وحيدا في غرفتي .. أبحث عن مخرج من بعض الأفكار المتواجهه والتي تكاد تعصف بي الى بر الغموض المحير والتشاؤم الموحش .. تجولت في الغرفة .. كعاشق أجبره الحب على ان يكون أسيرا لدقات قلبه المتواصله .. اتجول في غرفتي بلا هوية .. أبحث عن ما يسد فراغي ..اتجهت الى مكتبتي .. تصفحت إحدى الروايات كتب على غلافها .. - الوسادة الخالية - وضعت اقدامي في السطر الأول .. تجولت في السطر الثاني .. أبحرت في السطر الثالث .. لم اكمل نصف السطر الرابع حتى القيت بالرواية بعيدا ... فما بداخلي يصعب صرفه بمجرد رواية

أخذت مفاتيح سيارتي .. ادرت المحرك .. وانطلقت من دون وجهه .. انحرفت الى احد الشوارع الرئيسية .. تبا .. هناك اصلاحات .. يجدر بي ان ابحث عن مخرج .. انتهى بي المطاف الى احد الأحياء السكنية الهادئة .. الساعة تشير الى الـ1 صباحا .. اسير في سيارتي ببطء شديد .. اصداء الموسيقى الهادئة اثارت الهدوء في تفكيري وحتى حركتي .. هدوء كامل في ذلك الحي بإستثناء بعض القطط التي لا تزال في عراكها المتواصل .... فتحت النافذه لأستشعر الجو وماهو عليه من هيئة .. وجدته نسيما عليلا رائعا .. واصلت السير البطئ .. استأنفت تفكيري المتواصل .. ابحث عن هوية في يوم من أيام الأسبوع الممل ..

أوقف تفكيري صوت طفلة تجهش بالبكاء .. بحثت عن مصدر الصوت فإذا هو ليس ببعيد .. فالطفلة تجلس على شرفة الباب في ساعة متأخرة من منتصف الليل .. تبكي وقد امتلأت عيناها بدموع ألم برئ .. دموع في أمس الحاجة الى الحنان المفقود .. اتجهت اليها .. اوقفت السيارة وسالتها بكل عطف عن مايجعلها بهذه الحالة ..

أجابت وعبراتها تتسابق مع اهاتها أنها بحاجة إلى امها .. وتفتقد وجود ابويها .. فأمها خرجت لإحدى المناسبات .. ووالدها ذهب الى احد اصدقائه .. وهي وحيدة مع الخادمة .. والتي غرقت في نوم عميق بعدما اطمأنت أن - الأم والأب خارج المنزل - دون ان تعطي إهتماما لهذا القلب البرئ .. دون ان تطمأن على تلك الطفلة .. دون ان تعيرها اي اهتمام .. دون ان يحرك احساسها تلك الطفلة الوحيده في بيت قد خلى من حنان الأبوين وأمتلأ بجدية التصرفات وظروف العمل وأعذار المشاغل ..


هذه قصة من نسج خيالي البسيط .. وضعتها لأربطها بواقع نعيشه وأتمنى الخلاص منه .. واقع مايسمى بالخادمات او المربيات المنزلية ..

أخواني وأخواتي .. إلى متى وأطفالنا يعيشون في دوامة الخادمات .. إلى متى والخادمات يشغلن حيزا ليس باليسير من تربية الأطفال .. الى متى وتربية اطفالنا ورعايتهم وحتى تعليمهم هي بين ايدي الخادمات .. الى متى وأطفالنا بين ايدي غامضة .. بين نفوس مجهوله .. بين ضمائر خالية من معنى العطف والإحساس ..

أتمنى ان اجد جواب كافيا لتساؤلي ..

=======================================

ملاحظة : قد عرضت هذا الموضوع مرة واحدة فقط في أحد المنتديات .. لأنه عزيز على قلبي ..

مع خالص التحية

هلالي الشعراء ..