
31/08/2003, 02:46 AM
|
زعيــم متواصــل | | تاريخ التسجيل: 13/08/2003
مشاركات: 70
| |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قتل باقر الحكيم و سياسة خلط الأوراق
عملية تفجير السيارة المفخخة التي راح ضحيتها المرجع الشيعي العراقي محمد باقر الحكيم رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية وأكثر من 80 قتيلا تعكس في إطارها العام حالة الإنفلات الأمني التي تسود العراق في مرحلة ما بعد سقوط النظام السابق كأحد تداعيات الإحتلال الأمريكي. ولعل هناك أكثر من طرف ما بين مستفيد من عملية الإغتيال و موظف لها في مسعى لخلط الأوراق في سياق حرب المواقع والمصالح وتصفية الحسابات، بقطع النظر عن منفذ العملية، بالنظر إلى تعقيدات المشهد العراقي وتناقضاته، ومصالح الأطراف الداخلية والخارجية المتورطة في صناعة الأزمة في العراق. وبعيدا عن البحث والتنقيب عن الفاعل، نحاول فرز المشهد العراقي :
- يحظى المجلس الأعلى للثورة الإسلامية قاعدة شعبية وجناح مسلح مؤلف من 10 إلى 15 ألف عنصر مدرب بقيادة عبد العزيز الحكيم، الشقيق الأصغر لمحمد باقر. ويتمركز المجلس الأعلى في طهران وهو الحزب الإسلامي الوحيد الذي انضم إلى المساعي الأمريكية لإطاحة نظام صدام حسين وشارك في اجتماعات واشنطن خلال صيف 2002. وبدأ يؤكد وجوده منذ سقوط النظام البعثي في 9 نيسان/ابريل 2003 وخاصة في المدن ذات الغالبية الشيعية القريبة من الحدود الإيرانية حيث يتجمع العائدون من فيلق بدر، الميليشيا المؤلفة من المنفيين العراقيين إلى ايران والذين تلقوا تدريباتهم على يد حراس الثورة هناك. وينقسم الشيعة في العراق العناصر العلمانية من الطبقات الوسطى والعمالية في المدن والذين يتعاطفون مع الأحزاب الدينية، وشيعة العراق العلمانيون غير منظمين سياسيا لكن حضورهم كان طاغيا في الخمسينات في صفوف الحزب الشيوعي ومنتسبيه. في الريف يوالي العديد من الشيعة غير العلمانيين زعماء العشائر أكثر من المسؤولين الدينيين. أما الشيعة المتدينون فيتميزون بحسن التنظيم وينقسمون بدورهم إلى أربع مجموعات رئيسية. الغالبية تتبع عائلة الصدر التي يقودها اليوم مقتدى الصدر وهو شاب حيوي في الثلاثين من عمره اغتيل والده في شباط/فبراير من العام 1999. ويتمتع المجلس الأعلى للثورة الإسلامية بقاعدة شعبية في المدن الشرقية القريبة من الحدود مع إيران بينما يسيطر حزب الدعوة في الوسط خاصة في الناصرية والبصرة. أخيرا يوجد قسم من الشيعة مناصرون لآية الله علي السيستاني وهو من الوجوه الصوفية، وزنه السياسي أقل مما يوحي به موقعه الكبير داخل طبقة "مراجع" الشيعة. ويتميز المجلس الأعلى بدرجة عالية من التنظيم وقدرات عسكرية وعلاقات متقلبة مع واشنطن. تم تأسيسه في طهران عام 1982 على يد السيد محمد باقر الحكيم وغيره من "العلماء" المنفيين، وسرعان ما ناصب صدام حسين العداء. اجتمع المجلس الأعلى لمرات عديدة مع المؤتمر الوطني العراقي المدعوم من واشنطن في خريف وشتاء 2002، 2003 ، لكن الولايات المتحدة لم تعد مرتاحة لهذا التحالف نظرا إلى العلاقات الوثيقة للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية مع الفئات الإيرانية "الأكثر تشددا". فقد أبعدت واشنطن فيلق بدر عن الحرب على صدام وقبلت بمشاركة الميليشيات الكردية. إن نفوذ المجلس محدود في واقع الأمر، ومع أن لديه عناصر في الجنوب كله إلا أن غالبية المساجد والمستشفيات في بغداد الشرقية والكوفة وغيرها من المدن تحت سيطرة حركة مقتدى الصدر الذي يرفض أي اتصال مع الولايات المتحدة. ويلمح إلى أن آل الحكيم جبناء فروا من نظام صدام إلى طهران فيما واجهت عائلة الصدر الأخطار داخل العراق. ويبقى أن نذكر أن المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق حزب براغماتي ومستعد للتعامل مع الولايات المتحدة .
- الروح الإنتقامية التي تطبع تحركات فلول النظام السابق وما تبقى من البعثيين الموالين للرئيس المخلوع صدام.
- السمة الطائفية للحكم الإنتقالي العراقي، الذي أخضع جميع ترتيبات الحكم والسياسة (تشكيلة الحكم وتوزيع الحقائب الوزارية) لحسابات طائفية مذهبية ضيقة ويعد هذا أول سابقة في تاريخ نظام الحكم في العراق، بدل اعتماد التمثيل من خلال المحافظات والأقاليم مثلا، وكأنه اعتراف رسمي بالتوجهات الطائفية التي يريد البعض تغذيتها والعمل على ترويجها والتمكين لها.
- الفوضى العارمة التي ترتبت عن الإحتلال الأمريكي والتي تسببت في حدوث انفلات أمني غير مسبوق.
- عراق اليوم، محطم البنية التحتية، لا ماء نظيف ولا كهرباء. مظاهر النهب والقتل وحالات الإغتصاب منتشرة في كافة أنحاء العراق. وعلى الرغم من الحرارة المحرقة، يفضل السكان في العراق غلق نوافذهم مخافة السراق. وفي ظل عدم الأمان، التشرد، والبؤس، تبدو الولايات المتحدة وحلفاءها منشغلة في بيع الشحنات الأولى من النفط الخامّ إلى الشركات البريطانية والأمريكية. كما دمَر القصف محطات توليد الطاقة ومصافي ومستودعات مخازن النفط، وتجهيزات المياه، كما أن إمدادات المياه والتجهيزات الصناعية تلوثت بالمواد الكيمياوية السامة في بعض المناطق. وقد دُمر نظام إمداد المياه بالكامل أثناء حرب الخليج الثانية.
والأنظمة الأخرى التي لم تتأثر مباشرة بالقصف، عانت وتضررت من قلة الكهرباء.. والجهود العلاجية طويلة المدى لمواجهة التلوث في البلاد، أُعيق بسبب القصف، حيث أوقف بناء تجهيزات السيطرة على التلوث الصناعي، وكذا تجهيزات معالجة المياه القذرة.. وإن البنية التحتية في حالة متقدمة من الخراب، بينما اختفى القطاع الإجتماعي بالكامل. في حين لم تعد مصانع معالجة المياه وشبكة التوزيع تعمل بشكل صحيح.
- وبالتوازي مع تحطيم البنية التحتية، تعززت محاولات تهشيم النسيج الإحتماعي وإثارة الفتن الطائفية والمذهبية بين المجتمع العراقي الواحد، في مسعى لتحطيم المجتمع العراقي بعدما جرى العبث بتراث العراق وتاريخه من خلال عمليات السلب والنهب.
--------------------------------------------------------------------------------
اللهم حرر قدسنا المحتل وحرر عراقنا المحتل ولا تقم لليهود والصليبيين ومن والاهم قائمة فيه
أبو لجين إبراهيم |