22/10/2003, 05:57 PM
|
| زعيــم جديــد | | تاريخ التسجيل: 20/07/2002 المكان: سلطنة عمان
مشاركات: 36
| |
|
امبراطور اوروبا
"هذه المرة الحق مع الطليان"! وبعد سبعة اعوام من الانتظار، عادت البسمة الى الكرة الايطالية وعادت الكأس الاولى الى الدولة التي أرعبت الكرة الاوروبية من نهاية الثمانينات الى منتصف التسعينات من القرن الماضي، ووجدت نفسها لاحقاً في مأزق حرج لم تشهده من قبل. الا ان مساء 28 أيار 2003 سيبقى يوماً تاريخياً للكرة الايطالية، اذ شهد عودة الطليان الى الساحة لازعاج البقية وعلى رأسهم "المتعجرفون" الاسبان. مساء الاربعاء 28 أيار ،2003 سيبقى حتماً راسخاً في أذهان الايطاليين، لأنه اليوم الذي أعاد اليهم "كرامتهم" الكروية. فللمرة الاولى في تاريخ دوري الابطال، المسابقة الأهم للنوادي، يصل فريقان ايطاليان الى النهائي. ولم يكونا اي فريقين، بل هما الناديان اللذان كرّسا السيطرة الايطالية في نهاية القرن الماضي. وهذا اليوم كان بمثابة الثأر الايطالي المنتظر من جميع الخصوم الاوروبيين الذين دأبوا على الهزء من الكرة الايطالية في الموسمين الماضيين، اضافة الى الصحافة الرياضية التي نعت النوادي الايطالية من جهة، وأغدقت مديحها على النوادي الاسبانية من جهة اخرى. وكلمة حق تقال ان نتائج الايطاليين في المسابقة الأم لم تكن مشرّفة في الفترة الاخيرة. فعلى مدى موسمين متتاليين فشلت الكرة الايطالية في ايصال ممثل واحد لها الى الدور ربع النهائي، عدا فشلها في البروز في مسابقة كأس الاتحاد الرديفة. هذا التقهقر، وتراجع مستوى المنتخب الوطني، ساهما في إزاحة النوادي الايطالية عن "الواجهة" وفتح المجال للنوادي الاسبانية والالمانية والانكليزية لنيل القسط الاوفر من النجاح الاعلامي والميداني. الرد الايطالي هذا الموسم أتى حاسماً وقاسياً في وجه الجميع، مع تأهل النوادي الثلاثة المتنافسة على لقب الدوري المحلي الى نصف نهائي المسابقة الاوروبية، وهذه سابقة ايطالية وثانية اوروبية بعد الانجاز الاسباني الاول عام .2000 الا ان المباراة النهائية التي استضافها ملعب "اولدترافورد" التابع لمانشستر يونايتد، والذي تعوّد المباريات الحماسية على حد قول "السير" بوبي تشارلتون، جاءت جملة لا تمت الى كرة القدم المحبوبة بصلة. وكل هذا بفضل "النظام الايطالي" في كرة القدم، وهو نظام الاسلوب الدفاعي المتعب الذي لا يمنح المشاهدين متعة، وغرضه الوحيد تحقيق نتيجة معينة.
(0-0) كانت النتيجة النهائية وأتت ضربات الترجيح لتنهي هذا العذاب الكروي، وعلى عكس المباراة، كانت هذه الضربات مثيرة وتركت انطباعاً جيداً عن هذه المباراة. وللمرة السادسة في تاريخه، استطاع ميلان تحقيق الفوز بالكأس والدخول الى جنة "السوبر كبار" كونه الوحيد بعد ريال مدريد الذي استطاع الوصول الى الدرجة السادسة التي كانت وقفاً على النادي الاسباني (صاحب الدرجات التسع حالياً) منذ .1956 بين الدفاع والهجوم الانتصار الاخير لميلان، جاء ليكرّس اسلوباً لم نعهده سابقاً في هذا الفريق في انتصاراته الحديثة (،1989 ،1990 1994) والتي أتت كلها نتيجة نزعة هجومية مخالفة للاسلوب الايطالي وقتذاك، وكان عمادها الثلاثي الهولندي الشهير (غوليت، رايكارد، فان باستن). الا ان الخسارة في نهائي الكأس عام 1995 امام أجاكس امستردام الهولندي، أدخلت النادي في نفق اسود لم يخرج منه الا بعد عودته مجدداً، ويا للأسف، الى الاسلوب الايطالي التقليدي، مع تغييرات عدة في الفريق انتهت بتركيبة دفاعية متينة، قوامها صخرتا المنتخب الايطالي في الدفاع الكابتن المخضرم باولو مالديني واليساندرو نيستا. والناظر الى نتائج ميلان في المراحل الاخيرة من البطولة، يعرف تماماً مدى التزام ميلان الاسلوب الدفاعي، وخير دليل على ذلك مباراتا الدور نصف النهائي مع انترناسيونالي ميلانو (0-0) و(1-1). وفي مبارياته الخمس الاخيرة بدءاً من الدور ربع النهائي، اكتفى مهاجمو ميلان بتسجيل اربع اصابات (ثلاث منها في مباراة واحدة) ودخلت مرماهم ثلاث اصابات فقط. نضيف الى ذلك عدم اشراك المدرب كارلو انشيلوتي للبرازيلي ريفالدو صاحب اللمسات الساحرة، ولكن غير المرغوب فيه دفاعياً. من جهته لم يُكافأ جوفنتوس على المجهود الذي بذله عبر اخراجه حامل اللقب ريال مدريد في نصف النهائي، بعد إسقاطه برشلونة في ربع النهائي. والحقيقة تقال أن نادي "السيدة العجوز"، افتقد فعلاً التشيكي بافل نيدفيد الذي أثبت فعلاً أنه القلب النابض في الفريق. وبعد فوزه بالكأس عامي 1983 و،1996 لقي جوفنتوس ثلاث خسارات على التوالي في المباريات النهائية اعوام 1997 و1998 و.2003 وباتت الاكثرية في النادي تعتقد ان مسألة الفوز بهذه الكأس صارت معنوية أكثر منها ميدانية، اذ يحتاج اللاعبون الى شحن معنوياتهم وإقناعهم بقدرتهم على الفوز. الا ان جوفنتوس يبقى في كل الاحوال رقماً صعباً في المعادلة الاوروبية، مع مدربه "الاول" مارتشيلو ليبي، القادر حتماً على إعادة الفريق الى سكة الفوز الاوروبية، بعد نجاحه في اعادته الى السكة المحلية مع احراز لقب الدوري في الموسمين الماضي والحالي. ويبقى السؤال الاساسي: هل عاد مجدداً الاسلوب الدفاعي ليطغى على المسابقة التي عرفت في الاعوام الاخيرة نهضة هجومية قادتها الفرق الاسبانية؟ فبوجود فرق مثل ريال مدريد وديبورتيفو لاكورونيا وأجاكس وبوروسيا ودورتموند ومانشستر يونايتد، عرفت كأس الابطال مباريات حماسية ومثيرة أعادت الزخم اللازم لها، خصوصاً بعد انحسار الاسلوب الدفاعي عقب مونديال .1998 حتى الآن سنترك الاجابة للمواسم المقبلة، على أمل ألا يخيب ظننا بمباريات دون المستوى المرغوب، وهو ما عبّر عنه النجم البرازيلي رونالدو بقوله: "ميلان هو بطل اوروبا دون شك، والاكيد أنه ليس الافضل، والجميع يشهدون أن الريال يلعب كرة قدم فعالة وجميلة". ثبات إسباني وموسم دوري الابطال 2002 - 2003 شهد مجدداً حضوراً اسبانياً بارزاً مع تأهل ثلاثة فرق الى الدور ربع النهائي للسنة الثالثة على التوالي. وطبعاً هذه الهيمنة المستمرة تدل على مدى الثبات الحاصل في النوادي الاسبانية التي أسكتت النقاد الذين اعتبروا ان ثلاثية عام 2000 كانت ضربة حظ. ورغم خروجها خالية الوفاض، الا ان هذه النوادي وعلى رأسها ريال مدريد، أثبتت ان المستقبل سينصفها مجدداً ولن تكون الكأس بعيدة عنها. من جهتها تلقت النوادي الالمانية صفعة قوية بعد خروج "الملك" بايرن ميونيخ من الدور الاول، ثم فشل بقية الفرق في التأهل للدور ربع النهائي وهو ما يحصل للمرة الاولى منذ ،1996 اذ أنه ومنذ ذلك التاريخ، يتمثل الالمان بفريق واحد على الاقل في الدور نصف النهائي. وسيسعى الالمان جاهدين لمحو آثار هذه النتائج خصوصاً ان المنتخب هو وصيف بطل العالم في المونديال الآسيوي. النوادي الانكليزية من جهتها لم تعرف موسماً جيداً. وبقي مانشستر الفارس الوحيد في الدور ربع النهائي، بعد خروج غريب من ليفربول في الدور الاول على يد بال السويسري مفاجأة البطولة. ومجدداً فشل مانشستر يونايتد في فرض وجوده بين الكبار، ولا تزال مقولة "الفوز المحظوظ عام 1999" ترافقه في كل سنة. وربما كانت التعزية الوحيدة حلول مهاجمه الهولندي رود فان نيستلروي في المرتبة الاولى في لائحة الهدافين برصيد 12 اصابة. من جهتها كانت هولندا ممثلة بدورها في ربع النهائي مع أجاكس أمستردام حامل اللقب اربع مرات آخرها عام ،1995 والذي أمتع الكثيرين بمبارياته وفاجأ الجميع ببلوغه هذا الدور، رغم ان معدل اعمار لاعبيه يبلغ 22 عاماً وهو الاصغر اوروبياً. ونشير هنا الى أن لاعب ميلان الهولندي كلارنس سيدورف بات اول لاعب في التاريخ يحرز اللقب مع ثلاثة فرق مختلفة (أجاكس ،1995 ريال مدريد 1998 وميلان 2003)، كما ان المدرب كارلو انشيلوتي سبق له إحراز اللقب لاعباً في 1989 و،1990 وبات رابع لاعب مدرب يحقق هذا الانجاز. عام 1963 رفع تشيزاري مالديني كأس الابطال لميلان للمرة الاولى، وبعد 40 عاماً، رفع إبنه باولو مالديني (35 عاماً) الكأس مجدداً، وهي الرابعة له مع النادي الوحيد الذي عرفه منذ كان في العاشرة، وهذا الوفاء الكبير للنادي نتمناه ايضاً ان يكون وفاء من الكرة الايطالية للملاعب والجماهير التي تبحث عن فرق أمينة لروح كرة القدم الحقيقية، عنينا كرة القدم التي تحلو بالاثارة والتشويق وطبعاً بالاهداف.
منقول من الايميل |
الوضع العادي
