
.. الســـلام عليكم ورحمة اللـه .. وبركاته ..
׃: مع ان مبدأ الاصلاح دائما مبدأ جميل يدعوا اليه الاسلام و يحث عليه لما يعنيه من تدقيق للمسار و مراجعه للنفس و الواقع و لما في طيّاته من تدارك لاخطاء الماضي سواء كان ذلك للشخص او المجتمع الاّ انه اصبح في عصرنا الحاضر مركب يركبه كل من في نفسه غايه يرغب بتحقيقها حتى اصبحنا بفعل التفاتنا لاصحاب ( الغايات المشبوهه ) و اصغائنا لما يروجوه من اكاذيب وظلالات في موج متلاطم من الفتن التي شاهدنا بعضاً منها !!
׃: فهناك من يدّعي الاصلاح وهو الان يتسكّع في شوارع لندن و يتنقل فيما بين صالات السينما البريطانيه !! , ولا اعلم هل يريد باصلاحه هذا فتح الملاهي الليليه و المراقص و صالات السينما في بلاد الحرمين حتّى نرضيه و حتّى نجاري اللندنيين في الرقص و( التعنّج ) بحجّة اصلاح المجتمع السعودي و فكّه من ( عقدة ) التدين !!!!
׃: وهناك من يدّعي الاصلاح ايضاً و هو يريد ازاحة الدين عن كل امر دنيوي و يعمد الى حصر الدين و ممارسة العبادات فقط في المسجد , امّا مكان العمل فلا وقت فيه لذكر الرب او التحاكم لما انزله على عباده , فالعباده فقط في المسجد امّا خارجه فاعبد هواك ولبّي رغباتك و اشبع غرائزك , فأنت حرّ , طليق , متحضّر , متحرر من كلبشات الشرع !!!!
׃: وهناك من يدّعي الاصلاح وهو يدعوا الى تحرير المرأه وكأن يديها و رجليها مربوطه في سريرها , لا تستطيع الخروج من المنزل او حتّى الحركه في منزلها وليس لها وظيفه اخرى سوى الانجاب !!!!
׃: للأسف ان هناك من ينظر للاصلاح من هذا المنظار ويرى الاصلاح برؤيه غربيه بحته بعيده عن الشرع , وهذه بلا شك مصيبه لكن المصيبه الاكبر ان بيننا من تأثر بامثال هؤلاء الدعاه , دعاة الظلال , و ايّد مسلكهم هذا مع ما يؤدي اليه من ظلال ظاهر و مع ان خطورة هذا المسلك ليست مقصوره فقط على اتباع هذه الدعوات المظلله و اصحابها بل تمتد الى المجتمع ككل فتعبث باخلاقه و مبادءه !!
׃: هؤلاء الدعاه دعاة التحرير كما يسمّون انفسهم هم فئه من الشاذّين و المتمردين على هوية هذه البلاد الاسلاميه و المنسلخين من عاداتهم و المتأثرين بالغرب و المتلبسين بسلويكات الغربيين , ولا نرتجي منهم خير .. فمن باع دينه بدنياه .. بعناه !!!!
׃: وعلى النقيض تماماً منهم نجد هناك من يدّعي الاصلاح وهو يسفك الدماء و يقتل الابرياء ليمهّد بجثثهم الطريق لفتح فلسطين و الشيشان و كشمير و افغانستان و رفع الظلم عن المسلمين في سائر الاوطان !!!!
׃: وهناك من يدّعي الاصلاح و هو يروّع البشر و يدمّر البنايات ويؤخر المنجزات , ويخرج على الحاكم و يكفر العالم , و يحث على القتل و يمارس التكفير ويفتي بجواز التفجير , و يحمل الكلاشينكوف على اهله و اخوانه و سكاّن حيه و جيرانه , و يسئ للاسلام وقيمه السمحه و يمارس الافساد في الارض بأبشع صوره بزعم الجهاد !!!!
׃: والواضح لكل عاقل ان طرفي دعاة ( الاصلاح ) هؤلاء و اولئك هم في حقيقة الامر مفسدين وان اصرّوا على تسمية انفسهم بالمصلحين , وهم في ميزان الشرع لايبتعدون او يختلفون عمّن قال الله فيهم ( واذا قيل لهم لاتفسدوا في الارض قالوا انما نحن مصلحون ) !!
׃: فقسم منهم مفرّط لحد الفسوق و النفاق و قسم اخر قد افرط لحد الغلو و التطرف !! , وقسم يدعوا الى الانفتاح بلا ضوابط شرعيه و قسم يدعوا الى الانغلاق و مقاطعة الامم !! , وقسم يريد الغاء شعيرة الجهاد حتّى ضد اليهود و المعتدين و قسم يدعوا الى الجهاد في غير محلّه و يمارسه بأسم الاسلام وفي ديار الاسلام و ضد مسلمين , و كلاهما في ظلال مبين !!!!!
׃: المعروف ان المصلح لابد ان يكون عائش في المجتمع الذي يرغب باصلاحه , يعيش الامه و همومه و يعرف مشاكله , امّا الاصلاح – المدّعى - الذي تكون مصادره مراقص لندن او كهوف افغانستان فهو اشبه ما يكون بعملية تفخيخ لعقول الشباب ( المتلقيه ) ليكونوا فيما بعد قنابل موقوته تنفجر في هذا الوطن و تدمّر امنه و استقراره !!!!
׃: ومع ان افكار ( اصحاب الكهوف ) لا تلتقي او تشترك مع افكار ( روّاد المراقص ) الاّ انهما معاً يشتركان في انّهما لا يلتقيان مع حقيقة الدين الاسلامي القويم و تعالميه السمحه التي تدعوا الى الوسطيه و الاعتدال ونبذ التطرف و التزمّت او التحرر و الانفلات !!
׃: حمى الله هذه البلاد من كيد الخائنين و حقد الحاسدين و ادام لها امنها و استقرارها .. ورد الظالّين من المسلمين الى سبيله ..