[COLOR=green]يقول المفكر المعروف عبدالكريم بكار " إن رؤية نصف الحقيقة شر من الجهل بها " ، وهذا ما تعانيه جل الجماهير الرياضية قاطبة ، نظرا لسوداوية ذوي الفكر والقرار في أنديتنا ، وإن كنا مع زعيمنا ننعم بقدر ليس بالقليل من الشفافية الحتمية فرضتها طبيعة الجماهير الواعية.
كانت وما زالت لدي قناعة بأن النادي هو من يربي الجمهور ، فإن كان الأول أحادي الرؤية قطبي التوجه ، كان لزاما على الثاني اللهث خلفه معصوب العينين ، مسلوب الهوية .. وهو ما تمثله حالة جمهور شقيقنا الأصفر .. فالفكر كما يصفه بن خلدون " عملية تراكمية " ، تشكلها عوامل عدة .. وفكر جيراننا .. سوداوي حتى الثمالة .. يرفض الآخر ويزدريه .. يجرده من كل حقوقه في التعبير عن خلجات النفوس ونفثات الأفئدة .. باتوا يرددون كالببغاوات مقالات كبيرهم الذي علمهم إنكار الثوابت وتشويه الحقائق .. إلا أن ثمة أمر طفا على السطح ..
قدر لي حضور مباراة زعيمنا مع الطائي ، وقدر لي ايضا أن يكون لي عزيز من تلك الديار أصر علي حضور مباراة بنو حاتم مع الأصفر .. ولقد فعل بهم الرمادي ما فعل بنا تماما .. أذاقهم صنوف الأهداف .. لتسقط حسرة وندامة على كل فؤاد أصفر جريح .. كانت ردة الفعل غير طبيعية .. ثارت الجماهير .. غضبت .. ماجت .. صرخت .. احمرت الأوداج .. وحشرجة الصدور ... وتقادمت الأصوات أن " لا بورك فيك من زعيم قد هوى " .. فكانوا كما قال شكسبير " الحب أعمى .. والمحبون لا يرون الحماقات التي يمارسونها " “ didn’t see sillies they are doing” .. وما أن أنهى Love is Blind, and lovers ذو الصافرة المباراة إلا واتجهت الجماهير الحانقة صوب مكان خروج اللاعبين .. لتقذفهم بكل ما يمكن قذفه .. ولسان حالهم يقول " أعيدوا لنا مجدا تليدا " .. ثم ماذا حصل ..لم يخرج رئيسنا المهذب ليغرقنا في الوحل الآسن كما يفعل غيره .. بل كان هو غضبان من مستوى الفريق .. ونفسه تأزه أزا .. اعتذر بشجاعة .. والتمس العذر للجماهير .. ووعدها خيرا .. وكذاك فعل لا شلت يمينه ..
أما مباراة الأصفر وبين حاتم .. وبعد خراب مالطا .. بدأ الجمهور المغلوب على أمره باستجلاب الماضي .. نبشت تلك الجماهير في كل اسم يعكر صفو رئيسها .. هتفت لغزالها الأسمر والذي لا زال يبحث عن ممن يخرجه من مأزق التأريخ 9/9/1999 .. ذكرت موسيقارها.. شتمت .. سبت .. وأوغلت في ذلك .. حتى خيل لي أنهم فعلا جماهير " دسيسة .. ومندسة .. ومتدلسة .. ومنبطحة .. ومتنطحة .. الخ.. من مفردات لا تجدها إلا عند ذاك السوداوي.. لكن السؤال ماذا فعل رئيسهم ..
هبه خرج على جماهيره في صبيحة اليوم التالي واعتذر لها واسترضى جانبها ووعدها خيرا.. كما يفعل الشجعان .. أفكان ذلك يضيره في شيء !! إن هي إلا كلمات تنبس بها شفتاه الكارهتين لكل ما هو أزرق يهون بها مصيبة القوم ويهدأ من روع النفوس الحانقة .. كلمات تجلوا الهموم وتضيء الظلمات كالحة السواد .. لكن هيهات .. أبى إلا أن يكون كما قال المرايشال تورين " لا احجم عن قطع رأس كل من يرفض الأوامر " . . خرج علينا بزبد نعرفه نحن تماما أكثر من جماهير ناديه .. فمن لا حول له ولا قوة في التعبير عن رأيه .. لن يفهم فلسفة الرأي والرأي الآخر .. وإن كان لهم ذلك .. فهي قوة خائرة .. متساقطة .. باتت كالعرجون القديم.. اقول خرج علينا طيب الذكر بنظرية موسومة بـــــ" الدسيسة .. والمندسين .. المؤامرة .. والمتآمرين.." .. يا الله .. أما آن لهذا البوق العفن أن يصمت .. ألا يرعوي مشاعر محبي النادي ممن اعيتهم الخسائر وأدمتهم النوازل وملوا من الوعود والانتظار .. ألا يوقرهم ويرفع من قدرهم ويحترم كبيرهم وصغيرهم .. ألا يتذكر وقفاتهم مع ناديه في أحللك الظروف ومفترقات الطرق .. وأيم الله .. لو خرج علينا رئيس لنادينا ونعتنا بالجماهير " المندسة " ونحن الجماهير المتحمسة .. لتركت النادي غير مؤسف عليه .. ولوليت شطر فضحه ليلا نهارا .. سرا وجهارا..
لكننا في زعيمنا ندرك حقيقة أمرنا .. نفلسف الكرة وفق معايير لا تخدع صاحبها .. نعي تماما مشاكل نادينا .. نناقشها .. فلقد حبانا الله نعمتان نعملهما بكل فن .. نضوج الفكر .. وسلامة الطرح .. نعرف من المخلص لنادينا .. ومن المتملق المتزلف .. من يتعيش على الروائح العفنة والعطايا النتنة .. نعرف ونفضح كل من تغريه نفسه الرديئة بالاقتتات على مشاعرنا تجاه زعيمنا.. وكم من ساقط صادته حبائلنا .. فأصبح هشيما تذروه الرياح ..
إن كل من مر على كرسي الرئاسة في زعيمنا لا يخشى سوى الجماهير .. فهو يعي تماما أن اللسان الطويل دلالة على اليد القصيرة .. كما يقول المثل الأسباني ..
نعم نخسر .. لكننا لا ننهزم .. فالخسارة للشجعان .. والهزيمة للغلمان .. خسارتنا خسارة ابطال .. وركود بركان .. لا نلبث أن نثور بعدها لنأكل ذهب البطولات ويابسها .. لكننا لا ندعي.. ولا نسمح لأحد بالتحذلق علينا ليقول " هلالنا كريال مدريد " .. فهلالنا عشق .. وريالهم منتخب .. لو نازل نجوم السامبا وهم ومن هم ، لأذاقهم الويلات الوانا واصنافا .. ولمات البن في برازيليا من هول المفاجأة ..
إن الفاشلين ضربان : ضرب فكر ولم يفعل .. وضرب فعل ولم يفكر .. وكبير جيراننا كذلك.. فالفشل بالنسبة له هو النجاح الوحيد الذي يمكن تحقيقه دونما عناء أو تعب .. أما زعيمنا.. أما أزرقنا .. أما عشقنا .. أما هلالنا .. فيقول
[FONT=Arial Narrow]قالت علا الناس إلا أنت قلت لها كذلك يثقل في الميزان من رجحا [/FONT]

هذه قبسات من حقائق الآخر .. لا ننكره .. لا نكرهه .. لا نصادر رأيه .. لا نشتمه .. لكننا نحب هلالنا .. ولدنا كذلك .. وسنموت كذلك ..[/COLOR]