المعارضة الفاسدة .. وبصمة مدرب النصر
[ALIGN=RIGHT]العقل العربي أشبه بـ (كرة صوف لفت على عجل) ، أي مشربك ، والبحث فيه لتحديد مشاكله ؛ أمر معقد وصعب فالأمور مترابطة ومشربك بطريقة يستحيل أن تحدد أي الأمور مسئولة عن مشكلة ما .
وبما أنني سأتحدث عن الرياضة ، أود أن أكد بأن الرياضة مرآة للمجتمع أي العقلية التي تدار بها الرياضة هي نفس عقلية المجتمع .
قبل شهر أثيرت قضية دين 800 ألف في نادي الهلال ، وكان أطرافها المصيبيح من جهة والأمير بندر بن محمد والمسعد من جهة أخرى ، وحدث بها ضجيج كثير أثار غبارا حجب الوثائق التي قدمت .
اليوم خرج رئيس نادي الهلال الأمير عبدالله بن مساعد ليؤكد أنه هاتف الأمير بندر ومعه المسعد قبل ترأسه للنادي ، وأكدا له أن المصيبيح هو من صرف على درجتي الناشئين والشباب ، طوال تلك السنوات ، فطلب رئيس نادي الهلال الحالي ، الإثباتات من المصيبيح ، فقدم المصيبيح للرئيس 129 مسير استلام رواتب ومكافئات بالإضافة إلى فواتير أخرى .
قد أعتب على رئيس الهلال لتأخره في الرد لحسم هذا الأمر ، ولكن ما أريد أن أناقشه هو أعمق من التأخر ، وهو هذه العقلية التي لدينا ، والتي تسبب المشاكل أكثر مما تحلها ، أو لماذا خرج الرئيس والرئيس المكلف السابقين ليوهما الجماهير بأن الإدارة الحالية مليئة بالمشاكل ؟ ، ولماذا استمرا في مكابرتهما بما قالاه ؟
قد تكون الإجابة على السؤال الثاني مرتبطة بنمط التربية لدينا ، فنحن منذ الصغر تُعلمنا الأسرة والمجتمع أن (الرجال ما يرجع بكلامه) ، وبهذه الطريقة أصبحنا ندافع عما نقوله ليس بحثا عن الحق ، بل من أجل كرامتنا التي ستهدر لو تراجعنا (فالرجال ما يرجع بكلامه) ، ولكن ماذا عن السؤال الأول ؟
إنه يكشف عن مشكلة أكبر وأعمق لدينا ، والمتمثلة بأنانية الإنسان وأن الكثير منا يهمه نفسه أكثر من الحق ، فتجد المسئول حين يخرج من مكان ما ، يريد أن يثبت للجميع أن المكان خسره ، وأن لا أحد مثله ، فيتحول إلى معارض لهذه الإدارة .. ولكن بالطريقة العربية الخاص بنا .
والتي تحمل شعار هتلر : (ضخامة الكذبة أكثر الناس سيصدقونها) ، وهذا ما جعل أحد المعارضين العرب يقول : إن المظاهرة وصلت إلى 50 ألف ، فيما هم لم يتجاوزا المائتين ، لماذا الكذب ؟
لأن المعارضة العربية ليدنا لا تهدف للإصلاح كما تفعل المعارضة في الغرب والتي تنتظر خطأ الإدارة فتعاقبها ، وهذا ما يجعل الإدارات هناك تدقق كثيرا حتى لا تخطئ ، فيما هنا تجدهم يلفقون الأكاذيب ، فتنشغل الإدارة برد التهم الكاذبة ، وتنس مهامها لأن هناك من يصدق هذه الأكاذيب ، أما لماذا تصدق ؟
يقول أحد الحكماء : (ثقافتنا تمكن منها أو يسيطر عليها العقل الأسطوري أو الخوارقي في حياتنا وانحسار العقل العلمي) ، وهذا العقل لا يمكن له طرح الأسئلة المنطقية ، والتي أهمها (إن كان هذا الشخص سيء في عمله ، وغير مؤتمن ، وخرب المدرسة ودرجة الشباب والناشئين لماذا استمر معك طوال هذا الوقت ؟) .
أرأيتم ، كيف هو العقل العربي لدينا (كرة صوف لفت على عجل) ، وأن المشكلة ليست في كذب المعارضة ، بل أن هناك أناس مازالوا يصدقون (ضخامة الكذبة) ، يقول أحد من وصف نفسه بالنقاد ( إن بصمه مدرب النصر وضحت في مباراة الهلال والنصر الأخيرة) ، فراح يردد الكثير هذا ، ولم يخبرنا ذاك الناقد أين تكمن هذه البصمة ، فأنا ومنذ عشرين عاما ، منذ أن خرج حارس مرمى النصر سالم مروان ليطارد مهاجم الهلال منصور بشير إلى لوحة سلاح المدرعات ، والنصر أعلن أنه لا يمكن له مجارات الهلال في فتح اللعب ، فاعتمد على دفاع المنطقة واللعب على المرتدات ، وكان دفاعه يتحمل الضغط طوال المباراة ، ويحقق الفوز أحيانا ويهزم أحيانا ، ويتعادلان كثيرا .
لكن الناقد التابع للمعارضة قرر أن يكذب ، وليؤكد كذبة البصمة ؛ أضاف كذبة جديدة : (إن مدرب الهلال يريد تصفية حساباته مع الشريدة والجابر) .. كيف يصفي حساباته ؟
وقبل السؤال كيف (هل يعقل مدرب يبحث عن نجاحه ، يحارب نفسه ؟) .. ويحرم نفسه من مكافئة الفوز ؟
يمكن هذا إن كان هناك أشخاص مازالوا يصدقون (ضخامة الكذبة) .
تنويه ..
المعارضة العربية أسوء من الحكومات العربية ، بل هي فاسدة أيضا .[/ALIGN]
[ALIGN=CENTER]
[email protected][/ALIGN]