أيها المسؤولون •• أفيقوا! - نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم

خلف ملفي · #1 18/02/2004, 01:32 AM

مَن لم يشاهد حلقة الأحد الماضي من البرنامج الحيوي جدا ((شباب)) الذي يبث أسبوعيا عبر القناة الرياضية، فلن يستطيع وصف المشاهد المحزنة، المخجلة، والمحبطة •• إلخ، فهي معبرة جدا جدا، وتستوجب على كل حامل قلم أو قادر على التأثير بأي طريقة كانت، أن يساهم في حل المعضلة الخطيرة جدا جدا (البطالة)•

ومن موقعي أكرر مرارا وأعترف بشدة أنني مهما حاولت التعبير عن بعض النماذج التي عرضها البرنامج، وهو يلتقي شبابا ـ بعضهم معوقون ((حركيا)) ـ يتدفقون حماسا للعمل وكسب الرزق، يقطعون آلاف الكيلو مترات، ويقفون في الطوابير، وتحت الشمس ساعات وساعات هنا وهناك، ويتزاحمون أمام النوافذ والأكشاك والأبواب مرات ومرات، لكن دون جدوى•

ومن موقعي في هذا المقام أناشد المسؤولين، كبيرهم وصغيرهم في القطاعين العام والخاص، أن يطلبوا من القناة الرياضية (نسخة) من الحلقة، ليقفوا بأنفسهم وأم أعينهم و((قلوبهم)) على حقائق أمرّ من العلقم، بل أتمنى أن تعرض الحلقة أمام أعضاء مجلس الشورى، وفي اجتماعات أهم يلتقي فيها كبار المسؤولين، لأنه من الأكيد أن أغلبهم لا يعرفون حقائق ((مرة)) ساقها بعض المشاركين، إضافة إلى مشاهد من بعض الأسواق، وتعليقات صادقة، هدفها مصلحة الوطن والمواطن، ولا سيما من قبل الزميل الأستاذ سعد الدوسري الكاتب المبدع دائما الذي أكد أن هناك ((مسؤولين أجانب)) منتهية صلاحيتهم في بلادهم، ويعملون قياديين لدينا! ولما للحلقة من فوائد جمّة آمل أن تعاد في القناتين الأولى والرياضية، كي يتسنى لكثيرين في أرجاء الوطن الوقوف على حقائق غائبة، وسيواكب ذلك تعاطف كثيرين مع هؤلاء الشباب الطموحين جدا، والدعاء لهم بالتوفيق، وأن ييسر لهم المولى ـ العلي القدير الخالق الرازق ـ باب الرزق•

من جانبي أطالب من يشاهد الحلقة بأن يضع نفسه، أو ابنه، أو شقيقه أو عزيزا لديه مكان أحد المتضررين. وبما أننا أمة يجب عليها أن تكون كالجسد الواحد، فمن واجبنا أن نفكر مليا في كيفية استثمار طاقات الشباب الذين لهم القدرة على الابتكار والإبداع والتطوير. هذه نماذج من عبارات صدح بها بعض المعانين: عشرات المرات، وأنا أتقدم• إن لم يكن لديك فيتامين ((واو ـ الواسطة))، لا تتعب نفسك• المتقدمون 30 ألفا وعدد الوظائف 30 فقط• الوظائف شُغلت، ومازالوا يعلنون (كذبا) عن ((وظائف جديدة))• ((المسؤولون)) الأجانب يطفشوننا• نحن شباب نملك القدرة على الابتكار والتطوير، لماذا لا يمنحوننا الفرصة لاكتساب الخبرة بجانب مسؤولين على وشك التقاعد كي نحل مكانهم مستقبلا؟ نسبتي 99 في المائة، ولا أجد قبولا في الجامعة• عملت في سوق الذهب، لكنهم يمنحونني راتبا ضئيلا لا يوازي نصف ولا ربع، أو30 في المائة من راتب أجنبي، لا أقل عنه في فهم تسويق البضاعة•

من جانبي أسأل: هل يعقل أن يعجز شاب سعودي عن إدارة محل لبيع دجاج طازج في ((الثلاجة))، أو عن العمل كـ ((صراف)) في سوبر ماركت، أو في محطة بنزين؟ وفي المقابل أسأل أيضا: أيننا من ((صغار)) يتسولون أمام إشارات المرور؟ أما من يحملون شهادات تقنية أو غيرها من تخصصات مختلفة فإنني أتعجب من عدم منحهم الفرصة في مواقع حيوية، ونحن نعيش عصر العولمة والتقنيات الحديثة•

بقي أن أشكر كل من ساهم في إظهار هذه الحلقة التي تستحق أن تنافس على أثمن الجوائز، ولكل من شارك فيها بالنقاش والإعداد والرأي التقدير والاحترام، مبتهلين للمولى العلي القدير أن ييسر العمل والرزق لشبابنا وشاباتنا، وأن يوفق مسؤولينا لما فيه خير البلاد والعباد•

خلف ملفي
[email protected]