19/10/2003, 11:40 AM
|
زعيــم فعــال | | تاريخ التسجيل: 20/10/2002 المكان: ???????????????????
مشاركات: 411
| |
سفير الإنسانية (نواف التمياط) يكتب عن المعاقين... سفير الإنسانية (نواف التمياط) يكتب عن المعاقين... صباح الخير لأحلى أعضاء;);)
يشرفني أن أنقل آخر مقال نزل لمحبوب الجميع / نــــواف الــــتـــمـــــيـــاط
[[ALIGN=CENTER][TABLE=width:70%;background-color:transparent;background-image:url(backgrounds/17.gif);border:1 solid firebrick;][CELL=filter:;][SIZE=4][ALIGN=center]COLOR=royalblue]المعاق في الأعماق‘*‘[/SIZE]
لا يستطيع تحريك أي جزء من جسده سوى كفه اليمنى ومع ذلك استطاع أن يفعل ما عجز عنه كثيراً من الأصحاء منا, لم تثنه الإعاقة عن مواصلة هوايته (الكتابة) التي ما لبثت أن تحولت إلى وسيلة للدعوة والإرشاد على طريقته, لم يغزه الملل أو يقص اليأس أجنحة العمل لديه فكأن الجدران الموحشة المحيطة به تحولت في حضرته إلى مصادر إلهام في كتابته. إيمانه القوي بالله ورفضه لأي فكرة تنادي بهامشية حياته هما العنصران الأساسيان للابتسامة الدائمة التي تعلو وجهه.
هذا باختصار مقدمة تعريفية لشخصية واقعية تدعى نايف الحربي الذي أدى حادث عارض إلى أن يكون أسيراً للسرير الأبيض في مستشفى الملك فهد بالحرس الوطني في الرياض جناح (11). عندما عرض عليّ أحد الإخوان جزاه الله خيراً زيارته توقعت حسب ما علمت عن حالته أن تكون الزيارة قصيرة وبلا حوار بيني وبينه لكونه غير قادر على الحركة, ولكن لحسن حظي أن توقعاتي خابت فحظيت بحوار شيق ومؤثر لدرجة أن رواسب هذه الزيارة دفعتني لكتابة هذا المقال عن هذا الإنسان/ الظاهرة, كان يستخدم جهاز الكمبيوتر للمحادثة معنا فكان يكتب ونحن نقرأ مندهشين من طريقة طرحه لأفكاره المليئة بالتفاؤل والأمل حتى بدا ذلك جلياً في (الفلاشات) الترحيبية التي كان ينفذها عن طريق الكمبيوتر, أخبرنا أنه ينوي تأليف بعض الكتب الدعوية التي أتمنى من كل قلبي أن ترى النور قريباً, أول سؤال سألني إياه كان عن سبب زيارتي له حتى يتأكد أن سبب زيارتي له ليس من باب الشفقة فأجبته أنني زرته لأشاهد عن كثب قوة الإيمان التي تجلت في جسد غير قادر على الحركة, كنت أنظر إلى عينيه التي استخدمها كثيراً في إيصال حماسه لنا وأنا أقول في نفسي إن هذا الإنسان لو اعتبر – طبيا ً- معوقاً فهو في نظري على الأقل سليم معافى ومؤثر إيجابي في المجتمع.
لعل هذا الداعية أكبر دليل على أن الإعاقة الحقيقة ليست إعاقة جسد بل إن الإعاقة الحقيقية والموجعة أيضاً إعاقة الفكر, فحتى لو لم يستطع (نايف) الحراك فإنه بلا أدنى شك قادر على تحريك أشياء كثيرة في دواخلنا ربما عجزنا عن اكتشافها.
لقد زادني هذا الإنسان يقيناً بأن لا شئ مهما بلغ حجمه يحول بيننا وبين ما نريد تحقيقه سوى الموت.
لو استعرضنا المعوقين خَلقياً فإنهم يعدون نسبة ضئيلة مقارنة إلى أفراد المجتمع ولكن ماذا لو قسنا الإعاقة فكرياً هل ستكون النسبة ضئيلة أيضاً؟ من يدري.
***
[poet font="Simplified Arabic,5,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
ومن تكن العلياء همة نفسه=فكل الذي يلقاه فيها محبب
[/poet]
______________________________________
* المعاق في الأعماق: عنوان لكتاب الأخ نايف الذي إن شاء الله سيرى النور قريباً. [/ALIGN][/COLOR][/CELL][/TABLE][/ALIGN] وسلامتكم |