رئيس الهلال الأمير عبدالله بن مساعد يؤكد أن «قضاة الملاعب» هم سبب ماحل بفريقه..
ويخص «الجزيرة» بحديث ملتهب عن الحكام والتحكيم ويقول:
الحكام يخططون لـ «الإطاحة بالهلال ورميه في القاع» وأخطاؤهم لا تتكرر إلا أمامنا فقط!


* * حاوره طارق العبودي:
* اعتاد الرياضيون بمختلف انتماءاتهم من سمو رئيس الهلال الأمير عبدالله بن مساعد بن عبدالعزيز الهدوء والاتزان والعقلانية والمثالية في تعامله مع الجميع في أفعاله و«أقواله» منذ تسلمه رئاسة أكبر نادٍ سعودي. وبسبب ذلك استحق سموه لقب «الرئيس المثالي». غير أن التصريح الصحافي الأخير الذي أطلقه سموه فور نهاية مباراة فريقه الدورية أمام الاتحاد الذي هاجم من خلاله وبقوة الحكام ولجنة التحكيم متهماً إياهم ب «الخوف» من أصحاب الألسن الطويلة ومجاملتهم على حساب أصحاب الأخلاق الرفيعة والصامتين.. ومتهماً إياهم كذلك بالسعي لإسقاط الهلال.
أقول: إن هذا التصريح كان مثار استغراب كل من قرأه أو سمع عنه عطفاً على ما يتمتع به سموه من خلق رفيع وتواضع جم.
رئيس الهلال الأمير عبدالله بن مساعد اختص «الجزيرة» فقط ليوضح من خلالها بعض النقاط التي حملها ذلك التصريح وليتحدث عن أمور أخرى جميعها تتعلق ب «التحكيم» وموقفه من الفريق الهلالي في هذا الموسم «حسب رأي سموه».
لا نطيل عليكم.. اقرأوا ما دار بيننا من حوار:
** كانت سياسة إدارتكم في نادي الهلال تقضي بعدم التعرض للتحكيم والحكام.. لكنكم خالفتم هذه السياسة بتصريح ناري بعد مباراة الاتحاد الأخيرة.. لماذا؟!
= بالفعل فنحن في الإدارة الهلالية كنا حريصين تماماً على عدم التعرض بالنقد للحكام وذلك لأسباب عدة نحرص دائماً على التشديد عليها وهي:
ثقتنا الكبيرة والمطلقة في سمو الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد وسمو نائبه الأميرنواف بن فيصل بن فهد.
احترامنا للحكام في المملكة العربية السعودية وثقتنا بنزاهتهم وأهليتهم.
إيماننا بأن الحكام يخطئون ويصيبون لأنهم بشر والخطأ من طبيعة البشر.
وانطلاقاً من هذه المبادئ تحملنا الكثير والكثير من أخطاء الحكام هذا الموسم.. لكن ومع الأسف أصبحت الأخطاء التحكيمية المرتكبة ضد الهلال تتوالى وتتزايد بشكل ملفت للنظر حتى أن الموضوع أصبح مثل الظاهرة فمنذ بداية دورة الصداقة الدولية في أبها وحتى نهاية الجولة الثامنة من كأس الدوري وإخواننا الحكام يقعون في أخطاء كبيرة ومؤثرة يذهب ضحيتها الهلال.
** مثل ماذا؟!
= على سبيل المثال لا الحصر في بطولة الصداقة الدولية قام الحكم عبدالرحمن التويجري بطرد اثنين من لاعبي الهلال أمام عسير واحتسب ضربة جزاء مشكوك فيها.. ثم تبعه ممدوح المرداسي أمام المنتخب السوري حيث احتسب ضربة جزاء غير صحيحة وطرد حارس المرمى الهلالي ومدد الوقت بدل الضائع إلى أن أدرك السوريون التعادل.
وفي الدوري لم يحتسب الحكم عبدالرحمن العمري ضربة جزاء هلالية واضحة وصريحة أمام الشباب.
وفي مباراتنا أمام النصر كان التحكيم سيئاً بقيادة علي المطلق حيث احتسب للنصر خطأ غير صحيح جاء منه هدف التعادل كما أنه أجحف بحق الهلال في إصدار البطاقات الصفراء حيث منح محمد العنزي بطاقة لمجرد خطأ بسيط جداً بينما تغاضى عن جملة من الأخطاء الكبيرة والمؤثرة التي ارتكبها لاعبو النصر يستحقون عليها بطاقات ملونة وبسببها خرج أكثرمن لاعب هلالي مصاباً.
وفي مباراة الهلال أمام الأهلي احتسب خليل جلال ضربة جزاء غريبة للأهلي كادت تفقدنا النتيجة والنقاط. وفي مباراة الهلال مع الوحدة احتسب الحكم عمر المهنا ضربة جزاء للوحدة غير صحيحة بل إنها خيالية.
وبعدها في مباراة الهلال أمام الطائي ألغى الحكم معتوق المالكي هدفاً صحيحاً للهلال لا غبار عليه وكذلك رفض احتساب ركلة جزاء.
ثم في مباراتنا أمام الاتحاد لم يحتسب علي المطلق ضربة جزاء لصالح أحمد الدوخي في الدقيقة 42 من الحصة الثانية.
** وهل يرى سموكم أن هذه الأخطاء التحكيمية متعمدة؟!
= نحن لا نشكك أبداً في نزاهة أحد ولكننا فقط نستغرب تكرار الأخطاء بكثرة ضد الهلال والهلال فقط وفي جميع مبارياته «المحلية» التي خاضها حتى الآن!!
ولو كانت هذه الأخطاء محدودة لتقبلنا الأمر لأننا ندرك أن أخطاء الحكام جزء من اللعبة فأخطاؤهم غير المقصودة تكون في صالح خصمك في حالات وفي صالحك في حالات أخرى.. أي أن الحصيلة تكون في نهاية الموسم متوازنة لكن المستغرب في هذا الموسم أنه بينما تتوالى الأخطاء التحكيمية في غير صالح الهلال نجدها تصب وبشكل متكرر في خدمة مصالح فرق أخرى ومع ذلك نجد منسوبي تلك الفرق يكثرون من انتقاد الحكام والتحكيم.
بعبارة أخرى أكثر دقة: إن ما يثير قلقنا هو أنه يبدو أن حصيلة أخطاء الحكام في هذا الموسم ستكون بعيدة جداً عن التعادل!!.
** بالرغم من أنكم كرئيس للهلال لم تهاجموا سوى لجنة الحكام في تصريحكم الأخير الذي أعقب مباراة الاتحاد إلا أن هناك من اعتبر نفسه مقصوداً..هل ذلك يعتبر اعترافاً منهم بأن ذلك ينطبق عليهم؟!
= (مع تمسكي بما ذكرته في تصريحي السابق) أود أن أوضح في هذا اللقاء وعبر «الجزيرة» أنني لم أتعرض في ذلك التصريح لأي نادٍ ولم أحدد اسم أي مسؤول في أي ناد فقد كنت أدافع عن الهلال وهذا هو الذي يهمني.. وإن اعتقدَ أي أحد أنه معني بما قلته وأن حديثي ينطبق عليه فإن ذلك ليس خطأي.. ونحن في نادي الهلال نحترم المسؤولين في جميع الأندية السعودية.
** يقول البعض إنكم قسوتم في تصريحكم عقب مباراة الاتحاد على علي المطلق فما ردكم في هذا الأمر؟!
= بخصوص ما صدر مني بحق حكم لقائنا بالاتحاد فإنه وانطلاقاً من أن الخوف من الله عز وجل يجب أن يقدم على الخوف من أي شيء آخر فإنني أعتقد أن الحكم قد ظلم الهلال في تلك المباراة لأنه كان قريباً من موقع الخطأ لذا لابد أنه شاهد الخطأ الذي ارتكبه مدافع الاتحاد محمد المنتشري ضد لاعب الهلال أحمد الدوخي بوضوح تام.. لكنه لم يحتسب ضربة الجزاء لأنه «كان خائفاً» إذاً هو لم يقم بواجبه كحكم وحرم الهلال من حقه القانوني وبالرغم من هذا كله فإنه لم يكن لائقاً أن أقول بأنه (لا يخاف الله) فهو إن شاء الله ممن يخافون من الله.. وأنا أعتذر عن ذلك ولكن وجهة نظرنا أن الحكم يجب أن ينسى أي لوم قد يوجه له وأن يكون «شجاعاً» ويتخذ القرار العادل مهما كانت النتائج وبغض النظر عن ميوله..علماً أن حكم مباراتنا مع الاتحاد هو نفسه حكم مباراتنا مع النصر وفي كلا المباراتين خسر الفريق الهلالي فرصة تحقيق الفوز بسبب أخطاء الحكم!!
** في هذا الموسم بالذات انتشرت ظاهرة مهاجمة الحكام من قبل مسؤولي الأندية.. هل لديكم ما تودون قوله بهذا الخصوص؟!
= أود أن أتقدم بمبادرة لمقام رعاية الشباب تقضي بأن «يتعهد» جميع منسوبي الأندية بعدم توجيه أي نقد للحكام وأن يُترك تقييم لجنة الحكام للمسؤولين.. مؤكدين وبشدة على أن هذا الاقتراح لن يكون ذا فائدة إلا إذا التزم به الجميع وإلا فإن بعض الحكام وكما هو واضح الآن يتأثرون بالتصريحات مما يعود بالنفع على بعض الأندية ويضر ببعضها الآخر!!
** هل ما قاله سموكم بعد مباراة الاتحاد سيكون بداية لسياسة هلالية جديدة؟! أم أنكم ستغيرون من أسلوبكم عند الحديث عن الحكام؟!
= أظن أن اسلوبنا كان واضحاً منذ البداية وهو الذي جاء من منطلق أن الحكام «بشر» يخطئون ويصيبون وأن هناك لجنة للحكام مسؤولة عنهم وتقيِّم أداءهم.. وقد كان ألوبنا مع الحكام طوال الموسم الماضي مؤدباً جداً ولكننا لاحظنا في هذا الموسم أن احترام الحكام وعدم مهاجمتهم قوبل بظلم واضح وفاضح على الهلال فلربما فُسِّرَ احترامنا لهم ضعفاً!! فإذا كان احترامنا للحكام وللجنة التحكيم وصل بالمستوى التحكيمي ضد الهلال إلى هذا المستوى فهل يجب أن نفهم أن الأدب مع الحكام ولجنتهم لاينفع؟!!.
** وماذا لو استمر الظلم التحكيمي للهلال في مبارياته المقبلة؟!
= أولاً: أتمنى من كل قلبي أن يتعدل وضع التحكيم وأن يرتفع مستواه للأفضل.
ثانياً: لن نستبق الأحداث لأن ثقتي في الحكام ما تزال قائمة.. ولكن لو استمر هذا الظلم الذي يتعرض له الهلال فسيكون لكل حادث حديث.

ماقصرت اخوي الناصح...

والله يكتب اللي فيه الخير