نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي

نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي (http://vb.alhilal.com/)
-   منتدى الثقافة الإسلامية (http://vb.alhilal.com/f55/)
-   -   الحلقة الثانية من مسلسل الأبطال ومع سيف الله "خالد بن الوليد". (http://vb.alhilal.com/t140173.html)

(إبن الهلال) 19/01/2004 02:33 AM

الحلقة الثانية من مسلسل الأبطال ومع سيف الله "خالد بن الوليد".
 
إن أمره لَعَجب..!!
هذا الفاتك بالمسلمين يوم أُحُد والفاتِكُ بأعداء الإسلام بَقيَّة الأيام..!!
أَلا فلْنأت على قصته من البداية..
ولكن أَيُّةُ بِداية..؟؟
إنه نفسه، لا يكاد يعرف لحياته بَدءاً إلا ذلك اليوم الذي صافح فيه الرسول مُبَايعاً..
ولْنُصْغِ إليه –رضي الله عنه- يحدثنا عن مَسيرهِ المبارك إلى رَسول الله عليه الصلاة والسلام، وعَن رحلته من مكة إلى المدينة:
".. وَودِدْتُ لو أجد من أُصاحِب، فلقيتُ عثمان بن طلحة، فذكرتُ له الذي أريد فأسرعَ الإجابة، وخرجنا جميعاً فأدْلَجنا سَحرا.. فلما كنا بالسهلّ إذا عمرو بن العاص، فقال مرحباً بالقوم، فقلنا: وَبك...
"قال: أين مَسيركُم؟ فأخبرناه، وأخبرَنا أيضاً أن يريد النبي ليُسلم.
"فاصطحبنا حتى قدمنا المدينة أول يوم من صفر سنة ثمان.. فلما اطَّلَعْتُ على رسول الله سلمت عليه بالنبوة فردَّ على السلام بوجهٍ طلق، فأسلمتُ وشهدت شهادة الحق..
"فقال الرسول: قد كنت أرى لك عقلاً رجوتُ ألا يُسْلمك إلا خير..
"وبايعتُ رسول الله وقلت: استغفرِ لي كل ما أوضَعْتُ فيه من صَدَّ عن سبيل الله..
"فقال: اللهم اغفر لخالد بن الوليد كل ما أوضع فيه مِنْ صَدًّ عن سبيلك..
"وتقدم عمرو بن العاص، وعثمان بن طلحة، فأسلما وبايَعا رَسُولَ الله"..
إذن مع خالد وقد أسلم، لنرى من أمره عجباً...!!!

***

كان أبو بكر الصديق –خليفة المسلمين آنذاك- قد أدرك بفطنته وبصيرته ما لِقُوى الشر الجاثمة وراء حدود بلاده من دور خطير في تهديد مصير الإسلام وأهله.. الفرس في العراق.. والروم في بلاد الشام...
هنالك.. أرسل الخلفية العظيم المبارك توجيهاته إلى "خالد" أن يمضي بجيشه صَوْب العراق..
واستهل عمله بالعراق بكُتب أرسلها إلى جميع وُلاة كسرى ونوابه على ألوية العراق ومدائنه...
"بسم الله الرحمن الرحيم
"من خالد بن الوليد.. إلى مزاربة فارس..
"سلام على من اتَّبعَ الهُدى
"أما بعد، فالحمد لله الذي فضّ خدمَكم، وسلب مُلككُم، ووهَّن كَيْدَكُم
"مَن صَلّى صلاتَنا، واستقبل قبلتنا، وأكل ذبيحتنا فذلكم المسلم، له ما لنا وعليه ما علينا
"إذا جاءكم كتابي فابعثوا إليَّ بالرُّهُن واعتقدوا مني الذمَّة
"وإلا، فوالذي لا إله غيره لأبعثن إليكم قوماً يحبون الموت كما تحبون الحياة"..!!!
وكم كان رائعاً من خالد أن بدأ زحفه بأمر أصدره إلى جميع قواته:
"لا تتعرضوا للفلاحين بسوء، دعوهم في شغلهم آمنين، إلا أن يخرج بعضهم لقتالكم، فآنئذ قاتلوا المقاتلين".
وسار بجيشه الظافر كالسكين في الزبد الطرِيّ حتى وقف على تُخوم الشام...
وهناك دوَّت أصوات المؤذنين، وتكبيرات الفاتحين.
وأنتصر جيش الإسلام على الفرس في العراق، وكان هذا النصر يبشر بنصرٍ مثله على الروم في الشام..

***

بعد أن أنتصر المسلمين على الفرس في العراق بدأ الصديق يجهز لقتال الروم في الشام.
فجنَّد الصديق جيوشاً عديدة، واختار لإمارتها نفراً من القادة المهرة..
في ذلك الوقت كان جيش الروم قد استعدوا للقتال والحرب وقال قائدهم:
"والله لنشغلنَّ أبا بكر عن أن يُوِردَ خيله إلى أرضنا"..
وقد بلغ جيش الروم مائتي ألف مقاتل، وأربعين ألفاً.
فأرسل قادة المسلمين إلى الخليفة بالصورة الرهيبة للموقف فقال أبو بكر:
"والله لأشْفِينَّ وساوِسَهم بخالد".!!!
وامتثل خالد للأمر وأطاع، فترك على العراق "المثني بن حارثة" وسار مع قواته التي اختاراها حتى وصل الشام ولحق بجيش المسلمين، وأنجز بعبقريته الباهرة تنظيم الجيش وتنسيق مواقعه في وقت وجيز، ووقف في المقاتلين خطيباً فقال:
"إن هذا يومٌ من أيام الله، لا ينبغي فيه الفخر ولا البغي...
"أخلصوا جهادكم وأريدوا الله بعملكم، وتعالوا نتبادل الإمارة فيكون أحدنا اليوم أميراً، والآخر غداً، والآخر بعد غد، حتى يتأمَّر كلكم"..
وقُبيل بدء القتال طلب قائد الروم "ماهان" أن يبرز إليه خالد ليقول له بضع كلمات..
وبرز إليه خالد فقال له:
"قد علمنا أن لم يخرجكم من بلادكم إلا الجهد والجوع..
"فإن شئتم، أعطيتُ كل واحد منكم عشرة دنانير، وكسوة، وطعاماً، وترجعون إلى بلادكم، وفي العام القادم أبعث إليكم بمثلها"..!!
فرد عليه خالد رداً مناسباً وقال له:
"إنه لم يخرجنا من بلادنا الجوع كما ذكرت، ولكننا قوم نشرب الدماء، وقد علمنا أن لا دم أشهى ولا أطيب من دم الروم، فجئنا لذلك"...!!
ولَوَى البطل زمام جواده عائداً إلى صفوف جيشه. ورفع اللواء عالياً مُؤذناً بالقتال..
"الله أكبر".
"هُبَّي رياح الجنة"..
واندفع جيشه كالقذيفة المصوبة.
ودار قتال ليس لضراوته نظير..
إنها معركة "اليرموك" التي أقبل الروم فيها كفيالق الجبال..
وبدا لهم من المسلمين ما لم يكونوا يحتسبون..
ورسم المسلمون صُوراً تبهر الألباب من فدائيتهم وثباتهم..
إلا هُبَّي رياح النصر..
هُبَّي قوية عزيزة، ظافرة، قاهرة..

***

بينما خالد بن الوليد يقود الجيش في هذه المعركة الضارية "معركة تبوك" ويستلُّ النصر من أنياب الروم استلالاً فَذَاً، وإذا به يفاجأ بالبريد القادم من المدينة يحمل كتاب الخليفة الجديد –أمير المؤمنين عمر بن الخطاب- وفيه تحية الفاروق للجيش المسلم، ونَعْيُه خليفةَ رسولِ الله أبا بكر الصديق رضي الله عنه، ثم أمره بتنحية خالد عن القيادة، وتولية "أبي عبيدة بن الجرَّاح" مكانه..
قرأ خالد الكتاب، وهمهم بابتهالات الترحُّم على أبي بكر والتوفيق لعمر..
واستأنف قيادته للمعركة مُخْفياً موت أبي بكر وأوامر عمر حتى يتحقق النصر الذي بات وشيكاً وقريباً..
ودَّقت ساعة الظَّفَر، واندحر الروم..
وتقدم البطل من أبي عبيدة مؤدياً إليه تحية الجندي لقائده، وقبله خالداً بين عينيه، وراح يُطْري عظمة نفسه وسجاياه..
لم يكن أمير المؤمنين عمر يأخذ على خالد مِنْ سُوء، ولكنه كان يأخذ على سيفه التسُّرع، والحِدَّة..
ولقد عبَّرَ عمر عن هذا حين اقترح على أبي بكر عزله إثرَ مقتل مالك بن نويرة، فقال:
"إن في سيف خالد رَهقاً".
أي خِفَّةً، وحِدَّةً، وتَسَرُّعاً..
فأجابه الصدَّيق:
"ما كنت لأشيمَ سيفاً سَلَّهُ الله على الكافرين".
لم يقل "عمر" إن في خالد رهَقاً.. بل جعل الرهَق صفة لسيفه لا لشخصه، وهي كلمات لا تمن عن أدب عمر فحسب، بل وعن تقديره لخالد أيضاً..

***

لقد كان خالد يحمل طاقة غير عادية.. وكان يَستبدُّ به تَوْق عارم إلى هدم عالمَه القديم كله..
ولو أننا أبصرناه يهدم صَنَم "العُزَّى" الذي أرسله النبي لهدمه..
فهو يضرب بيمينه، وبشماله، وبقدمه، ويصيح في الشظايا المتناثرة، والتراب المتساقط:
"يا عُزَّى كفرانك، لا سُبْحانك
إني رأيتُ الله قد أهانك"..!!
ثم يحرقها ويشعل النار في ترابها..!
لم يعرف خالد أداةً للتصفية إلا سيفه..
وإلا.. " كُفرانك، لا سُبْحانك..
إني رأيتُ الله قد أهانك"..!!

***

والآن.. وبعد كل هذا التاريخ الحافل بالانتصارات والبطولات والجهاد في سبيل الله..
أما آن له أن يستريح..؟؟ وهو الذي لم تَشهد الأرض عدواً للراحة مثله..
أنا آن لجسده المجهد أن ينام قليلاً..؟؟ فالرجلُ لا ينام.. ولم يترك أحداً ينام"..
وهو الذي قد قال عنه عمر بن الخطاب:
"عجزت النساء أن يَلِدْن مثلَ خالد"..!!
لقد بكاه عمر يوم مات بُكاءً كثيراً، وبكي على الفرصة التي أضاعها الموت من عمر، لأن عمر كان يعتزم ردَّ الإمارة إلى خالد بعد أن زال افتتان الناس به، لولا أن تداركَهُ الموت وسارع خالد إلى لقاء ربه.
نعم، سارَع البطل العظيم إلى مَثوَاه في الجنَّة..
ولكن مأساة حياة البطل أن يموت البطل على فراشة..!!
هنالك قال ودموعه تنثال من عينه:
"لقد شهدتُ كذا، وكذا زحفاً، وما في جسدي موضع إلا وفيه ضربة سيف، أو طعنة رُمح، أو رَميةُ سهم..
"ثم هأنذا أموتُ على فراشي حتف أنفي كما يموت البعير، فلا نامتْ أعيُنُ الجبناء"..!!
أتدرون ماذا كانت تركتُه..؟
فرسَه وسلاحه..!!
ثم ماذا..؟؟
لا شيء قط، مما يقتني الناس ويمتلكون..!!
وما كان من متاع الدنيا جميعه ما يستحوذ على حرصه..
شيء واحد، كان يحرص عليه في شغف واستماتة.. تلك هي "قَلنسُوتُه"..
سقطت منه يوم اليرموك.. فأضنَى نفسه والناس في البحث عنها.. فلما عُوتب في ذلك قال:
"إن فيها بعضاً من شَعر ناصية رسول الله وإني أتفاءل بها، وأستَنصِر".

***

وثوَى البطل إلى مَرقَدِه..
ووقف أصحابه في خشوع، والدنيا من حولهم هاجعة، خاشعة، صامتة..
ولم يقطع الصمت المهيب سوى صهيل فرسٍ قطعت شوارع المدينة واثبةً وراء جثمان صاحبها، يقودها عَبيرهُ وأريجُه.
وإذا بلغت الجمع الصامت والقبر الرطب لوّحت برأسها كالراية. وصَهيلها يصدح.. تماماً مثلما كانت تصنع والبطل فوق ظهرها، يهدُّ عروش فارس والروم، ويشفي وساوس الوثنية والبغي، ويزيح من طريق الإسلام قُوى التقهقر والشرك..
وراحت –وعيناها على القبر لا تزيغان- تعلو برأسها وتهبط، مُلَّوحةً لسيدها وبطلها، مؤدية له تحية الوادع..!!
لقد وقفها "خالد" مع سلاحه في سبيل الله..
وهل ستُذلل ظهرها لأحد سواه..؟؟
إيه يا بطلَ كل نَصر..
ويا فَجْرَ كُل ليل..
لقد كنت تعلو بروح جيشك على أهوال الزحف بقولك لجندك:
"عند الصباح يحمد القوم السُّرَى"..
حتى ذهبتْ عنك مثلاً..
وهأنتذا، قد أتمَمتْ مَسراك..!!
فَلِصباحك الحمد، أبا سليمان..!!
ولذكراك المجدُ، والعِطرُ، والخُلد، يا خالد..!!
ودَعونا نُردَّد مع أمير المؤمنين "عمر بن الخطاب" كلماتهِ العِذاب الرَّطاب التي ودَّع بها سيفُ الله "خالد بن الوليد" ورثاهُ بها:
*رَحِمَ الله أبا سليمان*
*ما عِنْدَ الله خيرٌ مما كان فيه*
*ولقد عاش حَميداً*
*وماتَ سعيداً*

***

ولتكوني معي في الحلقة الثالثة من مسلسل الأبطال ومع بطلٍ ثالث من أبطال الإسلام..
مسلم من قريش، لا أقل ولا أكثر
الدين: الإســــــــــلام
والقبيلة: قريـــــــش
هذه لا غير، هَويَّته
إنه أمينُ هذهِ الأُمة...
إنه أبو عُبيدة.. "عامر بن عبد الله الجرَّاح"..

شيروكي 19/01/2004 12:20 PM

ودَعونا نُردَّد مع أمير المؤمنين "عمر بن الخطاب" كلماتهِ العِذاب الرَّطاب التي ودَّع بها سيفُ الله "خالد بن الوليد" ورثاهُ بها:
*رَحِمَ الله أبا سليمان*
*ما عِنْدَ الله خيرٌ مما كان فيه*
*ولقد عاش حَميداً*
*وماتَ سعيداً*

عاشق &&& التمياط 20/01/2004 11:27 AM

تسلم على الموضوع

وجعل ذلك في موازين حسناتك ,,,,


الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 01:00 AM.

Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd