صمد منتخب الكويت الوطني حتى الدقيقة 75 امام الهجوم المتواصل للمنتخب الصيني قبل ان يسقط بهدف من رأس المهاجم المخضرم هاو هايدونغ ساهم فيه الحارس شهاب كنكوني الذي كان حضوره متميزا حتى اللحظة التي قرر فيها الخروج لالتقاط كرة عرضية فكان قراره خاطئا لأنه لم يطل الكرة التي حولها هايدونغ برأسه الى المرمى الخالي ليفوز المنتخب الصيني 1/صفر في أولى مباريات الفريقين بخوض منافسات المجموعة الرابعة للتصفيات المؤهلة لمونديال 2006 لكرة القدم.
وقد أطفأ هذا الهدف اخر شعلة حماس لدى شباب الأزرق المتجدد الذين أظهروا شجاعة كبيرة واستحضروا روحا قتالية موازية لهذه المواجهة الصعبة فلو كانت الخسارة اجتهادا صينيا دون مثابرة لكان الأمر طبيعيا لكن أن تأتي الخسارة بخطأ ذاتي وفي ظل قتال دون هوادة فان الأمر مؤلم بالتأكيد!!
فحتى لو كانت الخسارة متوقعة كما قدمنا للقاء امس فان الاصرار والعزيمة التي أدى بهما الأزرق اثلج صدورنا وأعادا لنا بعض الثقة بهذا الفريق الذي تجاوز كل احباطات المرحلة وصعوبات الاعداد المتواضع وقلة الخبرة والتجانس فكان الأمر مثمرا على صعيد الروح التي افتقدها الفريق في خليجي 16 وهذا بحد ذاته مصدر أمان لكن الحقيقة المؤلمة تكمن في القصور الفني الذي كان باديا وهو قصور طبيعي في ظل التشكيلة الجديدة التي خاضت المواجهة وقصر فترة الاعداد التي نعتقد ان من اهم نتائجها هو الضعف الواضح في التحولات الهجومية وهو أمر يحتاج للمزيد من العمل التكتيكي ولو كان الأزرق عند المستوى لاستغل الدقائق العشرين في الشوط الثاني تحديدا لتنظيم هجمات سريعة وهو أمر سنتحدث عنه لاحقا.
حسابات المدربين
وضع منذ بداية اللقاء ان الأزرق استفاد من التغييرات الحاصلة في تشكيلته في ارباك حسابات المدرب الهولندي للمنتخب الصيني آري هان الذي كون قناعاته عن الأزرق من خلال خليجي 16 وهو ما أتى بنتيجة عكسية على فريقه الذي تفاجأ بحماس شديد واداء دفاعي ضاغط بدأ من وسط الملعب اجبره على ارسال كرات طويلة لتجنب خوض معارك في وسط الملعب نتائجها قد تكون سلبية عليه خاصة وان الفريق الصيني لا يمتلك المهارات الفردية اللازمة لمثل هذه المواجهات الثنائية، وكان تفكير كاربجياني المنطقي في انتهاج اسلوب 4/5/1 يتماشى وطبيعة المواجهة إذ ان تكثيف الوسط وتوزيع ادوار دفاعية واضحة بقيادة القادم الجديد والمتألق خالد الشمري الذي وضع نقاطا هامة في سلة قناعات الجماهير والمدرب والاعلام بكفاءته في التغطية والهدوء والمشاركات الهوائية حتى لو كان الهدف جاء من خلفه.
وقد وضح ايضا ان الفريق الصيني لعب بهدوء وثقة بالغتين بانه الفريق الأفضل وهو ما ساعد لاعبي الأزرق على تفعيل ادائهم ورفع نسقهم تدريجيا خاصة بعد تجاوز الدقائق الـ 15 الاولى.
كاربجياني ولكن!!
ورغم ان المدرب أجاد في توجهه التكتيكي في الشق الدفاعي وفي الدور الذي أداه خالد عبدالقدوس باجادة تامة لسحب الفريق الصيني وتخفيف الضغط عن دفاع الأزرق واجادة نواف شويع ونواف الحميدان في التغطية والانقضاض في الوسط الا ان كاربجياني بالغ في ردة فعله مع قيادة الأزرق للمواجهة نحو التعادل.
فكاربجياني استمرأ اداء فريقه الدفاعي وكأنه كان يفكر فقط بالنقطة غير واضع في اعتباره ان هناك فسحة في فضاء الأمل لخطف الفوز فهو لم يسع حتى اهتزاز شباك الأزرق لتغيير تكتيكي يفاجىء الفريق الصيني ويربك حساباته فإذا كان فهد الفهد الوحيد في المقدمة لم يجد اسنادا في التحولات الهجومية بسبب النقص التدريبي والعملي على مثل هذا الأمر فان تغيير منهج الفريق بالدفع بمهاجم ثان كما فعل بعد دخول الهدف كان من شأنه ان يؤدي الى تحول هام في اسلوب وشكل الاداء.
فالقاعدة تقول انك تبحث عن تكريس منهجك ثم تفكر في تغييره لمباغتة الخصم والشق الأول كان متوافرا من خلال الاداء المتزن على المستوى الدفاعي فيما الشق الثاني ظل اسير فكر المدرب كاربجياني الذي أيضا عندما أقدم على اشراك بشار اختار التغيير غير المناسب بسحب نهير ونعتقد ان التغيير كان اجدى لو تم على حساب نواف شويع او جراح العتيقي فالمغامرة هي اساس المدرب الناجح ولو ان الخطوة التي قام بها كاربجياني باشراك بشار ثم حمد حربي جاءت في وقت مبكر لكان مردودها اكبر وأنجع على المستوى التكتيكي طالما ان الروح القتالية حاضرة بقوة.
عموما لم يكن المنتخب الصيني ذاك المنتخب المرعب على ملعبه وكما قلنا ربما لعبت الثقة المفرطة دورا في النسق المتواضع للفريق الذي اعتمد على الكرات الهوائية وافتقد للاداء الجميل ولم يكن هناك شيء اضافي في وجود المحترف صن جيهاي الذي خرج مصابا ولم يكن عند مستوى ادائه مع مانشستر سيتي وقد بدا على وجه المدرب اري هان انه تسرع في اطلاق تصريحاته بالحاق هزيمة نكراء بالكويت ولولا خطأ كنكوني لكان الان في مأزق اعلامي.
مثل الصين: ليو يونفي - يانغ بو وزهينغ هو ولي ويفينغ ووي جين وصن جيهاي (وزهاو جيوري) وجياو زهانبو وزهاو جونزي وزهانغ يونينغ وهاو هايدونغ (زهو هايبين).
مثل الكويت: شهاب كنكوني - خالد الشمري ونواف الحميدان وجراح العتيقي وعلي عبدالرضا واحمد صبيح وفهد الفهد ونهير الشمري (بشار عبدالله) ومساعد ندا وخالد عبدالقدوس ونواف شويع (احمد الحربي).
المؤتمر الصحفي كاربجياني: قدمنا مباراة جيدة
أكد البرازيلي باولو سيزار كاربجياني مدرب منتخبنا الوطني ان الأزرق ادى مباراة جيدة امس كادت تترافق مع نتيجة مماثلة لولا الهدف الصيني المباغت وغير المتوقع الذي تسبب فيه حارس المرمى شهاب كنكوني بخطئه الجسيم.
واضاف كاربجياني خلال مؤتمر صحفي تلا المباراة، ان لاعبيه تصدوا بنجاح لكل المحاولات الهجومية الصينية وأبطلوا مفعولها، مشيداً بمستوى المضيف الذي فشل في تحقيق مراده بفوز كبير واضاع فرصاً عديدة خصوصاً في الشوط الاول.
هان: فوجئت بأداء الكويت
أوضح الهولندي آري هان مدرب الصين ان توقعاته بان تكون الكويت خصما سهلا لم تكن في محلها وقال انه فوجئ بالاداء الجيد لـ «الازرق» والطريقة الدفاعية الراقية التي تميز بها.
وذكر هان خلال مؤتمر صحفي اعقب اللقاء، ان المباراة كانت صعبة جدا لفريقه خصوصا انها كانت الاولى له.
وابدى المدرب الهولندي استياءه من الفرص العديدة التي اضاعها فريقه، مؤكدا ان الهدف الصيني تأخر كثيرا مما تسبب بالتأثير سلبا على معنويات لاعبيه.
... وبقيت ملاحظة / فَقَدَ الفهد!
ليس علينا ولا على الجماهير الرياضية او الاتحاد الكويتي لكرة القدم ان نخجل من خسارة النقاط الثلاث أمام منتخب الصين امس في أولى مباريات المجموعة الرابعة لتصفيات آسيا المؤهلة الى مونديال كأس العالم لكرة القدم العام 2006، ولكن علينا جميعا ان نتوارى خجلا من الفعلة الشنعاء التي ارتكبها لاعب المنتخب الوطني لكرة القدم فهد الفهد في حق اللاعب الصيني!
لا علينا ان نخجل لان في اعتقادنا لو كان هذا هو ذاته أداء «الازرق» في «خليجي 16» لحقق كأسه بدون عناء ولرفع راية الكويت عالية، وما قهر جماهيره التي آزرته، وذلك لان روح اللاعبين تغيرت واداؤهم ايضا تغير واصرارهم على الفوز او حتى التعادل كان واضحا، وارتدادهم من الهجوم الى الدفاع كان سريعا وان لم يكن بمستوٍ من الدفاع الى الهجوم وظهر نجوم في هذه المباراة على عكس المباريات السابقة أمثال خالد الشمري وخالد عبدالقدوس، وكان المدرب البرازيلي كاربجياني جريئا عندما دفع بمجموعة كبيرة من العناصر الجديدة، ولم يعبأ بالاسماء، وأجاد عندما أشرك بشار في الربع ساعة الاخير، وكان تغييرا موفقا، وكان بالامكان ان يحقق «الازرق» نقطته من التعادل بعد ان صمد حوالى 75 دقيقة، ولكن خطأ شهاب كنكوني الوحيد في هذا اللقاء، أضاع النقاط الثلاث وهذا لا يعني ان كنكوني لم يكن موفقا بل على العكس تماما أجاد أغلب فتراتها ولم يحسن الخروج لابعاد الكرة التي جاء منها الهدف.
أما فعلة فهد الفهد وان بررها هو او زملاؤه هناك من ان اللاعب الصيني كان «غثيثا»، وهذا ما اضطره الى البصق في وجهه من دون كرة، فهذا تصرف غير مقبول وغير اخلاقي ولا يقبله أحد، خصوصا انه حدث امام 60 ألف متفرج في الملعب ومليارات البشر عبر شاشات التلفزيون، واللافت ان اللاعب الصيني لم يرد على اساءة الفهد بمثلها بل اكتفى بالشكوى الى الحكم وحامل الراية فأظهر الفارق الكبير بين اخلاق اللاعب الصيني واللاعب الكويتي، فطرده الحكم شر طردة فخسر نفسه وافتقده فريقه واساء لناديه وللكويت، بل للاعبين العرب جميعهم واعتقد ان هذه الفعلة يجب الا تمر مرور الكرام.
حسب معلوماتنا فان لوائح الاتحاد الدولي ومثلها لوائح الاتحاد الآسيوي الذي ينظم التصفيات الآسيوية، تمنع منعا باتا ان يرتدي اللاعب سلاسل في صدره او خواتم في يديه او أي شيء يمكن ان يؤذي اللاعب نفسه او زملاءه او منافسه، والغريب ان الحكم الاوزباكستاني الذي أدار اللقاء باقتدار لم ينتبه الى ذلك، وسمح لبعض لاعبي الصين بارتداء سلاسل في صدورهم,,, ولكن ربنا ستر.
محمود صالح
الوطن + الرأي العام
حراام
شهاب كنكوني يفرح ملياااااااار صيني . آه.. يا كنكوني 
[/ALIGN]
;)
الوضع العادي
