صديقي الوفي ... يقترب من الموت
بسم الله الرحمن الرحيم

أصيب صديقي الوفي العزيز بنوبة صحية غريبة ومذهله

تعرض لها بشكل مفاجئ ... ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

وعلى الفور لا التراخي ... توجهت بهِ نحو احدى العيادات الطبية المشهورة .. ذات

الصيت الطيب والسمعة المحترمة .

حملت صديقي المُخلص على عاتقي مسرعاً نحو العيادة لعرضة على الدكتور

المختص ... ويعرف أين يكمن الخلل .

دخلت على الطبيب الجراح ... فطلب مني أن أضع صديقي على الفور فوق

السرير ... وأن أقوم بتمديده .

طلب مني الطبيب الجراح الرجوع للخلف قليلاً ... حتى يتسنى له فحص صديقي

بمزاج و " مخمخه " .

واستجبت فعلاً لأموامر الطبيب الحذق ذو الخبرة الطويلة ... حسب ما سمعت عنه

من بعض الأصدقاء .

وكنت حينها استرق النظر ... فرأيت الطبيب الجراح يُقلب صديقي يمنيناً وشمالاً

ويدقق النظر فيه ملياً !!


فجأة !! هز الطبيب رأسه بأسف ... وقد بدأت على وجهة علامات الاسى

فنخلع قلبي وأنا واقفٌ في مكاني ... حيث لا أعرف ما الذي حل بصديقي

الطيب الوفي .

نادى عليّ الطبيب وأخبرني بحزن أن صديقي يعاني من أزمة قلبية حادة جداً

وأنه يحتاج لتغيير قلب في أسرع وقت ممكن ... وإلا سيكون في اعداد ا

لأموات ... ولا حول ولا قوة إلا بالله .

حزنت كثيراً على صديقي ... وعلى قلبه الطيب المُتعب

فتذكرت تلك الليالي الجميلة التي قضيناها سوياً

وتلك البلاد التي طالما سافرنا سوياً إليها

وتلك الحكايا العذبه التي طالما امتعني بها

وتلك الأفكار الكثيرة التي كان يساعدني في ترجمتها إلى مقالات

وتذكرت تلك العشرة الطيبة وصبره الكبير وتحمله إياي .

فطلبت من الطبيب الجراح ... أن يعمل العملية على الفور ... ولكنه ازعجني حينما

قال لي أن العملية سوف تستغرق يومين كاملين أو أكثر ... وهذا على وجه

السرعة القصوى !!

وأنه قد عمل الكثير من هذا النوع من العمليات ... وأنه لا يوجد لديه أية مشاكل

سوى طول الوقت المذكور .

رضيت بواقع الأمر ... وأعطيت الطبيب رقم هاتفي ... وقبلت صاحبي المُمدد

على السرير الأبيض ... ثم وصيت الطبيب بهِ خيراً ... ثم مضيت لحال سبيلي .

وبعد مرور يوم واحد فقط ... اتصل بي الطبيب الجراح يُخبرني أن صديقي

يواجه متاعب جديدة ... وأن صحته أخذت تتدهور بشكل سيئ ... وأنه يحتاج

لتغير بعض الأعضاء داخل صدره ... لأن ضرر القلب قد أمتد إليها ... ولأن القلب

كما ذكر هو سيد الأعضاء والجسد ... وأن اضراره لابد أنها تصل بعض الأعضاء

الصغيرة التي تجاورة .

فأبلغت الطبيب أن يستمر بإداء العملية ... وأن يفعل كل ماهو بوسعه لأنقاذ

صديقي الوفي الطيب .

فذكر لي الطبيب أن تكاليف العملية سوف تزيد ... وأن الفاتوره سوف ترتفع

أرقامها لتساع أمر العملية ... وبسبب القطع التي سوف يضعها في صدر

صديقي المخلص .

توضيح بسيط :

- صديقي هو جهاز الكمبويوتر الخاص بي .
- العيادة هي الورشة الفنية لتصليح الأجهزة .
- الطبيب الجراح هو الفني المختص بتلك الأجهزة .

توضيح هام :
لا يزال جهازي يرقد على ذلك السرير الأبيض !