في الوقت الذي يتهافت فيه رجال الأعمال في دولة الامارات العربية المتحدة على شراء جميع تذاكر مباريات كأس العالم للشباب التي تقام هناك بغرض توزيعها مجانا على الجماهير لحضور المباريات وامتاع الناس والتخفيف عنهم، تحرم الجماهير السعودية من متابعة المباريات بشكل عام ومباريات منتخبنا الشاب بشكل خاص بحجة رفض الشركة المالكة لحقوق النقل من بيع التليفزيون السعودي حق النقل حتى لو كان ارضيا، مع انني لا اعرف ان كان تليفزيوننا قد دخل فعلا في مفاوضات او ترك الامر لمن يريد استغلال الناس والضغط عليهم. وسواء تفاوضنا ام لم نتفاوض فالنتيجة واحدة وهي اننا نقدم كل شيء ونسخر كل الامكانات لهذه الشبكة في المملكة دون ان تقدر ولو لمرة واحدة المواطنين وتتفاعل معهم على اساس وطني لا تجاري.
لقد كتبت كثيرا عن هذه القضية وخسرت امورا كثيرة ولم يتحقق للمواطن اي نتيجة ترضيه ولست آسفا عن الدخول في قضايا اؤمن بها وارى انها تخدم هذا المواطن المسكين الذي وجد نفسه محرجا امام اطفاله وهم يطالبون بمتابعة منتخب بلادهم بينما هو يفكر في فواتير الكهرباء والهاتف ومصاريف الدراسة.
ولذا فقط اسأل ان كان بالامكان التصدي لهذه الشبكة بنفس الاسلوب الذي تعاملنا به، أقصد هل من حقنا كمواطنين ان نطالب بمنع هذه الشبكة من نقل اي حدث داخل المملكة حتى لو دفعت مال قارون بسبب مواقفها.. وهل من حقنا كبشر على هذه الارض ان نطالب بمنع منحها اي تسهيلات في ملاعبنا ومناطقنا كما انها تتعامل معنا بمنظور تجاري بحت لا وطني؟!
يكفي ان تذهبوا للمقاهي لتعرفوا كيف ندفع ثمن هذا الاستغلال، وصدقوني انني لو كتبت الف مرة فلن يتغير شيء ومع ذلك لن احبط ولن اتوقف فالناس ومصالحهم اهم الف مرة من هذه الشبكة فمحاولة تبريرها على ان الامر عرض وطلب وحقوق.
انني في الوقت الذي اظل فيه على موقفي من قضية التشفير ادعو جميع الرياضيين للاستمتاع بما تقدمه القناة الرياضية بتليفزيون دبي من برامج عن كأس العالم ففي هذه البرامج المتعة والاستفادة والمتابعة فشكرا لدبي وأبوظبي وشكرا لرجال اعمال الامارات الذين يفكرون في مواطنيهم قبل جيوبهم. ولكم تحياتي


جريدة اليوم -الأثنين 1424-10-07هـ الموافق 2003-12-01