نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي

نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي (http://vb.alhilal.com/)
-   منتدى الثقافة الإسلامية (http://vb.alhilal.com/f55/)
-   -   ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ (http://vb.alhilal.com/t128263.html)

عاشق الرصاص 27/09/2003 03:01 PM

؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
 
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم


أوحى الله تعالى إلى داوود عليه السلام
ياداوود .. أنين المذنبين أحب إلي من صراخ العابدين




إنها قضية ملحة تأتي نتيجة جهل الناس في عصرنا بالدين .. وجهلهم

حتى بالمعاصي التي يقترفونها .. فإن معنى المعاصي معنى كبير يندرج

تحته الكثير مما قد يظنه الناس في عصرنا مباحا ..

فرُب تساؤل يطرحه شاب : إن متعتي أجدها في السيجارة .. فلم أتركها

أهوى مشاهدة الأغاني .. فلم أدعها ؟! أنا لا أحب التقييد والإرتباط .. فلم

أتقيد بالصلاة ؟! أليس ينبغي على الإنسان فعل مايسعده فالذي يسعدني هو

ماتسمونه معصية .. وأنا غير مقتنع بهذه التسمية .. فلم أتوب ؟؟؟؟

إنها قضية تطرح نفسها .. ويسمعها الكثير والكثير منا حينما يدعو إنسانا

إلى الله .. والإجابة على هذا السؤال في أن نعرف لماذا نتوب ؟؟

أولا : لكوننا نعود بالتوبة إلى الصراط المستقيم

فقد قال ربنا : (( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ))

لا ليعصون .. لا ليلعبوا لا ليتبعوا أهواءهم .. ولا حتى ليعمروا الأرض

وينجبوا الذرية .. أبدا .. وإنما (( ليعبدون )) .. فالعاصي ليس بعابد ..

فإذا قلنا : تب ، فالمراد : أن تعود إلى أصل الغاية من خلقك ..

ثانيا : طاعة لأمر الله عز وجل

فهو الذي قال : (( يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا))

أمر الله .. الملك .. المهيمن .. مالك الملك .. الذي ينبغي أن نمتثل

ونذعن لأمره .. فنتوب تعبّدا .. طاعة للملك ..

ثالثا : فرارا من الظلم إلى الفلاح

قال ربنا : (( ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون ))

إعلم أن الظلم كل الظلم في انصرافك عن التوبة .. في سيرك حيث

تخالف ربك .. وإصرارك على المضي قدما في طريق هواك .. وهو

الهلاك .. فتظلم نفسك حين توقعها في شراك المعاصي ..

في حين بشر ربنا التائبين بالنصرة والفلاح ..

فعلق حصول الفلاح على حصول التوبة منهم ..

فقال ربنا : (( وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون )) ..

رابعا : لطلب السعادة

إن كثيرا من العصاة يعيشون سعادة وهمية زائلة مؤقتة .. بل على

التحقيق إنها ليست بسعادة .. إذا رأيت رجلا يستلذ بالتراب عن شهي

الطعام والحلوى .. فهل يكون حسه سليما ؟! إطلاقا .. إن الذي يأكل

التراب فيستلذ به .. أو الحجارة فتكون شهوته .. فلا شك أنه سقيم ..

مريض يحتاج لعلاج .. وكذلك من يتلذذ بالمعاصي .. إنه يشعر بذلك لا

لأن المعاصي لذيذة .. أو أن السيئات ممتعة .. وإنما لأن قلبه صار

فاسدا .. فهذا يحتاج إلى إصلاح قلبه .. وعندها سيعرف قبح ماكان

يفعل .. فكم من العصاة حين تاب قال : كم كنت قذرا .. كم كنت سيئا ..

كم كنت خاسرا .. كم كنت لاهيا .. كم كنت غافلا .. إنه يعلم يقينا أن

ماكان عليه عين الباطل .. وأنه قد كان غافلا أو مغفلا

فاللهم تب على عصاة المسلمين ..

خامسا : الفرار من العذاب والوحشة

نادانا ربنا فقال : (( ففروا إلى الله ))

إننا بالتوبة نفر إلى الله .. نفر من الهوى نفر من المعاصي ..

نفر من الذنوب .. نفر من الشيطان .. نفر من النفس .. نفر من الدنيا ..

نفر من الشهوات .. نفر من المال والجاه ..

نفر إلى الملك الذي بيده هذا كله

فإن رأى الخير أن يعطيك كل هذا أعطاك ..

وإن رأى الخير لك في أن يمنعه عنك ، منعك .. كما يمنع

الطبيب المريض شرب الماء خوفا على صحته إن الله يحمي عبده المؤمن

من الدنيا وهو يحبه كما يحمي أحدكم سقيمه الماء وهو يحبه ..


كيف نتوب ؟؟
حقيقة التوبة
هي الرجوع إلى الله .. ولا يصح الرجوع ولا يتم إلا بمعرفة الرب
بمعرفة أسمائه وصفاته وآثاره في النفس .. ولا يصح الرجوع إلا بأن
تعرف بأنك كنت فارا من الله أسيرا في قبضة عدوك .. أن تعرف لكي
تتوب .. أنه لا بد من اليقين بأنك ماوقعت في مخالب عدوك .. إلا
بسبب جهلك بربك .. وجرأتك عليه ..
فلا بد للتائب .. أن يعلم كيف وقع أسيرا ؟؟ ومتى وقع ؟؟
لابد للتائب .. أن يؤمن أن التوبة إنما هي عملية شاقة .. تحتاج إلى

مجهود كبير ويقظة تامة .. للتخلص من العدو ..

لابد أن تعرف أيها التائب .. مقدار الخطوات التي قطعتها بعيدا عن الله ..

وأن تعرف المجهود والعقبات التي لابد من الحرص على اقتحامها ..

للعودة إلى الصراط المستقيم ..

لابد أن تعرف أيها التائب .. أنك إنما أوتيت من قبل نفسك ..

وبسبب متابعتك لهواك ..

لابد أن تعرف أيها التائب .. أنك أوتيت من غفلتك عن الله ..

وعدم اعتصامك بحبله ..

لابد أن تعرف أيها التائب .. أنك إنما أوتيت من قبل حسن ظنك بنفسك ..

وسوء ظنك بالله ..

أخي التائب .. إذا تبين لك ذلك .. وعرفت أن في طاعة نفسك هلاكك

يوم ميعادك .. وأن في عصيان نفسك نجاتك في آخرتك .. فاعلم أن أول

الطريق : أن تقف مع نفسك وقفة .. بل وقفات .. فتعزم على تأديب

نفسك بخمسة أمور

أولا : الوعظ والتذكير

ألزم نفسك العزم على تأديب نفسك .. والمواظبة على توقيفها .. والإلحاح

على متابعتها .. والدوام على موعظتها وتذكيرها .. كرر على نفسك

الخطر الذي سيداهمها إن بقيت على ماهي عليه .. وأنها لا بد من المصير

إلى مولاها .. وأنها ستموت حتما .. وقد يكون الآن .. قل لها : يانفس

توبي قبل أن تموتي .. فإن الموت يأتي فجأة .. ذكرها بالأصحاب ..

مات فلان وفلان .. ذكرها لقد مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ..

فهل لك بعد ذلك من نجاة ؟!

يانفس .. سترين كل أعمالك يوم القيامة حاضرة ..

(( يوم تجد كل نفس ماعملت من خير محضرا،وما عملت من سوء ))

يانفس صبر ساعة ولا عذاب الأبد

يانفس هبّي إلى الجد .. إن قالت لك نفسك : في آخر العمر أتوب ..

وكثير من الشباب يقول هذا .. دعنا نستمتع بالشباب

حتى إذا بلغنا مبلغ المشيب تبنا كما تبتم وما يدريك أنك ستعيش ؟

أليس قد يكون اليوم آخرعمرك ؟!

فلم لا تشتغلين أيتها النفس بالإصلاح ؟!

ماالمانع من المبادرة يانفس ؟! ماالباعث على التسويف ؟!

هل له سبب إلا عجزك عن مخالفة شهواتك ؟!

لما فيها من التعب والمشقة ..

فهل يانفس تنتظرين يوما يأتيك تستطيعين فيه مخالفة الشهوات ؟؟

هل هذا معقول ؟

إن هذا يوم لم يخلقه الله .. لا تكون الجنة قط إلا محفوفة بالمكاره ..

ولا تكون النار إلا محفوفة بالشهوات ..

ولا يمكن أن تكون المكاره خفيفة على النفوس ..

هذا هو السبيل الأول للتوبة .. وقفة مع النفس ..

وقفة حقيقية مع الوعظ والتذكير

ثانيا : عزل النفس عن مواطن المعصية

قال صلى الله عليه وسلم

الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل .. رواه الترمذي ..

وقال علي بن أبي طالب :

لا تصحب الفاجر فإنه يزيّن لك فعله ويود لو أنك مثله ..

وقال بعض السلف :

إياك ومجالسة الأشرار فإن طبعك يسرق منهم وأنت لا تدري ..

أخي التائب أول مايبدأ من التوبة .. أن تغير رفاقك .. ثم تغير المكان
الذي كنت تعصي الله فيه .. إن الرجل الذي قتل تسعة وتسعين نفسا ..
قال له العالم : إن قومك قوم سوء .. وإن في أرض كذا وكذا قوما
يعبدون الله .. فاذهب فاعبد الله معهم ..
نعم إنك ينبغي أن تنتبه لذلك .. لأن قضية تغيير الرفقاء مهمة جدا ..

فأصحاب السوء لا يتركونك .. وخصوصا أن من روائهم الشيطان ..

(( ألم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا )) ..

نعم .. إن الشيطان لن يدعك تتوب .. سيجاهدك .. وسيقف لك

بالمرصاد .. وسيستعمل كل أسلحته من معارفك وأصدقائك .. الكل

سيجاهدك حتى نفسك .. ستبدأ تورد عليك النفس صور المعاصي

القديمة .. تجد نفسك راقدا مرة تراجع حفظك من سور القرآن أو تستمع

إليها .. فتفاجئك نفسك بصور الفتاة التي كنت تحبها ..

فتستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ..

وتتساءل من الذي أتى بها هنا .. وفي هذا الوقت بالذات ؟!

نعم .. اعلم أنهم لايدعونك .. ولذلك كل مايذكرك بالمعصية اتركه

واهجره .. واهجر أصدقاءك القدامى .. غير رقم الهاتف .. غير عنوان

المنزل إذا استطعت غير الطريق الذي تمر منه إلى المنزل .. وإذا قابلت

أحدهم فسلم عليك .. وسألك ماذا جرى لك ؟ فقل : عرفت الله .. وادع

الله أن يتوب عليه كما تاب عليك .. فإذا قلت : إنني قد أنفره من سلوك

الطريق القويم .. قلنا لك : المهم أن تنجو بنفسك أولا .. ثم عندما تثبت

أقدامك ستعود حتما .. تعود لتمد له يد العون بقوة أما إذا مددت له تلك

اليد الآن .. ولم تثبت أقدامك بعد .. وبادلته الحديث .. فسوف يذكرك

بأيام معاصيك .. فيدخل الوهن في قلبك .. سيقول : إنك قد جننت فأنا

أعرفك أكثر من نفسك .. إنك لست من هذا الطراز .. هل أنت من

مرتادي المساجد ؟ أتذكر اسم الفتاة التي كنت تحبها .. وما كنت تقول ..

وماذا كنت تفعل فهل يترك هذا عاقل ليكون مع هؤلاء المعقّدين ؟!

فإذا حدث وقابلت أحدهم فلا تتبسط معه .. فإذا قال لك : إنني أريدك أن

تأتي معي في أمر ، فقل له : إني سوف أحضر درس علم .. فإذا قال :

إذا غدا ، فقل له : غدا سأقوم الليل ، فإذا قال : بعد غد ، فقل : إنني

أنوي أن أختم القرآن بعد غد .. فييأس منك ويتركك .. أو سيقول اهتدى

والله فيصحبك ويتبعك ..

ثالثا : علاج النفس بالصوم

إن البطن إذا أكلت .. أشِرَت وبطرت .. وإذا صامت انكسرت .. وقل

نشاطها .. وعادت إلى ربها .. فأدمن الصيام كما أوصاك النبي عليه

السلام .. قال : (( فمن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء )) ،،

أي قاطع للشهوة .. فامنعها ملذاتها..

رابعا : أن تأخذ من نفسك الراحة وتنزل بها التعب

إن نفسك تعمل .. فإن لم تشغلها بالحق .. شغلتك بالباطل .. إنك إذا

أتعبت جوارحك في طاعة الله عز وجل .. أتعب الله الكائنات في

خدمتك .. إن مشكلتنا اننا لم نجرب التعب لله .. جربنا فقط التعب من

أجل الدنيا .. ولم نحصّل شيئا ورغم ذلك لم نكف عن مواصلة التعب في

الدنيا .. التعب للزوجات .. والأبناء .. وللنفس .. وللهوى .. ولكل شيء

ماعدا الله سبحانه وتعالى ... فلنجرب الآن نوعا جديدا من التعب ..

التعب لله عز وجل .. قيل لبعضهم ماذا تشتهي ؟ قال : أشتهي أن أقوم

حتى لا أقدر أن أقوم .. أود أن أقف في الصلاة حتى لاأستطيع القيام ..

أريد أن أسجد حتى تنقطع أنفاسي .. أريد أن أركع لله حتى تشكو

عضلاتي أريد أن أصوم لله حتى أشرف على الهلاك من الجوع ..

إن التعب غير مقصود لذاته .. وإنما المقصود إذلال النفس لله ..

وانكسارها له .. أما إذا أعطيت نفسك مطلوبها بغير عناء .. فستقودك إلى

الكفر بنعم الله .. ستقودك إلى جهنم .. ولكن إذا ألفت نفسك الطاعة ..

أنفت من المعصية .. وإذا أدمنت حب الله والانقياد لأوامره .. تركت

الذنوب .. ومن يتصبر يصبره الله .. والله المستعان ...

خامسا : تحطيم الأصنام

الأهواء..أصنام تعبد من دون الله لذلك قال تعالى :

(( أرأيت من اتخذ إلهه هواه))

فالربا صنم .. والزنا صنم .. والتبرج صنم .. وأكل أموال الناس بالباطل

صنم .. وحب المظاهر والزينة الحرام والافتخار والاستعلاء على الناس

صنم .. وكل ماتهواه النفس مما يُغضب الله صنم .. ولا تصفو التوبة ولا

تقوم لها قائمة حتى تتحطم هذه الأصنام .. فتوبة مع تواجد هذه الأصنام

في أغوار النفس .. توبة مغشوشة ..

لماذا لا نتوب ؟؟

إننا لا نتوب توبة نصوحا لوجود عوائق في طريق التوبة ..

العائق الأول : تعلق القلب بالذنب

القلب قد يتعلق بالذنب .. يتعلق بامرأة ..يتعلق بمال .. بحب

النفس ..يتعلق بشيء من الذنوب والمعاصي ..والقلب إذا تعلق بشيء ..

عز اقتلاع هذا الشيء منه ..

العائق الثاني : استثقال التوبة واستصعاب الإلتزام

وهذا من فعل الشيطان والنفس الأمارة بالسوء ..بعض الناس إذا قلت له :

تب.. قال لك : إن هذا من العسير ..فيقول أحدهم مثلا : إنني منذ عرفت

عيناي الرؤية وأنا أنظر إلى النساء فكيف أتوب الآن ؟؟ كيف أنتهي عن

الكذب والنميمة .. وهكذا ..

العائق الثالث : الاعتذار والتعلل والبحث عن المبررات وتزيين الشيطان

من أخطر عوائق التوبة : تزيين الشيطان ..عندما تقول لامرأة : إنك

متبرجة .. لم لا ترتدين الحجاب ؟ تقول لك : إنها الظروف .. فزوجي لا

يرضى .. أو أبي لا يرضى .. إنه الهوى

أو مايسمى بالمنطق التبريري ..

(( أفمن زُيّن له سوء عمله فرآه حسنا )) ..

العائق الرابع : الاغترار بستر الله وتوالي نعمه

فإذا أذنب العبد الذنب وستره الله .. يظن إنما السر بحسن تخطيطه .. ولم

يفكر أن القضية ليست بحسن التخطيط .. وإنما القضية بستر الحليم

عليه .. وعلاج هذا بالخوف من العقوبة .. والعلم بان الإمهال ..

استدراج .. قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح :

إذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا على معاصيه مايحب فإنما هو استدراج

أخرجه الإمام أحمد ..

وقال تعالى :

(( سنستدرجهم من حيث لا يعلمون ، وأملي لهم إن كيدي متين ))

فتجد الشاب قد فعل كذا وكذا ، وستره الله .. ويطلب من الله الرزق

فيعطيه .. فإياك أن تظن أن إجابة الله لدعائك كرامة ..

فقد يعطي الله العبد ما يطلبه وهو يكرهه .. ليكون فيه

هلاكه .. أليس الله قد أجاب دعوة إبليس وهو أبغض خلقه إليه .. عندما

قال له إبليس :

(( قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون ، قال فإنك من المنظرين )) ..

ألا تتدبر قول الله تعالى : (( إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ))

ولا يأمن مكر الله إلا القوم الفاسقون ..

العائق الخامس : تعلق الذنب بأحكام يخشى العاصي منها بعد التوبة

فإذا زنى الشاب .. وهو يعرف هذه الآيه (( الزاني لا ينكح إلا زانية ))

فيقول : إذن لن أتزوج .. فإن من أتزوجها لابد أن تكون زانية .. ويظن

مثلا أنه لو تاب يُرجم .. ويقام عليه الحد ، فيقول : دعني مع الذنوب

إذن .. من سرق مالا يُؤمر بعد التوبة أن يرد المظالم .. فيرى أنه لن

يستطيع ذلك .. فيقول : دعني لا فائدة وهكذا .. ولكن لا يجب الاستسلام

لتلبيس إبليس .. فإنه يصنع من الذنب خندقا يحاصرك فيه

فلا تخرج من الذنب أبدا ..

العائق السادس : الابتلاءات التي تقع على التائب بعد التوبة

بعض الناس يرى العداء ويفاجأ بأن الدنيا قد اشتعلت من حوله .. فيعود

من حيث أتى .. ولكن اعلم قول الله تعالى :

(( ولينصرن الله من ينصره ))

هذه سنة الله الكونية ، أن يكون العداء في البداية .. ثم يكون ظهور

الحق .. قال الإمام الشافعي : (( لا تمكين حتى يُبتلى ))

الكل سيعلم أنك على الحق ..

وقد قيل سابقا :

إذا عزم العبد على ترك الآثام .. أتته الفتوح ..

العائق السابع : العصرة التي تصيب قلب التائب

يقول ابن القيم : (( ها هنا دقيقة ، قلّ من يتفطّن لها إلا فقيه في هذا

الشأن .. وهي أن كل تائب لا بد له في أول توبته من عصرة وضغطة

في قلبه .. من همّ أو غم .. أو ضيق أو حزن )) ..

يجب أن تشعر بهذه العصرة عندما تتوب .. ويقول أيضا : (( لقد كانت

الذنوب محبوباته .. أنيسه في وحشته .. فعندما يتوب سوف يفقد هذا

الأنيس .. سوف يفقد أشياء كان يحبها .. سيتألم لفراق عيوبه التي لازمته

ردحا من الزمان .. فينضغط قلبه .. وينعصر لذلك .. ويضيق صدره ..

فأكثر الخلق يتوبون ثم ينكثون على أعقابهم .. ويعودون إلى المعاصي من

أجل هذه المحبة .. والموفّق يعلم أن الفرح والسرور واللذه الحاصلة عقيب

التوبة ، تكون على قدر هذه العصرة .. فكلما كانت العصرة أقوى

وأشد..كانت الفرحة واللذة بالتوبة أكمل وأتم ))

والسؤال : لماذا ينتاب المرء هذه العصرة ؟؟

والجواب : أبشر .. إن هذه العصرة دليل على حياة قلبك وقوة استعداده ..

فلو كان قلبك ميتا واستعدادك ضعيفا لما انعصر .. واعلم أن الشيطان

لص القلب المعمور بالإيمان .. إنه لايذهب مثلا إلى الملهى .. فمن يجلس

هناك ليس في قلبه ما يُسرق ..

إنما يقصد المكان المعمور من أجل السرقة ..

لما قيل لابن عباس : إن اليهود يقولون : نحن لا نُوَسْوَسُ في الصلاة ..

قال : سبحان الله كيف يوسوس الشيطان لشيطان .. هم شياطين ..

والشيطان لص الإيمان .. فهو يقصد المكان المعمور .. أما المكان الخرِب

فلا يرجو أن يظفر منه بشيء .. فيوسوس مثلا لمن لبست الحجاب ..

ماالذي دفعك لهذه الفعلة الشنعاء ؟ أما انتظرت حتى تتزوجي ؟! ويوسوس

لمن إلتزم .. أما كنت انتظرت قليلا قبل الإلتزام حتى تكوّن نفسك ؟؟؟

يقول ابن القيم : ولكن إذا صبر على هذه العصرة قليلا .. أفضت به إلى

رياض الأنس .. وجنات الانشراح .. وإن لم يصبر انقلب على وجهه ..

خسر الدنيا والآخرة وذلك هو الخسران المبين ..

علامات التوبة المقبولة

أولا : أن يكون بعد التوبة خيرا مما كان قبلها

علامة قبول التوبة .. أن تكون بعد التوبة خيرا مما كنت قبل التوبة ..

كالمداومة على الطاعات وفعل الخيرات .. فإن التفريط في الطاعات بعد

التوبة .. دليل على أنك سوف تنكص على عقبيك .. وأن الله لم يقبل

توبتك .. وهذا علامة على أنك ستعود إلى الذنب حتما ..

ثانيا : أن يخاف من العودة إلى الذنب

لا يأمن مكر الله طرفة عين .. فالمؤمن ينظر إلى ذنبه كأنه في أصل جبل

يخشى أن يهوي فوق رأسه .. والمنافق ينظر إلى ذنبه كأنه ذبابة وقعت

على أنفه .. فقال بها هكذا .. قال تعالى : (( أفأمن أهل القرى أن يأتيهم

بأسنا بياتا وهم نائمون ، أو أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم

يلعبون ، أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون )) ..

ثالثا : انخلاع القلب وتقطعه ندما وخوفا من العقوبة العاجلة والآجلة

قال الله تعالى : (( وعلى الثلاثة الذين خلّفوا حتى إذا ضاقت عليهم

الأرض بما رحبت ، وضاقت عليهم أنفسهم ، وظنوا أن لا ملجأ من الله

إلا إليه ، ثم تاب عليهم ليتوبوا )) ..

رابعا : كسرة خاصة لاتحدث إلا للتائب

ليس شيء أحب إلى الله من هذه الكسرة ، والخضوع والتذلل والإخبات ..

والانطراح بين يديه .. والاستسلام له .. وما أحلى قوله في هذه الحالة ..

(( إلهي .. أسألك بعزك وذلي إلا رحمتني .. أسألك بقوتك وضعفي ..

وبغناك عني وفقري إليك .. هذه ناصيتي الكاذبة الخاطئة بين يديك ..

عبيدك سواي كثير وليس لي سيد سواك .. لا ملجأ ولا منجا منك إلا

إليك .. أسألك مسألة المسكين وأبتهل إليك ابتهال الخاضع الذليل ..

وأدعوك دعاء الخائف الضرير .. سؤال من خضعت لك رقبته .. ورغم

لك أنفه .. وفاضت لك عيناه .. وذل لك قلبه .. ))

إخوتي في الله .. إن التوبة ليست كلاما ..

فالتائب .. صادق العبارة .. جياش الفؤاد .. بين الرجاء والخوف .. وبين

النجاة والهلاك .. في قلبه حرقه .. وفي وجدانه لوعة .. وفي وجهه

أسى .. وفي دمعه أسرار .. بين الإقبال والإعراض .. فقد ذاق العذاب

في البعد عن الله .. وذاق النعيم حين اقترب من الله .. له في كل واقعة

عبرة .. إن رأى جَمْعاً تذكّر القيامة وإذا رأى مذنبا بكى عليه خوفا من

ذنوبه .. وإذا رأى نعيما خاف أن يُحرم الجنة وإذا راى نارا ظن أنه

مُواقعها ... يجد للطاعة حلاوة .. وللعبادة طلاوة .. ويجد للإيمان

طعما .. وللإقبال لذه .. يكتب من الدموع قصصا ..

وينظم من الآهات أبياتا .. ويؤلف من البكاء خطابا ..

أخي .. إن الباب مفتوح .. والفرصة مازالت سانحة .. وأمامك عطاء

مقبول .. قل : تبت .. والله يقبل توبتك .. فاستعن بالله ولا تعجز .. فإن

النصر مع الصبر .. والفرج مع الكرب .. وإن بعد العسر يسرا ..

اللهم إنا نسألك توبة نصوحا .. نذوق بها برد اليقين .. وطعم
الإخلاص .. ولذة الرضا .. وأُنْسَ القبول ..

والسلام عليكم

المعترض 28/09/2003 07:29 PM

جزاك الله الف خير .



وجعله في موازيين حسناتك ان شاء الله .




والسلام .

صدى الليل 28/09/2003 11:45 PM

جزاك الله خير أخوي عاشق الرصاص

الحاتمي 29/09/2003 02:02 AM

الـحـاتـمـي ..


مــر مــن هــــنــــا ....


ويـقـول : الله يجزاك خير ...


الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 08:44 PM.

Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd