, 11:52 PM
زعيــم متألــق
تاريخ التسجيل: 13/12/2002
المكان: الرياض
مشاركات: 1,323
دامت ايامك با الاجر والثواب الدائم

تحياتى
اضافة رد مع اقتباس
  #4  
قديم 24/02/2004, 09:09 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ srabالهلال
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 07/12/2002
المكان: السعودية - البديعه
مشاركات: 2,602
أخواني (عملاق الهلال)و(الولد البار)

ليس بمستغرب تفاعلكم فأنتمربي يزيدكم صحة وعافيه ولا يحرمكم الأجر من اعضاء المنتدى النشيطين جزاكم الله خير الجزاء واثابكم"""
اضافة رد مع اقتباس
  #5  
قديم 24/02/2004, 12:21 PM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 04/09/2001
المكان: الرياض الرائعة بروعة اهلها
مشاركات: 4,677
جزاك الله عنا الف خير ....
اضافة رد مع اقتباس
  #6  
قديم 13/03/2004, 11:07 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ srabالهلال
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 07/12/2002
المكان: السعودية - البديعه
مشاركات: 2,602
أفكار للداعيات

مع أهلك.. زوجك..أولادك

صديقتك.. جيرانك

بقلم
راجية فضل الله
بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا

ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أما بعد:

هكذا حياة المؤمنة جهاد في سبيل الله، فهي لا تكاد تفرغ من عمل صالح حتى تدخل في عمل آخر ومن أجل الأعمال الصالحة "الدعوة إلى الله ".

﴿فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ ...... ﴾ (15) سورة الشورى

يقول الشيخ ابن سعدي رحمه الله عند تفسير هذه الآية:

( أي فللدين القويم والصراط المستقيم الذي أنزل الله به كتبه وأرسل رسله فادع إليه أمتك وحضهم عليه وجاهد عليه من لم يقبله واستقم بنفسك.

فأمره بتكميل نفسه بلزوم الاستقامة وبتكميل غيره بالدعوة إلى ذلك

ومن المعلوم أن أمر الرسول أمر لأمته إذا لم يرد تخصيص له) انتهى كلام الشيخ بتصرف.

إذاً فيا أيتها المؤمنة أنت مأمورة بالدعوة إلى الله بقدر استطاعتك وحسب قدراتك.

ولعلي من خلال هذا الكتاب أقدم لك بعض الأفكار الدعوية التي تتناسب مع قدراتك ووضعك كامرأة، علنا بذلك نتعاون على الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى لا يهلكنا الله بعذابه.

قال تعالى: ﴿فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ ﴾ (165) سورة الأعراف

يقول ابن كثير رحمه الله:

فنص على نجاة الناهين، وهلاك الظالمين، وسكت عن الساكتين، لأن الجزاء من جنس العمل، فهم لا يستحقون مدحاً فيمدحوا ولا ارتكبوا عظيماً فيذموا، ومع هذا فقد اختلف الأئمة فيهم هل كانوا من الهالكين أو من الناجين على قولين.

ويقول ابن سعدي رحمه الله:

(وهكذا سنة الله في عباده أن العقوبة إذا نزلت نجا منها الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر).

والآن يا أخية:

ضعي يدك في يدي واضغطي عليها بقوة الأخوة في الله والعزم الصادق على الدعوة إلى الله..

وتعالي معي نبحر عبر صفحات الأفكار الدعوية وهيا إلى العمل...

قال! تعالى: ﴿وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ ..... ﴾ (105) سورة التوبة

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

أختي: راجية فضلى الله ت/ ف 4261391

ص. ب 153956 الرياض 1726 1



الداعية الصامتة.. لماذا ؟

الذي أعرفه عنك أنك تملكين شيئاً من العلم وفصاحة اللسان، فلماذا الصمت والحياء..

نعم الحياء لا يأتي إلا بخير ولكن ليس هاهنا..

وليس معنى الحياء ألا تشارك الداعية في كلمة طيبة تلقيها على أخواتها المسلمات. قال تعالى: ﴿وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ ﴾ (53) سورة الأحزاب

فاحذري أن يصيبك العجز والخور...

سأذكر لك ما يحرك كوامن الخير في نفسك.

.. ألا ترين أهل الباطل يتسابقون إلى باطلهم ويتنافسون فيه فهؤلاء الراقصات العاريات يتفانين في عملهن وهؤلاء الممثلات والمغنيات الداعرات يبذلن الغالي والرخيص في أعمالهن ولا يستحين من الله ولا من خلقه.

هذا وهن على باطل..!

فلماذا نستحي نحن أهل الحق.

أختي الداعية الصامتة..

إن كل واحدة منا على ثغرة في الإسلام عظيمة فاحذري أن تؤتى

هذه الثغرة من قبلك..

خوضي مجالات الحياة الكثيرة، فإن التفت يمنة أو يسرة وجدت عالماً تائها يمد يديه إليك لكي تخرجيه من الظلمات إلى النور بإذن الله...

عند حضورك أي درس أو محاضرة..

فمن الأفضل أن تصطحبي معك ورقة وقلما وتقومين بتسجيل الأفكار الرئيسية كرؤوس أقلام.

وعند العودة إلى المنزل تكونين داعية بين أهلك، فتبلغين الوالدة المسكينة والأخوات الضعيفات بما من الله عليك من علم خلال الدرس الذي حضرتيه أنت وحرمن هن فائدته فلا تبخلي عليهن فالأمر مهم.

هل فكرت أن تضعي لك دفتراً خاصاً تلخصين فيه موضوعات أعجبتك من بعض الأشرطة أو الكتب القيمة..

وبالتالي تقدمينها أنت دروساً لأهلك وزميلاتك وأقاربك أو الجيران ونحوهم.



هل أنت؟

ممن من الله عليهن ببعض العلم الشرعي؟ إذا كان جوابك نعم، ألا ترغبين أن تكوني خليفة رسول الله لمصلى الله عليه وسلم في الدعوة إلى الله؟

لا شك أن جوابك سيكون نعم.

إذأ فاجعلي من بيتك مركز دعوة لله عز وجل، اختاري يوماً في الأسبوع أو يومين في الشهر حسب ظروفك..

أقول: اجعلي هذا اليوم مجلساً للذكر وحبذا لو كان يجمع العلم أيضاً، اجمعي فيه جيرانك وأقاربك من ذوي الأعمار المتقاربة واقطفي في هذا المجلس من ثمرات العلوم الشرعية المختلفة، فمن حفظ قرآن وتفسير إلى عقيدة وهدي نبوي..

ولا تنسي يا أختاه أن تنشري الشريط الإسلامي بين الحاضرات وأن توزعي ما نفع من الكتيبات.

وحاولي يا أخية أن تقصري هذا الاجتماع على المشروبات وابتعدي فيه عن التكلف والتبذير، لأن الناس عندما يقومون بزيارة بعضهم يملأون البطون ويتركون العقول فارغة وكما لا يخفى عليك فإن لمجلس الذكر طابعه الخاص وهو الاستفادة من كل الوقت لأنه عادة ما يكون وقته قصيراً.

أختاه كوني هينة لينة الجانب واعلمي أن أعينهن معقودة عليك فلا تريهم منك القبيح والله يسدد خطاك. وها قد قدمت لك الفكرة فهل تعملين؟ أم إن الأمل طويل..

أقول لك: ابدئي فقط وسترين تيسير الله بعد ذلك.

لا تنسي إعمال النية في كل صغيرة وكبيرة

فالأعمال إما لك إن حسنت نيتك

وإما عليك إن فسدت نيتك

وإما هدر إن لم تصاحبها نية حسنة أو سيئة

وهل ترضين أن تذهب ساعات عمرك الغالية هكذا هدرا لا لك ولا عليك.،.

إذاً فلا بد أن تتفطني لإعمال النية في جميع أمورك مهما دقت حتى تصبح حياتك كلها عبادة بينما أنت تمارسين حياتك اليومية.

* تذكري أنه يصعب إرضاء الناس كلهم في وقت واحد..

وأن ذلك يكون أكثر صعوبة في طريق الدعوة واعلمي أن رضا الناس غاية لا تدرك أما رضا رب الناس فهي غاية تدرك بإذن الله، من أجل ذلك لا تضيعي وقتك وتفوتي فرص الخير عليك وعلى الآخرين من أجل إرضاء فلان أو فلانة من الناس، بل اعملي واستعيني بالله ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾ (69) سورة العنكبوت

وبعد العمل الصحيح الموافق للسنة والصدق مع الله لا يضرك من خالفك فما الدنيا إلا سحابة صيف عن قريب تقشع.

لا تنظري إلى عملك بين الأعمال فتقعدك نشوة الطاعة عن الأعمال الأخرى كما ينبغي ألا تـثبطك قيود المعاصي عن العمل الدعوي، بل انفضي عنك سريعاً غبار المعاصي واغتسلي بماء التوبة وعودي بهمة أعلى واجعلي هم الإسلام في قلبك واغرسيه غرساً، وليكن خروج روحك من جسدك أهون عليك من أن تخرجي من الدعوة إلى الله.

"اطلبي العلم في منزلك، فقد قال تعالى: ﴿أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ﴾ (14) سورة محمد . وقال الإمام أحمد- رحمه الله تعالى-: "العلم لا يعدله شيء لمن صحت نيته " قالوا: كيف ذلك؟ قال: "ينوي رفع الجهل عن نفسه وعن غيره " فتكونين بهذه النية وبهذا العمل من المجاهدات في سبيل الله لنشر دينه.

حسناً نحن متفقات! على أهمية طلب العلم الشرعي، فلا يعقل أن تكوني داعية بلا علم، فالذي يجهل الشيء كيف يدعو إليه.

فإن قلت ما الطريقة المعينة على ذلك؟

وما الكتب المناسبة التي أحتاجها وبماذا أبدأ؟

بالنسبة لكتب العلم فقد سئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين حفظه الله

عن الكتب التي ينصح بها طالب العالم فأشار إلى عدة كتب نذكر منها:

في العقيدة:

1- كتاب "ثلاثة الأصول ".

2- كتاب " القواعد الأربع ".

3- كتاب "كشف الشبهات ".

4- كتاب "التوحيد" للإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى.

5- كتاب "شرح العقيدة الطحاوية" لأبي الحسن علي بن أبي العز- رحمه الله- وقد قام الدكتور محمد آل خميس- جزاه الله خيراً- باختصاره وسماه "شرح العقيدة الطحاوية الميسر".

في الحديث:

1- كتاب "فتح الباري شرح صحيح البخاري " لابن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى.

2- كتاب "سبل السلام شرح بلوغ المرام " للصنعاني.

3- كتاب " الأربعين النووية" لأبي زكريا النووي رحمه الله تعالى.

في الفقه:

1- كتاب "زاد المستقنع " للحجاوي. وقد قام فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين- حفظه الله- بشرحه وتوضيح مسائله وذلك في كتابه القيم "الشرح الممتع على زاد المستقنع ".

التفسير:

1- كتاب "تفسير القرآن العظيم " لابن كثير- رحمه الله تعالى-.

2- كتاب "تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان " للشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله.

السيرة:

1- كتاب "زاد المعاد" لابن القيم رحمه الله.

كما أن هناك طريقة مقترحة لطلب العلم في المنزل، وهو أن تحضري الكتاب الذي عزمت على دراسته ثم تحضري شرحاً مسجلاً له على شريط لأحد العلماء الأفاضل فتبدئي بالدراسة من الكتاب والاستماع من الشريط وكأنك تجلسين في قاعة محاضرات بإحدى الجامعات الإسلامية، ثم تقومين بتدوين بعض التعليقات والفوائد على جوانب الكتاب أو في دفتر خاص وبذلك تكونين درست الكتاب الذي أرديه على أحد المشايخ.

مثلاً: في العقيدة:

ترغبين في دراسة كتاب التوحيد للإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى..

حسناً أحضري الكتاب واشتري من التسجيلات أشرطة شرح كتاب التوحيد مثلاً لفضيلة الشيخ عبدالرحمن البراك- حفظه الله تعالى - واستمعي يومياً إلى شريط واحد، وهكذا الكتب الأخرى فبعضها لها شروح مسجلة على أشرطة تساعدك كثيراً وتسهل عليك طلب العلم الشرعي.

مثال آخر: في الحديث:

ترغبين في دراسة كتاب "رياض الصالحين " للإمام النووي رحمه الله تعالى، أيسر طريق لذلك أن تطلعي على شرح ميسر وواضح للكتاب يعينك على فهمه، فقد قام فضيلة الشيخ محمد العثيمين حفظه الله بهذه المهمة الجليلة في كتاب رائع أسماه "شرح رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين ".

ولا يخفى عليك أن كتاب "رياض الصالحين " من أوسع الكتب انتشاراً وأكثرها تداولاً لأنه كتاب تربوي وللمكانة العلمية التي احتلها مؤلف الكتاب بين العلماء.

إذاً فأنت أحوج إلى فهمه من غيرك فإنه خير معين لك على تربية نفسك وتربية الآخرين كداعية، فلا يفوتك الاستفادة من شرحه وفهمه بطريقة صحيحة، ألا ترغبين أن يرفعك الله؟ ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾ (11) سورة المجادلة .

كتاب الله... هو ديدنك ترددين آياته مع أنفاسك وتتعطرين بجميل ذكره، فلك الحظ الوافر من حفظه، والنصيب الأكبر من تلاوته.

كل العلوم سوى القرآن مشغلة إلا الحديث وإلا الفقه في الدين

أختاه: في طريقك إلى الله قد تعترضك هموم وأحزان فمن يشرح صدرك ويذهب حزنك؟ إنه القرآن...

فاحرصي يومياً على تلاوة جزء منه، وستجدين سعة الصدر والانشراح إضافة إلى البركة في الوقت والتوفيق للعمل الصالح، اللهم اجعل القرآن العظيم الكريم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا وذهاب همومنا.

ثم يا أخية هناك أمر مهم في دعوتك للآخرين...

فلا بد أن تؤيدي كلامك ببعض الآيات النورانية، فقد ثبت أن الكلام المزين بالآيات والأحاديث له تأثير أكبر في النفوس من الكلام الخالي منهما، اعترف بذلك كثير ممن هداهم الله فيما بعد، ولن يتحقق لك ذلك إلا إذا كان لك نصيب من حفظ كتاب الله، فهذا باب واسع للدعوة.

أو على الأقل حفظ الآيات التي تتعلق ببعض الأحكام الشرعية وحفظ بعض آيات الترغيب والترهيب، هذا أمر مهم ولا بد منه حتى يكون أساسك الدعوي أقوى كما لا تنسي أن تحفظي بعض الأحديث والأشعار والحكم والتي تؤدي نفس الغرض وتجعلك أثر ثباتاً واطمئنا أثناء دعوتك ومناقشتك مع الآخرين.

وهكذا كلما قويت حصيلتك من العلم والحفظ والحكمة كلما كانت النتائج أفضل بإذن الله.

* ولكن... قد تضيع جميع جهودك أيتها الداعية هباء ولا تثمر، وذلك عندما ينطق مظهرك بصراحة وبوضوح عن مخالفته لأقوالك فما لي أراك ترتدين الضيق الذي يحدد أعضاء جسمك ولا تتورعين عن كشف أجزاء من جسدك كان يجب عليك أن تستريها بحجة أنك بين نساء ثم بعد ذلك تنصحين الآخرين وتعلمينهم وأنت أمامهم بهذا المظهر الذي لو رآك عليه محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم لما رضي بعملك هذا فكيف ورب العالمين يراك ولا تخجلين منه وأنت القدوة؟!، فاحذري أيتها الداعية أن تسني سنة سيئة جارية بين النساء يكون عليك وزرها ووزر من عمل بها بسببك إلى يوم القيامة.

فأنت القدوة في أعينهن وهن مقلدات لك فما استحسنته وفعلته فهو الحسن عندهم وما استقبحته فهو القبيح، فاحذري فإن ذنبك أعظم لأنك تعصين الله على علم.

فاتقي الله.. وفقك الله وحفظك من الفتن.

أختي الداعية.. رددي معي هذا الدعاء ﴿ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي . وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي . وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي . يَفْقَهُوا قَوْلِي﴾

نعم أنت بحاجة كبيرة لانشراح الصدر، فهذه سيماء الدعاة الصالحين لأنك وأنت على الطريق قد تصابين بحالات حزن شديد خصوصاً عندما ترين أقرب الناس إليك في ضلال وهم لا يستجيبون لنصحك وتوجيهك فتصيبك حسرة شديدة بسبب الخوف عليهم.

والله سبحانه قد نهانا عن شدة الاغتمام والحزن على من لم سيتجيب لله وللرسول مهما كان حبنا لهم وقربهيم لنا ﴿فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ ﴾ (8) سورة فاطر ﴿فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا﴾ (6) سورة الكهف لأن الحزن الشديد قد يسبب حالة اكتئاب تؤدي إلى عدم رغبة الداعية في عمل أي شيء مما يفوت مصالح عظيمة، قد يترتب عليها فيما بعد هداية من تحبهم.

كما أن الحزن الشديد قد يتسبب في أمراض عضوية كارتفاع لضغط، وتوتر الأ عصاب والإجهاد المستمر، وأمراض الجهاز لهضمي ونحوها.

وفي حالات الاكتئاب الشديد قد يصل الإنسان إلى الرغبة في حياته والعياذ بالله، فحافظي يا أخية على هذه النفس الثمينة التي وهبك الله إياها واغتنميها في عمل الصالحات والتقرب إلى الله ولا تدعيها تذهب من بين يديك هكذا حسرات على من لم يستجب لله وللرسول صلى الله عليه وسلم ﴿ فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء َ﴾ (8) سورة فاطر ﴿فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُلْ حَسْبِيَ اللّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ﴾ (129) سورة التوبة

* أ هل تعلمين أن " النصرة والتأييد " هما أيضاً من أساليب الدعوة الهامة، قال صلى الله عليه وسلم: " المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله .... الحديث " (رواه مسلم). فالمؤمن مأمور أن ينصر أخاه، وأحق الناس بالنصرة والتأييد هم الدعاة والداعيات والعلماء الأخيار، فالنصرة يا أخية أسلوب دعوي ناجح قد لا تكلفك في بعض الأحيان أكثر من كلمة تأييد إذا رأيت أختاً لك في الله تأمر بمعروف أو تنهى عن منكر وقد تكون النصرة أيضاً بمشاركتها في الحديث والاهتمام بما تقوله وحث الآخرين إلى حسن الانصات والاستفادة منها.

مثل هذه الأمور قد تعتبرينها بسيطة ولكنها في الحقيقة أمور أساسية تحتاج إليها كل داعية عندما تقوم لإلقاء كلمة في اجتماع نسوي مثلا، فهي تحتاج لمن يؤيدها وينصرها ويحث الأخريات على الهدوء وحسن الاستماع، فتكونين بذلك عملت بوصيته صلى الله عليه وسلم " انصر أخاك... " كما يجب أن تحذري من تخذيل المسلمة عن الدعوة إلى الله بحجة أن جهودها لن تثمر وأن هناك من سبقها ممن هو خير منها ولم يفلح.

(فالرسول صلى الله عليه وسلم قال: " لا يخذله... " والتخذيل كما هو معلوم من

صفات المنافقين، نسأل الله السلامة.

فلا هم يعملون ولا هم يفرحون بأن هناك، من يسد ما تقاعسوا عنه بل غاية شغلهم التثبيط والتخذيل عن العلم والتعليم والدعوة،فمن التخذيل للمسلم أن تتحدث الداعية بكلمة مفيدة ثم تجد أثناء حديثها أن ممن يفترض أنهن يعنها على الدعوة لما أوتين من العلم والفهم هن أكثر الناس تخذيلاً لها حيث ينشغلن عن حديثها بأحاديث جانبية ويشغلن معهن معظم من في المجلس، بل ربما خرجن إلى مجلس آخر لاستكمال أحاديثهن عن الدنيا والتي لا تنتهي أبدا ولو لمدة نصف ساعة فقط لذكر الله عز وجل يكتبن فيها من الذاكرات لله ويعن غيرهن للاستفادة من مجلس الذكر بجلوسهن وحسن استماعهن حيث لانضباط أثناء مجلس الذكر يساعد على الخشوع فيثمر بإذن الله، بعكس الفوضى التي تقتل روح الخشوع فيفقد مجلس الذكر كل معانيه ‍!

أليس هذا من التخذيل الذي يضعف النشاط عند الداعية؟ إذاً فلنعمل بقوله صلى الله عليه وسلم : "أنصر أخاك " فانصري أختك الداعية إلى الله حتى تعمنا جميعاً بركة هذه النصرة، وحتى لا ندفن تحت تراب الغفلة بسبب تركنا نصرة الأخيار وتأيدهم، فالجزاء من جنس العمل.

أفكار دعوية مع .... الزوج !

حركة لطيفة أن تتركي بعض الأشرطة النافعة في سيارة زوجك وتقومي باستبدالها من وقت لآخر وبدون تعليق.

هل تعرفين فكرة البرواز؟

إنه برواز صور متوسط الحجم تضعينه على المنضدة التي بجوار سرير زوجك بعد أن تكوني قد وضعت بداخله بدل الصورة فائدة كتبتها بخطك الجميل أو قصصتها من إحدى المطبوعات، أو كلمة تعبرين بها عن حبك واحترامك لزوجك، ولا تنسي أن تقومي بتغيير العبارات بين وقت وآخر كما يمكنك أيضاً عمل فكرة البرواز في غرفة الضيوف أوصالة المنزل مع وضع الفوائد المناسبة التي يستمتع بها جميع من في المنزل.

طبق شهي تهديينه لأهل زوجك عند اجتماعهم الأسبوعي لن يكلفك الكثير، بل سيعطيك الكثير.. تحتسبين فيه إدخال السرور على المسلمين- زوجك وأهله- وإرضاء زوجك الذي سيسعد كثيراً بذلك وسيفتخر بك عند أهله كما تحتسبين إطعام الطعام، فهو سبب لدخول الجنة بسلام... وتهادوا تحابوا كما أمرنا صلى الله عليه وسلم..

نادى المؤذن: الله أكبر.. الله أكبر...

زوجك يتحدث معك، يلعب مع أطفاله.....

بطريقة لبقة ولطيفة.. أنهي الجلسة والحديث واجعلي الجميع يشعرون هناك شيئاً مهماً قد حصل...

هو دخول وقت الصلاة وارتفاع النداء...

فكوني أنت أول من يستعد لأداء الصلاة وينقطع عن أمور الدنيا لنداء...

ستعينين زوجك بلا شك على إدراك تكبيرة الإحرام.

اجعلي زوجك يشعر بأنك تتعلمين منه

اسأليه عن بعض أمور الدين وناقشيها معه بتواضع كتلميذة مع أستاذها

لا شك أن ذلك سيحفزه على الاطلاع أكثر حتى يستطيع أن يجيب على أسئلتك خصوصاً إذا شعر بأنك تتعلمين منه

ذلك سيسعده كثيراً وسيعلي همته في البحث والقراءة والسؤال فتكونين قد أعنت زوجك على طلب العلم والاستفادة من وقته

أعينيه على بر والديه وصلة إخوانه وأخواته...

ذكريه إذا نسي، وعظيه إذا قصر أو تهاون

فمن لا خير فيه لأهله، فلن يكون فيه خير لأحد وأولهم أنت

ثم أي حياة تلك التي تعيشينها مع زوج عاق مسخوط عليه قاطع لرحمه، قد قطعه الله والعياذ بالله....

فأول واجبات الداعية أن تجعل زوجها موصولاً بالله عن طريق بر والديه وصلة رحمه حتى تهنئي معه ويهنأ معك

داعية مثلك بالتأكيد لن تنسى أثر الدعاء في التوفيق بين الزوجين...

اللهم استر عنه عيوبي واستر عني عيوبه...

وأظهر له محاسني وأظهر لي محاسنه...

ورضني بما رزقتني وبارك لي فيه... آمين

تعرفي على مواطن الإبداع في زوجك...

فجريها.. نميها، و با ركيها..

اصنعي من زوجك رجلاً ينفع أمة محمد صلى الله عليه وسلم.

ثم اعرفي مواطن الضعف فيه، عالجيها وانهضي بزوجك...

ولا تعينيه على الكسل وحب الدنيا فينفتح عليكما باب شر عظيم يصعب إغلاقه.

إرفعي همته إلى الأعلى دائماً...

إجعليه سباقاً إلى الخيرات بإذن الله...

ولم لا.. ما دام له زوجة مثلك سيكون ذلك سهلاً بإذن الله... ... أيتها الزوجة انتبهي...

لا تكوني أنت مفتاح أبواب الدنيا وملذاتها لزوجك..

فإنها إذا دخلت قلبه فسيكون خروجك منه هيناً،

لأن حب الدنيا قد يكون على حساب حبك أنت في كثير من الأحيان



أفكار دعوية .. مع الأولاد

عودي أولادك الاعتماد على النفس قدر الإمكان وتحمل المسئولية والقدرة على مواجهة الجماهير...

وذلك من خلال الإكثار من حضورهم لمجالس الذكر حتى يتعلموا كيفية الإلقاء وأيضاً تشجيعهم على التحدث أمام الآخرين وإشراكهم في النشاطات العامة وتنمية حب المشاركة في النشاطات المدرسية ونحوها...

ولا تتسببي في إصابتهم بمرض الخجل، لأنك تخجلين، بل اجعليهم ينطلقون في مجالات الحياة الاجتماعية بمسار صحيح بعيداً عن الشعور بالنقص والخجل وعدم الثقة بالنفس حتى تتكون وتغرس فيهم مبادئ الصفات الدعوية التي تصقل وتوجه فيما بعد فيتعودوا على مواجهة الجمهور والجرأة والطلاقة في الحديث، والفضل يعود إليك بعد الله سبحانه وتعالى لأنك أنت المحضن الأول لكل الدعاة في الدنيا...

وردتك الجميلة في المنزل التي تضمينها وتشمينها، ابنتك الصغيرة داعية المستقبل... هل فكرت أن تهديها خماراً وسجادة للصلاة؟ كما أهديتها الكثير من اللعب سابقاً!!

هل اصطحبت أولادك إلى إحدى المكتبات الإسلامية وتركتهم يختاورن أجمل القصص والكتب المفيدة والمسلية ونميت عندهم بذلك حب القراءة التي هي الزاد القوي في طريق السائرين إلى الله.

* اختاري لأولادك بعض الأشرطة الخاصة بالأطفال ودعيهم يتمتعون ويستفيدون منها...

هناك تلاوات أطفال مثلهم وسيعجبهم ذلك..

وهناك أشرطة تعليمية للأطفال..

وهناك الأناشيد والمنوعات... إلخ

واحرصي على أن تحضري لهم كل شهر شريطين وكتابين، مع توجيهاتك الحانية ودعواتك الطاهرة من قلبك الصادق مع الله في هداية أولادك وحفظهم من شرور الدنيا والآخرة ومن شياطين الإنس والجن، وأن يهديهم سبحانه إلى أحسن الأخلاق وأن يصرف عنهم أسوأها.

وأن يجعلهم قرة أعين لوالديهم وللمسلمين وذخراً لأمة محمد صلى الله عليه وسلم

ترى بعد سنة من المداومة على هذا العمل كيف سيكون أولادك بإذن الله؟؟

أترك الإجابة لك...

فكرة لوحه الإعلانات التي سأذكرها في هذا الكتاب لا بأس من عملها أيضاً في غرفة أولادك وتغيير محتوياتها كل شهر مثلا.

كم عدد الصفحات التي يحفظها أولادك أيام الإمتحانات؟

كم مقرر يحفظه الطالب في كل سنة بل في كل فصل دراسي؟

أنا لا أتحدث عن طالب القسم الثانوي أو المتوسط، ولكني أتحدث معك عن المرحلة الابتدائية فقط وقيسي على ذلك، أيعجز أولادك بعد ذلك عن أن يحفظوا كتاب الله أو أجزاء منه على الأقل أم أنك تعجزين عن حثهم ومعاونتهم كما حرصت من قبل وسهرت الليالي معهم حتى يحفظوا (6) مقررات أو (10) مقررات أو (13) مقرراً... بل بذلت ذلك من أعصابك وراحتك حتى لكأنك أنت التي تختبرين لدرجة أنك تقسين عليهم بعض الأحيان ليحققوا أعلى الدرجات في الاختبارات، أسألك بصراحة هل أنت تحبين أبناءك حقاً؟

أعلم أنك ستجيبين فوراً بالطبع نعم، أعود وأسألك:

هل تحبينهم في الله؟

أرجو أن لا تتسرعي في الإجابة، فقد تكون الإجابة في الغالب

مؤلمة جداً وأنت لا تشعرين بذلك.

إن الحب الحقيقي لأولادك، هو أن تبذلي مهجة قلبك حتى ترتفع درجاتهم عند رب العالمين، فيسعدوا بالنتائج النهائية يوم تبيض وجوه وتسود وجوه، الحب الحقيقي لأولادك، أن تنجحي في تحفيظهم كتاب الله بشتى الطرق، كما نجحت في أن يتخطى أبناؤك مقررات طويلة ومتنوعة..

وهذا أكبر دليل على قدرتك على إعانة أبنائك على حفظ كتاب الله تدريجياً وحسبك أنه يحفظهم من الشرور ومن العين والجن وشفاء لهم من الأمراض العضوية والنفسية وتقوية للذاكرة وصفاء للذهن والروح. ثم من هي الأم التي لا تريد هذا الخير لأبنائها ولا تحرص عليه؟! إنها أغلى هدية تقدمينها في حياتك لأولادك

وستسعدين بها في الحياة وبعد الممات

ففي الحديث (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث) وذكر

منها ولد صالح يدعو له، أي ولد هذا الذي تتوقعين أن يدعو لك وأنت في قبرك فيخفف عنك بإذن الله أوترفع منزلتك عند الله.

أي ولد هذا ؟

هل هو ولدك الذي يمضي سحابة نهاره أمام أفلام الكرتون وألعاب الكمبيوتر؟

أم هو ولدك الذي يمضي سحابة نهاره في لعب الكرة مع أولاد الحارة؟

أم إنه ذلك الوجه الطاهر، ذلك الابن البار الذي قد تعطرت أنفاسه كل يوم في حلقة المسجد يحفظ ويردد آيات البر بالوالدين فترتفع يداه بالدعاء الصادق لك في كل يوم بل في كل صلاة.

فهنيئاً ثم هنيئاً لكل أم حازت في بيتها خمسة فأكثر من حفظة كتاب الله الكريم، وما أكثرهن والحمد لله حيث تسمع لبيوتهن مثل دوي النحل من تلاوة كتابه الكريم، نسأل الله أن يثبتنا والمسلمين على صراطه المستقيم.

أختي في الله..

أيتها الأم الداعية الحنون..

اجلسي مع أولادك وقتاً ليس أقل من ساعة، ولو في الأسبوع.

دعيهم يتحدثون بحرية وراحة عن كل شيء واعتبريها جلسة (سواليف)، لكن لها هدف كبير لا يخفى على داعية مثلك.

تأكدي عزيزتي الأم أنه من خلال مثل هذه الجلسات وتكرارها عبر الأيام سوف تتعرفين على شخصيات أولادك وهل وصلت إلى النتيجة المرجوة أم إن أهدافك لم تتحقق بعد، ربما لتقصيرك في أمر ظننت أنك أعطيته حقه، وربما لعدم التنويع في الأساليب وربما... إلخ.

المهم أن تطلعي على ذلك وتدركيه قبل فوات الأوان حتى تتمكني من إنقاذ ما يمكن إنقاذه في عقائدهم وأعمالهم، والله يرعاك....

* عزيزتي... إذا كنت تشعرين بالخجل والارتباك الشديد عندما يخطئ طفلك أمام الآخرين أثناء تعلمه مهارة ما وتزجرينه أمامهم، فاعلمي أن ذلك بداية النهاية لقدرات طفلك ومواهبه؛ لأن الطفل غالباً يتعلم عن طريق المحاولة والخطأ، والتوجيهات المستمرة الهادئة من والديه تنفعه كثيراً في التقدم.

ولا بد أن تدركي تماماً الفروق الفردية بين الأطفال، بالتالي تنظري إلى طفلك من خلال قدراته هو لا من خلال قدرات غيره من الأطفال الآخرين.

ومن ثم تسعين إلى تنمية مواهبه ومهاراته وتوجيهها بحيث ينفع نفسه ودينه فيما بعد من خلال شخصيته المتميزة عن غيرها وقدراته الخاصة به.

عزيزتي...

لن تجني الأم من المقارنة بين قدرات طفلها وقدرات الأطفال الآخرين إلا طفلاً محطماً غير واثق من نفسه ومن صحة تصرفاته لأن أمه أرادته نسخة طبق الأصل من طفل آخر أعجبها فعجزت عن ذلك فمسخت بذلك شخصية طفلها الأصلية وقدراته الطبيعية، فأصبحت كالمنبت لا وادياً قطع ولا ظهراً أبقى.

* نعم... جميل جداً حرصك على حضور مجالس الذكر..

ولكن.. هل فكرت باصطحاب بنياتك معك حتى يتعودن على حب حلق الذكر ويألفنها ويكتسبن شيئاً من مهارة الإلقاء من خلال المشاهدة.

أعتقد أن ذلك مهم بالنسبة لك، فأنت أم لداعيات المستقبل... أليس كذلك...؟

عودي أولادك على ...

1- ذكر اسم الله قبل البدء بالطعام حتى لا يشاركهم الشيطان فيه. ثم حمد الله بعد الانتهاء من الطعام، فهذا ينمي عندهم توحيد الربوبية.

وإذا سقطت اللقمة من طفلك، فاطلبي منه أن يمسح ما بها من أذى ويأكلها ولا يدعها للشيطان كما أمرنا صلى الله عليه وسلم.

2- إذا وقع طفلك على الأرض فلا تصرخي بل أسمعيه أول كلمة تقولينها عندئذ وهي "بسم الله " واطلبي منه أن يقولها دائماً عند وقوعه.

3- اغرسي الحياء في نفس أولادك عموماً وبنياتك خصوصاً عن طريق حثهم على ستر عوراتهم عن القريب قبل البعيد وأعطي هذا الموضوع اهتماماً بالغاً وأشعريهم بحرمة العورة ووجوب حفظها.

4- لا تسمحي لأولادك بمناداتك باسمك مجرداً دون كلمة أمي لأن هذا يفقدهم احترامك تدريجاً.

كذلك لا تدعيهم ينادون والدهم باسمه مجرداً من كلمة أبي... ففيه من سوء الأدب الكثير.

5- عوديهم على حب الكتابة والقراءة عن طريق شراء القصص المفيدة والدفاتر وكتب التلوين والألوان والأقلام المناسبة للأطفال، فكثرة مشاهدتهم لهذه الأشياء مع كثرة استعمالها تورث لديهم محبتها وحسن التعامل معها وكيفية الاستفادة منها.

6- عودي طفلك على حب الجمال والظهور بمظهر جميل مرتب، فمهما كان منظر الأم نظيفاً وجميلاً يبقى مظهر طفلها ونظافته الدليل القاطع على نظافتها أو إهمالها.

7- لا تشتكي إلى أحد شقاوة طفلك وهو بجوارك يسمع كلامك لأن هذا يشعره بالانتصار والقوة بأنك عجزت عنه فيدفعه إلى التمرد أكثر، بينما هو في الواقع كان يهاب منك ولو بقدر ضئيل.

8- عودي طفلك على اقتناء دفتر خاص به يكتب فيه المفيد من العبارات والحكم والقصص والأشعار والألغاز واتركي له المجال مفتوحاً للنقل من الصحف والكتب وكلما ملأ 3 صفحات اطلبي منه أن يقرأ عليك ما كتب وثبتي الجيد واطلبي منه إزالة السيئ وبذلك تنمين عنده ملكة عظيمة تنفعه مستقبلاً، كحب القراءة والتأليف وتوسيع الثقافة والاطلاع ومعرفة الجيد والسيء..

أفكار دعوية... في المنزل
" إنه صندوق صغير ذو شكل جميل ولون يتناسب مع أثاث منزلك تضعينه في صالة منزلك يراه الجميع، وقد كتبت عليه بخط متناسق "صندوق التبرعات ".

أختي... يكفيك أن وجود صندوق التبرعات في منزلك سيساعد أبناءك الذين تتمنين أن يتحلوا بأحسن الأخلاق على تنمية خلق العطاء فيهم والذي أول من سيجني ثماره أنت عند كبر سنك، فأنت بحاجة إلى عطائهم، فلم لا تعوديهم على العطاء الآن؟!

ثم إنك قد لا تملكين المال الكافي حتى تتصدقي بالكثير، فلم لا تعينين غيرك على الصدقة، فكل من يدخل منزلك سوف يرى هذا الصندوق، وربما وضع فيه شيئاً، بل ربما فعل مثلك فوضع صندوقاً للتبرعات في منزله، فتكونين ممن سن سنة حسنة لك أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة.

* لوحة الإعلانات...

ما رأيك لو وضعت واحدة في قسم الضيوف وأخرى في صالة المنزل ثم زينيها ببعض الفتاوى الهامة، وعملت من خلالها دعاية لبعض الأشرطة كأن تقصي غلاف الشريط ثم تثبتيه على اللوحة وأيضاً تعلقين عليها بعض الحكم والفوائد النافعة التي تستطيعين أن تقصيها من المجلات المفيدة مع مراعاة أن يكون الخط كبيراً حتى يمكن قراءتها بسهولة عند تعليقها على اللوحة، وبين تلك الفوائد والفتاوى لا تنسي أن تضعي بعض اللمسات الابداعية الجمالية في تنسيق اللوحة ونثر الورود والزخارف والمناظر الطبيعية الخلابة التي تجدينها في بعض المجلات أو تحصلين عليها من المكتبة.

ومن هذه اللوحة الحائطية والتي ستقومين بتغيير محتوياتها كل فترة سيتعلم ويستفيد منها أولاً زوجك وأولادك والوالدان والأخوة كما أن اللوحة الحائطية التي في قسم الضيوف سيستفيد منها كل من يدخل منزلك، ويكفيك أن تسني سنة حسنة.

* عمل مكتبة صغيرة في غرفة الضيوف...

أو على الأقل وضع بعض الكتيبات فوق إحدى الطاولات في غرفة الضيوف.. لا شك أنك ستتركين ضيفتك لبعض الوقت لتحضير القهوة مثلاً، أو إعداد طعام العشاء ونحوه.. وقد يمل الضيف من الانتظار..

في هذه اللحظات فإن وجود المصحف وبعض الكتيبات المفيدة ذات الغلاف الأنيق والمحتوى الجيد هي من أفضل الوسائل الدعوية، لأن يد الضيف لا بد أن تمتد إليها فتكونين بذلك أعنت مسلماً على شغل وقته بما ينفعه. وكتب لك الأجر بإذن الله وأنت لاهية في مطبخك.

* أختي الداعية... التواضع وعدم التكلف في أثاث منزلك من وسائل الدعوة العملية الناجحة جداً لأنها تعكس وبصورة صادقة إن كان هذا منزل داعية صادقة أم لا؟

كما أن نظافتك وترتيبك في نفسك وأولادك ومنزلك تترك أثراً عميقاً في نفس كل من دخل بيتك أيتها الداعية...



* من المظاهر والأفكار الدعوية في منزلك أيضاً وضع حاجز خشبي أو من الألمنيوم أمام باب الشارع من الداخل حتى لا تنكشف عورة أهل البيت عندما يفتح باب الشارع فجأة.

* الداعية الناجحة شرف قيمة الوقت جيداً، لذلك تجدينها سريعاً خفيفة في حركاتها وإنجاز مهماتها بدون إخلال أو تسرع كالنحلة تنتقل بخفة ورشاقة من زهرة إلى أخرى، فالوقت الذي تستغرقينه في عمل طاعة واحدة بإمكانك أن تجعليه لعمل طاعتين أو أكثر، فالوقت هو عمرك، والمنزل هو مملكتك، فأبدعي فيه واعمريه بالطاعات.

* لا شك أنك ستقدمين لزائرتك حلوى لذيذة في سلة أنيقة سأدلك على حلوى من نوع آخر تقدمينها أيضاً لضيوفك: بضعة أشرطة وكتيبات نافعة تجعلينها في سلة جذابة كحلوى لذيذة جداً... للقلب والروح.

* بإمكانك أيضاً أن تضعي داخل مجموعة من المظاريف الأنيقة أشرطة وكتيبات نافعة ثم تقومين بترتيبها على إحدى المناضد المتحركة مثلاً بحيث تأخذ المدعوة هديتها قبل الخروج من منزلك.

* هناك فكرة للمطبخ أيضاً !!

حيث تقضين فيه وقتاً من عمرك، فوجود جهاز تسجيل خاص للمطبخ تستمعين من خلاله إلى إذاعة القرآن الكريم أو بعض الأشرطة المفيدة كالتلاوات والمحاضرات وبعض القصائد الجميلة والتي تضعين أشرطتها على إحدى رفوف المطبخ بشكل مرتب يتيح لكل امرأة في المنزل الاستفادة منها أثناء انشغالها في المطبخ، وقد ترى ذلك بعض الزائرات لمنزلك فتعمل مثلك فتكونين قد سننت سنة حسنة.

وبهذه الفكرة تكسبين حسنات كثيرة لأنك تذكرين الله وتحفظين وقتك من أن يضيع سدى.

* في المطبخ مرة أخرى...

إحرصي على عمل الطبخات اللذيذة والسريعة بنفس الوقت والتي لا تأخذ من وقتك الثمين كثيراً بحيث تصبحين في عيني زوجك طباخة ماهرة، وفي نفس الوقت داعية ناجحة تعرف كيف تحافظ على وقتها، فالله سبحانه وتعالى يقول: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ (56) سورة الذاريات ولم يقل سبحانه إلا ليأكلون، فقدري الأمور بقدرها وسددي وقاربي...



أفكار دعوية... مع الأهل
وفي الاجتماعات العائلية - الدوريات-

أهلك هم أغلى الناس عندك، قال تعالى: ﴿وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ﴾ [الشعراء: 214]. فلا بد أن يكون نصيبهم منك نصيب الأسد. فعند زيارتك لأهلك تلمسي مواضع ضعف الإيمان في كل فرد حاولي أن تعالجيها بأساليب مختلفة ومتنوعة.

فمثلاً النقاش المباشر..

والنقاش غير المباشر حول القضية.

والقدوة الحسنة أو القصص أو الشريط والكتيب.

وعموماً التكرار والتنويع مع الحكمة يأتي بنتيجة حسنة بإذن الله أو على الأقل ببعض النتيجة...

لكن لا تيأسي... تكلمي معهم تعرفي على مشاكلهم، ثم حاولي بعد ذلك أن تأخذي بأيديهم، ولا تتعجلي الثمار فإن من آفات الدعوة العجلة.

فقد تغرسين ويجني غيرك الثمار. وربما ترينها في حياتك وربما يراها غيرك بعد مماتك. ولكن يبقى لك فضل غرسها..

وحسبك أجر الدعوة إلى الله فهذا خير عظيم..

قال صلى الله عليه وسلم: "من دعا إلى هدى، كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص من أجورهم شيء... الحديث " .

أختي الداعية... لا بد أن يكون هناك اجتماع بين أفراد العائلة.

فقد يكون هناك اجتماع دوري أسبوعي مصغر، وقد يكون هناك اجتماع دوري شهري يضم عدداً أكبر من أفراد العائلة، بل يضم جميع الأقارب...

فأين أنت من- هذه الاجتماعات؟

هنا والله سوق التجارة الرابحة، فاعرضي بضاعتك وأسعدينا بنشاطك واجعلي أمة محمد صلى الله عليه وسلم تفخر بوجود مثيلاتك ممن جعلن الإسلام أكبر همهن، فكن تاجاً على الرأس ونوراً على الجبين وحياة للغافلين بما يبعثنه من روح الإسلام في قلوب الأموات.

قال تعالى: ﴿أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا ﴾ (122) سورة الأنعام

وإليك بعض الأفكار الدعوية للاستفادة من التجمعات العائلية:

أ- الفائدة: عبارة عن كلمة موجزة لا تتجاوز نصف ساعة فيها موعظة مثلاً عن سرعة زوال الدنيا أو ترغيب بالجنة والعمل الصالح، أو ترهيب من النار ومن التهاون بالمعاصي أو التحدث عن بعض أمور الطهارة التي يجهلها كثير من النساء أو إحياء لسنة اندثرت أو تكاد... ونحو ذلك.

ب- مسابقة الشريط:

تقومين باختيار شريط جيد في مادته العلمية، ومناسب لمستوى أسرتك العلمي، يعالج نقاط الضعف عندهم...

فمن شريط في موضوع عقدي إلى آخر في موضوع فقهي إلى ثالث في ترغيب أو ترهيب وهكذا...

على أن تراعي أثناء وضع أسئلة مسابقة الشريط الاختصار في الاجابة وعدم التطويل لأن الهدف من هذه المسابقة هو سماع الشريط والاستفادة منه، وليس نقل الشريط في ورقة الإجابة فإن ذلك مدعاة للتراخي وعدم المشاركة في المسابقة خصوصاً من ذوي الهمم الضعيفة.

جـ- مسابقة حفظ القرآن الكريم:

وإليك بعض الأفكار فيها:

1- حفظ السور والآيات التي لها فضائل خاصة مثل سورة الملك، آية الكرسي، الآيات الأخيرة من سورة البقرة، الآيات العشر من أول سورة الكهف... إلخ.

2- حفظ جزء تبارك حسب ترتيب المصحف، ففي كل لقاء يتم تسميع سورة واحدة فقط.

3- حفظ (جزء عم) مناسب جداً للأمهات ق كبار السن ولمن تعاني من صعوبة الحفظ أو كثرة الأشغال والأولاد. وذلك بتحديد عدد معين من قصار السور حسب ترتيب المصحف في اللقاء أو- الدورية- القادمة، وهكذا يتم التدرج في حفظ جزء عم.

مثلاً: الدورية القادمة سوف نقوم إن شاء الله بتسميع السور التالية: الناس، الفلق، الإخلاص، المسد، النصر، الكافرون، الكوثر، الماعون، قريش، ثم فيما بعد يراعى التقليل من عدد السور المطلوب حفظها حسب طول السورة.

4- قد يوجد في الأسرة بعض الأفراد ممن قد من الله عليهم بحفظ جميع الآيات والسور السابقة، فمثل هؤلاء بإمكانك أن تعملي لهم مسابقة في حفظ سورة البقرة ونحوها، ففي كل لقاء يتم تسميع وجه أو نصف وجه وهكذا...

5- إذا كانت المستويات في الحفظ بين أفراد الأسرة والأقارب متباينة جداً، فبإمكانك عمل فرعين لمسابقة القرآن الكريم.

فمثلاً فرع في حفظ جزء تبارك، وفرع في حفظ جزء عم حتى تعم الفائدة للجميع ومن رغبت في أن تشترك في الفرعين فلا بأس وهو الأفضل.

د- عمل مسابقة:

وهي عبارة عن بعض الأسئلة الخفيفة السريعة التي يترتب عليها فائدة، بعد أن تكوني قد تأكدت من صحة المعلومة، وهذا مهم جداً مع التعليق البسيط على الإجابة بأسلوب دعوي جذاب.

فمثلاً إذا كان السؤال: اذكري ثلاثة من أسماء يوم القيامة؟

فبعد الإجابة عليه من الحضور حبذا لو كان هناك تعليق بسيط بطريقة فيها خشوع وخشية من الله. مثلاً: أرأيتم يا أخوات كيف تعددت أسماء القيامة وكل اسم منها يقرع القلوب قرعاً، وهكذا الشيء إذا عظم أمره تعددت أسماؤه نسأل الله أن يجعلنا وإياكم في ذلك اليوم من الآمنين.

حاولي أن تركزي على الأسئلة التي ينبني عليها فائدة حقيقية كتصحيح بعض الأخطاء في العقائد والعبادات.

وتجنبي الأسئلة التي لا فائدة منها، وإنما هي مجرد تحصيل حاصل، ولا بأس ببعض الألغاز والأسئلة المسلية، حتى تنتعش النفوس وتشعر بالمرح والفائدة في نفس الوقت.

هـ- في بعض المناسبات العائلية تكون هناك حركة بيع وشراء بين النساء فما المانع أن تساهمي في هذه الحركة من خلال الاتفاق مع إحدى البائعات بأن تحضري لها مجموعة من الكتيبات والأشرطة فتقوم بعرضها للبيع مع بضاعتها على أن تعطيها مقابل تعاونها معك مكافأة تشجيعية.

و- بإمكانك القيام بهذه الفكرة الطريفة وذلك بتوزيع الأرقام على الحاضرات في الاجتماع العائلي الدوري وقبل نهاية الاجتماع يتم اختيار أحد الأرقام، ويقدم لحاملته هدية رمزية على صلتها لرحمها وحرصها على الحضور وقبل أن نقدم لها الهدية نطلب منها أن تقدم فائدة سريعة للحاضرات، مثلاً عن صلة الرحم أو عن آداب المجلس أو عن تربية الأولاد ونحوه.

ز- هل فكرت في عمل مجلة لعائلتك؟
مجلة يشارك في إعدادها الجميع ويفرحون بها لأنها وليدة هذا الاجتماع الدوري المبارك تنمو معه وتترعرع بين أحضانه وتكون وردة تشم بين أفراده سميها إن شئت.. مجلة العائلة، أو الرسالة العائلية، أو رسالة الدورية، ولك حرية الإبداع في اسمها وشكلها.

وإليك بعض الأفكار التي ستساعدك كثيراً بإذن الله في عمل هذه المجلة:

هناك بعض الأمور التي يجب مراعاتها لنجاح المجلة:

1- التأكد من صحة المعلومة قدر الإمكان.

2- ألا تزيد صفحات المجلة على عشر صفحات حتى لا تمل.

3- كتابة اسم المجلة ورقم العدد على الغلاف، مع حرية الإبداع الجمالي في شكل الغلاف وفي المجلة عموماً، ولا تنسي البسملة في أول صفحة.

4- لا بد أن يكون طابع المجلة العام دينياً،

لأن الهدف منها إثراء الثقافة الدينية، فلا بد أن تبرز شخصية المجلة وأن لا تضيع هويتها وسط المواد المتنوعة الموجودة فيها.

5- عدم كتابة (النكت) لأنه يغلب عليها الكذب، وقد أفتى أهل العلم بتحريم ما كان كذباً منها، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ويل للذي يحدث بالحديث ليضحك به القوم فيكذب ويل له ويل له " .

كما أنها لا تخلو من السخرية ببعض المسلمين مثلاً: صعيدي، هندي... إلخ، وقد نهى الله تعالى عن ذلك في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ ﴾ (11) سورة الحجرات

6- بإمكانك عمل بعض هذه الزوايا، مثلاً:

أ- (سؤال في الطب) وحبذا أن يكون خاصاً بالنساء والأطفال.

ب- (جمالك) وصفة من الأعشاب الطبيعية لجمال البشرة أو الشعر... إلخ.

ج- (مطبخك) وصفة جيدة سريعة ومختصرة لاعانة أختك المسلمة على حفظ وقتها وعدم تضييع معظمه في المطبخ.

د- استراحة العدد.. بعض الألعاب، الألغاز، متاهة، لعبة من هو؟، كلمات متقاطعة.... إلخ.

يجب أن لا تأخذ الأمور السابقة في الفقرة رقم 6 أكثر من صفحتين لأنها ليست الهدف الأساسي من المجلة إنما هي مكملات.

7- حبذا لو زينت المجلة بقصة قصيرة جداً فيها متعة وعبرة.

8- ثم انثري بين ثنايا تلك الصفحات منوعات وفوائد دينية وثقافية.

9- وليكن للنصائح المتنوعة نصيب أيضاً مثلاً:

أ- كيف تكسبين زوجك.

ب- كيف تربين أولادك.

ج- فن التعامل مع الآخرين.

د- حلول للمشكلات العائلية.

وهكذا.......

10- كلما كان الإخراج الفني للمجلة متناسقاً كانت المجلة أفضل وهذا يعتمد على مجهودك وذوقك الخاص وأرينا مهارتك يا ابنة الإسلام.

11- تستطيعين عمل صفحة للفتاوى المتنوعة مع الحرص على كتابة اسم المفتي والمصدر الذي نقلت منه الفتوى للأهمية.

12- من المهم أن يتعاون جميع أفراد العائلة على إخراج هذه المجلة أو التناوب على إخراج إعدادها والمشاركة فيها حتى يشعر الجميع بأنها منهم وإليهم وأنها قريبة منهم جميعاً وفي نفس الوقت يكون هناك مسؤول عنها بشكل عام يشرف على كل عدد قبل صدوره للتأكد من صحة المعلومات وعدم التكرار ومناسبة مواضيع المجلة لأفراد العائلة... إلخ.

وأخيراً: يا عزيزتي كل هذه أفكار متنوعة لإعداد مجلة العائلة، فاختاري منها ما تيسر لك وأتمنى أن تكون مجلتك رائعة مثلك والله يسدد خطاك.

ح- ألا تلاحظين أختي الداعية، أنه في كثير من الاجتماعات العائلية الكبيرة- الدوريات- قد يوجد بعض الأفراد لا يعرف بعضهم إلا بداية اسم الآخر بالرغم من أنه يلتقي به كل شهر أو شهرين مرة ولكنه في كل اجتماع لا يحادثه ولا يجلس بجواره بسبب كثرة الحضور وربما بسبب الخجل.

فقد يمضي عام كامل من الاجتماعات الدورية دون أن تحقق هدفها في التعارف بين أفراد العائلة الواحدة. ما رأيك ألا يحتاج هذا إلى تصرف داعية لبقة مثلك؟

إذاً... فلتكن- ضيفة الدورية- هي الحل ضيفة الدورية... ضيفة الاجتماع العائلي.. سميها ما شئت...

توزع أرقام على الحاضرات ثم يتم اختيار رقم معين وصاحبة هذا الرقم تكون هي [ضيفة الدورية].

فنقوم بعمل لقاء بسيط معها..

نطرح عليها بعض الأسئلة السريعة مثلاً:

س 1: الاسم رباعياً؟

س 2: المؤهل العلمي؟ الوظيفة؟

س 3: عدد الأولاد؟ مع ذكر أسمائهم؟ ومراحلهم الدراسية؟

س 4: كيف تقضين وقت فراغك؟ مع ذكر بعض الأفكار الجيدة لقضاء وقت الفراغ؟

س 5: كلمة توجهيها للحاضرات؟

س 6: أحسن كتاب قرأته وأحسن شريط سمعته؟

س 7: اذكري لنا موقفاً ظريفاً أو محرجاً وقع لك.

س 8: اذكري لنا نصيحة من تجاربك وخبرتك في تربية الأطفال؟

س 9: لا شك في أننا جميعاً نسعى لحفظ كتاب الله ولو بعض السور، فما نظامك في حفظ القرآن الكريم؟

س10: شخصية تأثرت بها وتعتبرينها مثلك الأعلى في الحياة؟ ولماذا اخترتها؟

س 11: أمنية تسألين الله أن تتحقق عن قريب؟

س 12- ذكر معين أو دعاء معين ترددينه باستمرار؟

عزيزتي الداعية. بإمكانك أن تختاري بعض الأسئلة السابقة وتطرحينها على ضيفة الدورية، ثم تقدمين لها بعد ذلك هدية رمزية لحسن تجاوبها.

ط- مسابقة الكتيب:

يوزع أحد الكتيبات القيمة والهامة في موضوعها.

مثلاً: كتيب [العقيدة الإسلامية من الكتاب والسنة الصحيحة] لمحمد جميل زينو، ونحوه من الكتب الهامة، ثم تكون أسئلة المسابقة الشفوية في الاجتماع القادم مقتبسة من الكتاب الذي وزع في الاجتماع السابق.

كما أنه بالإمكان عمل مسابقة تحريرية في أحد الكتب أو الكتيبات الهامة.

ثم إعلان أسماء الفائزين فيما بعد وتكريمهم.

ي- تكريم الأخوات المتجاوبات:

قال تعالى:{هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ﴾ (60) سورة الرحمن

إذاً فلنكرم كل أخت شاركت معنا في جميع المسابقات أو في نصفها على الأقل، وذلك نهاية كل عام يمر على الاجتماع العائلي، فليس هناك أجمل من وردة حمراء قد لفها الحياء مصحوبة بشهادة تقدير وشكر.

إنها حركات بسيطة، لها معان كبيرة....

ك- أثناء الدوريات العائلية قد تجدين فئة من النساء تسمي التبذير كرماً فتسرف بالتالي في إعداد طعام العشاء، وما قبل العشاء وما بعد العشاء، وهلم جرا وكأننا ما أتينا إلا لملء بطوننا.

لقد انتهى هذا الزمن وولى فنحن نريد أن نملأ عقولنا وقلوبنا قبل ملء بطوننا، فالطعام متوفر والحمد لله ولن نموت جوعاً إذا اكتفينا بالقدر المناسب الذي نكرم به ضيفنا ونرضي به ربنا.

ثم إن التكلف في إعداد طعام العشاء يؤدي إلى:

أ- إرهاق ربة المنزل فهي ستستعد لهذه الوليمة قبل يومين، فإذا كانت الليلة التي فيها الاجتماع العائلي تجد ربة البيت منهكة مرهقة وأعصابها متوترة، فلا تأنس بضيوفها، فهي قلقة على طعامها، فهو أكبر همها، وبالتالي لا تستفيد من النشاطات المطروحة أثناء الاجتماع.

2- التكليف على صاحب المنزل الذي سيرحب في أول اجتماع بضيوفه ولكن عند تكرر الاجتماع عدة مرات وبهذه الصورة المكلفة سيؤدي ذلك في النهاية إلى أن يمنع زوجته من الاجتماع بعائلتها أو يمنعها من دعوتهم لأنها ترهقه مادياً بدرجة مبالغ فيها.

ويظهر ذلك جلياً عند الزوج الذي لا يرغب ولا يهمه أصلاً مسألة

صلة الرحم.

3- أن يتنافس النساء في الاجتماعات الأخرى في التنويع في أصناف الأطعمة، فلسان حالهن أنا لست أقل من فلانة، وهكذا ينفتح باب عظيم.

وبين هذه التوافه يضيع الهدف الأساسي من الاجتماعات العائلية، بل ربما يقضى تماماً على نفس الاجتماع وينتهي مأسوفاً عليه بسبب التكلف الزائد في طعام العشاء.

عزيزتي.. إنك بقيامك بالنشاطات السابقة خلال التجمعات العائلية سوف تمنحين أفراد عائلتك وخصوصاً المقربين منك ثروة علمية لا يستهان بها تساعد على تكوين الحصيلة الأولية من المعلومات الشرعية التي تعين للسير على درب الحياة دون تخبط..

ويكفيك أن تكوني ممن حاز أجر الاستجابة لندائه تعالى: {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ﴾ [الشعراء: 214].

كما يكفيك راحة بالك؟ طمأنينة نفسك حيث إنك تعملين ما بوسعك تجاه أهلك ولا تقفين موقف المتحسرة التي لولا إهمالها وتفريطها لكانت هي أنفع الناس لأهلها ولنفع الله أهلها بها.

فلماذا يا أخية نلوم الأهل والناس على أخطائهم.

بينما ننسى أن نلوم أنفسنا على التقصير في دعوتهم والعمل على تصحيح أخطائهم عن طريق تعريفهم بحقيقة دينهم الإسلام بأساليب ووسائل دعوية متنوعة ذكرت جزءاً منها في هذا الكتاب.



إليك أختي الداعية

باب من الأجر واسع

قال تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ ﴾ (33) سورة الأحزاب والبيت مجال خصب للدعوة، فالبيت فيه الوالدان والإخوة وقد يكون فيه بعض الأقارب كالجدة والجد والعمة والعم... إلخ.

وفيه أيضاً الأطفال أحباب القلوب، وهنا مربط الفرس، فجاهدي يا أخية على تحفيظ أولادك أو أخوتك كتاب الله واجعلي هذا العمل من أساسيات أعمالك اليومية، وذلك عن طريق ترديد سورة قصيرة معينة في مختلف الأوقات، فمثلاً عندما تساعدينهم في ارتداء الملابس، وعندما تكونون في السيارة، وقبل النوم... إلخ.

فلا يمر الأسبوع بإذن الله إلا وقد أتقن الطفل حفظ هذه السورة ثم تبدئين بسورة أخرى في الأسبوع المقبل، ودعوني أذكر لكم نموذجاً حياً، وهي ابنة لأخت في الله عمرها خمس سنوات تحفظ أربعة أجزاء من كتاب الله، الله أكبر من أين جاء ذلك إلا بتوفيق من الله ثم جهد جهيد وعزم أكيد في تحفيظها من قبل والديها جزاهما الله خيراً، ولا تنسي يا أخية أن تحفيظك كتاب الله لغيرك هو من الأعمال الجارية كما قال صلى الله عليه وسلم: "أو مصحفاً ورثه ".

فتخيلي يا أخية وأنت في قبرك بين ثنايا الأرض وتحت ركام التراب وأبناؤك ومن علمتهم كتاب الله أحياء يقرأون ما حفظوه منك فتأتيك الحسنات ولا ينقطع عملك في وقت أحوج ما تكونين إليها.

فمثلاً عندما تعلمين طفلك سورة الإخلاص وعمره ثلاث سنوات أو أقل ثم يتوفاك الله فإن هذا الطفل يظل يعرفها ويقرأها وإذا بلغ صلى بها وعند الأذكار يذكرها وقبل النوم وبعد الصلوات المكتوبة طوال عمره يقرأها وقد يعلمها لغيره فيقرأها غيره فيأتيك وأنت في ظلمات القبر أجرهم جميعاً وهكذا {لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلْ الْعَامِلُونَ﴾ (61) سورة الصافات

اللهم استعملنا فيما يرضيك وباعدنا عما لا يرضيك..



أفكار دعوية... مع الصديقات
* الداعية العارفه اللبقة عندما تستمع إلى شكوى صديقتها سواء من والديها أو زوجها أو أبنائها... إلخ.

فإنها تتصرف بحكمة، فلا تهول الأمور وتبالغ فيها، بل تمسح على الجرح برفق وتطهره من الأذى.

أختي.. هوني مصاب من يشتكي إليك واضربي له الأمثال وحدثيه عمن أصيب بأعظم منه حتى تهون عليه المصيبة..

ذكريه بأن يحمد الله على أن المصيبة ليست في نفسه أو دينه وكل شيء سواهما يهون، وأن الله يوفي الصابرين أجرهم بلا عد ولا حد ولا مقدار..

ثم تباً لتلك الصديقة- إن صح التعبير- التي تهول الأمور وتعظم الصغائر حتى إنها قد تسبب لصديقتها المسكينة حالة من الاكتئاب والحزن الشديد.

مثل هذه تزهد والله في صداقتها غير مأسوف عليها.

* بإمكانك أن تمارسي مع صديقاتك النشاط الذي ذكرناه سابقاً في الأفكار الدعوية للاجتماعات العائلية.

* هل جربت أن تعقدي اتفاقية مع صديقتك؟

نعم إنها اتفاقية مهمة، ولا بد منها، وليكن أبرز بنودها:

أ- الاتفاق على عدم غيبة أحد حين جلوسنا معاً.

2- أن تفيديني وأفيدك بما يقربنا إلى الله.

3- أن تكوني مرآة لي وأكون مرآة لك فنصحح أخطاءنا.

* هل فكرت أن تصنعي من صديقتك داعية إلى الله؟

أجل خذي بيديها شجعيها، أعينيها وارفعي معنوياتها وحثيها على طلب العلم الشرعي وبالتالي الدعوة إلى الله تعالى.

أكثري الحديث معها عن الدعوة وأهميتها وحاجة الناس إليها،

وإن لم نقم بها نحن بنات الإسلام وأهل الجزيرة، منبع الرسالة، ومهبط الوحي فمن يقوم بها؟..

أختاه.. لا يغرك كثرة القاعدين، فقد يكون لهم من الأعذار ما يعيقهم، والعبرة بالنهاية ومن يسعد في اليوم الآخر.

* لا بد أن يكون هناك اجتماع شهري على الأقل مع أخواتك في الله رفيقات درب السعادة إن شاء الله.

تسعدين برؤيتهن وتجددن نشاطك ويرفعن معنوياتك وتستفيدين من خبراتهن في الحياة والدعوة.

وإن لم يحصل لك إلا رؤية الوجوه المؤمنة المباركة، وكأنها تضغط على يديك بقوة وحنان وتقول لك سيري على بركة الله، فكلنا معك على الطريق الطويل الشاق..

طريق الدعوة...

حفت الجنة بالمكاره....



أفكار دعوية... مع الجيران

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا نساء المسلمات لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة" (أخرجه البخاري). يعني ظلفها.

وأنت يا أختي تملكين أكثر من فرسن شاة فلماذا تحقرين أن ترسلي به إلى جارتك فإن كانت جارتك ممن تعرفينهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافاً تكونين بذلك وسعت عليهم وسددت بعض حاجتهم وفزت برضا ربك وبدعوة صادقة خرجت من قلب بائس لا يعلم بحاله إلا خالقه.

وإن كانت جارتك ممن أغناهم الله من فضله كان ما ترسلينه لها هدية جميلة في نفسها وإشعاراً بأهميتها وبقوة الرابطة بينك وبينها. ناهيك عن احتسابك الأجر في تطبيق وصيته صلى الله عليه وسلم بالجار. وكما لا يخفى عليك يا أخية أن عطاياك لجيرانك لا تقتصر فقط على الطعام ونحوه، بل إن هناك عطايا من نوع آخر هي أشد في الأهمية كإرسال شريط أو كتيب فعودي نفسك أن تدفعي إلى جيرانك باستمرار كل شريط نافع سمعته أو كتاب مفيد اطلعت عليه مع مراعاة مناسبته لمستواهم الفكري والعلمي.

وبمثل هذه الأعمال تحيين سنناً وتميتين بدعاً، وتدعين إلى الله من منزلك.

* اللقاءات مع الجيران جميلة وممتعة، ولا شك بأنها ستكون أكثر متعة وجمالاً إذا تخللها ذكر الله.

فداعية مثلك لا بد أن تنفع حيها وجاراتها بما من الله عليها به من العلم النافع.

إذاً... فليكن هناك لقاء مع الجيران أسبوعي أو شهري يدور بينكن تستفيدين منهن ويستفدن منك، فتكونين بذلك نوراً قد أضاء في الحي الذي سكنت فيه فاستضاءت به كل البيوت المجاورة.



أفكار دعوية... مع الخدم

* بإمكانك عزيزتي تشجيع الخدم في البيت على حفظ القرآن الكريم مثلاً بعض سور جزء عم أو آية الكرسي أو خواتيم البقرة، المهم تحددين مقداراً معيناً يتم تسميعه كل نهاية أسبوع حسب قدرتهم.

وبإمكانك أن تشركي بهذا الخير الخدم الذين ترينهم مرة في الأسبوع أيضاً مثل خدم بعض أقاربك، خدم أهلك- أخواتك- إخوانك- ونحوهم فيعم الخير، وبالتالي تقدمين لمن حفظن هدايا تشجيعية رمزية تعينينهن بذلك على المتابعة.

* ولا تنسي أن توفري للخادم في المنزل مصحفاً مترجماً بلغته كي يفهم معاني كلام الله بشكل صحيح مع توفير بعض الكتيبات والأشرطة المترجمة التي يتعلم منها الخادم أمور دينه، فوالله عار عليك أي عار إن عاد لبلاده بعد أن مكث في بلد التوحيد سنتين إلى خمس سنوات دون أن يزداد معرفة بدينه ومحبة لربه، ومثل هذه الكتيبات والأشرطة تجدينها بسهولة في مكتب الجاليات ومكاتب الدعوة والإرشاد المنتشرة في كل مكان.

* تحدثي مع الخدم في المنزل ولو مرة واحدة في الأسبوع لمدة نصف ساعة إلى ساعة، واشرحي لهم أمور الدين الأساسية مثل كيفية الوضوء والصلاة الصحيحة والتحذير من الشرك بأنواعه والبدع المختلفة.

الحديث عن الجنة والنار والقبر والقيامة والبعث والحساب، توضيح الكبائر ما هي؟ والترغيب في تلاوة القرآن وفهمه...إلخ. واحتسبي الأجر بأن يكون هؤلاء الخدم دعاة بين أهليهم إذا رجعوا إليهم فتكونين بذلك قد تجاوزت بالدعوة إلى الله جدران بيتك بل حدود وطنك إلى بلاد العالم البعيدة.

أختاه.. ألا تشعرين بالخجل من الله عندما تقومين ساعة كاملة بتوبيخ الخادم لتقصيرها في بعض ما طلبتِه، بل ربما وبختِها أياماً متتالية ثم أنت بعد ذلك لا تكلفين نفسك خمس دقائق تقولين لها فيها يا فلانة بارك الله فيك لا تنسي أن تكثري أثناء عملك من ذكر الله فإن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ثقيلتان في الميزان، وسبحان الله وبحمده مائة مرة تكتب لك ألف حسنة و..... إلخ.



أفكار دعوية... متنوعة

* ألبوم الصور..

اجمعي فيه الفوائد المنوعة واللطائف المتفرقة مما تكتبينه بيدك على أوراق ملونة أو ما تقصينه من مجلة نافعة أو من أوراق التقويم الهجري ولا تنسي الزخرفة والإبداع الجمالي في تنسيق ألبوم الفوائد..

ثم اعرضيه بعد ذلك على الأهل والأقارب والصديقات كي يستفيدوا ويتمتعوا بما فيه.

وبإمكانك أيضاً عرضه في المدرسة على المعلمات والطالبات، كما أنه يمكن أن يعرض في معرض المدرسة في الاحتفال السنوي الذي تقيمه المدرسة.

* إذا كنت معلمة... أو طالبة... أو أماً أو أختاً لطالبة، فأين أنت من عمل مجلة مدرسية حائطية أسبوعية تقومين بعرض أنواع أزهار الفوائد من خلالها كل أسبوع.

* الهدية... وما أدراك ما الهدية؟

إنها كالبلسم الشافي يوضع على الجرح المفتوح فيجعله يلتئم سريعاً..

إنها كالثلج البارد يوضع على النار المتأججة فيذهب وحرها.. وحسبك أنه صلى الله عليه وسلم قد أمر بها وكان يقبلها..

وإليك بعض الأفكار الدعوية في الهدايا:

أ- إهداء اشتراك لمدة سنة في مجلة إسلامية لأحد أفراد العائلة أو الصديقات أو شخص نريد هدايته.

لا تقولي: لن تقرأها، فهذا من تثبيط الشيطان لك، فلا بد أن تقرأ ولو عدداً واحداً كما أن الزوج والأولاد والضيوف كل هؤلاء ستكون في متناول أيديهم ولن تعدمي أجرها بإذن الله.

ب- إهداء من هي مقبلة على الزواج شريطاً أو كتاباً عن حسن العشرة الزوجية، فإذا استفادت منه في حياتها الزوجية تكونين قد أعنت على قيام أسرة مسلمة سليمة تستطيع أن تواجه الحياة ومشكلاتها بشكل صحيح، والفضل لك بعد الله.

ج- إهداء الإخوان أشرطة أو كتيبات عن [بر الوالدين] و[صلة الأرحام]، فهما من الأمور المهمة التي لا يوفق إليها إلا مؤمن.

د- فكرة لطيفة أن تقومي بإهداء الأطفال في العائلة على فترات حسب استطاعتك.

أن تهديهم مثلاً شريطاً فيه تلاوة طفل لقصار السور، أو فيه قصة هادفة أو أنشودة جميلة.

مثلاً.. لكل بيت شريط واحد أو قصة واحدة للأطفال الموجودين فيه وهكذا على فترات...

بهذا العمل تكونين أنت يد بناء حقيقية تحافظ على شباب أمة محمد القادمين والذين سيكونون بإذن الله مفخرة لهذه الأمة إذا أحسنا رعايتهم، لا سيما أبناءك وأبناء أخوتك وأخواتك ثم الأقرب فالأقرب.

* عادة ما يتزاور النساء عندما ترزق إحداهن بمولود جديد، ولكن زيارة عن زيارة، فقد يكون ما بين الزائرات كما بين السماء والأرض حسب النيات، فإنما لكل امرئ ما نوى...

فقد تكون إحداهن قد جاءت مكرهة ممتعضة ترد الزيارة فحسب، وتنتظر أن ينتهي وقت الزيارة بسرعة، وقد تأتي أخرى لتمضية الوقت والتسلية لدرجة أنها تزعج النفساء بكثرة زياراتها وطول مكوثها، وهكذا تختلف أحوال الناس ومقاصدهم والله أعلم بهم... ولكن... أنت أيتها الداعية لست بعيدة عن الاحتساب..

في مثل هذه الزيارات...

تحتسبين ماذا؟

1- ثواب زيارة المريض، روى ابن حبان في صحيحه بإسناد صحيح عن علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما من امرئ مسلم يعود مسلماً إلا ابتعث الله سبعين ألف ملك يصلون عليه في أي ساعات النهار كان، حتى يمسي، وأي ساعات الليل كان، حتى يصبح " ( صحيح الجامع 5/ 159 ).

والصلاة من الملائكة: بمعنى الدعاء للناس والاستغفار لهم.

وصلاة الملائكة على العبد لها أثر حقيقي في هدايته وإخراجه من الظلمات إلى النور، قال تعالى: {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ﴾ [سورة الأحزاب: 43].

2- صلة الرحم، لا سيما إن كان بينك وبين من تزورينها رحم كالخالات والعمات والأخوال والأعمام، وما تفرع منهم أو أن زيارتك لها تدخل السرور على ذي رحم وتكوني صلة له بطريق غير مباشر كزيارة زوجه الأخ وزوجة العم وزوجة الخال وزوجة ابن العم ونحوه. بهذه الزيارة التي قد لا تستغرق نصف ساعة تدخلين بإذن الله ضمن الذين امتدحهم الله في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ * وَالَّذِينَ صَبَرُواْ ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ * جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ * سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ﴾ (سورة الرعد الآية: 21-24)

وتدخلين أيضاً في دعاء الرحم (يا رب من وصلني فصله...)،

فماذا تريدين أعظم من وصل الله لك؟

3- تحتسبين أيضاً إدخال السرور على مسلمة...

لا شك أن المريضة ستفرح جداً بقدوم الزوار وسيتجدد نشاطها، وستشعر بأهميتها عندهم ومحبتهم لها..

ترى كم ستخففين عنها من الآلام بزيارتك تلك، لا سيما إن كنت مقربة إلى قلبها ونفسها...

قال صلى الله عليه وسلم: "من لقي أخاه المسلم بما يحب ليسره بذلك ستره الله عز وجل يرم القيامة" ( رواه الطبراني باسناد حسن ).

4- دعوة وقدوة حسنة..

نعم لأن المسلمة داعية إلى الله بأخلاقها وقدوة حسنة للجميع بتصرفاتها فمثل هذه الزيارات هي الجانب العملي للدعوة والتي تسقي بماء الصدق ما بذريه في خير في قلوب الآخرين فتنمو بإذن الله شجرة الإيمان في قلوبهم وتقر عيناك برؤيتها.

5- أمر بمعروف ونهي عن منكر...

فإذا خرجت من منزلك بنية أنك إذا رأيت منكراً غيرته وأن تأمري بالمعروف وتعيني على الخير.

حصل لك أجر النية الصالحة بإذن الله سواء تمكنت من العمل بما نويت أم لا..!!

ويشهد لذلك قوله عز وجل في الحديث القدسي: ".... وإذا هم عبدي بحسنة فلم يعملها، فاكتبوها له حسنة، فإن عملها فاكتبوها عشراً " ( أخرجه البخاري (7501) ).

6- وما رأيك لو صحب ذلك كله هدية تفرحين بها قلب أختك في الله المريضة- النفساء- فتصلين بها رحمك وتدخلين بها السرور علئ مسلمة وتفرجين كربتها إن كانت الهدية نقدية، لا سيما إن كانت تعاني من ضائقة مالية، فإنك تساعدينها بهديتك دون جرح مشاعرها وأنت في ذلك كله تطبقين قوله صلى الله عليه وسلم: "تهادوا تحابوا "

وماذا لو صحب الهدية شريط وكتيب عن تربية الأولاد لكان ذلك عظيماً حيث إنك قمت بالدلالة على الخير وأعنت مسلمة على تربية أولادها على الصراط المستقيم...

واحتسبى أن يكون هؤلاء الأطفال هم حملة راية لا إله إلا الله محمد رسول الله، والله لا يضيع أجر من أحسن عملا.



ختاماً

وبعد أخية..

لا شك في أننا جميعاً نحمل هم الإسلام، وهذه هي السمة التي تميز الداعية عن غيرها، فهي تفكر باستمرار كيف تنفع دينها؟

وأسأل الله أن يجعل ما ذكرته في هذا الكتاب يسهم في ذلك كثيراً، وأن ينفع الله به المسلمين والمسلمات.

كما أني لن أعدم أخوة لي في الله أنتفع بآرائهم وتصويباتهم من خلال رسائلهم الصادقة التي أرجو أن تحتوي أيضاً على أفكارهم الدعوية الجديدة مما لم أذكر في هذا الكتاب حتى نتمكن بإذن الله من إخراجها في إصدار جديد لكل الدعاة، فينتفع بها خلق كثير.

وفي الختام.. أسأل الله أن يرزقني وإياكم الإخلاص والقبول،وأن يتجاوز عن تقصيري وسهوي، وهذا الجهد وعلى الله التكلان.. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم..

سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

والحمد لله رب العالمين ؛؛؛
اضافة رد مع اقتباس
  #7  
قديم 13/03/2004, 11:41 AM
عضو غير عادي
تاريخ التسجيل: 14/03/2002
المكان: الـريـــــــــــاض
مشاركات: 10,107
الـحـاتـمـي ...


مــر مـــن هـــنـــا ...


ويـقـول : جزاك الله خير أخي الكريم ... وجعلنا جميعا ممن يدعون الى سبيله ..
اضافة رد مع اقتباس
  #8  
قديم 13/03/2004, 12:04 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ srabالهلال
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 07/12/2002
المكان: السعودية - البديعه
مشاركات: 2,602
اخوي الحاتمي

شكر الله مسعاك
وجزيت خيرا
فقد تعودنا مرورك فأنت سباق للخير
اضافة رد مع اقتباس
  #9  
قديم 13/03/2004, 12:44 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ srabالهلال
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 07/12/2002
المكان: السعودية - البديعه
مشاركات: 2,602
لمحاضرة الشيخ محمد بن صالح المنجد - الانترنت بين الدعوة والمقاهي .

كيف تكسب الناس وتؤثر فيهم
أمين عبد الرحمن الغنام


من الجدير بالاهتمام لمن عرف أهمية الدعوة إلى الله تعالى ولمس الحاجة الماسة إليها في مجتمعاتنا أن يعرف بعض القواعد التي ينبغي استحضارها وتطبيقها في واقعنا لتكون دعوتنا مؤثرة ناجحة وتصل إلى مبتغاها. فهاك بعض القواعد العامة المعينة في الدعوة إلى الله تعالى:
1 - قبل أن ندعوهم لا بد أن نملك قلوبهم:
إن الداعية إلى الله عز وجل ينبغي أن يكون ذا قلب كبير يسع الناس جميعاً بمختلف أوضاعهم ونفسياتهم وجنسياتهم، ويتعامل معهم برفق، ويقدم لهم أفضل ما عنده من فنون التعامل، ويتخير لهم أفضل القول وأجمل المنطق مع بذل الندى وكف الأذى. ولقد كسب النبي صلى الله عليه وسلم قلوب من حوله مع مجانبة تقليدهم في انحرافاتهم؛ فكانوا يسمونه: (الصادق الأمين) قبل أن يبعث؛ فقد ملك قلوب الناس بحسن خلقه وسماحته.
قال تعالى : وإنك لعلى" خلق عظيم {القلم: 4} وقال سبحانه : لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم {التوبة: 128} .

2 - عطاء من لا يخشى الفقر:
إن من السمات المميزة للدعاة إلى الله تعالى كرمهم وبذلهم كل خير للناس؛ فيبذلون للناس الخلق الحسن والجاه إن احتيج إليه، ويبذلون ما يستطيعون للناس من مرتفقات هذه الدنيا؛ ليبينوا لهم أنهم ليسوا طلاب دنيا وأن الدنيا آخر اهتماماتهم، فيبذلوا الدنيا للناس ليستجلبوا قلوبهم إلى الدين؛ فمنهج رسولنا صلى الله عليه وسلم هو منهج العطاء والبذل؛ فقد كان الأعرابي يرجع إلى قومه ويقول: يا قوم أسلموا؛ فإن محمداً يعطي عطاء من لا يخشى الفقر.

3 - احترام الآخرين والاهتمام بقضاياهم:
فإن النفوس تميل إلى من يحترمها ويرفع من قدرها خاصة إذا كان أولئك أصحاب مكانة في قومهم؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أن يُنَزَّل الناسُ منازلهم.
وإن من أهم أسباب إسلام كثير من الصناديد هو رفع منزلتهم في الإسلام: كالأقرع بن حابس، وأبي سفيان، وعيينة بن حصن، وثمامة بن أثال.
ولقد كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم الاهتمام بقضايا المسلمين حتى لقد كان يهتم بأمور العبيد والموالي.
فها هو يشفع لمغيث عند زوجه بريرة لكي ترجع إليه بعدما عُتِقَت وهو عبد، وغير ذلك كثير من أمثلة اهتمامه صلى الله عليه وسلم بقضايا أمَّته.

4 - الكلمة التي من القلب لا تخطئ القلب :
إن من أهم الأمور التي ينبغي استحضارها: أن يكون الداعية صادقاً في كلمته مشفقاً على المدعو، وأن تخرج الكلمات من قلبه بحرارة مباشرة إلى قلوب المدعوين، ثم تثمر الاستجابة بإذن الله.

5 - قوة الصلة بالله والاستعانة به:
إن أهم زاد للداعية في طريقه لتبليغ دعوة الله إلى الناس هو اتصاله بالله تعالى واعتماده عليه وتفويض جميع أموره إليه؛ فقلوب الناس بين أصابعه سبحانه كقلب واحد يقلبها كيف يشاء، ولو شاء لهدى الناس كلهم أجمعين؛ فبالاعتماد عليه وتفويض الأمور إليه تنفتح الأبواب، ويسهل الصعب، ويقرب البعيد.
ولقد ضرب لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الباب أروع الأمثلة في قوة الاتصال بالله تعالى وخاصة عند الأزمات، وعندما يُعرض الناس عن دعوة الحق. فها هو الطفيل بن عمرو الدوسي يأتي شاكياً قومه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكأنه يستعديه عليهم ليدعو عليهم لما أعرضوا عن دعوته؛ فما كان من نبي الرحمة إلا أن رفع يديه إلى ربه وسأله أن يهدي دوساً ويأتي بهم؛ فما أن رجع الطفيل رضى الله عنه إلى قومه حتى استجابوا جميعاً.

6 - عندما نترفع عن دنياهم :
من أهم ما يزين الداعية ويلبسه ثوب وقار، ويجعله أقرب إلى الاحترام ومن ثم القبول: أن يكون مترفعاً عن ملاحقة كماليات هذه الدنيا؛ فليس يخوض إذا خاض الناس في الشاء والبعير وأنواع السيارات والحديث عن العقارات، والسباحة في بحور الأمنيات الدنيوية؛ فهو لا يجيد السباحة في هذه البحور التي لا ساحل لها؛ بل لا تراه إلا في الدعوة وحولها يدندن.
وليس معنى ذلك أن يهجر الداعية حياته وأصحابه، وأن يكون جاهلاً بواقعه، كلا، ولكننا نريد ارتقاء بالاهتمامات، وتميزاً في الرغبات، وألاَّ يغيب عن همِّ الدعوة، كيلا نكون كالهمج الرعاع الذين يجرون خلف كل ناعق.
فإن أهل العلم دائماً يستحقرون هذه الدنيا وإن عظمت صورتها وحقيقتها عند العامة والدهماء.
اقرأ إن شئت قصة قارون: فخرج على" قومه في زينته قال الذين يريدون الحياة الدنيا يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون إنه لذو حظ عظيم 79 وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا ولا يلقاها إلا الصابرون {القصص: 79، 80}.
قد هيؤوك لأمر لو فطنت له
فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل
ومن الأمور المهمة أيضاً استغناء الداعية عن الناس قدر إمكانه، وعدم إراقة ماء وجهه ما استطاع، بل هو الذي يبذل الخير للناس.

7 - اعرف واقعهم وسترحمهم :
إن مما يشد همة الداعية إلى الله لينطلق بقوة إلى الدعوة والإصلاح نظره في واقع مَنْ حولَه وبُعدهم عن الله تعالى، وعمق الهوة السحيقة التي وقعوا فيها أو أوشكوا... فعند ذلك يتدفق من قلبه شعور برحمة هؤلاء، ثم يثمر الرغبة في تغيير واقعهم كيلا يوافوا الله تعالى وهم على هذا الحال .

8 - تحت الرغوة اللبن الصافي:
نعم! فلا يغرنك المظهر، وكذا في واقع الدعوة؛ فإن الناس وإن وقعوا في مآثم ومنكرات بل حتى موبقات فإنهم لا يزال فيهم خير ما داموا موحدين.
ومن هنا ينبغي لنا ألاَّ نترفع عليهم ونكشر أنيابنا في وجوههم، بل ينبغي أن نجلِّي لهم أبواب التوبة المفتوحة، ونرغبهم برحمة الله ولا نقنطهم منها، وأن نحاول تنمية جوانب الخير عندهم.
ومن الطرائف في ذلك أن بعض الدعاة كانوا في فرنسا، فذهبوا إلى حديقة مليئة بالناس والمنكرات، فوجدوا شاباً عربياً معه آلات موسيقية ويغني، فما كان منهم إلا أن ذهبوا إليه ودار الحوار الآتي:
الداعية: مَنِ الأخ.. أعني ما اسمك؟
الرجل: محمد...
الداعية: ما شاء الله ما شاء الله! هذا اسم الرسول صلى الله عليه وسلم .
الرجل: ولكني لا أصلي.
الداعية: ما شاء الله. الله أكبر. دائماً المؤمن لا يكذب ومنهجه الصراحة. وأنت كذلك...
فما كان من ذلك الرجل إلا أن ذهب مع الداعية إلى سكنه، وثم هداه الله تعالى على يديه.
ولقد ضرب لنا النبي صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة في ذلك؛ فها هو صلى الله عليه وسلم يسمع أبا محذورة يقلد الأذان؛ فما كان منه إلا أن أثنى على جمال صوته، ومن ثم علَّمه الأذان فصار بعدُ مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم .
وها هو يمنع أي أحد أن يتعرض لمن جلده في الخمر بعد جلده ويقول: "لا تعينوا الشيطان على أخيكم"(1).
إن بُعدنا عن صاحب المعصية والنظر إليه شزراً على أنه عاصٍ لَهُوَ من أسباب عون الشيطان عليه ونفرته من أهل الصلاح؛ ولكن عندما نفتح له قلوبنا ونتعامل مع أخطائه برفق وحنان فسينتج ما لم نره من قبل.
وبقي نقطتان منهجيتان في الدعوة ينبغي ألاَّ يغفلهما الدعاة وإن كانتا ليستا من طرق كسب الناس والتأثير فيهم:
الأولى: الصبر على ما يصيب الداعية في ذات الله؛ فإنه مأجور فيه، وله العاقبة بإذن الله إن صبر وثبت على منهجه الحق، وأظن أن عندك أخي القارئ من الآيات والأحاديث في ذلك ما يربو على ما عندي.
الثانية: أن على الداعية أن يؤدي ما عليه وهو واجب البلاغ، وأن النتائج ليست إليه ولا يؤخذ بها إذا أدى ما عليه. قال تعالى : إن عليك إلا البلاغ {الشورى: 48} .
تلكم كانت إضاءات وخواطر وقواعد دعوية اختلجت في صدري، فأبديتها ناصحاً نفسي وإخوتي، علها أن تؤدي ثمراتها .
وعلى الله قصد السبيل.
اضافة رد مع اقتباس
  #10  
قديم 15/03/2004, 08:19 AM
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 08/12/2003
مشاركات: 253
أجزاك الله الجنة الخير
وجعله بموازين اعمالك ولاحرمناك
اضافة رد مع اقتباس
  #11  
قديم 15/03/2004, 10:56 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ srabالهلال
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 07/12/2002
المكان: السعودية - البديعه
مشاركات: 2,602
بارك الله فيك يا فتاة الاسلام
وجعل ذلك في موازين حياتك
اضافة رد مع اقتباس
  #12  
قديم 15/03/2004, 07:19 PM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 11/06/2003
المكان: أسكن في منتدى الزعيم
مشاركات: 10,136
إقتباس
<center><normalfont><u>إقتباس من مشاركة الولد البار </u></center>
دامت ايامك با الاجر والثواب الدائم

تحياتى</normalfont>

اضافة رد مع اقتباس
  #13  
قديم 16/03/2004, 08:39 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ srabالهلال
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 07/12/2002
المكان: السعودية - البديعه
مشاركات: 2,602
اخي المعترض اشكرك على الزيارة
اضافة رد مع اقتباس
  #14  
قديم 22/03/2004, 01:09 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ srabالهلال
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 07/12/2002
المكان: السعودية - البديعه
مشاركات: 2,602
تختلف الجماعات الإسلامية هنا في البدايات التي يجب على الدعاة البدء بها ، هل هي الجانب السياسي أو العقائدي أو الأخلاقي .. فما هي الأمور التي ترون أن يبدأ بها ؟.

الجواب:

يشرع البدء بالعقيدة كما بدء بها النبي صلى الله عليه وسلم وبدأت بها الرسل ، ولحديث معاذ : " إنك ستأتي أقواماً من أهل الكتاب ، فإذا جئتهم فادعهم أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، فإن هم أطاعوك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة ، فإن هم أطاعوك بذلك فأخبرهم إن الله قد فرض عليهم صدقة تأخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم ، فإن هم أطاعوك بذلك فإياك وكرائم أموالهم ، واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب " ، إذا كان المدعوون كفاراً ، أما إذا كان المدعوون مسلمين فإنهم يبين لهم ما جهلوا من أحكام دينهم ، وما قصروا فيه ، ويعتنى بالأهم فالأهم .
السؤال:


كثير من الأشخاص عندنا يبررون لأخواتنا المسلمات الجديدات الذين اعتنقوا الإسلام حديثـًا جواز تحدثهن للرجال لاسيما الرجال المسلمين ما دامت النية سليمة وأن الحديث يدور حول الإسلام. وقد قرأت على موقعكم أجوبة لقليل من الأسئلة المشابهة لكن يا حبذا لو تكون هناك أدلة نصية أوضح عن هذا السؤال، حيث إن هؤلاء الأخوات ليس لديهن الأدلة الصحيحة من الحديث لمعارضة هذه التبريرات. فأرجو تقديم البراهين الساطعة من السنة والسلف الصالح بما يحسم هذه المسألة للأخوات والإخوة الذين يقولون بخلاف ذلك، وإن كانت هناك استثناءات في هذه المسألة فأرجو ذكرها. وتظهر أهمية الموضوع بصفة خاصة لأن الأخت الجديدة في الإسلام ليس لديها كثيرٌ من العلم ويسهل حملها على تغيير رأيها نظرًا لقلة علمها .

الجواب:

الحمد لله

جزاك الله تعالى خيرا ـ أخي الكريم ـ على غيرتك على أمر الأحكام الشرعية لاسيما بالنسبة لمن يدخل في هذا الدين الكريم لائذا به من جحيم الملل والأديان المنحرفة أو المحرَّفة

أما ما سألت عنه أخي الكريم من أمر تحدُّث المسلمات الجدد مع الرجال فظاهر من نصوص الشرع أنه قد جاء بتقرير القواعد العامة لعلاقة الرجل بالمرأة بما يحقق المقاصد الشرعية القائمة على تحقيق المصالح وحماية المسلم والمسلمة من أسباب الفتنة . وقد أقرَّ بأثر هذه القواعد العامة في إصلاح المجتمعات العقلاء حتى من الكفار أنفسهم وقبل ذلك شواهد التاريخ الإسلامي المُشرِق .

وقد جاءت الشريعة بتقعيد أصل العلاقة في التخاطب بين الجنسين في القرآن والسنة ومن أبرز ذلك قوله تعالى : ( يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفا ً) الأحزاب/32.

فالمحظور عدم الخضوع بالقول ، والواجب على المرأة القول بالمعروف ومعناه كما قال المفسرون لا تُرَقق الكلام إذا خاطبها الرجال ولا تُلين القول . والآية وإن كانت موجهة إلى نساء النبي صلَّى الله عليه وسلَّم إلا أن التعليل بدفع طمع الفُسَّاق في المسلمات العفيفات تعليل عام يدل على دخول كل المؤمنات في هذا الخطاب . قال الجصاص عن الآية ( وفيه الدلالة على أن ذلك حكم سائر النساء في نهيهن عن إلانة القول للرجال على وجه يوجب الطمع فيهن ) أحكام القرآن ج5/ص229

والشريعة تأتي بالقواعد العامة المحكمة التي تندرج فيها الجزئيات ولا يلزم أن تأتي أدلة تفصيلية على كل مسألة . والقاعدة العامة في هذه الآية تدخل فيها الكثير من الجزئيات والتي منها هذه الحالة وقد سبق في جواب السؤالين ( 1497 السؤال:


السؤال :
سمعت حكماً يتعلق بإباحة كلام الرجل مع المرأة في الحالات التالية فهل هذا صحيح:
الحالات هي :أن يسأل عن حال أسرتها والأغراض الطبية وفي البيع والشراء ولسؤالها للتعرف عليها عند الزواج وللدعوة إلى الإسلام فهل هذا صحيح وما الدليل؟

الجواب:

الجواب :
الحمد لله
الشروط الشرعية للكلام مع المرأة الأجنبية مذكورة في قوله تعالى : ( .. وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ .. ) سورة الأحزاب آية 53
وكذلك في قوله تعالى : ( فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلا مَعْرُوفًا(32) سورة الأحزاب
قال ابن كثير رحمه الله في تفسير الآية : أي لا تُلِنَّ القول . أمرهن الله أن يكون قولهن جزلا وكلامهن فصلا ، ( أي يكون كلامها جادا مختصرا ليس فيه ميوعة ) ولا يكون على وجه يظهر في القلب علاقة بما يظهر عليه من اللين ، كما كانت الحال عليه في نساء العرب من مكالمة الرجال بترخيم الصوت ولينه ، مثل كلام المريبات والمومسات ، فنهاهن عن مثل هذا .
فيطمع الذي في قلبه مرض أي يتطلّع للفجور وهو الفسق والغزل .
والقول المعروف: هو الصواب الذي لا تنكره الشريعة ولا النفوس. والمرأة تندب إذا خاطبت الأجانب وكذا المحرمات عليها بالمصاهرة إلى الغلظة في القول , من غير رفع صوت ، فإن المرأة مأمورة بخفض الكلام . انتهى .
فالكلام مع المرأة الأجنبية إنما يكون لحاجة كاستفتاء وبيع وشراء أو سؤال عن صاحب البيت ونحو ذلك وأن يكون مختصرا دون ريبة لا في موضوعه ولا في أسلوبه .
أمّا حصر الكلام مع المرأة الأجنبية في الأمور الخمسة الواردة في السؤال ففيه نظر إذ أنّها قد تصلح للمثال لا للحصر ، بالإضافة إلى الالتزام بالشروط الشرعية في الكلام معها حتى فيما تدعو الحاجة إليه من الدّعوة أو الفتوى أو البيع أو الشراء وغيرها . والله تعالى أعلم .

) و( 1121 السؤال:


سؤالي يتعلق بآداب الكلام مع الإخوة والأخوات وأحتاج إلى توضيح ، هل يجوز لنا السلام على الأخوات ( المسلمات ) غير المحارم والكلام معهن كما لو كنا نتكلم مع إخواننا ( المسلمين ) هل هناك فترة محددة في الكلام معهن ؟ وماذا عن ابنة العم أو الخال وهي غير محرم ، هل يجوز لي السلام عليها والسؤال عن حالها والكلام معها ؟ الرجاء تزويدي بالحديث ، وماذا عن الزواج ؟

الجواب:

الجواب:
الحمد لله
خلاصة ما قاله الفقهاء في صوت المرأة أنه ليس بعورة بذاته ولا تمنع من إسماعه عند الحاجة ولا يمنعون هم من سماعه ولكن بشروط وهي :
أن تكون بدون تمطيط ولا تليين ولا تميّع ولا رفع الصوت ، وأنه يحرم على الرجل أن يسمعه بتلذذ مع خوف الفتنة .
والقول الفصل في معرفة ما هو محظور على المرأة من قول أو صوت هو ما تضمنته الآية : ( يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولاً معروفاً ) .
فالمحظور هو الخضوع بالقول ، والواجب على المرأة القول بالمعروف ومعناه كما قال المفسرون لا تُرَقق الكلام إذا خاطبها الرجال ولا تُلين القول ، والحاصل أن المطلوب من المرأة المسلمة في كلامها مع الرجل الأجنبي أن تلتزم بما ورد في هذه الآية فتمتنع عما هو محظور وتقوم بما هو واجب عليها ، كما أن عليها أن يكون كلامها في حاجة أو أمور مباحة شرعاً ومعروفة غير منكرة ، فلا ينبغي أن يكون بين المرأة والرجل الغريب لحن ولا إيماء ولا هذر ولا هزل ولا دعابة ولا مزاح كي لا يكون ذلك مدخلاً إلى تحريك الغرائز وإثارة الشبهات ، والمرأة غير ممنوعة من الكلام مع الأجنبي عند الحاجة كأن تباشر معه البيع وسائر المعاملات المالية لأنها تستلزم الكلام من الجانبين كما أن المرأة قد تسأل العالم عن مسألة شرعية أو يسألها الرجل كما هو ثابت ذلك بالنصوص من القرآن والسنة ، وبهذه الضوابط السابقة يكون كلامها لا حرج فيه مع الرجل الأجنبي . وكذلك يجوز تسليم الرجل على النساء والنساء على الرجال على الراجح و لكن ينبغي أن يكون هذا السلام خالياً مما يطمع فيه مرضى القلوب بشرط أَمن الفتنة وملاحظة ما تقدّم من الضوابط .
أما إذا خيفت الفتنة من جرّاء السلام فيحظر سلام المرأة ابتداء وردها للسلام لأن دفع الفتنة بترك التسليم دفع للمفسدة ، ودفع المفاسد أولى من جلب المنافع ، يراجع المفصل في أحكام المرأة / عبد الكريم زيدان م3/276 . والله أعلم

) و( 6453 السؤال :
هل يجوز التخاطب مع الرجال عن طريق الإنترنت بكلام في حدود الأدب ؟

الجواب:

الجواب :
الحمد لله
من المعلوم في دين الله تعالى تحريم اتباع خطوات الشيطان ، وتحريم كل ما قد يؤدي إلى الوقوع في الحرام ، حتى لو كان أصله مباحاً ، وهو ما يسمِّيه العلماء " قاعدة سد الذرائع " .
وفي هذا يقول الله عز وجل { يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان } [ النور / 21 ] ، ومن الثاني : قوله تعالى { و لا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدواً بغير علم } [ الأنعام / 108 ] ، وفيها ينهى الله تعالى المؤمنين عن سبِّ المشركين لئلا يفضي ذلك إلى سبهم الربَّ عز وجل .
وأمثلة هذه القاعدة في الشريعة كثيرة ، ذكر ابن القيم رحمه الله جملة وافرة منها وفصَّل القول فيها في كتابه المستطاب " أعلام الموقعين " ، فانظر منه ( 3 / 147 - 171 ) .
ومسألتنا هذه قد تكون من هذا الباب ، فالمحادثة - بالصوت أو الكتابة - بين الرجل والمرأة في حدِّ ذاته من المباحات ، لكن قد تكون طريقاً للوقوع في حبائل الشيطان .
ومَن علم مِن نفسه ضعفاً ، وخاف على نفسه الوقوع في مصائد الشيطان : وجب عليه الكف عن المحادثة ، وإنقاذ نفسه .
ومن ظنَّ في نفسه الثبات واليقين ، فإننا نرى جواز هذا الأمر في حقِّه لكن بشروط :
1. عدم الإكثار من الكلام خارج موضوع المسألة المطروحة ، أو الدعوة للإسلام .
2. عدم ترقيق الصوت ، أو تليين العبارة .
3. عدم السؤال عن المسائل الشخصية التي لا تتعلق بالبحث كالسؤال عن العمر أو الطول أو السكن …الخ .
4. أن يشارك في الكتابة أو الاطلاع على المخاطبات إخوة - بالنسبة للرجل - ، وأخوات - بالنسبة للمرأة - حتى لا يترك للشيطان سبيل إلى قلوب المخاطِبين .
5. الكف المباشر عن التخاطب إذا بدأ القلب يتحرك نحو الشهوة .
والله أعلم .
) بيان تفصيلي لضوابط الحديث بين الجنسين بما يُغني عن تكرارها هنا .

والأصل في تعليم أحكام الشرع أن يكون الرجل هو المعلِّم والمبيِّن لما جعل الله تعالى له من القيام بمنصب إمامة الناس والفتيا والقضاء وغير ذلك ، ولهذا فلا إشكال أن تقوم النساء بسؤال الرجال عن أحكام الشرع كما كانت النساء تستفتي رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم عن أمور دينهن ، لاسيما إن كانت السائلة حديثة عهد بالإسلام وتحتاج من الأحكام ما تصحح به عقيدتها وتزيد قناعتها بهذا الدين الحنيف، ويلزم في حال تعلُّم المرأة من الرجل أن يكون ذلك وفق الضوابط الشرعية التي أُشير إليها .

ويلزم التنبيه في هذا المقام لإخواننا الحاملين لهِّم الدعوة في تلك البلاد ـ لاسيما الشباب منهم ـ أنه ينبغي على مَن علم مِن نفسه ضعفاً ، وخاف على نفسه الوقوع في مصائد الشيطان ، من تعلُّق القلب بالنساء بما يصرفه عن دعوته أن ينأى بنفسه عن التعرض المباشر لدعوة النساء مادام هناك ممن هو أقدر منه من يكفيه هذا الباب ، وإذا احتيج إليه فليقلل ما استطاع .

أما من ظنَّ في نفسه الثبات واليقين ، فإن الأصل جواز هذا الأمر في حقِّه لكن بشروط :

1. عدم الإكثار من الكلام خارج موضوع المسألة المطروحة ، أو الدعوة للإسلام .

2. عدم الممازحة في الكلام أو ترقيق الصوت أو نحو ذلك .

3. عدم السؤال عن المسائل الشخصية التي لا تتعلق بالبحث كالسؤال عن العمر ونحوه مما له تعلُّق بالسائلة .

4. متى كانت المسألة الشرعية تستطيع بيانها بعض الداعيات من المسلمات السابقات أو يمكن تحصيلها عبر الوسائط الدعوية من أشرطة صوتية أو برامج حاسوبية فهو أولى ، كما أنه متى تيسر أن يكون توجيه هذه المسلمة الجديدة ودعوتها من عدة أشخاص من الثقات كان أبعد عن التعلُّق وأدعى للارتباط بذات الدين لا بالشخص الذي دلَّها عليه .

5. الكف المباشر عن التخاطب إذا بدأ القلب يتحرك نحو التعلُّق أو الشهوة ، ومراقبة الله تعالى في ذلك لأن هذا الأمر خفيٌّ لا يعلمه إلا الداعية نفسه .

أما فيما يتعلق بالمسلمة الجديدة فإنه تبيَّن لها عمومات الأدلة الموضحة لحدود هذه العلاقة والحِكَمَ العظيمة منها ، ويحرص الداعي على أن يربطها بالله عز وجل ليكون ذلك أدعى لثباتها وبعدها عن أوجه التعلُّق بمن يدعوها من الرجال . وإن حصل منها شيء من المخالفة الشرعية في هذه المسائل من خضوع منها بالقول أو نحو ذلك فإنه يُرفق بها حتى يثبت أصل الإسلام عندها وتترسخ محبته في قلبها .

نسأل الله تعالى أن يعيننا على إيصال نور الإسلام ورسالته وأن يعيننا على التقيُّد بشرعه واتباع سنة نبينا محمد صلَّى الله عليه وسلَّم وهديه في جميع أمورنا .
اضافة رد مع اقتباس
  #15  
قديم 22/03/2004, 01:59 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ srabالهلال
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 07/12/2002
المكان: السعودية - البديعه
مشاركات: 2,602
شاع في بعض وسائل الإعلام المختلفة اتهام شباب الصحوة بالتطرف وبالأصولية ، ما رأي سماحت

السؤال:


السؤال : شاع في بعض وسائل الإعلام المختلفة اتهام شباب الصحوة بالتطرف وبالأصولية ، ما رأي سماحتكم في هذا ؟.



الجواب :

الحمد لله
هذا على كل حال غلط جاء من الغرب والشرق من النصارى والشيوعيين واليهود ، وغيرهم ممن ينفر من الدعوة إلى الله عز وجل وأنصارها ، أرادوا أن يظلموا الدعوة بمثل التطرف أو الأصولية أو كذا أوكذا ممن يلقبونهم به .

ولا شك أن الدعوة إلى الله هي دين الرسل ، وهي مذهبهم وطريقهم ، وواجب على أهل العلم أن يدعوا إلى الله ، وأن ينشطوا في ذلك ، وعلى الشباب أن يتقوا الله ، وأن يلتزموا بالحق ، فلا يغلو ولا يجفوا . وقد يقع من بعض الشباب جهل فيغلون في بعض الأشياء أو نقص في العلم فيجفون ، لكن على جميع الشباب وعلى غيرهم من العلماء أن يتقوا الله ، وأن يتحروا الحق بالدليل ، قال الله عز وجل ، وقال رسوله صلى الله عليه وسلم , وأن يحذروا من البدعة والغلو والإفراط كما أن عليهم أن يحذروا من الجهل أو التقصير ، وليس أحد منهم معصوماً ، وقد يقع من بعض الناس شيء من التقصير بالزيادة أو النقص . لكن ليس ذلك عيباً للجميع ، إنما هو عيب لمن وقع منه .

ولكن أعداء الله من النصارى وغيرهم ومن سار في ركابهم جعلوا هذه وسيلة لضرب الدعوة والقضاء عليها باتهام أهلها بأنهم متطرفون أو بأنهم أصوليون .

وما معنى أصوليون ؟

وإذا كانوا أصوليين بمعنى : أنهم يتمسكون بالأصول وبما قال الله وقال الرسول فهذا مدحاً وليس ذماً ، التمسك بالأصول من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم مدح وليس بذم ، وإنما الذم للتطرف أو الجفاء : إما التطرف بالغلو ، وإما التطرف بالجفاء أو التقصير ، وهذا هو الذم . أما الإنسان الملتزم بالأصول المعتبرة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فهذا ليس بعيب ، بل مدح وكمال ، وهذا هو الواجب على طلبة العلم والداعين إلى الله : أن يلتزموا بالأصول من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وما عرف في أصول الفقه ، وأصول العقيدة وأصول المصطلح فيما يستدل به وما يحتج به من الأدلة ، لابد أن يكون عندهم أصول يعتمد عليها ، فضرب الدعاة بأنهم أصوليون هذا كلام مجمل ليس له حقيقة إلا الذم والعيب والتنفير ، فالأصولية ليست ذماً ولكنها مدح في الحقيقة .

إذا كان طالب العلم يتمسك بالأصول ويعتني بها ويسهر عليها من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وما قرره أهل العلم فهذا ليس بعيب ، أما التطرف بالبدعة والزيادة والغلو فهو العيب ، أو التطرف بالجهل أو التقصير فهذا عيب أيضاً .

فالواجب على الدعاة أن يلتزموا بالأصول الشرعية ويتمسكوا بالتوسط الذي جعلهم الله فيه ، فالله جعهلم أمة وسطاً ، فالواجب على الدعاة أن يكونوا وسطاً بين الغالي والجافي ، بين الإفراط والتفريط ، وعليهم أن يستقيموا على الحق ، وأن يثبتوا عليه بأدلته الشرعية ، فلا إفراط وغلو ، ولا جفاء وتفريط ، ولكنه الوسط الذي أمر الله به .



كتاب مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله . ص / 233.
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 03:05 AM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube