القانون .. هذا ما قالته جملة رئيس الهلال
كان لخروج الرئيس المثالي الأمير عبدالله بن مساعد (عن طوره في تصريحه) سطوته على الصحافة في الأسبوع الماضي ، البعض وصف هذا الظهور بالمنطقي ، والأخر وهم من يريدون إثارة الزوابع حتى لا نرى ما الذي حدث ولماذا حدث ، أضافوا مقولة الرئيس (الحكم ما يخاف الله) ، وأن هذا كلام خطير ولا يجب السكوت عليه ، مع أن هذه الجملة تقال للصديق وهم يلعبون (بلوت) .
وبما أني لست محاميا ، ولا مدعيا عاما يطالب المسئولين ألا يسكتوا عن ما حدث ، مع أن ما حدث يحدث كثيرا ، بل وحدث أكثر من هذا ، سأحاول القارئ وأنا معرفة لماذا خرج رئيس الهلال ـ والذي وصفه الجميع قبل هذا التصريح بالمثالي ـ عن طوره ؟
أظن الكثير سمع جملة (عطوه اللي يبي فكونا منه) ، لنتأمل هذه الجملة التي نسمعها كثيرا في الرياضة وخارج الرياضة أيضا ، ماذا تقول لنا هذه الجملة ، ومتى نسمعها ؟
حين يأتي شخص له سلطته ومكانته في المجتمع أو هو والد أو عم مدير دائرة ، ولا يستطيع مدير الدائرة أن يقول له إن هذا ليس من حقك ، يضطر أن يخترق اللوائح والأنظمة الهشة إن وجدت ، أو هو يقدم له كل شيء لأنه لا يوجد قانون يرجع له فيحتكم إلى مشاعر (الحب أو الخوف) من صاحب المكانة في المجتمع أو في أسرته ، ويفتك منه بإعطائه كل شيء وعلى حساب الجميع .
بمعنى إن لم يوجد قانون واضح ومحدد ومحترم أيضا ، تصبح المسألة مرتبطة بسلطة ومكانة تلك الشخصية التي تريد أخذ شيء ما ، أو ما يسميها البعض (واسطة) .
بهذه الطريقة تدار الأمور لدينا، (يخرج رئيس نادٍ ما) ليصب غضبه على لجنة الحكام ، ويضع بها كل العلل والمشاكل ، فيقال : (يا أخي عطوه اللي يبي فكونا منه) ، أو يأتي شخص كالكاتب عبدالعزيز الشرقي وبفهلوة ليست غريبة عليه ، فيقدم درعا باسم كل الصحفيين والكتاب ، دون أن يستشيرهم ليقدم درعا باسمهم وكأنه رئيسهم .. من عينه رئيسا ؟ لا أحد ، لأنه لا يوجد انتخابات ليعرف من هو المتحدث باسم الصحفيين ، وبفهلوة يتفتق ذكاء الشرقي الذي يعرف أن لا أحد سيعترض على مسمى الدرع ، لا أحد سينتبه أن ما قام به وصولية ، فيقال (إنه يعرف من أين تؤكل الكتف) وينسى الكثير أن لحمة الكتف المقصودة في هذا المثل هي التي خلف الرقبة أي لا بد أن تأتي بالخفاء ومن الخلف لتأكلها ، لست ضد الشرقي هنا ، بقدر ما أقدمه كنموذج لتلك الوصولية التي يمارسها الكثير ، لماذا ؟
لأن في أمور كثيرة القانون لدينا غير واضح ، وإن كان واضحا لا يُحترم ويمكن انتهاكه بسهولة من قبل الكثير ، لست ضد شخص ما بعينه ، بقدر ما أحاول تفسير كيف يرى المجتمع لدينا الخير والشر ، أو ما هو مفهومه للحق والباطل ، وأن أغلبنا ليسو شريرين بطبعهم ، لكن لديهم حب الذات مخلوط بالجهل ، وهذه الخلطة تخفي الحق .
دعوني أضع المرآة أمامنا لنرى بوضوح أكثر ، ألا تسمعون بالمجالس كثيرا من يقول : إن فلان مدير إدارة ما جعلها (تكية) له ولأسرته ، لا يعين بها إلا أقربائه ، ثم يذهب الحديث إلى الرياضة وبعدها الأسهم ، ثم يعود احدهم ليقول : (اليوم ذهبت عند قريبي من أجل أن ينجز لي عملا ، فقال لي الأنظمة لا تسمح) ، فيردد البقية (ما فيه خير لأهله) .
كيف يحدث أن نتهم ذاك المدير لأنه وظف أقربائه ، في نفس الوقت نتهم قريبنا الذي لم يعين أقربائه ؟
يحدث هذا حين يختلط الخير والشر لدينا فلا نفرق بينهما ، ولا نؤمن بالمبدأ والقانون بغض النظر القانون هل سيطال قريبا لنا أم غريبا ، إذ ذاك تمد قلة الأدب لسانها ساخرة من قانون غائب ، أو لا يحترم .
[ALIGN=CENTER]
[email protected][/ALIGN]