26/03/2001, 08:02 PM
|
زعيــم نشيــط | | تاريخ التسجيل: 31/01/2001
مشاركات: 522
| |
نقلا عن صفحة الشيخ المنجد
أسائل اللةأن ينفعني وأياكم
الحمد لله الذي خلقنا لعبادته وشرع لنا دينه وشريعته وألزمنا بها وقَبل منا العذر في الخطأ والنسيان وما استُكْرهنا عليه .
وأمر بأخذ الشرع بقوة ، فقال تعالى : ( خذوا ما آتيناكم بقوة ) ، والدّين قول فصل ، وليس بالهزل ، وكثير من الناس لا يأخذون أمور دينهم بجدٍّ وقوة ، ويعتذرون بأعذار واهية ، وهذه من صفات المنافقين الذين اتخذوا دينهم هزواً ولعباً ، وعند المعاتبة والنصيحة يعتذرون بأعذار هي في الحقيقة أقبح من الذنب الذي اعتذروا منه .
إننا كثيرا ما نسمع من الأشخاص في مقام النّصح ومواقف المواجهة بمنكراتهم ومعاصيهم أقوالا عجيبة من أمثال ما يلي :
لماذا لا تُقلع عن المعاصي
- الوقت صعب ، كل الناس هكذا
ما جاءت الهداية بعد
المزحة التي قلتها خطيرة وفيها استهزاء بالدين
- نيتي سليمة ، قصدي مجرّد الفرفشة
كيف تعمل في هذا العمل المحرّم
ما وجدت غيره تريدني أن أموت من الجوع
كيف تصافح امرأة أجنبية عنك
- قلبي نظيف
لماذا لا توقظ الولد لصلاة الفجر
- حرام ما أخذ كفايته من النوم ، لديه مدرسة
ابنتك تخطّت العشر وتلبس القصير لماذا لا تأمُرْها بالحجاب
- لا زالت صغيرة ، إذا بلغت أمرناها بالحجاب
التزمي بالحجاب الشرعي
- شكلي غير مقبول ، ماذا يقول عني الناس ، الغطاء يكتم النّفس
اتقي الله ولا تلبسي العباءة الملوّنة والمنقوشة
- هذا الموجود في السوق
كيف تُدخل أجهزة اللهو المحرمة إلى بيتك
- غلبنا النساء وضغط علينا الأولاد
لماذا لا تُصلي في المسجد
- صوت الإمام لا يُشجّع ، الروائح فظيعة
لماذا تحلق لحيتك يا أخي
شكلها ما هو مرّة ، ما تطلع كاملة ، فيها حبوب .
وهكذا تتوالى أعذارهم في الكبائر والصغائر في عملية هروب فاشلة من تأنيب الضّمير ونُصح المخلصين ، وللوقوف على حكم وحقيقة هذه الظّاهرة الخطيرة نعود إلى كتاب الله تعالى وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم وكلام أهل العلم .
ذكْر بعض ما قصّه الله في كتابه من أخبار أهل الأعذار الباطلة
لقد ذكر الله عزّ وجلّ في كتابه العزيز أمثلة من الأعذار الواهية وكان كثير منها من نصيب المنافقين كأعذارهم في التخلّف عن الواجبات وعلى رأسها الجهاد في سبيل الله فمن ذلك .
أولا :
قال تعالى : ( يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ قُلْ لا تَعْتَذِرُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ وَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ(94) التوبة
قال ابن كثير رحمه الله : أخبر تعالى عن المنافقين بأنهم إذا رجعوا إلى المدينة أنهم يعتذرون إليهم " قل لا تعتذروا لن نؤمن لكم " أي لن نصدقكم " قد نبأنا الله من أخباركم " أي قد أعلمنا الله أحوالكم " وسيرى الله عملكم ورسوله " أي سيظهر أعمالكم للناس في الدنيا " ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون " أي فيخبركم بأعمالكم خيرها وشرها ويجزيكم عليها .
نحن المسلمين قد أنزل الله علينا كتابه وألزمنا بطاعته واتّباع أمره لا عذر لنا في ترك التخلف عن الشريعة ولا خيار لنا في الأمر
ولنتذكّر مقولة سعد بن الرّبيع لزيد بن ثابت وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة : قل لقومي الأنصار لا عذر لكم عند الله إن خلص إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيكم عين تطرف ، وفاضت نفسه من وقته رضي الله عنه وأرضاه .
أعذار الناس في عدم التمسك بالدين
كثيرة هي تلك العبارات التي يُطلقها الكثيرون في تبرير تخلّفهم عن طاعة أمر الله ورسوله : الأحكام ثقيلة ، الوقت صعب ، ما جاءت الهداية بعد .. وغير ذلك من الأمثلة التي وردت في المقدّمة ومما يقولونه أيضا : نخشى النّاس !!
يخشون الناس والله أحقّ أن يخشوه ، أليس هو الذي قال لنا : ( فلا تخشوهم واخشوني ) ، ( فلا تخشوا الناس واخشون ) المائدة 3 ، 44 أليس من الشّرك أن يخشى الإنسان الناس كخشية الله أو أشدّ خشية .
كَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَى عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنْ اكْتُبِي إِلَيَّ كِتَابًا عَلَيَّ فَكَتَبَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا إِلَى مُعَاوِيَةَ سَلامٌ عَلَيْكَ أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تُوصِينِي فِيهِ وَلا تُكْثِرِي عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ الْتَمَسَ رِضَا اللَّهِ بِسَخَطِ النَّاسِ كَفَاهُ اللَّهُ مُؤْنَةَ النَّاسِ وَمَنْ الْتَمَسَ رِضَا النَّاسِ بِسَخَطِ اللَّهِ وَكَلَهُ اللَّهُ إِلَى النَّاسِ وَالسَّلامُ عَلَيْكَ .. رواه الترمذي 2414
وأعذار النّاس في التخلّف عن تنفيذ أوامر الله ورسوله كثيرة سخيفة تدور على البحث عن مبرّرات لتبرئة النّفس وتسويغ ما يفعلون بالضّغوط والتأويلات الفاسدة ، قال ابن القيم رحمه الله في تفنيد هذا :
لا عذر لأحد ألبته في معصية الله ومخالفة أمره مع علمه بذلك وتمكّنه من الفعل والترك ولو كان له عذر لما استحق العقوبة واللوم لا في الدنيا ولا في العقبى .
مدارج السالكين 1/189
فنفسك لُمْ ولا تَلُم المطايا * ومُت كمدا فليس لك اعتذار
وبعض الناس يعتذر بالشيطان
وبعضهم يعتذر بالقضاء والقدر
وهذا من أقبح العذر
" والله تعالى أضاف تزيين الدنيا والمعاصي إلى الشياطين كما قال تعالى : ( وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون ) وقال : ( وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم )
ولا يناقض هذا قوله تعالى : ( كذلك زينا لكل أمة عملهم ) فإن إضافة التزيين إليه قضاء وقدرا وإلى الشيطان تسببا ، مع أن تزيينه تعالى عقوبة لهم على ركونهم إلى ما زيّنه الشيطان لهم فمن عقوبة السيئة السيئة بعدها ومن ثواب الحسنة الحسنة بعدها
والمقصود أن الاحتجاج بالقدر مناف للتوبة وليس هو من الاعتذار في شيء وفي بعض الآثار إن العبد إذا أذنب فقال : يا رب هذا قضاؤك وأنت قدّرت عليّ وأنت حكمت عليّ وأنت كتبت عليّ يقول الله عز وجل : وأنت عملت وأنت كسبت وأنت أردت واجتهدت وأنا أعاقبك عليه ، وإذا قال : يا رب أنا ظلمت وأنا أخطأت وأنا اعتديت وأنا فعلت ، يقول الله عز وجل وأنا قدرت عليك وقضيت وكتبت وأنا أغفر لك ، وإذا عمل حسنة فقال يا رب أنا عملتها وأنا تصدقت وأنا صليت وأنا أطعمت يقول الله عز وجل وأنا أعنتك وأنا وفقتك ، وإذا قال يا رب : أنت أعنتني ووفقتني وأنت مننت علي ، يقول الله : وأنت عملتها وأنت أردتها وأنت كسبتها .
أسائل اللة أن ينير بصائرنا لطاعتة هو ولي ذلك والقادر علية
وأخر دعوانا أن الحمد للة رب العالمين |